ما الذي يربطني بكل هذا؟... ماضٍ سأتخلص منه حين أطل من نافذة الطائرة وهي تقلع نحو اللغة التي هربت إليها... شخوص أبعدتهم بيدي عن الحياة، وآخرين سأبعدهم بحركة من رأسي، أنفض رأسي بشدة لتتساقط صورهم وأيامهم من إرتفاع لا بأس به فوق سطح البحر.
والدتي، سيخبرني فلاح أنها ماتت بعد رحيلي بعام أو أقل أو أكثر، لم يستد لي على عنوان هناك كي أحضر جنازتها، سأتظاهر بالحزن، وربما شكرته على رعايتها، بيت لم أتمتع به كما يجب، بيت من حجارة رملية وأعمدة خرسانية ورطوبة وسكون فاحش، حين أعود سأبيعه وأغادر "الجهراء".
،قصة غريبة نوعا ما! عندما قرأت ان الأحداث تدور في قرية الجهراء معقل البدو و البدون في الكويت توقعت انها ستكون عن البدون! طبعا لم تكن أبدا عن معاناة البدون و انما عن معاناة بدوي مع الحر، المراهقة و حب و احتقار المرأة و ربما الفقدان و العدمية و القتل أيضا! قصة المراهق المحتار بين جحيم الشهوات و الطفولة المختطفة في مجتمع قاس لا يرحم! الكاتب لم يترك لي أي فرصة للتعاطف هع المجرم الصغير الذي افترس كل شئ جميل حوله بكل الحيل القذرة الجبانة و الرديئة و ازداد شرا ناعما و هو يكبر! البطل يحاول أن يجد الأعذار لتصرفاته ويحاول أن يقنعني بمحاولة الانتحار لكني أعرف جيدا انه انتهازي وصولي و شرير ليس الا! حتى و هو بحب حبه الحقيقي كان مضللا و كان ينظر الي حبيبته الرقيقة كطريدة! لم أشعر بالملل أبدا أثناء القراءة مع هذا أعتقد ان تكنيك الكاتب في التقطيع و الانتقال بين الماضي و الحاضر و القفز بين الأحداث كان مربكا لتتبع الأحداث و مسببا لفقدان التركيز. أجاد الكاتب اجادة تامة في وصف حر الكويت الصلد المميت و أيضا شعورنا نحن الأطفال عندما كنا نتجمع رغم الحر و كيف كان الفراغ يطارد سكان البلاد الحارة. أعترف أن أجمل شي كان النهاية غير المتوقعةو التي جرنا اليها المؤلف بذكاء و خفة! أحببت كثيرا الأسقاطات على سخافة الحرب العربية و دعايات الحرب السقيمة، و كذب المناضلين و مسخرة الشبوعيين المليونيربة! الذي عاش في الكويت، يحس جيدا بما عبر عنه الكاتب! بالتأكيد أرشح هذة الرواية للقراءة، و أخطط لقراءة المزيد من كتابات ناصر الظفيري !
أجلس إلى جانب نافذة بيضاوية الأطراف. لا شيء سوى طرق أسفلتية وخرسانية وصحراء بعيدة تنتشر عليها نباتات تقاوم الظهيرة بإصرار قدري. أقلعت الطائرة . نظرت إلى الأسفل . لم أحدد شيئًا . أقلعت الطائرة غربًا مغادرة الجهراء التي رصفتها بخطاي وعمدتها بذنوبي وعرقي . آذيتها بقلقي وأزعجتها بأخطائي . لم يتبق منها سوى الحكاية . الخديعة التي تبثها الأقدار عادة لتسليتها المحضة . الخديعة التي نكون ضحاياها وأبطالها � الحكاية التي تنتشر من بيت إلى بيت ومن زاوية إلى زاوية . قررت أن أتخلص منها بإرادتي ، فلم أعد أحتمل حمل أسرارها ولست بحاجة لكي أنوء بها ما تبقى من حياتي الباقية .
ما الذي يربطني بكل هذا ؟ ماضٍ سأتخلص منه حين أطل من نافذة الطائرة وهي تقلع نحو اللغة التي هربت إليها . شخوص أبعدتهم بيدي عن الحياة ، وآخرين سأبعدهم بحركة من رأسي . أنفض رأسي بشدة لتتساقط صورهم وأيامهم من ارتفاع لا بأس به فوق سطح البحر . . . يروي لنا الكاتب قصة سليمان المثقال ، عن مدينة الجهراء في ستينات وسبعينات القرن العشرين . عن بيوت الجهراء الخشبية أو العشيش وحياة البدو ولهيب الصيف . يسترجع سليمان ذكريات المراهقة واللهو ، مع أصدقاءه وعائلتهوعلاقته مع اللعوب نجوى ، عن حياة الجامعة وعلاقته بسارة . سليمان هذه الشخصية الأنانية والشهوانية وماهي عوامل وظروف تشكل هذه الشخصية . القصة جيدة وموضوع الهوية هو أفضل جزء فيها . ولكن أحيانًا المبالغة بالمفردات والاستعراض اللغوي يفقد النص جماله وسلاسته وهالنقطة ما حبيتها صراحة ، وتفتقر أيضًا إلى العمق مثلاً في بناء باقي الشخصيات وتحولاتها . الرواية جيدة ولكنها ليست مميزة .
هل كانت السماءُ المقلوبة عينيها.؟ أم عيني والدتها.؟ أم عيني قدميه الحافيتين، أم عيني الجهراء...؟
يأخذكَ ناصر الظفيري إلى سكك الجهراء، إلى عادات أهلها، إلى حياتهم اليومية، إلى ثارات صبيتها، ودواوين رجالها... وإلى نسوتها المستترات خلف النوافذ..
للمرة الأولى أقرأ أدباً يحيي هذه المساكن البعيدة مساكن البدو، وكيف كانت حياتهم تفاصيل الجهراء، والسكاكين، والثارات تلك التي تسمع عنها ولا تصدقها -على الأقل في حالتي أنا!-
القصة جميلة جداً بعد ال 40 صفحةً الأولى، ستتابعها حتى النهاية.. أنصح حقاً بقراءتها.!
سماء مقلوبة في رواية" سماء مقلوبة" نجد الكثير من الثارات غير الواعية والمجانية في آنٍ معاً، تتحول شيئاً فشيئاً مع تطور الحدث الدرامي إلى مخططات واعية جداً ومُبررة ومدفوعة الثمن أيضاً. فنجد أن يأس نجوى مثلاً من استعادة حبيبها وابنتها بالإضافة إلى إرث أحقادها الثقيل المتمثل بنشأتها القاسية في خيمة والدها ومعايشتها لمقتل والدتها ثم "بيعها" � إن صح التعبير � طفلةً لزوجٍ مسنٍ وضرير. كل هذا جعل منها امرأة موتورة ثائرة على كل شيء تبحث عن كل ما يمكن اعتباره انتقاماً من المجتمع الذي تسبب لها بكل هذا الشقاء "هل كنت أنتقم من أحد؟ أبي، أخي، عمي، زوجي.." (ص77 سماء مقلوبة) فتفتق ذهنها عن فكرة الانتقام من علاء، العشيق الذي هجرها، بعدما وجدت الأرضية الصالحة والأدوات المناسبة لتنفيذ انتقامها. فكانت الأرضية الصالحة هي الاستعداد الفطري لسليمان والأشيب في القتل خصوصاً وأنها تعلم تفاصيل قتلهما لـ "بو راسين". وأما الأدوات فكانت الشغف الجنسي للمراهق سليمان من جهة، وحب الأشيب لسليمان بحيث لا يمكن أن يرفض له أي طلب من جهة ثانية، وحاجة الأشيب للمال من جهة ثالثة. فدفعت ثمن رأس علاء مائة دينار للأشيب لم يأخذها لأنه أصيب ولم يستطع الهرب فآثر أن يتركها عند سليمان وأمره بالهرب وترْكه، وكأنما أراد الأشيب بذلك أن تُقتل نجوى بنفس الثمن. بعد مقتل علاء والمصير المجهول للأشيب يقرر سليمان الانتقام من نجوى والثأر لصديقه بالتخطيط الواعي. فوجد ضالته بتحريض "الأهطل" زوج نجوى الجديد. إلا أنه لم يشعر بالاكتفاء بهذا الانتقام لكون مقتلها لم يأتِ على يده بشكل مباشر أولاً، وثانياً لأن غياب الأشيب يعتبر هزيمة له لا يعرف كيف سيتجاوزها. فساقت له الأقدار سارة، سارة ابنة نجوى، أحبته فكان دنيئاً معها، اغتصبها وطلب منها التخلص من حملها فماتت أثناء عملية الإجهاض. ماتت بعيدة عنه. رحلت دون أن تخبر أحداً عن دناءته.
الرواية جميلة، بدايتها مملة بسبب اللغة المنمقة بشكل مصطنع، شعرت أن الكاتب كتب جزئية من الرواية ثم عاد يراجعها ليضيف كلمات منمقة. أحيانا البساطة يكون لها تأثير أكبر، الأحداث ليست رائعة في الحقيقة، ولكنها تشدك بما فيه الكفاية لإكمال الرواية، لم تكن مضيعة للوقت بمعنى الكلمة ولكنها أيضا لم تكن مميزة جدا.
لم ترق لي أبداً العدوانية لدى الشخوص دون ذكر الجوانب التي أدت بهم إلى التحول إلى قتلة و زناة دون أدنى إحساس بالذنب!! مع أن الأصل في الإنسان دائماً الخير..
يكتب الظفيري بلغة مفرطة في الشوق والحنين المتدفق إلى الجهراء، أو بالأحرى "كويتهُ" التي يعرف.
تسرد الرواية قصة شاب من البدون يقرر -ليأسه- الرحيل عن الكويت باحثاً كمهاجر وطالب في الوقت ذاته عن وطن جديد- أمريكا.
الزمن في الحكاية يقع مابين نقطتين رئيسيتين، ذهاباً وإياباً متصلين: توضيب حقيبة السفر والوصول للوطن الجديد. قد لايبدو الرواح بالمسافة الطويلة بقدر ماهي رحلة مرهقة وصعبة تتخللها الكثير من الصفحات المكتوبة عن الوله والجراح والذكريات التي تلتف حول المرء وتخنقه. حبالٌ وهمية لكنها حقيقية تحاول عدْل المرء عن الرحيل وتعرقل تقدّمه. في الحياة، من يستجيب لحباله يبقى كالبندول مترنحاً في مكانه، بين أمسٍ لايغيب وغدٍ لايأتي. بينما لايعني بالضرورة أن من نجح في المضي للأمام أنه قد تحرر بالمطلق عن ذلك الجرح اللي يسمى أمساً. لو أردنا تجسيد هذه الحالة الجدلية من الصراع الداخلي يمكن القول تخيلاً: شخصٌ فقد إحدى ساقيه لسبب ما. الآن لايمكن لعكّاز خشبيّة قاسية أن تحلّ محلّ الساق اللحميّة اللينة التي فُقِدَت، مهما بلغ الطبّ من التطوّر. بل ويصحّ الجزم بأن هذه العكّاز -وهي التي تعينه على الخطوْ- لاتكفّ تذكره بأنه فقد ساقه. أعلم أنها صورة جارحة غير أنها وياللأسف حقيقة.
ذاكرة الظفيري، كإبنٌ للجهراء، مثقلة بالتفاصيل، فهي لاتكفّ عن التذكّر والاستذكار واستعادة الوجوه والمنازل والطرقات والحرب والعيد وتقاليد الناس هناك، مايشكّل زخماً لكتابة رواية.
على خطٍ موازٍ للظفيري، يحاول الراوي ايجاد تفسيرات لما حدث في الماضي وماقد يحدث في المستقبل، تفسيرات تأخذ جانباً فلسفياً بالغالب، علّها تمنحه عزاءً وحكمة لفهم تعقيدات الحياة وشباكها. كأن يتوصّل الراوي إلى:
"إن الحياة لاتفتح ذراعيها إلا لتطبق علينا"
"تبدأ صعوبة الحياة حين تفقد من يؤثر عليك فيها"
"يُخلَق الانسان شريراً بطبعه ويفعل مايستطيع من خير لطرد هذه الفكرة"
غير أن هذا الراوي مايزال رغم العبور يتساءل جاهداً دون أن يلقى إجابة: "مالذي يربطني بكل هذا؟ ماضٍ سأتخلص منه حين أطل من نافذة الطائرة وهي تقلع نحو اللغة التي هربت إليها..."
دائماً الرحيل صعب، لكن أحياناً المكوث أصعب، وهذا مااستعصى على الراوي. أما لماذا سماء مقلوبة؟ ذلك اجتزاء لقول الراوي لثمة فتاة: "عيناكِ كسماءٍ مقلوبة" لاأزيد إلا: رواية آسرة!
جميل حديثه عن الجهراء فيها. قرأتها لأني عرفت أنه يتحدث عنها في الرواية.. ما كنت مهتمةً بالقصة في البداية اهتمامي بحديثه عن تفاصيل مدينتي التي أحب.. تنقيبي عن اسمها بين السطور، لكنني دون أن أشعر غصت مع سليمان في عالمه وشخوص وجهراؤه التي ما وعيتها، جهراء الستينات والسبعينات، تلك التي كانت أبسط منها اليوم بكثير، والتي صاغت وجه جهراء اليوم. ورغم صور الكاتب الكثيرة التي قد تمللك أحيانًا، فإن هناك صورًا كثيرة جديرة بالوقوف عندها تأملًا.. أحببت تداخل الزمنين، وأحببت سلاسة الأحداث، وتواصلها، ما توقعت أن أنهيها في جلسة واحدة لكثرة صورها وتكلف لغتها، لكنها كانت سلسة بطريقة ما تساعد على هذا. سليمان والجهراء التي تغيرت كثيرًا عما هي في الرواية، لكنها تظل جميلة، أجمل من باريس كما يقول سليمان، وكما أقول أنا، البنت التي ما رأت باريس، أو ربما هي عين المحب الكليلة عن كل عيب.. سليمان وشلة الظهيرة ومآسي شلة الظهيرة.. لم أكره سليمان رغم بشاعة أفعاله، أحسسته تائهًا تتلقفه الأقدار كيف شاءت، لكنني كرهت كيف تسبب في مقتل نجوى وابنتها، وكرهت برودة تقبله لموتيهما. رواية جديرة بالقراءة، متماسكة سرديًا بطريقةٍ أحببتها. مصافحتي الأولى لكتابات ناصر الظفيري، ولا أتوقع أن تكون الأخيرة.
كتاب مفكك الأركان،.وكأنك تقرأ مقالة وتدخل في موضوعها ولا تجد النهاية او المقدمة. للأسف ليس هنالك تقنية جيدة للحبكة او تهيئة القارئ للدخول لها، كنا نقذف بعنف لخضم الأحداث، لا تحولات للشخوص أو نضجها. نهاية سعيدة لبطل لا ينال عقابه، ولا يتحلى بالشخصية اللازمة ليتصرف كما تصرف "قتله لعدة أشخاص". قال الراوي الذي هو البطل في فصل الثقب الأسود "هكذا فجأة أصبح الثقب الأسود نجما" الغريب بهذه العبارة، أن البطل لم يقدر على معرفة سبب خسوف الشمس إلا من مدة قليلة، فكيف عرف الثقب الأسود، وطريقة تكونه. هنالك العديد من الثغرات في الرواية، وأراها مجرد مسودة تحتاج للتنقيح. كما أن لغة الكتاب جاءت محاولة أن تستعرض، ويتضح للقارئ أن الرواية كتبت على عجالة، أو أن الكاتب متملل في بعض أجزائها، فلسبب ما شعرت وانا اقرأ أن الأجزاء مبتورة وطريقة الحوار متسارعة. استعمال اللغة الفاحشة في وصف باريس لم يساعد في إبراز جمال المنظر، بل على العكس شوهه، وانتقص منه. الحوارات ركيكة ويتضح جدا نقص في تكوين الشخصيات. الرومانسية في الشخصيات ضعيفة أو مبتورة الشعور، فهي لا تصف حالة الحب، أو حالة الاندفاع. الرواية تحتضر من العشوائية. أخيرا تقنية الاسترجاع أضعفت الرواية، ولم تكن في محلها، وأيضا أتت تنتقص وتطعن الرواية.
بعد روايته الجديدة الصهد والتي أبهرني بها الأنيق الكويتي ناصر الظفيري كان لابد من قراءة أي عمل سابق له ، فوقع الإختيار على روايته سماء مقلوبة والتي نشرت في عام ٩٥م . اللغة راقية كما عدتها في الصهد ، ولكنها أكثر تعقيدًا و إرباكًا للقارئ في سماء مقلوبة . في الجهراء الكويتية ، في صغره يلتقي البدوي سليمان بالفاتنة نجوى ، تكبره بعشرين عام، الهاربة من الصحراء متناسيةً خطيئتها "سارة" ، يذوب كثلجةٍ على موقد جمالها ، يظن أنها حبيبته ، حتى يكتشف أنه مجرد دميةً في يديها لتنتقم به ممن تسبب بتلويثها "علاء" ، و أنه واحد فقط من عديدٍ شاركوهُ جمال نجوى و مفاتنها .. تمضي الأيام ، و ترحل نجوى للسماء ، و يكتب القدر لسليمان الوقوع في حب شقراء قصيرة ، اسمها سارة ،،، ولكن هل هي ابنة نجوى ؟ وماذا سيفعل بها سليمان إن كانت ابنة امرأةٍ سلبته قلبه و تسببت بمقتل أعز أصدقاءه ؟! أترك لكم أكتشاف هذه التفاصيل و أكثر ، و أكتفي بقول أن هذا النوع من الأدب الذي يروي حكايات القدماء بات يروق لي كثيرًا ، إلا أن "سماء مقلوبة" لم تكن بروعة الصهد .
إن في كل منا طبع أصيل لا يتغير بتغير المسكن أو الملبس أو حتى يتأثر بعامل السن .. إن هذه الرواية اعتراف كامل وصريح بذلك .. تحمل الرواية إسقاطات كثيرة وأبعاد مختلفة عن واقع مؤلم لا نستطيع إنكاره أو تجاوزه مهما بلغنا من عمق .. هل جربت أن تقع في حب شيء حتى تفنيه من الوجود..؟ ان التناغم في وصف الأشياء بين ماضي وحاضر الرواية فريد من نوعه وصف دقيق لشعور الانسان على لسان بطل الرواية يجعلك تفكر مراراً بكافة الأشياء التي تحدث من حولك وكافة الأشخاص الذي يمرون عليك في حياتك .. أنواعهم آراءهم وحتى تعلقهم بماضيهم وكيفية وصولهم إلى ما وصلوا إليه في حاضرهم .. نهاية الرواية صادمة .. الإنسان مخلوق شرير في أصله يصبح خيراً بمرور الحب .. أو يزداد شراً
بداية .. نسختي هي الطبعة الثانية والصادرة عن دار مسعى .. بها أخطاء مطبعية كثيرة.
أما الرواية ذاتها .. صراحة لا أدري بم أصفها .. هي من نوعية الروايات الغريبة التي تترك في نفسك شعورا لزجا بالمقت .. بطل القصة .. سلمان ابن الجهراء .. ابن البدو .. إنسان ذو نفسية مشوهة .. ولا مجال للتعاطف معه .. لا أدري حقا .. لكني كنت أحاول أن أنتهي من قراءة الرواية بأسرع وقت لكي أخرج من جوها القاتم .. باختصار لم ترق لي
أسلوب الكاتب جميل و ممتع ، خفيفة وسريعة الأحداث، انتهيت منها بساعتين. تنقلك من صفحاتها الأولى عن سلمان أحد أطفال منطقة الجهراء في الكويت، عن مغامراته مع فلاح والأشيب في الشوارع العشوائية إلى مراهقته مع المرأة اللعوب نجوى.. سليمان مع قسوة والده واهماله لوالدته ودعاء له بالهداية . حياة القتل والفقر في عز الظهيرة. في الفصل الثاني من الرواية تبدأ حياة سليمان في أروقة الجامعة و النضال الحركي وحبه لسارة الشابة الطموحة المعطاء ومن ثم تنتهي برحلة ابتعاثه وانتصار الأنانية على الحب، الوفاء والواجب.
حين ابتدائتها شعرت اقرأ قاموس ملئ باللغه من حيث اللغه فهو ياخذ الدرجةالاولى حيث اهتمام الكاتب بها ، سليمان وعلاقته بالنجوى اخبرته بوجود ابنه لها ولكن لم تخبرة بانه بنفس سنه او نجوى كم كانت تكبر سليمان لنقل كان عمرها ٢٠ وسليمان ١١ الفارق ٩ سنين اي هل من الممكن انها انجبت ساره بسن ٩ !! لو حدثنا الكاتب عن اعمارهم لكانت افضل ، في منتصف الروايه او ثلثها الاخير شدتني ياليتها شدتني بالبدايه .
رواية لحظية. أنواع الروايات عديدة وتكاد تكون لانهائية بالنسبة لي لأني أصنف كل رواية تحت ذكرى أو شعور. قرأت هذا الكتاب في أيام تركلني بقدم النوس��الجيا الحادة. لا أعرف كيف هذا مرتبط بقراءتي ولكن النوستالجيا لم تكن فقط حنين إلى الماضي بل بشكلٍ غريب كلن حنين للحاضر والمستقبل و توق معرفة كل من في المجتمع .. أحياناً تأتيني رغبة عارمة وحميمية لأتعرف على الجميع بشكلٍ عميق. وعندما تزورني هذه الرغبة لا داعي لإشباعها بالواقع بل بالخيال؛ كلما لمحت شخص (نعم لمحت) اتخيل حياته وأفكاره وكل شيء يحيط بعقله وقلبه وروحه في دقائق أو حتى لحظات لا تتعدى الساعات. لهذا� هذه الرواية لحظية.
نبذة: سليمان عبدالله؛ يهرب من اللغة ومن نفسه الى خارج الجهراء وخارج الكويت وقبل الهروب يسرد لنا عن الجهراء والمراهقة والجامعة والطفولة و والده ونجوى اللعوب و سارة.
أول قراءة لناصر الظفيري. اللغة رائعة، الفصل ينتهي بسرعة ولكن اللغة عميقة ببساطتها، اختزل كل ما يقتل في فقرات قليلة. السرد كان خفيف؛ التنقل بين الأزمنة سلس.
بناء الشخص��ات كان ضعيف. قدم الكاتب الشخصيات بدوية للقارىء بشكلٍ شبهٍ ما سطحي، قدم نظرة عامة عنهم وعن سكان الجهراء من دون أن يشرح دوافعهم وأفكارهم. ركز الكاتب على شخصية وحدة وهي الشخصية الرئيسية. أفكر، من الممكن إن الكاتب متعمد التركيز على الشخصية الرئيسية ليبين لنا جوهر الشخصية العدمية والأنانية من خلال نظرة سليمان للحياة.
لا أعرف ما الشعور الحالي اتجاه الرواية. ولكن بينت الكويت وحرها وشخوصها والجهراء والماضي وأشياءٌ أخرى.. مما جعلها جميلة بالنسبةِ لي.
�"يسير هذا النهر الحارق متوحشاً بداخلي. تسيل نيرانه الحارقة على سكان ضفافه المطمئنين إليه. يغرقهم بعادته وحيله، يفاجئهم دون أن يتمكنوا من الصراخ بوجهه. من يوقف هذا النهر المتوحش بداخلي؟ الحبّ. الموت. الموت حبّاً لا أحد له القدرة على ذلك. لا أحد."
دائما ما ادهشني ناصر الظفيري بكتاباته العميقه وطرحه المشوق قصصه تذكرني بقصص جدتي يخلط القصه بالحدث بالشخصيات بالاحداث ولو انني لم احب شخصية بطل القصه لسوء اخلاقه احسسته متهور لايتحمل المسئولية شرير وبنفس الوقت احببته وآلمني وضعه نهاية القصة كانت سريعه لدرجة انني بدأت اقلب الاوراق ابحث عن حروف أخرى هذا ماتفعله بك روايات ناصر الله يرحمه تدهشك تصفعك !
حكاية مجنونة، باختصار تقول أن لا وجود لأي رجل في غياب امرأةٍ كان يحبها. بالمناسبة، شخصية "سليمان" قد تكون من أكثر الشخصيات الروائية التي أثارتني وأغضبتني. الله لا يوفقه وين ما راح!
الروايات النابعة من الأرض ، مثل هذه ، أكثر فروع الرواية جمالاً بالنسبه لي ، لا أجد ملل أبداً أثناء القراءة ، بل وأبحث عنه طويلاً ، ووقعت علي هذه الرواية بالصدفة ، وكانت تجربة عظيمة ، الكويت قديماً ما قبل حرب 73 ، شخصيات الرواية بين سُليمان و أبيه المُحارب وأمه وأصدقائه الأشيب وفلاح وعلاقاته ب نجوي و علاء وساره ، وتشعبات الشخصيات ومصائرهم ، حبهم لبعضهم و كراهيتهم ، كرههم للأرض ومغادرتها والحنين إليها مرة أخري ، تعاطفك وعدمه معهم ، حتي لو كانت هناك عوامل ضعيفة في الرواية ، مثل بعض الفصول النهائية التي أتت أسرع من المتوقع وبشكل عشوائي و ضعيف جداً ولكن التجربة كاملة تستحق ، سرد مُدهش ولغة جميلة ، وأجواء صحراوية ، ماذا تريد أكثر ؟. تجربة مُمتعة .