من أبدع ما كتب في فن الأمالي ، في عصر كاد هذا الفن فيه أن يغيب ، ولولا علم القارىء بالمؤلف .. لحسب أنه قطعة أدبية طوتها يد الزمان حقباً متتالية ، لتظهر اليوم حالية جالية . وهذا الكتاب واحة غناء ، يُستَجَم فيها من عناء الفِكْر ، ومن ثقل الهموم ، ومن عنت الحياة . من هنا تبرز الحاجة لمثل هذا السِّجل الأدبي ، الحافل بالدَّقائق الأدبيَّة وفق الضَّوابط المنظِّمة لهذه الأُمور .. فلا إفراط ، ولا تفريط . والمؤلِّف - رحمه الله � مـمَّن أخذ بحظِّه الوافر من علوم الشَّريعة .. حتَّى وصل إلى درجة المفتي لبلاده ، وكذلك في الأدب والشِّعر كان فارس الميدان ، ومن المشار إليهم فيهما بالبنان . ولهذا .. جادت عبقريته الفذَّة بهذا الكتاب البديع ، الَّذي نظم سلكه في مجالس أدبيَّة ، يفوح منها ندُّ الطِّيب ، وهي مجالس معقودة في « ديوان أبي الطَّيِّب المتنبِّي » ، فكان التَّناغم الواضح بين رائحة العود الهنديّ ، وكنية شاعر العربيَّة الأوحد أبي الطَّيِّب المتنبِّي ، وكأنَّه يستنشق أريج أشعاره . المؤلِّف قَسَّم كتابه بحيث إِنَّ كلَّ قسم يحوي ذكراً وبياناً لبعض من شمائل العرب ، من الكرم والوفاء ، والمروءة والشَّجاعة ، والسَّماحة والبلاغة ، والسَّخاء وعزة النَّفس ، وطيب المَحْتِد ، وغيرها من الصِّفات الَّتي قال عنها صلى الله عليه وآله وسلم : « إنَّما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق » . وهذا الكتاب من الكتب الأدبيَّة الَّتي لا يُستغنى عنها في الباب ، والَّتي ستبتسم لها لغة الضَّاد ، إن شاء الله تعالى .
السيد العلامة عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف (1300 - 1375 هـ): فقيه وشاعر ومؤرخ ومصلح اجتماعي من شيوخ العلم والأدب. يعد من أعلام النهضة الإسلامية في اليمن وواحداً من رواد الشعر والفكر فيها. جلس للتدريس، ونبغ في الفقه، فكان مرجعًا فيه، ودرسه وأفتى به، حتى أصبح مفتي حضرموت وقاضيها. كان ذا نفوذ قوي في الشؤون العامة في تلك البلاد، وصلة قوية بحكام أقاليمها، وإسهام بارز في السعي لتوحيد أجزائها واستقلالها، ورفع الاحتلال البريطاني عنها. له إسهامات علمية ومؤلفات فكرية وتاريخية وأدبية، من أبرزها: «العود الهندي» و«إدام القوت».
. . أسمعت عن أسطورة بساط الريح الذي يحملك على ظهره ليحلق بك، وينقلك من عالم لعالم ومن زمان لزمان؟ هذا الكتاب هو بساط الريح الذي يحملك لعوالم من الأدب المخملي، لا تدري بماذا تقرأ هذا المحتوى بعقلك، بقلبك، بروحك،أم بكل ما بك. في هذا الكتاب يضع العلامة عبدالرحمن بن عبيدِالله بن محسن بن علوي بن سقاف مدفوعا برغبة الأب بتقويم سلوك ولده وتوفير البيئة الأخلاقية المناسبة لنشأته، أحد عشرة مجلس أدبيًا فاخر يبدأه بأبيات للشاعر الحكيم أبو الطيب المتنبي، ثم يشرع في شرحها والإتيان بما يماثلها أو يعارضها من الشعر العربي الأصيل، وما يتخلله من قصص وأخبار.
خلال قراءة الكتاب وصلتني عاطفة الأبوة التي حفزت السقاف على تدوين هذه التحفة الأدبية، فيقول السقاف فيها: وقد بيضتُها لولدي حسن، بارك الله فيه وفي إخوانِه وأبيه؛ رجاءَ أن تكونَ له فاتحةَ تهذيب، ولائحةَ تأديب، وسميرًا وجليسًا، وخليطًا وأنيسًا، ولئن اتخذها نجيًّا فلن يكون بها شقيًّا؛ إذ هي أيسرُ مؤونة، وأكثر معونةً، وأخف روحًا، وأكثرُ فتوحًا، وأجمل قشرةً، وأحسنُ عِشرةً منْ أولئك الخُلطاء الذين ما منهم إلا من غُذي من اللؤم بِلبان، وحضر شره في كلِّ إبان، والله الموفق والمستعان". لم يُهذب السقاف في عوده الهندي هذا ولده فحسب، بل هذبنا معه.
من الأسئلة التي دارت في ذهني ببداية القراءة معنى الأمالي، ولماذا اختار السقاف العود الهندي بالتحديد، وكانت الإجابة عليها كالتالي: * ما معنى الأمالي؟ جاءت التسمية من عادة كان يتبعها المشايخ في مجالس العلم لديهم وهي إن يجلس الشي� والأستاذ قديما في المسجد ويتحلق حوله الطلاب فيملي عليهم وهم يكتبون فما يكتبونه يسمى أماليا... ومفردها أملية والأمالي جمعها. * ما سر اختيار المؤلف للعود الهندي ؟ يعد العود هندي من النباتات، يتبع جنس العود من الفصيلة المثنانية. وهي شجرة دائمة الخضرة ومعمرة من فصيلة المثنانية يستعمل خشبها كبخور نفيس، ولعل كتاب السقاف هنا يشبه العود الهندي بقيمته وطيب أثره في النفس والقلب.
هذا الكتاب من الكتب القلائل اللاتي لم أُرد إنهاءها، ولكن لكل بداية نهاية ولكل حكاية خاتمة، أنهيته كاملاً ولكن سأعود له بين الحين والآخر لألتقط درره في كل مرة أعود. إنه كتاب أدبي علمي لا يدعك إلا وقد أذهلك في كل مرة تقرأه. إذا كنت تحب الأدب أو الشعر أو القصص أو الفائدة أو لتطور لغتك أو فقط لتتسلى بكتاب خفيف الظل فأنصحك بهذا الكتاب. جزا الله مؤلف هذا الكتاب خيراً، فقد أفاد وأمتع وصنع كتاباً قليل أن تجد مثله في هذا الزمن!
العود الهندي هو اول كتاب اتلقاه هدية من صهري المحقق الذي قام بتحقيق الكتاب لدى دار المنهاج للنشر
الكتاب تحفة أدبية قيّمة ، وقد يُعد أنه الكتاب الوحيد في العصر الحالي الذي يتمتع بهذه الجمالية لمفتى حضرموت وأديبها الذي آلف بين الأدب والعلم برشاقة،، هذا الكتاب عبارة عن آمالي في مجالس متعددة مهداه إلى أحد أبناءه
تجربة فريدة، كان هذا الكتاب بمثابة السفر لجزرالمالديف أو لشبه جزيرة الإيبيرية ، أتخذ منه رفيقًا ليجوب بي عوالم من الجمال والعمق الفلسفي والأدبي والتاريخي بالرغم من كون تجربتي معه كانت الكترونيةـ وهذا بالتأكيد مالم أتمنه مع كتاب كهذا، إلا أنّ الألكترنه لم تفسد بريقه ولا دهشتي به .. أجببته ومازلت أتذوقه على مهل ومكث ..
كتاب لا نظير له في الأدب العربي. هل يعقل أن يكتب كاتب في العصر الحديث كتابا مطولا كالمبرد وأبي الفرج وابن قتيبة والجاحظ؟ لم أكن لأصدق قبل قراءة هذا الكتاب. سبحان الله! لما قرأت هذا الكتاب، شدني الكتاب حتى ما كنت أريد أن ينتهي الكتاب! في الكتاب من الملح والنوادر والمواعظ والحكم والقصص والأمثال ما يبهر الألباب. يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء. وفيه لمحات أدبية تصور عقليته الجبارة وأدبه الجم. رحم الله الإمام عبد الرحمن السقاف وغفر له.
من روائع المؤلفات كاد يقتل طبعته الجديدة تقديم عائض القرني لها!! لكن الكتاب تغلب على خطأ الناشر في اختيار من يقدم له! مثل هذه المؤلفات لا تحتاج لأي تقديم فهي تتحدث عن نفسها.
من أروع ما قرأت في كتب الأدب، لا أظن أن هناك كتاب من كتب الأدب يظاهي العود الهندي في جمال التصوير والتبويب، والقصص التي يرويها والشواهد التي يضعها مع كل قصة أو نص. الكتاب عبارة عن ثروة أدبية، تساعد على تنمية الحس الأدبي عند القارئ والنهوض بقدرته على الكتابة والتعبير.
عظيم، عظيم، عظيم.. من مفاخر الأدب العربي حزين لانتهائي من هذا الكتاب الذي رافقني طيلة الشهرين المتتابعين💔. فيا ليته لو كان ثلاثون مجلدًا وأربعون وخمسون ،عجيب جدًا لا تكاد تنقضي عجبك منه ففيها تضحك وفيها تطرب وفيها تحزن وفيها تغضب وفوا عجبي منه ومن مؤلفه الحضرمي العبقري الفذ الغزير علمه ومن قوة استحضاره لمحفوظات أدبية وقوة ذاكرته وإن تسأل عنه فأجيبك أنه أمين هذه اللغة وأمين هذا الأدب وهذه علوم أهل الإسلام.. فيه يسرد الأشعار والقصص والأمثال وينتقد الأبيات ويناظر ويقارن بين الشعراء وأبياتهم من أبواب الشعر كله.. فترى السقاف الإمام اللغوي يقسو على شاعر حين يسفل بنفسه إلى دركات البلاغة وتراه يثني على شاعر ويمدحه حين يعلو بنفسه البلاغة في درجات البلاغة.. تجده يأتيك بفوائد من مختلف العلوم من النحو والبلاغة والحديث والعقيدة والتفسير والتاريخ والتزكية والآداب وغيرهم من العلوم..فتغبط المؤلف على إيمانه وعلمه نسأل الله أن يرزقنا ما رزق المؤلف ومن فضله رحمه الله وجمعنا به في جناته مع سيد البشر عليه الصلاة والسلام..
من أكثر الكتب التي استمتعت بكل صفحة منها، في كل صغحة استطيع تدوين بيت شعري أو فائدة لغوية أو كلمة تضاف لقاموسي، ممتع في كل مجلس من المجالس التي تعتبر كرحلة في عالم الأدب الفسيح ولا أعلم كتابا استطاع أن يجعلني اقرأ على مهل حتى استوعب كل شيء مكتوب فيه. متعة أدبية لكل من يعجبه هذا النوع من الكتب التي تفيض شعرا ونثرا .
لم أقرأه كامِلا ، لكنّ قراءتي لقليل بعضِه أدهشني جدّا ، فيا للعجب من هذا المؤلّف الغريب العجيب - رحمه الله - ما كان لبياني أن يبينَ عمّا في الكتاب حتّى تقع عينا القارئ عليه ..
من نوعية الكتب التي تلامس روحك وبمجرد الإنتهاء منها تغشاك موجة حزن وإحساس بالفقد! 💯
من الكتب التي تبقى في الأرفف القريبة من المنضدة يُرجع لها بعد كل حين، ستمر بك شاردة وتتذكر انك قرأتها في هاذه الموسوعة الأدبية، لم يُبقي لنا السقاف شاردة ولا واردة إلا أورد منها في هاذا الكتاب. تعددت مواضيع الفصول وتفردت المعاني والشذرات بأسلوب أدبي لا تشعر بثقل ولا ملل.