What do you think?
Rate this book
375 pages, Paperback
First published February 15, 2008
لم يكن المسلمون هم الذين اخترعوا مصطلح "الحرب المقدسة"، ولم يشاركوا في الحروب الصليبية تحت شعار: "الرب أراد هذا"، والتي قتلت أكثر من أربعة ملايين مسلم ويهودي. ولم يأت من الإسلام أولئك الذين خاضوا "في الدماء حتى الركب" في القدس، قبل أن يتوجهوا سعداء وباكين من الغبطة "إلى قبر المسيح المخلّص"، كما يروي لنا ذلك التاريخ المعاصر.
لم يستعمل الإسلام في تاريخه قطّ كلمة "مقدس" لأي حرب من الحروب؛ فالجهاد معناه في الإسلام "بذل السعة وبذل الجهد في سبيل الله"، وأن هذا الجهد يعني المشاركة في حرب الدفاع عن الأرض فقط، بل لم يرد ذكر الجهاد في القرآن الكريم قطّ بمعني "الحرب المقدسة"؛ فالحرب لا تكون "مقدسة" على الإطلاق؛ بل السلام العادل هو وحده المقدس.
كذلك لم يكونوا مسلمين أولئك الذين ذبحوا قرابة 50 مليونًا من البشر باسم استعمار أفريقيا وآسيا، ولم يكونوا المسلمون هم الذين أشعلوا نار الحربين العالميتين الأولى والثانية وتسببوا في هلاك 70 مليون من البشر؛ وأيضًا لم يكن المسلمون، بل نحن الألمان الذين قمنا، بخسّة، بقتل ستة ملايين مواطن يهودي من الأصدقاء والجيران في انتهاك منظّم للحضارة.
لا توجد حضارة في القرون الماضية أكثر عدوانية ودموية من الحضارة الغربية، ويحقُّ للمرء هنا أن يستاءل: متى شرَّف الساسة "المسيحيون" الدين المسيحي، دين المحبة الرائع؟