نبذة النيل والفرات: هل تصدق ما تراه عزيز القارئ .. انه كتاب يقف على صفحاته طه حسين وتوفيق الحكيم مع شهر زاد .. هل هذا معقول ان تلتقي قمم الأدب والثقافة مع الخيال والتاريخ ؟! هذا هو ما حدث بالضبط في القصر المسحور الذي امتلات جدرانه أحاديثا عذبة بين توفيق وطه وشهر زاد .. فإلى عالم سحري عن الحكيات والقصور الجواري مع هذا الكتاب ننعش به خيالنا مع كبار العقول والاقلام.
طه حسين عميد الأدب العربي هو أديب ومفكر مصري تمكن من النبوغ والتفوق في إثبات ذاته على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها في حياته، والتي يأتي في مقدمتها فقدانه لبصره، وهو ما يزال طفلاً صغيراً ولكنه أثبت بمنتهى الصمود، والقوة أن الإنسان لا يجب أن يوقفه عجزه أمام طموحه، بل على العكس من الممكن أن يكون هذا العجز هو عامل دفع وقوة، وليس عامل إحباط، وهو الأمر الذي حدث مع هذا الأديب العظيم الذي على الرغم من رحيله عن هذه الدنيا إلا أن الأجيال الحديثة مازالت تتذكره ومازالت كتبه واقفة لتشهد على عظمة هذا الأديب العظيم.
كان لطه حسين أفكار جديدة متميزة فطالما دعا إلى وجوب النهضة الفكرية والأدبية وضرورة التجديد، والتحرير، والتغيير، والاطلاع على ثقافات جديدة مما أدخله في معارضات شديدة مع محبي الأفكار التقليدية، وكانت من أفكاره أيضاً دعوته للحفاظ على الثقافة الإسلامية العربية مع الاعتماد على الوسائل الغربية في التفكير.
شغل الدكتور طه حسين العديد من المناصب، والمهام، نذكر منها عمله كأستاذ للتاريخ اليوناني، والروماني، وذلك في عام 1919م بالجامعة المصرية بعد عودته من فرنسا، ثم أستاذاً لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب وتدرج فيها في عدد من المناصب، ولقد تم فصله من الجامعة بعد الانتقادات، والهجوم العنيف الذي تعرض له بعد نشر كتابه "الشعر الجاهلي" عام 1926م، ولكن قامت الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاقد معه للتدريس فيها.
وفي عام 1942 أصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديراً لجامعة الإسكندرية حتى أحيل للتقاعد في 16 أكتوبر 1944م، وفي عام 1950 أصبح وزيراً للمعارف، وقاد دعوة من أجل مجانية التعليم وأحقية كل فرد أن يحصل على العلم دون حصره على الأغنياء فقط " وأن العلم كالماء، والهواء حق لكل إنسان"، وهو ما قد كان بالفعل فلقد تحققت مجانية التعليم بالفعل على يديه وأصبح يستفاد منها أبناء الشعب المصري جميعاً، كما قام بتحويل العديد من الكتاتيب إلى مدارس ابتدائية، وكان له الفضل في تأسيس عدد من الجامعات المصرية، وتحويل عدد من المدارس العليا إلى كليات جامعية مثل المدرسة العليا للطب، والزراعة، وغيرهم.
أثرى طه حسين المكتبة العربية بالعديد من الأعمال والمؤلفات، وكانت هذه الأعمال الفكرية تحتضن الكثير من الأفكار التي تدعو إلى النهضة الفكرية، والتنوير، والانفتاح على ثقافات جديدة، هذا بالإضافة لتقديمه عدد من الروايات، والقصة القصيرة، والشعر نذكر من أعماله المتميزة " الأيام" عام 1929م والذي يعد من أشهر أعماله الأدبية، كما يعد من أوائل الأعمال الأدبية التي تناولت السيرة الذاتية.
هذه رحلة للكاتبين للقصر المسحور الباقي منذ ازمان وسيبقي للأبد
أولا اقول ان الرواية لم تعجبني بالشكل المتوقع ابدا بالطبع اسلوب طه حسين كان طاغي بشكل كبير كمية كبيرة جدااااا من التفاصيل والكلام لم استطع تحمله كاملا فكنت اضطر اتوقف كثيرا عن القراءة تماما بسبب الملل الكبير الذي كنت اعاني منه اثناء القراءة
لا أصدق اني انتهيت منها واخيرا بعد معاناة ما يقرب الشهرين مع تلك الرواية التي ليست كبيرة بالمرة لكن في نفس الوقت استخدام الكلمات والتعبيرات والجمل كان رائعا كنت سأحبها اكثر بكثير لو كان اسلوب توفيق الحكيم الخفيف والظريف هو الاساس فيها
تدور الرواية بشكل رئيسي حول شهرزاد تلك الماهرة التي ظلت علي مر العصور وفي تراثنا اشهر قصاصه في التاريخ تلك الماكرة التي خدعت شهريار بألف قصه وقصه فقد كانت تلعب بقلوب وعقول الجميع .. باقيه عبر الزمن خالده بخلود الزمن تستطيع بصوتها النعام ان تخطف الألباب والعقول
استطاعت بكل مكر السيطرة علي طه حسين والذي كان علي استعداد بالتضحية حتي ولو بصديقة ليبقي معها وبعد فتره طويله من سيطرتها ولعبها الكامل بالكاتبين الكبيرين
وجدوا انفسهم في ورطه بعد ان طالب باقي الشخصيات بمحاكمة المتهم توفيق الحكيم بتهمة التزوير والتلفيق حيث وضع بهم صفات لم يكونوا يرغبوا بها ابدا وانه كان مطلوب منه ككاتب وفنان الالتزام بالكمال كله في كتابة شخصياتهم ووضعهم علي حسب رغبتهم هم ولكن القاضي وهو الزمان نفسه كان له رأي مختلف
فليس علي الكاتب الكمال في وصف شخصياته والكتابه عنهم ولكن فقط يمكنه الاقتراب قليلا جدا من ذلك الكمال فتلك الصفات تختلف من كل شخصية للأخري ومن كل قارئ للآخر والعيوب هي التي تميز البشر بالطبع وتجعل للواقعيه مكان
كنت اتمني ان اعطيها نجوم اكثر من ذلك ولكن الملل الذي شعرت به انقصها الكثير فسوف اعطيها نصف النجوم بالضبط نجمتين ونصف النجمة الاكيد اني لن اتوقف عن القراءة لتوفيق الحكيم لكن تجاربي الفاشله في المحاولة للقراءة لطه حسين تستمر في صدي عن استيعاب اسلوبه جيدا
شهرزاد : إن أمرك الآن رهن هذه « القضية ». طه : إنها ستكون قضية « الفكر والأدب ». شهرزاد : ينبغي أن تستعد للدفاع عن نفسك. توفيق : والقاضي .. شهرزاد : قلت لك هو « الزمن ». طه : أظنك لا تطمع في أعدل منه !
وأخيرا انتهيت من تناول تلك الوجبة الدسمة التى شارك في طهيها إثنان من أكبر أدباء القرن العشرين، عميد الأدب العربي والحكيم 💙
قرأت عن الخصومة بينهما التى امتدت لسنوات طويلة، حتى جمعت شهرزاد شملهما في قصرها المسحور في عمل أدبي بديع وملهم ... - طه : إنى أعرف «توفيق الحكيم» أحفظ الناس للود ..
الحقيقة إني أول مره اقرأ حاجة لطه حسين او الحكيم بره المناهج الدراسية، وحسيت إني بقرا أسلوب غريب، محكم وقوي لأبعد الحدود، كل ما اخلص جملة اعيدها تاني مش عشان بس جميلة لأ وصعبة 🤣 أنا كنت بفك الخط طول الرواية حرفيا 😂💔
بشكر الصدفة اللي جمعتني بالكتاب ده في معرض الكتاب وخلتني اقرأ لاتنين من قامة الأدب العربي، وإن شاء الله اقرأ مسرحية شهرزاد قريبا..
مقالة مضحكة عن تاريخ الخصومة بين توفيق الحكيم وطه حسين :")
×××××××××××××××××××××××× = الاقتباسات : - «ولا شيء في حياتنا الأدمية يستحق منا الآن تحية وداع : غير لحظة حب ظفرنا بها» .
- « من مأمنه يُؤْتى الحَذِر » ..
- أولا تصلح أنت لذلك ؟ - کلا -يا سيدتي- أنا أقل الناس حظا من الخيال وأعجز الناس عن القصص ، وأضيقهم بنفسي وبالوقت ، ولولا أن الله ملأ الدنيا كتبا وأذن أنها ستظل أبدا مملوءة كتبا ، لما استطعت لهذه الحياة احتمالاً. 💙💙
- لهذا أحببت أن أراك ؛ لأنك ترى مثل ما أری و تؤمن بأن من فهم شيئا فقد قتله ، وتحب لى أن أحيا في نفسك فلا تحاول أن تقتلني بالبحث عن حقيقتي والجد في الانتهاء إليها.
- معبودتی : «إن حبك خالد كالوجود ، ولن يستطيع الزمن أن يفرق بيننا أو يحطم حبنا. إن الحب يحلق فوق الزمن ، كما يحلق الفراش فوق الأزهار. إن الحب قد قتل الزمن ... » ..
- توفيق ( يصمت ثم يفكر قليلاً وينظر إلى « شهرزاد » قليـلاً ويهمس ) : ربما ، إنى من فصيلة لا تغرد إلا فوق أطلال نعمة ذاهبة و آثار هناء ضائع !
- وإنها لتفعل هذا كله بالقياس إلى الذين أقفرت قلوبهم من الحب وبرئت نفوسهم من الشوق ، فأما الذين رأوا « شهرزاد » ثم نأوا عنها ، فليلهم متصل لا ينقضى ونهارهم متصل لا ينقضى أيضا ، لأن ليلهم ونهارهم عليهم سواء ، كلاهما مظلم ، وكلاهما جامد ، وكلاهما طويل ثقيل ، كأن هؤلاء المحبيـن لا يعرفون الشمس إلا حين يشرق لهم وجه « شهرزاد » ولا يعرفون الأمن والهدوء والدعة والنعيم إلا حين يغمرهم جمال « شهرزاد ».
- «لقد صدق « توفيق الحكيم » يا سيدتي فأنا في هذه الأيام مشغول بالمتنبي ولكنى مشغول به عن كل شيء وعن كل إنسان إلا أنت. فإن أمنيته الملحـة عليه المضنية له المنغصة لليله ونهاره ؛ تشبه أمنيتي الملحة على ، المضنية لى المنغصة لليلي ونهاري ، ولكني لا أتمنى ـ كما كان يتمنى ـ ملكا وسلطانًا ، ولا أشتهى كما كان يشـتهى ثروة وغنى ، وإنما أتمنى لقاءك والاستمتاع بجوارك القريب ، وأى ملك يشبه الخضوع لك أو يعدل الإذعان لأمرك، وأى ثروة تشبه الشعور بأنى قريب منك ليس بيني وبين الغني الذي يمتع القلب والعقـل إلا أن أتجه إليـك فأسمع منك أو أحس قربك منى ؟
أول مرة أقرأ لطه حسين لكن توفيق الحكيم دة حب سنين ❤️❤️ حلوين والله وهم مع بعض وحلوين بالفكرة العجيبة دي 😁😁 ويا رب يكون على ايديهم الخلاص من قفلة القراءة المريعة اللي ملازماني بقالها كتير ... بس فتحوا نفسي بصراحة 😍😍😍
انتهى منى الكتاب ولم أنته منه هل هناك ماهو أروع من ذلك؟ حقا بهذا الكتاب سحر لا يقل عن ليالي ألف ليلة لنجيب محفوظ تركني هذا الكتاب ولم أتركه، قلبي وعقلي لا يزالان متعلقان بسطوره أي روعة في أسلوب طه حسين! أي حكمةفي كلمات توفيق الحكيم! هذا الكتاب أوله هزل وآخره جد كالحب تماما، يسحرك وتعظمه نفسك بداية الكتاب لم تكن شديدة الإبهار بالنسبة إلى وشعرت إنها تقودني إلى قصة خيالية ثم أغرقتني الكثير من التوكيدات اللفظية وتكرارات المعاني بأساليب عدة وخفة ظل معهودة مع توفيق الحكيم ثم بدأ السحر مفعوله فانجذبت إلى نداهة اللغة والتصوير والفلسفة ماذا أقتبس منه بالله عليكم؟ حديثه عن الزمن؟ الحب؟ الأدب؟ الخلود والعدم؟ أم تفاصيل القصر المسحور؟ أم بلاغة الرسائل التي يقطر منها الجمال المصفى! هذا الكتاب مرهق للنفس من فرط جماله وبلاغته وقوة فلسفته إن شاء الله سأعاود قراءته هذا من الكتب التي يستطعم كلامها .. كلمة كلمة وحرف حرف ولي عودة مع اقتباس عن الحب والزمن/ والأدب والكمال والجمال/والزمن والخلود والفناء والعدم إلى لقا قريب يا كتابي العزيز ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ مثلا
"وبعد؛ فإني أخشى أن تكون كلمتي أغلظ مما كنتِ تتوقعين. ويخيل إلى ظني السيء بالمرأة أن كل رسالة تخلو من الإشارة إلى "الحب" هي عند المرأة رسالة غليظة. وأؤكد لكِ يا سيدتي أني ما كنت أضن على مثلك بهذه الإشارة لو لم يكن "الحب" هذا الصبي الرقيق الضعيف لا يبدأ الكلام أول ما يبدأ إلا بتحدي "الزمن" ذلك الجبار الطاغية المخيف، ولا يفتح فمه الصغير إلا بأغان وأناشيد ينظمها من ألفاظ براقة متلأ لئة يرى الزمن أنها له وحده، وأنها ما وجدت إلا ليرصع بها تاجه الهائل .. هذه الألفاظ هي "الخلود والأبد والبقاء" يلعب بها "الحب" الجميل لعب الأطفال بكرات البلور ذات الألوان تحت أقدام "الزمن" الساخط الساخر. إلى أن يضيق "الزمن" به وبعبثه ذرعا فينفخ نفخة صغيرة فإذا "الحب" قد طار بأناشيده وألفاظه ولعبه وأغانيه! "
اخير ريفيو كتبته كان عن "سر شهر زاد" ل باكثير عن مسرحية تصور بداية قصة شهريار و قتله لزوجته و قتله للفتيات يوميا ثم زواجه من شهرزاد و تسيسها له ثم تحوله لملك صالح على يدها بعد مرور 3 سنوات
و قبلها قرات "احلام شهرزاد" ل طه حسين| و لكم تمنيت ان اقرا "القصر المسحور" ل طه حسين و توفيق الحكيم عن مغامرتهم معا مع شهرزاد
بحثت عنها كثيرا pdf ولم اجدها..ورقية و لم اجدها الى ان اخبرتنى بالصدفة طفلة ب الاعدادية عزيزة على قلبى بانها رأت العنوان فى مكتبة المدرسة ..فرجوتها ان تستعيرها و تعيرينى اياها و قد كان ..انهيتها فى يومين هى 169 صفحة من القطع الصغير و لكنها مكثفة و مشحونة ب الاحداث
الرواية هى مبارة ادبية بين طه حسين و توفيق الحكيم و كيف انهم صاغ كل منهم افكار و خيالات و حوارات مع شهرزاد و دمجاها معا باسلوب بليغ و مشوق ....ف طه حسين هو العقل العبقرى المنظم المنسق الهادىء...و عقل توفيق الحكيم هو العقل الساذج و السذاجة العا��لة ....فهو حين يمثل امام شهرزاد يتثاءب و حين يمثل امام "الزمن" يرتعش و يطلب معطفه و عصاته :)
الرواية...كان المفترض بها انها حديث كل من طه حسين و توفيق الحكيم مع شهرزاد و لكن اعتقد انها حادت عن ذلك لتصبح محاكمة الزمن ل توفيق الحكيم عن روايته عن شهر زاد و التى لابد ان اقراها لاحقا بالمناسبة حيث اتهمته شخصيات الرواية
صعب عليا توفيق الحكيم جدا طيلة الرواية ...فهو تارة يخطف بواسطة عبيد شهرزاد... ثم يهرب من الجوارى ...ثم يقبض عليه و يحبس...ثم يهدد بواسطة شخصيات روايته السابقة عن شهرزاد ثم يخطف بواسطة الزمن ثم يرمى على قمة جبل بارد و اخيرا ينفى من سالنش ال�� سالزبورج :) اتبهدل بينما يعامل طه حسين الدكتور طيلةا لرواية بمنتهى الوقار و الاحترام من الجميع ...برنس
لو تحولت تلك الرواية لفيلم بتقنيات يومنا هذا من جرافيك و خدع بصرية ...لاصبح فيلم مثير جدا....مظهر العجوزين طه حسين ببدلته الشيك و توفيق الحكيم بمظهره الاقرب ل اينشتين المهبدل و انتقالهم لحظيا من مكان ل مكان و طريقة القاء القبض على توفيق الحكيم بواسطة الريح تنفيذا لاوامر الزمن ...هذا المشهد جدير بالتحول لسينما...يذكرنى ب لقطات فى افلام هارى بوتر او حتى اميلى روز اكسوكريسم حينما تتعلق الضحية منتصبة فى الهواء بفعل قوة خفية ... ثم تنسحب بقوة و سرعة لمكان بعيد ....
شخصية كل من طه حسين و توفيق الحكيم تظهر جلية فى حوار كل منهم مع شهرزاد - و الذى كان عن طريق رسائل ورقية تكتب بنية ارسالها الى فلان او فلانة فتختفى الرسالة لحظيا ...والتى لاحقا تكررت الطريقة بقلم جوزيه سارماجوا فى روايته انقطاعات الموت ...ساعتها ادركت كم كان الادب المصرى و العربى رائد :) - و عن الزمن ....طه حسين هادىء منمق سياسى...توفيق الحكيم عبقرى فوضوى و لكنه فجاءة يصيب كبد الحقيقة ....كلاهما وصل للهدف و لكن من طريق مختلف.....
الاكيد ان شهر زاد حسيتها مغرورة حبتين ....و لكنها ثيمة و نغمة و تنويعة مختلفة ل شخصية شهرزاد فى الادب ....احب شهرزاد فى كل حالتها.... و الاكيد انى لو رزقت بأبنة فى يوم من الايام ..سأسميها شهر زاد... و الاكيد ايضا ان خطوتى القديمة هى رواية توفيق الحكيم شهر زاد
القصر المسحور والسحر المنثور ! عظيمة يا شهرزاد وأنت ايها القاضي الحكيم أيها الزمن
هكذا عندما يجتمع عمالقة الأدب في كتاب واحد في قصة واحدة .. وإن كان اسلوب طه حسين طاغي اكثر وهذا ما يصيبني بالملل - فأنا اكره اسلوب طه حسين إلى الأن ولا يمكنني تقبله - لكن المفكر الحكيم يظل هو المفكر .. يظل هو الحكيم .. يظل هو الأفضل والأروع
رغم ان القصة فكاهيه هزليه في ظاهرها إلا إنها فلسفيه فكرية في عمقها فكل ما فيها يدعى إلى الفلسفه .. كل ما فيها أقرب إلى التفكير من السخرية كل ما فيها أقرب للتمعن والتيقن من الخلود والموت والزمن والحياة وكل شئ
ما لم يروق لي هو أسلوب طه حسين كالعادة ! ولكني أحب الحكيم وأحب فكر طه حسين واختيارات تشبيهاته - دون ملل أسلوبه -
فماذا إن أجتمع توفيق الحكيم وطه حسين وشهرزاد في كتاب واحد ؟ أهناك أعظم من ذلك الأمر ؟!
هذه رحله إلى قصر شهرزاد اشهر قاصه وراويه على مر التاريخ والتى يراها طه حسين وتوفيق الحكيم أديبه خالده خلود الزمن ، قصر شهرزاد هنا ليس قصرها الشهير الذى نتخيله ببغداد ولكنه قصر مسحور يقع فى سفح جبل فى فرنسا حيث يصطاف طه حسين وأسرته و مرافقه فريد و توفيق الحكيم الذى يلحقهم بعد فتره قصيره ! . فى هذا الكتاب الصغير يصور الدكتور والحكيم شهرزاد كأديبه حالده تتابع بنهم اعمال الأدب فى كل زمان ومكان وتتبع أدباءها المحببين وتتحين الفرص للقاءهم ! . وهو ماتفعله مع طه حسين أديبها المفضل والذى تعرف عنه تأثره الشديد بالتراث العربى القديم وتبحره فى كل ما يتعلق به والمعروف عنه ايضا حبه لشخصية شهرزاد ، فتتبعه إلى فرنسا لكى تتحين فرصه للقاءه .. تتاح لها الفرصه وتبعث برسول إلى الدكتور والذى يحضر ومرافقه متشوقين وخائفين إلى قصرها المسحور ، حينها يخبرها الدكتور عن وجود توفيق الحكيم عدوها اللدود والذى صورها وشهريار وحاشيته فى أحقر صوره فى عمله الشهير "شهرزاد" وينصحها ان تتخذه سيمرا لها بعد ما أفضت به إليه عن ضجرها ومللها هذه الأيام وذلك لما عهده به من خفة الروح وطيب المعشر . وعليه تبعث شهرزاد برجالها ليختطفوه ويحضروه لا معززا ولا مكرما ! .. وهكذا تستمر الحكايه ذات الفكره المبدعه ما بين التناوب على إحضار الدكتور بكل أدب من حينا إلى اخر للمناقشه والإستمتاع بصحبته الطيبه و بين إختطاف الحكيم الذى يحاول الهرب بإستمرار للإستمتاع بدهائه حينا وبساطته حينا اخر .. الفكره المبدأيه مبدعه بحق أديبين كبيرين يختلفان فى النظره لشخصيه تاريخيه فيقرران ان يلتقياها ويحاوراها كلا حسب نظرته لها على صفحات كتاب .. اما الفكره الرئيسيه فهى ببساطه "محاكمه توفيق الحكيم" ! محاكمته على ماورد فى كتابه عن شهرزاد وشهريار وحاشية قصرهما ، تلك المحاكمه التى أقترحها دكتور طه حسين وأقترح لها قاضى هو الزمن ! وذلك بغرض الفصل فى مسأله حرية الإبداع وحدودها بشكل عام و لتفادى فتك أشباح القصر "شهريار وحاشيته" بصديقه أسير شهرزاد بشكل خاص ! .. إستمتعت كثيرا بالقراءه ، كتاب صغير خفيف الظل مركز الإبداع فى الفكره والحوار وتخيل الأحداث .. لا شك سيكون بوابه لقراءه باقى أعمال هذين الكبيرين المبدعين فيما بعد إن شاء الله ..
توقفت أمام الغلاف كثيراً مستغرقاً ومستغرباً .. كيف لكتيب من القطع الصغير أن يضم اسمان لعملاقان في الأدب العربي كطه حسين وتوفيق الحكيم معاً على رواية واحدة؟ ابتعت الرواية دون تردد الرواية مباراة أدبية بين الكاتبان تقص مغامرتيهما مع شهرزاد .. كنت في صغري قرأت لطه حسين (أحلام شهرزاد) .. بالطبع لا أذكر شيئاً من الرواية .. وأعلم أيضاً أن توفيق الحكيم كان قد كتب إحدى مسرحياته عن شهرزاد. يذهب توفيق الحكيم إلى طه حسين في فرنسا حيث يقضي صيفه فتدعو شهرزاد الأخير إليها ثم تخطف الأول (عدو المرأة) متأثرة بما كتبه عنها وأساء فيه إليها في مسرحيته.
في البداية كان من السهل علي أن أفرق بين أسلوب الكاتبان لكن سرعان ما بات الموضوع صعب بعض الشئ. تظهر أشباح شخصيات مسرحية الحكيم ترغب بمهاجمته ويقترح طه حسين على شهرزاد أن يكون الزمان قاضياً يحاكم توفيق الحكيم فيقف الأخير في المحكمة يلقي دفاعه وتقف شهرزاد ممثلة للحرية في أبهى صورها وأعنفها في آن واحد تلقي دفاعها ويدخل الشهود ويقدموا إفاداتهم وشكاياتهم في حضور طه حسين وفي النهاية يفرج عن توفيق الحكيم.
الرواية شديدة الشبه بـ (أمام العرش: حوار مع الحكام ) لنجيب محفوظ وفيها يقدم محاكمات رمزية لحكام مصر من أمثال مينا موحد القطرين وجمال عبد الناصر والسادات أمام ايزيس وأوزوريس .. المحاكمتان نمطيتان .. لاشك أنك قارئ ستدرك أن المحاكمة ستفيد بحق الكاتب الفنان في خلق شخصياته كما يحلو له لا كما يراد منه وفي محاكمة نجيب محفوظ تقرأ الأراء النمطية ذاتها في حوارات شديدة السطحية بين الحكام ومحاكميهم.
مجموعه من المراسلات كفيله بأن تمتعك وتبهرك باسلوبها الادبى المفقود فى يومنا هذا. فخطابات بيد توفيق الحكيم او طه حسين مرسله الى شهرذاد ثم ردها عليهم ,فيها الامتاع الكافى الذى يدفعك دفعا الى الشعور بأنك حاضر معهم تقرأ وتسمع وترى. الروايه بها من الاسقاط على الواقع الكثير...فهناك النقد الذى يوجه للكتاب عن افكارهم وشخصياتهم التى يصوروها ومدى تقبل المجتمع او الناقدين لها وهناك الاسقاط على فكره الزمن ,وتصويره كقاضى يتحكم فى البشريه ,وان حكمه ارحم كثيرا من حكم البشر وهو ما لجأ اليه طه حسين لكى يدافع عنهم حيث ظلمهم الجميع ,,وهو اسقاط رائع عمقه فى بساطته.
هذا الى جانب الاسلوب الادبى فى الروايه ,وهو لا يقل روعه عن الفكره العامه المطروحه ,فالوصف للشخصيات والاماكن والاحداث اكثر من رائع. كنت اتمنى ان تطول الروايه عن ذلك ,ولكن هم من البدايه تبنوا فكره البساطه حد التعقيد :)
شهرزاد الأسطورية هي أهم راوية في تاريخ الحكاية وأشهرهم على الإطلاق.
لذا فهي للحكاية بمثابة الرسولة بسردها البهي وحكيها البديع.
يتحدث ماركيز كثيرا عن شهرزاد، وعن كثرة عودته لألف ليلة وليلة.
ومحفوظ كتب ليالي ألف ليلة، مستكملا من بعد الليلة الأولى بعد الألف.
وكتب توفيق الحكيم مسرحية عن شهرزاد. (لم أقرأها بعد)
ثم اجتمع هنا مع الدكتور طه حسين في تجربة فريدة، وذلك أنهما لم يعودا لعالم ألف ليلة، بل أحضراه بشهرزاده وشهرياره لزماننا في قصر مسحور يُختطف فيه توفيق الحكيم من قِبَل شهرزاد بالتواطؤ مع طه حسين! (حقًا الصحاب في أجازة)
وخلال الرواية عبّرا عن حبهما لشهرزاد، كما سَخِرا من نفسيهما أيضا، وهو شيء أشبه بـهزار الكبار الوقور، لكنه لذيذ.
الحقيقة أنني مفتون بشهرزاد مثلهم، فهي رفيقة ليالي كثيرة، صاحبتني فيها صغيرا وكبيرا.
وهنا أحببتها أكثر بسبب تكرار "لا بأس عليك" التي تقولها طوال الوقت.
يقربني ذلك إليها، لأنني لا أتوقف عن قول "لا بأس عليك." في كل وقت وحين.
”ولس� أخفى عليك أن قلبي قد رق له وإن كان قلبي قد عاهدني على ألا يرق لأحد. فأخذت أهدئ من روعه وأهون الأمر عليه، ثم طمعت في أن أخرجه من هذه المحنة وأحميه من غوائل الزمن!�
القصرالمسحور : اول رواية-مسرحية اقرأها .. ولانها ناتج خرج طه حسين وتوفيق الحكيم .. فالابداع فيها فاق كل الحدود .. ظهر ابداع طه حسين في الكتابة المقالية وظهر ابداع توفيق الحكيم في الحوار والكتابة المسرحية .. مش هتكلم عن الاحداث لانها وان كانت متسلسله الا انها مكانتش المقصد من كتابة الروايه .. الابداع الفلسفي في الرواية دي عظيم .. استفدت منها جدا وانصح بيها كل من يستهوي القراءة الفلسفية ..
عندما يجتمع توفيق الحكيم و طه حسين في عمل واحد...خيال و ابداع ممتتزجان بالواقع ليجعلك أقرب لشخصيات توفيق و طه ..لدرجة انك تحس اك تعرفهم..الحس الفكاهي في رواية الاحداث شيء جميل ياخد لمكان تاني و يرجعك سعيد. ملحوظة: اللي عايز يقراها لازم يقرأ مسرحية شهرذاد للحكيم في الاول.
مداعبة فكرية"تهيس" بين كاتبين عملاقين يسردون من خلالها تجربة خيالية للساحرة شهرزاد، و يعرضون من خلالها رؤيتهم و قضاياهم الفكرية، من خلال أسلوبهم المميز
ولولا أن الله قد ملأ الدنيا كتبًا، وأَذِن أنها ستظل أبدًا مملوءة كتبًا لما استعطت لهذه الحياة احتمالًا. ما أجمل لغة العميد وما أبدع أسلوبه. عميد الأدب العربي بحق .
لن أنساه.. لن أنسى بدايته الجذّابة نوعاً ما و بلاغة رسائلهم و بالأخصّ طه حسين ♥♥ و أدب الحوار مع القليل من السخرية الفصيحة و حوارهم عن الزمان و عن كوّنه أفضل قاضٍ
لله ما أروعها من لغة لا أعتقد أني سأقرأ شيءا بعد هذا العمل مؤقتا لأحتفظ بجمال كلماته وروعة وحسن أساليبه أما بالنسبة لنبذة عن الكتاب فلم أجد أفضل مما قرأته عنه على الرابط التالي:
عندما تلعب شهرزاد لعبة تبادل أدوار مع طه حُسين وتوفيق الحكيم، تتحول هي لشهريار أنثوي قلق أصابه الملل، ولم يعد شيء يُغري فضوله، فتسطو وتتحكم وتختطف وتأمر أديبين كبيرين سبق وأن كتبا عنها أن يقصا عليها القصص، الذكاء في مُقابل الحكاؤة وجهًا لوجه. الكتاب جعلني أقوم بالبحث عن مسرحية شهرزاد لتوفيق الحكيم وتحميلها وتأجيل قراءتها قليلًا ريثما أنتهي من تلك المسحورة، ومن ما تبقى لدي من مقالات أخيرة أُفرغها للمكتبة، أنهيته على عجل بدافع الفضول وأنا أعرف أنني سأعود إليه بلهفة أكبر وبالي أكثر صفاءً، بعد انتهاء المقالات، وبعد أن أقرأ مسرحؤة شهرزود لتوفيق الحكيم. أشكر الصدفة التي جعلتني أتخذ خطوة أجلتها طويلًا وأن أقرأ لطه حُسين، وأعرف الآن أنه كان قرارًا صائبًا أن لا أقرأ له مُسبقًا، لم أكن لأستوعب جمالية تعبيره.
كثير منا من يقع في غرام شخوص الأمس اسطورة كانت أم حكاية أم حدثا بكل ما يحويه ولطالما كنا وما زلنا نستقي من محاكاتها إلتماع الغبش في بواكيره .. نلتمس الفضاء بين شتلات الفكر والقليل من الضوضاء وخرف اللغو وجدنتي أدخل قصرهم المسحور وأمضي معهم من خلف ستارة الحاضر على مائدة زادها "كان ياما كان " إلى أن يدرك شهريار الصباح ويكف عن الكلام المباح "ا .................................................................. بعض مما جاء فيه أتأذنين لي أن أسألك :أين تعيشين؟؟ ألا تحسين أنك تعيشين في الزمن ؟ هذا الخلود الذي تنعمين فيه ، ما هو ، وما معناه؟ أليس هو الحياة المتصلة في "الزمن!" إن الزمن ليس وهما، إنما هو إناء عظيم لا قاع له يسبح فيه الأحياء والأموات، الخالدون والهالكون. فإذا أخرجت منه ،فين تكونين وإلى من تصيرين؟ العدم؟إن كان لهذه الكلمة أيضا معنى أو وجود لكانت قليلة فأن من خرج من قصر "الزمن "نزع عنه رداء "الخلود". إذ لا ""خلود" إلا بالقياس الى "الزمن" ! فهو الذي يخلع عليهم أبراد "الخلود"الموشاة داخل مملكته التي لا مبدأ لها ولا نهاية ، ولا يستطيع جبريل أن يخرج عن حدودها ولو طار بقية عمره في أرجائها . نعم ، لقد صدق المعري وطه ،فأن " الدهر " أو "الزمن" لا نعي شيئا ولا نفقه شيئا ولا تصلح عقولنا لشيء. فأن إبرة العقل متصلة " بمغناطيس" الزمن . هكذا خلقنا نحن البشر. وأرجو منك ألا تقولي إن هناك وجودا مطلقا خارج "منطقة نفوذ" الزمن والعقل الآدمي ،فأني أجيبك من فوري ، إن ما يخرج عن منطقة عقلنا وزمننا لا وجود له عندنا، لاننا لانستطيع أن نتصوره، فأنت موجودة عندي لانك قد دخلتي منطقة تصوري وما دمت كذلك فأنا لا أملك أن أدفع عنك سيطرة " الزمن" الذي يبسط سيطرته على رأسي وكل من دخله من خالدين وهالكين. ....................................... ...فأن صانع الجمال لا يراه. ومن دنا من قمة الكمال أصابه الدوار ففقد شيئا من إدراكه لما يصنع ولقيمة ما يصنع، وأصبح شأنه شأن أولئك الصوفيين الذين يقفون بأعتاب "الله" بعد صعود طويل وجهد شاق ، فيغمرهم ضباب النشوة، فإذا هملا يرون شيئا ولا يميزون بعقولهم شيئا. ........................................... تـُتهم شهرزاد من قبل القاضي " الزمن " باللفظ والكتابة...ا لا أقف هذا الموقف لأدافع عن نفسي ، فلست أعرف لأحد الحق في أن يتهمني بإثم مهما يكن . وأنا الحرية كلها، الحرية التي تشيع النشاط في العقول وتذيع الحياة في القلوبوتبعث الحرارة في العواطف والمشاعر والأهواء. أنا الحرية الخالصة التي لا تعرف حداً ولا مدى ولا تنتهي إلى غاية ولا لأمد، ولا ترجو لشيء ولا لأحد وقارا. أنا الحرية الطاغية، التي يظلم كل من يحد من طغيانها. ويبغي كل من يحاول أن يكبح من جماحها ، لأن نظام الحياة ، بل نظام الكون ، يريدها على أن تكون طاغية جامحة لا تذعن لقوة ولا تؤمن لسلطان، لا أقف هذا لأتلقى إتهاما، لأني فوق الإتهام، ولا دفاعا لأني فوق الدفاع. ...
أثناء زيارتي لمعرض الكتاب الأخير في يوبيله الذهبي، ما أن رأيت غلاف تلك الرواية ضمن مطبوعات مكتبة الأسرة حتى جاب في مخيلتي: «لقاء السحاب، ثومة وعبدالوهاب، الأهلي والزمالك، ريال مدريد وبرشلونة» فخطفت سريعًا نسخة منها معتقدة أني حصلت على كنز ثمين.
قلمان شامخان بحجم «طه حسين» و«توفيق الحكيم» يجتمعان على رأس رواية واحدة، من المؤكد أنها رواية عظيمة، هكذا كنت أعتقد، هكذا كنت ساذجة ومغفلة ��تعلق بالبريق الظاهري للأشياء.
طوال صفحات الرواية وأنا اصرخ في داخلي وأقول على طريقة عادل أمام: «دي وحشة أوي.. بس هشربها» فقد جاءت الرواية للآسف مخيبة للآمال بشدة، بلا مضمون، بلا حبكة، والملل يطل من كل سطر فيها، فما هي إلا مجرد «زغي ودش على الفاضي» أو لنقتبس جزء من فذلكة «طه حسين» فيها ونقول «قرع طبول بدون داعي»، السبب الوحيد الذي جعلني أتم قراءتها هو السعي لتحسين مستوى اللغة.
قامتين كبيرتين تجتمعان لانتاج رواية «اللاشيء». ليبقى السؤال: هل كان الثنائي طه حسين وتوفيق الحكيم يتعاطان الحشيش عندما اجتمعا سويًا فوق جبال الألب لانتاج اللاشيء هذا؟! أما كان بمقدور للثنائي أن يمتعنا برواية أكثر إبداعًا من تلك؟!
اعطيت للرواية نجمتان مجاملة: نجمة تقديرًا لقلم «طه حسين»، والثانية تقديرًا لقلم «توفيق الحكيم» أما الرواية في حد ذاتها فتقيمها بالنسبة لي ضعيف للغاية...
أرى في طه حسين وتوفيق الحكيم تجسيدهما لمعاني مجردة وشخصنتها كما فعل الأولون عند اختراع الالهة ونقدهما الساخر للحجر على حرية التعبير التي قاسوها في بلادهم بسبب أعمالهم الأدبية ويحكمون الزمن في قضيتهم وينصرهم الزمن ويفرض هيمنته أمام الطغيان وأمام الحرية الجامحة التي لا تعترف بسلطان وأرى طه حسين وتوفيق الحكيم يشتكيان ويتألمان ويطمعن في أن الزمن سيظهر الحق وأنهما لم يرتكبان جرما بكتبهم وبتعبيرهم عن رأيهم وأنا في زمن بعد زمانهم بكثير أقول أنهم تم انصافهم وانهم مكرومون الان ولم يغرق أي منهما في النسيان كما أرادت شهرزاد أن تفعل بنفسها ولكن الأشباح لم تختفي وتظل باقية حتى الأن تأبى الموت وتأبى الحياة وتظل معلقة في المنتصف تضيق الخناق بكذبها وأوهامها على أصحاب العقل وأصحاب الرأي وتفتري عليهم ولكن لنا الزمن الذي سينصر الحق والعقل والحرية.
عندما تقرأ اسمي طه حسين و الحكيم على كتاب واحد فبالقطع ستنتظر الكثير من هذاالكتاب... ولكن للأسف خابت توقعاتي تماما يبدو لي أنها كانت دعابة أو مزحة بين الكاتبين الكبيرين عندما قررا تأليف رواية مشتركة.... أسلوب الحكيم المسرحي واضح في المشاهد الحوارية.. أما أسلوب طه حسين السردي فواضح في الفقرات الطويلة.. لم أجد أي فكر أو هدف من كتابة هذه القصة.. تخيلت في البداية أنها ستكون قصة نقدية علي شكل محاكمة لأعمال الكاتبين الكبيرين.. لكن هذا لم يحدث.. مجرد مجموعة من المشاهد المفككة لا هدف من ورائها حاولت أن أضغط على نفسى لاستكمالها حتى النهاية لكنها كانت مملة بدرجة لا تصدق جعلتني أتوقف بعد منتصفها تقريبا فكرة جديدة أن يكتب قصة اثنان من الكتاب معا.. لكن للأسف التنفيذ لم يكن على المستوى المأمول