ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

هرطقات 2: عن العلمانية كإشكالية إسلامية - إسلامية

Rate this book
غالباً ما تُصوَّر العلمانية في الأدبيات العربية السائدة على أنها إشكالية مسيحية - مسيحية جرى اختراعها في الغرب المسيحي حصراً لتسوية العلاقات بين طائفتيه الكبيرتين: الكاثوليكية والبروتستانتية، ولوضع حدٍّ بالتالي لما سمّي في أوروبا بحرب الأديان التي عصفت بها على امتداد أكثر من مئة سنة. يؤكّد هذا الكتاب بعداً آخر للعلمانية كإشكالية إسلامية - إسلامية من خلال السجلّ المذهل الذي يقدّمه عن تاريخ الحرب، بالأفعال كما بالأقوال، التي دارت - ولا تزال - أكثر من ألف سنة بين كبريي طوائف الإسلام: السنّة والشيعة. ومن هذا المنظور تحديداً، يرى المؤلّف أن العلمانية تمثّل ضرورة داخلية ليتصالح الإسلام مع نفسه، وليستبدل ثقافة الكراهية بين طوائفه بثقافة المحبة، وليتحرّر في الوقت نفسه من أسر التسييس والأدلجة، وليستعيد، من خلال التعلمن، بُعده الروحي الذي هو مدخله الوحيد إلى الحداثة. جورج طرابيشي مفكّر وكاتب وناقد. يتميّز بكثرة ترجماته ومؤلّفاته حيث ترجم لفرويد وهيجل وسارتر وجارودي وسيمون دي بفوار. له مؤلّفات هامّة في الماركسية، وفي النظرية القومية، وفي النقد الأدبي للرواية والقصّة العربية، إضافة إلى "معجم الفلاسفة"، ومشروعه الموسوعي الضخم الذي عمل عليه أكثر من 15 عاماً وصدرت منه أربعة مجلّدات في "نقد نقد العقل العربي".

248 pages, Paperback

First published January 1, 2008

17 people are currently reading
1,004 people want to read

About the author

جورج طرابيشي

115books1,032followers
مفكر وكاتب وناقد ومترجم عربي سوري، من مواليد مدينة حلب عام 1939، يحمل الإجازة باللغة العربية والماجستر بالتربية من جامعة دمشق. عمل مديرا لإذاعة دمشق (1963-1964)، ورئيساً لتحرير مجلة " دراسات عربية" (1972-1984), ومحرراً رئيسياً لمجلة "الوحدة" (1984-1989). أقام فترة في لبنان، ولكنه غادره، وقد فجعته حربه الأهلية، إلى فرنسا التي يقيم فيها إلى الآن متفرغا للكتابة والتأليف.

تميز بكثرة ترجماته ومؤلفاته حيث انه ترجم لفرويد وهيغل وسارتر وبرهييه وغارودي وسيمون دي بوفوار وآخرين ، وبلغت ترجماته ما يزيد عن مئتي كتاب في الفلسفة والايديولوجيا والتحليل النفسي والرواية. وله مؤلفات هامة في الماركسية والنظرية القومية وفي النقد الأدبي للرواية العربية التي كان سباقاً في اللغة العربية إلى تطبيق مناهج التحليل النفسي عليها.

من أبرز مؤلفاته: "معجم الفلاسفة" و"من النهضة إلى الردة" و"هرطقات 1 و2" ومشروعه الضخم الذي عمل عليه أكثر من 20 عاماً وصدر منه حتى الآن أربعة مجلدات في "نقد نقد العقل العربي"، أي في نقد مشروع الكاتب والمفكر المغربي محمد عابد الجابري، ويوصف هذا العمل بأنه موسوعي إذ احتوى على قراءة ومراجعة للتراث اليوناني وللتراث الأوروبي الفلسفي وللتراث العربي الإسلامي ليس الفلسفي فحسب، بل أيضاً الكلامي والفقهي والصوفي واللغوي ، وقد حاول فيه الاجابة عن هذا السؤال الأساسي: هل استقالة العقل في الإسلام جاءت بعامل خارجي، وقابلة للتعليق على مشجب الغير، أم هي مأساة داخلية ومحكومة بآليات ذاتية، يتحمل فيها العقل العربي الإسلامى مسؤولية إقالة نفسه بنفسه؟

أهم نقاط المسار الفكري لطرابيشي هو انتقاله عبر عدة محطات أبرزها الفكر القومي والثوري والوجودية والماركسية.

انتهى طرابيشي إلى تبني نزعة نقدية جذرية يرى أنها الموقف الوحيد الذي يمكن أن يصدر عنه المفكر، ولا سيما في الوضعية العربية الراهنة التي يتجاذبها قطبان: الرؤية المؤمثلة للماضي والرؤية المؤدلجة للحاضر.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
117 (33%)
4 stars
128 (37%)
3 stars
87 (25%)
2 stars
10 (2%)
1 star
3 (<1%)
Displaying 1 - 30 of 55 reviews
Profile Image for BookHunter M  ُH  َM  َD.
1,654 reviews4,343 followers
January 27, 2023

نادرا ما استمتعت بكتاب مقالات متفرقة لا يربطها موضوع واحد و مكتوبة فى ازمنة مختلفة و ظروف مختلفة. الا ان هذا الكتاب استثناء من ذلك. يكتب جورج طرابيشى و كأنه يتحدث معك حديثا خاصا موجها لك انت فقط. ممتع هو هذا الرجل و ممتعه اكثر المواضيع التى أدرجها فى الجزء الثانى من هرطقاته.

بادئا بالعلمانية كحل لمشكلة الطائفية فى الاسلام بين المسلمين انفسهم مستعرضا علاقة الطائفية بالمؤامرات الخارجية و تاريخ الصراعات السنية الشيعية. و العلمانية كمعنى فلسفى بأنها الجهاد للدنيا لا للآخرة.

ثم موضوع عن اخر الخلافات الاسلامية و كيف ألغاها اتاتورك و تبعات ذلك دينيا و تاريخيا. مقالة اخرى عن روجيه جارودى ثم عدة مقالات فى الفلسفة و مقال عن مذكرات عبدالرحمن بدوى.

مقال اخر رائع فى استعراض الأزمة الكردية ثم علاقة فلسطين بأوروبا و لا ينسى ان يختم هرطقاته بقصة الانسان الحيوان و الخاتمة الدرامية بعنوان الإلحاد.
يستحق القراءة.
Profile Image for أحمد أبازيد Ahmad Abazeid.
351 reviews2,047 followers
October 30, 2011
رغم كلّ مساحة الاختلاف التي تفرّقني عن جورج طرابيشي , إلّا أنّني توصّلت لقناعة هي أنّ أيّ كتاب عليه اسم هذا الرجل فهو يستحقّ القراءة .. و بقوّة
قدرته البحثيّة الجبّارة و توسّعه و قدراته التحليلية تجعلك أمام مرقى من الكتابة تقول فيه : هذا ما أريد !
يشكّل البحث المتعلّق بالعنوان الفرعي للكتاب " العلمانية كإشكاليّة إسلاميّة إسلاميّة " مع رؤيته حول " العلمانيّة كجهاديّة دنيوية " أكثر من نصف الكتاب بقليل , و هو عرض مسحي شامل لتاريخ المشكلة الطائفيّة السنية الشيعيّة , بجانبها المكتوب بالدرجة الرئيسيّة , و هو مفيد جدّا للمهتم بالموضوع ... و بديهيّ أنّ طرح مسألة العلمنة كحلّ للمشكلة لييس اختياري وأجد أنّ القضيّة اعمق من مجرّد استخدام شعار .
في البحوث الأخرى لا يتخلّى جورج طرابيشي عن الممتع فيه و لا عن مساحة الصدام و النقد الدائم , فهو يستكمل نقده للطرح الإسلامي السياسي في " مسألة الخلافة " و عرضه التاريخي لها غاية تعريتها من المؤامرة و الظلم , طبعا كان أتاتورك بطلا و مصلحاً و وطنيّا عظيما في نظره , هنا يُنسى أنّه كان ديكتاتورا في الأساس !
ثمّ مارّا بقصّته مع أدب الالتزام و سارتر و رحلته في الترجمة و النشر يتنقّل في نقده لشخصيّات فكريّة معروفة من غارودي الذي يرى أنّه في كلّ تنقّلاته حافظ على جوهر " وثنيّة النصّ الأوّل " و كان مجرّد ناطق باسم الايدولوجيا لم يقدّم فكرا في حياته , إلى سمير أمين الذي يعترف له بفضله و عمقه و عبقريّته في التحليل إلّا أنّه ينسب معظم أطروحات و أحلام سمير أمين المتمثّلة بالبيان الشيوعي إلى الخرافيّة و الخروج من التاريخ , إلى صادق جلال العظم الذي يقول عنه إنّه لا يستطيع الكتابة إلّا متوجّها للخصوم فإن لم يجد خصومه اخترعهم , مستعرضا كتابه " ما بعد ذهنيّة التحريم " , و لا يخفى على أحد النقد اللاذع و الموجع الموّه للعظم , سواءٌ بما يقوله طرابيشي بديبلوماسيّة أو ما ينقله- ببراءة - من ردود قاسية على العظم , وحه النقد الرئيسي للعظم هو أنّه لا يقدّم فكراً بقدر ما يقدّم سجالاً لأجل السجال , و أنّه في مشروعه يحمل انتهازيّة ما و بعدا عن ماركس نفسه بهروبه من نقد الدين نفسه , الذي يجب أن يكون - حسب طرابيشي - أساس كلّ نقد حقيقي .
أمّا عبدالرحمن بدوي الذي يقول عنه في البداية إنّه " من كبار الصانعي الفكريين للجيل العربي المعاصر " و له شخصيّا و أنّه " مالئ الدنيا و شاغل الناس " فإنّ استعراض سيرته الذاتيّة و الاقتباسات التي يوردها منها بكلّ ما تحمل من لغة التخوين و التسفيه و الشتائم و التصغير التي يشمل بها بدوي - حسب طرابيشي - معظم الأنتلجنسيا العربيّة المعروفة و حتى السياسيّين المعروفين ( ليس جمال عبدالناصر أو النحّاس وحدهما ) التي عاصرها أو تعامل معها بدوي , و يؤكّد طرابيشي أنّ إعجاب بدوي بالنازيّة - و تبنّيه لهذه الفلسفة بصبغة مصريّة - إضافة لانتماءئه الحزبيّ الذي تحوّل لديه إلى دين هما السبب في هذه العصبيّة و اللغة التي لا ترى سوى صاحبها في الكتاب .. كلّ هذا يجعل طرابيشي في نهاية مقالته يسحب عن كبير الفلاسفة العرب ما أصبغه عليه في البداية !
في بحثه المميّز حول المسألة الكرديّة " الديموقراطيّة والقوميّة و الأقلّيّات " , المميّز لأنّه يستعرض تاريخ النضال الكردي و المجازر التي حصلت بحقّه و تطوّر التمثيل السياسي فيه في تركيّا بشكل خاص , دون أن ينسى ذكر أنّ هذه المشكلة لا تختلف كثيرا في العراق و إيران هذا الثلاثي الذي تقوم فيه المشكلة و الحلّ , ذاكرا تلميحا و بين قوسين أنّ هناك دولة رابعة اسمها سورية هي طرف في الموضوع أيضا! , دون أن نعلم إن كان هذا التهرّب من ذكر المشكلة الكرديّة في بلده سورية إلّا تلميحا سريعا هو مما يليق بالمفكّر النقدي المتحرّر من كلّ خيوط التحريم حتى لو أغضب كلّ مقدّسات المجتمع .. ؟!
في نقطة لا فتة أخرى نجد أنّ طرابيشي يتكلّم عن الديكتاتوريّة الفكريّة كأسوأ و أقسى أنواع الديكتاتوريّة , لافتة لأنّه في " هرطقات 1 " يدعو صراحة و علناً إلى " الديمقراطيّة النصابيّة " بمعنى أنّ الديمقراطيّة مخصوصة فقط بطبقة معيّنة متعلّمة من المجتمع , و لا فرق في العمق بين المسألتين !
و في مقاله الآخر ذي الوجه السياسيّ أيضاً عن علاقة أوروبا بفلسطين تاريخيّا , سنجد استعراضا يستحقّ القراءة حول التحليل الديني لهذه العلاقة و المسح التاريخي للموضوع , حتى أنّه يتكلّم عن وعد بلفور كصادم للوعي الأوروبي بفلسطين قبل الوعي العربي , لأنّه حوّل فلسطين من قضيّة مسيحية - مسيحيّة إلى قضيّة يهوديّة , لا شكّ أنّ هناك جانبا من الفدرة على التفسير فيما قاله , و لكن هناك أسئلة منهجيّة كبرى حول حقيقة عامل الدين و الشعور بالذنب تجاه اليهود فقط في إنشاء دولة إسرائيل , يكفي الإشارة إلى المسيري في هذا الموضوع .
في آخر مقالتين : " قصة الإنسان أو الحيوان الذي خلق نفسه بنفسه " و " الإلحاد " يظهر الوجه الصريح لجورج طابيشي المتبنّي لمناهج الفلسفة العقلانيّة و العلميّة و الهارب من رحم الأديان بشكل صريح , و متقن الكتابة و التحليل , و إن كان لا يخرج بجديد عن المعتاد في هذه الأبحاث .
باختصار : الكتاب يستحقّ القراءة و كميّة الأسئلة و الجدل التي يثيرها ليست بالقليلة , عدا عن أسلوبه التحليلي و اللغوي المفيد كذلك , و من البديهيّ القول إنّ الكتاب الذي يستحقّ القراءة أكثر , ليس هو ذاك الذي لا تجد ما تخالفه أو تنقده أو حتى تنسفه فيه !
Profile Image for Dania Abutaha.
755 reviews502 followers
December 31, 2017
مقدمته صارخه تشي بما في الكتاب من عصف ذهني ...او شراره لعصف ذهني....عن شكسبير...ليس الهرطوقي من يحترق في النار بل الهرطوقي من يشعل المحرقه....ما يقرب التسعون صفحه من حكايه متشابهه من الكره الطائفي المستعر...كل يكفر الاخر...هل الفتنه من صنع الاجنبي ام صنعنا مضافا لها توظيف العامل الخارجي على مذبح المصلحه الوطنيه او القوميه

حرب كلاميه بين السنه و الشيعه ما يقارب ١٠٠٠ سنه....الم تكفي و تفيض مستويات الكراهيه تلك ...الن تنتهي...اذا كانت العقيده تقوم على التوحيد و الوحده اين نحن من هذا و كلنا احزاب فرحون بما عندنا .!هل الحل هو العلمانيه مغلفه بديمقراطيه اذا...علما ان الطائفيه ليست دينيه فقط هناك ايضا اقليات غير مصنفه او منصفه بين ظهرانينا...كيف سنلتحق بركب الحداثه بحسب نظريه التطور المتفاوت و المركب فالامم التي تدخل متاخره الى حلبه السباق الحضاري تستطيع ان تستدرك فواتها التاريخي و تحقق تطورا مركبا وفق مبدا التوالي الهندسي لا العددي فتنجز في عشرات السنين ما انجزته الامم الاخرى في مئات من السنين....هل هناك امل اذن!ما نحتاجه فعلا هو لاهوت متحرر لا لاهوت مسيطر...استخدام الدين اصبح اداه لتامين المطامع السياسيه او المصالح الشخصيه...اصبح عصرنا لا ملحد بل مشرك بعباده اصنام جديده ...صنم المال ...صنم السلطه...صنم القوميات...و غيرها...اما الايدلوجيات فهي بمثابه حجاب بين الوعي و الواقع...حتى الماركسيه فان مصباحها باهر في الغرفه السوداء و لكن ما ابهته عندما يخرج المرء الى النور...القاعده بها كما باي ايدولوجيا اخرى هي الغاء التفكير الشخصي...التفكير النقدي لا يتهيب تحري الحقيقه حتى بالولوج الى رحم المحرمات...و ما بين مقالات اخرى شيقه و مهمه و حتى انهاء الكتاب بموضوع الالحاد و رؤيه الفلاسفه و الكتاب له و تعريفه تتفاجأ من ماهيه الالحاد و التي يختلف مفهومها في الغرب عن مفهومنا...و حتى لو عم الالحاد فان الطبيعه تستعيد حقوقها و طهارتها...اما فولتيير فيقول لو لم يكن الله موجودا لكان ينبغي ايجاده...الانسان قادر على ان يصل بنور العقل الطبيعي الى حقائق الوحي بدون ان تكون به حاجه الى الدين الذي هو اصلا اختراع رجال الكهنوت الذين يتوسلون بطقوسه و اسراره ليبقوا الناس تحت سلطانهم....ان اخلاق العقل المستنير اسمى من اخلاق الترهيب و الترغيب...اما الجهل فهو الرذيله الكبرى...اما فيورباخ فيقول ان اله الانسان هو الانسان نفسه...علينا رفض المذهب الذي لا يحرر الفرد من الوصايه الدينيه الا ليخضعه لطغيان المجتمع و لا يضع حدا للعبوديه الخارجيه الا ليجعلها اثقل قيدا و اكثر ديمومه بتحويلها لعبوديه داخليه...ان الانسان لا يتحرر حقا الا اذا رفض كل مطلق و خاض تجربه العدم حتى النهايه...و يبدو الالحاد هو ضرب من الايمان...كاتب رائع يتخطى الاعجاب و رحلتي معه بعد الهرطقه ستبدا بالتاكيد...ولو متاخره!
Profile Image for Yazan Al-najjar.
24 reviews57 followers
July 13, 2014
احد الأمور التي أزعجتني قبل البد يقراءة الكتاب ، هو قراءة مراجعة احد المثقفين الكبار عن الكاتب
فقد أورد ان طرابيشي في فصل مسألة الخلافة يرى أتاتورك بطلا ، وأنه ينسى أنه كان ديكتاتورا
ولكنه لم يورد ان طرابيشي في فصل (الديموقراطية والقومية والأقليات ؛ المسألة الكردية أنموذجا) عرض مأساة الدكتاتورية الأتاتوركية وسلبيات العلمانية

كان طرابيشي منصفا ، فهو عرض إيجابيات وسلبيات العلمانية
فهو يقوم ،في هذا الفصل ، بطرح السلبيات ، فصحيح ان العلمانية تقدم حلا لمسألة الخلافات الدنية والطائفية ، الا انها تطرح مشكلة أخرى على الساحة وهي التعصب القومي وهو يقول :
"وهكذا وجدنا أوروبا في القرن التاسع عشر تقدم مشهدا غريبا ومتناقضا لدول متسامحة على الصعيد الديني ومتعصّبة على الصعيد القومي"

ولكن طرابيشي في هذا الفصل وقع في مشكلة ال��اواقعية ، فهو بعدما عرض مأساة الأكراد ، يحاول ايجاد حل ، وهو يرى ذلك الحل بعقد مؤتمر مشترك تعده القوى الديموقراطية المشتركة
هنا تعود مأساة المفكر ، فحين يعجز عن الإتيان بحل عملي واقعي - خاصة في محاولة "ترقيع" لسلبيات فكرة هو يؤيدها - يقوم بطرح حلول من الصعب وشبه المستحيل تطبيقها

وهنا يذكرنا برأي علي الوردي حين انتقد مثالية مفكري الإسلام في مسألة الخلافة:"إنهم بعبارة أخرى يبحثون فيما يجب أن يكون عليه أمر الخلافة لا فيما هو كائن فعلا . وبذا وجدناهم يعيشون بأفكارهم عن الخلافة في عالم ، بينما كانت تجري الخلافة في عالم آخر"

ومن يقرأ باقي فصوله يرى لهجة مختلفة تماما عن هذه اللهجة اللاواقعية فهو عقلاني جدا وطرحه ممنهج وعملي
.....
على كل حال .. لم اتندم لإني قرأت لطرابيشي ، دخلت في عالمه وأدمنته ،انهيت كتابيه(هرطقات 1 و2) خلا اسبوعين
القراءة لهذا الرجل تشعل في عقلك نورا ، وتثير في قلبك اضطرابات
وهو -كما وصفه احدهم- يستحق لقب : فولتير العرب
واعطيه خمسة نجوم ، لا لأني اوافقه بكل ما اورده ، بل لإني معجب بجرأته ...


Profile Image for Dina Nabil.
205 reviews1,188 followers
December 16, 2015

يمنحنا جورج طرابيشى مرة أخرى كتاب متقن ، مكثف ، محدد....يهرطق كما اراد تلك التسمية فى هذا الجزء عن العلمانية كأشكالية اسلامية اسلامية

و هو رد مطول و مكبر لجحة كثرت الالسان باقولها حتى ملها الجميل ان العلمانية حل لمشكلة لا نمتلكها و انها صممت لمنع تحكم الكنيسة بالتحكم فى المجتمع و الاسلام لا يمتلك كنيسة اذا فنحن لسنا فى حاجة لها....و مقولة أخرى قيل لنا حتى اتهرئت ان العلمانية تتطبق فى الشرق فقط لحماية "الاقلية" المسيحية فى بلادنا و انهم هم فقط المستفيدون من وجودها

ليثبت لنا طرابيشى ان العلمانية حل لاشكالية اسلامية-اسلامية ايضا ، و كانت البداية المحور السنى - الشيعى

يستعين طرابيشى بكم ضخم من اقتباسات ل ابن كثير و ابن الاثير و السيوطى و غيرهم من مؤرخى الفترات الاسلامية ليثبت الخلاف التاريخى بين السنة و الشيعة و كيف تحول الخلاف السياسى الى دينى بامتياز

من عادات طرابيشى الاثيرة انه يكثر من المقدمات حتى يمل القارئ احيانا ، يطنب و يزيد و يكرر المقدمة تلو الاخرى و المثال وراء الاخر حتى اذا اطلق "اذن" بعد كل تلك ال"بما ان" لا يجد القارئ مجال للرفض مهما كان الحكم قاسيا او صادما و مغاير لرأيه الاصلى

و يطلق رأيه الذى يبدو للوهلة الاولى غريب:
"قد يكون هناك ما هو اخطر و افدح و ادوم اثرا من حرب الافعال هى حرب الاقوال ، فالدماء التى تسفك فى كل حرب فعلية قد تجف مع دفن القتيل و قد يسرى عليها قانون التقدام الزمنى فلا يبقى لها اثر من الذاكرة بعد جيلين او ثلاثة ، اما حرب الاقوال منذ اكتشاف تقنية الكتابة ، حرب قابلة للتجدد باستمرار و لا يسرى عليها قانون النسيان او التقادم"

تتخيل لوهلة ان دم القتلى و اعداد الضحايا مؤثر على القرار البشرى لكن فعلا -و الشكر ل طرابيشى- نتبين التأثير القاسى للكلمات ...و كأن عشرات الالاف من كتب التراث فى السب المتبادل بين السنة او النواصب كما يطلق عليهم الشيعة و بين الشيعة او الرافضة كما يطلق عليهم السنه ، ليست بكافية و عشرات الاوصاف ب "خنزيرية القلب" و "ابناء اليهود" و "السيف المغروز فى ظهر الاسلام" و ما تبعها من فتاوى القتل و تقطيع الاوصال و السبى و الحديث المتواصل المكثف الهوسى عن ثنائية "النجاسة و الطهارة" لم تشفى الغليل ، حتى ظهرت اموال البترول عند الجزيرة العربية من جانب و ايران من جانب لتنعش السوق!

ثم تأتى التكنولوجيا و التواصل الاجتماعى على الشبكة العالمية التى بذل الانسان الحديث مجهوده ليصل اليها ليستخدمها الطرفين ك سلاح جديد لمواصلة الخلاف للتراثى فيما يصفه طرابيشى ب " عالم منفتح تكنولوجيا ، منغلق عقائديا و مذهبيا"

و هذا الهجوم "التقدمى" لزمه نوع اخر باثر رجعى فنرى احاديث منسوبة للنبى فى كتب السنة و الشيعة عن ذلك الخلاف الذى سيشتغل بعد موت النبى بسنين ، و يقدم نموذج النبؤة ك حل تخريجى للمشكلة ...و نجد ان واضع الحديث -و اظن ان المنطق وحده يدحض تلك الاحاديث دون الدخول فى دوامة السند و المتن- قد وضع على لسان النبى مصطلحات "النواصب" و "الرافضة" و هى فى حد ذاتها لاحقة على الخلاف ذاته...فى موضوع تناوله طرابيشى بجد و اجتهاد بل و تحليل رائع فى كتابه الاهم فى رأيى" النشأة المستأنفة" ..

بل ان الامر كان يمكن تشعبه لمحور شيعى-شيعى فنجد فتاوى فقهاء الاثنى عشرية ان من لم يصدق فى ال١٢ امام كامل فى حكم النواصب من حيث الكفر المبين فيضم لل"صفقة" الزيدية و طوائف الشيعة الاخرى ....و ذلك منجم فكرى فى حد ذاته لولا ان طرابيشى فضل ان يذكرها كملاحظات عابرة فى الكتاب الذى بين يدينا
**
حدثتك قبلا عن عادة طرابيشى فى كثرة المقدمات ليرمى على الساحة استناجاته ...و ربما المثال الاوضح ان طرابيشى الذى ظل يسرد لنا صفحات من تراث الفقة و التاريخ طيلة ٩٠ صفحة الى ان يصل بالقارئ لحاجة التشبع ، حين ينطق بالاستناج المكتوب فى بعض وريقات يطيح بالقارئ و يواجه بالحقيقة الصادمة

يرى طرابيشى ليس فقط ان الديموقراطية ليست كافية بل ان العلمانية المعتادة لن تكفى الوطن العربى حتى...بطبيعة الامر الديموقراطية تلعب على وتر الصناديق و دائرة التحالفات و الخصوم و الاغلبيات المتغيرة فهى غير قابلة للتطبيق فى وضع تثبت فيه نسب السكان على اساس طائفى ، و يزيد -صاعقا القارئ قليلا- ان حتى العلمانية بشكلها الطبيعى ك فصل الدين عن الدولة لم يعد ممكنا فى ظل حالة الكراهية المتشعبة المتغلغلة فى تراثنا...ليصل الى استناج ان كى ننشأ مجتمع لا يفجر نفسه بنفسه سنحتاج الى ادخال العلمانية داخل الدين نفسه لتعيده الى طوره الاول ك تجربة روحية و وجدان فطرى منفصل مشاكل تراثه و خلافاته و كراهيته

و سطور قليلة الحجم كبيرة التأثير يشرح لنا طرابيشى لماذا وصل الامر تلك الحاجة الملحة لنكتشف ان ما اسماه "الاسلام الشعبى" اخذ فى الانحسار تاركا مساحات شاسعة للاسلام المؤدلج ليقحم تركة التراث التى تغاضى عنها الجميع كثيرا الى الساحة .....الاسلام الشعبى هو اسلام العامة و العموم و الذى بطبعه ارجع الاسلام -بجهل متعمد- الى اصوله الاولى ، متاخدا تلك الوسيلة ك حل بديل عن لفظ "العلمانية" سئ السمعة فى مجتمعنا
****
الى هنا ينتهى "تألق" الكتاب و وحدته النوعية لنغرق فى سلسلة من المقالات المتفرقة ينقصها التركيز و يسود التشتت الموقف حين نقرأ مقالات متتالية عن علمانة تركية ، صفحات من مذاكرات عبد الرحمن بدوى و علاقته بالنازية و رد الرد ، مقال مبتسر عن الخلافة كان يستطيع استاذنا ان يجعله كتاب خاص تام لو اراد و الواضح انه لم يرد ، و شذرات عن الالتزام فى كتابات سارتر و خلافه

و يظل التشتت سيد الموقف -معى على الاقل- الى ان نصل لمقال رائع و بحث مكثف يخصصه طرابيشى وسط هرطقاته المتعددة عن ملف الاكراد و كيف فشلت علمانية تركيا ذاتها فى حل الموقف و يروى لنا عن انتفاضات الاكراد ال٣ و علاقتها بانقلابات تركيا العسكرية ...و يختم الفصل الرائع عن صعوبات تكوين دولة الاكراد و تكوين شخصية حقيقة للكردى حتى لو تجاوز المشاكل التأسيسية لها

بل و يتوقع عام ٢٠٠٧ وقت كتابة الكتاب عن شرطية وجود حرب اقليمية على الحدود السورية الايرانية التركية لتقام فعلا دولة الكرد
***
اشبعنا طرابيشى فى كتابه الصغير من هرطقاته المنورة و كثف لنا مواضيع و افكار بطريقته الذكية فى عدد محدود من الصفحات تتطلع بها على جانب من هرطقات جورج طرابيشى...

دينا نبيل
١٩ فبراير ٢٠١٥
Profile Image for DR.AmiraSalah.
41 reviews306 followers
September 8, 2019
قد تختلف مع التوجهات السياسية للكاتب، أو ربما لا...لكن دعونا نتفق أنه ينبغي أن نقف طويلا أمام هرطقات طرابيشي الجزء الأول والثاني؛ لأنها كتب رائعة تستحق القراءة..

وإذا حالفك الحظ لقراءة "نقد نقد العقل العربي" له، فعليك بالبدء بـ "تكوين العقل العربي للجابري" ثم المتابعة بنقده لجورج طرابيشي..لتستمتع بسجال فكري رفيع الطراز.
Profile Image for Ahmed M. Gamil.
158 reviews218 followers
September 17, 2014
الكتاب، إجمالاً، وكعادة أعمال جورج طرابيشي، متميّز.. لكنّي أشدد على كلمة إجمالاً كوني أختلف مع الكاتب في بعض النقاط.

الكاتب يبدأ كتابه بالموضوع الذي أخذ منه الكتاب عنوانه الثانوي "العلمانية كإشكالية إسلامية - إسلامية" والذي شغل الجزء الأكبر من هذا الكتاب.

يبدأ الكاتب بسرد مظاهر التراشق بين الطائفتين الكبرتين في الدين الإسلامي "السنة والشيعة" وكيف يضرب خطاب نفي الآخر بجذوره في أعماق التاريخ بُعيد مقتل الإمام عليّ - رضي الله عنه - وأمر معاوية بلعن عليّ على منابر المساجد وتوجيهه لولاته بمنع واضطهاد شيعته مروراً بمقتل الحسين - رضي الله عنه - وانتهاءاً إلى يومنا هذا واستمرار عملية التراشق حتى في الفترة التي كانت تحاول فيها عملية التنوير العربي الإسلامي شق طريقها على ما يلزم من التنوير من إشاعة لروح التسامح وتقبل الآخر المخالف.

ينطلق طرابيشي من هذه النقطة إلى أن العلمانية ليست إطار ذو ضرورة ملحّة في مسألة حسم الاختلافات والتنازعات بين أصحاب الأديان المختلفة بل هي أيضاً ضرورة مُلحّة في وضع حدّ للصراعات المتأججة بين طوائف الدين الواحد المختلفة بل، والأكثر من ذلك، بين الفرق المختلفة المنزوية تحت لواء طائفة واحدة من طوائف الدين الواحد.

ينتهي الكاتب من تلك النقطة إلى تناول العلمانية كجهاد دنيوي في مقابلة الجهاد الأخروي التي يفرضه الفكر الديني وكيف أن هذه "الجهادية الدنيوية" قد تجلّت على عدّة مستويات ومنها:

* العلمنة الدينية، والتي أدّت إلى كسر احتكار رجال الدين للمعرفة الدينية متمثلة في أولها بحراك الإصلاح الديني التي بدأته البروتستانتية التي ألزمت رب الأسرة بتعليم أولاده الكتاب المقدّس.. وأدت كذلك إلى كسر احتكار عملية القراءة والكتابة والتي كانت حكراً على رجال الدين دون غيرهم.

* العلمنة الثقافية.. تلك التي أفرزت ثقافة منعتقة من التصور الديني للعالم متمحورة أكثر حول الإنسان.

* العلمنة الإنسانية.. والتي، على إثرها، قامت عملية إحيائية للتراث القديم "الموصوف من قبل الكنيسة بالوثني" وردّ الاعتبار للثقافتين القديمتين اليونانية والرومانية..

* العلمنة العقلية.. والتي هي نتاج العلمنة الإنسانية التي، كما قلنا، أحيت، من ضمن ما أحيت، الفلسفة اليونانية القديمة التي حررت الفلسفة من خدمة اللاهوت ووضعتها في خدمة العقل والعقل وحده.

* العلمنة العلمية.. التي وضعت حداً فاصلاً للتماهي بين الديني والعلمي.. هذا الحد الذي تمثّل في الاكتشافات العلمية التي أزاحت الرؤية الدينية للعالم عن عرشها كالثورة الكوزمولوجية التي أسست لها اكتشافات برونو وجاليليو وكذا الأبحاث الداروينية اللتان وجهتا ضربات موجعة للنرجسية البشرية.

نزولاً إلى "العلمنة الجنسية" والتي تهتم بتحرير العلاقات الجنسية من مفهومي الجريمة والخطيئة.. والمعني بتلك العلاقات الجنسية كما يرى الكاتب هي العلاقات خارج إطار الزواج أو تلك الشّاّة أو المثلية بالطبع خلا ممارستها مع القصّر أو الاغتصاب.. وهنا يبرز تساؤل أو عدّة تساؤلات منّي: ما الفائدة التي ستعود على المجتمعات البشرية من تحرير تلك العلاقات من إطاري الخطيئة والجريمة؟! .. طالما كفلت العلاقة الزوجية المشروعة وسيلة للتفاعل الجنسي الطبيعي الفطري موثقة توثيقاً يحفظ لكلا المتفاعليْن حقوقهما فما الفائدة من فتح الباب أمام العلاقات الغير زوجية؟!! .. ثم ما هو الحق في ممارسة الشذوذ؟! .. هل من الحق فتح الباب أمام ظاهرة يمكن أن يؤدي تفشيها إلى زيادة مخاطر الانقراض البشري؟!

ثم ينطلق جورج طرابيشي إلى تناول مسألة الخلافة - العثمانية حصراً - والظروف والملابسات التي أدّت لسقوطها من منظور مصطفى كمال "أتاتورك" أو "أبو الأتراك".. وكيف، من منظوره، أن رجال الدين أرادوا بكل ما أوتوا من قوّة الحفاظ على منصب الخليفة ولو على مستوى الخلافة الروحية فقط لا الزمنية السياسية في محاولة للحفاظ على كل ما يحمله هذا المنصب - روحي كان أم زماني - من امتيازات لكن تمسّك أتاتورك بإلغائه كان بدافع أن الأمّة التركية لا تستطيع وحدها أن تضطلع بأحمال ومسئوليات قرابة الثلاثمائة مليون مسلم - حينئذ - وذلك، في نظره، ما أدى إلى تمزّق الأمّة التركية في نهاية الأمر وسقوطها في براثن القوى الغربية..
وعلى ما في هذا الأمر من ملابسات إلا أنني قد مررت عليه مروراً اطلاعياً بحتاً لا نقداً ولا تأييداً إلى أن يتأتّى لي الإحاطة بملابسات الأمر والجمع بين ناحيتيه - الإسلامية والأتاتوركية.

ينتقل طرابيشي بعد ذلك إلى تناول موضوع وثنية النص وتديين الماركسية على يد جارودي عندما كان ماركسياً.. وكيف أن جارودي تناول النصوص الماركسية الأولى تناول الأرثوذكسية السلفية للنصوص الدينية على أساس أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال التكلم عن احتمالية وقوع ماركس أو لينين في الخطأ بل كل الخطأ، إن وُجد، يقع على من استلهموا نصوصهما من بعدهما.

ومن بعد بضعة أبواب تتناول نظرة طرابيشي في الأدب وموضوع "ما بعد ذهنية التحريم" عن جلال العظمة.. ينتقل الكاتب إلى موضوع هرطقات عبد الرحمن بدوي الذي كان أكثر من مفاجأة بالنسبة لي فقد تناول الكاتب السيرة الذاتية لبدوي والتي وجد فيها أنه قد تأثر بالفكر النازي تأثراً شديداً عمل على نقل أدبياته كلها إلى مصر بل وحاول، أثناء فترة التحاقه بمصر الفتاة، استنساخه كوسيلة للتخلص من التبعية للقوى الاستعمارية البريطانية في مصر.. وبتأثر بدوي بالفكر النازي، فقد تأثّر بدوي بالفلاسفة الألمان تأثراً شديداً وعلى رأسهم بالطبع "نيتشه" فيلسوف القوة ملهم الحركة النازية.

ويتناول الكاتب أيضاً موقف بدوي الشديد والمعادي لجمال عبد الناصر كهرطقة أخرى تضاف إلى هرطقات بدوي وكيف أنه يرى عبد الناصر كارثة مدوية أورثت الذل والعار للأمة. وعلى النقيض من عداوته لناصر، فقد كان بدوي من أشد المعجبين بالسادات كونه كان مؤمناً بفلسفة القوة ولكن ذلك الإعجاب تحول إلى نقد مع إنجاز اتفاق السلام مع الإسرائيليين.

ثم ينتقل طرابيشي إلى موضوع "الديموقراطية والقومية والأقليات: المسألة الكردية نموذجاً" ومنها أقتبس الآتي لملامسته بشدّة للواقع:

يقول طرابيشي في الصفحة الثانية بعد المئتين "ومالم نتصور قيام حرب عالمية، أو حرب أقليمية طاحنة تفتت الدول الثلاث - يعني تركيا والعراق وإيران وهي الدول التي تحتوي على أقليات كردية - ورابعتها سوريا، فليس في الأفق الجيوبولوتيكي للمنطقة ما يشير إلى إمكانية قيام دولة كردية مستقلة وموحدة".. وأترك التعليق لكم.

ثم ينتهي جورج طرابيشي بمسألة الإلحاد والتعريف به والإشارة إلى تصوراته المختلفة بعيداً عن التأييد أو النقد لتلك المسألة.. سرداً مجرّداً.

باختصار، هذا الكتاب ثري وممتع ودسم.. يحتوي على الكثير من المعلومات التي ربما ستغير نظرتك للأمور.

أنصح بقرائته.
Profile Image for Mohammed.
518 reviews724 followers
September 19, 2022
رحلة متنوعة أخرى مع جورج طرابيشي. التنوع مذهل ومشوش فأنت تقرأ مجموعة مقالات تتحدث عن مواضيع لا يجمع بينها رابط مثل الصراع الطائفي في الإسلام، الماركسية، الأزمة الفلسطينية، الإلحاد وتاريخ البشرية. أما عن الشخصيات تحت المجهر فلدينا عبد الرحمن بدوي، أتاتورك، غارودي وماركس. يشعر القارئ بأنه في واحة فكرية فيها من كل نبع قطرة.

كما هو ديدن طرابيشي، تتسم المقالات في هذا الكتاب بالغزارة المعرفية وهدوء النبرة والنأي عن التعصب. وكما هو متوقع من نصوص كلاسيكية تم تجميعها بين دفتي كتاب، بعض المواضيع عفا على طرحها الزمن إذ تغيرت المعطيات تغيراً جوهرياً. ومما لا شك فيه أنك ستجد نفسك مهتماً بمواضيع وغير مبالٍ بأخرى؛ أمر طبيعي.

أهم مقال في الكتاب، والذي يحمل عنوانه، يطرح العلمانية كحل للتعايش بين الطوائف الإسلامية. يناقش طرابيشي في مستهل المقال فكرة أن العلمانية هي فكرة يروج لها المسيحيون العرب في أوطانهم من أجل إيجاد صيغة تعايش مع المسلمين. لا يتفرغ طرابيشي لدحض هذه النظرية، وإنما يخصص مقالاً مطولاً عن الخلاف السني الشيعي بما في ذلك من صدام عقائدي ولفظي وديني. المقال ثري جداً ويجعلك تستمع إلى الطرفين المتصارعين من وجهة نظر لا تنحاز لأي منهما. تتفاوت بقية المقالات في الطول وأهمية الموضوع، وجدت أقلها سلاسة مقال (أتاتورك وإلغاء مؤسسة الخلافة) وأيضاً (هرطقات عبد الرحمن بدوي). من المقالات الثمينة فكريا وتاريخياً: (الدين والسياسة في علاقة أوروبا بفلسطين) و (قصة الإنسان).

ما زلت متعطشاً لقراءة المزيد من إنتاج طرابيشي، لذا فلن يكون هذا آخر كتاب أقرؤه للمفكر الراحل.
Profile Image for طارق.
143 reviews143 followers
November 12, 2016
أربع نجمات ونصف


أول تجربة لي مع طرابيشي


في مجتمع يقدس الظواهر ولا يلتفت إلا إلى القشور، فإن اسم جورج � كما يقول هو � كان أحد أقسى أنواع الفشل في حياته. فقد ظلم مرتين، مرة على يد القوميين، الذين كانوا يعتبرون تعريب الأسماء شكلا من أشكال مقاومة المستعمر، وأخرى على يد الإسلاميين، الذين يعتبرون جورج اسماً لا يمكن أن يحمله إلا عميلا مدفوعا من الغرب.

بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي معه، لا يسعني إلا أن أحترم مقدار الجهد الذي يبذله طرابيشي في البحث والتحليل لإيصال أفكاره. فاطلاعه على تاريخنا الإسلامي يفوق اطلاع كثير من المتفيقهين الذين أعمتهم الطائفية عن فهم سنن التاريخ واختزاله في الجانب العقدي.

يسعى طرابيشي في هذا الكتاب لاثبات أن العلمانية هي الحل، ليس فقط للأقليات في بلاد المسلمين، ولكن أيضا للمسلمين من المذاهب المختلفة. ويسوق الأمثلة عبر التاريخ الإسلامي للخلاف السني الشيعي الذي، وإن بدأ سياسيا، إلا أنه قد تطور ليصبح جزء لا يتجزأ من عقيدة أنهكت الخلافة وقضت عليها.
يقول طرابيشي أن المطلوب هنا ليس علمنة الدولة وحدها على مستوى السطح، بل أيضا علمنة المجتمع على مستوى العمق.
لا يقتصر ذلك على الدولة كما لا يقتصرعلى الدين، فالعلمانية تنطبق على مجالات متعددة كالثقافة والعلم واللغة.


كقارىء شغوف لما يكتبه عبد الوهاب المسيري وبخاصة عن العلمانية، لابد من الاعتراف بأن ما يقدمه طرابيشي يستحق النظر بغض النظر عن المسميات.
يقال أن العرب إذا اتفقت على المعنى تساهلت في اللفظ
فهناك، على سبيل المثال، جوانب عديدة من الإسلام لم تفعل حتى اليوم ساهمت في وأدها الطبيعة السياسية والاجتماعية لدى مجتمع الإسلام الأول، إضافة إلى ثقل الموروث الذي أدى إلى تقزم المفاهيم.

Profile Image for Mohammed Hussam.
236 reviews62 followers
July 8, 2015
هرطقات جورج طرابيشي فيها الدواء لأمراضنا المزمنة..
Profile Image for Ahmed.
917 reviews7,935 followers
August 4, 2016

فيه يخصص طرابيشي حديثه عن العلمانية كعنوان رئيس ويخرج من تحت هذه العباءة ليشمل دراسات أخرى يركز عليها (كالماركسية والإلحاد وغيرها)، ليخرج لنا في النهاية كتاب قيّم.

يطالعنا في بداية الكتاب بفصل صادم عن فترة سوداء في التاريخ الإسلامي، أو بمعنى أصح يواجه المسلمين بتاريخهم الأسود وللحق يقوم بدور المحلل ببراعة يُحسد عليها، وفذكر الفترات المشابهة في كل حضارة وكل منطقة ونتائجها، وأن ما يحدث في الشرق كان يحدث مثله في الغرب، وفي النهية يبقى الدين في كل الحالات صاحب أنياب ظالمة وأن الغوغاء هم الغوغاء (أيا كانت ملتهم وجماعتهم) ينخدعون بألفاظ براقة كالشهادة والجهاد ليخدموا في النهاية الطواغيت ووّعاظهم.

ثم يخصص فصل كامل للحديث عن د\عبدالرحمن بدوي والذي يصفه في بداية الفصل أنه قامة ومجدد وأسس لفكر شريحة واسعة من المفكرين العرب، وفي النهاية يصرح بأنه أخلف ظنه وأنه قامة أصغر مما كان يتوقع ، وكل ذلك بناء على قراءة ذاتية لسيرة بدوي الذاتية، وما احتواها من آراء شنيعة وقادحة لكل المفكرين بلا استثناء، وهجوم ضاري على حركة 23 يوليو وصنمها الأكبر عبدالناصر، ورغم حزني العميق لما أهان به بدوي (طه حسين ونجيب محفوظ بالذات) واندهاشي لكم هذا الهجوم على الجميه(مثل زكي نجيب محفوظ ولويس عوض والعقاد والحكيم وصلاح جاهين واحمد أمين ومحمد مندور) وغيرهم وغيرهم من رموز الثقافة المصرية، إلا أني في النهاية أجد أن السيرة الذاتية تُكتب لأجل ذلك، فهي ختام لحياة كاتب وفرصته الأخيرة لكي يقول ما عجز عن قوله عمره كله.

مقالة الإلحاد موجزة وبليغة وعظيمة الفائدة، كلام منمق من دارس وباحث عظيم الفكر حقا، بأسباب تاريخية وتأصيل مجتمعي جدير بالانتباه.
Profile Image for عبدالرحمن عقاب.
770 reviews976 followers
March 9, 2016
هذا الجزء الثاني من "هرطقات" جورج طرابيشي. وقد اتجه فيه نحو التاريخ وامتداداته الحاضرة. فمن الفتنة الطائفية إلى مسار الإلحاد ومسيرته، مرورًا بعلاقة أوروبا بفلسطين و قضية الأكراد يمضي في بحثٍ جميل عن جذور الإشكاليات وعن مخارج محتملة.
أيضًا مرّ على قدسية النصوص الأولى لا عند أصحاب الأديان، بل عند من يدّعي الثورة على اللاهوتية كالماركسيين.
ولا تخلو وقفات الكتاب التاريخية من "حقائق" صادمة عن الصورة العامّة المستقرّة في الأذهان، مثل الفصل عن "الخلافة" أو "الخلافات" الطائفية. فالصورة في أولّها أكثر ضبابية والتباسًا عن ما استقرّ في العقل الجمعي.
وهناك فصل عن "عبدالرحمن بدوي" وفيه استعراض لشخصيته من كتاباته، وفيه إشارات جميلة عن خبايا وخفايا النفوس المثقفة.
هذا الكتاب برأيي أفضل من جزئه الأوّل من حيث أهمّية جميع فصوله، لكنّه دونه منزلةً في عمق أفكاره. وكلا الكتابين مهمٌ ونافعٌ ، و ممّا أنصح به بشدّة.
Profile Image for أحمد ليثي.
Author6 books112 followers
September 11, 2014
لا شك فى أن اى كتاب يحمل اسم هذا الرجل لابد وأن يُقرأ, جورج طرابيشى أحد القائمين على الحفر فى الوعى العربى.


_الشاهد انه كما كانت المصادر الاسلامية التى تنتسب للسنة تذم الشيعة وتجعلهم خارج الدين, فإنه -أيضاً- قامت المصادر الاسلامية الشيعية بذم السنة وجعلهم خارج الدين, وبقدر ما كانت المصادر السنية تبالغ فى الغلو, كانت - على الاكثر من ذلك - المصادر الشيعية تبالغ فى الافتراء على السنة.

_جدير بالذكر أن مفهوم التقية, لم يكن موجوداً عند الشيعة فقط, بل هو مفهوم موجود فى كل الاديان, وفى هذا يورد جورج طرابيشى نصاً علق عليه فى الهامش ص77, يقول فيه ان التقية ليست من اختراع الشيعة, وان الشيعة لم يكونوا هم اول من استخدموها, ويورد حديثاً عن الرسول يبيح فيه التقية, منقول من الطبقات الكبرى لابن سعد, وهذا نصه:

االقرشيين لما عذبوا والدى عمار بن ياسر حتى قتلوهما وهو ينظر, فلما حل عليه الدور فى التعذيب لم يتركوه حتى سب رسول الله وذكر الهتهم بالخير, فلما اتى رسول الله قال ما وراؤك, قال ورائى شر يارسول الله, ما تُركت حتى نلت منك, وذكرت الهتهم بالخير, فقال فكيف قلبك, قال اجد قلبى مطمئناً بالايمان, قال فإن عادوا فعد, وفى ذلك نزلت الاية الكريمة (من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اُكره وقلبه مطمئن).

العلمانية كجهادية دنيوية وهو الفصل الاهم فى الكتاب يؤكد طرابيشى فكرة الخروج من الدين لا الخروج على الدين, وان الخروج من الدين قد يكون السبيبل الوحيد لعدم الخروج على الدين كما قال نيتشة فى موت الدين.
فعلت اوروبا ذلك عندما قطعت صلتها بالنظام الدينى المعرفى للقرون الوسطى,

كما عرف طرابيشى العلمانية على انها جهاد فى سبيل الدنيا فى مقابل المفهوم الاسلامى للجهاد على انه جهاد فى سبيل الاخرة.

قد يكون عيب الكتاب الوحبد كثرة ما أورده طرابيشى فى فصله الاول من نصوص ادبيات الفكر السنى والشيعى, مما صاحب هذا شعور بالملل, ورغم ذلك وعلى كثرة ما اورده فإن إيراده قد اتاح لنا الاخذ بالفكرة.
87 reviews80 followers
June 27, 2013
الجميل والمفيد دوما جورج طرابيشي , وكتاب مدهش مثير للملايين من الأسئلة , حول كل ما نؤمن به .
لماذا قرأت هذا الكتاب تحديدا ؟ أردت كتابا يتحدث عن الطائفية , فنصحت به وقد كان خير معين على تحمل كمية القرف الطائفي الذي نشاهده هذه الأيام في العالم العربي
يشاع في الخطاب العربي , أو في بعضه على الأقل أمران ينفيهما طرابيشي هنا في كتابه , أول هذين الأمرين أن العلمانية هي إشكالية مسيحية مسيحية , فيرد هنا بأن ألف سنة أو يزيد من الصراع بين السنة والشيعة تدل على أن هناك إشكالية إسلامية إسلامية وأن العمانية قد تكون جوابا لها
والأمر الثاني الذي يجيب عليه هنا وفي هرطقات 1 طرابيشي هو أن العلمانية كما هي صالحة للمسيحية فهي كذلك صالحة للإسلام
ويدافع طرابيشي عن العلمانية وعن مسيحيي الشرق بأن يقول أن العلمانية ليست مشكلة مستوردة كما يقول برهان غليون , وليست مؤامرة من مسيحيي الشرق لهدم الإسلام كما يطرح سفر الحوالي !
وللتدليل على صدق ما يذهب إليه يضع طرابيشي يده و وعيوننا في عش الدبابير ويستعرض التاريخ مدللا على أن الطائفية كانت أمرا ثابتا في التاريخ الإسلامي الممتد ,وهنا تبدأ المرحلة الأكثر إيلاما في الكتاب , عندما تقرأ عن كمية التحريض الطائفي , عفوا عن كمية الفعل الطائفي المقزز , عن كمية الدم المراق , عن المدن المهدمة , وأماكن العبادة المدنسة , وعن المؤامرات التي كانت تحاك ليل نهار للنيل من هذا الآخر الذي اتهم بكل شيء , فاستبيح دمه وعرضه وماله بطريقة مفزعة , والكلام هنا عن الطائفتين الكبريين في الإسلام , واللتين لم يقصر أبناؤهما في إظهار حقدهم لحظة تمكنهم .
وتأخذ المسألة الطائفية من الهرطقات مئة صفحة , لينتقل بعدها للحديث عن العلمانية التركية , والمسألة الكردية , وهنا للأمانة يسقط طرابيشي أستار أتاتورك , ويظهر الوجه القذر للعلمانية التركية والسلوك التركي الرسمي إزاء شعب عريق وأصيل كالأكراد
معلومات كثيرة ترد في هذين الفصلين لم أكن قد سمعت بها من قبل ولا حتى خطر ببالي أن أقرأ عنها , والكلام الذي يورده طرابيشي عن المسألة الكردية والمعاناة التي عرفوها في القرن العشرين مفيدة لي جدا كفلسطيني , إذ كان الإعتقاد السائد عند "بعض" الفلسطنيين دوما هو أنهم وحدهم من يعانون , وأنهم دونا عن سواهم من يستحقون, التعاطف وتستحق القضية الكردية كثيرا من الدعم , وكثيرا جدا من القراءة
أما لماذا يورد طرابيشي مسألة إسقاط الخلافة والتجربة العلمانية التركية والمسألة الكردية , فكل هذا يأتي في سياق الحديث عن العلمانية كممكن في العالم الإسلامي , فتركيا كانت حتى بدايات القرن العشرين حاضرة الخلافة الإسلامية , فكيف جرى هذا التحول الجذري فيها نحو العلمانية , هذا ما يشرحه لنا أبو العلمانية التركية أتاتورك نفسه
يقول طرابيشي ما معناه أن الحداثة مركب لا يسير إلّا بعجلتين : العلمانية والديمقراطية , وإن كانت تركيا قد "نجحت" في علمنة المجتمع والدولة * فإنها قد فشلت فشلا ذريعا في دقرطته , والدليل على ذلك هي القضية الكردية , وخلال استعراضه لهذا الفشل يرينا طرابيشي تصريحات عنصرية مخزية لمسؤولين أتراك , حتى تكاد تشعر أنهم أبناء التجربة النازية !
ومن النقاط التي يرد عليها طرابيشي في هذا الكتاب هو المقولة " الشعبوية " التي تتحدث عن كون الأنظمة العربية أنظمة علمانية , ويستدل طرابيشي بنصوص من الدساتير العربية للتدليل عل وجود الدين أو على استغلال الحكام للدين وللخطاب الديني لتمرير قرارتهم ولاكتساب شرعيتهم , من الدستور المغربي الذي يصف الملك بانه أمير المؤمنين وحام الحمى والدين وصولا إلى الدستور الناصري !
هذا بالنسبة لي أهم ما ورد في الكتاب , على الرغم من وجود عدة مقالات اخرى لم اشر لها في هذه " المراجعة " كمقاله المطول عن عبد الرحمن البدوي الكاتب العربي غريب الاطوار , وكنقاش طرابيشي لمسألة الإلتزام وأهميتها وكذلك إيضاحه للعلاقة الملتبسة "المأساوية" بين فلسطين وأوروبا , منذ أول حملة "صليبية" مرورا بنابليون ووعد بلفور والمسألة الششرقية وقرار التقسيم , وصولا إلى الوقت الحالي .
وينهي طرابيشي هذا الكتاب المذهل ببحث قصير حول الإلحاد , وهو بحث مفيد للغاية وإن كان يستلزم منك الكثير من البحث والقراءة .

خاتمة : ستجد في هذا الكتاب بعض الأجوبة , لكنك ستجد فيه وسيثير فيك أسئلة أكثر من تلك التي كانت لديك قبل قراءة هذه الهرطقات , وهذه هي بالتحديد كما أرى مهمة الكتب الجيدة .


* يجب التفريق بين نموذجين للعلمانية , الأولى علمانية شعبية مجتمعية أنتجتها الثورة الفرنسية , والثانية علمانية فوقية "فرضت" من أعلى إلى أسفل هي العلمانية التركية , وبين العلمانيتين فارق شاسع
Profile Image for عبد السلام الحايك.
22 reviews38 followers
May 21, 2014
جورج طرابيشي يفضح أسطورتنا التاريخية من مصادرنا المعتمدة، يضع أمامنا اعترافاتنا التي حاولنا ونحاول أن نتجاهلها طول الوقت رغم أنها تقفز في وجوهنادماً وجثثاً ومجازر وانقسامات هيكلية لا يمكن التغاضي عنها أو التعايش مع وجودها ، هو يقول لنا حسناً لقد حاولتم طوال ألف سنة حل إشكالياتكم بالمجازر وما زلتم تقومون بذلك فهل يمكن لهذا أن يستمر؟
Profile Image for سلمان.
Author1 book163 followers
January 2, 2012
استطيع القول ان هذا الكتاب يعد مفتاحا لابواب عدة...جورج طرابيشي قامه في الترجمة وقامة في الفكر والبحث
Profile Image for Kamel Shaban.
19 reviews13 followers
January 25, 2021
كتاب يكفي أن تقرأ في مقدمته في أول سطر اقتباس لشكسبير '" ليس الهرطوقي من يحترق بالنار ،بل الهرطوقي من يشعل المحرقة " لتعرف أنك مقبل على وجبة علمية ممتعة للغاية..

جوروج طرابيشي كعادته. يشتبك مع المشكلة مباشرة دون مواربة..

هل العلمانية ضرورة في عالمنا العربي، في شرقنا المتوسط..
أم هي بنت الثقافة الغربية وجاءت حلاً لإشكاليات مختلفة ولا تناسب المجتمعات العربية واشكالياتها..

يبدأ الكتاب بسرد طويل لعدد كبير من الأحداث على امتداد التاريخ الاسلامي سنة وشيعة، يثبت بأن الطائفية ثابت دائم في التاريخ الاسلامي ابتداءا بالتكفير والتخندق الطائفي وانتهاءا بمجازر طائفية يندى لها الجبين فحالات السلم كانت الاستثناء..

فالعلمانية ضرورة ملحة في عالمنا العربي كونها عنصر فاعل في جدلية التقدم والتخلف ، بالإضافة للديمقراطية..
فلا ديمقراطية حقيقية بلا علمانية، كما يصور البعض في العالم العربي اننا بامكاننا ان نكتفي بالديمقراطية ولا حاجة لنا بالعلمانية.. !

من ثم ينتقل للتجربة التركية والعلمانية التركية الاتاتوركية، وبعدها ينتقل للكلام عن المشكلة الكردية في المنطقة..
ومن ثم يعرج على القضية الفلسطينية والمشاريع التي ادت لنشأة " اسرائيل" ككيان مستحدث..

ثم ينتقل للالحاد، انواعه بدايته وجذوره..
مسيرة الالحاد عبر التاريخ من الفلاسفة اليونان إلى يومنا هذا..

الكتاب مهم للغاية اضافة للجزء الاول (هرطقات. 1) ..

طبعا لغة الكاتب لا تقل اهمية.. فقلم جورج طرابيشي وانتقاءه للتراكيب عظيمة جدا..
كقوله في حديثه عن العدمية ..
( والفرد لا يتحرر حقا إلا إذا رفض كل مطلق وارتضى أن يخوض تجربة العدم حتى النهاية، فالعدم هو وحده الخلّاق، وبه يصير الفرد أوحد وينتصر ملكوت "الأنا")
Profile Image for Surrealist Abdul.
33 reviews6 followers
May 27, 2019
مقالات متنوعه جمعها طرابيشي في هرطقاته شملت مواضيع شتى حساسة كالطائفيه السنيه -الشيعية والعلمانية ومسألة الخلافة وغيرها ..المقالات اخذت شكلا متتابعا بمايشبه التسلسل لغاية النصف الأول فالمواضيع مترابطة بشكل كبير ..وكأن طرابيشي اراد ان يكمل مشروعه في نقد النقد بجزئية لم يكتب لها النور سوى بشكلها المبتور هذا ..النصف الثاني مقالات هامه ولكنها ليست مترابطة كالأول برغم حساسيتها، حول الماركسية والقومية وقضية فلسطين ..آخر ٣ مقالات اكثر مااعجبني ..وهي القضيه الفلسطينية وقصة الإنسان ، وأخيرا الإلحاد في التاريخ الأوروبي ..
فاجأني معرفة ان هناك عملا جمع طرابيشي بزهير البعلبكي -زهير هو مؤسس دار بساط الريح التي عرفت في أوائل الستينات وكانت مهتمه بترجمة وكتابة المنشورات الخاصة بالأطفال والكوميكس ،بل ان البعض يعتبره عراب القصة المصورة العربية ومنشورات الطفل..
أخيرا الكتاب جميل ومفيد ولكنه ليس بمستوى هرطقاته الأولى ..
Profile Image for Mohammad.
114 reviews13 followers
March 7, 2018
هرطقات كان جرعة من الثقافة والفِكر والمعرفة بالنسبة لي. لم تكن قراءته سهلة، فجورج طرابيشي يكتب بمواضيع متفرّقة مختلفة عن بعضها تتطلب درجة من الثقافة من جهة القارئ لفهمها واستيعابها بشكل جيّد. على الرغم من أنني لم أستوعب الكثير من الأفكار والمواضيع التي يطرحها، إلا أنني تعلمت الكثير من أسلوبه في طرح الأفكار ومعالجتها وتحليلها. في هذا التقييم سوف أحاول استحضار بعض الأفكار التي تعرّضت لها في الكتابَين ووجدتها مثيرة للاهتمام.

اقتنعت بوجهة نظر المؤلف حينما تحدّث عن الأيدلوجيّات العربية، وأنها تُسَوِّق نفسها على أنها الطريق للخلاص من التخلّف الذي نعيش فيه. يضرب مثالا على ذلك الأيديولوجية الماركسية الاشتراكية، ونحن شباب اليوم نلاحظها مثلا مع الأيديولوجيا الإسلامية. أتفق مع المؤلف في أن هذه الحلول السحرية التي تُطرح أمامنا ليست الحل، فهذه الأيدلوجيات مثل تلك الأدوية السحرية التي تُقنعك بأنه يمكنك إنقاص وزنك بشكل سريع والحصول على جسم مثالي في غضون أسابيع من دون مجهود يُذكر. يبيّن الكاتب أن النهوض بأمتنا العربية أو الإسلامية يتطلب أولا النهوض بالعقل، بتثقيف شبابنا وأمتنا، مبيّنا أن هذه العملية سوف تستغرق سنينا طويلة من العمل والكفاح.

الموضوع الثاني الذي تحدّث عنه بإسهاب هو موضوع العلمانية. لاحظت كيف أن مفهوم العلمانية قد شوِّه في الذهنية العربية بفعل الهجوم اللاذع الذي تعرّضت له من المؤسسات الدينية الإسلامية. اتضح لي من خلال القراءة أن العلمانية تتجاوز مفهوم "فصل الدين عن الدولة" لتطول العديد من جوانب الحياة. لتوضيح هذه الفكرة أكثر، فإنه في أحد الفصول، وبعد استعراض للصراع الدموي المرير بين السنة والشيعة على مر العصور، يصل لنتيجة أن علمنة الإسلام نفسه (وليس علمنة الدولة فقط) هو الطريقة الوحيدة لحل هذا الصراع المرير بين الطوائف الإسلامية والأقليات. وفي هذا السياق، تحدّث عن الأيديولوجيات، ومنها الأيديولوجيا الوهابية، وأقنعني بأن الأيديولوجيات -بكل أشكالها- إنما تعرقل التفكير الحر لعقل الإنسان.

في لحظة معينة أثناء قراءتي للجزء الأول، شعرت بأن الكاتب يريدنا أن نصبح مثل المجتمعات المتقدمة، بأن نصبح نسخة كربونية منهم مثلا. سرعان ما تبيّن لي أنه لا يقصد ذلك أبدا. ففي بعض فصول الجزء الأول، تحدّث عن الرواية العربية، وبيّن كيف أنها بدأت تتطوّر وتأخذ شكلها الخاص والمميز، متخّذا روايات نجيب محفوظ مثالا على ذلك. المهم بالموضوع هنا أنه يبيّن كيف أن الرواية العربية تُقدِّم نموذجا للتطور الذي لا يقلّد الغرب، بل يخلق هويته الخاصة؛ فالرواية العربية لم تصبح "نسخة كربونية" للرواية الغربية، وإنما أصبح لها نكهتها الخاصة. الفكرة التي وصلتُ لها هي أن عملية التطور أو النهوض بأمتنا لا يعني إطلاقا تقليد الغرب (وهذا مع الأسف أمر شائع بين الشباب اليوم)، بل أنه ينبغي أن نرتوي من نبع الثقافة الغربي، ولكن في نهاية المطاف لابد لثقافتنا أن تتبلور بشكلها الخاص والمميز.

الخلاصة التي توصلت لها مع "هرطقات" هي أن العالم العربي اليوم وضعه صعب ومتأزّم، وأن ظهور الإيديولوجيات السامة اليوم مثل "داعش" هو تصوير لحجم هذه المأساة التي نعيشها، وأن المضي قدما غالبا ما يحتاج لعَلْمَنَة الكثير من جوانب الحياة والسياسة والدين.
أخيرا، استمتعت كثيرا بالتعرّف على هذا المفكر الكبير، جورج طرابيشي، وأرغب في قراءة المزيد من مؤلفاته.
Profile Image for Bassel.
157 reviews47 followers
February 16, 2021
" ليس الهرطوقي من يحترق في النار
بل الهرطوقي من يُشعل المحرقة "

� شكسبير

- بهذا الاقتباس المميّز يفتتح طرابيشي الجزء الثاني من مقالاته المعنونة بـ " هرطقات "
و الذي يخصص القسم الأكبر منه للمقال الأول
مقدّماً فيه عرضاً مطوّلاً للصراع الطائفي و حرب الكلمات
الممتدة على مدار ثلاثمئة عام
بين كبريي طوائف الإسلام
والمستمرة إلى الآن باستخدام وسائل النشر الحديثة.

" إن ثقافة الفتنة لم تعد محصورة برفوف المكتبات و متون الكتب و فقهاء النصوص و قرّائها
بل صارت في متناول الجميع ضد الجميع في عالم مفتوح الكترونياً و مغلق عقائدياً و مذهبياً " ص ٦٢

متوصلاً بعد هذا العرض لوصف الطائفية بأنها ثابت من ثوابت الإسلام التاريخي، أي أنها ليست حدث طارئ
و بأن العلمانية ليست إشكالية مسيحية - إسلامية كما يحلو للبعض القول
بل هي أيضاً إشكالية إسلامية - إسلامية.

" إن العلمانية ليست ضرورية فقط لتسوية العلاقات بين الأديان المختلفة
و لا كذلك لتسوية العلاقات بين الطوائف المختلفة في الدين الواحد
بل أيضاً لتسوية العلاقات بين الفرق المختلفة داخل الطائفة الواحدة " ص٦٧

- يتميز هذا الجزء بانتقاء بعض الشخصيات الفكرية
( كــ روجيه غارودي و صادق جلال العظم و عبد الرحمن بدوي )
و الحديث عن مشاريعها و رؤيتها بلهجة تحليلية نقدية.

- من المقالات المميزة، مقال " الإلحاد "
و الذي يحتوي تحليلاً لهذا المصطلح و تاريخه الملتبس
من فلاسفة اليونان وصولاً إلى الفلسفات الحديثة.

- ختاماً؛ أقتبسُ هذا النص الرائع من إحدى المقالات، يقول طرابيشي :

" من قبل كنت أقرأ _ والقراءة هوايتي الكبرى _ إلّا ( مع ) أو ( ضد )
ومن بعد صرتُ أقرأ بعيداً عن همّ ( المع ) أو ( الضد )
من قبل كنت أقرأ لأحكم، و من بعد صرت أقرأ لأعرف
من قبل كنت أردّ كل ما أقرؤه إلى ما أعرفه
و من بعد صرت أنطلق مع كل ما أقرؤه نحو ما لا أعرفه " ص ١٤٣
Profile Image for Tamara.
163 reviews134 followers
April 25, 2016
في سيناريو مألوف سمعناه كثيراً، تُصنّف العلمانية كمُدخل غربي مستورد من قبل الأقليات المسيحية في الشرق العربي، وذلك لاقتران العلمانية عادة بعصور التنوير والحداثة التي اتخذت من أوروبا ساحة لها، وعادة ما يُرجع سبب استجلاب هذا المُخرج الحداثي كمحاولة من تلك الأقليات لإزالة عائق الدين أمام اندماجها مع المجتمع ولتحقيق نوع من المساواة أمام القانون، وما يحاول جورج الطرابيشي التأسيس له في هذه الدراسة هو الركون الى العلمانية كحل لصراع بين طائفتين تنتميان إلى الإسلام، ليستدل بها ربما على أن العلمانية أوسع وأكبر من كونها حل لمشكلة تأقلم أقلية معينة واندماجها، وبعد الإسهاب في التأريخ لسيرة التنازع بين السنة والشيعة ينتهي الطرابيشي لاقتراح العلمانية كمخرج طوارئ لحل الأزمة، ولا يكتفي بعلمنة الدولة فقط بل يتعداها إلى علمنة المجتمع وعلمنة الدين أيضاً!. يضع الطرابيشي تعريف للعلمانية على أنها : جهاد في سبيل الدنيا كخيار بديل عن الجهاد في سبيل الآخرة، ويقسم أشكال العلمنة إلى علمنة ثقافية وعلمنة لغوية وعلمنة انسانية و عقلية وعلمية وطبقية وسياسية وعلمنة جنسية على أن تُفهم كسيرورة تاريخية وليست آلية قانونية تأخذ سلطة كسلطة الدين على الناس كما حدث في روسيا البلشفية وفي تركيا أتاتورك.
سأختصر المراجعة على هذا الفصل على اعتبار أنه أكثر فصول الكتاب أهمية وترابطاً، على الرغم من أهمية الفصل الذي أبدى فيه رأيه بعدالرحمن البدوي، وكيف تجاوز وثنية نصوصه إلى حقيقة فكره ، كما تجدر الإشارة الى الفصل الذي أرخ فيه لظهور الإنسان كمتطور من السلالة الحيوانية ملحقاً ذلك الفصل بورقة كاملة تتحدث عن مفهوم الإلحاد. تاركاً هنا المفتاح الأخير لإدراك حقيقة هرطقته.
Profile Image for Rizgar Haji.
126 reviews18 followers
October 21, 2016
"ليس الهرطوقي من يحترق بالنار، بل الهرطوقي من يشعل المحرقة"يقتبس لشكسبير الهرطوقي المبدع جورج طرابيشي في مقدمة كتابه وكذلك طرابيشي يحترق بنار نقد المهرطقين الحقيقين ... هرطقات 2 عن العلمانية كإشكالية اسلامية-اسلامية امتداد لفكر الكاتب في كتابه الأول ولكن هذه المرة كطرح لإشكالية اسلامية-اسلامية قديمة قدم الإسلام متمثلة بالصراع السني -الشيعي.
يعتبر طرابيشي أن العلمانية � فلسفة وآلية لتسوية العلاقات لا بين الأديان المختلفة فحسب بل كذلك بين الطوائف المختلفة في الدين الواحد � وعليه � فقضية العلمانية ليست قضية مسيحية � إسلامية كما يطيب لخصوم العلمانية تصويرها بل هي قضية إسلامية � إسلامية � حيث � الطائفية ثابت دائم في التاريخ الإسلامي � وهو يثبت ذلك بالعودة إلى تاريخ الحرب الطائفية في الإسلام . كما يفند إدعاء البعض بأن الطائفية سببها العامل الخارجي ويثبت أنها � ليست حدثا طارئاً ولا مصطنعا بعامل خارجي : فهي قديمة قد الإسلام نفسه � وأن العامل الخارجي لم يلعب سوى دور المسبب وأن كثير من الطوائف الإسلامية استعانت بالقوى الخارجية ضد بعضها البعض. لكن برأيه فإن � العلمانية ليست ثمرة برسم القطف بل هي بذرة برسم الزرع.� و � في صندوق الرأس وليس فقط في صندوق الاقتراع يمكن أن نشق الطريق إلى الحداثة بركيزتيها الأخريين : الديموقراطية والعقلانية �
. يقدم بعدها الكاتب فصول ولا اروع عن نقد الماركسية ، الإلحاد ، القوميات والقضية الكردية ، الأدب الملتزم ، الفلسفة وطلب الأيديولوجيا ..و الأروع فصل عن هامة فكرية متمثلة بصادق جلال العظم وفصلان لنقد روجيه غارودي وعبد الرحمن بدوي .
بحق يعتبر هذان الكتابان مرجعان هامان مختصران لكن شاملان لكل معضلات الفكر العربي والإسلامي .
Profile Image for Amjad Fayoumi.
172 reviews15 followers
December 21, 2017
هرطقات الجزء الثاني ، هنا يستمر طرابيشي في هرطقاته التي بدأها في الجزء الاول و كان محورها الرئيسي هو الديموقراطية و الان في الجزء الثاني فان محورها هو العلمانية ، و الهرطقات هي النظر بشكل مختلف و نقدي للمسلمات الشعبوية السائدة و التي يتورط بها المثقفين العرب كما تتورط بها الشعوب العربية، ونجد انفسنا امام مفكر و مثقف استثنائي يمارس النقد اول ما يمارسه على ذاته فينقد بداية فكره الديني و من ثم فكره القومي و من ثم فكره الماركسي و كذلك الوجودي و يوضح لماذ انتقل من هذه المراحل بل و يعترف فيما يشبه الاعتذار انه كان يروج الوهم ! هذه القوة التي يملكها طرابيشي في نقد ذاته قبل اي اي نقد آخر هي ميزة نادرة و تكسبه مصداقية و قوة كناقد . ساعرض بسرعة لفصول الكتاب المختلفة و التي تشكل رحلة معرفية و نقدية غنية و ممتعة .

.نبدأ مع العلمانية كحل لاشكالية مسيحية مسيحية او اسلامية اسلامية العلمانية ، و الرد على مثقفين رفضوا هذا الحل مثل برهان غليون و محمد الجابري و حسن حنفي كحل للصراع الطائفي الاسلامي و الرد كان عبر استعراض تاريخ طويل من الحرب السنية الشيعية ، و من ثم التوضيح انه لا يمكن ان يكون هناك ديموقراطية بدون عَلمانية فلا يمكن نجاح انتخابات و كل شخص محكوم دينيا من طائفته .
ثم يطرح فكرة العلمنة كجهاد في سبيل الدنيا و الانسان ، و هذا يتضمن ١٠ انواع من العلمنة و هي : علمنة ثقافية ، دينية ، لغوية ، علمية ، انسانية ، عقلية ، طبية ، سياسية ، قانونية ، جنسية، ثم ينتقل لنقض اسطورة الديكتاتورية العلمانية ، هل كانت الديكتاتوريات العربية علمانية ؟ حقيقة ان هذه الديكتاتوريات لم تستطع ان تكون علمانية و استغلت الدين في الحكم ، لا يوجد دستور دولة عربية لم يضع الاسلام كدين الدولة او مصدر التشريع ، لا يوجد دولة عربية الغت لائحة الاحوال الشخصية القائمة على الشريعة الاسلامية ، او اوقفت التعليم الديني ، او سمحت بزواج المرأة من غير مسلم او اعطت ميراثا للمرأة مساويا للرجل ، او حتى سمحت بشهادة كاملة للمرأة و نجد اعتى هذه الديكتاتوريات تضع عبارة ألله أكبر على العلم و بخطأ املائي و هو همزة القطع في بداية كلمة الله ،
في مسألة الخلافة يورد توضيح اتاتورك لاضراره لعزل الخليفة من خلال خطابات مهمة له و من خلال مقابلات صحفية، من أسباب اتاتورك كان ان السلاطين العثمانيين لم يلقبوا بخليفة الا في عهد متأخر و هو عهد السلطان عبد الحميد ، آخر خليفة استنجد بالانجليز المستعمرين لحمايته من شعبه المسلم ، هل تقبل الدول الاسلامية المستقلة ان تدين بالولاء للخليفة ! الم تصبح الخلافة لعبة المستعمرين يوم اغروا بها الشريف حسين و طمع بها الملك فؤاد و من بعده فاروق و حتى الفرنسيين ارادوا التأسيس لخلافة في شمال افريقيا
نعم عبر الغازي الذي سيسمى فيما بعد بابو الاتراك (اتاتورك) بتركيا للعلمنة و لكن بدون ديموقرطية مع الكثير من العنصرية القومية و هذا الذي سيدفع ثمنه الاكراد في تركيا بقمع و قتل و تجهيل لليوم ، الفصل الذي يتحدث عن تاريخ الاكراد منذ بداية القرن مبكي و محزن ، لا يمكن تخيل شعب عانى مثل هذا الظلم على ارضه التاريخية ! ثم يمر بنا طرابيشي الى جارودي الفيلسوف الماركسي الذي حول ماركسيته الى دين و مارس وثنية النص الاول لكن هذه المرة كان النص ماركسيا و ليس دينيا و ماركس عند جارودي هو النبي الذي لم يمت و الذي انهار في الاتحاد السوفياتي هو وهم الماركسية و ليس الماركسية ! و ثم نرى ان الماركسي العربي سمير أمين يمارس ايضا وثنية النص ، فيصبح البيان الشيوعي نصا عابرا للتاريخ و متعاليا عليه و هكذا تصبح الايدولوجيا حاجزا بين الوعي و الواقع و هنا نرى تجربة طرابيشي و هو يحرر ماركس من نبوته ليرى فيه المفكر الذي هو كاي مفكر قدم مساهمات قابلة للنقد و هذه المكانة الانسانية التي تليق بماركس خير من المكانة الاسطورية التي يسبغها عليه اتباعه الايدولوجيين ، من ثم يخبرنا طرابيشي عن تجربته في التحول من نصير سابق للالتزام لمحب للادب اللامحدود ، فرغم اقتناعه بالفكرة عّن الأدب الملتزم بقضاياه و التي يطرحها سارتر لكن لم يستطع ابدا ان ينجذب لادب ملتزم مفبرك مسبقا ليحمل فكرة او ايدولجية ، و سيأخذنا طرابيشي في رحلة سريعة لنقد صادق جلال العظم لذهنية التحريم في معرض دفاعه عن رواية ايات شيطانية و الذي ارتكز فيه بان هذه الرواية هي نص ادبي و لا يهاجم الاسلام فالنص الادبي قابل للتأويل و اهميته في جماليته و هو لا يطرح الحقائق اصلا ! و هنا يرى طرابيشي انه رغم شجاعة العظم بطرح هذا الدفاع و لكنه لم يمض لنهاية الشوط ليواجهه العالم الاسلامي بالنقد الذي قدمه سلمان رشدي للاسلام بل اكتفى بالدفاع عن تأويله لرواية سلمان رشدي و ذلك لكي لا يصادم الوجدان الديني الجمعي ، و من ثم ينتقل معنا لهرطقات عبدالرحمن بدوي في مذكراته التي يرد فيها هرطقاته حق عبدالناصر و المثقفين العرب في تلك الفترة ، انتقد طرابيشي بعضها و بيّن اصولها النفسية او الشخصية و انتقد اُسلوب الردح و الهجوم الذي استخدمه بدوي و لكنه لم ينفي الكثير منها ايضا. ثم سيتطرق طرابيشي لتطور قضية فلسطين و علاقة الدين بالسياسة من الحملات الصليبية و حملة نابليون (اول من اعطى حقا لليهود في فلسطين من المسألة الشرقية (تصفية املاك الدولة العثمانية ) و من ثم وعد بلفور وصول لقرار التقسيم و علاقة كل هذا بالمسيحية البروستانتية و الصهونية ، و دور اوروبا فيها و الذي تحاول اوروبا اليوم التكفير عن خطيئتها به بانحياز خجول نحو الفلسطينين و لكنها فقدت قوتها فلا نتوقع منها الكثير ، رغم ان كتاب هرطقات صدر في في ٢٠٠٨ لكن يبدو ان هذا المقال كتب قبل التسعينات لان طرابيشي يرى ان الحل فيه هو الواقعية و التي تعني ان يخوض الفلسطينين مفاوضات مباشرة مع اسرائيل ! و هذا ما حدث فعليا في مؤتمر مدريد و اوسلو من بعدها ، ثم يأخذنا طرابيشي في سرد سريع لقصة تطور الانسان مقارنة مع قصة خلق الانسان الدينية، هذا من امتع الفصول ، و في النهاية يضع سؤاله الهرطوقي! لو لم يظهر الصلصال في التاريخ البشري سنة ٧٥٠٠ قبل الميلاد هل كان من الممكن ان تظهر قصة الخلق الدينية التي تجعل اصل خلق الانسان من صلصال! ، ثم في مقاله الاخير حول الالحاد ، يمارس طرابيشي هرطقته الكبرى حول الالحاد ، في بداية يوضح ان اللفظة العربية منحازة ضد الالحاد بطبيعتها فهي تعني الانحراف عن الطريق اما اللفظة الانجليزية فتعني فقط نفي وجود الله ، و يفكك الربط المزعوم بين الالحاد و الانحراف الاخلاقي و يستعرض معنا تاريخ الافكار حول الالحاد بدءا من الفلاسفة الطبيعيين المادية في ملطية مرورا بافلاطون و ابيقور و ابن الروندي و فولتير و كوبرنيكس و داروين و جون لوك و توماس هوبز و ديدرو و كارل فوجت هيجل دافيد شتراوس و فيورباخ و ماركس (ماركس الذي اعتبر الالحاد درجة من التأليه و سعى لخلق ظروف لا يكون فيها حاجة للدين اصلا و لذا لا يتطرق بعد نضجه لمسألة الدين الا نادرا ) و انغلز و لينين و ستالين ثم نيتشة و فرويد (الذي نرى انه الملحد الوحيد الاصيل في نظر طرابيشي ) وصولا الى كامو و سارتر و تغيير معنى الكلمة عبر العصور المختلفة ، لكن هرطقة طرابيشي الكبرى هنا ان طرابيشي كشف مأزق الالحاد : و هو الاستعانة بمبدأ اول سواء كان المادة او الطاقة او الحرية ! هذا المبدأ القبلي سيبقى مثل اله الايمانيين و لذا نجد من الايمانيين من يعتبر الالحاد جزء من الايمان مثل ديستويفسكي. و طبق جارودي هذا المبدأ فهو الذي اكتشف بعد اربعين سنه ان الحاده هو الحاد مؤمن.
Profile Image for أحمد البخاري.
Author7 books305 followers
August 11, 2014

لم يرق لي كتاب هرطقات 2 كما راق لي هرطقات 1، وعلى مدى المئة صفحة الأولى يستعرض جورج طرابيشي بشكل تفصيلي لتفاصيل الحرب والكراهية المتجذرة والمتأصلة بين السنة والشيعة، لكي يؤكد قاعدة أن العلاج العلماني هو علاج لإشكالية إسلامية إسلامية.. كدت أتقيأ حرفياً من هذه 100 صفحة السوداء في التاريخ الأسود لنا، حتى جزمت أنها مشكلة ليست لها حل أبداً فالكل متورط فيها ولا حل إلا بنسف كل هذا التراث حرفياً، فإن كانت كل كتب الأصول تمجد سلخ وقتل وسحق المختلف عنه طائفياً فما بالك المختلف عنك دينيا..!

عموماً فكرة الحاجة لنظام علماني لنزع فتيل إقصاء الآخر واضحة، ولم أكن بحاجة للغوص في كل هذه القذارة التاريخية لأعرفها، ولم أكن بحاجة إلا لبضع ورقات للتأكيد على الفكرة.

في الجزء الثاني من الكتاب، كان الكتاب أكثر متعة، وفيه يستعرض طرابيشي الأحداث والأجواء المصاحبة لأهم حدث في التاريخ الحداثي للعالم الإسلامي، وهو لحظة إلغاء "الخلافة" بشكل نهائي من قبل أتاتورك، وهو فصل رائع ومثير ومذهل، وكيف كانت ردة فعل كل البلدان العربية والإسلامية، وصراعها حول هذه المكانة التي كانت مقدسة في وقتها، ثم عرج الكاتب في فصل آخر من فصول التاريخ التركي وهو القضية الكردية، وفيها تأصيل جميل حول الدولة القومية والديمقراطية والأقليات..

بقية الكتاب عبارة عن ردود لبعض الكتاب والمفكرين العرب، أستفدت الحقيقة من هذه السجالات الفكرية، وإن كان قد إنتهى آوانها بإعتبارها سجالات متأخرة لما سمى بإحتضار الفكر الماركسي والقومي العروبي.
Profile Image for Ĥαα.
43 reviews36 followers
November 3, 2015

طرح طرابيشي مسألة حل مشكلة النزاع الطائفي والعرقي في العلمانية وقرينتها الديمقراطية دون ان يتواني من التذكير أن العلمانية لا يجب أن تسبغ على المجتع سبغا فوقيا أي من قبل إرادة سياسية كما هو حال تركيا الكمالية كما يسميها وان السبيل الوحيد للعلمانية هو عملنة المجتمع من خلال المدارس والمناهج التعليمية لأنه لا سبيل لأن تقوم علمانية تفصل الدين عن الدولة ومازال الناس في هذه الدولة يؤمنون بالحلول السحرية والخرافة والأساطير والقدر الذي يجلب لهم الحظ والتعاسة .

لقد قدم طرابيشي مسألة النزاع السني الشيعي كمقدمة ضرورية لعلمنة المجتمعات التي تقوم على اساس الدين فنجد نصف الكتاب الأول يركز على مسألة نمو هذا الصراع وبذوره وتكوينها وكيف أججها الصراع على ��لسلطة من جهة والتدخل الخارجي من جهة أخرى .

ثم في فصول كتابه الأخرى كانت مقالات متنوعة اختتمها بتعريف شامل للإلحاد منذ فلاسفة اليونان وحتى الفلاسفة الوجودين أمثال كامو وسارتر.

Profile Image for Mohammed Al-Abdullah.
155 reviews76 followers
January 12, 2010
أعجبتني بعض الأفكار والآراء في هذا الكتاب .. لكن فيه الكثير والكثير من المغالطات حول الدين الإسلامي والفكر الإسلامي عموما
Profile Image for Rashid.
90 reviews34 followers
August 12, 2014
صرخات جورج طرابيشي المدوية تثقب الاسماع والاذان، والأدلة التي يسوقها من مصادرها الموثوقة كافية لأن تحكم على الموروث - او اجزاء منه على الأقل - بالضرب والتعزير.

ان ما علق بالتراث من احقاد ما زالت تنبعث من رمادها، فبينما تتهم جل نخبتنا الفكرية الانهزامية امريكا والاستعمارعلى ما يجري في بعض الأوطان من مذابح مروعة واستئصال جماعي تقشعر منه الابدان، يقوم الطرابيشي بصفعهم بسردياته الداحضة التي لا تترك متنفسا لمتأدلج ان يقف ولو للحظة لرثاء الذات. ويسوق الدليل تلو الدليل ليثبت ان مآسينا منا "وان الطائفية ليست حدثا طارئا ولا مصطنعا بعامل خارجي"، فهي قديمة قدم التراث.

ولمآسينا اسباب عدة اهمها الاصالة المصطنعة الذي تنسب للأسلاف ارتجاعا ما هم منه براء، ومن ثم الموالاة والمعاداة على اساسه. ومن امثلة ذلك مسألة الخلافة التي طالما تباكى عليها الحركيون وعملوا على تدشينها من جديد مع انها فكرة قروسطية بالية انهارت وباءت بالفشل قبل اكثر من 7 قرون عندما اجتاحت جيوش المغول بغداد ودمرت ما تبقى فيها من اصداء حضارة عربية إسلامية.

ويشير طرابيشي الى ان أول اشارة إلى "خلافة" العثمانيين في وثيقة رسمية كانت ضمن معاهدة كوشوك كيناريكا التي وقعها الاتراك مع الروس بعد هزيمتهم في شبه جزيرة القرم. وفي المقابل وكنوع من المهادنة استحوذ السلطان العثماني على السيادة الروحية على مسلمي التتر، بينما حصلت الامبراطورة كاثرين على الكعكة الاكبر وهي السلطة الروحية على ارثودوكس الاراضي العثمانية والذين لم تكن لها اي نفوذ عليهم قبل ذلك.

أما المفاجأة الكبرى التي تدوي صداها جهات الكون الاربع هي تلك التي تخص السلطان عبدالحميد الثاني الذي يكتب عنه طرابيشي انه اول من لقب نفسه "خليفة" بشكل رسمي، ولاثبات مشروع خلافته امر باختلاق رواية رسمية ما زالت في المخيال الجماعي للعرب والمسلمين وهي انه عندما فتح العثمانيون مصر انتقل الى القسطنطينية الخليفة العباسي المتوكل الذي كان يقطن القاهرة وتنازل عن الخلافة لسليم الاول!

ومن مآسينا المعاصرة استيراد المفاهيم والشعارات قبل استيعاب الافكار التي تكمن وراءها. وهذه المشكلة نراها عند اصحاب الايديلوجيات الذين يرفعون الشعارات ويفسرون النصوص الاولى بدون العمل على "نماءها العضوي". ويضرب طرابيشي على ذلك الماركسيون الذين لا يفتأون عن استعباد فكرهم بالتنظير داخل محيط الايديلوجيا الضيق بعيدا عن واقع الحال، ما جعل حلولهم هشة و"سريعة الاهتلاك".

و يعلق طرابيشي بأن "استعباد الفكر هو أشر أنواع الاستعباد، ولا سيما في عصرنا الراهن الذي أصاب فيه الإنسان حظا من التطور والرفاهة، وهو الذي ما كان ينفر في الأزمنة القديمة حتى من فكرة الاستعباد الجسماني بالنظر إلى ما كان فطر عليه في حينه من غلظه".

وبين المواضيع التي يتطرق اليها طرابيشي إشكالية الاقليات القومية، وعلاقة اوروبا بفلسطين، والنصوص الدينية الكريمة ونظرتها للعلم وبدء الخلق، ويختم كتابه بمقالة يستعرض فيها تاريخ الألحاد او ما يسميه "اللاتأليه".

اعطيت الكتاب 4 نجمات لانها - وان كانت شيقة - عبارة عن مجموعة مقالات غير متصلة كتبها في فترات مختلفة.

ختاما ننتظر من جورج طرابيشي عمل فلسفي متكامل يبني فيها رؤية وتنظير لكيفية تدجين الموروث ونصب قامتها بحلة تتوافق مع متطلبات الحداثة.
Profile Image for Yasser.
63 reviews33 followers
May 31, 2016
استطاع هذا الكتاب ان يجيب عن السؤال الذى طاف بمخيلتي دائما لماذا هذا العداء الصارخ بين الاسلاميين والعلمانية؟.. صحيح ان الاسلاميين شوهوا وعادوا كل المذاهب الفكرية الغربية ومصطلحاتها مثل الليبرالية والشيوعية والاشتراكية وغيرها الا ان الهجوم الاكبر انصب دائما على العلمانية فمن الممكن ان تجد من يصف نفسه بالليبرالية او الشيوعية رغم الهجوم الضارى المتوقع الا انه من الحماقة ان يصف نفسه بالعلمانية فهو يتستر دائما خلف مصطلحات اخرى مثل الديمقراطية او الحرية ولايستطيع الجهر بعلمانيته للدرجة التى تجد معها مثقفون بارزون يرون ان العلمانية لاتصلح لنا وان مشاكلنا مختلفة عن المشاكل التى قامت بحلها العلمانية وهو مانسفه طرابيشى باعتبارها حل للاشكالية الاسلامية –الاسلامي� ذاتها ..

الحقيقة ان العلمانية تسعى دائما لفصل الدينى عن السياسى او تمييز السلطة السياسية عن السلطةالدينية لذلك يعاديها المنتمين للتيار الدينى لانها تخرجهم من المشهد بقوة مشهد السيطرة والحكم المغلف بقشرة الدين ..

انها بالفعل هرطقات فطرابيشى كدارس للعقل العربى وازمته يعلم جيدا ان مخالفة السائد والخروج عن العقيدة تعتبر من وجهة النظر المسيحية "هرطقة "ومن الزاوية الاسلامية "بدعة" وهى مشتقة من الفعل "ابدع" وكأن كل مااعتبر هرطقات كان ابداع . بدا الكتاب بتفكيك فكرة الديمقراطية كحل سحرى للمشاكل العربية حيث ان طرابيشى لم يركز على الالية ونقائها بل على المجتمع كاداة اختيار وانها ليست مجرد ثمرة تقطف بل بذرة يجب ان ترعى حتى تنمو حيث انها قيمة برجوازية وعندما تسحق هذه الطبقة فمن الصعب تحقيق الديمقراطية ..

وان الشعب الذى يراهن عليه البعض قد يبدو رهانا خاسرا فى ظل العقلية الطائفية والدينية المسيطرة عليه حتى ان السلطة نفسها فى ظل صراعها مع جماعات الاسلام السياسى تستخدم الديمقراطية نفسها كاداة فى هذا الصراع فتصدر القوانين من البرلمان ضد حرية الفكر والابداع ومصادرة الكتب وحبس الكتاب ..

يرى طرابيشى ان العلمانية كمنهج او الية لها بذور فى الاسلام تتفوق على بذورها فى المسيحية مما يدحض فكرة انها حل لمشاكل الغرب فالجملة الشهيرة ”اد� اذن مالقيصر لقيصر ولله مالله" يقابلها فى الاسلام "انتم اعلم بشئون دنياكم" فى حادثة تأبير النخل الشهيرة كما ان ماحدث فى السقيفة من انتصار للسياسى (المدنس) وتوظيف الدينى (المقدس) لخدمته هوعلمانية مبكرة حيث يسود السياسى على الدينى وحيث اصطبغت الصراعات القادمة كلها ومنها الفتنة بسبب السياسى وسلطة الحكم ..
فالعلمانية من وجهة نظر طرابيشى هى اداة حل لمشاكل السنة والشيعة فى المنطقة حيث كفر وتصارع الطرفان مع بعضهما البعض طوال التاريخ الاسلامى تقريبا فى محاولة لابادة الاخر بل وهى اداة حل ايضا للمشاكل داخل الطائفة الواحدة نفسها ..
ورغم ان الكتاب فى جزئيه يتكلم عن العلمانية حيث سيطرت على معظم مواضيعه الا انه خصص اجزاء لمناقشة المشكلة الكردية والترجمة فى الاسلام وكيف تخلفت الامة بظهور اصحاب نظرية الجمود والتقليد ورحلة فى فكر نجيب محفوظ ورمزيته ..

ان طرابيشى يفتح افاقا جديدة للعقل ليحلق بها فى سماء الفكر ويحفزك للبحث والاطلاع خصوصا فى الجانب التراثى والغامه واسواره الشائكة فى زمن اصبح فيه التفكير مرادفا للتكفير واصبح التجديد والتحقيق هرطقات ..

Profile Image for Mohamed talaat.
156 reviews37 followers
March 11, 2015
انك تقرا لكاتب اقرب للالحاد منه للايمان شايف العلمانية كجهاد دنيوي حل للحاق بالركب الحضاري منبهر بالنموذج الكمالي ومنبهر اكتر بحضارة المابعديات من ضمن حلولة لاشكاليات التخلف العربي العلمنة الجنسية اللي بتتمثل في تحرير الجنس من مفهوم الجريمة او الخطيئة واعطاء الحقوق للمثليين الخ " انك تقرا لكاتب مختلف معاه تمام الاختلاف لكنك منبهر بيه وبأسلوبه اللغوي والتحليلي والبحثي اذن فأنت في حضرة جورج طرابيشي أكتر مفكري العصر اثارة للجدل والقلق !

الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات المنفصلة المتصلة أهمها وأولها اشكالية الفتنة الاسلامية الاسلامية بين السنة والشيعة واللي بيستعرض فيها الحروب التاريخية بين كلا الطائفتين علي مدار تاريخنا الاسلامي وفتاوي التكفير السني والتنجيس الشيعي والتراشق اللقظي بين السنة والشيعة علي المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي وهو بدوره يعرض العلمانية كحل مهم وضروري وواجب فاذا كانت العلمانية قامت في اوروبا لفض النزاع بين اصحاب الديانات المختلفة فلعلها تكون واجبة لفض النزاع بين اعضاء الملة الواحدة !

ينتقل جورج طرابيشي الي استعراض حلولة العلمانية للاشكالية المذهبية التاريخية من خلال العلمنة الدينية ~ العلمنة الثقافية ~ العلمنة الجنسية ..الخ

وينتقل بعدها لنقد ماركسية روجية جارودي ثم صادق جلال العظم وفي أهم فصول الكتاب وأكثر فصول الكتاب اللي اتصدمت بيه كلامه وانتقادة للسيرة الذاتية للدكتور عبدالرحمن بدوي ربما حديثة عن نازية الدكتور عبدالرحمن بدوي وتأييده المطلق لهتلر وهرطقته ان جاز التعبير ضد النظام الناصري وتعرضة لزملائة واصدقائة المفكرين في تسجيله لسيرته بالسب حينا وبالتشهير أحيان أخري

تحدث جورج طرابيشي في الفصل التالي عن المشكلة الكردية واستعرض تاريخ معاناة الكرد ربما اسهب في التركيز علي اكراد تركيا دون غيرهم ربما لانهم الاكثر عددا او ربما لانه يتحاشي الكلام عن اكراد سوريا !

في أخر فصول الكتاب تابع جورج طرابيشي حديثة عن نظرية البيج بانج وهو هنا يتحدث دون ابداء أي اراء فهو هنا جورج طرابيشي الباحث وفقط ثم بنفس الأسلوب يستعرض الحديث عن الالحاد وتفسيره



من اجمل وأهم ما قرأت :)
Displaying 1 - 30 of 55 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.