تخرج فى قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1949. نال الماجستير عام 1952 والدكتوراه عام 1956 فى الفلسفة من جامعة عين شمس.
عمل أستاذا ورئيسا لقسم الفلسفة بجامعة عين شمس حتى 1974. وعمل أستاذا للفلسفة ورئيسا لقسمها فى جامعة الكويت «1974 ــ 1991». ترأس تحرير مجلتى «الفكر المعاصر» و«تراث الإنسانية» فى مصر. عمل مستشارا لشئون الثقافة والعلوم الإنسانية فى اللجنة الوطنية لليونسكو بالقاهرة. وتولى منصب مستشار تحرير سلسلة عالم المعرفة الكويتية، وكان أيضا من مؤسسيها.
من مؤلفاته «نيتشه»، و«نظرية المعرفة والموقف الطبيعى للإنسان»، و«اسبينوزا»، و«الإنسان والحضارة»، و«آراء نقدية فى مشكلات الفكر والثقافة»، و«الحقيقة والوهم فى الحركة الإسلامية المعاصرة»، و«الصحوة الإسلامية فى ميزان العقل».
نال زكريا جائزة الدولة التقديرية، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمى عام 1982 عن أحسن كتاب مترجم «حكمة الغرب» تأليف برتراند رسل، جزءان، وجائزة «جان ماس» التى تمنحها الرابطة الفرنسية للتعليم والتربية.
* عن مقال سامح سامي في الشروق بتاريخ 13- مارس 2010 ------------ الدكتور فؤاد زكريا كان أستاذاً للفلسفة بكلية الآداب � جامعة عين شمس، ورأس تحرير مجلة الفكر المعاصر في ستينيات القرن الماضي. وقد غادر بعدها مصر إلى الكويت ليرأس قسم الفلسفة بجامعة الكويت حيث أشرف على بعض إصداراتها الثقافية. وعاد بعدها إلى مصر ليرأس لجنة الفلسفة في المجلس الأعلى للثقافة حتى وفاته. (مصطفى صفوان، #لماذا_العرب_ليسوا_أحرارا)
قوة عسكرية وتقنية و اقتصادية وعلمية وكل ما يمكن أن توصف به دولة من كلمات رنانة نجدها تقال في بلاد العم سام الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هنا يقفز على البال سؤال كبير، هل النموذج الأمريكي يمكن تطببقه على دولنا العربية من حيث استنساخ النموذج بكل أركانه؟ أم أن هناك نقص ما، لا يراه المواطن العربي البسيط؟ هنا يجيب الدكتور فؤاد زكريا على هذه الأسئلة وغيرها في كتابه (العرب و النموذج الأمريكي) الذي يأخذنا فيه إلى رؤية أمريكا الحقيقية من الداخل ومحاولة فهم كيف تنظر لنا هذه الدولة نحن العرب، ومن خلال ماذا تتعامل معنا وعلى ماذا تقوم هذه العلاقات التي بدأت حميميتها من بعد الحرب العالمية الثانية بشكل كبير.. حيث يرى الدكتور فؤاد زكريا أن النموذج الأمريكي لا يمكن تطبيقه إلا على امريكا بنفسها، او بمعنى أبسط أن العوامل التي قامت بولادة هذه الدولة لا يمكن الاستناد عليها جغرافياً و ثقافياً كنموذج للعرب لأسباب عديدة، فمن جغرافيا منعزلة عن العالم تقريبا هاجرت إليها جموع بشرية من أعراق مختلفة، إلى وجود شعب بدائي تمت إبادته بالكامل وصولا إلى أن هذه الجغرافيا البعيدة لم يسقط على رؤوس قاطنيها صاروخ واحد من مئات الآلاف من الصواريخ التي تقاذفها العالم إبان الحربين العالميتين اللتين خرجت منها الولايات المتحدة الأمريكية الرابح الوحيد، وصولاً إلى ثقافة عالمية جديدة تحاول فرضها بطرق ناعمة على العالم أجمع، وغيرها من العوامل الداخلية و الخارجية، ويرى الدكتور فؤاد زكريا أن النموذج الأمريكي حالة لا يمكن تكرارها للأسباب المذكورة وغيرها، ويرى الدكتور زكريا من جانب آخر أن الكثير من العرب ما زال مفتوناً بالنموذج الأمريكي من كل النواحي رغم أن هذا النموذج أو الفكر القائم على هذا البلد هو من يقوم على مساندة الكيان الصهيوني، مما يضع المواطن العربي بين حلم تطبيق النموذج الأمريكي على بلده وبين محاولة التوفيق او لنقل التغاضي عن فكرة أن الكيان الصهيوني يستمد جبروته وممارساته الإرهابية من خلال مساندة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، حيث يقول الدكتور فؤاد زكريا في هذا الجانب ما نصه
(لا بدَّ لكل من يُبهِره النموذج الأمريكي، ويحلم بتحقيقه في بلده العربي، أن يواجه مشكلة أساسية، هي التوفيق بين إعجابه المُفرط بأمريكا، وبين ما يعرفه عن الارتباط الوثيق بين أمريكا وإسرائيل. والذي يحدث عادة هو أن المعجبين بأمريكا يصورون هذا الارتباط بصورة مشوهة، أو مخفَّفة، لا تُعبر عن حقيقته، وإنما تعبر عن رغبتهم � الواعية أو غير الواعية � في الاحتفاظ بصورة نقية لأمريكا من جهة، مع عدم التفريط في موقفهم تجاه إسرائيل من جهة أخرى. وتدور هذه الصورة المُشوَّهة عادة حول فكرة رئيسية، هي أن الارتباط بين أمريكا وإسرائيل مُؤقَّت، وأن في استطاعة العرب، لو أجادوا استخدام الأساليب السياسية والدبلوماسية، أن يفكُّوا هذا الارتباط، ويوجِّهوا السياسة الأمريكية نحو الانحياز لهم، وأن يضمنوا على الأقل وقوفها على الحياد، بحيث تتَّخذ في نهاية الأمر خطًّا متوازيًا بين الطرفين.
هذه الفكرة تستهدف في واقع الأمر، أن توفِّق بين شيئين لا يمكن أن يتلاقيا، وهما الحرص على إرضاء أمريكا من جهة، والتصدي لإسرائيل من جهة أخرى. والواقع أنه، إذا كانت أحداث الأعوام الثلاثين الأخيرة قد أثبتت شيئًا، فهو أن الارتباط بين أمريكا وإسرائيل ارتباط عضوي لا ينفصم، وأننا لا يمكن أن نكون جادِّين لو حاولنا أن نحتفظ بصداقتنا لأمريكا، وأن نقف في الوقت ذاته موقفًا حازمًا في وجه النزعة التوسُّعية الإسرائيلية. فهذان موقفان لا يجتمعان، وكل تجاربنا السياسية الماضية تثبت ذلك.
فكل من يختار البديل الأول، أعني صداقة أمريكا وتأييد اتجاهاتها العامة وترك المجال أمامها لكي تتغلغل استراتيجيًّا واقتصاديًّا في المنطقة، لا بدَّ أن ينتهي به الأمر إلى موقف متهاون في القضية الأخرى، قضية إسرائيل. وكل من يأخذ البديل الثاني مأخذ الجِد، أعني من يريد الوقوف بحزم وصلابة في وجه الأطماع الصهيونية، لا بد أن يصطدم، بشكل أو بآخر، بالمصالح الأمريكية، وأن يتخلَّى عن وهم الاستعانة بأمريكا من أجل زحزحة إسرائيل عن مواقفها.هذه هي القضية في شكلها البسيط، الصريح، الذي لا يعرف الالتواء أو المواربة.)
ويركز كذلك الدكتور فؤاد زكريا في هذا الكتاب على أن أمريكا من الداخل ليست هي في حقيقتها أمريكا التي يتمناها العربي كنموذج يطبق في بلده، حيث يزيح الدكتور فؤاد زكريا الغشاوة عن عيون الحالمين بهذا النموذج على إشكاليات الديمقراطية الأمريكية في منهجها الحقيقي وعلى دعاية العدل و المساواة بين مواطنيها في ميزان مقارعة المعسكر الشرقي من خلال الحرب الإعلامية الشرسة بين المعسكرين حتى هذه اللحظة، فالنموذج المادي الذي تحاول أمريكا ان تصدره للعرب والعالم هو في تركبيته الداخلية يفتقر إلى الرأفة الإنسانية والضمير الحي في ظل نظام رأسمالي جشع لا يهتم إلا بالمادة على حساب الأنسان، يتضح هذا جلياً من خلال المتتبع الدقيق للشأن الأمريكي الداخلي و الاضطربات و الاحتجاجات التي تتفجر بينة فترة واخرى ضد البطالة و العنصرية و الجريمة وغيرها من الاشكالات التي لا تظهر على السطح بنفس قوة الداخل، ومن خلال تشخيص الدكتور زكريا لأمريكا الداخل ومعايشته لأوضاعها من خلال قضائه خمس سنوات هي أخصب سنوات حياته كما يقول ننقل هنا جزءاً من رأيه عن الداخل الأمريكي حيث يقول
(إن الثراء الأمريكي ليس مطلقًا. ففي أمريكا فقراء بأعداد لا بأس بها، وفيها عاطلون يُشكِّلون نسبة من الأيدي العاملة قد تصل أحيانًا إلى العُشر. وقد يرى البعض أن الفقير في أمريكا أحسن حالًا، على وجه العموم، من متوسط الحال في معظم البلاد المتخلفة، وهو أمر يمكن أن يكون صحيحًا إذا ما نظرنا إليه نظرة إحصائية رقمية، أما إذا تأمَّلناه من منظور إنساني فلن يعود السؤال الرئيسي هو: ما مدى فقر الفقير في المجتمع الأمريكي؟ وإنما لماذا يكون هناك فقراء أصلًا، في بلد يتمتَّع بكل هذا الثراء؟ وبالمثل فإن العاطل يحصل، لمدة معينة، على مبلغ من الضمان الاجتماعي قد يسد احتياجاته الضرورية، ولكن المسألة في هذه الحالة أيضًا ليست مقدار هذا المبلغ، وإنما هي: لماذا يكون هناك عاطلون بالملايين، في أوقات الرخاء وفي أوقات الأزمات على حدٍّ سواء، وكيف يرضى المجتمع الأمريكي بأن تكون ظاهرة البطالة جزءًا لا يتجزأ من بنيانه، ومن نظام حياته؟ ولماذا تظهر البطالة � على مستوًى غير قليل � في مجتمع يملك وسائل إنتاج هائلة وإمكانات عظيمة للتوسُّع؟ وما هو التأثير المعنوي للبطالة في نفس الإنسان، بغض النظر عن تأثيرها المادي في مستوى حياته؟
إن التعليل المعروف لهذه الظاهرة هو أن المجتمع الذي يقوم على الاقتصاد الحر بأوضح صوره، يحتاج إلى وجود نسبة من العاطلين عن العمل كيما يساوم بهم ضد مطالبات العمال المستمرة لرفع أجورهم. وهذا التعليل يفترض، بالطبع، أن العامل الإنساني في الموضوع لا أهمية له، أي أن إحساس العاطل بالإحباط، وعدم الأمان، والانهيار الناتج عن شعوره بأنه سيظل لفترة � لا يدري إلى متى تطول � إنسانًا غير منتج في المجتمع، كل ذلك لا يدخل في الحسبان ما دامت مصلحة الأعمال الاقتصادية (البيزنس) تقتضيه.
وهنا نضع أيدينا على نقطة أساسية من النقاط التي تُميِّز مجتمع الثراء والوفرة هذا: هي اللاإنسانية. وأنا لا أعني بذلك أن الإنسان هناك يُحارب أو يُضطهَد في كل الحالات، وإنما أعني ببساطة أن الإنسان «لا يُعمل له حساب» � فهو يأتي على الهامش، بالقياس إلى ضرورات الأعمال الصناعية والتجارية. والعلاقات الإنسانية لا تدخل بوصفها عاملًا يحسب حسابه عند اتِّخاذ قرار اقتصادي أو اجتماعي معين. «من المفارقات الساخرة أن العقل الأمريكي هو الذي اخترع عِلْمًا اسمه العلاقات الإنسانية Human Relations» وهذا العِلم يتعلَّق بالجانب الإعلامي والإعلاني من الأعمال الاقتصادية، والمتخصصون فيه يبحثون في كيفية التأثير في العمال والعملاء، أي في المُنتجين والمُستهلكين، وفي كيفية التعامل مع المنافسين أو المشاركين في الإنتاج، كل ذلك بهدف واحد أخير هو زيادة الربح إلى أقصى حدٍّ، أي أنه � بصريح العبارة � هو علم «العلاقات اللاإنسانية». وعندما تكون مصلحة الأعمال الاقتصادية (البيزنس) مُهدَّدة، فإن العوامل المجردة التي لا تُقيم أي وزن لما هو إنساني هي وحدها التي تؤخذ في الاعتبار. إنه شكل من أشكال قانون الغابة، ولكنه منقول من صورته البدائية إلى صورة شديدة التعقيد، تُلائم أعلى مراحل العلم والتكنولوجيا وأعقد صور الإنتاج. هذا الشعور بانعدام الأمان، وإحساس الإنسان، عن وعي أحيانًا أو بلا وعي في الغالب، بأن متطلباته النفسية والوجدانية خارجة عن نطاق العمل، ولا يُعمل لها حساب في جهاز الإنتاج الجبار، يخلق مناخًا عامًّا من التعامل اللاإنساني بين البشر. ولا أودُّ أن أُطيل الحديث في موضوعات أصبحت الآن معروفة: كالقول مثلًا إن نسبة الجريمة في المجتمع الأمريكي تعلو على نظيرتها في معظم المجتمعات الأخرى. ولكني أودُّ، في صدد مسألة كهذه، أن أنبِّه القارئ إلى ظاهرة قد لا يجدها واضحة في التحليلات الشائعة؛ وهي الارتباط الوثيق بين «شكل» الجريمة الأمريكية، والطابع العام للمجتمع. ففي العالم كله تُرتكب جرائم، والكثير منها بشع، ولكن الجريمة في أمريكا لصيقة إلى أبعد حدٍّ بالمجتمع الأمريكي ذاته: إنها أولًا جريمة تكنولوجية على أعلى مستوًى، تُستخدَم فيها أحدث الأساليب والمُعِدات التي يقف أمامها أعتى اللصوص في مجتمعاتنا «المتخلفة» مشدوهين بلهاء. (من دواعي السخرية أن المسلسلات البوليسية الأمريكية تتباهي بالأساليب التكنولوجية الفائقة في عصريتها، والتي تستخدمها الشرطة الأمريكية في القبض على المجرمين: من طائرات هليكوبتر وزوارق هائلة السرعة وأجهزة لاسلكية خفيفة وأدوات تحليل بارعة وعقول إلكترونية تختزن المعلومات وتُعيد تقديمها في ثوانٍ، ومع ذلك فإن صانعي هذه المسلسلات لا يُدركون أن الشرطة لا تضطر إلى استخدام هذه الأساليب العصرية المُعقدة إلا لأن المجرمين بدورهم يستخدمون أساليب مماثلة، أي لأن المجرمين أعتى وأشد إجرامًا). وهي ثانيًا جريمة لا إنسانية: فنسبة جرائم القتل التي تُرتكب بلا سبب، أو لأسباب لا يمكن أن تؤدي إلى القتل في المجتمعات الأخرى، نسبة رهيبة. وهكذا تكون الجريمة صورة مصغرة للمجتمع، في تكنولوجيته الرفيعة المقترنة باللاإنسانية.
أما ظواهر التعصب العنصري، الذي لا تزال آثاره باقية بوضوح، وخاصة في الجنوب الأمريكي، فأمرها معروف. وأما إدمان المخدرات، وتفكُّك الأسرة وانحلالها وانعدام المشاعر الإنسانية الحميمة فيها، فتلك أيضًا ظواهر أصبح الجميع على وعي بها، وأصبح الكُتاب الملتزمون في أمريكا نفسها يدقُّون ناقوس الخطر بشأنها بلا انقطاع. ولكن الشيء الذي أودُّ أن أوجِّه إليه نظر القارئ العربي بالذات هو الطابع «العبثي» لهذه الظواهر في المجتمع الأمريكي: فالفنون الأمريكية تُقدِّم إلينا كل يوم أعمالًا تعر�� فيها صراعات بين الأب والابن مثلًا، ولكن المرء حين يتأمَّلها جيدًا لا يرى «مشكلة» على الإطلاق، ولو كان الموضوع الذي يدور حوله الصراع في مجتمع شرق مثلًا، لأمكن حله بسهولة تامة، دون أن يُصاب أحد بعُقدة مُستعصية. وحين يتأمَّل المرء ظاهرة إدمان صغار المراهقين للمخدرات، وارتكابهم شتَّى أنواع الجرائم أو الرذائل في سبيل «حقنة» من المخدر، يشعر بأن المجتمع الذي يسيطر على مادة الطبيعة على أكمل وجه، قد وقف عاجزًا تمامًا عن السيطرة على الإنسان، وأن الدقة الكاملة التي يتَّسم بها الإنتاج المادي يقابلها تسيُّب كامل واختلال أساسي في السلوك البشري.
ولكن، ماذا نقول عن الإحساس بالحرية، الذي يعده الأمريكي مفخرته الكبرى، والذي وصل إلى حد إطلاق اسم «العالم الحر» على الاتجاه الأيديولوجي الذي تتزعمه أمريكا؟)
وإنا إذ نرى هذا الكتاب تكمن أهميته في نزع القداسة عن النموذج الأمريكي في نواحي عديدة إلا أننا نؤكد أيضاً أن هذا النموذج كذلك احتوى على الكثير من الإيجابيات التي ساهمت بقليل او كثير في دفع الحضارة الإنسانية إلى مراحل متقدمة في مجالات المعرفة والعلوم والثقافة، إلا ان محاولة تمجيد او تطبيق اي نموذج خضع لعوامل لن تتكرر مستقبلاً على جغرافيا وشعوب تمتلك تاريخاً وحضارات مختلفة هو كمن يطلق الرصاص على قدميه�
كتاب جيد يوضح ان كثير من العرب يحبون النموذج الأمريكي وذلك بسبب علاقة مصلحة مباشرة مع اقتصاد أمريكا او حتى مصلحة غير مباشرة اذا كانت دولته تنفذ النموذج الاقتصادى الأمريكي ومنهم من يحب أمريكا انبهارا بسبب الاعلام وبسبب انه يري الحرية والثراء وكل ما يتمناه هناك فيتمني ان تكون دولته مثل أمريكا...أو شخص ذهب الى هناك وتأثر بأمريكا .
فيوضح الكاتب للعرب الذين يحبون ويتمنون ذلك النموذج ان نموذج أمريكا لا يمكن ان يتم تكريره لصعوبة تكرار نفس الصدف والاحداث العالمية واستحالة تطبيقه أو تقليده خاصة فى البلاد العربية والعالم الثالث. وأن ذلك النموذج ليس جيداً فى كل شئ بل تملاءه العيوب الذاتية
اعتراض بسيط فقط على ان مساندة أمريكا لاسرائيل كانت قوية منذ البداية وان البترول واسرائيل هما سبب اهتمام امريكا بالشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الثانية فاهتمام امريكا لم يكن فى 1948 ابدا كما كان فى بداية الستينات والدليل على ذلك حرب السويس واعتراض أمريكا . وايضا لأن اهتمام امريكا ليس فقط لمواد خام ولكن لاسباب اخري حتى لو كانت افقر بلد فى العالم انها السيطرة.
ينتقد فيه الكاتب السياسات الأمريكية وعلاقتها مع العرب ومن يحاول تقليد الظاهرة الأميركية
استعرض هنا بعض أفكار الكاتب من الكتاب ذاته والذي تكون من 6 فصول :
"أستطيع أن أقول إن آمال أمريكا في المنطقة قد انتعشت إلى أبعد حد في السنوات الأخيرة ،إن لم يكن بسبب انتصاراتها الذاتية فعلى الأقل بسبب هزيمة القوى المناوئة لها.ولكن الأهم من ذلك أن هناك مدا أميركيًا داخل عقولنا ونفوسنا:فالنموذج الأمريكي نفسه علينا بقوة متزايدة "
وهذا الذي دعاه يحلل النموذج الأمريكي تحليلًا موضوعيًا حسب وصفه وأشار أنه عاش في أمريكا 5 سنوات وكانت اخصب سنوات حياته وفيها يعيش اخوه متجنس ويتبع قائلا (لكني أردت أن أطمئن القارئ منذ البداية ،إلى أني لن أتخذ وجهة نظر معادية بلا تفاهم وإلى أنني عرفت أمريكا عن قرب ..) لكن القضية الذي يود أن يدافع عنها في دراسته متمثلة في نقاط ثلاث: 1-أن النموذج الأمريكي فريد من نوعه حدث مرة واحدة ولا يقبل التكرار . 2-أن هذا النموذج الأمريكي ،الذي يدعو حقا إلى الانبهار مليء بالعيوب الذاتية. 3-أن هذا النموذج لا يصلح لأي بلد في العالم الثالث،ولا لأي بلد في العالم العربي بوجه خاص.
ذكر أيضا الفئات المعجبة بإفراط لأمريكا واسباب اعجابها وان كتابه كما يدعي موجه للفئة الخاضعة للتضليل الإعلامي والمنهجي بشكل خاص (ففي اعتقادي أن عرض الصورة كاملة ،ومن كافة جوانبها ،يمكن أن يفتح أمام الكثيرين أبوابا للتفكير ولمراجعة آرائهم السابقة)
ذكر الظروف التي لا تقبل التكرار والتي جعلت أمريكا كما وصفها' الدولة الأعظم 'في العصر الحديث وانتقد الأساليب البشعة التي استخدمت في صدامها وإبادتها السكان الأصليين وما يؤد اثباته (أن أمريكا ظاهرة فريدة لا تتكرر ..ومن هنا فإن المقارنة بين أمريكا وبين أي بلد أخر ،إذا كانت تأتي دائما لصالح الأولى،فإن ذلك يرجع أساسًا إلى أن الظروف خدمت أمريكا على نحو يستحيل تحققه في أية حالة أخرى)
ووصف مشاكل أمريكا الداخلية وما يعانيه المواطن من وجهة نظره ويؤكد مرة أخرى(ونحن إذ نركز حديثنا على ما وراء المظهر الخارجي ،لا نهدف إلى تصيد الأخطاء أو اقتناص السلبيات،وإنما نود قبل كل شيء أن نكمل الوجه الآخر للصورة ،وذلك في إطار الهدف العام الذي نسعى إليه من هذا البحث،وهو أن يكوّن الأنسان العربي رأيه عن النموذج الأمريكي بطريقة موضوعية متكاملة)
حيث يرى أن هناك (تناقض صارخ بين تأكيد دافع الربح وبين إدعاء حماية المعنويات واتهام الخصوم بالمادية .)وصرح قائلا (إن أمريكا وفقا لأيديولوجيتها المعلنة صراحة ،لابد أن تكون أكثر المجتمعات المادية في عالمنا المعاصر .وليس هذا اتهاما وإنما هو إقرار لحقيقة بسيطة واضحة)
وعن أمريكا وقضايانا السياسية وأنها بدأت تظهر بعد الحرب العالمية الثانية فدخلت للمنطقة بكل ثقلها ويشير وحلل أن ما بين العرب وأمريكا ثلاث قضايا رئيسية: 1-البترول 2-إسرائيل 3-الاختيار الأيدلوجي
أما في مسألة إسرائيل يرى أن الواقع أثبت شيئا (أن الارتباط بين أمريكا واسرائيل ارتباط عضوي لا ينفصم ،وأننا لا يمكن أن نكون جادين لو حاولنا أن نحتفظ بصداقتنا لأمريكا وأن نقف في الوقت ذاته موقفا حازما في وجه النزعة التوسعية الإسرائيلية .فهذان موقفان لا يجتمعان ،وكل تجاربنا السياسية الماضية تثبت ذلك)وذكرأن هناك خطأين أساسيين في أسلوب تعامل العرب مع أمريكا فيما يتعلق بالقضية الإسرائيلية (وهكذا تتضح لنا الصورة على حقيقتها ؛فقد يكون إمكاننا أن نستعين بأمريكا في أمور كثيرة ولكن ليس في صراعنا مع إسرائيل )
وعن إغراء تطبيق النموذج الأمريكي في التنمية للدول العربية يقول (إن النموذج الأمريكي الذي يفتتن به بعضنا ،عاجز تماما عن حل مشاكلنا ،وأن نجاحه في بلاده ليس على الإطلاق دليلا على أنه يمكن أن ينجح في ظروف مختلفة كل الاختلاف )
وأشار أن فلسفة أمريكا الخاصة في المجتمع الأمريكي "وهي فلسفة نجحت-برغم تحفظاتنا الكثير عليها - في ضوء الظروف الخاصة والفريدة لهذا المجتمع ولكن مشكلة أمريكا )كما يقول (إنها تبذل كل ما بوسعها لكي تطبقها على أكبر عدد من دول العالم ،بغض النظر عن ظروفها وأوضاعها الخاصة .)
وفي نهاية الدراسة قال (إن المسألة ليست على الإطلاق مسألة أخلاقية ؛فليست أمريكا في عالمنا المعاصر ،هي الفتى الشرير ،الذي يجر أصدقاءه معه إلى هاوية الفساد وإنما الموضوع في أساسه موضوع نظام لا يملك إلا أن يسير في هذا الطريق ؛لأنه هكذا بدأ ،وهكذا نما وتوسع ،وهذا ما يتحتم عليه أن يسير .إن أمريكا بحكم تكوينها ومصالحها الحيوية لا تستيطع إلا أن تكون كذلك )
"خير الكلام ما قلَّ ودلّ" كتاب قصير وبسيط، يوضح ببساطة العوامل التي جعلت من أمريكا نفسها، ولماذا -لحسن الحظ- لا يمكن تكرار هذا النموذج في أي مكان آخر في العالم. وما الفروق بيننا وبينها ولماذا تسعى لإقحام نفسها في قضايا الشرق. يعطي الكتاب صورة مُجملة عن الوضع الآني رُغم أنه كُتب في ثمانينيات القرن الماضي. لست أدري هل كان الكاتب ذا بصيرة فذّة، أم أننا ما زلنا نُراوح في نفس المكان منذ وقت طويل.
دراسة مهمة للمفكر المصري الكبير فؤاد زكريا، بعنوان "العرب والنموذج الأمريكي" والتي أصدرها في عام ١٩٨٠ وأتاحتها مشكورة مؤسسة هنداوي للقراء مجانا.
الكتيب يتضمن دراسة مهمة لفؤاد زكريا عن النموذج الأمريكي، النموذج الاقتصادي، السياسي والاجتماعي، وعن ظروف صعود الولايات المتحدة لتصبح قوى عظمى اقتصاديا وعسكريا في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية والعوامل الفريدة - بالاضافة الى الانتهازية السياسية - التي دعمت هذا الصعود: "الظروف التي جعلت من أمريكا الدولة الأعظم: ١- أمريكا قارة تنتمي إلى العالم الجديد. ٢- بدائية تكنولوجيا الحرب لدى السكان الأصليين للقارة الأمريكية التي أعانت المستعمر الأوربي الأبيض على إبادتهم والاستئثار بالأرض دون شعبها. (أرض بلا شعب وشعب بلا أرض)* ٣- نظام الرِّق (كأداة انتاج) ٤- موقع أمريكا المنعزل الذي يفصله عن العالم محيطان شاسعان (جنبها ويلات حروب القرن التاسع عشر والعشرين)" ص١٣-١٧ *بتصرف
وأخيرا دراسة مدى جدوى تبني الأنظمة والمجتمعات العربية للنموذج (الاقتصادي، السياسي، الإجتماعي)، الأيديولوجية وأسلوب الحياة الأمريكي كوسيلة للصعود والارتقاء الحضاري.
إضافة إلى تحليل جدوى المقاربة السياسية للأنظمة العربية في التقارب - في شكل التبعية المطلقة - مع الإمبريالية الأمريكبة والانخراط في حلفها ولعب أدوار أداتية لمصلحة الولايات المتحدة ومشروع هيمنتها العالمي، وتبيان مدى التأثير الحقيقي المدمر لهذه التبعية السياسية والحضارية للنموذج الأمريكي على الدول العربية، أنظمة وشعوبا وعلى تقوية شوكة الكيان الصهيوني - الخطر الأكبر برأيي على الشعوب العربية - في اقتطاع المزيد من الأراضي العربية وفي لعبه -العدو الصهيوني- لدور شرطي المنطقة والضامن الأهم لمصالح الإمبريالية الغربية وعلى رأسها مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
أختلف شخصيا مع زكريا في مسألة واحدة وردت في دراسته، وهي وصف الإنقلابات العسكرية على أنها تأتي ضمن سياق المؤامرة الأمريكية لإخضاع الشعوب العربية وتأخير تقدمها (وتلميحه الضمني لثورة يولو ١٩٥٢ في مصر):
" إدخال لعبة الانقلابات العسكرية في الوطن العربي، وإخضاع أهم وأكبر شعوب المنطقة لأنظمة حكم أحادية الاتجاه، تقمع كل معارضة، وتتخذ من الاستمرار في الحكم هدفًا يعلو على كل هدف." ص٣٥
وعلى الرغم من أن أغلب الانقلابات العسكرية كانت لها آثار سلبية عربيا على المديين المتوسط والبعيد، إلا أن وصفها بكونها جزءا من المؤامرة الإمبريالية (خصوصا في وقت صدور هذه الدراسة وما قبلها) يجانب برأيي الصواب، لأمور عدة، أولها أن دعم أمريكا للانقلابات العسكرية بعد الحرب العالمية الثانية جاء في سياق الصراع الإمبريالي (بين القوى الاستعمارية التقليدية والإمبريالية الأمريكية)، وثانيهما أن الأنظمة السلالية (الملكية) كانت في معظمها صنيعة الاستعمار وربيبته، وعاملته على مستعمراته، التي تؤمن له استغلال مواردها، وأن الانقلابات/الثورات التي أدت إلى الاطاحة بها - بالأنظمة الملكية - وانشاء الجمهوريات كانت أول شكل من أشكال مساعي الاستقلال الحقيقي (أو بداية الاستقلال الحقيقي لشعوب تلك الدول) في تلك الحقب على الأقل، وقد حملت (المشروع الناصري نموذجا) مشروع الوحدة العربية، والتحديث ومجابهة العدو الصهيوني والامبريالية الأمريكية، على نحو مهم، شكل فارقا في أحداث المنطقة وأملا لشعوبها، وثالثا وأخيرا، أن الأنظمة الملكية (صنيعة/ربية) الإستعمار هي اليوم أكثر الأنظمة تبعية للإمبريالية الأمريكية ودعما للكيان الصهيوني، وأكثرها كذلك رجعية ورفضا لمشروع الوحدة، اضافة إلى كونها دكتاتورية واقصائية في الوقت ذاته.
تجدر الاشارة إلى أنه ومنذ العهد الساداتي واحتواء أمريكا لجمهورية مصر، وبعدها باقي الجمهوريات العربية، أصبح التفاوت بين الأنظمة العربية (جمهورية/ملكية) في مسألة مقاومة العدو الصهيوني من عدمها، والتبعية المطلقة للإمبريالية الأمريكية، أقل، والبيروقراطية المهادنة الخاضعة غدت الطابع الأوضح للمرحلة.
قيمة هذه الدراسة التي كتبها زكريا في بداية العقد الثامن من القرن الماضي - زمن الحرب الباردة والثنائية القطبية - لا تكمن في دقتها ومنطقيتها في حينه فقط، وإنما في تجلي رجاحتها وتنبؤاتها أكثر ما يكون في المشهد السياسي اليوم أي بعد أكثر من أربعين سنة بعد كتابتها وهذا إن دل على شيء، فهو بؤس النظام العربي الرسمي المرتهن للإمبريالية والغير قابل للتطوير والمنفصل كليا عن القواعد الشعبية، إرادتها وقضاياها الوجودية.
أنصح بها.
إقتباسات:
"ولكن في مقابل ذلك أحرزت أمريكا انتصارين على أعظم جانب من الخطورة: أحدهما في الصين، مفتاح الشرق الأقصى، حيث أصبحت السياسة الصينية � في الآونة الأخيرة � ذيلا للسياسة الأمريكية، بل أصبحت أشد منها تحمسا في محاربة جميع خصوم أمريكا، ووصلت إلى حد محاربة حركات التحرر الوطني أينما كانت، والآخر في مصر، مفتاح الشرق الأوسط، حيث تسير السياسة الرسمية في اتجاه التحالف الصريح مع أمريكا على جميع الجبهات، وحيث يتوقَّع الأمريكيون من المعاهدة المصرية الإسرائيلية أن تكون الخطوة الأولى في طريق السيطرة الشاملة على المنطقة، والقضاء على الحركات المعارضة لنفوذهم في المناطق الأخرى المحيطة بالشرق الأوسط." ص٧ *سنة ١٩٨٠ (بداية التقارب الأمريكي الصيني في عهد ماو/نيكسون ١٩٧٢ - التحالف الوثيق في عهد رئاسة دينغ شياو بينغ (١٩٧٨ - ١٩٨٩) وسياسة الإنفتاح الإقتصادية على أمريكا)
"وربما قيل إن الأحداث الأخيرة قد أفقدت أمريكا الصداقة التقليدية المطلقة التي كانت تحملها لها بعض الدول العربية المحافظة، وإن هذا يدخل في باب الخسارة بالنسبة إلى النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط. ولكن ينبغي أن نتنبه إلى أن السبب الذي تُعلنه هذه الدول صراحة لغضبها من أمريكا هو أنها لا تحمي أصدقاءها بحزم كاف، كما أثبتت الأحداث الإيرانية بوضوح. وأبسط تحليل لهذا السبب يدلُّنا على أن الغضب في هذه الحالة لا يرجع إلى نزعة تحررية لدى هذه الدول، بقدر ما يرجع إلى خيبة أملها في تساهل أمريكاأو سلبيتها." ص٧
"أما الفئة الثانية -من الفئات المفرطة الاعجاب بالنموذج الأمريكي - فينتمي إليها أشخاص يتَّسمون بانحراف الوعي الاجتماعي والأخلاقي، فتُغطي مشاعرهم ورغباتهم الأنانية على تقييمهم للنمط الأمريكي في الحياة. هؤلاء قد لا يكونون أصحاب مصالح مباشرة مع الأمريكيين، كالفئة السابقة، ولكنهم ينظرون إلى أمريكا على أنها مرادفة للترف، والمتعة الاستهلاكية، والمستوى المعيشي المرتفع، والسيارات الفارهة، والأجهزة الإلكترونية الراقية (...) لديهم إدراك كامل للتمييز الصارخ الذي يجلبه الأخذ بالنموذج الأمريكي، ومع ذلك فإنهم يتعلَّقون به أشد التعلق لأنهم، ببساطة، لا يكترثون بمصير الفئات الأخرى ولا يضيرهم على الإطلاق أن ينعموا على حساب غيرهم." ص١٠-١١
"لقد كان الهنود الحمر شعبًا أبيٍّا، لا يقبل الذل، فقاوم بقدر ما يستطيع، وكانت نتيجة ذلك أن استأصله الأمريكيون من جذوره، ولم تبق منه إلا مجموعات قليلة تعيش في مستوطنات مقفلة معزولة تُستغل في الأغلب لأغراض تجارية بوصفها متحفا بشريٍّا حيا." ص١٥
"هناك شيء في نفس المواطن الأمريكي يجعله متعاطفا مع الحجج الصهيونية؛ إذ يرى فيها ترديدا لنفس الحجج التي قامت عليها بلاده، والتي كان يستخدمها أجداده في إبادة الهنود الحمر." ١٥
"هناك عنصر مشترك قوي بين التكوين العقلي والنفسي للإنسان الأمريكي والإنسان الصهيوني: هو الإيمان بأن الأرض ينبغي أن تنتمي إلى من يعرف كيف يستغلها إلى أقصى حد، أما صاحبها الأصلي فليذهب إلى الجحيم، وهو أيضا الالتجاء إلى القوة الغاشمة في سبيل إقرار حق الاستغلال، واستخدام التبريرات المعنوية في وقت لاحق، بعد أن تكون القوة المباشرة قد فرضت أمرا واقعا، وهو الاعتقاد بأن ما ينتمي إلى حضارة أكثر تقدًما، بالمعنى المادي البحت للكلمة، من حقه أن يعيش على حساب المتخلِّفين أو حتى فوق جثثهم." ص١٥
"وقد يرى البعض أن الفقير في أمريكا أحسن حالا، على وجه العموم، من متوسط الحال في معظم البلاد المتخلفة، وهوأمر يمكن أن يكون صحيحا إذا ما نظرنا إليه نظرة إحصائية رقمية، أما إذا تأملناه منظور إنساني فلن يعود السؤال الرئيسي هو: ما مدى فقر الفقير في المجتمع الأمريكي؟ وإنما لماذا يكون هناك فقراء أصلا، في بلد يتمتَّع بكل هذا الثراء؟ وبالمثل فإن العاطل يحصل، لمدة معينة، على مبلغ من الضمان الاجتماعي قد يسد احتياجاته الضرورية، ولكن المسألة في هذه الحالة أيضا ليست مقدار هذا المبلغ، وإنما هي: لماذا يكون هناك عاطلون بالملايين، في أوقات الرخاء وفي أوقات الأزمات على حد سواء، وكيف يرضى المجتمع الأمريكي بأن تكون ظاهرة البطالة جزءًا لا يتجزأ من بنيانه، ومن نظام حياته؟ ولماذا تظهر البطالة � على مستوى غير قليل � في مجتمع يملك وسائل إنتاج هائلة وإمكانات عظيمة للتوسع؟ وما هو التأثير المعنوي للبطالة في نفس الإنسان، بغض النظر عن تأثيرها المادي في مستوى حياته؟" ص٢٠
"وعندما تكون مصلحة الأعمال الاقتصادية (البيزنس) مهددة، فإن العوامل المجردة التي لا تُقيم أي وزن لما هو إنساني هي وحدها التي تؤخذ في الاعتبار. إنه شكل من أشكال قانون الغابة، ولكنه منقول من صورته البدائية إلى صورة شديدة التعقيد، تُلائم أعلى مراحل العلم والتكنولوجيا وأعقد صور الإنتاج." ص٢١
"أود، في صدد مسألة كهذه، أن أنبِّه القارئ إلى ظاهرة قد لا يجدها واضحة في التحليلات الشائعة؛ وهي الارتباط الوثيق بين «شكل» الجريمة الأمريكية، والطابع العام للمجتمع. ففي العالم كله تُرتكب جرائم، والكثير منها بشع، ولكن الجريمة في أمريكا لصيقة إلى أبعد حد بالمجتمع الأمريكي ذاته: إنها أولا ً جريمة تكنولوجية على أعلى مستوى، (..)، ثانيًا جريمة لا إنسانية: فنسبة جرائم القتل التي تُرتكب بلا سبب، أو لأسباب لا يمكن أن تؤدي إلى القتل في المجتمعات الأخرى، نسبة رهيبة. وهكذا تكون الجريمة صورة مصغرة للمجتمع، في تكنولوجيته الرفيعة المقترنة باللاإنسانية." ص٢١-٢٢
"وإذا كانت نقابة الأطباء الأمريكية � وهي من أكثر الهيئات رجعية في العالم � تقف بكل صلابة، منذ عشرات السنين، معارضة لأي نوع جاد من تأميم الطب، أو حتى أي شكل من أشكال رعاية المجتمع لصحة الفقراء أو المسنين؟" ص٢٤
"أمريكا، وفقا لأيديولوجيتها المعلَنة صراحةً، لا بد أن تكون أكثر المجتمعات مادية في عالمنا المعاصر. وليس هذا اتهاما وإنما هو إقرار لحقيقة بسيطة واضحة. فحين تقول إن حافز الربح هو القوة الدافعة إلى العمل والابتكار، وحين تتهم خصومك بأنهم لا يُعطون الإنسان فرصة كافية لكي يربح إلى أقصى مدى تسمح له به إمكاناته، يكون معنى ذلك أن فلسفتك مادية حتى النخاع، وأن تشدقك بحماية المعنويات والروحانيات ليس نفاقًا فحسب، بل تناقض صارخ يرفضه أبسط عقل منطقي. إن الإنسان هناك لا يعمل إلا من أجل المزيد من المال، ومن الأرباح، ومن المستوى المادي المرتفع." ص٢٥
"وهكذا يتبين لنا، من العرض الموجز السابق، أن بين العرب وأمريكا ثلاث قضايا رئيسية، هي: الاختيار الأيديولوجي، والبترول، وإسرائيل." ص٢٩
"هذه الفكرة تستهدف في واقع الأمر، أن توفِّق بين شيئين لا يمكن أن يتلاقيا، وهما الحرص على إرضاء أمريكا من جهة، والتصدي لإسرائيل من جهة أخرى. والواقع أنه، إذا كانت أحداث الأعوام الثلاثين الأخيرة قد أثبتت شيئًا، فهو أن الارتباط بين أمريكا وإسرائيل ارتباط عضوي لا ينفصم، وأننا لا يمكن أن نكون جادين لو حاولنا أن نحتفظ بصداقتنا لأمريكا، وأن نقف في الوقت ذاته موقفا حازما في وجه النزعة التوسعية الإسرائيلية. فهذان موقفان لا يجتمعان، وكل تجاربنا السياسية الماضية تثبت ذلك. فكل من يختار البديل الأول، أعني صداقة أمريكا وتأييد اتجاهاتها العامة وترك المجال أمامها لكي تتغلغل استراتيجيٍّا واقتصاديا في المنطقة، لا بد أن ينتهي به الأمر إلى موقف متهاون في القضية الأخرى، قضية إسرائيل. وكل من يأخذ البديل الثاني مأخذ الجد، أعني من يريد الوقوف بحزم وصلابة في وجه الأطماع الصهيونية، لا بد أن يصطدم بشكل أو بآخر، بالمصالح الأمريكية، وأن يتخلى عن وهم الاستعانة بأمريكا من أجل زحزحة إسرائيل عن مواقفها. هذه هي القضية في شكلها البسيط، الصريح، الذي لا يعرف الالتواء أو المواربة." ص٣٣-٣٤
"في ظل هذه الاستراتيجية تظل مصالح أمريكا مرتبطة ارتباطا لا ينفصم بإسرائيل، أما الدول العربية فإن أمريكا تدرك جيدا أن المصالح الحقيقية لشعوبها تتعارض معها، ومن ثَم فإنها لا تعتمد عليها إلا بقدر ما تسري حكوماتها على سياسة مغايرة لأماني شعوبها، وهو أمر تعلم أمريكا حق العلم أنه لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، ولذلك كان اعتمادها على أي نظام عربي أو تحالفها معه مؤقتًا بطبيعته مهما طال أمده، وكان دائما ثانوي الأهمية بالقياس إلى اعتمادها على إسرائيل." ص٣٧
"أن أمريكا � وفقً ا لاستراتيجيتها الأساسية � لا يمكن أن تسمح بتفوق حقيقي للعرب على إسرائيل، ولا بد أن تجعل لإسرائيل اليد العليا في أية معركة مع العرب." ص٣٨
"ويبدو لي أن هذا المبدأ الأخير هو الذي تفرضه أمريكا في حالة أي بلد عربي يطلب منها السلاح على نطاق واسع، بحيث لا توافق على هذا الطلب إلا بقدر ما تكون واثقة من أن لهذا السلاح أهدافًا أخرى غير إسرائيل." ص٣٨
" فالتنمية ليست مجرد «نمو»، كما قد يوحي أصل اللفظ ذاته، وإنما هي مسيرة شاملة تسترشد في سعيها إلى التقدم بأفكار رئيسية توجهها، ومن واجب كل من يتصدى لعملية التنمية في مجتمعه أن يُجيب عن أسئلة أساسية مثل: لمصلحة من تتم هذه التنمية؟ وهل تكون التنمية اقتصادية فحسب، أم تشمل المجال الاجتماعي والثقافي بدوره؟ وما نوع المجتمع الذي نريد أن نحققه عن طريق هذه التنمية؟ ولو أمعن المرء التفكري في هذه الأسئلة، لوجدها كلها أسئلة أيديولوجية، أي أسئلة تتعلق بمجموعة الأفكار التي يرسم بها المجتمع طريقه في الحياة." ص٤١
"عندما تكون الموارد محدودة، والسكان متزايدين، يكون معنى عدم تدخل الدولة هو ترك الفرصة أمام السمك الكبير لكي يبتلع السمك الصغير." ص٤٦
"أمريكا تعلم تمام العلم أن نظامها لا يصلح إلا لها، وأنه في حالة البلاد الفقيرة بالذات يؤدي إلى الفشل التام. ولكنها، ببساطة، لا تكترث بما يحدث للآخرين." ص٤٧
"ومعنى ذلك أن الحاكم، حتى حين يُعادي شعبه في سبيل المصالح الأمريكية، لا يجد من أمريكا مساعدة إلا على التمادي في الطغيان، ولا يلقى منها أي توجيه يرده إلى صوابه أو يقلل من إمعانه في الظلم. وبالاختصار فإن أمريكا تجر أصدقاءها حتما إلى الهاوية. وهذه � كما أدرك بعد فوات الأوان حكام تهاوت تيجانهم في الآونة الأخرية � عبرة لمن يعتبر." ص٤٨
كتاب صغير الحجم ، قليل الصفحات ، زهيد الثمن ، عظيم الأثر والمحتوي
كعادة أستاذنا فؤاد زكريا يكتب فيبدع مستخدما أسلوب أكثر من سلس ، و برغم ما له من شأن و مكانة علمية فهو يعتذر عن استخدامه لألفاظ قد تبدو معقدة في الجزء الأخير من الكتاب ومع ذلك قام بشرحها بأسلوب بسيط جدا كاسرا ذلك الحاجز الذي يصنعه كثير من المثقفين أو فلنقل مدعين الثقافة في التعامل مع الجمهور الأقل حظا في الثقافة والتعلم
الكتاب يتناول في إيجاز هل تصلح أن تكون أمريكا نموذج يحتذي به و هل يصلح أن يطبق هذا النموذج في بلادنا ؟ هل يمكن أن تعاد التجربة وتنشأ أمريكا آخري ؟ ما الذي يخفي عن العيون ويقبع في القاع في المجتمع الأمريكي الذي ظاهره حرية وفي باطنه العذاب المتمثل في لاانسانية المجتمع في المقام الأول والعديد من الأسئلة التي يطرحها الكتاب متمثلة في مثلث علاقات مابين أوطاننا وأمريكا واسرائيل
عامة الكتاب ممتع وصغير وأسلوب دكتور فؤاد زكريا يجعلك تجري معه عبر الصفحات ولا تنتبه إلا والكتاب منتهي وبالرغم من أن الكتاب لم يضف لي شيئا يذكر - لأن وجهة نظري عن أمريكا وذلك المجتمع الأمريكي متطابقة إلي حد كبير إلي ما ذكر في الكتاب - لكني استمتعت بالرحلة التي قطعتها عبر صفحاته
ملاحظة أنا غير حيادي في تقييماتي لدكتور فؤاد زكريا
كتاب صغير الحجم واول قراءاتي ل د/فؤاد زكريا.....استفدت منه كثيرا فاجئني ببعض الافكار واكدلي لاآخر وتلك بعض المقتبسات والمستفادات :) هل حقا اميركا ظاهره فريده لن تتكرر ؟!! لماذا دائما تتخذ اميركا موقفا مؤيدا لاشرائيل برغم ادعاءها حمل لواء العدل وحقوق الانسان ... انه مجتمع "الا انســــانيه" فالانسان هامش وأداة لجلب المزيد من الربح ولدفع عجلة الانتاج ..
الحرية عندهم ..موجوده قانونا ,ومحترمة شكلاً, ولكن كل شيء يتم تحت السطح وبطريقة "قانونية " ايضا ..بحيث تفرغ هذه الحرية من مضمونها الحقيقي, وتكون اطارا خارجيا يختلف محتواه الداخلي كل الاختلاف ..
من هنا كان لابد من الحيلولة دون سير تاريخ المنطقه العربيه في هذا الاتجاه << اتجاه الوحده والتحالف وذلك بوسيلتين :_ 1_ اقامة دولة اسرائيل كجسم غريب في قلب الاراضي العربية 2_ادخال لعبة الانقلابات العسكرية في الوطن العربي واخضاع اهم واكبر شعوب المنطقة لانظمة حكم ..احادية الرأي..احادية الاتجاه تتخذ من الاستمرار في الحكم هدفا يعلو فوق كل هدف اخر
يمكننا انا نستعين باميركا في امور كثيره ...ولكن ..ليس في صراعنا مع اسرائيل
تتمثل قيمة الكتاب في القدرة الهائلة للدكتور فؤاد زكريا على التأثير المباشر على القاعدة الأوسع من الجماهير، دون الحاجة إلى استخدام مصطلحات شاقة مستعصية على الفهم، فهو بذلك يزيح الكثير من الجليد المتكلِّس على جسور التواصل بين المثقف والقارئ البسيط. تلخيص عميق للعوامل الأساسية التي تحكم العلاقة بين العرب وأمريكا، مع بيان للأكذوبة الشائعة حول النموذج الأمريكي الصالح لكل زمان ومكان من خلال عدة محاور أساسية هي:
1- كون النموذج الأمريكي فريدا من نوعه ولا يمكن تكراره مرة أخرى. 2- العيوب الذاتية التي ينطوي عليها النموذج الأمريكي داخليا. 3- استحالة تطبيق النموذج الأمريكي على دول العالم الثالث وخصوصا العالم العربي.
،وهو بذلك يقدم للقارئ العربي مدخلا أساسي لتكوين وجهة نظره بشكل عميق عن علاقة مجتمعه مع النظام الأمريكي وتأثره بمظاهره الخادعه.
كتاب مهم جداً يتناول الطبيعة الأمريكية .. ويتناول علاقة العرب بالنموذج الأمريكي خصوصاً المفتونين به .. ويبين علاقة أمريكا البراجماتية بما حولها ..
أيضاً يتحدث عن وسائل السيطرة الأمريكية في المنطقة على ثلاثة محاور .. إسرائيل والبترول و الأيديولوجيا .
كعادته لم يعمد إلى استخدام مفردة تستعصي على فهم الجمهور العادي وإذا اضطر فإنه يبادر بشرحها .
فقط تعليق خفيف على فصل البترول .. لم ير الدكتور أنه من الممكن أن تقوم أمريكا بحرب استعمارية مباشرة .. لكن هذا حدث بعدها ، ربما لم يخطر للدكتور أن حجج أمريكا كثيرة .. وكم هي مطاطة كلمة الحرية الأمريكية !
الكتاب لا يتجاوز 50 صفحة لكنه مركز وممتع , فهو يبدأ بالنقاط التي يريد إثباتها وهي : "أولًا : أن النموذج الأمريكي فريد في نوعه، حدث مرة واحدة ولا يقبل التكرار. ثانيًا : أن هذا النموذج الأمريكي، الذي يدعو حقٍّا إلى الانبهار، مليء بالعيوب الذاتية. ثالثًا : أن هذا النموذج لا يصلح لأي بلد في العالم الثالث، ولا لأي بلد في العالم العربي بوجه خاص." ثم يتناولها في ستة فصول كالتالي : (سأذكر عنوان الفصل وتحته ما أعجبني أو ما استفدته منه سواء على هيئة اقتباسات أو إعادة صياغة بأسلوبي)
الفصل الأول : التغلغل الأمريكي في عقولنا. "لقد أصبحت "الوصفة" غاية في البساطة: أمريكا بَنَت نفسها في قرنين من الزمان، فأصبحت أعظم بلاد العالم. إذن فاتباعنا للنموذج الأمريكي سيجعلنا بدورنا عظماء مُتقدِّمين، وسينقلنا من الفقر إلى الغنى، ومن الضعف إلى القوة , يتم غرس هذه الفكرة من خلال وسائل الإعلام بطرق مباشرة وغير مباشرة , مقصودة وغير مقصودة. الإعجاب المفرط بأمريكا يظهر بين الفئات الآتية: 1) أصحاب المصالح المباشرة. 2) الباحثون عن الرخاء و المتع الدنيوية. 3) أولئك الذين ارتبطت حياتهم في وقت ما بأمريكا وتأثروا بثقافتها بلا أساس من الوعي. 4) المنبهرون بالصورة الإعلامية."
الفصل الثاني: أمريكا ظاهرة فريدة لن تتكرر. "وأنها حدثت نتيجة لتضافر عدد من الظروف التي يستحيل أن تتجمع مرة أخرى في مكان آخر أو في زمان مختلف , هذه الظروف التي لا تقبل التكرار، والتي جعلت من أمريكا "الدولة الأعظم" في العصر الحديث، هي : أولًا: أمريكا قارة تنتمي إلى العالم الجديد. ثانيًا : اعتبار تلك الأرض بلا شعب و بلا تاريخ . ثالثًا : نظام الرق. رابعًا : موقع أمريكا المنعزل عن النزاعات والحروب." وتحت كل عنوان تفاصيل شيقة.
الفصل الثالث : أمريكا من الداخل . في أمريكا الأولوية للتقدم الاقتصادي المادي على الاعتبارات الإنسانية. الحرية نظريًا مكفولة للجميع , عمليًا الأمر غير ذلك , ويذكر الأمثلة من النظام الصحي ونسب الفقر وشكل الجريمة و الانتخابات الرئاسية وغيرها من الأمور. التخلف الأخلاقي في الكثير من القضايا كمعاملة السود وغيرها.
الفصل الرابع : أمريكا و قضايانا الإنسانية. "بين العرب وأمريكا ثلاث قضايا رئيسية هي : الاختيار الأيديولوجي، والبترول، وإسرائيل." لا يمكن لأمريكا أن تدافع عن حقوق الإنسان في أي منطقة من العالم , فهي قائمة على تقديم المادة على العلاقات الإنسانية.
الفصل الخامس : قضية إسرائيل . يخلص الكاتب إلى أن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل لا يمكن تفكيكها وأن أمريكا تعتبر إسرائيل واحدة من ولاياتها , وهي كذلك سواء في طريقة التفكير أو الهدف الأسمى وما إلى ذلك.
الفصل السادس : قضية الأيديولوجية والتنمية. لا يمكن تطبيق النموذج الأمريكي على أي من الدول الغنية الحالية أو الفقيرة.
"في نهاية هذه الدراسة، فأقول إن المسألة ليست على الإطلاق مسألة أخلاقية؛ فليست أمريكا، في عالمنا المعاصر، هي الفتى القوي الشرير، الذي يجرُّ أصدقاءه معه إلى هاوية الفساد، وإنما الموضوع في أساسه موضوع نظام لا يملك إلا أن يسير في هذا الطريق؛ لأنه هكذا بدأ، وهكذا نما وتوسَّع، وهكذا يتحتم عليه أن يسير. إن أمريكا، بحكم تكوينها ومصالحها الحيوية، لا تستطيع إلا أن تكون كذلك. أما نحن فما زالت أمامنا فرصة للاختيار، وليس هناك على الإطلاق ما يرغمنا على أن نختار طريقًا ثبت لن�� أنه لن ينفع بلادنا الغنية ولا الفقيرة، ولن يوجِّه من ينقاد له إلا إلى طريق الهاوية."
This entire review has been hidden because of spoilers.
" فكل من يختار البديل الأول ، أعني صداقة أمريكا و تأييد اتجاهاتها العامة و ترك المجال أمامها لكي تتغلغل استراتيجياً و اقتصادياً في المنطقة . لابد أن ينتهي به الأمر إلى موقف متهاون في القضية الأخرى ، قضية اسرائيل . الوقوف بحزم و صلابة في وجه الأطماع الصهيونية ، لابد أن يصطدم بشكل أو بآخر ، بالمصالح الأمريكية ، و أن يتخلى عن وهم الاستعانة بأمريكا من أجل زحزحة إسرائيل عن مواقفها . هذه هي القضية في شكلها البسيط الصريح الذي لا يعرف الإلتواء أو المواربة "
هل النموذج الأمريكي يعد نموذجًا؟ وهل بإمكان العالم الثالث أن يتخذ النموذج الأمريكي قدوة ليحققه في بلاده؟ يضع دكتور فؤاد زكريا الأجوبة في متناول القارئ العادي وليس المثقف كون أنه يعترف بإسلوب كتابته السلسة حتى لا تكون حكرًا للنخبة والمثقفين؛ بل للعامة، فهذه المسألة تخص العامة كونها تجد -الأغلبية- أن النموذج الأمريكي هو الأسمى والأرقى والأكمل، فهل هذه حقيقة علمية أم مجرد تجربة شخصية لا غير؟
Well, I already know most of the things in this book (probably bc it's written in the 90s) but it just organized/proved my thoughts. What was ironic is how at times the writer says "US can't do this because we're not in the 18th century anymore", and we can see that 10-15 years after publishing this book, it easily did that..
ما دام محتّمٌ علينا التعامل مع عالمٍ واقعٍ تحت وطأة الهيمنة الأميريكية - التي يبدو أنها ستمتدّ لأكثر من نصف قرن في المستقبل - فمحتّمٌ علينا كذلك أن نعرف كيف تفكّر أميريكا لمستقبلها ، وكيف تنظر إلى مستقبلنا ..
على الأقل أن نعرف كيف يخطط الآخرون لمستقبل منطقتنا ، مادمنا عاجزين - حتى الآن - أن نخطط نحن له..