ترجمة لحياة بعض الساخطين والمتمردين على أوضاع مجتمعهم، وهم بن حزم وبن تيمية وجمال الدين الأفغانى وعبد الله النديم ورفاعة الطهطاوى، عارضاً جوانب حياتهم الشخصية ولجهودهم فى سبيل تطوير المجتمع كلاً فى المجال الذى يعمل فيه سواء السياسة أو الدين أو الإصلاح الاجتماعى
الكاتب الكبير محمود عوض أحد أعمدة الصحافة المصرية في دار أخبار اليوم ولقبه إحسان عبد القدوس بـ"عندليب الصحافة" وتميز أسلوبه بالبساطة والرشاقة والانحياز لهموم المواطن العادي�,� كما التزم بتوجه قومي عربي� وكان من المقربين من الثلاثي الغنائي المصري الكبير أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ، كما كان مقربا من الصحفيين المصريين على أمين ومصطفى أمين وعمل بصحيفة "أخبار اليوم" التي أسساها عام 1944.وألف عوض كتابين شهيرين هما "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد" و"عبد الوهاب الذي لا يعرفه أحد" كما كان من نخبة الكتاب المختارين فى كبريات الصحف العربية مثل الحياة اللندنية والرياض السعودية والاتحاد الإماراتية، وكتب للإذاعة المسلسل الوحيد الذى قدمه عبد الحليم حافظ وهو "أرجوك لا تفهمنى بسرعة". وأذاعت إذاعة "الشرق الأوسط" المصرية هذا المسلسل في اكتوبر أول عام 1973، خلال شهر رمضان، وهو المسلسل الاذاعي الوحيد الذي قام عبدالحليم حافظ ببطولته، وصاحبت ذلك حينها ضجة إعلامية كبيرةوعمل الراحل بالكتابة السياسية فى عدد من الصحف المصرية أيضا وألف كتابا عن هزيمة عام 1967 بعنوان "ممنوع من التداول" كما ألف كتابا بعنوان " وعليكم السلام" وكتابا بعنوان "متمردون لوجه الله" وكان الفقيد قد وافته المنية واكتشفت جثته بعد يومين بالصدفة لأنه يعيش بمفرده واكتشفت الوفاة بالصدفة حيث كان للفقيد مقال فى صحيفة اليوم السابع, وهو ما جعل الجريدة تتصل به أكثر من مرة ولم تتلق رداً مما جعلهم يشعرون بالقلق عليه . وأرسلت الجريدة من يطمئن عليه فى بيته ولكنه لم يجيب, فاتصلوا بشقيقه الذى حضر على الفور وأحضروا الشرطة, واكتشفوا وفاته من يومين قد كان عوض خلال عقود القرن الماضي مركز دائرة واسعة لنجوم السياسة والصحافة والفن، تمتع بعلاقات مميزة مع صانعي القرار في تلك المرحلة وتولى مناصب قيادية صحفية نجح فيها، منها الفترة التي تولى فيها رئاسة تحرير صحيفة "الأحرار" المعارضة في أوج توهجها وكانت مقالاته وموضوعاته تنشر بانتظام في صحيفة "أخبار اليوم" عندما كانت توزع أكثر من مليون نسخة في عهد مصطفى أمين، وله العديد من الكتب التي زينت المكتبة العربية السياسية والانسانية. وتميز عوض بصداقة مع المطرب الراحل عبدالحليم حافظ، جعلته ينفرد بالكثير من أسراره وتفاصيل حياته وتعكس حالة الوفاة لكاتب كبير دون أن يعلم به أحد، صورة غير جيدة للمشهد الاعلامي والصحفي في مصر
من أكثر الأوقات حزنا لي هي أن أبدأ كتابا بانطباع إيجابي و توقعات عالية، ثم يخيب ظني بشكل كبير في آخر الكتاب.
مقدمة الكتاب مبهرة، رائعة. أعجبني تقديمه لفكرة التمرد في إطار الخروج عن المألوف إلى الأفضل. لكنه ما إن بدأ يتحدث عن الشخصيات، بدأت توقعاتي تتحطم شيئا فشيئا. على الرغم من ثقل المعلومات التي يقدمها و كثافتها، إلا أن أسلوب قص مسيرات الأشخاص لم تكن بجاذبية طرحه في المقدمة. شعرت بالملل و الضياع كثيرا أثناء القراءة.
مثلا، في سياق حديثه عن الشخصيات، يخرج عن السياق بشكل كبير لتوضيح السياق التاريخي الذي عاصرته الشخصيات بتفصيل كبير و ممل!. أتفهم أهمية مثل هذا التقديم المعلوماتي ليحيط القارئ بالصورة، لكن من المهم أيضا ربط الأحداث بمحور الحديث (الشخصية) بشكل مستمر كي يبقى القارئ في الصورة. في أحيان كثيرة و بعد مرور العديد من الصفحات، كنت أقلب الصفحات أبحث عن عنوان الفصل لأتذكر الشخصية التي يتحدث عنها و لمحاولة فهم العلاقة بين الأحداث و الشخصية، دون جدوى.
بصياغة أخرى: الكتاب به الكثير من المعلومات، لكن فيما عدا المقدمة، لم تقدم بشكل مناسب لهدف الكتاب أو ممتع/جذاب.
--
تعلمت:
- بعد نفي ابن حزم، أحرقت جميع كتبه و انقلب عليه أقرب الناس إليه (بما فيهم ابنه) لمحاربة أفكاره. و مع ذلك، لم يعدل عنها أو يستسلم في صراعه.
--
اقتبست: كل ما اقتبسته كان من المقدمة، عدا الاقتباسات الثلاث الأخيرة.
"الحياة تحتفظ للمتمردين غالبا بعذاب أكبر من ذلك، و زمن أطول من ذلك، قبل أن تصحح لهم رؤية الناس عنهم."
***
"يحتاج كل مجتمع إلى عدد من أعضائه يقومون بمهمة دق جرس الخطر. جرس الإنذار. الإنذار ضد خطر الاستسلام للأمر الواقع، و الرضا بما هو قائم، و الإيمان بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان."
***
"من الواقع يبدأ التمرد.. و من التمرد يبدأ التغيير."
***
"إن التمرد هنا ليس هو كل شخص يتحدى الواقع.. فاللص و القاتل و المختلس، هم أنماط متمردة على القانون. و هم بتمردهم هذا يتحولون إلى قوة لكيان المجتمع نفسه. لا، ليس هذا هو التمرد. إن التمرد الذي يتناوله هذا الكتاب .. هو أولا التمرد لحساب قضية عامة، و ليس لمنفعة فردية. و هو تمرد لحساب مجتمعنا بأكمله، و ليس لحساب نزوة فرد أو طمع فئة. و هو أخيرا تمرد يستهدف في النهاية زيادة كفاءة مجتمعنا على التعامل مع تحديات عصره."
***
"إن المجتمع هو، كالفرد، لديه استعداد للخير و الشر معًا، للصمود و الاستسلام، للواقع و الخيال، لتحقيق الأفضل و الرضا بما هو أسوء. و المجتمع هو، كالفرد، يسمو و يرتفع، بقدر إصراره هو، و إرادته هو، في تغيير واقعه إلى الأفضل."
***
"إن الاحتجاج هو جزء كامن في التجربة الإنسانية. فمن اللحظة الأولى لولادتنا، نحن جميعا نولد بصرخة احتجاج في أفواهنا. إن بعضنا يكتفي بها، و لكن بعضنا لا يتوقف عن الاحتجاج بطريقة أو بأخرى من لحظة ولادته.. حتى لحظة موته."
***
"إن التاريخ يخبرنا بأن كل الإنجازات الرائعة في حياتنا الآن، تمت بفضل أناس تمردوا في الماضي. و طوال تمردهم كانت السلطة تضطهدهم، أو تحاربهم، أو تقتلهم في بعض الأحيان."
***
"إننا بغير حرية لا نستطيع السعي إلى الحقيقة؛ و بغير الحقيقة تصبح حياتنا مجرد تسجيل أقدمية زمنية."
***
"و لقد كان السؤال المستمر دائما في التاريخ الإنساني هو: إلى أي حد يستطيع الإنسان أن يضحي بحريته ثمنا لرغيف من الخبز؟"
***
"إن مجتمعنا العربي كله قد فقد نهضته يوم فقد حريته. يوم انزلق إلى حالة دائمة من الرضاء عن النفس. يوم تسرب إليه من الداخل اقتناع بأن التمرد هو ترف لا ضرورة له."
***
"حان الوقت لكي نؤمن بأننا، أفرادًا و مجتمعات، يجب أن نكون أفضل و أقوى و أكثر إيمانا مما نحن عليه. أكثر إيمانا بأنفسنا أولا، و بقدرتنا على صنع مستقبلنا بأيدينا ثانياً. و بأن هذا المستقبل لن يولد إلا إذا حلمنا به، و سعينا إليه، و دفعنا الثمن الضروري من أجله."
***
"إن دارس التاريخ هو سياسي أدار وجهه إلى الخلف؛ بينما المفكر السياسي هو مؤرخ حول وجهه إلى الأمام. إن التاريخ هو بالضرورة سجل بسلوك البشر. و إذا لم يكن هذا السلوك في الماضي محلا للدراسة و الفهم و الفحص و التأمل، فإننا نصبح مهددين بعدم الاتجاه إلى مستقبل أفضل من الماضي، و لكن إلى نسخة كربونية أخرى من هذا الماضي."
***
"و لكنهم تمردوا على هذا الواقع بهدف تغييره، لكي يصبح محققا لكل الآمال. إنهم في تمردهم هذا، كانوا في الحقيقة أكثر إيمانا بمجتمعنا من السلطة القائمة فيه."
***
"لم يكن ابن تيمية جزءا من عصره. كان استثناء ضده و احتجاجا عليه."
***
"إن النصر و الهزيمة هي أولا إيمان عقلي بضرورة النصر أو بحتمية الهزيمة."
***
يقتبس ابن تيمية: "أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم، و نصف متفقه، و نصف متطبب، و نصف نحوي. هذا يفسد الأديان، و هذا يفسد البلدان، و هذا يفسد الأبدان، و هذا يفسد اللسان."
ما أعظم من اختارهم محمود عوض لتدارس سيرتهم في هذا الكتاب! سأكتب هنا بعض الصور الذهنية التي كونتها عن كل شخصية:
ابن حزم: سبق زمنه في افكاره و توعيته للمجتمع وجاء دوره الارشادي مهما في فترة اضمحلال الحضارة الأندلسية.
ابن تيمية: الرجل الذي ظلمه اهل التشدد, الا ان تاريخه يملك بريقا اخاذا. هو ليس فقط فقيها عالما كافضل ما يكون, بل هو ايضا فارسا مجاهدا كأشجع ما يكون. عندما مات خرج في جنازته 200 الف من الرجال و 15 الف من النساء و تعطلت الحياة في دمشق. لم يكن الناس يبجلونه من اجل علمه و فقه. بل ايضا لأجل ما مثله لهم من قيم الدفاع عن الحق و العدل و البعد عن الخرافات و الضلالات.
رفاعة الطهطاوي: في أول بعثة ابتعثها محمد علي الى بلاد الفرنسيس لنقل العلوم الى البلد و بدأ مرحلة التنوير. كانت البعثة تضم أربعة أئمة. لا نتذكر فيهم الا رفاعة الطهطاوي, لانه كان مختلف عن بقية زملائه بتفتح ذهنه لكل ما حوله. ايضا لفت نظري في معظم كتاباته انه تأثر مما شاهده في باريز. لكنه التأثر الناتج عن الاعجاب و الرغبة في نقل كل ما يصلح من هذا التقدم الى بلاده, و ليس الانسلاخ و التأفف من اصله.
جمال الدين الأفغاني: مجاهد حقيقي. لكن هذه المرة لا يجاهد بالسيف أو الخيل. بل بالفكرة و المبدأ. ليس همه الشهرة قدر نشر مبادءه التنويرية في ربوع البلاد العربية و الاسلامية.
عبدالله نديم: الصعلوك العبقري.
أشد ما ابهرني ايضا هو النسق الغريب و التشابه العجيب في اقدار المتمردين الذين انتقاهم عوض. مبادئهم السليمة و التي سيثبت المستقبل صحتها دفعوا ثمن نشرها و اصلاح مجتمعاتهم غاليا وكانت نهايتاهم مأساوية بمقدار عظمة و نبل اهدافهم
موضوع الكتاب هو خمس نماذج من التمرد علي الواقع مع اصطحاب النية الخالصة لله في كل عمل يسبقها ارادة لا تنكسر مع الصعاب ويوجد تشابه بينهم في بعض الجوانب إلا أن الجانب الاساسي هو اصلاح المجتمع يتكلم الكاتب عن النماذج الاتية 1- ابن حزم يبدأ محمود عوض في وصف بن حزم ب (هذا الرجل كان كل شئ ولم يكن شئ مطلقا كان في رأي اصدقائه نموذجا للإيمان وفي رأي اعدائه نموذجا للإلحاد )
2- اين تيمية أكثر مايفسد الدنيا نصف متكلم ونصف متفقه ونصف طبيب ونصف عالم لم يكفتي بتوجيه الناس الي الحق بل شاركهم في تحقيقه لقد كان كان شيخا في خط النار
3- رفاعة الطهطاوي مؤسس التعليم الحديث في مصر واحد اعلام اليقظة الحديثة
4- جمال الدين الافغاني شر الأزمنة أن يسود الجاهل وزلازل الظلم التي مرت بنا زرعت فينا بذور الزل والإستكانة
5- عبد الله النديم أن تكون مصريا معناه بالضرورة أن تكون عربيا إن الوطنية لا تتجزأ والإنتماء لايقبل القسمة
كتاب رائع فى محتواه التاريخى و الانسانى *** يقول ابن تيمية اكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم و نصف متفقه ونصف طبيب ونصف عالم ** ان النفاق والصراحة ,والجبن والبطولة ,والخوف والشجاعة ,والكذب والصدق كلها صفات لا تنقسم الى اجزاء انها توجد او لا توجد والانسان اما ان يكون صادقا مع الجميع او منافقا مع الجميع *** بعض مودات الرجال سراب - ابن حزم *** الحق لا يصير حقا بكثرة معتقديه , ولا يستحيل باطلا بقلة منتحلية - ابن حزم *** وعن الطهطاوى يقول محمود عوض عمره 25 سنة ان افكاره لم تتجمد بعد , وافقه لم يضق واراؤه لم تصبح كهوفا يختبىء فى داخلها ويتشبث بها *** ان جوهر الحياة ان تشعر بانك على وفاق مع نفسك .تشعر بانك لا تخون فى كل يوم واحدا من مثلك العليا ** الليث لا يعدم فريسته اينما ذهب
اول قراءاتى لمحمود عوض اعجبتنى كثيرا الشخصيات التى اختارها الكاتب لسرد سيرتهم الذاتية التى كان التمرد ضد الواقع هو اساسها .. تعلمت اشياء كثيرة عن بن حزم وبن تيمية والافغانى والطهطاوى والنديم شعرت بالملل ف بعض اجزاء الكتاب بسبب كم المعلومات واسلوب السرد والاطالة ف بعض الجوانب دون داع لها ولكن المجمل العام جيد ثلاث نجوم ونصف
الكتاب جميل وتوقعت بأن يكون ما يُشابه السيرة الذاتية للشخصيات المذكورة فيه ، ولكن تحمّس الكاتب وانشغاله بالأسلوب الأدبي واسترساله يجلب الملل. لكن لا يمنع من استمتاعي به وتعرفي على جوانب تاريخية كثيرة.
قدم "محمود عوض" فى هذا الكتاب نبذة مختصرة من حياة شخصيات خمس من تاريخنا العربي والإسلامي . اختلفوا من حيث العصر الذى انتمي إليه كل منهم، والزمن الذى أتوا منه . ولكنهم اتفقوا واجتمعوا علي صفة تربطهم وهي أنهم جميعاً كانوا متمردين على واقع مجتمعهم .. متمردون لوجه الله ..
وفى هذا فقد كتب "عوض" مقدمة - أحسبُها مهمة جداً - حدد فيها ماهية التمرد الذى يعنيه . فقال : "إن التمرد الذى يتناوله الكتاب هو أولاً التمرد لحساب قضية عامة، وليس لمنفعة فردية . وهو تمرد لحساب مجتمعنا بأكمله، وليس لحساب نزوة فرد أو طمع فئة . وهو أخيراً تمرد يستهدف في النهاية زيادة كفاءة مجتمعنا علي التعامل مع تحديات عصره . إن التمرد بهذا المعنى هو أقصى درجات الإيمان بمجتمعنا وبلادنا . الإيمان بأنها تستطيع أن تصبح أفضل، وأقوي، وأكفأ، وأقدر، وأسمى، وأصدق مما هي عليه أصلاً".
وفيما يلي لمحات يسيرة من حياة كل منهم :
ابن حزم الأندلسي :
كان من أبرز علماء المسلمين فى الأندلس، ولد وعاش فى القرن الخامس الهجري . تحدث عنه الكتاب باعتباره كان متبني أراء مختلفة للأغلبية المطلقة فى عصره، وبهذا فإنه تمرد بأفكاره ومعتقداته عن معاصريه .
ومن أمثلة هذه الاختلافات في الأراء : - رؤيته الفقهية : أيَّد "ابن حزم" المذهب الظاهري دون غيره من مذاهب الأئمة الأربعة المشهورة والمتفق عليها . والمذهب الظاهري هو المذهب الذى يأخذ بالكتاب والسنة فقط . أى بالنص الظاهر الواضح . دون فتح المجال لأى اجتهاد أو قياس أو تفسير . ودوافعه فى ذلك كانت ظروف عصره الذى كثر فيه التأويل وابتعد فيه الناس عن صحيح الدين . - رؤيته السياسية : كان يدعم الأمويين ويرغب فى وصولهم للحكم، في وقت كانت الأغلبية العظمى تدعم العلويين (العباسيين). وقد دفع ثمن ذلك بدخوله السجن أكثر من مرة . - رؤيته في (المنطق) : حيث كتب في المنطق مؤلف أسماه (التقريب لحد المنطق)، كما دافع عن الفلسفة . وهو بذلك خالف معتقد الغالبية وقتها التى كانت تري أن الفلسفة شر، والمنطق مدخل للفلسفة، ومدخل الشر شر، إذن فالمنطق شر . - ومن أبرز مظاهر الإختلاف بينه وبين معاصريه : كانت كتاباته في الحب . إذ كان الناس يرون أن الامام المتبحر فى الدين لا يجب عليه أن يتطرق لهذا الموضوع الشائك . وقد وضع فى ذلك كتابه (طوق الحمامة في الألفة والآلاف) .
ومما يؤخذ فى رأيي على الجزء الذى يخص "ابن حزم" هو إفراط الكاتب فى التعرض بكثير من الاسهاب والتفصيل لكتابات "ابن حزم" فى موضوع الحب . فقد أفرد "عوض" صفحات كثيرة من فقرة (ابن حزم) للحديث عن ذلك . وكأنه يقدم هنا دراسة عن أراء "ابن حزم" فى الحب من حيث ماهية الحب وأعراضه وصنوف المحبين وغيرها من تفاصيل كتابه .
أخيراً، أدي اختلاف "ابن حزم" مع معاصريه إلي الوشاية به عند السلطان، فتم نفيه، ثم تم حرق كتبه ومؤلفاته .. واستمر الأمر هكذا حتى وفاته .
من أقواله : "إن لم يكن بد من إغضاب الناس أو إغضاب الله عز وجل . ولم يكن لك مندوحة عن منافرة الخلق أو منافرة الخالق . فاغضب الناس ونافرهم، ولا تغضب ربك ولا تنافر الحق" .
شيخ الإسلام ابن تيمية :
ولد فى دمشق . وقد نشأ وعاش فى القرن السابع الهجري . بداية أفرد "عوض" فى فقرة "ابن تيمية" حديث طويل عن الفترة التى سبقت ميلاد الشيخ بقرنين على الأقل . تحدث فيها عن هجمات الصليبيين على البلدان الإسلامية ثم عن هجمات التتار . وكيف اختلفت مواقف الدول العربية والإسلامية إزاء هذه الهجمات بداية من سعيهم إلي المهادنة والسلام المنفرد مع العدو إيثاراً للسلامة وحفاظاً على السلطة والمنصب، ثم اتجاههم بعد ذلك إلي الاتحاد فى مواجهة العدو ، الأمر الذى أدى إلي الانتصار عليه ودحره فى وقائع مشهودة كـ حطين و عين جالوت .
بالتأكيد أن الغرض من هذا الاسهاب هو التوصيف الدقيق للعصر الذى نشأ فيه الشيخ، والاخطار التى تحدق بذلك العصر، بغية تبين دور الشيخ فى هذه الاحداث . ولكن فى رأيي أن الاسهاب الزائد فى هذا الجزء أضاع كثيراً من حصة الشيخ والحديث عنه وعن إسهاماته .
حارب "ابن تيمية" المعتقدات الخاطئة فى عصره، خصوصاً الاتجاهات الصوفية المتطرفة التى كانت منتشرة فى هذه الفترة بشدة، وغيرها من اتجاهات تأليه الأولياء وزيارة أضرحة الصالحين والتعبد عندها . كان شديداً فى أراءه، حاسماً، لا يقبل التأول فيها أو التراجع عنها . كان لا يخشى أن يفتى برأى يعارض به أسلوب السلطان فى الحكم وطريقته، وهو يعلم أن الوشاة سيستخدمون هذه الأراء ضده ليوقعوا الخصومة بينه وبين السلطة . سُجن أكثر من مرة وكان يُطلَب منه فى كل مرة أن يتراجع عن أراءه حتي يُطلق سراحه، وكان يأبي ذلك . واستمر الأمر كذلك حتى قضي فى سجنه الأخيرة بعد أن منعوه الكتابة،وحرموه الورق والمحبرة . شيع جنازته نحو مائتي ألف رجل وخمسة عشرة ألف إمراة، فكانت جنازة مهيبة لم يُري مثلها .
من أقواله : "أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم، ونصف متفقه، ونصف متطبب، ونصف نحوي . هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان" .
رفاعة الطهطاوي :
مصري . ولد وعاش فى القرن التاسع عشر الميلادي . عندما يتعلق الأمر بـ "الطهطاوي" فإن الحال يبدو مختلفاً بالنسبة لي . فالعرض الذى قدمه "عوض" والسيرة التى حكاها عن "الطهطاوي" لم تشعرني حقاً به كمتمرد ! بالطبع كان متعلماً فذَّاً، وباحثاً مدققاً . برع، وأجاد، وحاز استحسان وثقة أساتذته . ثم صار معلماً، وموجهاً، وقائداً فى ميادين العلم فى ذلك العصر .
ولكن هذا كله لم يرسم أمامي صورة المتمرد الحقيقية، المنتظرة . فلا يجب أن ننسي أن قدوم "الطهطاوي" إلي باريس للدراسة والتعلم والنهل من العلوم واللغات هناك، إنما كان بمساعدة الدولة ومباركتها . فالعصر كان عصر علم، عصر بناء مصر الحديثة التى رأى "محمد على" أن أول أساس لها هو التعليم والثقافة . فسير البعثات لجلب شتي المعارف والعلوم لأرض الوطن .
حصل "الطهطاوي" إذن على دعم الدولة ومساعدتها فى كل خطواته . لا ننفي عنه اجتهاده، وتفوقه، ونبوغه، ومثابرته . ولكن أين التمرد فى ذلك ؟!
يمكن أن تستوضح ذلك أكثر فى فترة حكم الوالي "عباس" بعد موت "محمد على"، فقد سافر "الطهطاوي" إلي السودان بزعم إنشاء مدرسة هناك لتعليم أبناء أهل البلد، ولم يكن فى حقيقته سفراً بل كان نفياً . ورغم أن المدرسة لم تقم إلا اسماً فقط، ولم تمارس أى نشاط . ورغم أن "عباس" كان قبلها قد أغلق مدرسة الألسن وقلم الترجمة فى القاهرة التى أنشأها "محمد على"، وكان "الطهطاوي" ناظراً لها .. رغم كل ذلك لم نجد منه أية معارضة أو استهجان أو تمرد حقيقي .. لم يفعل أى شئ وظل بالسودان حتى تولية "سعيد" وإصداره قراراً بعودة "الطهطاوي" . ومنذ عودته وحتى وفاته لم يظهر "الطهطاوي" استهجانه لأى انحراف فى سلوك الولاة ناحية نشاط التعليم والمعرفة واللذان لابد وأنهما يهمانه على وجه الخصوص باعتبارهما مجال عمله وتخصصه .
فى ظني أن "الطهطاوي" يُنظر إليه كعالم، ومثقف، ونابغة فى علوم ولغات عصره وفى تحصيل الأفكار .. ولكنه لا يتصف بصفة التمرد مطلقاً .
من أقواله : "إن بلدي معشوقة السكنى .. محاسن الدنيا عليها مفروشة .. وصورة الجنة فيها منقوشة !" .
جمال الدين الأفغاني :
رجل صاحب قضية . مناضل حقيقي . ثورى متمرد . صاحب مبادئ لا ينثني . أبهرني حقاً الحديث عن "الأفغاني" .. اعتبر الحديث عنه أفضل فقرات الكتاب .. أسلوب "عوض" وكلماته التى استخدمها فى وصف المناضل الحر وأفكاره، ومبادئه، وترحاله، وجولاته، كانت رائعة جداً .
لا أعرف كيف أتحدث عن رجل كهذا، فأُجمل حديثاً طويلاً .. فكلامي عنه هنا يصبح من قبيل التقليل من قدره . هو باعث ثورة حقيقي بلا أدني شك، ربما لم يعش ليري نتائج أفكاره وثمرة غرسه حقائق على الأرض . ولكن الزمان خلده وتلاميذه كذلك .
هكذا يتحدث "سعد زغلول" معترضاً على الخطباء الذين يرونه ملهماً لثورة 1919 وباعثها، فيقول : "لست خالق هذه النهضة كما قال بعض خطبائكم . لا أقول ذلك ولا أدعيه، بل لا أتصوره . وإنما نهضتكم قديمة من عهد محمد على وعرابي، وللسيد جمال الدين الأفغاني وأتباعه وتلاميذه أثر كبير فيها، وهذا حق يجب ألا أكتمه، لأنه لا يكتم الحق إلا الضعيف" . وكان "الأفغاني" قد قضي قبل ذلك، فلم يشهد ثورة 1919 م .
ولد "جمال الدين الأفغاني" فى أفغانستان، فى القرن التاسع عشر الميلادى . نفي من أفغانستان، فذهب لتركيا، ومنها جاء إلي مصر، أقام بها ثماني سنوات من أخصب سنوات عمره نضالاً وكفاحاً، ثم نفي منها فذهب للهند، ومنها لباريس، انتقل بعدها لإيران، ومنها لروسيا، ثم ألمانيا، فالعودة لإيران مرة آخري، ثم طرد منها فأقام بلندن فترة، ذهب بعدها للآستانة بتركيا .
فى كل محطات ترحاله كان يدعو لهدف واحد، ومعني واحد : الديمقراطية . حكم الأمة . رفض الأستبداد والطغيان والدكتاتورية . الأتحاد من أجل طرد الأستعمار والاحتلال . ولم يزل كذلك حتى وافته المنية عام 1897 بتركيا . ودفن هناك فى جنازة فقيرة لا تليق بقدره . ولم يستدل علي قبره إلا عام 1926، بعد وفاته بـ 29 عام .
من أقواله : "سجن الظالمين للمصلح رياضة .. ونفيهم له سياحة .. وقتلهم له شهادة .. وهى أسمي المراتب" .
عبد الله النديم :
هذا مثال للثائر الحق . المتمرد لوجه الله والوطن والمبدأ والضمير . المناضل لأجل الأفكار الحرة والمبادئ الحرة والضمائر الحرة . الثابت على العقيدة والمبدأ فى أزمان التفسخ والإنهيار . صاحب القلب المتوهج عزة ورفعة وأنفة . المؤمل بالله الخير كل الخير . ثم قبل وبعد كل شئ المضحي والمقدم ثمناً لقضيته عمره وحياته كلها .
رحلة نضال مبهرة فى زمن تبعية الخديوي لقناصل الأوروبيين، ثم الاحتلال من العدو الاجنبي . مسيرة طويلة لا تكل ولا تفتر للمطالبة بالديمقراطية والحرية والكرامة لأبناء الوطن . سيرة كهذه يجب أن يُقرأ عنها ولو نبذة مختصرة كالتى أوردها "عوض" فى كتابه هذا .
من أقواله : "أن تكون مصرياً معناه بالضرورة أن تكون عربياً . إن الوطنية لا تتجزأ . والإنتماء لا يقبل القسمة" .
الكتاب بالطبع يعد دراسة سياسية . يمكنك أن تتفهم ذلك بوضوح من مقدمته، ومن سيرة شخصياته، ومن مواقف أبطاله تجاه السلطة السياسية فى عصر كل منهم، وما لحق بهم جراء ذلك .. إلا أن لجوء "عوض" للتاريخ للبحث والتنقيب والتفتيش عن شخصيات تصلح أن تكون نماذج للتمرد الذى أراد بعث كوامنه، جعل الكتاب إطلالة حقيقة على صفحات من التاريخ العربي والإسلامي . الأمر الذى جعل الكتاب غاية فى الإمتاع، والتشويق، فإذا أضفنا إلي ذلك أنه مزود بالمعلومات، يصبح الكتاب رائع حقاً .
مقدمة الكتاب كانت رائعة بحق. بدأ الكاتب بقصة غزو هتلر لفرنسا في الحرب العالمية الثانية و طريقة استجابة الحكومة الفرنسية و أعلامها لهذا الغزو من متمرد مقاوم "الجنرال شارل ديغول" والذي نادى بالدفاع عن بلده و حمل السلاح و عدم الاستسلام و مطيع
متخاذل "الوزير هنري فيليب بيتان" الذي قبل بالأمر الواقع ليتجنب ويلات الحرب. ثم تحدث عن أهمية التمرد لحساب قضية عامة في تغيير المجتمعات و زيادة كفائتها. و بين نقاط الاتفاق بين الشخصيات الخمس في الكتاب و هي وجودهم
في عصر من الخطر و الانهيارات الداخلية أو الغزو الخارجي و النقطة الثانية هي تمردهم على الواقع لوجه الله لحساب مجتمعهم و النقطة الثالثة هي الثمن الغالي الذي بذلوه من سجن و نفي و تشنيع.
الشخصية الأولى : ابن حزم الأندلسي (384 هجرية - 456 هجرية) يتعرض ابن حزم للسجن ثلاث مرات ثم النفي و التشريد و معارضة الجميع له و لأرائه حتى أصدقاؤه و أهله و تحرق كتبه بعد ذلك و يبقى متمسكاً بأرائه لا يحيد عنها, يلا يندم و لا يشكو أمره إلّا لله عزّ و جلّ . يكره الكذب و الغش و النميمة و التلاعب في الحب, سليط اللسان على من يستحق, صريح في إبداء أرائه, و لا يأبه لما يقوله الناس عنه. أرى أن الكاتب قد استفاض دون داعٍ في الحديث عن كتاب "طوق الحمامة", كان يمكنه أن يشير إليه ببعض الأفكار دون أن يلخص أفكاره جميعاً و يقتبس الكثير, ربما أراد بهذا تبيان شخصية ابن حزم للقارئ بشكل أوضح و لكن هذه
الاستفاضة و الاستطراد لم يخدما موضوع الكتاب الذي يتحدث عن تمرد الفرد على مجتمعه. قرأت له كتاب "طوق الحمامة" و كان رائعاً و قد لخص الكاتب هنا أفكاره الرئيسية و اقتبس الكثير منه.
الشخصية الثانية : ابن تيمية (661 هجرية - ) يبدأ الكاتب قصة ابن تيمية بمقدمة عن حالة الأمة العربية قبل مولد ابن تيمية بمئتي عام, واصفاً حالة الانقسام التي كانت تعيشها حيث كان الحكم في العراق للدولة العباسية و مذهبها السنّة بينما الحكم في مصر للدولة الفاطمية و مذهبها
الشيعة. و نقض بشدة سعيها الدائم نحو السلام المنفرد و الذي أودى بها مرة بعد مرة في الحروب الصليبية ثم في هجمات المغول حتى قام قطز حاكم مصر بالسعي نحو فلسطين لمواجهة الخطر بدلاً من انتظاره و انتصر الظاهر بيبرس
في معركة عين جالوت على المغول بعد قرن من انتصار صلاح الدين الأيوبي على الصليبين في معركة حطين . و تحدث عن الدروس التي خرجت بها الأمة هي أن السلام المنفرد هو الخطر و الوحدة في إطار عربي أو إسلامي هي العلاج. و أيضاً أهمية السلاح البحري في القتال. و الدرس الثالث أن أي خطر كان يحاول التحالف مع الأقليات
الدينية في كل مجتمع عربي و يحولها لأقليات سياسية لتعمل ضد مجتمعها من الداخل. و أخيراً أن التعايش مع الخطر الأجنبي يكلف غالياً. يتحدث عن تكريس ابن تيمية حياته للدين و الشريعة حيث تعرض للسجن عدة مرات بسبب أرائه المنافية لأرائ غيره من العلماء الذين دأبوا دائماً على حياكة الدسائس له و الإيقاع به , شارك أيضاً في الحروب ضد المغول و قاتل ضدهم
و لم يكتف بالمشاهدة عن بعد كغيره من الشيوخ و رجال الدين ثم تفرغ لمهاجمة الصوفية و القضاء عليها بصفتها دعوة للخنوع و الاستسلام و التشبه بالرهبان المسيحين و هذا ما هو خارج الدين الإسلامي, كما ذكر في الكتاب. يبدو الكاتب كارهاً للصوفية بشكل واضح و لم يكن حيادياً في موقفه تجاههم بصفته ناقلاً للتاريخ.
الشخصية الثالثة: رفاعة الطهطاوي أسهب الكاتب في الحديث عن فترة حكم محمد علي و الصراع الذي كان دائراً بينه و بين الحكم العثماني الذي تسانده بريطانيا بعد أن رغب في التخلص منه بمساعدة فرنسا. و لكنه في النهاية أصيب بالجنون و مات و خسر لأنه وثق
بالأجنبي الذي تخلى عنه أخر المطاف. الطهطاوي يرسل في زمن محمد علي في بعثة إلى فرنسا سنة 1826 , ليقضي خمس سنين هناك و يعود أستاذاً و مترجماً و داعية في مصر , و بعد موت محمد علي يتولى عباس و ينفى إلى الخرطوم لأن مصر تدخل في حالة انحطاط
بعد خسارتها و يغلق الوالي سعيد المدرسة الحربية التي يتولاها و يدخل الطهطاوي في حالة ضيق من العيش لأنه أصبح بلا عمل. و لكن عندما يتولى الخديوي اسماعيل الحكم, يعود الطهطاوي كمؤلف و يصدر له العديد من الكتب.
الشخصية الرابعة: جمال الدين الأفغاني 1254 هـ - 1897 م تبدأ القصة هذه في الفترة التي انتهت بها القصة السابقة , في زمن الخديوي اسماعيل, عصر استبداد و ظلم و كبت و فساد و حكم فردي. جمال الدين الأفغاني يقيم في مصر لمدة ثماني سنوات بعد نفيه من تركيا, و في هذه الفترة يقوم بثورة فكرية تتمثل في عدد من الجرائد التي كان هو محركها و يخطب بين الناس منادياً بالحرية و الوقوف في وجه الطغيان و يدعو إلى الشورى و إشراك الشعب في الحكم و اختيار نوابه. ينفيه الخديوي توفيق ابن الخديوي اسماعيل خارج مصر لأنه رأى فيه خطراً محدقاً بعد أن أثار ضده إشاعات باطلة بأنه ملحد و زنديق و فاسد الدين. و في سنة 1882 تقوم ثورة ضد الاحتلال البريطاني يقودها تلاميذه ومنهم الشيخ محمد عبده , سعد زغلول, عبد الله النديم . بينما يكون هو في هذه الفترة في مدينة بومباي في الهند, التي كانت تقبع تحت الاحتلال البريطاني و الذي يبدي تخوفاً من جمال الدين لئلا يؤثر في أبناء الهند أيضاً و تفرض عليه شروطاً للحياة هناك. و لكنه لا يتوقف لأنه كما كرر الكاتب مراراً , صاحب قضية و يدعو الهنود للنضال و الكفاح ضد محتليهم. و تقوم الثورة الكبرى في مصر بقيادة أحمد عرابي و بعد أن تحتل بريطانيا مصر تسمح للأفغاني بمغادرة الهند و لكن لبلد غير إسلامي فيسافر إلى باريس و يصدر جريدة "العروة الوثقى" باللغة العربية بالتعاون مع تلميذه محمد عبده
الذي نفي بدوره إلى بيروت. و تنشر في جميع البلدان العربية مجاناً , ثم تتوقف بسبب التضييق الأمني و السياسي على ما يحوزها حيث تصبح تهمة. يهجر محمد عبده السياسة للأبد بينما يتنقل الأفغاني بين عدد من البلدان بعد أن رماه ناصر الدين شاه إيران و هو مريض على الحدود, ليصدر جريدة "ضياء الخافقين" من لندن رداً عليه. و أخيراً يبقى في الأستانة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد في بيت جميل و مع مرتب شهري و الكثير من الجواسيس ليموت هناك و يدفن كأنه شخص عادي. و ثورة 1919م التي قام بها سعد زغلول, نسب الفضل للأفغاني و تلاميذه.
الشخصية الخامسة : عبد الله النديم تبدأ هذه القصة بالحديث عن فترة حكم الخديوي اسماعيل و عن شخصيته المغرورة و تبذيره لأموال الشعب المصري و سمسرته بأموال الناس مقابل أن ينال الثراء و العظمة و الشهرة. و استدانته من الدول الأوروبية حتى أعلنت مصر إفلاسها سنة 1876م في عهده و مات 10 الاف مصري من الجوع سنة 1878م. بعدها استلم وزيره و صديقه المقرب نوبار باشا الحكم بعد أن انقلب عليه و طاقم الحكومة كله بموظفيه من الكبير للصغير هم من الأجانب حتى سنة 1879م. و هنا يبدأ دور بطل القصة عبد الله النديم في تأسيس "الجمعية الخيرية الإسلامية" و هو رجل فقير ,ذكي , قوي اللسان , شهيّ الحديث , حلو الفكاهة. تعلم في الأزهر و خالط جمال الدين الأفغاني. يتحدث عنه الكاتب بإيجاز ثم يعود ليسرد الأحداث في عصر اسماعيل باشا و كيف عزل من منصبه من قبل السلطان العثماني تحت ضغط فرنسا و انكلترا , بعد أن تمكن منه يهودها لأنهم هم أصحاب البنوك التي كان يقترض منها و تولى ابنه محمد توفيق باشا الحكم و نفي الخديوي اسماعيل و عائلته خارج مصر و استقرّ في إيطاليا. و في سنة 1881م تصدر مجلة "التنكيت والتبكيت" ل عبد الله النديم و فيها قصص فكاهية نقدية تصف حال المجتمع المصري و السلطة و أمراضها ضمنياً و تحمل رسائل لأفراد الشعب حتى يستيقظوا من غفوتهم و يثوروا في وجه الظلم. و بقيام ثورة فبراير بقيادة الضابط أحمد عرابي , أصبح عبد الله النديم خطيب الثورة و لسانها. " هنا تلتقي القصة بالأحداث في القصة السابقة " أخر 40 صفحة لم أكملها لأنّي أحسست أنّها تكرار في تكرار...
الكتاب جيد و مكتوب بطريقة سلسة مبسّطة يفهمها أي شخص و قصص الشخصيات الثلاثة الأخيرة كانت تاريخ مصر أكثر منها قصة حياة شخصية تاريخية.
دائما محمود عوض مختلف عن اى كاتب قرأت له.. وهاهنا محمود عوض يكتب عن التمرد الحق التمرد من اجل الحرية والثورة على الظلم ..اختيارته كانت مميزة وقوية فلقد اختار أناس جائوا فى وقت ضعف وتفكك ليبثوا روح الثورة فى العوام المستسلمين للعبودية ونجحوا بالفعل فى ايقاظ شعوب كانت قد نسيت طعم الحرية واعتبرتها شئ من الماضى هنا لن اكتب ريفيو عن الكاتب فهو من هو وانا اقل من اكتب عنه ولن اكتب عن الشخصيات الموجودة بين طيات الكتاب فهم بخل��دهم كل تلك السنوات افصح ان يتحدثوا بنفسهم عن عظيم أعمالهم ولكن هنا سأتحدث عن المضمون والرسالة ..التمرد من أجل الحرية ....ان التمرد هو اقصى درجات الايمان بالمجتمع من أجل ان يراه افضل عن اقتناع بانه يملك من الاسباب مما يجعله افضل ويستحق ان يكون افضل ..وفى سبيل ذللك يدفعوا الغالى والنفيس يضحوا بأغلى مالديهم وهم راضون يخسروا حياتهم وفى الغالب يقضون حياتهم اما مطردون او مسجنون او هاربون ..يعطون ولا ينتظرون ..لقد كان الافغانى لايملك فى جولاته من منفى الى منفى اى صناديق ولكن ملابسه ما كانت عليه .ابن تيمية سجن فى عهد كل الحكام ..منهم من اتهم فى دينه مثل ابن حزم وابن ت��مية ومنهم من اتهم فى وطنيته مثل عرابى والنديم .ولكن من رغب فى الحرة لايقبل طعم الذل ...الرسالة من الكتاب كأن محمود عوض يكتب من أجلنا والى جيلنا فى زماننا هذا .مااشبه ظروف العالم الاسلامى فى وقت ظهور كل من ذكرهم الكتاب .ابن حزم كان يملاه التفكك فى الاندلس وتربص الفرنج بهم .وأبن تيمية تفكك العرب وسقوط الخلافة وتربص التتار بالمسلمين والافغانى والنديم واحتلال الانجليز لامتنا .والان ماأشبه اليوم بالبارحة وننتظر زعيم عصرنا الذى سيعمل على ايقاظ الامة ونشر الوعى وتحريك الهمم وانجاب جيل جديد يرفض طعم الذل. ان التاريخ يخبرنا دائما بأن وجود أى أمة عظيمة .. تمت بفضل أناس تمردوا في الماضي
هو لم يبع قلمة فى الوقت الذى باع فية الكتيرون ضمائرهم فى سوق الرقيق ولم ينافق حينما اصبح النفاق هو العملة الرائجة ولم ترتعش يدة طوال عمر احاط بة الارهاب من كل جانب ولم يصمت فى وقت كان فية الصمت يساوى ذهبا
مقدمة الكتاب جزء مهم جدا وفى منتهى الروعة والكاتب مكتفاش بس بعرض لحياة وتمرد الست شخصيات لكنة قدر من خلال حياتهم يوصل معانى تانية غير التمرد يمكن المعنى الاهم ان امن مصر مش من امن حدودها لكنة ابعد من دة بكتير هو امن حدود البلاد اللى على حدودها وامن عقولها وان العدو اللى فكر يدخل المنطقة العربية عمرة ما هيفكر يتنازل عن جزء منها سواء بمعاهدات او غيرة
من رايى ان اكتر الشخصيات من الستة اللى قدر الكاتب يمتعنى بيهم هو ابن تيمية وبعدية ابن حزم والنديم
انتهى من الافغانى والطهطاوى بسرعة مقدرتش اتعمق معاهم اكتر
خطفني الكتاب من مقدمته وكيف لا يخطفني وكاتبه محمود عوض ، مقدمة الكتاب اكثر من رائعة، تتحدث على ضرورة التمرد، ولكن ليس اي تمرد ولكن التمرد الذي يكون لصالح المجتمع، ما استدعي إلى عقلي صور كثيرة مما مررنا به في السنوات الأخيرة ورحت اجري المقارنات بين ما كان وأوجه التشابه والاختلاف دون إرادة مني. محمود عوض رحمه الله كان كاتب نابه يري ما لا يراه غيره فيكتب ما لا يسبقه فيه أحد، الشخصيات المتمردة التي اختارها الكاتب قرأت عنها ربما عشرات المرات من قبل ولكن هنا يكتب ما لم اقرأه من قبل، ويضيف إلى سيرهم ما لم تقع عيني عليه سابقا، ويفتح أمام عقلى سكك لم يطرقها. توقفت كثيرا أمام ثلاث سير اكثر من غيرها بالكتاب وهي: أبن تيمية وجمال الدين الأفغاني وعبد الله النديم
يعجبني دائما طريقة محمود عوض في السرد، هو ملك القصة الصحفية بلا منازع، وشيء آخر، أنه مخزن معلومات عملاق، أرشيف على قدمين، إن كتب عن حدث فهو ممسك بكل أطرافه، وإذا عزم على سرد حكاية شخصية تاريخية، فهو ملم بما كتب وما كتب عنه.
وإن كان يعيبه شيء واحد، تسير الحقائق في إتجاه عروبي يؤمن هو به، إيمانه الشخصي هو دافعه في هذا، لا المال ولا السلطة، لكن ما يخفف من ذلك العيب، أنه كان زمن إنكسار عربي، زمن يحتاج فيه الناس لمن يقول لهم "تمردوا لوجه الله" بأي ثمن وطريقة.. كتاب ممتع وإن أخفق في كثرة الإسترسال فأفقد القارئ همة المتابعة.
كتاب جميل جدا يستعرض حياة خمسة من اسماء النضال فى الوطن العربى....... اكثرهؤلاء المناضلين شعرت بحبة اكثر هو جمال الدين الافغانى و تلميذة عبد الله النديم ......يا ليتنا نستعيد روح و عزيمة هؤلاء الابطال فحرب النضال بدأت ! .... رحمة الله عليهم اجمعين وشفانا الله مما نحن فية من وهن وخضوع ..... والسلام ختام .
قرأت هذا الكتاب من فترة طويلة وأعجبني جدا كتاب ينقل إليك احساس الثورة على الاحوال السائدة والثمن الغالي الذين يدفعه أي مفكر يثور في العالم العربي فهو إما يعذب حتى الموت أو يُنفى أو يُقتل وتحاك ضده المؤامرات والدسائس وبهذا يكون عبرة لما يفكر أن يخرج عن النظام السائد , قام محمود عوض بقص حكايات هؤلاء المتمردين بأسلوب سلس وسهل وشيق إنه كتاب يستحق القراءة
شخصيات اخذت علي عاتقها تعليمنا كيفية القيام بثورة بالطريقة المثلي ... هي النخب السياسية الحقيقية التي نحتاجها ... و رغم اتهامهم بكل التهم التي وصلت الي الالحاد .. خلدوا في التاريخ .. خلدوا لتوصيلهم رسالة الثورة و لقب الثاار الحق
ان مجتمعنا العربى قد فقد نهضته يوم فقد حريته..يوم انزلق الى حالة دائمة من االرضاء عن النفس..يوم تسرب اليه من الداخل ان التمرد هو ترف لا ضرورة له .. "من داخل النص"
أشخاص تمردوا على واقعهم بل ربما تمردوا على حياتهم، وذلك من أجل فكرة، من أجل افتناع شخصى، من أجل هدف اسمى، من أجل حقيقة اصبحنا نتنصل منها، كتاب رأئع يستحق القراءة اكثر من مره
أنا لسه ف المقدمة و عاجبني جداً. الكتاب مناسب أوي لروح المرحلة الحالية. -------- the intro is brilliant. much more interesting than the rest of the book
معظم المتمردين المذكورين في الكتاب اتهموا بنفس الاتهامات كالكفر و الزندقة و الالحاد .. إلخ و في كل مرة كانت الادلة و البراهين و الشهود جاهزين بل ان بعض الشهود من رجال الدين المقربين للحكام
عشت مع هذا الكتاب رحلات مع حياة شخصيات لم ترد أن تبقى رقما ومشاهدا لما يجري في البلدان من سلوكيات الحكام من طغيان وظلم واستبداد، ما أشبه الماضي بالحاضر والأمس باليوم، وكم نحن بحاجة هذه الرموز.
في الكتاب.. مع كل شخصية من شخصياته شرح لأحداث الحقبة التاريخية التي عاشها فهو يمتاز بأنه كتاب تاريخي بالإضافة إلى كونه كتاب سير ذاتية
*من أكثر الشخصيات تمرداً فيه جمال الدين الأفغاني *من أقل الشخصيات تمرداً والذي لا أوافق وضعه مع الباقي لكونه عالم مجدد أكثر من متمرد رفاعة الطهطاوي *في الكتاب تاريخ نراه الآن واقعاً... يكرر نفسه كما يقولون *مما لم يعجبني في الكتاب تعصب بسيط لمصر وهذا ما لا يقلل من قيمة الشخصيات المذكورة ولكن يضيق الدائرة قليلاً ويغض النظر عن شخصيات أخرى، طبعاً لا يمكننا أن نعيبه فقد وضع الكاتب شخصياته بالتأكيد على سبيل المثال لا الحصر
من أكثر ما استمتعت بقراءته منذ زمن طويل على الرغم من أنه قد يبدو مملاً للوهلة الأولى
"في الطبيعة حولنا نجد الجذور مختبئة تحت الارض، و الاوراق الشابة مرتفعة في السماء. في الواقع نجد العكس، إن الصغار تحت .. هم الذين يحملون الكبار فوق، على أكتافهم. إن الوضع هنا معكوس لأن السلطة في مصر كانت دائما مقلوبة. نحن ندلل الطفل بدل أن نرعاه، و نسحق الشباب بدل أن نفهمه، و نعبد الموتى بدل أن ندفنهم."
"إن القوة تستطيع أن تقهر الروح، و الإستبداد يستطيع أن يدفن الحرية، و لكن انهيار الإنسان يبدأ من داخله."
متمردون لوجه الله (ابن حزم / ابن تيمية / رفاعة الطهطاوي / جمال الدين الافغاني / عبدالله النديم ) القضية واحدة (فتن تهدد الدين والأرض) والثمن واحد (حياتهم كاملة ) ابن حزم / السياسي ابن السياسي الذي طحنته السياسة حتى اعتزلها وتفرغ للعلم اختلاف سياسي مع دولته بين اموية وعلوية ،واختلاف مذهبي بين مالكي وشافعي إلى ظاهري ،وأزمته التي خلفها أو فجرها كتاب طوق الحمامة كسياسي يضع نفسه في الكفة الخاسرة وكمؤلف يجتهد برأي مختلف وكمفكر يستكشف الأرض المحرمة الأديب بدرجة ممتاز، العاشق بدرجة ولهان، الحاد كسكين حين يحاجج ،والراسب في زف آراءه بتدريج يدخل السجن مرة واثنتين وثلاث وربما اربع كما كان الحال مع البطل الثاني للكتاب ابن تيمية ويرى بأم عينه أعماله في ٤٠٠ مجلد يتم حرقها ليقتلوه أدبيا وجريمته جموده على المذهب الظاهري وهو الدارس العالم بالمذهبين المالكي والشافعي ورفضه للقياس الذي استُخدم حينها في تحريف الإسلام حتى تجرأ يهودي بتأليف كتاب جديد يسميه القران الكريم في تنظيم أشعار كبديل لنسخة القران الكريم بين الدولتين الأموية والعلوية وقف ابن حزم يناصر الأموية (السنة)على العلوية (الشيعة) ما دفع ثمنه السجن والنفي بالتعاقب كما هي تتعاقب فصول السنة .
ابن تيمية / تناول الكتاب تأكيد لسيرته السابق قرائتها ومراجعتها من كتاب الفقيه المعذب .
رفاعة الطهطاوي/ طالب العلم في بلاد الفرنج الذي لم يتفرنج ولم يتمرد على واقع بلده وتحديدا الصعيد الذي بزغ منه بطهطا محافظة سوهاج أرسله محمد علي باشا إمامًا للبعثة المصرية لتلقي العلوم بفرنسا فاقتطع من راتبه ليتعلم على نفقته اللغة الفرنسية ويشرع في تسجيل كل ما يراه حتى يعود إلى بلده وينقل إليهم العلوم التي تستحق فيتم تعيينه رئيسا لمدرسة الألسن بالإسكندرية حتى إذا ماكانت وفاة محمد علي بالجنون وبداية التدخل البريطاني في حكم مصر يتم غلق المدرسة ونفيه إلى السودان في محاولة لإطفاء مشعل العلم الذي كان يحمله رحمة الله عليه
جمال الدين الأفغاني / الأفغاني الذي عاش مشاكسا للباطل متمردا على الظلم يأتي إلى مصر معلما ليتعلم على يديه الاستاذ عبدالله النديم والاستاذ الامام محمد عبده وأديب اسحق وغيرهم كثير فيؤسس ثلاث جرائد في القاهرة والإسكندرية وهي (مصر - التجارة - ابو نضارة ) ويكتب مايؤجج الثورة العرابية قبل ولادتها تحت اسم مستعار وهو (مظهر ابن وضاح) يلف العالم من بلدة لبلدة ومن منفى إلى منفى ليستقر به الحال في باريس فيؤسس جريدته (العروة الوثقى) مع صاحبه وتلميذه محمد عبده ليطاله تكميم الأفواه وحبس الأقلام فيتفرق الصاحبان محمد عبده إلى بيروت ليستقر هناك معلما أما الأستاذ فيعاود مشاكسته ليتم نفيه مرة ومرة من بلدة إلى بلدة حتى أزمته مع شاه ايران - يذكرها الكتاب بالتفصيل - فالحق لا يعرف حدود أراضي ،والقومية سراب هدفه تضليل العقول بإثارة العصبية فينتهي المقام به الى الأستانة لتوافيه المنية هناك بعدما علم جيلا والجيل علم أجيال ما تعنيه كلمة حرية وما تستحقه من بذل قال عنه سعد باشا زغلول : " لست خالق هذه النهضة كما قال بعض خطبائكم، لا اقول ذلك ولا أدعيه ،بل لا أتصوره. انما نهضتكم قديمة من عهد محمد علي وعرابي ،وللسيد جمال الدين وأتباعه وتلاميذه أثر كبير فيها ،وهذا حق لا يجب أن نكتمه ،لأنه لا يكتم الحق الا ضعيف "
عبد الله النديم / ابن الحارة في الإسكندرية وهو لسان الثورة العرابية التي كان عرابي رمزها والشعب قلبها ، الذي عاش مرارة الخراب بمعاصرته الخديوي اسماعيل ثم مرارة الاحتلال بمعاصرته الخديوي توفيق وتمام الاحتلال وحلول الموبقات على أرض مصر بتولي عباس الذي انشا جريدة التنكيت والتبكيت ثم جريدة الطائف ثم جريدة الأستاذ الذي كان في الصباح خطيبا في القاهرة وفي المساء في مناظرة في الإسكندرية عاش في الإسكندرية والمنصورة والغربية وبنها طالبت برقبته السلطات البريطانية بعد تسمية الثورة العرابية بالهوجة العرابية ،تخفى وعاش متنقلا بين القرى المصرية مع خادمه المخلص لتسع سنوات كاملة حتى القبض عليه وقرار بنفيه في عصر توفيق ثم عفو في عصر عباس ثم نفي جديد بعد تصالح عباس مع اللورد كرومر إلى الأستانة لتكون مستقره الاخير .
الكتاب أوله حزن على ابن حزم ،ونهايته ألم على ابن النديم ولاتفاقهما ومن بينهم من ابطال في القضية تشابهت أقوالهم فقد قال ابن حزم: "اغضب الناس ونافرهم ،ولا تغضب ربك ولا تنافر الحق " بعد ثمانية قرون كتب ابن النديم : " اتبع الحق وإن عز عليك ظهوره "
*اقتباس لكلمات خطها ابن النديم من ذهب : "أن تكون مصريا معناه أن تكون بالضرورة عربيا ، إن الوطنية لا تتجزأ والانتماء لا يقبل القسمة"