إن أشرف العلوم على الإطلاق، وأولاها بالتفضيل، وأرفعها قدراً بالاتفاق هو: علم التفسر. هذا وإن غالب المفسرين تفرقوا فريقين، الفريق الأول اقتصروا في تفاسيرهم على مجرد الرواية، والفريق الآخر جرّدوا أنظارهم إلى ما تقتضيه اللغة العربية، وما تفيده العلوم الآلية، وكلا الفريقين أصاب. فإن القرآن حمّال ذو وجوه، وأيضاً لا يتيسر في كل تركيب من التراكيب القرآنية تفسير ثابت عن السلف، بل قد يخلو عن ذلك كثير من القرآن. وبهذا كان لا بد من الجمع بين الأمرين، وعدم الاقتصار على مسلك أحد الفريقين، وهذا المقصد هو الذي دفع بالإمام الشوكاني لتأليف هذا المصنف الذي جاء ضمن خمسة أجزاء، حيث تعرض للترجيح بين التفاسير المتعارضة مهما أمكن، إذا ما اتضح له وجهه، وأخذ من بيان المعنى العربي، والإعرابي، والبياني بأوفر النصيب، وحرص على إيراد ما ثبت من التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة، أو التابعين أو تابعيهم، أو الأئمة المعتبرين، وقد يذكر ما في إسناده ضعف، أما لكونه في المقام ما يقويه، أو لموافقته للمعنى العربي. فهذا التفسير، وإن كبر حجمه، فقد كثر علمه، وتوفر من التحقيق قسمه، واشتمل على ما في كتب التفاسير من بدائع الفوائد، مع زوائد فوائد، وقواعد شوارد. فكان ذخيرة الطلاب، ونهاية مآرب الألباب.
يُعدّ "فتح القدير" أحد الأعمال الموسوعية الرائدة في علم التفسير، إذ يجمع بين دقة النقل وعمق الفهم، ما يجعله مرجعًا لا غنى عنه للدارسين والعلماء في العلوم الشرعية. يناسب الكتاب كل من يسعى إلى فهم شامل للقرآن الكريم، سواء من زاوية الرواية الموثقة أو الدراية التحليلية.
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في التفسير ميزه الجمع فيه بين التفسير بالرأي والتفسير بالمأثور باﻷضاف� الى تفسيره للأيات ثم تفسير السلف لها ثم يذكر اختلاف المذاهب التفسير ايضا اهتم باللغة والإعراب فائدته عظيمة من حيث تعلم التفسير والاختلاف العلماء والمذاهب ايضا
تعلّمتُ الكثير من هذا الكتاب على مدى أربع سنوات، أستطيع أن أقول أن أولها معرفتي بمنهج الإمام الشوكاني رحمه الله عُرف عن طريقته ابتداءً بتفسير القران باللغة وعرض الأقوال والترجيح بينها أحيانًا ، ثم يسرد ما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في تفسير الآيات
يجمع الكتاب بين دفتيه فوائدَ ماتعة رائعة، يهتمُّ الإمام كثيرًا بالإعراب واللغة، وقد يستفيضُ فيها أحيانًا، له في كل فن دراية.. جمع خلاصة المفسِّرين، فحفظ العلمَ وبلغه.. كتابَهُ من أيسر الكتب في التفسير المفصَّل.. رحم الله إمامنا الشوكاني..ونفع الله بعلمه..
تفسير اكرم الكتب .. غير أن الشوكاني - رحمه الله - وضع الأحاديث على مختلف درجاتها وبعض الإسرائيليات مما جعل التوثق من بعض ما ورد حسب درجته صحةً ودرجة امرٌ لا بد منه . وجزاه الله عنا خيراً .