مدارسات في القرآن الكريم تعرض مشروع «مجالس القرآن» بصورة عملية بهدف بيان منهج الاشتغال بكتاب الله، وكيفية إعادة بناء الأنفس على وزانه، ووفق مقاييس تصميمه؛ حيث يقدم من خلال بعض سور القرآن الكريم كيفية تلقِّي «الهدى المنهـاجي» الذي تتضمنه كل سورة. فهو بيان عملي لما يرجى أن تسير عليه «مجالس القرآن» من تلقِّي رسالات الهدى بكتاب الله؛ عسى أن ينال الجلساء المتدارسون من بركات هذا القرآن خُلقًا ربانيًّا يجعلهم على هدى من ربهم في أمر الدين والدعوة تأسيًا بمن «كان خلقه القرآن»، عليه أفضل الصلاة والسلام.ـ
ولد د. فريد الأنصاري بإقليم الرشيدية جنوب شرق المغرب سنة 1380 هـ = 1960م.
حاصل على: > إجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة السلطان محمد بن عبد الله - كلية الآداب - فاس.. > دبلوم الدراسات العليا (الماجستير) في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه من جامعة محمد الخامس - كلية الآداب - الرباط.. > دكتوراة الدولة في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه من جامعة الحسن الثاني - كلية الآداب المحمدية..
* عضو مؤسس لمعهد الدراسات المصطلحية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية.. * أستاذ كرسي التفسير - الجامع العتيق - مدينة مكناس.. * رئيس لقسم الدراسات الإسلامية - كلية الآداب - جامعة مولاي إسماعيل - مكناس.. * أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة - جامعة مولاي إسماعيل - مكناس.. * رئيس وحدة الفتوى والمجتمع ومقاصد الشريعة، بقسم الدراسات العليا - جامعة مولاي إسماعيل - مكناس..
= بعض إنجازاته العلمية: التوحيد والوساطة في التربية الدعوية، أبجديات البحث في العلوم الشرعية، المصطلح الأصولي عند الشاطبي
= بعض إنجازاته الأدبية: ديوان القصائد، جداول الروح، ديوان الإشارات
انتقل إلى رحمة الله مساء الخميس 5-11-2009م بمستشفى سماء بمدينة إستانبول
تحديث: مراجعة جامعة لكل كتب الدكتور فريد الأنصاري و تجربتي معها على الرابط:
======
أهم ما قرأت إلى اﻵ� من كتب الدكتور الأنصاري -رحمه الله- ... كان -رحمه الله- يتحدث كثيرا عن التغيير بالقرآن و جعله محور الإصلاح .. و في هذا الكتاب بلور رؤيته في مشروع مبسط قائم على القرآن أسماه: مجالس القرآن
الكتاب ينقسم إلى جزأين في مجلد واحد: الجزء اﻷو� صغير و هو عبارة شرح للمشروع القرآني و قواعده و شروطه و ضوابطه .. أما الجزء الثاني فهو نماذج تطبيقية للمشروع: سورة الفاتحة و سورة الفرقان و سورة يس و سورة الحجرات
هذا المشروع أساسه المدارسة "كما كان يفعل سيدنا جبريل مع النبي صلي الله عليه و سلم في رمضان" .. فما أجمل أن تطبقه مع أسرتك الصغيرة أو صاحبك ثم تكبر بهذه المجموعة الصغيرة تدريجياً محققا كل أهداف هذا المشروع الراقي العظيم
-----
بالمناسبة أجريت تجربة بسيطة و طبقت هذا المشروع مع مجموعة من الأطفال .. و � تتخيلوا عظم النتائج! .. يكفي سؤال الأطفال و محاولتهم الاجتهاد في فهم اﻵيا� و التخلق بها
أنت هنا في مقام التلقي للأنوار الربانية التي تسطع بها رسالات القرآن الكريم..الهديّ القويم ...فأبشر بالفتح المُبين من أسرار اللطف الخفي والجمال البهيّ 🤍 يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه " أبشروا...أبشروا ...أليس تشهدون ألا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ قالوا : بلى قال : فإن هذا القرآن سببٌ ، طرفهُ بيد الله وطرفه بأيديكم ، فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ، ولن تهلكوا بعده أبداً "
� طوال قرأءتي لتدبرات الشيخ في هذه المجالس النورانية كانت تتبادر إلي ذهني الكثير من التساؤلات...كيف توصل الشيخ فريد لهذا الفهم العميق لكلام الله؟؟كيف بإمكانه أن يستخرج كل هذه الهدايات والرسائل الربانية؟؟ كيف يعبر بهذا الأسلوب الآسر؟؟ وما هذه الألفاظ البديعة التي تأخذ بقلب قارئها لعالم آخر؟؟؟وكيف وكيف وكيف....؟؟؟
� أحيانا من جمال تعبيراته وعذوبة لغته واندماجي مع المجالس كنت أنسي في أي سورة أقرأ وأي آيات أتدبرها فكنت اضطر لإعادة القراءة...وأعتقد أن هذا حدث لبعض قارئي الكتاب أيضا
قلما تجد مثل هذه الكتب التي تبحر معك فيك كتاب الله عز وجل كأنه كائن حي تعيش معه حياة و روحا و ليس مجرد مادة للدراسة و البحث النظري .. أسلوب أفتقده في محاولاتي التقليب في كتب التفاسير - على أهميتها - و لم أجده سوى في رحلات خواطر الشيخ الشعراوي و ظلال الأستاذ سيد قطب ، و ها أكتشف هذا الكنز الفريد من الشيخ فريد الأنصاري الذي يضعك بمنهج عملي رائع على طريق القرآن الكريم - رحمة الله عليهم جميعا
انتهيت من القسم الأول الذي يشرح منهاج مجالس القرآن - النواة الأولى للتعلم منذ عهد الصحابة ، و مازلت في سورة الفاتحة من القسم الثاني التطبيقي للمنهج على بعض السور
هذه المحاضرة تعتبر تغطية للقسم الأول من الكتاب
و معها أيضا محاضرة للشيخ محمد البوشيخي الذي أشار له الشيخ فريد في كتابه
اقتباسات:
صـ34 فالله جل جلاله فرق البحر ببني إسرائيل لما كانوا مؤمنين، ولم تكن عصا موسى إلا أداة للفرق، أما العامل الفاعل - بإذن الله - فإنما هو عزائم الإيمان التي استبطها كثير من أتباع موسى فكانوا جزءا من الخارقة نفسها و لم يكونوا غيرها! فتأمل.
ص57 وتلقي القرآن بمعنى استقبال القلب للوحي، إنما يكون بحيث يتعامل معه العبد بصورة شهودية، أي كأنما هو يشهد تنزله الآن غضا طريا! فيتدبره آية، آية، باعتبار أنها تنزلت عليه لتخاطبه هو في نفسه و وجدانه، فتبعث قلبا حيا في عصره و زمانه
صـ58 فبمجرد ما أن نزلت الآيات على موطن الحاجة من قلبه، حتى نطقت بها الجوارح و الأشواق .. وذلك أخذه كلمات التوبة على سبيل (التلقي): "فتلقى آدم من ربه كلمات" ـ
صـ62 "ويعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم" .ز جاءت التزكية في الآيتين الأوليين مقدمة على التعليم، من باب الذكر المقاصد قبل الوسائل، لشرف الغاية و علوها
صـ66 وبما أن القرآن كتاب يحيل المتدبر له على سعة الكون و امتداده الفسيح، و يرجع به إلى كشف كثير من أسرار الوجود و غرائب الخلق، فإن (التدبر) الذي هو المنهج الرباني لقراءة القرآن، يحيل الإنسان على (التفكر) الذي هو المنهج الرباني لقراءة الكون. فيكون كل متدبر للقرآن متفكرا في الكون. فتقرأ - بقراءة القرآن - كل آيات الله المنظورة و المقروءة سواء. وبذلك كله يتم لك شئ آخر، هو: الإبصار.. "قد جاءكم بصائر من ربكم" .. "فاعتبروا يا أولي الأبصار" ـ
صـ76 "الهدي المنهاجي" هو اصطلاح أستاذنا العلامة الدكتور الشاهد البوشيخي رائد هذا المنهج في تفسير كتاب الله و مدارسته التفاسير التي جعل أصحابها هذه المقاصد ((تيسير عملية التدبر و التلقي)) أساس صناعتها قليلة جدا.. منها كتاب في ظلال القرآن .. لكن ليس من السهل الوصول إلى مقاصده المنهاجية، بسبب ما طبع الكتاب من لغة أدبية عالية جدا.. ولم يستخرجها صاحبها في رسالات واضحة مستقلة .. ويلحق به كتاب التفسير الحديث لمحمد عزت درورة.
من أروع ما قرأت ،ومن أجمل الأطروحات حول القرآن، وكيفية قراءته وتطبيق ما فيه
الكتاب يصلح أن يكون منهاجاً للمربين والمعلمين وأئمة المساجد والدعاة والمصلحين، فهو يبدأ بتعريف القرآن وكلام الله بطريقة إبداعية لم أقرأها عند أحد قبله
ثم يتطرق إلى الأسلوب الأمثل في مدارسة القرآن، ويقدمها بأسلوب سهل ومبسط يصلح للتطبيق في كل زمان ومكان، ويسلط الضوء على مجالس القرآن في البيوت وعلى مستوى الأسرة
ثم يعرض نموذجا عبارة عن مدارسة وتفسير لبعض سور القرآن وفق المنهجية التي ذكرها في الكتاب
كتاب يجب أن يكون موجوداً في مكتبة كل أسرة مسلمة
ملاحظة: عند قراءتي لتفسير سورة الفاتحة، شعرت وكأنني أقرأها للمرة الأولى منذ عشرون عاماً
هُناكَ بعضُ الكتب تأبَى أن تكَون مجرّد مستكشِفٍ يُشبع نهمه فِي يومين، رِحلة طويلة مع هذَا الجُزء من الكِتاب في معارِج دلالات الآيات كفيلة بتغيِير مَعنى وطريقة التَدّبر في آيات اللّه، الومضَات التي أشَارَ إليها الشيخ فريد رحمه اللّه كفيلة بأن تعلق في روحِك وقلبك وتدُور مِرارًا، تُشعِرك بلذّة ما تقرأ، وجمَال ما تَرى، ورسُوخِ ما بين يَديك :) كتاب جَميلٌ جِدًا، أنصح به وبشدّة :).
كل آية هي نور فلنتبع مسالك النور...💚👑 ذلك النور الإلهي المتفجر من الآيات...💚👑 يتدفق على مرايا النفوس فإذا هي مشعة بنور الإيمان مبصرة ببركة القرآن....💙👑
اقرأ القرآن وتدارس وتدبر ثم أبصر!!حتى يأتيك اليقين...♡♡
يشرح المجالس ... اعجبنى للغاية ان لكل سورة طابع مميز لا انساه فسورة يس سورة الداعية وسورة الفرقان هى التى تتكلم عن مدرستى ما قبل عباد الرحمن ومدرسة عباد الرحمن وسورة الحجرات يخرج منها مدرسة "عبد الله" وشرح مشروع المجالس رائع واروع ما فيه المعادلة التالية تزكية بمنهج التدبر وتلاوة بمنهج التلقى وتعليم بمنهج التدارس
اليوم أتممت حفظ الجزء الأول من البقرة.. للمرة التاسعة تقريبًا عُدتُ منذ شهر لحفظ القرآن مرة أخرى في كتاب، منذ عشر سنوات تقريبًا لم أفعل، لا دخول الكتاب، ولا الحفظ أنا أكبر الموجودين تقريبًا.. كل المكتوبين أكبرهم في العاشرة.. خلا رجلٍ كبير يراجع مع ابنته.. اختلف شكل الكتاب كثيرًا.. لا حصير للجلوس ولا صوت مرتفع يعتريه نشاز أحيانًا بالقراءة لما يصادف حضوري والأطفال كُثُر وبالتالي أضطر لانتظار فراغ الشيخ، يأخذني عقلي لسبعة كتاتيب مررت بها، وأستطيع استنشاق رائحتها، بداية من الشيخ محمد عبد ال��اسط، أتذكر قراءتي للعيال في انتظار فراغ الشيخ من طعامه، قد كنت الورقة المستعملة دائمًا "أوم يا عمّار أرّي العيال".. وحصيرة الشيخ محمد سلطان التي كانت تضم من يتعثر في الحفظ، وقد كنت منهم أحيانًا، في الحقيقة قد كان خير هؤلاء الشيوخ إخلاصًا، وليس آخرًا دار نور البيان لعلوم القرآن وعصا الشيخ محمد الصعيد العاجيّة عليهما من الله ما يستحقان. الآن، لا صخب.. لا قراءة.. لا كتابة اللوح بالتشكيل.. لا الفرحة إذا أنهيت التسميع والكتابة مبكرًا قبل المغرب.. أذهب للتسميع وأعود قبل انصرام نصف ساعة جرت مياه كثيرة جدًا تحت النهر.. لكن، ورغم كل شيء، لا زلت أتعثر في مراجعة سورة الجن وسورة البيّنة.. رغم كل تلك السنين.. تغيرتُ كثيرًا وبقي القرآن كما هو.. عساه يغيّرني الآن..
كتاب متميز بديع في موضوعه ومعانيه وأسلوبه وتقسيماته واختياراته رحمة الله على الأستاذ محمد فريد الأنصاري وجزاه الله خير الجزاء والشيخ معروف عنه اشتغاله بقضايا المنهج، وصاحب مشاريع علمية متميزة،ومنها هذا الكتاب الذي هو جزء أول من ثلاثة أجزاء.
قسم المؤلف كتابه إلى قسمين رئيسين؛ الأول: قسم نظري، وهو عبارة عن مدخل إلى مجالس القرآن، القصد منه بيان أهمية هذا المشروع الدعوي، بما هو منهاج قرآني صرف، يتخذ من كتاب الله مورده الرئيس، منه يتلقى نوره وهداه، وعليه يبني قواعده ورؤاه، كما أنه موضوع منهجيًّا لبيان الصورة العملية لإقامة مجالس القرآن بكل تفاصيها الجزئية.
وقد ضمَّن المؤلف هذا القسم ثمانية عناوين فرعية:
العنوان الأول: حاجتنا إلى القرآن العظيم. ومما جاء في هذا الفصل قول المؤلف: "نرجع إلى القرآن نحمل رسالته، نخوض بها تحديات العصر". وقوله: "يحدونا اليقين التام بأن لا إصلاح إلا بالصلاح، وأن لا ربانية إلا بالجمع بينهما، وأن لا إمكان لكل ذلك -صلاحاً وإصلاحاً- وربانية إلا بالقرآن المجيد".
العنوان الثاني: مفهوم القرآن. يثير المؤلف تحت هذا العنوان السؤال التالي: "ما القرآن؟ وما هذا الكتاب الذي هز العالم؟ بل الكون كله؟".
العنوان الثالث: القرآن العظيم وقضية الأمة (كلمات الله في معركة السلام). مما جاء تحت هذا العنوان قول المؤلف: "لا تحرير للأمة اليوم في معركة هذا العصر إلا بالقرآن العظيم؛ لأن طبيعة المعركة الجديدة قائمة على (الكلمة) والقرآن العظيم هو الكلام القاهر فوق كل كلام، ولكن بعد أن نفهم السؤال الإشكالي: ما حقيقة الكلمة؟ وما دورها في معركة العصر الجديدة؟".
العنوان الرابع: مجالس القرآن مفتاح المشروع. جاء تحت هذا العنوان قول المؤلف: "منهج تدارس القرآن بمجالس القرآن كان لذلك الزمان، وهو لهذا الزمان منهج دائم ومتجدد، لا يبلى، ولا يتقادم أبداً؛ لأنه ببساطة هو نفسه منهج القرآن". ويقول أيضاً: "مجالس القرآن مشروع ننطلق فيه من القرآن إلى العمران، ولنا اليقين أنه منهج كاف إن شاء الله، إن أُخذ بشروطه وضوابطه لبناء النفس المؤمنة في هذا العصر الجديد، وإعادة تشكيلها تربية وتزكية، ثم بناء النسيج الاجتماعي الإسلامي حضارة وعمراناً".
العنوان الخامس: جلساء الملائكة. هذا العنوان استوحاه المؤلف من قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة) رواه مسلم. وقد صدر المؤلف تحت هذا العنوان القول المأثور والمشهور (وخير جليس في الزمان كتاب).
العنوان السادس: الخطوات المنهجية الثلاث لتدارس القرآن. ذكر المؤلف تحت هذا العنوان أن نهج القرآن في بناء النفس الإنسانية يقوم على خطوات ثلاث، هي: التلاوة بمنهجي التلقي، التعلم والتعليم بمنهج التدارس، التزكية بمنهج التدبر، وقد استوحى المؤلف منهاجه الثلاثي هذا من قوله سبحانه وتعالى: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم} (البقرة:129)، فـ (التلاوة) و(التعليم) و(التزكية) هي الأصول الكلية لمهمة الرسالة.
العنوان السابع: في المنهج العملي لإقامة مجالس القرآن. ذكر المؤلف تحت هذا العنوان عشرين ضابطاً لإنجاح مجالس القرآن؟
العنوان الثامن: فاتحة خير. جاء تحت هذا العنوان أن هذا المشروع التربوي يُشترط لنجاحه أمران: إخلاص القصد؛ لقوله عز وجل: {فادعوا الله مخلصين له الدين} (غافر:14). والأخذ بقوة؛ عملاً بقوله تعالى: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} (مريم:12).
القسم الثاني من الكتاب جاء تحت عنوان (المدارسات القرآنية) وهو عبارة عن نموذج تطبيقي لمدارسة القرآن الكريم من خلال أربع سور قرآنية، ومحاولة لتقديم نموذج عملي لكيفية تلقي (الهدي المنهاجي) الذي تتضمنه السور المختارة، من خلال آياتها وكلماتها.
والسور القرآنية الأربعة التي اختارها المؤلف لتكون نموذجاً لتطبيق منهج المدارسة هي: الفاتحة، الفرقان، يس، الحجرات. أما عن سبب اختيار المؤلف لهذه السور الأربع فيقول: "فأما الفاتحة فهي الباب الأول لكتاب الله موقعاً وتدبراً. وأما سورة الفرقان؛ فلأنها السورة المعرِّفة بالقرآن الكريم وبدعوته بامتياز. وأما سورة (يس) فلأنها مدرسة الدعوة والداعية، فمن أوتيها فقد أوتي خيراً عظيماً، وفتحاً مبيناً. وأما سورة الحجرات؛ فلأنها دستور شامل لنظام الأخلاق الاجتماعية".
وكانت جولةً إيمانية ، ترقى بنا والأمة أجمع إلى أسمى آفآق القرب والنهضة ، أشعر دائماً عندما أقرأ للدكتور فريد الأنصاري مدى إيمانه وإخلاصه ، تراه يحدثنا عن روحانيات ورقائق في زمن كثرت فيه الماديات و انشغلنا -وللأسف- عن أمورٍ هي من أولوياتنا لو فقهنا، أراد أن يعلّمنا طريق العودة فكان " مجالس القرآن " فكرةٌ لنسبح في فضاء القرآن الكريم ، بل في بحر جماله النوراني العظيم ! وتحت شلال روحه الرباني الكريم !
يطرح فكرة " المجالس الأسرية " و " صالونات القرآن " لتمتد إلى" مجالس الشباب ومجالس النساء .."
بيّن الكتابُ الخطوات المنهجية الثلاث لتدارس القرآن : أولها : تلاوة القرآن بمنهج التلقي ثانياً : التعلم والتعليم بمنهج التدارس ثالثاً : التزكية بمنهج التدبّر
ومن ثم ضوابطٌ لنجاح هذا المشروع الذي أسأل الله أن ييسر لي تطبيقه وأرى من نتائجه وخيره وبركته بنفسي طبعاً للكتاب بقيه فهذا الحزء الأول ، وبقي التطبيق العملي للفكرة في الجزء الثاني
راق لي :
" فيا من تبحث مثلي عن طريق الله ! ... برنامجك العملي وميثاقكَ الدَّعوي ؛ كتاب واحد لا ثاني له : القرآن العظيم ! ، وشيخُكَ الراعي وأستاذكَ الداعي ؛ مربٍّ واحد لا نظير له : هو من " كان خُلقه القرآن " ؛ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ، و أمّا مقركَ الدعوي ، ومنطلقك ( الاستراتيجي ) ؛ فمكان واحد لا بديل له : هو بيت الله ! ، فاطرق باب المسجد تجدْ وجه الله ! وادخل فضاء القرآن تسمع كلام الله ! "
الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله من الكُتاب القلائل الذين تحس بتجردهم لله عز و جل أدرك حقيقة الإيمان، فعمل في سبيلها، مبتعدا عن كل تحزب و تمذهب أما الكتاب فهو وصفة لبعث هته الأمة من جديد، فلن يكون هذا إلا بالقرآن الكريم وصفة لامس فيها الشيخ لب الموضوع، فركز على ما يراه الأهم لنهوض هته الأمة و هو بعث روحها من جديد فكرة مجالس القرآن، إحياء لسنة أساسية متروكة، سنة تدارس القرآن، سنة تركناها و انشغلنا عنها بسنة الظاهر فما أحوجنا إلى قراءة القرآن، قراءة تلقٍ ، تعلم، تدبر و تدارس أعاننا الله على السير في هذا الطريق، و جزا الله الكاتب خير الجزاء
الكتاب الأول ينقسم إلى جزئين القسم الأول: شرح مفصل لمشروع مجالس القرآن فكرتها وأسباب حاجتنا لها ومنهجيتها القسم الثانية: مدراسات قرآنية تطبيقية لسورة الفاتحة والفرقان ويس والحجرات
أعتقد بأنه من أفضل الكتب والمشاريع القرآنية أنهيت الجزء الأول مع مجموعة قراء الجرد
لا بد للمجالس من مجالس تُتدارس فيها و تُبحث، بما جعلها كاتبها عليها رحمه الله من منارات تبصّر بأنوارالقرآن، فهما و اهتداء و تخلّقًا، سعيا لإقامته على الأرض، قرآنا يمشي، و تنفيذ وظيفته الكبرى التي أُنزل بها و كأنك تكتشف رسالات الله لأول مرّة، تشعر بخطاب الله لك أنت، و تفهم مرادات الله من آيه و تُعيد توجيه بوصلة حياتك باتجاه غاياته الكبرى، و تسطر خطوط حياتك العريضة نسخا على قضاياه الأساسية و كان لا بد بعد كل مجلس من مراجعة له و تلخيص و تفكر، و كان هذا بعض ما دوّنته سريعا بعد مجالس لافاتحة مما منّ الله به :"فسبحان الله: في هذه البضع وُريقات تجد الشيخ رحمه الله عليه يروح بك و يجئء بين التأصيلات العليمة التنظيرية و الحوالك الواقعية للفرد و الأمة ليُمددك بسلاح القرآن الذي تُجابه به ظلام اليوم و كل يوم بما جابه به كل من تسلح بنور الوحي من عبق التواريخ و الأحداث: فهو يجعل لكتابه هذا صفة من صفات كتاب الله العزيز: الفاعلية و الحركة في "الأرض لا مجرّد التنظير فقط، فتدرج مع القصص القرآني � مثلا � لتتشبع بالسنن الكونية للإصلاح و التغيير. هذا رابط التدوينة، و لله الحمد في الأولى و الآخرة
هذا الكتاب مكرر؛ فهو يمثل القسم الأول من كتاب الدكتور الأنصاري "مجالس القرآن - مدارسات في رساﻻ� الهدى من التلقي إلى البلاغ" .. و هو عبارة عن مدخل لمشروع الدكتور رحمه الله ( مجالس القرآن ).. لربما مقصود إفراد هذا القسم في كتاب؛ للإختصار و للتركيز على فكرة "مجالس القرآن" فقط دون الدخول في تفاصيل و صفحات أكثر؛ لأن القسم اﻵخ� عبارة عن نماذج تطبيقية لمشروع مجالس القرآن
و بالطبع أنصح بقراءة الكتاب اﻵخ� الأشمل؛ فالنماذج التطبيقية مهمة جدا لبيان هذا المشروع العظيم
من نعم الله وإمتنانه علي ّ هدايته إياي هذا الكتاب في الوقت المناسب وبمحض الصدفة،إلتقيت به في رمضان وعشت معه لحظات جميلة.. الكتاب منهاجي تعليمي أكثر من كونه مجرد كتاب وجه بصري وبصيرتي لأمور كانت مغيبة عنيّ وذكرني بأمور تناسيتها مع الإيام لغتة بسيطة جميلة وأجمل مافي الكتاب أسلوب كاتبه إذ هو يخاطب نفسه بهذا الكتاب قبل مخاطبتنا ويلوم نفسه على تقصيره قبل لومنا نتج عن ذلك حوار نقي جميل قريب جداً من القلب ويلامس شغاف الروح💞�
قرأت مقتطف من هذا الكتاب ضمن دورة تدبر القرآن.. وقد تم اختيار هذا القسم من الكتاب ألا وهو قسم "سورة الحجرات".. وللحق رغم عدم اطلاعي الكامل على باقي الكتاب إلا أنه ولّد لدي انطباعاً إيجابياً على أسلوب سياقة المؤلف رحمه الله وطريقة تناوله الآيات القرآنية الكريمة وتحليلها والغوض في ثناياها لاستنباط ما أمكنه من حكم وأوامر ونواهٍ قد يغفل عنها القارئ الذي يمر على كلمات الآيات دون سبر أغوار ما تحتويه..
أأمل أن تكون لي عودة قريبة للإبحار مجدداً في هذا الكتاب وأجزاؤه التالية بعد أن اغترفت بعضاً منه
مجالس رائعة تحلق بك في سماوات الوحي فتتهادى روحك فيها.. مجالس قرآنية تغيّر نظرتك للحياة وتعيد ترتيب نفسك من الداخل على ضوء القرآن.. لقد أبدعت وأجدت يا د فريد رحمة الله عليك وتغمدك الله بفسيح جنانه.. لقد قربّت القرآن لنفوسنا وواقعنا رضوان الله عليك ورحماته.. اللهم وسع له في قبره واجزه عنّا خير الجزاء. أكثر ما يحزنني أن المجالس لبعض السور وليست لكل السور كم تمنيت أن أقرأ جميع السور بمنظارك رحمة الله عليك..