على العكس من معظم كتابنا الآخرين، تعلم محمد شكري لغة الأشياء العارية القاسية، قبل أن يتعلم الكلمات "المعبرة" لذلك تظل حياته اليومية هي الأساس، وتغدو الكتابة بالنسبة له ادماناً جزئياً يرفض أن يجعل منه قناعاً للتجميل أو مطية للارتقاء في السلم الاجتماعية...
Mohamed Choukri (Arabic: محمد شكري), born on July 15, 1935 and died on November 15, 2003, was a Moroccan author and novelist who is best known for his internationally acclaimed autobiography For Bread Alone (al-Khubz al-Hafi), which was described by the American playwright Tennessee Williams as 'A true document of human desperation, shattering in its impact'.
Choukri was born in 1935, in Ayt Chiker (Ayt Ciker, hence his adopted family name: Choukri / Cikri), a small village in the Rif mountains, in the Nador province. He was raised in a very poor family. He ran away from his tyrannical father and became a homeless child living in the poor neighborhoods of Tangier, surrounded by misery, prostitution, violence and drug abuse. At the age of 20, he decided to learn how to read and write and became later a schoolteacher. His family name "Choukri" is connected to the name Ayt Chiker which is the Berber tribe cluster he belonged to before fleeing hunger to Tangiers. It is most likely that he adopted this name later in Tangiers, because in the rural Rif family names were rarely registered.
In the 1960s, in the cosmopolitan Tangier, he met Paul Bowles, Jean Genet and Tennessee Williams. His first writing was published in 1966 (in Al-adab, monthly review of Beirut, a novel entitled Al-Unf ala al-shati (Violence on the Beach). International success came with the English translation of Al-khoubz Al-Hafi (For Bread Alone, Telegram Books) by Paul Bowles in 1973. The book was be translated to French by Tahar Ben Jelloun in 1980 (éditions Maspéro), published in Arabic in 1982 and censored in Morocco from 1983 to 2000. The book would later be translated into 30 other languages.
His main works are his autobiographic trilogy, beginning with For Bread Alone, followed by Zaman Al-Akhtaâ aw Al-Shouttar (Time of Mistakes or Streetwise, Telegram Books) and finally Faces. He also wrote collections of short stories in the 1960s/1970s (Majnoun Al-Ward, Madman of the roses, 1980; Al-Khaima, The Tent, 1985). Likewise, he is known for his accounts of his encounters with the writers Paul Bowles, Jean Genet and Tennessee Williams (Jean Genet and Tennessee Williams in Tangier, 1992, Jean Genet in Tangier, 1993, Jean Genet, suite and end, 1996, Paul Bowles: Le Reclus de Tanger, 1997). See also 'In Tangier', Telegram Books 2008 for all three in one volume.
Mohamed Choukri died on November 15, 2003 from cancer at the military hospital of Rabat and was buried at the Marshan cemetery in Tangier on November 17, with the audience of the Minister of Culture, numerous government officials, personalities and the spokesman of the King of Morocco. Before he died, Choukri created a foundation, Mohamed Choukri (president, Mohamed Achaâri), owning his copyrights, his manuscripts and personal writings.
يأخذنا محمد شكري في رحلة عن الكاتب والموسيقي الأمريكي پول بولز وهو مترجم كتب شكري للغة الإنجليزية أيضًا، وشذرات من حياته وحياة زوجته الكاتبة چين بولز، عبر سنوات طويلة عاشها بولز في طنجة تقارب الخمسين من عمره؛ مما جعله رمز من رموز تلك المدينة ذات الطابع الساحر والملهم للعديد من الكتاب ممن أقاموا بها وأثرت على أدبهم، وقد عاشره شكري قرابة ربع قرن من الزمان.
يقول بولز: " الكتابة أهم من حياتي. لا أهمية لحياة الكاتب. إن عمق تفكيري في كتاباتي وموسيقاي".
"في طنجة، يمكن لأي بارع في الحكي أن يخترع أية حكاية فيُصدق أو عليه أن يُصدق حاكيها حتى تتم متعة العيش في سحر أسطورتها المتلونة وتدوم، فهناك دائمًا المغامرون الحالمون بها".
سيرة بسيطة غير متعمقة؛ من وجهة رفيقه شكري، ولكن هي رتوش من شخصية بولز الغامضة المغموسة بسحر الصحراء، ولا تغني عن سيرته الذاتية المعروفة "بدون توقف" وهي ما أنوي قرائتها قريبًا.
ينهي محمد شكري مذكراته مع پول بولز و زوجته جين بولز والكثير من الناس الذين أحاطوا بهما بول بولز وعزلة طنجة بعد كثير من الإضطراب في سرد هذه المذكرات ربما كان هذا الاضطراب معادلاً لاضطراب حياة پول و جين و شكري نفسه، كتاب يتذبذب بين المتعة والملل في ثناياه رغم قصره - ليس قصيراً بالمعنى الحرفي لأن الناشر يبدو تعمّد أن ينشره ببنط صغير للحروف بغرض التوفير ربما - لكنه يعج بالكثير من الحكمة و الرؤى الثاقبة التي يبتدعها پول و شكري معاً، حيث بول يلقيها في كتبه أو حواراته أو حكاياه ويلتقطها شكري بذكاء الكاتب الحصيف الفطري.
في جنس أدب الرسائل وأدب المذكرات نكتشف باطن الشخصيات المشهورة عكس ما يقال عنهم في المجلات والإذاعات ، محمد شكري قام بتشريح شخصية بول بوولز في مختلف الجوانب اقتباسات: - إنها نشوة أخرى: ألا تكون أي شيء في شيء لا يعنيك - إن ما قتلته الحروب الدينية هو أكثر مما قتلته الحروب السياسية أو الاقتصادية - كم جرمت في الخيال الذي نجاني من اجرام حقيقي - لا يمكن لنا إنقاذ كل من نحبه - فليصمد من هو أكثر صمتا ووحدة ، ولنحذر من مجامعة القطيع - طوال عشرتهما لم يكن أحدهما يعرف من كان يترك الآخر عندما يفترقان ، ربما كانا يتعمدان هذا الفراق الذي يطول أو يقصر ، لخلق الحنين بينهما حسب مزاجهما
على العكس من معظم كتابنا الآخرين، تعلم محمد شكري لغة الأشياء العارية القاسية، قبل أن يتعلم الكلمات “المعبرة� لذلك تظل حياته اليومية هي الأساس، وتغدو الكتابة بالنسبة له ادماناً جزئياً يرفض أن يجعل منه قناعاً للتجميل أو مطية للارتقاء في السلم الاجتماعية� عن مقال ابراهيم الخطيب في جريدة الشرق الاوسط
يشكل كتاب «بول بولز وعزلة طنجة» (1996) لمحمد شكري مؤلفا فريدا، يكاد يكون مزعجا، في تاريخنا الثقافي الراهن، فلأول مرة، حسب الظن، يعمد كاتب الى وضع كتاب لا يتضمن فقط سيرة حياة كاتب آخر، وانما يقوم بنقده في ابسط تصرفاته، وحتى في اختياراته الوجودية. لقد تتبعت مراحل تأليف الكتاب منذ اللقاء الذي جمعني بمحمد شكري في الرباط شتاء 1992، حيث اخبرني انه شرع جادا في وضع كتاب عن بول بولز. في ذلك الوقت، وفي اوقات اخرى تالية، ومتى ما تحدثنا بواسطة الهاتف، كنت أسأل الكاتب عن عدد الصفحات التي انجزها، والى اي مدى بلغ في تأليفه لسيرة بول بولز. احيانا كنا نتبادل معلومات عن حياة هذا الاخير، واحيانا كنا نناقش بعض اعماله الادبية، او نحاول جاهدين ادراك مغزى عناوين بعض كتبه. اثناء كل ذلك كان شك عميق يهز يقيني حول غاية محمد شكري من تأليف هذا الكتاب، خاصة انني كنت ادرك ان علاقته بالكاتب الاميركي العجوز، ومترجمه السابق، كانت في درجة الصفر منذ سنوات طويلة... فما الذي حصل حتى يطوي محمد شكري صفحة انفعالاته الموتورة تجاه بولز، ويترك لعلاقته القديمة به هامشا من الحرية للطفو على سطح الذاكرة؟
في ابريل (نيسان) 1995 استمعت الى محمد شكري لاول مرة وهو يقرأ فقرات من كتابه عن بول بولز. كان قد عاد من جولة في المانيا بدعوة من ناشر كتبه. فاستغل مدير معهد غوته بالرباط الذكرى الستين لميلاده فأقام حفل تكريم له قرأ خلاله محمد شكري الفقرات التي اشرت اليها. اتذكر انه قرأ ذلك في القاعة الارضية للمعهد وكانت مزدحمة عن آخرها، وان مصباحا سامقا كان يضيء وجهه، وان قطرات من العرق كانت تلمع على جبينه فكان شكري يمسحها بين الفينة والاخرى. فيما كان يقرأ، اخذت اشعر ان كتاب شكري عن بول بولز لن يكون شبيها بكتابيه عن «جان جينيه» و«تينيسي وليامز». كان الاسلوب مختلفا، والمعالجة ليست وصفية وانما تحليلية، والتحليل لا ينطلق من انطباعات وانما معاينة صارمة تكشف بوضوح موقف المؤلف من الكاتب الذي يكتب عنه.
من قبل، عندما كتب عن جان جينيه وتينيسي وليامز، كان شكري يقف من الكاتبين موقف الكاتب ازاء نموذج حقيقي او مفترض. كان منبهرا بهما، يتتبع تصرفاتهما واحاديثهما وعلاقاتهما. كان كما لو انه يحاول استقصاء حقيقتيهما ككاتبين وكشفهما لنفسه قبل كل شيء. كانا يسيران في طنجة، وكان يسجل بدقة كل ما يقولان او ما يصدر عنهما من تصرف لانهما كانا بؤرة وصفه، ولم تكن طنجة في ذلك الوقت سوى خلفية لحضورهما، خلفية بدون تاريخ لانها ثابتة ومطلقة. في كتابه عن بول بولز، لم يعد المؤلف ازاء نموذج وانما ازاء كاتب آخر يقف من دون اوهام ومن دون هالة، ووسط سياق لم يعد ثابتا وانما متحركا لانه سياق تاريخي متطور، مع بول بولز، انتقلت طنجة من وضعها كخلفية بوجود الكاتب، الى مدى موضوعي يحفل بعلامات الحضور وينطوي على اسئلة محرجة. المؤلف نفسه لم يعد بعيدا عن الكاتب الذي يكتب عنه، بل غدا دانيا منه، قادرا على تحليله من دون هوادة ومن دون مساومة.
ان هذا التغير الابستمولوجي في موقف المؤلف من موضوعه حجر زاوية كتاب «بول بولز وعزلة طنجة»، ويفسر بعمق طبيعة معالجة محمد شكري لحياة الكاتب الاميركي في مدينة البوغاز.
هل يمكننا تجنيس هذا الكتاب؟
لن أبالغ اذا قلت ان محمد شكري هو احد اولئك الكتاب الذين يستطيعون تغيير رؤيتنا الى بعض الاشكال الكتابية على نحو حاسم. انه يفعل ذلك بتلقائية، لانه يعرف ان تجديد اسلوب المقاربة يعني ان الموضوع يقتضي ذلك، يمكن ان اشير هنا الى الجزء الثاني من سيرة محمد شكري الذاتية «زمن الاخطاء»: فبعد سرد رصين ومدقق لحياته في العرائش وطنجة، يشرع الراوي في تقديم صور شخصية لبعض الافراد الذين كان لهم تأثير نافذ في حياته. ان التركيب ينتقل فجأة من التواصل الى الانقطاع، ومن «حكي حدثي» الى حكي يتمحور حول فاعلين.
في كتابه «بول بولز وعزلة طنجة» يدخل محمد شكري تغييرا مفاجئا على توقعنا. فبيوغرافيا الكاتب الاميركي تغدو سيرة متعددة الابعاد تستوعب، الى جانب بول بولز، كتابا آخرين (جين آور، وليام بورو الخ)، وشخصيات ثقافية عابرة.
ان فضاء طنجة وتاريخها منذ الاربعينات والى اليوم يكفان عن القيام بدور السياق المحايد لينخرطا في صراع واضح مع بول بولز كاشفين طبيعة رؤيته للعالم، وحدود هذه الرؤية، وعجزها احيانا، المؤلف نفسه (وأعني محمد شكري) لم يعد فقط مجرد راو، بل انه يتورط في محكيه بشكل صارم، مبرزا علاقته بالكاتب الاميركي وبعض مشاكل هذه العلاقة. ان بول بولز هو بؤرة الكتاب، لكن هذه الوضعية لا تعني ان السرد لا يستطيع تهميشه احيانا، بحيث يغدو جزءا من فسيفساء متحركة تتردد بين المركز والمحيط. بعبارة اخرى، ان «بول بولز وعزلة طنجة» هو كتاب يصعب وضعه ضمن خانة محددة: انه مؤلف يجمع بين عناصر البيوغرافيا والاوطوبيوغرافيا، والانتروبولوجيا الثقافية التي تتناول تأثير بعض الاقليات في معيش مجتمع معين، فضلا عن كونه كتاب يوميات يعكس اهتمام المؤلف بواقع طنجة المعاين ورغبته الآسرة في تسجيل حضوره ضمنه كفاعل وكمتفرج.
شأن كتابيه السابقين عن جان جينيه وتنيسي وليامز، ينطلق محمد شكري في كتابه الجديد من اهتمام شخصي بالكاتب الاميركي بول بولز. اهتمام يندرج ضمن دائرتين: دائرة عامة، وهي رغبة المؤلف في معرفة حياة كاتب اجنبي لم يتردد على طنجة فقط، وانما اقام فيها مدة طويلة من الزمن، واستوحى منها ابرز آثاره الادبية. ودائرة خاصة يعكسها احتكاك المؤلف ببول بولز احتكاكا عميقا منذ بداية السبعينات وانخراطه واياه في علاقة ثقافية (علاقة الترجمة والنشر خارج المغرب) لا أظن الا ان تأثيرها كان بعيد الغور على صورة محمد شكري كما نعرفها اليوم. انني ازعم ان افضل جوانب كتاب «بول بولز وعزلة طنجة» هي تلك التي يكشف فيها المؤلف معرفته الدقيقة بمزاج الكاتب الاميركي، واساليب تعبيره، ونزعته الريبية، وحرصه الانجلوساكسوني على اللباقة، وتلافي التورط في ما يجري من حوله. ويشكل تحليله الموازي لشخصية جين بولز، زوجة بول، ومعاناتها مع الكتابة والصديقات والزوج والمرض ادق معالجة لنفسية هذه الكاتبة المحبطة التي كان مجيئها الى طنجة سنة 1948 بمثابة تدمير تدريجي ومثابر لوجدانها الادبي الذي لن يكتب له تفتح مناسب. هنا ايضا تلك الشبكة المتداخلة والمتقاطعة من الاقوال والآراء والشائعات التي كان القادمون الى طنجة او العابرون بها ينسجونها حول شخصية بول بولز، او بعيدا عنها، والتي تشكل في واقع الامر، خاصية مميزة لفضاء ثقافي معقد اخذ ينحو بوتيرة متسارعة منذ بداية الخمسينات الى اواسط الستينات.
انه لا بد من توضيح ان محمد شكري لم يعتمد فقط على معرفته الشخصية ببول بولز، رغم اهمية هذا الجانب في الكتاب، وانما اعتمد ايضا على قراءة متأنية لانتاجه الادبي، خاصة قصصه القصيرة، وسيرته الذاتية (دون توقف)، ومراسلاته التي صدرت مختارات منها سنة 1994 في مجلد يحمل عنوان «على اتصال» ترجم الى الاسبانية بعد ذلك. من هنا اود الاشارة الى انه اذا كانت كافة البيوغرافيات او السرود المتعلقة بحياة بول بولز صدرت قبل ظهور هذا الكتاب الاخير، فان كتاب «بول بولز وعزلة طنجة» يتميز بخاصية استثنائية هي اطلاع مؤلفه على مجموعة هامة من رسائل الكاتب الاميركي واستعماله لها لرصد بعض الظواهر المزاجية لهذا الكاتب. من هنا يمكن القول ايضا ان كتاب «بول بولز وعزلة طنجة» يعكس تطورا هاما في مفهوم التأليف عند محمد شكري، بحيث لم تعد المادة الاساسية للكاتب هي التسجيل المباشر لمعيش الكاتب الاجنبي وآرائه، وانما دراسته ضمن انتاجه التخييلي وذكرياته وادبه التراسلي.
ليس من المستبعد ان يظن ان هذا الكتاب هو محاولة لتصفية حساب قديم، حساب مع بول بولز يتعدى العلاقة الشخصية ليكتسب ابعادا ثقافية وربما تاريخية. انني لن ابالغ اذا قلت ان الكاتب الاميركي كان دائما حاضرا على نحو من الانحاء في التطور السياسي والثقافي الذي عرفته بلادنا منذ انطلاق المد الوطني في الخمسينات. ربما كان لطول اقامته في طنجة، وعزلته كاجنبي عن تقلباتها الثقافية والاجتماعية، وانكفائه في شرنقة تصوراته الخاصة عن مغرب تقليدي منسجم لا يعبأ بالتأثيرات الدراماتيكية التي يفرضها الغرب... ربما كان لذلك كله ضلع في الصورة التي نحملها الآن عنه، والتي تبدو وكأنها مجتثة من سياق ديناميكي لا يكف عن التقلب والانزياح.
لقد اتهم بول بولز من طرف الاعلام السياسي بالمغرب، في اوائل الستينات، بالعمل لحساب المخابرات المركزية الاميركية لمجرد انه كان يقوم بجولة في اقاليم نائية لتسجيل الموسيقى الشعبية بطلب من خزانة الكونغرس الاميركي. وحينما شرع في نشر ترجماته لمرويات العربي العياشي، ومحمد المرابط، واحمد اليعقوبي، وجه اليه اليسار الثقافي (عبد الله العروي والطاهر بن جلون الخ)، في خضم موجة نقد الكتابات الاستعمارية، تهم الفلكلورية والسعي الى نشر صورة «شائهة ومتخلفة» عن المغرب في الخارج. اما سعد الدين وهبة، وهو كاتب مصري معروف، فحينما قرأ قصة (صديق العالم) منشورة في مجلة كانت تصدرها المنظمة العالمية لحرية الثقافة ويشرف عليها الشاعر ستيفن سبندر، وهي «انكوانتري» لم يتردد في اتهام بول بولز بالصهيونية ومعاداة العرب، فقط لان المنظمة المذكورة كانت مدعومة ماديا من طرف الدعاية الاميركية في الخارج. هناك من يقول ايضا (وانا اشير هنا بصفة خاصة الى محمد بوطالب) ان بول بولز كان، في فترة اشتداد النضال الوطني من اجل الاستقلال، ينشر عبر هيئة الاذاعة البريطانية آراءه المناهضة للحركة الوطنية. انني اتساءل الم يكن هنالك ايضا مغاربة يناهضون الحركة الوطنية؟ لماذا لا نحاسب هؤلاء قبل بول بولز؟
انه لا بد من القول ان حساب محمد شكري لبول بولز يتجاوز هذه القضايا العامة، ويهتم بجوانب شخصية تبدو منسجمة مع السياق البيوغرافي العام للكتاب: جوانب شخصية ذات طبيعة مزاجية وسلوكية يمكن ان تكون محل جدال لكونها تحتمل تأويلات مختلفة. انني اشير هنا بصفة خاصة الى تحليلات محمد شكري لبخل الكاتب الاميركي، وتحايله على الانفراد بحقوق ترجمة كتب الغير، و«نفاق» علاقاته الاجتماعية، واغترابه الدائم عن الواقع المغربي، و«عقده» واستيهاماته الموسوسة التي ترجع في اصولها الى طفولته، انه من المعروف ان بول بولز كان يكن كراهية عميقة لساوير لوسانو، كاتب بيوغرافية عن الكاتب الاميركي تحمل عنوان «المتفرج اللامرئي»، لكونه تناول جوانب من حياته الجنسية يظن بولز انها شأن شخصي لا ينبغي التطرق له، من هنا، فانه من المحتمل الا يكون بول بولز قد رأى في كتاب محمد شكري عنه سوى محاولة اخرى للاساءة اليه بطريقة ما.
ان حياة بول بولز في طنجة لم تكن فقط جزءا من يوميات هذه المدينة على مدى اكثر من خمسين سنة، وانما جزءا من تاريخها الثقافي الذي اصبح بالامكان اليوم تحليله عن كثب. فاذا كان من حق البعض ان يضجر من هذا اليومي الذي يتحول بالتراكم الى تاريخ راسخ، ألا يحق لنا بالمقابل ان نقرأ في سيرة بولز، وقد قضى نحبه، علامات عزلتنا نحن عن تاريخ متورط نصر على نسيانه او على قراءته، في احسن الاحوال، قراءة أحادية؟
Leí este por un proyecto, no pensé que me gustaría tanto o que tendría una reacción emocional de ninguna clase...la ambivalencia de Chukri por Paul, su legado, su sufrimiento y su orgullo...pero tambien su coraje por su prepotencia, su actitud imperialista, su ceguera...la tragedia de Jane y como se rindió como creadora...la vida del mismo Chukri y su relación con todas estas figuras grandes de la literatura. Realmente es un ejemplo a como se deben de contar historias sobre autores famosos, no solo es un relato con todo y arrugas y verrugas, sino que para mi me habló del hecho mismo de tener sentimientos encontrados con las figuras que admiras, de saber que sus discursos no van dirigidos hacia ti, de comparar aquellas vidas increibles e inalcanzables de gente que lo ve como algo natural con lo amargo y decepcionante que puede ser tu propia vida...y aun asi Chukri saca poesia, tiene empatia por los Bowles. Hay unos parrafos bellisimos. Es un libro que necesitaba que llegara a mi en este momento.
Un libro excelente, muy incisivo, donde el autor marroquí describe muchas de las interioridades de Paul y Jane Bowles que de otro modo se hubieran perdido o no hubiéramos conocido. Muy sutil e inteligente el análisis humano y literario que hace de Jane, a quien dedica un larguísimo capítulo. Pero este libro es, sobre todo, buena radiografía del alma de Paul y, por extensión de la ciudad de Tánger. El autor marroquí demuestra aquí su gran talento y su capacidad intelectual (por si alguien la había puesto en duda). Chukri, además de "un borracho", como dijo de él Paul Bowles, también era un magnífico escritor.
Paul Bowles, el recluso de Tánger es una obra feroz, un ajuste de cuentas. Chukri desvela intimidades de Bowles, su desinterés por el sexo, su desprecio por los marroquíes, su tacoñería, la peculiar relación que mantenía con su esposa Jane. Entre Chukri y Bowles no hubo amistad. No refiere charlas entrañables, o conversaciones agradables sobre literatura. No hablan del proceso de creación. Transcribe conversaciones mezquinas, en las que se despedaza a otros escritores. Bowles menospreciaba a Chukri; no lo consideraba uno de los suyos: el escritor que había sido analfabeto hasta los veinte años. Mientras Churkri viene de una familia humilde, es parte del pueblo, sobrevive en Tánger como puede, Bowles representa a una elite colonial, que cree que todo se compra con dinero, a la que le gusta Marruecos, pero desprecia a los marroquíes. “El Marruecos que Paul Bowles amaba desapareció con la independencia y ya jamás volvería�.
Bowles se aprovechó de Chukri, quedándose con los derechos de autor de las obras que le había traducido. Es una obra parcial, pero magníficamente escrita, que me ha sorprendido, me ha hecho sonreír (qué malas víboras) y me ha incomodado por momentos. Chukri escribe sobre un Bowles ya enfermo, acabado. Despelleja a Jane Bowles, sin haberla conocido.
El contexto del libro me ha resultado interesantísimo: el ambiente literario y cómo se transforma Tánger con la llegada de escritores idolatrados. Otro hallazgo de Cabaret Voltaire. A principios de los años cincuenta, los precursores de la generación Beat llegan en tropel a la ciudad: William Burroughs, Jack Kerouak, Allen Ginsberg� Los descubrimos a través de las miradas de Bowles y Chukri. Me ha interesado este retrato de Bowles y de esa época. A veces es mejor no saber cómo son los escritores que leemos. De Bowles, me quedo con El cielo protector.
Me ha parecido fascinante. No conocía ni a Paul Bowles ni a Mohamed Chukri y me ha parecido increíble el contraste que hay entre el Tánger de uno y otro.
Tampoco tenía ni idea de que Tánger había sido una especie de París para la generación beat y me ha gustado mucho conocer más cosas de Burroughs y Kerouac.
Muy interesante también la forma que tiene Chukri de contar la vida de Bowles, se nota que fue alguien a quien admiró mucho y quizás por eso su relato resulta tan atractivo. Es capaz de relatar también sus aspectos malos a pesar de su admiración y eso es algo que es difícil de hacer.
Aunque el libro se titule "Paul Bowles el recluso del Tánger", la persona que más me ha llamado la atención ha sido su mujer, Jane Bowles que me ha recordado en algunas cosas a Zelda Fitzgerald. Dos reclusas del mundo literario y de su propia mente. Definitivamente es el capítulo que más me ha gustado.
No le doy cinco estrellas porque repite ciertas anécdotas reiteradamente en muchos capítulos y en algunas ocasiones son anécdotas que conoce por boca de otros que no son Paul Bowles. Aún así, ha sido uno de los libros más interesantes que me he leído.
إن بول بولز لم ينتمى قط إلى موطنه الأمريكي كما أنه عاش غريبا بين أهل طنجة ، فمازال بينهم سائحا متغربا أما عن جين بولز تلك المبدعة التي ماتت كمدا من عجزها عن تدفق ابداعها الفريد ، كانت جين بولز محبة أكثر منها محبوبة فقد اعطت أكثر مما سمح الناس لها أن تتلقى يسرد شكري معاصرته لأديب مسافر يكتشف الشرق كاتبا ومترجما وروائيا غير أن الاهم انه يضع يده على مواطن انسانية لا تختلف ذاتها في طنجة عن تلك في نيويورك أو مالقة
هنا "محمد شكري" يتكلم عن "پول بولز" المؤلف العالمي والمترجم المغترب المقيم في "طنجة" عن شخصيته وسلوكه وأخلاقه وعن حياته ومؤلفاته وأسراره، وعن زوجته الروائية "جين" ولماذا أختار "المغرب" وعن ترجمته لأول أعمال شكري "الخبز الحافي" عمل أشبه باليوميات بأسلوب "محمد شكري" الساحر البسيط.