What do you think?
Rate this book
نقد نقد العقل العربي #2
إشكاليات العقل العربي
إذا كان المنهج التفكيري لمحمد عابد الجابري يقوم على صياغة إشكاليات مغلقة أشبه ما تكون بحبائس، فإن منهج طرابيشي في نقد النقد لا يسعى فقط إلى تفكيك الإشكاليات التي يأسر فيها الجابري قارئه، بل كذلك إلى اقتراح إشكاليات بديلة، مفتوحة وواعدة بفرح العقلانية بدلاً من ذلّ الدوغمائية.
إشكالية الإطار المرجعي للعقل العربي: فبعد تفكيك أسطورة عصر التدوين كما يداورها الجابري قفزاً فوق مركزية الواقعة القرآنية، يعيد ناقده بناء إحداثيات هذه الواقعة كإطار مرجعي للعقل العربي وكنقطة مركز للدائرة الحضارية العربية الإسلامية.إشكالية اللغة والعقل: ورداً على اطروحة الجابري القائلة بأن العقل العربي مريضٌ بلغته، المتّهمة بأنها لغة "بدوية"، "حسّية"، "لاتاريخية" و"لاحضارية"، يعيد ناقده بناء الواقعة اللغوية العربية في تاريخيّتها وعقلانيّتها ونصابها الحضاري.
إشكالية البنية اللاشعورية للعقل العربي: وضدّاً على القسمة الثلاثية العضال للنظام المعرفي للثقافة العربية الإسلامية إلى بيان وعرفان وبرهان، يفكّك طرابيشي مفهوم الجابري عن اللاشعور المعرفي ويكشف النقاب عن مديونيته الكاذبة لفوكو وليفي شتراوس وبياجيه.
ما يحاوله هذا الجزء الثاني من "نقد نقد العقل العربي" هو رفع الحصار الذي تضربه الابستمولوجيا الجابرية حول هذا العقل.
إشكالية الإطار المرجعي للعقل العربي: فبعد تفكيك أسطورة عصر التدوين كما يداورها الجابري قفزاً فوق مركزية الواقعة القرآنية، يعيد ناقده بناء إحداثيات هذه الواقعة كإطار مرجعي للعقل العربي وكنقطة مركز للدائرة الحضارية العربية الإسلامية.إشكالية اللغة والعقل: ورداً على اطروحة الجابري القائلة بأن العقل العربي مريضٌ بلغته، المتّهمة بأنها لغة "بدوية"، "حسّية"، "لاتاريخية" و"لاحضارية"، يعيد ناقده بناء الواقعة اللغوية العربية في تاريخيّتها وعقلانيّتها ونصابها الحضاري.
إشكالية البنية اللاشعورية للعقل العربي: وضدّاً على القسمة الثلاثية العضال للنظام المعرفي للثقافة العربية الإسلامية إلى بيان وعرفان وبرهان، يفكّك طرابيشي مفهوم الجابري عن اللاشعور المعرفي ويكشف النقاب عن مديونيته الكاذبة لفوكو وليفي شتراوس وبياجيه.
ما يحاوله هذا الجزء الثاني من "نقد نقد العقل العربي" هو رفع الحصار الذي تضربه الابستمولوجيا الجابرية حول هذا العقل.
320 pages
First published January 1, 2000
32 people are currently reading
1,333 people want to read
About the author
جورج طرابيشي
115books1,032followersمفكر وكاتب وناقد ومترجم عربي سوري، من مواليد مدينة حلب عام 1939، يحمل الإجازة باللغة العربية والماجستر بالتربية من جامعة دمشق. عمل مديرا لإذاعة دمشق (1963-1964)، ورئيساً لتحرير مجلة " دراسات عربية" (1972-1984), ومحرراً رئيسياً لمجلة "الوحدة" (1984-1989). أقام فترة في لبنان، ولكنه غادره، وقد فجعته حربه الأهلية، إلى فرنسا التي يقيم فيها إلى الآن متفرغا للكتابة والتأليف.
تميز بكثرة ترجماته ومؤلفاته حيث انه ترجم لفرويد وهيغل وسارتر وبرهييه وغارودي وسيمون دي بوفوار وآخرين ، وبلغت ترجماته ما يزيد عن مئتي كتاب في الفلسفة والايديولوجيا والتحليل النفسي والرواية. وله مؤلفات هامة في الماركسية والنظرية القومية وفي النقد الأدبي للرواية العربية التي كان سباقاً في اللغة العربية إلى تطبيق مناهج التحليل النفسي عليها.
من أبرز مؤلفاته: "معجم الفلاسفة" و"من النهضة إلى الردة" و"هرطقات 1 و2" ومشروعه الضخم الذي عمل عليه أكثر من 20 عاماً وصدر منه حتى الآن أربعة مجلدات في "نقد نقد العقل العربي"، أي في نقد مشروع الكاتب والمفكر المغربي محمد عابد الجابري، ويوصف هذا العمل بأنه موسوعي إذ احتوى على قراءة ومراجعة للتراث اليوناني وللتراث الأوروبي الفلسفي وللتراث العربي الإسلامي ليس الفلسفي فحسب، بل أيضاً الكلامي والفقهي والصوفي واللغوي ، وقد حاول فيه الاجابة عن هذا السؤال الأساسي: هل استقالة العقل في الإسلام جاءت بعامل خارجي، وقابلة للتعليق على مشجب الغير، أم هي مأساة داخلية ومحكومة بآليات ذاتية، يتحمل فيها العقل العربي الإسلامى مسؤولية إقالة نفسه بنفسه؟
أهم نقاط المسار الفكري لطرابيشي هو انتقاله عبر عدة محطات أبرزها الفكر القومي والثوري والوجودية والماركسية.
انتهى طرابيشي إلى تبني نزعة نقدية جذرية يرى أنها الموقف الوحيد الذي يمكن أن يصدر عنه المفكر، ولا سيما في الوضعية العربية الراهنة التي يتجاذبها قطبان: الرؤية المؤمثلة للماضي والرؤية المؤدلجة للحاضر.
تميز بكثرة ترجماته ومؤلفاته حيث انه ترجم لفرويد وهيغل وسارتر وبرهييه وغارودي وسيمون دي بوفوار وآخرين ، وبلغت ترجماته ما يزيد عن مئتي كتاب في الفلسفة والايديولوجيا والتحليل النفسي والرواية. وله مؤلفات هامة في الماركسية والنظرية القومية وفي النقد الأدبي للرواية العربية التي كان سباقاً في اللغة العربية إلى تطبيق مناهج التحليل النفسي عليها.
من أبرز مؤلفاته: "معجم الفلاسفة" و"من النهضة إلى الردة" و"هرطقات 1 و2" ومشروعه الضخم الذي عمل عليه أكثر من 20 عاماً وصدر منه حتى الآن أربعة مجلدات في "نقد نقد العقل العربي"، أي في نقد مشروع الكاتب والمفكر المغربي محمد عابد الجابري، ويوصف هذا العمل بأنه موسوعي إذ احتوى على قراءة ومراجعة للتراث اليوناني وللتراث الأوروبي الفلسفي وللتراث العربي الإسلامي ليس الفلسفي فحسب، بل أيضاً الكلامي والفقهي والصوفي واللغوي ، وقد حاول فيه الاجابة عن هذا السؤال الأساسي: هل استقالة العقل في الإسلام جاءت بعامل خارجي، وقابلة للتعليق على مشجب الغير، أم هي مأساة داخلية ومحكومة بآليات ذاتية، يتحمل فيها العقل العربي الإسلامى مسؤولية إقالة نفسه بنفسه؟
أهم نقاط المسار الفكري لطرابيشي هو انتقاله عبر عدة محطات أبرزها الفكر القومي والثوري والوجودية والماركسية.
انتهى طرابيشي إلى تبني نزعة نقدية جذرية يرى أنها الموقف الوحيد الذي يمكن أن يصدر عنه المفكر، ولا سيما في الوضعية العربية الراهنة التي يتجاذبها قطبان: الرؤية المؤمثلة للماضي والرؤية المؤدلجة للحاضر.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 18 of 18 reviews
May 23, 2019
منتهى الجمال والقوة والاطّلاع والقدرة على الاستقراء واستخراج المعنى من اللامكتوب قبل المكتوب.. تلك هي تحفة جورج طرابيشي التي نحن بصددها..
ففي إشكاليات العقل العربي، يفكك الكاتب ثلاث مغالطات أو إشكاليات وُجدت في سلسلة "نقد العقل العربي" لمحمد عابد الجابري..
فبعد أن يُمهّد لنا طرابيشي إلى منهجيته وإلى حتمية انئساره (وقوعه أسيراً) للإشكاليات المطروحة من قِبل الجابري لتفكيكها من داخلها يشرع سريعا في الدخول إلى تناولها بالترتيب التالي:
أولها، إشكالية عصر التدوين كإطار المرجعي للعقل العربي الإسلامي والتي يقول عنها الجابري ما معناه أن هذا الإطار المرجعي لم يشكل ويرسم ملامح ما جاء بعده فحسب بل أعاد رسم ما كان قبله.. وفي هذا يسجل كاتبنا هنا عدة اعتراضات نذكر منها اعتراضه على تسمية ذلك العصر بعصر التدوين وفضل أن يُسمّى بعصر التكوين للعقل العربي ذلك أن الأمر لم يكن جاهزاً للتدوين بل كان كل شيء برسم التأسيس والاختراع وبالتالي فليست الذاكرة وحدها هي ما اشتغل في هذا العصر بل كانت ملكة الإبداع والاختراع.
ثم يذهب طرابيشي مؤيداً مذهبه هذا بعدّة قرائن (لا أدلة، كما يقول طرابيشي) إلى أن الجابري قد أخذ مفهوم عصر التدوين من كتاب ضحى الإسلام للراحل أحمد أمين.. ثم يستكمل الكاتب نقده لمفهوم عصر التدوين بأن بعض مما ذُكروا في نص الذهبي، الذي أخذ عنه أحمد أمين موضوع عصر التدوين، لم يكن الفرق بينهم في الأعمار بضع سنين بل وصل الأمر إلى أن هناك فروق عمرية تقارب الأنصاف قرون وعلى هذا فالسنة التي سماها نص الذهبي بـ 143 هـ تعني أن أبا حنيفة قد شرع في التدوين عند قرابة السبعين من العمر وفي هذا تأخير غير منطقي ويقابل هذا التأخير تبكير غير منطقي من ناحية ابن المبارك (118 - 181) إلى أنه قد بدأ تدوينه في سن الخامسة والعشرين.
ثاني إشكاليات الجابري التي يتناولها كاتبنا بالتفنيد والتفكيك هي إشكالية "اللغة والعقل" والتي يتّهم فيها الجابري العقل العربي بأنه أسير لغته الحسّية البدوية الغير حضارية وكان ردّ جورج طرابيشي عليه من أمتع ما رأيت.. فطرابيشي يسوق الدليل وراء الدليل على أنه يستحيل على العقل أن يكون حبيساً للّغة بينما اللغة هي لسان العقل وأداته (باختصار شديد ومخلّ منّي) ثم يرد على الجابري في نقطة أن اللغة العربية هي صنيع الأعرابي
بأكثر من دليل قوي ومتماسك على أن اللغة العربية تحتوي على كل مكونات لغة حضارة عالمية على أنه لا يعارض أن توصف اللغة العربية في الآونة الأخيرة بالمستهلكة أكثر منها المنتجة نتيجة لتخلف العقل العربي الإسلامي لا لكون اللغة في حد ذاتها تشكل حاجزاً أو عائقاً فكرياً .. باختصار، كان هذا الفصل هو أمتع وأثرى وأطول فصول الكتاب في المحتوى.
وأخيراً، الإشكالية الثالثة، وهي تتناول البنية اللاشعورية للعقل العربي أو ما يسميه الجابري اللاشعور المعرفي والذي يراه طرابيشي مصطلحاً متناقضاً في ذاته حيث أن المعرفة هي حركة ازدياد في الوعي وهي موضوع الإبستمولوجيا من حيث هو معرفة المعرفة فكيف يكون هناك لاشعور معرفي. ثم يستكمل نقده للجابري على تقسيم اللاشعور المعرفي إلى ثلاثة أنظمة وهي البيان والبرهان والعرفان وكيف أن طرابيشي يثبت بعد سوق العديد من الأدلة على أن هذا التقسيم لم يكن لاشعورياً على الإطلاق بل كان مشعور به موجود في الوعي الفكري للعرب والمسلمين.
وبنقضه ونقده وتفكيكه للإشكاليات الجابرية المذكورة آنفاً يسعى طرابيشي إلى إزاحة العوائق الإبستمولوجية التي فرضها الجابري على كل من يتناول العقل العربي بالنقد فالجابري في خضم نقده للعقل العربي قد أوجد إشكاليات غير حقيقية أو مغلوطة توهم من يأتي بعده بأنها حقيقية فيبدأ بالبحث عن حلول لهذه الإشكاليات وبالتالي الوصول إلى حلول غير حقيقية.
الكتاب ممتاز وثري وممتع تخرج من بين صفحاته وأنت محمل، وعلى أقل التقديرات، بكم هائل من المعلومات في التاريخ أو علوم اللغة والفلسفة وكذا علم النفس.
تحفة أنصح بقرائتها.
ففي إشكاليات العقل العربي، يفكك الكاتب ثلاث مغالطات أو إشكاليات وُجدت في سلسلة "نقد العقل العربي" لمحمد عابد الجابري..
فبعد أن يُمهّد لنا طرابيشي إلى منهجيته وإلى حتمية انئساره (وقوعه أسيراً) للإشكاليات المطروحة من قِبل الجابري لتفكيكها من داخلها يشرع سريعا في الدخول إلى تناولها بالترتيب التالي:
أولها، إشكالية عصر التدوين كإطار المرجعي للعقل العربي الإسلامي والتي يقول عنها الجابري ما معناه أن هذا الإطار المرجعي لم يشكل ويرسم ملامح ما جاء بعده فحسب بل أعاد رسم ما كان قبله.. وفي هذا يسجل كاتبنا هنا عدة اعتراضات نذكر منها اعتراضه على تسمية ذلك العصر بعصر التدوين وفضل أن يُسمّى بعصر التكوين للعقل العربي ذلك أن الأمر لم يكن جاهزاً للتدوين بل كان كل شيء برسم التأسيس والاختراع وبالتالي فليست الذاكرة وحدها هي ما اشتغل في هذا العصر بل كانت ملكة الإبداع والاختراع.
ثم يذهب طرابيشي مؤيداً مذهبه هذا بعدّة قرائن (لا أدلة، كما يقول طرابيشي) إلى أن الجابري قد أخذ مفهوم عصر التدوين من كتاب ضحى الإسلام للراحل أحمد أمين.. ثم يستكمل الكاتب نقده لمفهوم عصر التدوين بأن بعض مما ذُكروا في نص الذهبي، الذي أخذ عنه أحمد أمين موضوع عصر التدوين، لم يكن الفرق بينهم في الأعمار بضع سنين بل وصل الأمر إلى أن هناك فروق عمرية تقارب الأنصاف قرون وعلى هذا فالسنة التي سماها نص الذهبي بـ 143 هـ تعني أن أبا حنيفة قد شرع في التدوين عند قرابة السبعين من العمر وفي هذا تأخير غير منطقي ويقابل هذا التأخير تبكير غير منطقي من ناحية ابن المبارك (118 - 181) إلى أنه قد بدأ تدوينه في سن الخامسة والعشرين.
ثاني إشكاليات الجابري التي يتناولها كاتبنا بالتفنيد والتفكيك هي إشكالية "اللغة والعقل" والتي يتّهم فيها الجابري العقل العربي بأنه أسير لغته الحسّية البدوية الغير حضارية وكان ردّ جورج طرابيشي عليه من أمتع ما رأيت.. فطرابيشي يسوق الدليل وراء الدليل على أنه يستحيل على العقل أن يكون حبيساً للّغة بينما اللغة هي لسان العقل وأداته (باختصار شديد ومخلّ منّي) ثم يرد على الجابري في نقطة أن اللغة العربية هي صنيع الأعرابي
بأكثر من دليل قوي ومتماسك على أن اللغة العربية تحتوي على كل مكونات لغة حضارة عالمية على أنه لا يعارض أن توصف اللغة العربية في الآونة الأخيرة بالمستهلكة أكثر منها المنتجة نتيجة لتخلف العقل العربي الإسلامي لا لكون اللغة في حد ذاتها تشكل حاجزاً أو عائقاً فكرياً .. باختصار، كان هذا الفصل هو أمتع وأثرى وأطول فصول الكتاب في المحتوى.
وأخيراً، الإشكالية الثالثة، وهي تتناول البنية اللاشعورية للعقل العربي أو ما يسميه الجابري اللاشعور المعرفي والذي يراه طرابيشي مصطلحاً متناقضاً في ذاته حيث أن المعرفة هي حركة ازدياد في الوعي وهي موضوع الإبستمولوجيا من حيث هو معرفة المعرفة فكيف يكون هناك لاشعور معرفي. ثم يستكمل نقده للجابري على تقسيم اللاشعور المعرفي إلى ثلاثة أنظمة وهي البيان والبرهان والعرفان وكيف أن طرابيشي يثبت بعد سوق العديد من الأدلة على أن هذا التقسيم لم يكن لاشعورياً على الإطلاق بل كان مشعور به موجود في الوعي الفكري للعرب والمسلمين.
وبنقضه ونقده وتفكيكه للإشكاليات الجابرية المذكورة آنفاً يسعى طرابيشي إلى إزاحة العوائق الإبستمولوجية التي فرضها الجابري على كل من يتناول العقل العربي بالنقد فالجابري في خضم نقده للعقل العربي قد أوجد إشكاليات غير حقيقية أو مغلوطة توهم من يأتي بعده بأنها حقيقية فيبدأ بالبحث عن حلول لهذه الإشكاليات وبالتالي الوصول إلى حلول غير حقيقية.
الكتاب ممتاز وثري وممتع تخرج من بين صفحاته وأنت محمل، وعلى أقل التقديرات، بكم هائل من المعلومات في التاريخ أو علوم اللغة والفلسفة وكذا علم النفس.
تحفة أنصح بقرائتها.
August 19, 2019
تعرف ذلك النوع من المثقفين الذي يهوى الاستخفاف بكل مايمت إلينا بصلة، يتسلى بالبصق على ثقافتنا، بالدوس على عاداتنا، بالنيل من لغتنا، كل شيء مهما كان، هو فيه عينه سبب أو نتيجة للتخلف ليس إلا. وفي الطرف الآخر هو يعشق كل ما تأتي به ريح الغرب، كل ميزة إبداع، وكل زلة منزهة، حتى لو شنوا حرباً أو ارتكبوا مذبحة.
وفقًا لطرابيشي فإن الجابري صاحب (نقد العقل العربي) ينتمي لهذا الصنف، بينما يكافح طرابيشي جاهدًا للدفاع عن الموروث العربي الإسلامي. لا شك في أن الكتاب قيم جيدًا ويتصدى لنقاط حيوية من مكونات العقل العربي مثل عصر التدوين، ومثل نقد اللغة العربية، بالفعل كانت هناك نقاط مهمة جدًا: أسوق لكم هذا المقتطف : "...تحول إسلام الفقهاء إلى مدونة أحكام. والأحكام هي على الدوام، في أي دين، الجانب الأقل روحانية والأكثر عرضة للتقادم مع الزمن. ولعل مأزق عالم الإسلام المعاصر مع الحداثة يعود في شق واسع منه إلى غلبة التفسير الفقهي للإسلام منذ قيام الحلف الكبير في القرن الثاني بين أهل الحديث وأهل الفقه. فالحداثة لا تدخل في تناقض جبهي إلا مع الشريعة المقننة المغلقة، وليس بالضرورة مع الروحانية المتفتحة على تعدد من التأويلات والعابرة للتاريخ: فالأحكام لا مناص من أن تتغير بتغير الأحوال".
هناك أيضًا أفكار رائعة في معرض الدفاع عن اللغة العربية من حيث انغلاقها وما نُسب زورًا إليها من عدم العقلانية والعجز عن التطور. لا أنسى أيضًا ما أورده طرابيشي فيما يخص تقبل الحضارة العربية للجميع إلى درجة أن من حمل راية اللغة نفسها لم يكونوا أساسًا من الأعراب، مثل سيبويه وابن جني. يحسب للكاتب أيضًا أسلوبه الأكاديمي الرصين البعيد كل البعد عن الإنشاء واستدرار العواطف.
مشكلتي -الشخصية- مع الكتاب هي أنه رد على كتاب آخر لم أقرأه، لذا شهدت ردة الفعل قبل الفعل. صحيح أن طرابيشي أورد الكثير من الاقتباسات الدقيقة عن الجابري، إلا أن ذلك كان أشبه بمشاهدة مقاطع مجتزئة لأهداف مباراة كرة قدم بعد انتهاء اللعب. أما الإشكالية الثانية فهي أن جورج طرابيشي عمد إلى دحض أسلوب الجابري من ناحية التدقيق والتوثيق، فهو يشرح كيف أن الجابري نسب بعض المقولات لغير أهلها، وفسر البعض الآخر بطريقة خاطئة بينما بنى بعض افتراضاته على مقولات لم توجد قط. هذا بالطبع يخدم هدف الكتاب، إلا أنه جزء عسير وممل لقارئ ينشد نقد الفكرة وليس أسلوب التدوين.
وجدت نفسي أكن احترامًا عميقًا لجورج طرابيشي، قد أقرأ له مرة أخرى شريطة أن يكون نصًا مستقلًا وليس رد على نص آخر. الجدير بالذكر أنه اعتذر في بداية الكتاب عن ثقل بعض مقاطع النص لأنه مبني على نص آخر. إذن فلا تثريب عليه.
وفقًا لطرابيشي فإن الجابري صاحب (نقد العقل العربي) ينتمي لهذا الصنف، بينما يكافح طرابيشي جاهدًا للدفاع عن الموروث العربي الإسلامي. لا شك في أن الكتاب قيم جيدًا ويتصدى لنقاط حيوية من مكونات العقل العربي مثل عصر التدوين، ومثل نقد اللغة العربية، بالفعل كانت هناك نقاط مهمة جدًا: أسوق لكم هذا المقتطف : "...تحول إسلام الفقهاء إلى مدونة أحكام. والأحكام هي على الدوام، في أي دين، الجانب الأقل روحانية والأكثر عرضة للتقادم مع الزمن. ولعل مأزق عالم الإسلام المعاصر مع الحداثة يعود في شق واسع منه إلى غلبة التفسير الفقهي للإسلام منذ قيام الحلف الكبير في القرن الثاني بين أهل الحديث وأهل الفقه. فالحداثة لا تدخل في تناقض جبهي إلا مع الشريعة المقننة المغلقة، وليس بالضرورة مع الروحانية المتفتحة على تعدد من التأويلات والعابرة للتاريخ: فالأحكام لا مناص من أن تتغير بتغير الأحوال".
هناك أيضًا أفكار رائعة في معرض الدفاع عن اللغة العربية من حيث انغلاقها وما نُسب زورًا إليها من عدم العقلانية والعجز عن التطور. لا أنسى أيضًا ما أورده طرابيشي فيما يخص تقبل الحضارة العربية للجميع إلى درجة أن من حمل راية اللغة نفسها لم يكونوا أساسًا من الأعراب، مثل سيبويه وابن جني. يحسب للكاتب أيضًا أسلوبه الأكاديمي الرصين البعيد كل البعد عن الإنشاء واستدرار العواطف.
مشكلتي -الشخصية- مع الكتاب هي أنه رد على كتاب آخر لم أقرأه، لذا شهدت ردة الفعل قبل الفعل. صحيح أن طرابيشي أورد الكثير من الاقتباسات الدقيقة عن الجابري، إلا أن ذلك كان أشبه بمشاهدة مقاطع مجتزئة لأهداف مباراة كرة قدم بعد انتهاء اللعب. أما الإشكالية الثانية فهي أن جورج طرابيشي عمد إلى دحض أسلوب الجابري من ناحية التدقيق والتوثيق، فهو يشرح كيف أن الجابري نسب بعض المقولات لغير أهلها، وفسر البعض الآخر بطريقة خاطئة بينما بنى بعض افتراضاته على مقولات لم توجد قط. هذا بالطبع يخدم هدف الكتاب، إلا أنه جزء عسير وممل لقارئ ينشد نقد الفكرة وليس أسلوب التدوين.
وجدت نفسي أكن احترامًا عميقًا لجورج طرابيشي، قد أقرأ له مرة أخرى شريطة أن يكون نصًا مستقلًا وليس رد على نص آخر. الجدير بالذكر أنه اعتذر في بداية الكتاب عن ثقل بعض مقاطع النص لأنه مبني على نص آخر. إذن فلا تثريب عليه.
September 30, 2015
يالهي ! كم انت رائع وكبير يا طرابيشي.
اين كان يمكن ان اجد اروع مما قرات لك "عن جدلية اللغة والفكر وبدوية العربية" . شكرا لانك جعلت جدلية اللغة والانتماء تبدو لي كما لو انني لم اكن اراها من قبل .
اين كان يمكن ان اجد اروع مما قرات لك "عن جدلية اللغة والفكر وبدوية العربية" . شكرا لانك جعلت جدلية اللغة والانتماء تبدو لي كما لو انني لم اكن اراها من قبل .
June 29, 2020
من كثرة تأسيس الجابري مقولات ومفاهيم مغلوطة، بنى عليها إشكاليات "مصطنعة" كما يُعّبر بذلك طرابيشي، أقول من كثرة هذه الاستشهادات المبتورة والإقتطاعات المجتزَئة من السياق، لم يعد لدي ثقة كبيرة في الذين يتصدون للكتابة عن التاريخ والقضايا الثراتية، كوني صرت أخاف أن رؤيتهم ومنهجيتهم تكون لا تخدم سوى فكرتهم التي يريدون الوصول إليها بشكل مسبق.شبيهة بالجابري، مجتزئة ومنتقاة.
على أي حال لم يُقصّر جورج طرابيشي في تفكيك الإشكاليات التي "اخترعها" الجابري، إبتداء بتفنيد أسطورة عصر التدوين، ومرورا بدفاعه عن اللغة العربية، التي وجه لها الجابري نقدا لاذعا وهجاء قاذعا بوصفها "لغة بداوة صنعها الأعرابي"، وانتهاء بمسألة العقل اللاواعي التي يصف بها الجابري العقل العربي.
مجهود جبار ولاشك قدمه طرابيشي، وهذا ليس بغريب عليه عى أي حال. لكن كما قلت، أخشى مستقبلا من أن يأتي باحث يكتب في "نقد نقد نقد العقل العربي" ويفكك كل ردود طرابيشي! ونبقى في هذه الدائرة المغلقة إلى ما شاء الله !
على أي حال لم يُقصّر جورج طرابيشي في تفكيك الإشكاليات التي "اخترعها" الجابري، إبتداء بتفنيد أسطورة عصر التدوين، ومرورا بدفاعه عن اللغة العربية، التي وجه لها الجابري نقدا لاذعا وهجاء قاذعا بوصفها "لغة بداوة صنعها الأعرابي"، وانتهاء بمسألة العقل اللاواعي التي يصف بها الجابري العقل العربي.
مجهود جبار ولاشك قدمه طرابيشي، وهذا ليس بغريب عليه عى أي حال. لكن كما قلت، أخشى مستقبلا من أن يأتي باحث يكتب في "نقد نقد نقد العقل العربي" ويفكك كل ردود طرابيشي! ونبقى في هذه الدائرة المغلقة إلى ما شاء الله !
December 29, 2015
الانتقال من نقد الجابري الى نقد النقد لطرابيشي كانت رحلة فكرية ممتعة. طرابيشي بكل اختصار عرى مشروع الجابري كليا. من نظرية مرجعية عصر التدوين الى معضلة اللغة العربية الى اللاشعور في الفكر العربي. ضربات موجعة اصابت مشروع الجابري في مقتل بلا شك. للاسف امتنع الجابري الرد على نقد النقد حتى وفاته رحمه الله.
طرابيشي تعملق في ثنايا الكتاب تعملق في الرد وتعملق في الرجوع للمصادر ورد الشبهات والافكار المغلوطه.
كنت مفتتنا كغيري بنقد الجابري ولكن اصبت بخيبة امل وانا ارى الافكار التي اخذتها منه تتهاوى تحت وقع ضربات طرابيشي.
طرابيشي تعملق في ثنايا الكتاب تعملق في الرد وتعملق في الرجوع للمصادر ورد الشبهات والافكار المغلوطه.
كنت مفتتنا كغيري بنقد الجابري ولكن اصبت بخيبة امل وانا ارى الافكار التي اخذتها منه تتهاوى تحت وقع ضربات طرابيشي.
May 3, 2023
بعد انتهائي من الجزء الأول من رباعية طرابيشي كتاب نظرية العقل، انتقلت إلى الجزء الثاني من الكتاب مباشرة "إشكاليات العقل العربي"، وقد انتبهت للكاتب وهو يشير إلى أسره في ميدان منقوده الجابري، وتعاظم المشكلة لدى الجابري حيث أنه يحكم إشكالياته إغلاقًا ولا يستطيع طرابيشي انتقادها إلا من داخلها.
عدد صفحات هذا الكتاب ٣١٩ صفحة، ويتكون من ٣ فصول أو قل إشكاليات، واستحوذت إشكالية اللغة والعقل على ٢٠٥ صفحات، أي على أكثر من نصف الكتاب.
في الفصل الأول تحدث الكاتب عن إشكالية الإطار المرجعي للعقل العربي. لقد وضع الجابري في مشروعه "عصر التدوين" يبدأ سنة ١٤٣ هـ، وحدد به ما هو سابق ولاحق، وفي المقابل أكد طرابيشي أن المسكوت عنه في كلام الجابري المصدر الذي يستقي منه الفكرة وهو كتاب "ضحى الإسلام" للكاتب المصري أحمد أمين وليس كتاب تاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي كما يصرح الجابري. ناقش طرابيشي نص السيوطي وتعليقات الجابري عليه وأكد على أن هذا العصر هو عصر التصنيف وليس عصر التدوين، وقد أكد طرابيشي على أن التدوين بدأ قبل سنة ١٤٣ هـ، فقد عدد طرابيشي أسماء الكتب التي كتبت قبل هذا التاريخ. تطرق طرابيشي لموضوع التدوين في التاريخ الإسلامي وآراء مؤيدي التدوين ومعارضيه. كما أبدى طرابيشي استغرابه من اعراض الجابري عن قضية كتابة القرآن وتدوينه وهي التدوين الأول في التاريخ الإسلامي كما يعبر.
يبدأ طرابيشي فصله الثاني المعنون بـ "إشكالية العقل واللغة" بمناقشة منقوده الجابري في موضوع خصوصية علاقة الإنسان العربي بلغته، والعلاقة بين العرب والأعاجم، وكما كان في الجزء الأول من هذه السلسلة فقد استعرض طرابيشي الذي يغيبه أو ما غاب عن الجابري في الحضارة اليونانية. أكد طرابيشي على أن الحضارات الكبرى كالحضارة الهندية واليونانية أيضًا يقيم أهلها علاقة خاصة بينهم وبين لغتهم ويقدسونها. وأوضح معنى البرابرة عند اليونانيين وهي تعني الأجنبي، لفظة تحمل في دلالاتها سخرية من الآخر. أما في الحضارة الإسلامية فقد استعرض طرابيشي ٣ محطات : الجاحظ، والقاضي صاعد الأندلسي، وابن خلدون، أراد طرابيشي أن يثبت من خلال هذه المحطات أن إشكالية العرب والأعاجم مفتوحة خلاف الدعوى الجابرية.
وانتقل طرابيشي بعدها مناقشًا الجابري في علاقة العقل والفكر باللغة واللسان، "وقد اختصرت هذا الجزء اختصارًا مخلًّا لضيق مقام مراجعة الكتب" ، فقد نفى طرابيشي نفيًا قاطعًا فكرة الجابري القائلة بحاكمية اللغة على العقل موردًا الدلائل من علماء اللسانيات. وفي النقيض أكد طرابيشي على مديونية اللغة للفكر، فما من لغة تتطور إلا بتطور فكر أصحابها.
وصف الجابري اللغة العربية في مشروعه بأنها لغة بدوية، ولا تاريخية، وحسية، وصاحبة سلطة لا شعورية قاهرة، سأذكر مثالين لرد طرابيشي على الجابري لكي لا يطول المقام. أسهب طرابيشي كثيرًا في رد دعوى الجابري ببداوة اللغة، فقد بين أن المصادر والمراجع الأساسية للمعاجم اللغوية أسهبت كثيرًا في معجم الحضارة، مثل معجم الزينة لأبي حاتم الرازي، وكتاب الفروق في اللغة لأبي هلال العسكري. وفي رده على دعوى اللاتاريخية أوضح طرابيشي أن اللغة العربية مرت في ٥ مراحل :
١- الطفرة القرآنية.
٢- طفرة العقل المكوِّن.
٣- طفرة العقل المكوَّن.
٤- طفرة عصر النهضة.
٥- طفرة المعاصرة.
ينهي طرابيشي كتابه بإشكالية البنية اللاشعورية للعقل العربي حيث ناقش الجابري في معنى النظام المعرفي وتقسيمه للعقل العربي إلى ٣ أنظمة متحاربة بأسلحة معرفية لا كما أراد ميشيل فوكو الذي يصرح الجابري بمديونيته له، ففوكو عرف النظام المعرفي بأنه سلك ناظم لجماع المعرفة في عصر معين ممتدة في المكان متحولة في الزمان، على العكس منه الجابري فإنه يقول إنها متغيرة في المكان ثابتة في الزمان. علاوةً على ذلك فإن الجابري كما يقول طرابيشي جزَّء العقل العربي ولم يوحده كما أراد فوكو.
أبدى طرابيشي أيضًا استغرابه من الدعوى بأن النظام المعرفي لا شعوري مستندًا الجابري في كلامه على جان بياجيه، وكما أوضح طرابيشي أن بياجيه كان يتكلم عن عقل الطفل وليس الفرد الكبير
وعلى الضد تمامًا، بين طرابيشي أن التقسيم الجابري للعقل العربي (بيان. عرفان، برهان) سبق لكتّاب غيره أن قسموا هذا التقسيم وليس لا شعوريًا مثل عبدالكريم القشيري.
أخذت فترةً طويلة في قراءة هذا الكتاب مع صغر حجمه. سعدت كثيرًا عندما رأيت أن معظم الكتاب يتكلم عن اللغة وخاصة اللغة العربية وهي تخصصي، كلما قرأت كتابًا لجورج طرابيشي يزداد تعلقي به أكثر فأكثر.
علي عبدالرحيم
٣/٥/٢٢٣
عدد صفحات هذا الكتاب ٣١٩ صفحة، ويتكون من ٣ فصول أو قل إشكاليات، واستحوذت إشكالية اللغة والعقل على ٢٠٥ صفحات، أي على أكثر من نصف الكتاب.
في الفصل الأول تحدث الكاتب عن إشكالية الإطار المرجعي للعقل العربي. لقد وضع الجابري في مشروعه "عصر التدوين" يبدأ سنة ١٤٣ هـ، وحدد به ما هو سابق ولاحق، وفي المقابل أكد طرابيشي أن المسكوت عنه في كلام الجابري المصدر الذي يستقي منه الفكرة وهو كتاب "ضحى الإسلام" للكاتب المصري أحمد أمين وليس كتاب تاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي كما يصرح الجابري. ناقش طرابيشي نص السيوطي وتعليقات الجابري عليه وأكد على أن هذا العصر هو عصر التصنيف وليس عصر التدوين، وقد أكد طرابيشي على أن التدوين بدأ قبل سنة ١٤٣ هـ، فقد عدد طرابيشي أسماء الكتب التي كتبت قبل هذا التاريخ. تطرق طرابيشي لموضوع التدوين في التاريخ الإسلامي وآراء مؤيدي التدوين ومعارضيه. كما أبدى طرابيشي استغرابه من اعراض الجابري عن قضية كتابة القرآن وتدوينه وهي التدوين الأول في التاريخ الإسلامي كما يعبر.
يبدأ طرابيشي فصله الثاني المعنون بـ "إشكالية العقل واللغة" بمناقشة منقوده الجابري في موضوع خصوصية علاقة الإنسان العربي بلغته، والعلاقة بين العرب والأعاجم، وكما كان في الجزء الأول من هذه السلسلة فقد استعرض طرابيشي الذي يغيبه أو ما غاب عن الجابري في الحضارة اليونانية. أكد طرابيشي على أن الحضارات الكبرى كالحضارة الهندية واليونانية أيضًا يقيم أهلها علاقة خاصة بينهم وبين لغتهم ويقدسونها. وأوضح معنى البرابرة عند اليونانيين وهي تعني الأجنبي، لفظة تحمل في دلالاتها سخرية من الآخر. أما في الحضارة الإسلامية فقد استعرض طرابيشي ٣ محطات : الجاحظ، والقاضي صاعد الأندلسي، وابن خلدون، أراد طرابيشي أن يثبت من خلال هذه المحطات أن إشكالية العرب والأعاجم مفتوحة خلاف الدعوى الجابرية.
وانتقل طرابيشي بعدها مناقشًا الجابري في علاقة العقل والفكر باللغة واللسان، "وقد اختصرت هذا الجزء اختصارًا مخلًّا لضيق مقام مراجعة الكتب" ، فقد نفى طرابيشي نفيًا قاطعًا فكرة الجابري القائلة بحاكمية اللغة على العقل موردًا الدلائل من علماء اللسانيات. وفي النقيض أكد طرابيشي على مديونية اللغة للفكر، فما من لغة تتطور إلا بتطور فكر أصحابها.
وصف الجابري اللغة العربية في مشروعه بأنها لغة بدوية، ولا تاريخية، وحسية، وصاحبة سلطة لا شعورية قاهرة، سأذكر مثالين لرد طرابيشي على الجابري لكي لا يطول المقام. أسهب طرابيشي كثيرًا في رد دعوى الجابري ببداوة اللغة، فقد بين أن المصادر والمراجع الأساسية للمعاجم اللغوية أسهبت كثيرًا في معجم الحضارة، مثل معجم الزينة لأبي حاتم الرازي، وكتاب الفروق في اللغة لأبي هلال العسكري. وفي رده على دعوى اللاتاريخية أوضح طرابيشي أن اللغة العربية مرت في ٥ مراحل :
١- الطفرة القرآنية.
٢- طفرة العقل المكوِّن.
٣- طفرة العقل المكوَّن.
٤- طفرة عصر النهضة.
٥- طفرة المعاصرة.
ينهي طرابيشي كتابه بإشكالية البنية اللاشعورية للعقل العربي حيث ناقش الجابري في معنى النظام المعرفي وتقسيمه للعقل العربي إلى ٣ أنظمة متحاربة بأسلحة معرفية لا كما أراد ميشيل فوكو الذي يصرح الجابري بمديونيته له، ففوكو عرف النظام المعرفي بأنه سلك ناظم لجماع المعرفة في عصر معين ممتدة في المكان متحولة في الزمان، على العكس منه الجابري فإنه يقول إنها متغيرة في المكان ثابتة في الزمان. علاوةً على ذلك فإن الجابري كما يقول طرابيشي جزَّء العقل العربي ولم يوحده كما أراد فوكو.
أبدى طرابيشي أيضًا استغرابه من الدعوى بأن النظام المعرفي لا شعوري مستندًا الجابري في كلامه على جان بياجيه، وكما أوضح طرابيشي أن بياجيه كان يتكلم عن عقل الطفل وليس الفرد الكبير
وعلى الضد تمامًا، بين طرابيشي أن التقسيم الجابري للعقل العربي (بيان. عرفان، برهان) سبق لكتّاب غيره أن قسموا هذا التقسيم وليس لا شعوريًا مثل عبدالكريم القشيري.
أخذت فترةً طويلة في قراءة هذا الكتاب مع صغر حجمه. سعدت كثيرًا عندما رأيت أن معظم الكتاب يتكلم عن اللغة وخاصة اللغة العربية وهي تخصصي، كلما قرأت كتابًا لجورج طرابيشي يزداد تعلقي به أكثر فأكثر.
علي عبدالرحيم
٣/٥/٢٢٣
February 6, 2020
الكتاب يقدم جهدا طيبا، يقدم الحقيقة منطقا وتحقيقا، ويخفف من وتيرة صوت الدكتور الجابري العالي، الذي غطى على محاولات التصويب عامة، ولكن هذا لايعني تبرئة الغرب ولا مديح الشرق، أو ذم الشرق واتهام الغرب، كل شيء في الواقع جائز، لكنها الدلائل والقرائن.
April 14, 2017
عمل بحثي مبهر لدحض شواهد وإستدلالات الجابري بالذات في مايخص عصر التدوين, توغل طرابيشي في البحث حتى وصل الى المقفع وذكره للعلمانية كدلالة على عالمية التفكير فقط ومن هنا انطلق للتفرقة بين ماهو اسطوري وخرافي في التراث العربي وماهو تنويري وعقلاني, ببساطة اتخذ طرابيشي منهج نقد الاسباب في عمل الجابري وليس النتائج لإعادة صياغة الفكر العربي.
بعيداً عن سرد ماورد في عمل الجابري وطرابيشي, اعتقد ان الخلفية الإسلامية السنية للجابري هي إحدى الاسباب الرئيسية لنقد عمله من قِبل طرابيشي القادم من المدرسة الشامية المسيحية الداعمة للقومية العربية لأسباب سياسية وجيوسياسية.
بعيداً عن سرد ماورد في عمل الجابري وطرابيشي, اعتقد ان الخلفية الإسلامية السنية للجابري هي إحدى الاسباب الرئيسية لنقد عمله من قِبل طرابيشي القادم من المدرسة الشامية المسيحية الداعمة للقومية العربية لأسباب سياسية وجيوسياسية.
November 25, 2015
يستمر طرابيشي في هذا الجزء تحليل و تفكيكه و تهشيمه لأبستيمة الجابري القائمة على الضحالة الفكرية و التشويه المتعمد الايديولوجي في نقد العقل العربي و نقد التراث...
الأجمل من ذلك هو تقديم معلومات جديدة من طرابيشي بناءا على تفكيكه و بناءه على بنية النص الجابرية، مدعما بالشواهد و النصوص التي تدعم ذلك البناء...
و دائما ما راودني السؤال لماذا لم يباشر طرابيشي بمشروعه الخاص لنقد العقل العربي او التراث و الموروث؟
قد أتعرف على هذا السؤال في قراءات أخرى له.
الأجمل من ذلك هو تقديم معلومات جديدة من طرابيشي بناءا على تفكيكه و بناءه على بنية النص الجابرية، مدعما بالشواهد و النصوص التي تدعم ذلك البناء...
و دائما ما راودني السؤال لماذا لم يباشر طرابيشي بمشروعه الخاص لنقد العقل العربي او التراث و الموروث؟
قد أتعرف على هذا السؤال في قراءات أخرى له.
Read
January 5, 2025قضيت قرابة السنتين في قراءة وإعادة قراءة مشروع الجابري ونقد طرابيشي له ، وقد كنت ملزما بالضرورة - أثناء ذلك - في إعادة قراءة موقفي من التراث واللغة وقد أعود لإعادة ذلك كله مرات ومرات.
ربما لا يخرج نقد طرابيشي للجابري عن قراءة 'نقد العقل العربي' على شكل هجائية تُناقص على العقل العربي والمشرقي وتزايد على العقل المغربي ، وتوظف الكثير من المغالطات مثل 'خصوصية العلاقة بين اللغة والفكر' وتنصيب الأعرابي بطل عصر التدوين -بزعم الجابري- بالتالي صانعًا للعالم والفكر العربي ، وبالاستعانة في كل ذلك على انتحالات أدبية وسوء توظيف للأدبيات التي يدعي الجابري مديونية مشروعه لها ، غير أني استمتعت كثيرًا بأسلوب سرد طرابيشي واستطراداته الواسعة التي تمتد لفصول واسعة .
تشتد حدة طرابشي ونبرته الصدامية كلما تقدم والتي لم أتصور بأنها قد تصل إلى نوايا الجابري واستخدامه التقية في اختياره لتجنب الحديث عن تدوين القرآن ، أو من خلال "تورط طرابشي في تحليل نفسي" للجابري من حيث إنه يسعى لتجنب ذلك من خلال توظيف اللاشعور المعرفي في تفسير موقف الجابري أحياناً.
ربما لا يخرج نقد طرابيشي للجابري عن قراءة 'نقد العقل العربي' على شكل هجائية تُناقص على العقل العربي والمشرقي وتزايد على العقل المغربي ، وتوظف الكثير من المغالطات مثل 'خصوصية العلاقة بين اللغة والفكر' وتنصيب الأعرابي بطل عصر التدوين -بزعم الجابري- بالتالي صانعًا للعالم والفكر العربي ، وبالاستعانة في كل ذلك على انتحالات أدبية وسوء توظيف للأدبيات التي يدعي الجابري مديونية مشروعه لها ، غير أني استمتعت كثيرًا بأسلوب سرد طرابيشي واستطراداته الواسعة التي تمتد لفصول واسعة .
تشتد حدة طرابشي ونبرته الصدامية كلما تقدم والتي لم أتصور بأنها قد تصل إلى نوايا الجابري واستخدامه التقية في اختياره لتجنب الحديث عن تدوين القرآن ، أو من خلال "تورط طرابشي في تحليل نفسي" للجابري من حيث إنه يسعى لتجنب ذلك من خلال توظيف اللاشعور المعرفي في تفسير موقف الجابري أحياناً.
March 12, 2020
هناك نوعان من الكتب تستهويني متعة القراءة فيهما: ما حفّز إعمال عقلي فيه ، وما كان خاصاً بدراسة اللغة والأدب، وإنهما لعاملين توفرا في هذا الكتاب .
قيل الكثير في نقد جورج طرابيشي غير أنني وجدته هنا مُلماً بتشعبات لغتنا تسري في دمه محبته لها ، ينبري مستميتاً في الدفاع عنها أمام أعدائها والتُّهم الملفّقة لها من أبنائها قبل الغرباء عنها. ومن هؤلاء الأبناء العاقين، محمد عابد الجابري الذي يبدو أنه نقد اللغة العربية وقذعها في كتاب آخر لم أقرأه للأسف، فانبرى طرابيشي للرد عليه في موضعنا هذا.
اتهم الجابري اللغة العربية بعدم التطور منذ صدور مصحف عثمان، وبأنها بدوية لا حضرية، بأنها لا تاريخية فبرز طرابيشي له وجاء له بالأدلة الدامغة على خطأ رأيه وتفكيره. كما شارع طرابيشي الجابري في بداية عصر التدوين وناقش مراحل نقل اللغة العربية إلى الكتب، وأكد على الفرق بين الأعجمي والفصيح، كما دخل في أعماق النظريات الأوروبية الخاصة بلغاتها ومقارنتها بالعربية، وكذا في خدمة غير العرب للغتنا .
لقد بهرني جورج طرابيشي في ثقافته اللغوية والأدبية وتاريخ ديننا الحنيف .
أضع بين يديكم كتاباً أكاديمياً يستحق التروي في كل كلمة وردت فيه
August 9, 2021
في هذا الكتاب قرأت أحد أشد و أعنف النقديات التي يتم فيها الرد بكتاب على كتاب مؤلف آخر..
حيث قام جورج طرابيشي بالرد على كتاب الجابري نقد العقل العربي بأخطاء و التباسات كثيرة..
خاصة فيما يخص فلسفة و فلاسفة الشرق في أنطاكية و منطقة البحر المتوسط..
كتاب مهم و قوي كقلم صاحبه..
حيث قام جورج طرابيشي بالرد على كتاب الجابري نقد العقل العربي بأخطاء و التباسات كثيرة..
خاصة فيما يخص فلسفة و فلاسفة الشرق في أنطاكية و منطقة البحر المتوسط..
كتاب مهم و قوي كقلم صاحبه..
August 30, 2018
أفضل من سابقه ولكن بنفس العيوب انفة الذكر!
April 22, 2015
موسوعيته. تستحق الاشاده. و الاعجاب
May 24, 2015
جميل جدا
October 1, 2018
رحم الله جورج طرابيشي . أتقن فن النقد لدرجة غدا معها قرائة نقده وكأنه نوع جديد من الأدب . من أروع وأمتع وأقوى ما قرأت في السنوات الأخيرة
Read
August 22, 2017المراجعة قريباً
May 6, 2018
جميل جدا
درس في اللغات وخاصه اللغة العربية ممتع جدا وغني
طبعا الكتاب ضمن سلسلة نقدية معروفة لكن النقد عند جورج طرابيشي يتحول الي واحة معرفة واطلاع
الكاتب دقيق جدا جدا فند جميع ما جاء به الجابري في نقده للغة العربيه وصفها بانها لغة وضعت الفكر العربي ضمن واقع محدود
يعرف القارىء مدى عمق معرفة الكاتب واطلاعه الواسع
مفيد جدا
درس في اللغات وخاصه اللغة العربية ممتع جدا وغني
طبعا الكتاب ضمن سلسلة نقدية معروفة لكن النقد عند جورج طرابيشي يتحول الي واحة معرفة واطلاع
الكاتب دقيق جدا جدا فند جميع ما جاء به الجابري في نقده للغة العربيه وصفها بانها لغة وضعت الفكر العربي ضمن واقع محدود
يعرف القارىء مدى عمق معرفة الكاتب واطلاعه الواسع
مفيد جدا
Displaying 1 - 18 of 18 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.