إن الاستفحال المتزايد للإنسداد السياسي من جهة وطغيان التفكير الأيديولوجي من جهة ثانية، دعا إلى وجوب تدشين تفكير نظري في مسائل الدولة والسلطة والمجتمع المدني في الفكر العربي. فكان هذا الكتاب باعتباره تأمل في جدلية التوحيد والانقسام التي تحكم الاجتماع العربي المعاصر وتشتغل في نسيجه الداخلي باحتدام، والتي تقود إلى نتائج كارثية وفتن داخلية.
ففي الكتاب دعوات ثلاث: دعوة إلى تفكير حقيقي مسألة الدولة على الأصول النظرية، ودعوة إلى نقد مزدوج للدولة والمجتمع، وأخيراً دعوة إلى أن ترفع النخب السياسية العربية درجة انتباهها إلى ما يدمر مجتمعاتنا.
فهو صرخة في وجه الفتنة، وصرخة ضد الانتقائية الأيديولوجية في التفكير، وصرخة ضد الخمول النظري والكسل المعرفي.
عبدالإله بلقزيز باحث مغربي في الفلسفة وفي شؤون الفكر العربي والفكر السياسي. حاصل على دكتوراه الدولة في الفلسفة من جامعة محمد الخامس في الرباط، المغرب. أستاذ الفلسفة والفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء. هو الأمين العام لـ"المنتدى المغربي العربي"، الرباط
Abdelilah Belkeziz
Morocco Writer, Holder of the State’s Doctorate Degree in Philosophy from Mohammad V University in Rabat, Belkeziz is the Secretary General of the Moroccan Arab Forum in Rabat. He has previously worked as head of the Studies Department at the Beirut-based Arab Unity Studies Centre. Belkeziz has published hundreds of articles in Arabic newspapers such as Al-Khaleej, Al-Hayat, Al-Safeer and Al-Nahar. In addition to articles, he has published around 43 monographs.
هذا الكتاب افادني كثيرًا ولو اني لم انهيه الا بعد المحاولة الرابعة.
أحسست ببعض التكرار ولكن مادة الكتاب ممتازة.
بعض الاقتباسات. "من دون تنمية وتوزيعٍ عادل للثروة، ومن دون تأمينٍ لحقوق الفئات الأقل دخلًا ولحقوق المَرميّ بهم على هامش الاقتصاد والإنتاج، لن يكون في وسع الأمن أن يحفظ أمنًا. قد ينشُرُ الرعب وينتقى ضحايا يحوِّلهم إلى مُجسم تمثيلي لما سيلحق الجميع، لكنه -قطعًا- لن يستأصل مشاعر الحنق ورغبات الانتقام للنفس من الحرمان، ولن يمنع كثيرين من ركوب موجات العنف و الإرهاب؛ بل هو قد يضيف سببًا جديدًا إلى ترسانة المبررات التي يسوقها الداعون إلى العنف لتسويغ العنف وشرعنته." الدولة والمجتمع لد. عبدالاله بلقزيز ص٩٨ -- "تتغذى الهشاشتان - هشاشة المجتمع، وهشاشة الدولة - من بعضهما البعض وتتطافران في إنتاج المعضلة ذاتها : تفتيت الكيان الاجتماعي والسياسي! لاتكون الدولة في صحة جيدة إذا اعتلت صحة المجتمع،ولا المجتمع يكون معافى إن اصاب الدولة المرض،العلاقة بينهما علاقة تلازم والمصير واحد في السراء والضراء"
الكتاب تلخيص وترتيب لأفكار الكبار: غليون وبشارة والعروي، في موضوعات السياسة والثقافة والدولة.. لا يوجد في الكتاب أفكار جديدة ولكن يوجد أفكار مرتبة.. يتحدث الكتاب عن غياب الأرضية السياسية والمعرفية اللازمة لقيام حوار أو لتأطير الخلافات التي انزاحت عن أصلها المتمثل في غياب السياسة وتمظهرت في مشكلات ثقافية واجتماعية وهوياتية زادت من انقسام المجتمع وتفتيته أكثر.