حوار الفقهاء و المؤرخين من مختلف الفرق و المذاهب حول تاريخ القران الكريم منذ جمعه و تكوينه و حتى ترقيمه و تنقيطه و الاختلاف في عدد سوره و اياته و حيرة المفسرين بمعاني حروف التهجي التي تقدمت عددا من سوره. يبدأ بأسماء القران التشريفية بكراماته سوره و اياته و حروفه بعد العروج على مجمل تاريخ التنزيل ثم يتناول مقالة خلق القران التي شاعت ايام الخليفة عبدالله المأمون محاورا شخوصها و محنتها ثم مصيرها و مصير القائلين بها بعد عصر ازدهارها ايام ثلاثة من الخلفاء ثم خفوتها ايام المتوكل. ثم يختتم بتقديم تحقيق لكتاب الجاحظ المخطوط (خلق القران). كان ابن حجر شاهدا على تفاصيل المحنة دونها في كتابه الى جانب عرض تصورات اصحابه و موقف الجميع من محنة الفقهاء الممتحنين
هو باحث عراقي ولد في الجبايش (العمارة) جنوب العراق وتخرج من معهد المعلمين في بغداد سنة 1975. حصل على شهادة البكلوريوس من جامعة عدن 1984. نال شهادة الدكتوراه في صوفيا في الفلسفة الإسلامية سنة 1991. مارس التعليم في مدارس بغداد الابتدائية للفترة 1975_1979 في الوقت الذي نشرت فيه منظمة اليونسكو تقريرا قالت فيه ان التعليم في العراق يضاهي التعليم في الدول الاسكندنافية. درس في الجامعات اليمنية للفترة 1979_1988 وهي الفترة التي شهدت رحيل حوالي أكثر من 23 الف باحث وطبيب ومهندس إلى خارج العراق نتيجة حرب الخليج الأولى التي خاضها العراق بقيادة صدام وايران بزعامة الخميني.وهو أيضا كاتب مقال اسبوعي في جريدة الشرق الأوسط وصحف أخرى ابرزها الاتحاد الإماراتية.
من الكتب المهمة لفهم فترة حرجة ، فترة مفصلية في تاريخ الدين الاسلامي..جمع المصحف وترتيب سوره واياته ..مصاحف عثمان وعلي ومسعود وغيرهم من الصحابه ..ايهم أصح ؟ ..أسئلة كتير الكتاب بيحاول يوصل فيها لاجابة بدون تحيز ملموس..لم أفهم فقرة خلق القرآن ..ضروري اقرا كتاب تاني عن قضية مهمة زي دي. ميزة الكتب دي انها بتوضح حاجات كتير بيحاولوا ميقربلوهاش ..باعتبار ان كل شيء من الثوابت ومساسه فا هو اخلال بالدين وزعزعة للايمان ..أي ايمان ؟
أول كتاب أقرأؤه لرشيد الخيون... شد اهتمامي ما كتبه في أوله عن تاريخ التنزيل الحكيم... - يمر الكاتب على مشكلة ما أثارها بعضهم من وجود خطأ في الكتاب، وهي الآية "يا أخت هارون" في العلاقة مع مريم، ومحاولة تأويل ذلك، وكانت النتائج غير مقنعة حتى الآن. ثم يسر الكاتب اللحن والخلاف في قراءة بعض الآيات، ربما نتيجة لعدم الإعجام في الأحرف، مع الانتباه إلى أن التنقيط (أي علامات الإعراب) كانت موجودة أيام الصحابة، مع الإشارة إلى ما قام به الحجاج بن يوسف في تغيير بعض حروف الكتاب. - يذهب الكاتب إلى أن أسماء وألقاب السور غير توقيفية، اي أنها ليست من الله ولا رسوله، وأن هناك اختلافات في أول ما نزل من الكتاب: الفاتحة أم العلق أم المدثر؟، وما هو آخر ما نزل في مكة أو ما نزل في المدينة، أو أن التفرقة بين المكي والمدني ليس مكانيًا، وإنما هو بحسب الطابع (طابع السور المدني بعد استتاب الدعوة وتحقيق الانتصارت، تميزت بالشدة والعنف). وأن هناك اختلاف في عدد السور والآيات والحروف في كتاب الله، وأن ابن مسعود لم يذكر المعوذتين في مصحف، كونه شاهد رسول الله يعوّذ بهما الحسنين بجانب عبارة "أعوذ بكلمات الله التامات..."، فاعتبرهما ليستا من المصحف، وكما فعل أبي بن كعب، عندما زاد سورتين، وهما القنوت، عندما شاهد رسول الله يقول به بداية الصلاة، فاعتبره من الكتاب. كما يذهب الكاتب إلى أن هناك سور وآيات - من الكتاب - فُقدت، وهذا الأمر متفق عليه بين السنة والشيعة. - يذكر الكاتب مسألة جمع المصحف، وما فعله أبو بكر، وعمر، ويُشير إلى أنه ربما قام زيد بجمع الآيات الناسخة والمنسوخة، لذا ظهر التعارض بين آيات الكتاب، مع أنه رفض قبول آية الرجم من عمر، لعدم وجود شهيد بذلك بجانبه، وكان الكتاب غير مقتنعٍ بذلك. ويمر على مسألة جمع الناس على مصحف واحد أيام عثمان، وأنه لا مبرر قوي لما فعله عثمان، كما رافق ذلك استخدام القوة؟ (وهو أمرٌ لم تقم به الكنيسة المسيحية) مع ما قام به عثمان من إزالة الحصون وصومعة غمدان، بمحوه للآثار الماضية للأمم السابقة، وهذا ما أدانه الجاحظ، وأدان كذلك ما تلاه مما قام به العباسيون وغيرهم. - يذهب الكاتب إلى ترجيح ما يُسمى بالأحرف السبعة، بأنها اللهجات العربية في قراءة الكتاب (الكشكشة والسكسكة...)، وأن معنى الحروف المقعطة في أوائل السور، هي عبارة عن لفت كفارة قريش عن الإساءة لكتاب الله والتخليط على الناس عن سماع الآيات من لسان رسول الله، فجاءت هذه الحروف، لتشويشهم؟ - وأما بشأن الإعجاز اللغوي، فيُلمح الكاتب إلى أن الإعجاز البلاغي اللغوي كان وانتهى بنهاية العرب أصحاب البلاغة. وأن رسول الله يعرف القراءة والكتابة، فهو من قبيلة تجارية متحضرة، كما أنه من علية القوم؛ الذين تهتم أسرهم بتعليم أبنائهم، كما أن الآية: (ويعلمهم الكتاب والحكمة) دليل على أنه يعلم القراءة والكتابة، وإلا فكيف سيعلمهم؟ - يُدافع الكاتب بشدة عن وجود آيات شيطانية، وأن الشيطان ألقاها على رسول الله، ولا يُحاول تأويلها. - ثم يسرد الكاتب تاريخ مقالة خلق القرآن، مرورًا بمحنة الجعد بن درهم عندما رفض أن يكون الله كلم موسى، وقام بتأويل الآية إلى أنه خلق الكلام في الشجرة، فكان أن تم التضحية به يوم عيد الأضحى على يد خالد بن عبد الله القسري، وأن المحنة الفكرية استمرت أيام المأمون عندما أعجبه موضوع مقولة خلق القرآن، التي أتى بها المعتزلة (وكذلك الخوارج وأكثر الزيدية والمرجئة وكثيرٌ من الشيعة)، فتبناها، وأجبر الناس عليها، مما سبب في انسحاب المعتزلة من مجلسه، والاعتكاف في البيوت... مرورًا بما تم على يد المعتصم والواثق (عناد ابن حنبل الواضح حسب الوصف)، حتى انتصرت المعارضة الحنبلية أيام المتوكل، فكانت أن تم البطش بالمعتزلة. ويذهب الكاتب إلى أن الحاحظ قد عبر أن الإمام ابن حنبل قد أقر بمقولة خلق القرآن، وإلا فلماذا يتم إطلاقه من سجنه وبقاء غيره فيه. وأن هناك تزوير (إشارة من الكاتب بذلك) من قبل الحنابلة في الادعاء بأن ابن حنبل رفض مقالة خلق القرآن وأنه تمسك بها حتى جاء الفرح أيام المتوكل؟ ويُشير الكاتب للعداء بين الطبري (صاحب التفسير والتاريخ) وبين الحنايلة (العامة جسب التعبير تلك الأيام) بسبب تجاهل الطبري عن سرد قصة محنة ابن حنبل، ومنعه من دخول بغداد، والوقوف دون دفنه فيها - بعد موته -؟ - سبق الحاجظ القائلين بالعلمانية عندما صرح بضرورة وجود حكومتين: دينية وزمنية، وكلامه هذا لم يؤثر على الحاكم القائم لعدم فصل السلطة المدنية عن الدينية. - يبدو أن المعتزلة قد افترقوا أيام زيد بن علي إلى رافضة، وهم الأثني عشرية (معتزلة بغداد) وزيدية (معتزلة البصرة ). - يتساءل الجاحط، فيما إذا كان الحجر الأسود كان ابيضًا واسود بخطايا المشركين، (اسود بلمس الحيض عند الطواف حسب تعبير بعضم)، فلماذا لم يبيض مع وجود المسلمين؟ - خالف الجاحظ المعتزلة في قوله بأن المعارف طباع، أي المعرفة الضرورية، أي أن الإنسان بغريزته يعلم الله، وبالتالي يتساءل المعتزلة أين دور الرسل؟ - المتوكل العباسي هو أول من فرض على أهل الكتاب التمييز في اللبس، والتقييد في الحركة...
يتناول كتاب الكاتب والباحث في التاريخ، العراقي رشيد الخيون “جد� التنزيل مع كتاب خَلقِ القُرآنِ للجَاحِظ� أكثر القضايا الفكرية والحضارية جدلا في التاريخ الإسلامي ألا وهي جدل التنزيل للنص القرآني، التي شغلت فترة طويلة من الزمن بال المفكرين والدارسين، وخلقت ما يشبه الصراع بين مذاهب فكرية مختلفة، أشهرها المعتزلة الذين أسسوا لمفهوم أن النص المقدس مخلوق.
يرى الخيون أن المعتزلة حاولوا تجاوز الصد الذي كان مفروضا حول التفكير في المقدسات والبحث بعمق فيها، “ففتحو� كوة في الجدار المقدس، تسرب منها خيط من النُّور، وهو حلم الله في سيادة العقل، كما اعتقدوا وسعوا إلى تثبيته، بمقالتهم الشهيرة ‘خل� القرآن� مثلا�.
يأتي كتاب “جد� التنزيل مع كتاب خَلقِ القُرآنِ للجَاحِظ� في طبعة رابعة منقحة ومزيدة عن الطبعات السابقة، ومنذ مطلع الكتاب يصارح الخيون قراءه بأن حيادية البحث والدراسة في المقدسات الحيَّة صعبة المرتقى، فللجدل والمعرفة حدود ليس لأي أحد تجاوزها، وما بعد ذلك من شأن الله، والكلام في الله لا يجوز، مثلما ورد عن بعض الأئمة “مَ� تكلم في الله هلك�. هنا نستجلي صعوبة مهمة الباحث في تقصي الأفكار والتحقق منها بحيادية دون أن يسقط زمنه أو خصوصياته على المحاولة البحثية، وهو ما تجنبه الخيون بأن أتى بالنصوص لتنطق هي بذاتها محمولاتها الفكرية والدلالية.
يقول الخيون في مقدمة كتابه “لق� أبهرني حب القلة القليلة من المؤرخين الأولين للمعرفة من أجل المعرفة، فدخلت في هذا الموضوع، وحرصت على ترك الروايات تتكلم، لحقيقة بسيطة وهي أن الرواية التي تعبر عن نفسها لا أجد مبرراً في تفكيكها ونسجها بأسلوب آخر، أو إسقاط تفسيرنا وتأويلنا عليها، ولعل ذلك في عرف الآخرين قصور في البحث أو تهاون في التحليل أو خشية من إبداء الرأي، لكنَّ كلَّ هذا لا وجود له، ماعدا أنها إذا كانت واضحة بسيطة فلا داعي إلى تعقيدها�.
ويؤكد الباحث أنه التزم بالنصوص التي نقلها دون استنطاق، لأنه كلما تم الالتزام بالنُّصوص المروية وتوثيقها كان البحث رصيناً، ودون تعنت. وهذه هي طريقته المحببة في البحث.
فبينما يحاول العديد من الباحثين سلب بهاء الرِّواية، ويتحدثون حول الحدث، وكأنهم شهود عيان، يتجنب رشيد الخيون ذلك، وهذا جلي في ما سيجده القارئ من غزارة في النُّصوص المروية، التي تجيب بنفسها عمَّا يطرح من تساؤلات حول القرآن كنص إلهي منزل وكتاب له تاريخ مِن فعل البشر، جمعوا آياته وسمّوا سوره وأدرجوا فيها هذه الآية أو تلك، وما حدث من جدل حوله، لم يكن الغرض منها التَّنصل من المسؤولية بقدر ما هو حرص على سلامة المعلومة، وقيمتها التَّاريخية.
قسم الخيون كتابه إلى أربعة أبواب في بحثه في النص القرآني، نتبيّن في الباب الأول أحداثا وقضايا كثيرة حدثت مع النص القرآني، مثل أحوال نزوله إضافة إلى عملية إحصاء السُّور والآيات والحروف وعملية التعجيم والتنقيط علاوة على اختلاف القراءات. وأتى الباحث على أحداث تاريخية مثل حرق المصاحف واختلاف القراءات وأخبار التحريف، منتهيا في الباب الأول إلى كرامة النص وقدسيته؛ حيث نلاحظ في القسم الأول من الكتاب سعي الخيون إلى وضع إطار عام تمهيدي عن الكتاب المقدس لإثارة المبحث المطروح حوله.
ويشرح الخيون في ثاني أبواب الكتاب تاريخ مقالة خلق القرآن واختلاف المتكلمين، ليخلص إلى دفاع المعتزلة الذي خلق كما يقول الباحث المحنة التي بيّنها بين نشوبها ومصيرها، آتيا على ذكر كل من ابن حنبل والمتوكل.
وبعد أن قدم الجاحظ وكتبه المصاحف إضافة إلى مقالاته الكلامية في ثالث أبواب الكتاب، يرى الخيون أن مقالة خلق القرآن كما طرحها المعتزلة لا تعني أن القرآن من تأليف النَّبي محمد، كما يزعم خصومهم، كذريعة لإصدار فتاوى التكفير والقتل بحق قائليها، إنما تعني الفكرة ببساطة نفي صفة الكلام عن الله، وأن القرآن مخلوق من مخلوقاته وليس قديماً بقدمه، وإنه نزل على مصالح العباد وهي محدثة لا قديمة، في حال مِن الأحوال، فإذا كان النَّاس أنفسهم محدثين مخلوقين فكيف بمصالحهم؟ ينزل ويتكلمه أو ينطقه مَنْ أنزل عليه بطريقة ما، كرؤيا النائم، أو رؤيا اليقظان. وما جرى من الحديث حول الوحي وأوصافه قد لا يتوافق مع فكرة أو مقالة “خل� القرآن�.
وفي الباب الرابع والأخير من مؤلفه يتطرق الباحث إلى “كتا� خلق القرآن� للجاحظ ليقدم منه مقولات حول خلق القرآن، وينشئ ذلك الجدل الفكري بين مختلف المذاهب حول واحدة من أعقد القضايا التي ما زالت تبعاتها تلقي بظلالها على المفكرين العرب اليوم. ويقدم الخيون كتاب الجاحظ مع تحقيق له.
كتاب الجاحظ خلق القرآن من الكتب القليلة التي وصلتنا بأقلام المعتزلة لأن أغلب ما كتبوا برغم غزارة إنتاجهم الفكري قد دمر أو تم تجاهله. سمعت عن الكتاب منذ أكثر من عشرين سنة وبدون نجاح و وجدته هنا بالصدفة. المحقق متمكن من عمله و لو أن الثلث الأول تجميع بدون فايدة تذكر و كان الأولى أن يحصر الكتاب في تفسير معركة خلق القرآن.
الكتاب ذات نفسه صغير جداً و لو أن أهميته تكمن في تقديمه لصورة مخالفة تماماً لمحاكمة الإمام ابن حنبل عن تلك التي قدمتها كتب اتباعه ثم ثبتت الأن كأنها ما حدث بالضبط.
هل تعدد اسماء السور دليل على أن التسمية لم تكن توقيفية عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ؟ يذكر الاستاذ رشيد الخيون عن بعض العلماء ان ترتيب السور لم يكن توقيفيا من الرسول الكريم وإنما حدث ذلك بعده صلى الله عليه وسلم ومن هنا يقول ان سور القرآن ليس بينها ارتباط قوي وهذا خلاف ما يقوله العلماء من ارتباط كبير بين نهاية السورة وبدايات ما بعدها المهم ما نخرج به .. ان حال التمذهب حال سليمة فما دام هناك حياة وتطور إجتماعي وفكري لابد ان تتبلور آراء ومفاهيم تقود الى قيام فرقة او مذهب
كتاب ثقيل، ويتحدث عن قضية في غاية الحساسية، يا من يقرأ لأجل المعرفة مهما وصلت به إلى مفترق طرق أو طريق مسدود، يا من لا يخاف وضع رجله في معترك المعرفة الحساسة يا من لا يخاف من أن يُوصف بالزندقة والكفر، هذا الكتاب لك، هذا الكتاب سيضيء لك الكثير من الأمور التي لا أعتقد أنها خطرت على بالك في يومٍ من الأيام�