ما الذي نأخده اليوم عن نيتش؟ إننا نأخذ عليه، قبل كل شيء، نزعته إلى اللامعقول، وإلى الفردية المفرطة، والأمران مرتبطان: ذلك لأن العقل هو أساس اتفاق الناس وتوحيد اتجاهاتهم، وما إن تستقر عقولنا على فكرة معينة، حتى تقف كلها من الفكرة موقفاً واحداً، أما المشاعر والإنفعالات، فهى بطبيعتها فردية، تتباين من شخص إلى آخر، وعلى ذلك فهى أساس للتفرق والتميز، وهكذا نجد الفلسفات العقلية تصطبغ على الدوام بصبغة عمومية، بينما تصطبغ الفلسفات اللاعقلية، أعني المبنية على المشاعر فى مقابل العقل بصبغة فردية وبالمثل، فمن المحال أن تجد فيلسوفاً ينادى بالفردية المطلقة، ويكون ذا اتجاه عقلي، بينما تغلب النزعة العقلية على من يضعون للإنسانية مثلاً عامة مشتركة. فوقع كلمات نيتش يبدو اليوم غريباً على آذاننا لأن نغمته الأساسية هى التى تدعو إلى اللامعقول، وإلى الفرد المطلق. ومع ذلك، فقد حاولت من قبل أن أستخلص من فيلسوف اللامعقولية هذا نوعاً من المذهب المترابط، المتماسك الأطراف، وأن أكشف الخيط الرفيع الجامع بين شعاب فلسفته المتفرقة. وعلى هذا النحو تبينت أنني لم أكن متناقضاً مع نفسي: فقد التزمت جانب المعقول على الدوام، حتى في بحثي لأعنف الفلاسفة نقداً للعقل.
تخرج فى قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1949. نال الماجستير عام 1952 والدكتوراه عام 1956 فى الفلسفة من جامعة عين شمس.
عمل أستاذا ورئيسا لقسم الفلسفة بجامعة عين شمس حتى 1974. وعمل أستاذا للفلسفة ورئيسا لقسمها فى جامعة الكويت «1974 ــ 1991». ترأس تحرير مجلتى «الفكر المعاصر» و«تراث الإنسانية» فى مصر. عمل مستشارا لشئون الثقافة والعلوم الإنسانية فى اللجنة الوطنية لليونسكو بالقاهرة. وتولى منصب مستشار تحرير سلسلة عالم المعرفة الكويتية، وكان أيضا من مؤسسيها.
من مؤلفاته «نيتش»، و«نظرية المعرفة والموقف الطبيعى للإنسان»، و«اسبينوزا»، و«الإنسان والحضارة»، و«آراء نقدية فى مشكلات الفكر والثقافة»، و«الحقيقة والوهم فى الحركة الإسلامية المعاصرة»، و«الصحوة الإسلامية فى ميزان العقل».
نال زكريا جائزة الدولة التقديرية، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمى عام 1982 عن أحسن كتاب مترجم «حكمة الغرب» تأليف برتراند رسل، جزءان، وجائزة «جان ماس» التى تمنحها الرابطة الفرنسية للتعليم والتربية.
* عن مقال سامح سامي في الشروق بتاريخ 13- مارس 2010 ------------ الدكتور فؤاد زكريا كان أستاذاً للفلسفة بكلية الآداب � جامعة عين شمس، ورأس تحرير مجلة الفكر المعاصر في ستينيات القرن الماضي. وقد غادر بعدها مصر إلى الكويت ليرأس قسم الفلسفة بجامعة الكويت حيث أشرف على بعض إصداراتها الثقافية. وعاد بعدها إلى مصر ليرأس لجنة الفلسفة في المجلس الأعلى للثقافة حتى وفاته. (مصطفى صفوان، #لماذا_العرب_ليسوا_أحرارا)
الكتاب جيد جداً لمن يريد التعرف على فلسفة نيتش وأفكاره والأساسيات التي وضعها نيتش لفكر ما بعد الحداثة, ربما لم يتطرق الكاتب الى حياته ولكن أسلوب عرض الفلسفة كانت مرتبة بطريقة ممتازة في الجانب الأخلاقي والديني والسياسي والنفسي والعلمي..
أبرز ما لفت إنتباهي هو اللغة الجميلة التي يتمتع بها فؤاد زكريا , عادة أولئك يكتبون عن الفلسفة يكون لديهم لغة خشنة وجافة , في هذا الكتاب على العكس تماماً كانت اللغة سلسة وواضحة وجذابة في نفس الوقت...
* يحاول د. فؤاد زكريا أن يسبر أغوار فكر نيتش ويحلل الدوافع وراء فكر أكثر الفلاسفة تأثيراً. جاءت بعض المحاولات على استحياء وكأنها عتاب رقيق، وجاء البعض الآخر مخيباً للآمال، بل سطحياً أيضاً مخالفاً لصريح ما دعا له نيتش وكأنه يلتمس له العذر. بالإضافة إلى أنه لم يتوسع في شرح بعض أفكار نيتش الرئيسية كأخلاق السادة والعبيد بحجة أنه: "ليس في هذا الجزء من فلسفة نيتش ما يحبِّب المرء إلى الاسترسال فيه"، وكأنه "محرج" من تناول هذا الجزء لعواره الشديد، وهو أمر بعيد عن "العلمية" التي لا يكف د. زكريا عن التغني بها في كل محفل.
أفضل ما جاء في الكتاب هو وصف علاقته بالموسيقي الشهير فاجنر وتصدعها وإن جاء التحليل عاطفياً بشكل ما، كما كان شرح الدكتور لفكرة العود الأبدي ممتازاً، كانت المرة الأولى التي أفهمهما ومضامينها بهذا الوضوح.
* وبما أن نجمة الكتاب بالنسبة لي كانت لشرح العَوْد الأبديّ فلنتوقف عندها قليلاً: نبتت الفكرة في رأس نيتش مثل فيلم Inception من جراء تأثره بفلاسفة اليونان، ولكن لتوسع نيتش في بحث هذه الفكرة ولاحتلاها الصدارة في فلسفته المتأخرة، اعتقد أنه أول من كشف عنها. آمن نيتش بدون أي دليل بأن الزمن لا نهاية له، وبذلك خمن أن الكون يبدأ ثم ينتهي ثم يبدأ من جديد في دورات كونية لا نهائية، تتكرر فيها الحياة الأرضية بكل تفاصيلها بلا تغيير. وبذلك يتحقق للإنسان "الخلود" الذي يطمح إليه ولكن هنا على الأرض وليس في دار آخرة بعد الموت. وقد يتشكك البعض من هذا الخلود غير المطمئن، إذ تفصل كل دورة كونية عن التي تليها آماد بعيدة تطيل رقدة الموت، لكن نيتش أيضاً آمن أن ما بين الدورة والدورة لا يقاس بالزمن، بل هو "كومضة برق". ولا تسأل من أين جاء بكل هذه الإجابات اليقينة. عزم نيتش على تكريس حياته بعد اكتشافه هذه الفكرة لإثباتها علمياً رغم إيمانه المسبق بها، إلا أن تدهور صحته العقلية حال بينه وبين مشروعه الأخير.
يبين د. زكريا النتائج الأخلاقية لهذه الفكرة في نقاط ثم لا يعلق عليها ولا يحللها، فمثلاً يبدأ إحدى النقاط بقوله: "الفضيلة الجديدة التي تدعو إليها فكرة العود الأبدي هي "حب المصير" ففيها قبول للحياة، وإقبال عليها بما فيها من آلام ومتاعب بما أنها خالدة، وفي هذه الصفة خير معيار للتفريق بين نفوس الأبطال والخائرين." تشعر أن هذا التعليق ينطلق من أننا في الدورة الكونية الأولى للعود الأبدي المزعوم، وبذلك يتنافس الناس لاستغلال الحياة لأقصى مدى، ماذا لو كنا في الدورة رقم ١٥٧٤٠٥٦ مثلاً؟ بم يجدي التنافس؟ ولو أننا في الدورة الأولى، لتقاتل الناس وصارت الأرض غابة بشرية، فأي فضيلة في هذا؟
وفي تعليق آخر: "إن القول بأن القوى الكونية متناهية وبأن الزمان لا نهائي قد يكون صحيحاً [....]، ولنفترض أن العود الأبدي قد تحقق بالفعل، أي أن العالم الذي نعيش فيه قد تكرر من قبل، فهل يكون له تأثير أخلاقي على الفرد؟ ... فليس للتجربة المتكررة قيمة في حياة الفرد إلا إذا تذكرها فيما بعد، واستفاد منها." لو قال نيتش بالعود الأبدي مع إقراره بإمكانية أن نتذكر، هل كان هذا ليضفي اعتباراً على فكرته؟ ثم إن فكرة العود الأبدي عبثية تماما، إذ أن البشرية في كل دورة يجب أن تنتظر ولادة نيتش، ثم شبابه، ثم قراءاته، ثم وموض الفكرة في رأسه ليبشر بها البشرية من بعده. ثم يعتب د. زكريا على نيتش أنه بهذا التكرار يضفي "آلية" على الكون وهو ما يتنافى مع العبثية التي يفسر نيتش الكون بها.
* إن نيتش رغم احتقاره للأديان والميتافيزيقا لم يمكِنه مقاومة فكرة الخلود، وحاول بلورتها في العود الأبدي. وإن هذا يدعونا لتأمل الموت، الحقيقة التي لا يمكن لمؤمن أو ملحد أو لا أدري الاختلاف على وجودها. هذه الحقيقة التي سعى الفلاسفة والبشر غير المتفلسفة إلى محاولات لفهمها ومعرفة ما بعد الموت بما أن أحداً لم يرجع ليقول لنا ماذا وجد على الجانب الآخر. هذه الحقيقة إما "عدم" ظنا من البعض، أو عود أبدي كما أفتى نيتش، أو تناسخ أرواح كما يؤمن البعض. من يملك حقيقة ما وراء الموت؟ وكيف يمكن لبشري ألا يتوقف للتفكير في رقدته الطويلة؟ إذا كنا من المؤمنين بالوحي كمسلمين، فالإجابة كريستالية تماماً، بل هي من صلب أركان الإيمان وهو ركن الإيمان باليوم الآخر. قد يبدو هذا التعليق وعظياً، ولكن مِن تأمل كل هذه الأفكار عن الموت، نجد أنه لا أساس لأي منها ولا دليل عليها؛ ألا يستحق الموت المصير النهائى الواضح للعيان أن يبحث الإنسان بجد عن مصدر موثوق يخبره بما وراءه عن يقين وليس عن ظن وتخمين وفرضيات؟ في القرآن دائما ما نجد التحذير من الأخذ بالظن، وأن الظن لا يغني من الحق شيئا، وقضية الموت من أهم القضايا التي ينطبق عليها هذا التحذير، هذا إن آمنت أن هناك "حق" يستحق الوصول إليه في المقام الأول.
تزامنت قراءتي لهذا الكتاب مع كتاب "هناك إله" لأنتوني فلو، وهو فيلسوف ملحد شهير أعلن إيمانه بوجود إله بعد خمسين عاماً من التنظير للإلحاد. بعد سرده للأدلة التي قادته للإيمان بوجود إله للكون، أوضح أنه لا يؤمن بعد أن هذا الإله العظيم قد حرص على التواصل مع البشر، ولكنه رغم ذلك يقول: "هل يمكن أن يكون هناك وحي مقدس؟ كما قلت لا يمكنك أن تحد من قدرات الإله الذي هو على كل شيء قدير إلا إذا كان ذلك مستحيلا من الناحية المنطقية. كل ما عدا ذلك هو مفتوح أمام إله كلي القدرة." مات أنتوني فلو ولم يصل لنتيجة في بحثه، ولكن حقيقة مثل الموت تدفعنا دفعاً للتفكير في أن إله هذا الكون المحكم قد تواصل معنا ليبين لنا ما وراء هذه الحقيقة المصيرية بشكل "يقيني"، ولم يترك خلقه فريسة لأفكار نيتش وغيره "الظنّية". حتى نيتش نفسه في اعتراضه على وجود إله؛ زعم أن الإله لابد أن يتواصل مع خلقه ليجيب عن تساؤلاتهم: "أيكون إلهاً خيّراً ذلك الذي يعلم كل شيء ويقدر على كل شيء، ولا يعبأ أن تكون مقاصده مفهومه لمخلوقاته؟ .. ألا يكون إلهاً شريراً ذلك الذي يملك الحقيقة ويرى ذلك العذاب الذي تعانيه البشرية من أجل الوصول إليها؟"
في النهاية، الكتاب يؤخذ بحذر كما نصح أحد القراء، ويعتبر مدخل جيد للتعرف على الفيلسوف الديناميتي نيتش.
كتاب : نيتش لدكتور فؤاد زكريا .. . الكتاب له قصة الحقيقة أنا قراءاتي عن الفيلسوف الالماني نيتش سطحية جداً و لا تتعدى المقالات شخصية نيتش عموما تستفزك أنك تقرأ عنها حتى لو كنت واخد رأي مسبق عنه و ضدد فلسفته بشكل جزئي أو كلي . . بقلب في كتب دكتور فؤاد زكريا و انا بحبه في الحقيقة و بحب كتبه و تنسيقه و لغته الميسرة و الـ في نفس الوقت لا تخل من المعنى المطلوب و شرحه فـ لقت الكتاب الجميل ده � . هـو عبارة عن مقدمة عن حياة الفيلسوف نيتش حياته و أهم الوقائع المؤثرة في حياته و تحليل إجتماعتي نفسي له و شرح لفلسفته . . فصل عن علاقته بـ الكاتب المسرحي و المؤلف الموسيقي فاغنر و انقلابه عليه , ثم شرح و نقد لـ فلسفة نيتش عن مواضيع مثل 1- انقلاب القيم 2- المعرفة و الحياة 3- الاخلاق 4- فلسفة نيتش الاجتماعية 5- الدين و العود الابدي . مفيد جدا لأي حد عايز يأخذ نظرة شمولية عن نتيشه و فلسفته � . و زي ما بيقول دكتور فؤاد زكريا نتيشه كان " ثوري " متمرد عن كل ما يقف امام الانسان من مسلمات ( أو ما اصبحت مسلمات ) من قيم و اخلاق و ميتافيزيقيا .. سواء اختلفت معه في النتائج لكن هتتفق معه في آلية التفكير نفسها ..
من رأى ذاته الآن عاجزا عن الضحك، فليمسك عن الكتابة فإنه إذا لم يضحك، أمسك به الشيطان ---------------- لا أعلم إن كانت ساعة غبطتي قد ذبلت كما الحلم. ---------------- يصنع الدهشة رغم الحزن والتشاؤم
فؤاد زكريا يفرق في البداية بين موقفين قد لا يكونا بهذا الوضوح في أول وهلة ، وهو : من الممكن أن تكون حياة الفيلسوف سائرة في مجراها الطبيعي ، ويكون تفكيره تابعا لهذه الحياة ، مستمدا كله منها ، ومما أكتسبه من خبرات فيها . ومن الممكن أيضا أن يكون تفكير الفيلسوف هو الأصل ، وتكون حياته كلها دائرة حول محور هذا التفكير : في الحالتين تكون حياة الفيلسوف وتفكيره شيئا واحدا ، ولكن يقول فؤاد زكريا : شتان ما بين الموقفين . فيضع نيتش في التصنيف الثاني ، أي أن فكره هو الأصل وما الحياة إلا صفة أضفاها علي هذا الفكر ، وبعث فيها الحياة .. وهكذا فحياته في هوية مع فكره ..
فيستنتج فؤاد زكريا هنا نتيجة غريبة وهو أن نيتش نفسه كان يسخر من كل فيلسوف تجريدي ، يتفلسف بين جدرانه الأربعة ، علي كرسي وثير ، ويؤكد أن أحط صور الإنسان وأكثرها تشويها هي صورة الإنسان النظري . فأين كان يتفلسف نيتش ؟ ألم يكن أكثر الناس عزلة وتفرداً ؟!
ويأسف الكاتب هنا من مرض نيتش العقلي الذي جعل حظه سيئا من تأويلات بعض الكتاب ، فوصفوا كل كتاباته بطابع يتسم بالجنون ، وأن اللوثة العقلية تظهر فيها _ بدرجات مختلفة _ من البداية . ولكن أي بحث موضوعي دقيق لكتابات نيتش لا يؤدي إلي أي تأييد لهذا الادعاء الباطل . فعكّس د \ فؤاد زكريا الاستنتاج الذي وصل له بعض الكتاب ، والذي وص��وا إليه هو : أن المرض كان سببا لأفكاره وكتاباته ، فيري هو أن المرض ليس سببا ، وانما نتيجة لهذه الاتجاهات ، تبعا لتأويل نيتش نفسه لنفسه في كتاب " هو ذا الرجل " . ويجد مبررا لهذا القول ، من أن حياة نيتش كلها كانت تدور حول فكره ، وأن مشاكله الفكرية هي عناصر هذه الحياة ، وهي أشخاصها ، وهي التي في وسعها أن تعلو أو تهبط بها . فبعد موافقتنا علي هذا التفسير ، لا يستبعد أن تؤدي به هذه المشاكل ذاتها _ في بعض الأحيان _ إلي المرض أو الصحة .
وضرب د\ فؤاد مثلا ، يقول : ففي الفترة التي دعاه فيها فاجنر إلي حضور أعياد بايرويت ، والتي كان نيتش فيها قد بدأ يكفر بفن فاجنر . كان يشعر دائما بغثيان وصداع أليم . وكثيرا ما كان يعتذر عن الحضور لمرضه . فليس من المستبعد أن تكون هذه الأعراض ذاتها _ في مثل هذه النفسية الحساسة الشفافة _ نتجية لتقزز عقلي بدأ يشعر به نحو أعمال فاجنر . لا سببا له . وطبعا دا تفسير أجده ضعيف جدا .
في حوار مع احد اساتذة الفلسفة، قال: إن نيتش على الرغم من انه ليس من الفلاسفة التقليديين ولا تعبر عنه اية من المدارس الفلسفية بشكل كامل، تلائم أفكاره الوجودية تارة، وتغازل الواقعية والوضعية تارة أخرى، لكن في النهاية اذا أسقطنا نيتش من تاريخ الفلسفة بشكل عام ولم نذكر اسمه؛ فإنك تجد مكانه خاليًا بشكل واضح، لا يمكن ان يملأه أحد، انه الفتى الشقي للفلسفة الأوروبية الذي لا غنى عنه. هذا ثالث كتاب اقرأه لفؤاد زكريا، فهو حتما مصدر كبير وغني في الفلسفة والفكر، كتبه غاية من الاحترافية والدقة بحيث تفي بمختلف الأغراض التي يسعى اليها القارئ، وتبدو واضحة من خلالها خلفيته العلمية واطلاعه ونهله من عدة لغات أوروبية بشكل مباشر. يتناول الكتاب حياة فريدريك نيتش، وآراءا حول تفاصيلها، وطريقة تكون شخصيته وسيطرة أفكاره على فلسفته اكثر من احداث حياته الفقيرة نسبيا. ثم يذهب إلى أهم أفكاره، غاية المعرفة لخدمة الحياة، محور الأخلاق (الأهم ضمن المحاور الأخرى عنده)، فلسفة نيتش الاجتماعية وأخيرا في الدين والعود الأبدي.
وجدت فى هذا الكتاب ما كنت ابحث عنه فيما يخص نيتش وهو النقد الذى اختم به دراستى لكل فيلسوف . ففى حين اراد د. عبد الرحمن بدوى تقديم البيان الأكثر إيجابية لفهم نيتش أراد د. فؤاد زكريا ان يقوم بالنقد الأكثر ايجابية لفكره . يعطى النقد استكمالا لفهم الفكرة ، والحقيقة ان فكر نيتش ذاته هو نقد ونقد للنقد على طول الطريق ، ورغم ان كتابات نيتش لم تسر فى شكل منهجى واضح الا ان المتتبع لخيوط اراؤه النقدية سيجد بالضرورة ما يوحد شظايا هذه الأفكار ، وأينما دارت الأفكار حول فكرة أساسية حتى ولو كانت النقد ذاته كانت المثالية قائمة فى خلفية أغلب هذه الأفكار . ورغم الحملة العنيفة والمستمرة فى كتابات نيتش على الفكر المثالى الا أنه يتمسك بمثاليته الخاصة والتى لم يعلنها صراحة وانما تتضح فى كثير من أفكاره الأساسية كالقول بإرادة القوة كأساس وجودى ، كما فى نقده للعقل ولوسائل المعرفة كما لم يمنعه نقده للميتافيزيقا من إيمانه بالعود الأبدى ومحاولة تبريرها فلسفيا . كما ينتقد الكاتب العمق المثالى للأخلاق النيتشوية فيما يتعلق بفردانيتها ونسبيتها المطلقة كما فى إعلائها لمفهوم أخلاق السادة فى مقابل أخلاق العبيد وإن إختلفت حدة النقد فى كل جانب وإنما لم تختلف درجة موضوعيته . كما كان لتنظيم أفكار نيتش المشتته فى صورة شذرات متناثرة بين كتاباته فى مراحلها التطورية المختلفة نقول أن الكاتب قد نجح فى تنظيمها وبلورة العديد من جوانب أفكار نيتشة وموضوعاته التى قد تمر على عقل القارئ دون ان تتعمق نظرا لندرة النقاش فيها فى كتاباته . وكذلك لم يترك دكتور فؤاد زكريا تلك الأفكار الخاصة دون نقد كأفكاره السياسيه والإجتماعية خصوصا فى نقده للإشتراكية التى يراها تحمل لواء مظلوميات العبيد او الأكثرية الغالبة والتى يراها فى حالة تناقض مع دعوته للروح الفردية المستقلة والمتميزة بذاتها. كما يشرح علاقة نيتش الغامضة بالمرأة ومكانها فى فكره الخاص والناتجة عن خيبة ظنه فى علاقاته النسائية وعن إعجابه بالفكر الإجتماعى الإغريقى . ومن جهة أخرى يرفع الكاتب الغطاء عن الفهم الزائف والشائع لنيتش والذى يرميه بتناقضات إشكالية ليست الا قصورا فى فهم البعض . فيرد اتهام البعض لنيتش بكونه داعيا للحرب والسيطرة وسببا فى بشاعة الحروب العالمية كما اتهمه آخرون بالعنصرية ومعاداة السامية وبالدعوى للتحلل الخلقى . على أن الكاتب يرد ببطلان هذه الإتهامات بقوة إبرازه لطبيعة العامل الفردى الكامن خلف الدعوة الفلسفية لنيتش . والتى بدونها يصعب فهم نقده للأخلاق وكذلك بالنسبة لفهم أهم أفكاره كإرادة القوة والإنسان الأعلى . فالفردية تكاد تكون مطلقة لدى نيتشة كما كانت المثالية والكلية مطلقة لدى هيجل . وهو يطالب بأقصى حرية للفرد بحيث تكون هذه الحرية مسئولية كبرى على هذا الفرد وخطر دائم ومتزايد بزيادة ممارسته لحريته . وهى الأفكار التى أكدها فى أبلغ العبارات الشعرية فى هكذا تكلم زرادشت كما بإيمانه بالعود الأبدى . سيتمكن قارئ هذا الكتاب من استكمال فهمه لنيتش بتصحيح ما هو ملتبس على الفهم من جانب وبحيث يتعضد ما لديه من أفكار نقديه تجاهه من جانب آخر وهو الأمر الذى سيرضى نيتش كل الرضا . او فى حالة أخرى سيرفع عنه هالة التقديس التى تهدف الى التماهى ولا ترى سواه وتنزه المقدس عن كل تناقض وهو ما سيجعل نيتش يرقص فرحا .
في العادة لا أقرأ كثيراً-غالباً لا أقرأ أصلاً-عن شخص قبل القراءة له تجنباً لأستعارة رأي شخص أخر في الكاتب قبل تكوين وجهة نظري الخاصة،لكني لما أستطع مقاومة أغراء القراءة لفؤاد زكريا،فكتاب كاتبه فؤاد زكريا و موضوعه نيتش يمثل أغراء لا يقاوم بالنسبة لي.
كعادة فؤاد زكريا:كان أسلوبه بسيطاً و متدفقاً و منتبهاً دوماً لثقافة جمهوره و لغته،ناهيك عن قدره التحليلية الفذة.
سأؤجل الحكم على مدى حيادية فؤاد زكريا و كذلك رأيي في نيتش حتى أقرأ"هكذا تلكم زرادشت الأسبوع القادمحينها سأعود لتعديل التعليق.
فريدريك نيتش: فيلسوف وشاعر ألماني. من أبرز الممهّدين لعلم النفس وهوا ايضا عالم لغويات متميزاً. كتب نصوصاً وكتباً نقدية حول المبادئ الأخلاقية والنفعية والفلسفة المعاصرة المادية منها والمثالية . وكتب عن الرومانسية والحداثة أيضاً. يُعدّ من بين الفلاسفة الأكثر شيوعاً وتداولاً بين القراء. ...... وفي هذا الكتاي بعضا من اقواله المأثوره عن الحياه وعن تعامله وتفاعله مع النفس البشريه في كثير من المواقف والتي ينتج عنها خبرات حياتيه من الممكن ان يثبر النفس وتعيد بعد الافكار الي مسارها الصحيح وهذا ما حاول فؤاد زكريه ان يقدمه في هذا الكتاب البسيط عن ثمره ما انتجه عقل هذا الفيلسوف الاماني عن الحياه وتعاملات البشر فيما بينهم وتجاه بعضهم البعض ............ ومن ابرز مقولات فريدريك نيتشيه : -قد يكون أنفع إنجازاتنا، في مجال المعرفة، عزوفنا عن الاعتقاد بخلود النفس. -كم تكره نفسي أن تُرغم آخر على اعتقاد أفكاري ! - زوج من العدسات القوية كفيلة بأن تشفي عاشقاً. - النساء... يرفعن ما هو مرتفع أكثر وأكثر... ويزدن ما هو منخفض انخفاضاً. - أكثر الأكاذيب شيوعا هي الأكاذيب التي نوجهها لأنفسنا... أن تكذب على الآخر فهذه حالة نادرة مقارنة بكذبنا على آنفسنا. - نادرون أولئك الذين لا يتاجرون بأخطر اسرار أصدقائهم عندما يعجزون عن إيجاد موضوع للمحادثة. -الناس الذين يثقون بنا ثقة تامة يعتقدون أنهم بذلك يحق لهم أن يحوزوا على ثقتنا بهم. هذا تفكير غير سليم. لأن الهبات التي نقدمها لا تمنح أي حق. - ما أحزنني ليس كذبك علي، بل أنني لن أصدقك بعد الآن. -أن يعلن المرء أنه مخطئ أنبل من أن يصر على أنه مصيب، خاصة عندما يكون مصيباً.
أسلوب د.فؤاد مميز جدا في عرض رأيه وآراء الآخرين، الكتاب يناقش أفكار نيتش وحياته وبعض ما أثير حوله بخصوص النازية والوجودية والمرأة وغيرها، الكتاب في رأيي شامل ووافي لكل من يريد الإطلاع على عالم نيتش بدون الغوص في بحار كتبه وفلسفته. أكثر الأجزاء تميزا في رأيي فصل نيتش والمرأة ونيتش والإله والديانات.. بالإضافة إلى وجود بعض من نصوص نيتش الهامة مترجمة في آخر الكتاب..
نيتش... فيلوف صنع نفسه بنفسه في معزل عن العالم الحقيقي فجاءت معظم فلسفته سطحية خاطئة، غير أن مطالعتها تفتح أفقا جديدا حتى في مجال النقاش ومقارعة الحجج، ويبدوأنه وميكافيللي كانا يتجرعان من كأس واحدة وإن كان نيتشة أقل حدة من ميكافيللي غير أن حديثه عن أخلاق السادة والعبيد وعن المرأة وعن الدين حديث يبعث على الاستغراب، ولست أدري كيف يصنع التاريخ أو بعض عناصره -وأع��ي بذلك أهل التلميع والإشهار كالإعلاميين وغيرهم- من رجل كنيتش فيلسوفا، فلو كانت الفلسفة مجرد لبتفكير والتأمل والتحليل وكتابة ما يتبادر للذهن لكان يقينا أننا ظلمنا الكثير من الناس على مر التاريخ فعلوا كل هذا وأكثر ثم لم يعدوا فلاسفة.
والحقيقة أن جل أفكار نتشيه مستقاه من غيره وقد زاد عليها بحسب الفارق الفكري والعلمي بينه وبين أصحابها الأصلاء وهو في استقائه يميل إلى اليونانية القديمة ومع الفارق الكبير بينها وبين عصره ومع اضافته ما توصل إليه من فوارق قد تخدم تلك الأفكار جاءت أفكاره مستحدثة وكأنها أصيلة،
أجمل ما في هذا الكتاب هو حيادية المؤلف "فؤاد زكريا" تلك الحياديه التي لم تمنعه من نقد ما ينبغي نقده في فكر نيتش وإن كان دقاع المؤلف في كتابيه عن الاشتراكية وتمجيدها كان أشبه بمواكبة العصر وبغض النظر عن فشل الاشتراكية فإن انتقادات نيتش لها كانت بعيدة عن الموضوعية تماما.
كمدخل لفهم فلسفة نيتش وأبرز أفكاره الفلسفية الواردة في كتبه، فالكتاب أكثر من جيد. أما كتحليل ونقد لنيتش فلا يسعني سوى تقدير المكانة العلمية للدكتور فؤاد زكريا، ولكني شعرت بأن بعض الأجزاء فيها سوء فهم لغرض نيتش من طرح هذه الأفكار، على سبيل المثال طرح أخلاق السادة وأخلاق العبيد الذي لم يُعرض بشكل جيد كعرض باقي الأفكار، فالكاتب لم يوضح فيما أذكر أن نيتش كان يحلل هذه الأخلاق ليدعو إلى تجاوز كلا النظامين إلى نظام آخر إلى الإنسان الأعلى الذي لا تربطه شمولية الأخلاق بل يخلق لنفسه نظامه الأخلاقي الفردي الذاتي بعد أن يمر بالعديد من التجارب ويمارس أشد النقد والتحليل النفسي على ذاته. الكاتب كان يذكر الفكرة وتفنيدها، في بعض الأحيان كان التفنيد من نوعية "هذا واضح للغاية، أو "لقد تجاوزنا ذلك منذ مدة" وكأن تجاوز ذلك يعني خطأه أو أن الإنسانية تسير في طريق التقدم في كل شيء! فقد يكون هذا التجاوز خاطيء بكل بساطة. الكتاب ممتع لمن يريد التعرف على نيتش، ولكن يجب قراءته بحذر.
في أقل من 180 صفحة يتحدث الكاتب الكبير عن الفيلسوف الكبير (نيتشة)، وقد قسم الكاتب كتابه إلي فصول، الأول عن حياة نيتشة تحدث فيه عن فكره وتفاصيل حياته وعلاقته بالموسيقي العظيم فاجنر. في الفصل الثاني تحدث عن فلسفة نيتشة ، تحدث عن دوره في تغير الأخلاق والقيم، في الفصل الثالث تحدث عن مختارات نقلها المؤلف من مؤلفات نيتشة. الكتاب تعريف سريع بفيلسوف كبير، لكن يعيب نوعية هذه الكتب (الكتب التي تتحدث عن شخصيات) أنها تتحدث عن أشخاص قد لا نكون قرانها لهم أو عرفناهم معرفة مباشرة، لكن ميزتها رغم ذلك أنها قد تدفعنا للتعرف عليهم بالقراءة لهم.
كتاب كويس , قرأته بالجامعة,حاسس إنه متجني على نيتش شوية بس هو شرح منهج نيتش وتكلم عنه بإفاضة وأول مرة أعرف منه إن نيتشة إتجنن في أخر حياته ! كتاب حلو هحاول أقرأ لنيتشة أكتر عشان أتعرف عليه
الكتاب ممتع إلى حد ما غطى الكثير من جوانب فكر نيتش، مناسب جداََ للمبتدئين وغير المتعمقين في المواضيع الفلسفية. جاءت اللغة واضحة سلسة بتسلسل أفكار واضح.....
كمقدمة كويس جدًا، وأسلوب دكتور فؤاد زكريا سلس، لولا بس النبرة الأبوية اللي ملازمة الكتاب من أب بيحكي لولاده عن فلسفة نيتش وخايفهم يتأثروا بيه فكل ما يشرح فكرة ليه ينقدها، والنقد ده مأثر على الكتاب عشان هو مش شارح الأفكار بتفصيل كبير، وده طبيعي في مقدمة، بس لو النقد واخد المساحة دي فأظن التفصيل بقى أولى. من مميزات الكتاب ودي من أكتر الحاجات اللي بحبها عمومًا وحدة الكتاب، إنه حاطط منظور من الأول ماشي عليه طول الكتاب، بدون تكلف في نفس الوقت.
عندما يكون المرء عاشق ينبغي ألا نسمح له بإتخاذ قرارت تؤثر في حياته بأكملها فالافضل يتزوج الفضلى و يجب ان نترك الخب للدهماء...! فالطبيعة لم تسمح للانسان أن يكون عاشقاُ و حكيماً في الوقت ذاته يجب علينا أن نعتبر عهود العشاق باطلة !"
لكن عند وقوعه بالحب وقع بحب "كوزيما" زوجة صديقه المقرب الموسيقار "فاجنر" ,,كرهه و مقته و خسره فقط بسبب انه زوجها!!! وانه احبها ويرى بأن صديقه لا يستحقها وللاسف لم،يخفي حبه بالنهاية و اباح بمشاعره لها و لزوجها وللعالم اجمع اليس هو الان بمجنون الا يعتبر من الدهماء؟! اليس هو من قال يجب ان لا نسمح للعشاق باخذ قرارات تـؤثر على حياتهم!!
هذا هو الكتاب الثاني الذي اقرأه لـ د.فؤاد زكريا بعد كتاب التفكير العلمي الكتاب اثار فضولي بشدةمن عنوانه فلك ان تتخيل عندما تجتمع طريقه فؤاد زكريا في الكتابه مع موضوع عن شخصية مبهمه غامضة بالنسبة لي ومشهورة جدا كالفيلسوف الالماني نيتش الكتاب يعرض بعض من حياة نيتش وظروف نشأته ثم علاقته بفاجنر واثر تلك النشئة في تفكيره ثم يتناول ابرز الافكار في فلسفة نيتش الشيق انه مره يدافع عنه في بعض الافكار ومرة اخري يهاجمة ويلوم عقلية مثله ان تقع في مثل هذه الاخطاء الفكرية الكتاب به بعض الافكار الصعبه بعض الشئ ولكنه مفيد جدا كمقدمة عن نيتش لما يحتويه من معلومات كجنون نيتش في اخر حياته
بدأت أُدرِك بعض آرائه الشاذة ، و أحاول أربطها بحالته العامة و سيكولوجيته و بداية حياته و تحوله للفِكر و الفلسفة، بكتابة الدكتور فؤاد عنه و تفنيده لكتاباته و لما انتقلت لنهاية الكتاب ، و بدأت فى قراءة نقولات عن نيتش و أنا فى تيه عن الإدراك و غاية فكره !
كتاب مهم يفتح آفاق للتفكير فى أمور لا أظن من السهل الوصول إليها وحدي لماذا ؟ غالبا ، إشباعًا لعطش المعرفة و إرضاءً للقدرة الإدراكية ، و محاولة إدراك الغايات و التفاصيل ..
كتاب هام وممتع، وأعتقد أن المؤلف كان في ذهنه كتاب بدوي عندما ألف كتابه هذا فجاء له مكملاً. قرأته منذ فترة طويلة لكن من حين لآخر أعاود قراءة مقدمة الطبعة الثانية -التي لخص فيها موقفه من نيتش- بمتعة كبيرة
الكتاب مفيد وينقصه أشياء كثيرة ليصير أكثر فائدة. بالنسبة لحياة نيتش، أوضح الكتاب أن فكر نيتش هو حياته وحياته هي فكره، أي أن الجانب النظري والعملي عنده ليس منفصلا، وهذا ما يجعلني أنظر إلى نيتش كفيلسوف مادي واقعي، وأخذ الكاتب في هذا الفصل يوضح تأثير ما مر بالفيلسوف من أشياء أثرت على حياته تأثيرا كبير��، معرفته بفاجنر، وحبه لزوجته. نيتش وفاجنر، علاقتهما تُدرس نفسيا لتأثر نيتش (نفسيا) لا فلسفيا، بفاجنر، ذلك الموسيقي الذي تزوج امرأة قوية أحبها نيتش وكتم حبه لها، وعندما جُنَّ اعترف لها بهذا بطريقة بلهاء تدل على تأثير الكبت في نفسه قبل الجنون. أنا عن فلسفة نيتش فهي مفككة، لا تعرف الخط العريض التي تُربط فيه الفروع، فأظنها خيوطا كثيرة تسير في خط واحد، ويخرج منها خيوط تقطعت أو ذهبت في اتجاهات مختلفة، أقصد أن فلسفته ومقالاته فيها متفككة، أغلبها يؤازر بعضه البعض، وفيها ما يناقضها، وفي تحديثات تظهر من كتاب لآخر، ومن أوجه صعوبة فلسفته أنك لا تعرف أن تحدد نظرته للحياة بسهولة، وبالتالي لا تعرف ماهية اليوتوبيا عنده، وما مواصفات سكانها، ولا تعرف كيف أراد للعالم أن يسير، ربما واقعيته جعلته يقبل بالواقع مثلما هو، بل أخذ جانب الذئب الذي لم يقدر على الاختلاف، فسار مع القطيع الهائج. ومن نتائج صعوبة فلسفته، أنك تكاد لا تجد اثنين اتفقا على رأي واحد عن نيتش، حتى المدرسة التي يمكن ضمه إليها مختلف فيها، وأغلب الظن أنها الوجودية، لكن الكاتب ههنا يبرهن أنه اشترك مع الوجوديين في أمور عديدة، مثل عدم المركزية أو الهدف، فالإنسان ضائع يسير دون هدي، والحقيقة -بزعمهم: نيتش والوجودية- أنه لا هدف لحياة الإنسان، فعليه هو أن يصنع الهدف، والهدف عند نيتش هو الإنسان القوي الأعلى، ذلك الإنسان الذي يعيش حياة بجد، ليس كسولا ولا يلعب، بل يسير نحو هدف، هو الذي اخترعه، وهو يعلم أنه هو من اخترعه، بل ويعلم نسبيته، لكنه يتبعه لأنه الهدف. والإنسان إن لم يسعى لوضع الهدف، لصار هو -أو اقترب من- الرجل الأخير الأدنى، وهو الرجل الذي ليس له هدفا، وحياته كلها راحة وكسل. الكتاب مدخل جيد لعلماء النفس التحليلي ذوي الاطلاع الجيد على الفلسفة؛ ليروا تأثير ما مر في حياة نيتش على فلسفته في موضوعات مثل: نظرته الرومانسية إلى الموسيقى والفن عماما، ونظرته السيئة إلى المرأة.
كتاب جميل و سلس يوضح فلسفة نيتش و أفكاره و بعض من حياته الشخصية و يشجع على البداية في قراءة كتب الفيلسوف العبقري و المجنون في آن واحد نيتش و انه لن يكون بالصعوبة المتخيلة و تحليل و آراء نيتش عن بعض الأمور مثل الأخلاق و الشعور بالشفقة و حتى الدين و الآله تبين أن من الجدير بنا ان نستمع لما يقوله و انه نابع عن تجربة فكرية عميقة .. حتى ما لم يقدر أن يثبته مثل العود الأبدي الذي لم يمهله المرض أن يكمل البحث في إيجاد دليل علمي عليه يحتاج منا التفكير و البحث عن ما الذي كان يريد نيتش ان يفني حياته فيه فقط لإثبات صحته .
I was reading Thus Spoken Zarathustra and I really liked it so much. I wanted to know more about Nietzsche, and why he hated women and claimed the death of god, I was wondering if something affected his way of thinking, I wanted to know more about his personal life and how he lived, that's why I chose this book about Nietzsche to learn more about this special person.
This book is well-written and easy to follow. Zakariya is so great at writing about philosophers and I would love to read his other books as well.