روي هذا الكتاب قصة بيت أندلسي قديم عاش فيه العشاق والقتلة، الملائكة والشياطين، النبلاء والسفلة، الشهداء والخونة... تريد السلطات تهديمه لإستغلال مساحته الأرضية لبناء برج عظيم: برج الأندلس، ساكن البيت (مراد باسطا) المتبقي من السلالة المنقرضة، يرفض فكرة التهديم لأنها في النهاية محو للذاكرة الجمعية. البيت شيّده أحد الموريسكيين (غاليلو ألروخو) الفارّين من الأندلس، في القرن السادس عشر، وفاء لحبيبته (سلطانة بالاثيوس)؛ يستولي عليه القراصنة الأتراك بعد عملية إغتصاب قاسية ضد صاحبته، وفي فترة الإحتلال الفرنسي يتحوّل البيت إلى أول دار بلدية في الجزائر المستعمرة؛ بعد الإستقلال يتكالب على البيت الذين تسمّيهم الرواية ورثاء الدم الجدد، فيُحوَّل إلى كاباريه، ثم إلى ماخور مقنَّع، ومركز لعقد صفقات تهريب المخدرات والأسلحة وغيرها. الرواية استعارة مرّة لما يحدث في كل الوطن العربي من معضلات كبرى تتعلق بصعوبة إستيعاب الحداثة في ظل أفق مفتوح على المزيد من الخراب والإنكسارات
جامعي وروائي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، يعتبر أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي على خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه تنتمي أعمال واسيني الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها، اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر.
إن قوة واسيني التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية، فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها ، ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها : الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الإنجليزية، الدنماركية، الأسبانية، الكردية، والعبرية وغيرها
حصل في سنة ٢٠٠١ على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله، حصل في سنة ٢٠٠٥ على جائزة قطر العالمية للرواية على روايته : سراب الشرق، حصل في سنة ٢٠٠٧ على جائزة الشيخ زايد للآداب، على روايته كتاب الأمير، حصل في سنة ٢٠٠٨ على جائزة الكتاب الذهبي على روايته: أشباح القدس
التاريخ بشكل متميز و أدبي و قوي جدًا مع واسيني الأعرج انا حتي الآن منبهر بطريقته في كتابة التاريخ رواية بتاريخ بيت كله متخيل الكاتب لوحده يعرف ايه منها حقيقي و ايه منها مش حقيقي رواية عن تاريخ عائلة موريسكية كله متخيل الكاتب وحده فقط يعرف ايه منه حقيقي و ايه منه مش حقيقي و لكن بين كل ده عندنا تقريبًا تاريخ فترة حجز ميغيل سربانتس في الجزائر بحذافيرها و بين كل ده عندنا تاريخ سقوط الأندلس و حكام للجزائر و رياس حقيقين للبحر الأبيض المتوسط و غيره و غيره كل ده حقيقي عندما يتماهي التاريخ بالخيال عندما يحاول الكاتب للوصول إلي أقرب تخيل لما كان يومًا ما أدب واسيني الأعرج و بعد قراءتي أخيرًا له رواية مش تيار وعي زي آخر رواية مهمة جدًا بالنسبة للمنطقة اللي هو منها بيعبر عن منطقته بمستوي أدبي فظييييع عايز تقرأ أدب جزائري واسيني اولًا ده طبعًا كان الجزئية الأكبر بعده عشق واسيني و رومانسية واسيني لو الكتابة الرومانسية هتبقي بالشكل الفظيع ده انا مش عايز أقرا لحد تاني رومانسي ابدًا بجد مستوي خرافي بيدخله وسط رواياته بشكل جميل جدًا بس مش عارف الحقيقة هحب روايته اللي هي رومانسية صرف ولا لا الجزء الأخير و اللي ملاحظ ان واسيني مش بيخاف منه لانه برضه كان ممثل و بقوة في رواية مصرع أحلام مريم الوديعة تخبيطه في السلطة الراجل ده ببساطة شديدة مش بيخاف يقول الحقيقة الرواية بتفكرني جدًا بعمارة يعقوبيان اللي لسه مقرأتهاش و لكن أعرف عنها الكثييير بتتكلم عن الفساد بشكل رئيسي بعد التاريخ فساد تهريب الآثار فساد المتاجرة في المضر للبيئة الفساد السياسي الفساد في المتاجرة في الأراضي و محاولة ترحيل أهلها منها بأي شكل الفساد في إقامة المشاريع العملاقة بالأموال الأجنبية حتي لو تحتم أن يقوم هذا المشروع علي جثة مكان أثري مهم كنت أود لو كانت ماسيكا <3 لها دور أكبر في الرواية سعيد جدًا بالقراءة مرة أخري لواسيني و الذي سيكون من المفضلين إلي الأبد سعيد جدًا بمعرفة جزء من تاريخ سربانتس و الذي قررت اخيرًا ان أقرا له دون كيخوته في أقرب فرصة سعيد جدًا بمعرفة جزء من تاريخ الأندلس و الذي سأقرأ عنه الكثير قريبًا سعيد جدًا بالجزء البسيط عن محاكم التفتيش انها رواية جميلة جدًا و لكن بدأتها في وقت كنت متعثر فيه في قراءاتي بسبب نهاية السنة و العمل و ما الي ذلك
لا اعرف لماذا تذكرت قول عائشه الحره لابنها ابوعبدالله الصغير عند صخره زفره العربى الاخيره ابك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال , عندما شاهدت منظر هدم البيت الاندلسى امام نظر مراد باسطا , رغم يقينى الكامل ان مراد وحفيده سليم فعلوا اكثر مما بطاقتهم لانقاذ هذا البيت . اتمنى لقاء واسينى الاعرج لاساله هل كانت المخطوطه حقيقيه ؟ اما اننا من شده حبكت الروايه نظن انها حقيقه ؟ هل البيت الاندلسى هو حال وطنى العربى ؟ لقد بنينا البيت على الحب الخرافى لجاليلو الروخو لسلطانه بلاثيوس وعشنا قصه حب تكاد تكون مستحيله وعاش هذا البيت انتصارات وانكسارات وطنى العربى . من دار الحب الى دار الموسيقى الى دار اغتصبت وسكنها اللصوص الى دار لاقامه بونابرت العظيم الى دار البلديه ودار لاقامه المستعمر الى ماخور ودار لممارسه ارذل المهن الى جانب ان كباريه شعبى لا يضم الى الراقصات العجائز الى دار لرجل كان فى يوم من الايام ثورى ومن المقاومين للاستعمار واذا به يتحول الى جزار ونصاب ومصاص للدماء الى تاجر للمخدرات ثم ينقلب حسب موضه الزمان الى رجل يساعد على ستر العرايا ويتاجر فى ملابس المجبات ثم تجاره السلاح !! كم مر عليك من قرون ايها البيت الاندلسى وكأنك انعكاس لوطن مهزوم . عبر عن محاكم التفتيش بقسوه وظهر لجاليلو الروخو من ساعده على الهرب حتى يحكى عن نكبه الموريسكيين فى الاندلس ورد جاليلو الروخو الجميل عندما انقذ صاحب ملحمه دون كيشوت ميجيل سرفانتس من الهلاك وافتداه بماله . هذه الروايه تستحق ان تكتب فى خمس روايات مختلفه وهذا هو النقطه السلبيه فى الروايه وهو السرد الطويل وتعدد وعمق الشخصيات . لا ادرى كيف جعلنا واسينى الاعرج نغرم بسلطانه ثم نكتشف انها ماتت بالطاعون فى نصف جمله لا اكثر ؟ القى واسينى الاعرج باللوم على الجميع , بدايه بادم وحواء والتفاحه وحتى طارق ابن زياد وموسى ابن نصير !! . وددت لو رسم لنا الكاتب منظر تخيلى لهذا البيت الذى بنيناه معه وحضرنا هدمه قطعه قطعه ولكنى اتخيل ان واسينى الاعرج اراد لنا ان نبنى بيت احلامنا كل حسب هواه . عشقت هذا البيت الاندلسى واتمنى ان يأتى يوما ابنى فيه بيتى بنفس احلام سيدى احمد ابن خليل لحنا سلطانه بلاسيوس � وليد الالفى . اسوان فى 15 اكتوبر 2011
(أكثر من أربعة قرون مرت علي هذا البيت وكأنها لم تكن.. أكثر من ثمانين سنة مرت علي وكأنها لفحة ريح ساخنة.. وكأن الزمن اختصر في حجرة مزقت طويلا قبل أن تحترق وتتحول إلي رماد ... ليست السنوات العابرة شيئا مهما في أعمار الحجارة والبشر... ولكنها كافية للشهادة علي زمن كان فينا ولم نكن فيه الا قليلا..)
باسطا ياعمي مراد ....باسطا....الاستماتة في المحاربة والدفاع أصبحت بلا جدوي ....مآل البيت الي الهدم لا محالة كما أخبرك حدسك..وكما أخبرك حفيدك سليم...
(منذ زمن بعيد لم أكتب شيئا يستحق أن يدون . ربما كانت الكتابة رديف الحياة. إذ نفقد الشهوة أحيانا في كل شئ بما في ذلك مواصلة العيش. ونتحول أحيانا الي شمعة مضيئة ولكنها حارقة أيضا. لا قوة في الدنيا تستطيع الوقوف في طريقها. لقد أقسمت أن أحافظ علي الذاكرة متقدة. وسأفعل اليوم أيضا..بما أستطيع أن أدونه قبل انطفاء الروح )..
ولكن ربما في كتابتك لتاريخ البيت..قصة بناؤه وتاريخ من سكنوه وعمروه...وما عاصره من أحداث ومآسي..
قصة تشييده علي يد الجد الأول أحمد بن خليل (غاليليو ألروخو ) وفاء لذكري حبيبته سلطانة بالاثيوس..وتتويج لقصة حب مستحيلة أنهتها محاكم التفتيش المقدس عقب أمرها لغاليليو بالرحيل بعيدا عن أرض الأندلس والفرار مع غيره من الموريسكيين.. وقصة ابنته لالة مارينا...واغتصابها علي أيدي رجال القرصان دالي مامي وخصي زوجها..بغرض انتزاع البيت منهم وسكناهم لبيت الخدم...وانسحابها داخل هشاشتها أكثر الي أن انتهي الأمر بالرحيل الي البحر طمعا في الوصول الي أرض أجدادها الأوائل حاملة معها كل أوراقها التي دونت فيها كل تلك الحكايات..والتي لم تصل الا عن طريق ما روته ابنتها لالة سيلينا... وتتواصل الحكايات التي عصفت بالبيت بعد طرد سكانه الأصليين منه الي دار الخدم الملحقة به....حتي الوصول الي الزمن الحاضر..عقب الاستقلال..زمن عمي باسطا...الحفيد المتبقي من سلالة الجد الأكبر..سيدي أحمد بن خليل..ونزاعه المستميت مع الحكومة والبلدية التي تريد هدم البيت لتشييد برج عملاق مكانه (البرج الأعظم أو برج الأندلس ) حتي مع امتلاك مراد باسطا لمخطوطة جده الأكبر..ولكل الوثائق التي تثبت أحقيته في البيت التي تكالب عليه السراق وقطاع الطرق..
يبقي كتابة ذلك التاريخ...انتصارا للحقيقة في وجه الجور والظلم....وانتصارا للتاريخ الذي تم تشويهه علي أيدي المنتصرين...
(كشف تاريخ البيت هو كشف لكل الانهيار الذي أحاط بالمدينة والبلد. والبشر والتاريخ والحضارة التي تخبئ تحتها أسرار لا أحد يريد الكشف عنها . كلما تعلق الأمر بالتاريخ في هذه البلاد. مال الناس إما نحو الكذب أو الكتمان لا يوجد شئ ثالث )...
ذلك الاصرار الذي يحمله مراد باسطا بداخله علي حماية البيت والحفاظ علي بقائه.عملا بوصية جده غاليليو الروخو ..مؤسس هذا البيت...اصرار مستميت رغم معرفته بلاجدواه في مواجهة آلة الظلم التي عصفت بالبلد ولا جدوي للوقوف بوجهها من أجل خوض حرب خاسرة.... ولكنه ذلك الإصرار المتوارث عن جده غاليليو الذي كان أحد المشاركين في ثورة الموريسكيين التي اندلعت في جبل البشرات ضد الملك فيليب وما قام به من عنف وجور ضد مسلمي الأندلس .. (كنت مؤمنا بشئ واحد. هو أني لم أرتكب خطأ. وأني كنت أدفع ثمن تاريخ صنعه الآخرون. وأنه كان علي أن أتحمل بصبر كبير ما كان يحدث لي. كانت حربي عادلة. وكنت فيها ذرة ضائعة تنتظر يدا تضعها في نفق النهايات. أدرك أن زمنا مات وانتهي. ولكن كان علي أن لا أقبل بالقدر المسلط علينا. كنت أعرف أيضا أن حربي خاسرة. ولكن كان علي أن أخوضها بكل ما أملك من قوة. وأن أقاوم حتي الموت زمنا كان قد انتهي. هناك حروب نعرف سلفا أنها خاسرة ومع ذلك نخوضها. لا لربحها ولكن لتأخير مهالكها قليلا...... كنا نموت وفي رأسي ذلك الشتاء القاسي الذي سلم فيه أبو عبد الله الصغير مفاتيح غرناطة وتركنا نموت وراؤه..... كنا نموت وفي رأسي محمد الصغير وهو يبحث عن كلماته المرهقة لمرافعة أمه عائشة التي أشاحت بوجهها عنه وهي علي الهضبة المشؤومة : زفرة الموريسكي الأخير )
ربما لم تعد لتراجيديا سقوط الأندلس ومعاقل المسلمين بها في أيدي القشتاليين ..وانهيار حضارة إسلامية استمرت لمدة ثمانية قرون بها..وانتهت بالكلمة القاسية من عائشة الحرة لابنها محمد الصغير : ابكي كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال.. لم يعد لتلك المأساة ذلك البهاء الساطع في عيوننا ...فما تلي ذلك من مآسي شاركنا سواء بالتخاذل والتواطؤ أو بمشاركة فعلية في صنعها.. وأقربها تهجير الفلسطينيين عن أرضهم ...وترحيل السوريين من بلدهم..مآسي تحمل من التراجيديا والمرارة ما يغنينا عن النظر في تاريخ بعيد وأخذ العظة والعبرة منه...فيما يجري أمامنا تاريخ مخزي للجبين...لانملك أمامه سوي الصمت .
رواية تاريخية عظيمة أجاد واسيني صنعها فأبدع وأمتعنا .
وصف دقيق ومحترم ليس فقط للواقع الجزائرى بل يصلح لوصف الواقع العربى بصفة عامه ومت فيه من انحطاط وابتذال واهانه لتاريخنا وتراثنا وما بقى لنا من التاريخ دمج رائع بين حوادث التاريخ واحداث مجتمعيه وايمان عميق من بعض الشخصيان يشعرك بوجود الاصاله فى كل مكان وزمان باختلاف الم��تمعات والاحداث يعطى انطباع ان الواقع القذر الذى نعيشه هو واقع عربى بصفه عامه روايه اشعرتنى بالحنين ونقلت لى شعور شخصياتها من حب وكره وحقد فى النهايه روايه ممتعه من الروايات التى لا تندم ع قرائته
تتحدّث الرّواية عن مخطوط يتحدّث عن البيت الأندلسي ومذكّرات بعض من مرّوا فيه.. واستماتة أصحابه في المحافظة عليه صامداً وعدم هدمه بحجّة إنشاء برجٍ سكني يحلّ أزمة السّكن.. وانتشار حمّى القضاء على أيّ شيء يمّت للتّراث بِصِلة..
لطالما راودتني تلك الفكرة وبقيت عندي هاجساً مُدّة لا بأس بها من الزّمن وهي التعلّق بالماضي وآثاره، والمحافظة على كلّ ما يمت له بِصلة .. وكأنّ باقتلاعه أو هدمه هدمٌ لي شخصيّاً بذاتي وكياني وكلّ ما فيي، هذا فضلاً عن حاضري ومستقبلي.. وطبعاً ربّما طالت تلك الفكرة الأشخاص أيضاً، أقصد كبار السّن ممّن أعرفهم وأنا على علاقة جيّدة معهم.. ولكن... ولله في أقداره وتدبيراته شؤون.. جاءت تلك الأزمة التي نمرّ بها والتي اقتلعت أو كادت تقتلع الأخضر واليابس.. أتت على بنياننا التّراثي والتّاريخي والإنساني والبشري فقضت عليه أو شوّهته.. كنت في البداية كلّما سمعتُ عن تهدّم معلم تاريخي أو أثري أشعر بقلبي يكاد يتفطّر، حزناً وألماً وربّما ضياعاً.. ولكن شيئاً فشيء بدت الأمور تنجلي بذهني أكثر وأكثر.. فأقول أوّلاً هذا قدرٌ من الله تعالى لحكمة بالغة هو أعلم بها سنراها في القريب العاجل.. وثانياً ما نفع بقاء تلك الأوابد وإنساننا بعيدٌ عن ركب الحضارة والرّقي ليس له إلّا التّمسّك بآثار ومخلّفات بشر مرّوا من قبله، تركوا أثرهم، يتباهى بما قدّموه ولا يكاد يقدّم شيئاً يُذكر على مستوى الحضارة أو التّاريخ أو الإنجازات يمكن أن يُذكر به لاحقاً.. ثالثاً وهو الأهم مع تتابع الأحداث تذكرّتُ الآية التي تصف بعضاً من ذلك، وكأني أقرأها للمرّة الأولى: (يوم تُبدّلُ الأرض غير الأرض والسّموات، وبرزوا لله الواحد القهّار) فقلتُ في نفسي طالما أنّ هذا هو المصير ، وسيكون ذلك عاجلاً أم آجلاً، فلمَ الحزن والأسى، وكأنّه سبحانه وتعالى يهيّئنا لذلك، كي لا نذهل ولا نعجز ولا نحزن.. فهذه هي حال الدّنيا، والإنسان مسؤول عن عمله وسيقف بين يدي ربّه يوم القيامة لا ليسأله لمَ لم تحافظ على تلك الأوابد، ولكن لم تقم بواجبك في الدّنيا حقّ القيام بكلّ ما آتيتك من نعمٍ وقُدراتٍ.. لا أنكر جمال التّراث والتّاريخ.. ولكن لا ننسى أنّنا نعيش في دنيا فانية هذه سمتها..
وخطرت ببالي الآن فكرة.. من يتمسّك بشيء يكون له علاقة وثيقة به، إمّا ماديّة أم معنويّة وبالتّالي لا يمكن أن يُطالب الآخرين بشيء ليس لديهم أدنى ارتباط به، ويطلب منهم أن يكنّوا له ذاك الشّعور بالاحترام والتقدير.. ففي الرّواية كم كان أحد الورثة يتألم من عدم تقدير من شغلوا البيت الأندلسي لذاك البيت وعدم اهتمامهم به والاستماتة للمحافظة عليه فهو بالنّسبة له بيت الأجداد ووصيّة الآباء، ولكن بالنّسبة للمقاولين وتجّار البناء، صفقة رابحة تدرُّ عليهم آلاف الملايين.. وبالتّالي لن يضيّعوها بمقابل تمسّك شخص بعبق تاريخ أشخاص ولّوا ..
هذه حال الدّنيا.. مصداقاً لقوله تعالى: (كم تركوا من جنّاتٍ وعيون وزروع ومقامٍ كريم ونَعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوماً آخرين)..
رائعة مؤثرة مدهشة في البداية مملة قليلاً لكن مع مرور الصفحات أغرمت بها رواية رائعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى على الرغم من جمعها بين أسوأ فترتين في التاريخ الماضي المؤلم و محنة فقدان الأندلس و الحاضر المرعب الذي نعيش فيه
عن الرواية: روي هذا الكتاب قصة بيت أندلسي قديم عاش فيه العشاق والقتلة، الملائكة والشياطين، النبلاء والسفلة، الشهداء والخونة... تريد السلطات تهديمه لإستغلال مساحته الأرضية لبناء برج عظيم: برج الأندلس
بداية لابد أن أوضح سبب قراءتي للرواية , أولاً لأنها للكاتب القدير واسيني الأعرج , وثانياً لأنها كانت مرشحة لجائزة البوكر. لفتتني افتتاحية الرواية الجميلة والملفتة , وهي عبارة عن اقتباسات مثيرة للتساؤلات : إن البيوت الخالية تموت يتيمة . وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شانُ. وأيضاً أسماء الأقسام التي كانت عبارة عن أسماء لمقطوعات موسيقية " استخبار , توشية .. الخ " , لفتت انتباهي على الفور فأخذت أبحث عنها , واستمعت إليها , أيضاً كانت جميلة جداً. نتعرف في بداية الرواية على أهم الشخصيات " ماسيكا , العم مراد باسطا , سليم " تتحدث الرواية عن رواية دون كيشوت لسرفانتس, وتقول الرواية بأن من روى الرواية هو سيدي أحمد بن خليل المدعو غاليليو .. أثارت لدي الرواية تساؤلات عديدة , من هو غاليليو ؟ أو ذلك العالم المشهور أم شخص آخر ؟ وأيضاً أثارت لدي فضول حول رواية دون كيشوت , أريد قراءتها في أقرب وقت ممكن . أعجبتني شخصية مراد باشا في الرواية.
و اختصار فكرة الرواية ماهو مكتوب على غلافها : "يروي هذا الكتاب قصة بيت أندلسي قديم عاش فيه العشاق والقتلة، الملائكة والشياطين، النبلاء والسفلة، الشهداء والخونة... تريد السلطات تهديمه لإستغلال مساحته الأرضية لبناء برج عظيم: برج الأندلس، ساكن البيت (مراد باسطا) المتبقي من السلالة المنقرضة، يرفض فكرة التهديم لأنها في النهاية محو للذاكرة الجمعية.
البيت شيّده أحد الموريسكيين (غاليلو ألروخو) الفارّين من الأندلس، في القرن السادس عشر، وفاء لحبيبته (سلطانة بالاثيوس)؛ يستولي عليه القراصنة الأتراك بعد عملية إغتصاب قاسية ضد صاحبته، وفي فترة الإحتلال الفرنسي يتحوّل البيت إلى أول دار بلدية في الجزائر المستعمرة؛ بعد الإستقلال يتكالب على البيت الذين تسمّيهم الرواية ورثاء الدم الجدد، فيُحوَّل إلى كاباريه، ثم إلى ماخور مقنَّع، ومركز لعقد صفقات تهريب المخدرات والأسلحة وغيرها.
الرواية استعارة مرّة لما يحدث في كل الوطن العربي من معضلات كبرى تتعلق بصعوبة إستيعاب الحداثة في ظل أفق مفتوح على المزيد من الخراب والإنكسارات."
كتاب رائع ادبيا و تاريخيا يحملنا معه في متاهة التاريخ بين اندلس مفقود . ووما عاناه الموريسكيون و المارينون في الاندلس و خارج الاندلس في يمنفاهم و يعود بنا الى التاريخ المعاصر و ما تعانيه الجزائر كغيرها من البلاد العربية من استعمار امر اصحابه هذه المرة افواه شرهة لا تنحني امام هيبة الوطن. البيت الأندلسي موشح اندلسي جميل يستحق الاستماع
جيّد .. مُشكلتي أنّي أضع تصورات مُسبقة عن ما ينبغي للكتاب أن يكون هذا يزعجني ، قد أضعُ آمالًا عظيمة مثلًا ، كما فعلتُهُ هنا .. لم يخب أملي كُليًّا ، لكنّه أيضًا لم يُصب ..
حَسبتُه كـ ثُلاثيّة غرناطة ، لرضوى عاشور .. لم يكن مثلَه أبدًا .. لكنّ واسيني الأعرج ، له أسلوبه في الكتابة ، وأبهرني في كثيرٍ من جُمَله ، أحزنني في نهايته ، لكنّي لم أرى فيه كفايتي عن الأندلس، غير السرد المُملّ نوعًا ما
رُبّما ليكون درسًا لي ، أو قرصة أذن .. أن أخلي ذهني تمامًا قبل الشروع في القراءة =]
يالله ..واسيني الاعرج يقتلني ! .. ,الديمومة امر خيال , كيف جاءت الفكرة لواسني لا اعلم !! تركت الرواية لمدة شهر وقررت العودة لها بالأمس وقد بقى منها 150 صفحة انتهيت منها دفعة واحدة ,بعد النهاية سألت نفسي لما لم تفوز هي بجائزة البوكر ل2011 برأي كانت تستحق اكثر من طوق الحمام لـ رجاء عالم . الرواية جبارة تحكي عن بيت مر عليه قصص من قصة حب إلى محاولة حمايته وحماية هذا الأرث والتراث , ابدع واسيني بتفرد القصة , وبالنهاية حزينة تستحق 5 نجمات
اسلوب بطيء ويميل إلى الاطالة في أماكن لا تحتمل الدخول في التفاصيل. ونشعر أن الكاتب يذهب في اتجاهات كثيرة ويفقد حبل أفكاره في أماكن متعددة فيبدأ بمكان ولكنه لا يُنهي أو لا يصل بقارئه إلى نهاية ممكنة الفكرة جميلة ولكن كان يمكن أن يعالجها بطريقة أفضل وأذكى وبخاصة أن مراد عاطفي فكان يمكن أن يفيد من شخصيته ويسم روايته بطابع الحنين والتوق إلى الماضي النصوص المأخوذة من المخطوطة ناجحة ولكنها في النهاية تنقطع بشكل لم يفد سير الرواية
عندما أغلقت الكتاب شعرت بأن رغبة القراءة الملحة والتي باتت إدمان انتهت ... وكأن الكتاب أفرغني من كل شيء إلا هو ... وصلت لحالة من المنتهى كما يوصل الصوفي بالمبهم لربما .. ذلك الكتاب الذي هو كنت أبتغي .. تلك الرواية الجميلة قرأتها كما اشتهتني .. #عثة_الكتب لواسيني ترفع كل القبعات💛 حافظوا على هذا البيت فهو من دمي ولحمي ابقوا فيه و لاتغادروه و لو أصبحتم فيه خدماً أو عبيداً #ألروخو بيتٌ شيّده أحد الموريسكين ( غاليليو ألروخو ) في القرن السادس عشر وفاء لحبيبته إحدى المارانيوس (سلطانة بلاثيوس) ذلك بعد سقوط الأندلس ونفاذه بأعجوبة من جحيم محاكم التفتيش لتلقي به السفن على شاطئ الجزائر . البيت الأسطوري و الذي تروي لنا حيطانه و حدائقه الفواحة بروائح برتقال غرناطة ومسك الليل وزهر اللوز والياسمين والليمون ونوافذه الفينيسية العريقة المعشقة والتي باتت شاهداً أنين العشاق و حرارة أشواقهم�� وصفقات الشياطين و على وحدة المعذبين كلهم يرون لنا تاريخ العائلة العريقة وجذورها وتجارتها في الجزائر لتأتي بعدها حقبة الأحفاد فيستولي على البيت رياس البحر الاتراك بعد اغتصاب ابنة ألروخو مارينا والاعتداء على زوجها ونهب كل ماييحوي البيت من كنوز وتحف أثرية وفنية لتخيم بعدها عصور الظلام عليه ويتناوب على الحياة في هذا البيت آخرون في عهد الاحتلال الفرنسي و يصبح مقام لنابليون وزوجه لتأتي فترة الاستقلال فيصبح داراً للبلدية ومن ثم يأتي عصر الورثاء الجدد المزعومين وتبدأ الصراعات على الاستيلاء عليه فيتحول لكباريه ومطعم ومن ثم مطعم فخم كواجهة لتجارة المخدرات والأسلحة وتهريب الآثار . تروى القصص على لسان مراد باسطا المنحدر من سلالة تلك العائلة والذي يقطن كخادم للبيت ومن خلال مخطوط ألروخو المكتوب بلغة الخيميادو التي ابتدها الموريسكيز لتهريب القرآن والحديث والكتب عن عيون محاكم التفتيش هذه المخطوطة التي يرغب الكل بالحصول والتخلص منها حتى يطمسوا تاريخ وحق باسطا وعائلته بالدار وتصبح عملية الهدم أسرع و أسهل لبناء برج سكني ضخم مكانه . تزداد حدة العراكات ما بين رؤوس السلطة المستفدين من صفقة البرج وما بين باسطا وحفيده وبعض الأشخاص الغير موافقين على هدم معلم أثري ليبرز من خلال هذه المشاحنات السلطة بأوج فسادها و بسوء ممثيلها بشكل سافر و صارخ وجريء كما اعتدنا من واسيني الذي لا يخاف . // كنتُ أعرف أن حربي خاسرة و لكن كان علي أن أخوضها بكل ما أملك من قوة ! هنالك حروب نعرف سلفاً أنها خاسرة و لكن نخوضها لا لربحها و لكن لتأخير مهالكها .// الرواية على ما يبدو إسقاط على أحوال الوطن العربي وما عاناه من محاولات طمس ومحو الهوية وسرقة خيرات وثروات ومكان للصفقات وتصفية حسابات الدول العظمى وهذا ما يظهراً جلياً في الكتاب . (( نموتُ أحياناً على تربةٍ نظنّ أنفسنا أننا عرفناها ، و لكننا نستيقظ في آخر العمر لنكتشف أننا لم نعرف شيئاً و أنها بقيت خارج الذات )) . اذا أردت قراءة التاريخ بشكل ممتع ومثير عليك بالواسيني فعلاً ، كتبه تطغى عليها الطابع التاريخي بالإضافة لقصته الأساسية وهذا ما دائماً يخدم الرواية لمصلحته .هنا كان التاريخ بشكل طاغي و غزير في البيت الأندلسي و بشكل ممتع بعيد عن ملل سرديات كتب التاريخ . يلخص الكتاب فترة سقوط الأندلس لجحيم محاكم التفتيش وثورات المهجرين ضد الغزو الإسباني بعدها حقبة الأتراك و سيطرة قراصنة البحر على المنطقة وفترة أسر ميغيل سيرفانتس كاتب الرائعة ( دون كيخوته أو كيشوت ) ومحاولات هروبه المتكرر و علاقة الصداقة القوية التي جمعته مع ألروخو والذي كان يعمل مترجماً في بلاط القصر حتى قيل أن الشخص الذي تروى على لسانه دون كيخوته هو ذاته ألروخو و سرد أحداث وحملات دون خوان النمساوي في زمن الملك فيليب و الخيبات و الهزائم التي حطمت آماله وفقر أهله الذي أطال فترة حبسه لعدم قدرتهم على دفع فدية له ( كلها تعطيك خلفية متينة ومعرفة مسبقة عن دوافع و هواجس ميغيل و ما عاناه حتى أخرج لنا دون كيشوت ) و من ثم فترة الاحتلال الفرنسي و الاستقلال و العشرية السوداء ويختمها بأحداث أيامنا هذه على عدة ألسنة وقصص . رواية متخمة بالأحداث خمسة قرون وأكثر أشعر و كأنّي قرأتُ العديد من الكتب . أنهكتني لِكثرةِ تفاصيلها المتينة القوية والمرتبة بشكل رائع وعبقري و انتقال ما بين ماضٍ و حاضر سلس لا يشعرك بأي تفكك أو ضعف لم أجد أي ثغرة بهذا الكتاب بالرغم من ضخامته . سأكتفي بذلك وما اكتنفه الكتاب كان أكثر لأترك لمن يقرأه فرصة الغرق و المفاجأة والتلذذ به أكثر . أكثر جزء محبب وحميم وقريب لقلبي كان مابين سلطانة وعشق غاليليو لها وفترة بناء البيت و الأجواء الأندلسية الدافئة المعطرة بعطور سلطانة المختلفة من مسك الليل و ياسمين غرناطة وألحان فرقة لاكاساا أندلسيا بقيادة لالة سلطانة وصوتها الرخيم الذي يشعل فيك كل شوق و حنين بمجرد وصف ألروخو له .. #عثة_الكتب 💛
تعرفت على ادب هذا الاعرج الرائع برواية (طوق الياسمين طبعا اسرت بقصة الحب الناعمة ربما لأنها في اجمل المدن واقساها دمشق حبيبة الشعراء. ثم قرأت مرايا الضرير وجملكية آرابيا, وكان اعجابي يزيد باطراد من حيث الاسلوب والقصة والواقعية والشاعرية واستخدام اللهجة الجزائرية احيانا وقد امتعني ذلك . ولكن في هذه الرواية يسحرني واسيني الاعرج بوصفه الفتان حتى لكأني اصبح قادرة على شم الروائح ولمس الوجوه وسماع الصوت . سحرت الى درجة لم استطع أن أبات ليلتها دون الرجوع الي الانترنت للبحث عن رمل الماية وظفرت بالكثير من الالحان الاندلسية بأصوات مغربية وجزائرية وحتى أنغام اسبانية متأثرة بالأندلس. واسيني الاعرج لا يقاوم برومانسيته , بحزنه . بآلامه , وبصرخة وجعه بصوت ابطاله المعاصرين والغابرين . سيدي شكرا... جعلت عشقي للأندلس متأججا, متوهجا. كعشق المراة للرجل.
البيت الأندلسي البحث عن الهوية أو حلم العودة للديار؟
الحنين ندبة في القلب ،،، وبصمة بلد على الجسد ،،،لكن لا أحد يحن إلى جرحه ،،، لا أحد يحن إلى وجع أو كابوس ، بل يحن إلى ما قبله ، إلى زمن لا ألم فيه سوى ألم الملذات الأولى ...يقول درويش. رواية البيت الأندلسي لواسيني الأعرج، هل هو هاجس البحث عن الهوية الضائعة، رفضٌ للنسيان، تشبث بالذاكرة الهشة ، محاولةٌ للقبض على قبس الرائحة المخملية التي عبقت ذات يوم ربوة شبه الجزيرة الإيبيرية.....أم هذا كله؟!
بدايةً تحكي الرواية قصة بيتٍ أندلسي قديم شيّده أحد الموريسكيين سيد أحمد بن خليل (غاليلو ألروخو) الفارّين من محاكم التفتيش غداة سقوط الأندلس، في القرن السادس عشر، و ذلك وفاء لحبيبته (سلطانة بالاثيوس)؛ يتعاقب على إغتصاب هذا البيت ، القراصنة الأتراك بعد عملية اغتصاب قاسية ضد صاحبته، وفي فترة الاحتلال الفرنسي يتحوّل البيت إلى أول دار بلدية في الجزائر المستعمرة؛ بعد الاستقلال يتكالب على البيت "ورثاء الدم الجدد" كما يسميهم الراوي، فيُحوَّل إلى كاباريه، ثم إلى ماخور مقنَّع، ومركز لعقد صفقات تهريب المخدرات والأسلحة وغيرها ، تريد السلطات المحلية بعد ذلك تهديمه لاستغلال مساحته الأرضية لبناء برج عظيم: برج الأندلس، (مراد باسطا) حفيد غاليليو ألروخو المتبقي من السلالة الموروسكيون ، يرفض فكرة التهديم لأنها في النهاية محو للذاكرة الجمعية.
سيظل( البيت )حاضرا دائما فى معظم الأعمال الأدبية كمسرح للأحداث و حاضنة المشاعر ، البيت هو نحن ،هو أماننا المنشود ،سقف الألفة ، الحب الذي نأوي إليه بعد أن نجوب شوارع الحرمان نهاراً، هو الدفء، لمسة الحنان الساترة لعيوبنا و نقائصنا،هو أيضا روح تسكن جدرانه و غرفه ، هندسته هي هويتنا هي بالأحرى تعريف لنا نحن بدون كلمات ،لمن نكون و ما كنا ذات يوم أيضا ، لهذا جاءت وصية غاليليو ألروخو لأبناءه «حافظوا على هذا البيت ، فهو من لحمي و دمي ابقوا فيه و لا تغادروه حتى و لو أصبحتم خدما فيه أو عبيدا ... إن البيوت الخالية تموت يتيمة" ،لكن لواسيني الأعرج في هذه الرواية، رسالة أخرى يريد لهذا البيت أن يورثه للأجيال ،واسيني يُحَّمل البيت ،هذه الجدران المتآكلة ما لا تطيق من حمل و عبئ، يحمل البيت تاريخا ثقيلا ،هزيمة مخزية،يحمله ثقل هوية هشة لكنها صامدة تأبى الاندثار ، و يحمله أيضا حباً نقيا رافضا لكل التصنيفات ،كافرا بكل الأديان إلا دين الحب الوفي ، دين التسامح، و دين الإنسانية.
رغم تعدد تسميات البيت الأندلسي في الرواية : هذه الدار ، الخربة الرومانية ، البيت الأندلسي، كازا أندلوسيا، دار لالة سلطانة بلاثيوس، دار المحروسة، دار لالة نفيسة، دار زرياب ،إقامة الإمبراطور نابليون الثالث و زوجته، ملهى الضفاف الجميلة (كباريه بعد الإستقلال ) ....كلها أسماء صحبت البيت الأندلسي، آخرها "حلقة الضباع "عندما حاولوا سرقة البيت و هدمه لإقامة البرج الأعظم: برج الأندلس ، هي محاولات لسبي و إغتصاب للأقلية، هي سحق للآخر فقط لأنه لا يشبهنا لأننا كما يقول الشاعر: نخاف الإختلاف، الكل عمل (كما رأينا في البيت الأندلسي) على إحداث تغييره وفق منظوره و إيديولوجياته و أيضا أطماعه مع تجاهل لتاريخ البيت و هويته، بصفة أدق يقول الكاتب واسيني الأعرج عن بيته" البيت الأندلسي هو الوطن العربي ممثلا في الجزائر، هو جشع الطبقات الصاعدة التي لا تتوانى عن إزهاق الأرواح وتخريب البلد لحساب مصالحها الشخصية، هو البلادة العربية والوطنية الغائبة، هو التجارة باسم الدين وتطبيق الشريعة باسم المصالح.. حيث يبيع الرجال أوطانهم من أجل حفنة مال، ويدفنون التاريخ حين يعارض هواهم" فهل صمد هذا البيت في وجه التغيير المجحف و التعدي الصارخ؟!!
لا أدري لما صاحبتني في قراءتي لرواية البيت الأندلسي تلك الأغنية الشعبية التي رددناها في الصغر كثيرا رغم جهلنا معانيها و تاريخها إذ تقول تِكشبِيلة تِوليولها � ما قتلوني ما حياوني � داك الكاس اللي عطاوني � الحرامي ما يموتشي…جا� خبارو في الكوتشي ...)، الأغنية تتحدث و تصف بلسان الموريسكيين أو سكان الأندلس الذين تم تهجيرهم , مأساتهم و معاناتهم في طريقهم و هم يغادرون الديار مكرهين بعد سقوط اماراتهم الواحدة تلو الأخرى و ملاحقات الاسبان لهم لاخراجهم نهائيا من شبه الجزيرة الايبيرية التي تلت عمليات التنصير القسري الذي تعرضوا له لسنوات طويلة بعد سقوط امارة غرناطة آخر معاقلهم في بلاد الأندلس، للمفارقة كنا نردد الأغنية و كأنها ترمز للفرح و السرور بينما المتمعن لألفاظها و معانيها يدرك مدى الظلم والقهر الذي تعرض له المهجرون من الأندلس في تغريبة هي الأولى من نوعها عاشها مسلمو الأندلس، الأغنية تعبر عن الرمزية التي إضطر الموروسكيون للجوء إليها هربا من محاكم التفتيش، كما تعرض الروائي في رواية البيت الأندلسي إلى اللغة التي ابتكرها الموروسكيون" لغة الألخميادو" متجسدة في مخطوطة (غاليليو ألروخو) التي ورثها لأحفاده ففي مفهومها الضيق تعتبر لغة الألخميادو ، لغة رومانية قشتالية كُتبت بأحرف عربية وبالتالي فالأدب الذي دُوِّن على هذا النحو يسمى بأدب الألخميادو أما في مدلولها الأوسع فهي مجموع اللغات الرومانية، من بينها الإسبانية والمستعربية أو المستعربة، المرسومة بخط عربي. نكاد نسمع أنين غاليليو ألروخو يأتينا من أعالي جبال البشرات ثم دموعه لحظة تهجيره قسرا (أتمنى أو بالأحرى، أخاف ضياع الحياة التي أصبحت ترهقني ), (esperando o,por mejor decir, termiendo perder la vida ,que ya me cansa)
في كل مرة أقرأ لواسيني أجد أن للمرأة عنده دور مقدس ، شيء يفوق التصور أو شيء ميتافيزيقي ساحر فهو لا يكتب عن المرأة كشخص أو جسد فقط ، بل هو يجعل منها آلهة ، معبد ، هوية ،وطن ،بلور نقي ، حب جارف، تمرد ...أياً كانت رمزية تواجدها فهي بالنسبة له ألوان الطيف السبعة ،صرح في أحد حواراته أنه يعتبر : ( المرأة لها من الغنى ما يكفي لكونها متلونة متعددة، وهو التلون الإيجابي لا النفاقي، الكتابة عن المرأة تتطلب أن تكون لك القدرة والطاقة للدخول إلى عوالمها وبلوغ عمقها، وأن تستطيع أن تلمس بحذر هذه الألوان الجميلة والتدرجات، وهذا الأفق العظيم، وأن تصل إلى الحب السخي الموجود عندها، وإلى الطاقة الفعالة التي تتميز بها...) سلطانة بلاثيوس، مارينا، سيلينا ، ماسيكا أو سيكا ، نساء واسيني في هذا العمل تعددت أدوارهن و حتى دياناتهن ،لكنهن ظللن مع ذلك رمزاً للحب الوفي اللامشروط (سلطانة بلاثيوس) رمزاً للهوية و الموت في سبيلها (مارينا) ، الاستمرارية (سيلينا) ،أما ماسيكا التي أنقذت المخطوطة( الرواية) مرتين ،فهي الخيط الذي جمع أشلاء البيت و المخطوطة، هي أيضا من حّملها واسيني عبئ السرد كله حيث كان لها أول الظهور و آخره.
أصبت بالملل في بعض الأحيان من طريقة سرده للأحداث و تأخرت في إنهاءها التنقل بين الأزمنه و كثرة الشخصيات و الفصول شتتني لا أدري لماذا تذكرت "مئة عام من العزلة" تأثرت بالجزء الذي يتحدث عن "محاكم التفتيش" و التعذيب و طرد المورسكيين مع أراضي الأندلس ما إن أنهيتها حتى أحببتها رغم الملل الذي أصابني
هذه التجربة الثالثة لي مع واسيني الاعرج بعد طوق الياسمين واصابع لوليتا التي لم اكملها لاني فقدت الاحساس بها بعكس طوق الياسمين التي ما زالت احداثها تعيش في ذاكرتي .. المهم لن اطيل في تقيمي لهذا الكتاب . ما هو البيت الاندلسي . كنت اظنه حكاية عائلة تعيش به ولكن اتضح انها قصة بيت بناه رجل ناج من مذابح التفتيش الاسبانية .. وما الاحداث التي الت على البيت منذ بناءه حتى وقتنا الحاضر . وطبعا ابتدا الكاتب بالنهاية اي بعصرنا الحاضر مع الرجوع الى الماضي وقصة بناء البيت وما مر عليه من احداث واشخاص حتى تهديم البيت . والفكرة كما قلتها في روايتي سنوات الوله اننا العرب لا نحافظ على تراثنا فقط نهدم حضارتنا بادينا بعكس الغرب .
الرواية اعطيتها ثلاثة نجوم وتحديدا للسرد التاريخي لها . اما بقية الرواية وكانني اقرا تقرير صحفي خالي من الروح ليسرد ما مر به البيت من ظروف واشخاص في وقتنا الحالي . واسيني الاعرج براي له من الموهبة يقدر ان يكتب افضل وفي النهاية اقول لكل رواية ظروفها واحكامها وليس يعني عدم التوفيق بهذه الرواية ان الكاتب ليس مبدعا لان ابداع واسيني ظهر في الرواية في السرد التاريخي للبيت لاني شعرت ان السرد التاريخي وان كان حقيقيا فقد كتب باسلوبه المبدع اما سرد الحاضر اظنه منقول بحرفية من احداث حقيقة لم يستطع التلاعب بها . او يشا التلاعب بها ونقلها كما هي للموضوعية في كتابة الحدث
البيت الأندلسي لا تتحدث في النهاية إلا عن الحاضر، ولكن الحاضر ينام علىماض نحتاج إلى زيارته من جديد ومحاولة فهمه والتقرب منه. الأندلس لم تكن فقط لحظةجميلة وحضارية كانت أيضا لحظة قاسية غير قادرة على تخبئة هزائمنا وانكساراتنا. مثلها مثل فلسطين، نحتاج أن نواجه هذا التاريخ بموضوعية وبحماس أقل وأن نملك القدرةعلى قول الحقيقة عن أنفسنا حتى عندما تكون مرة جدا. هي أسئلة حادة وقاسية ولا يجبأن تتحول إلى وسيلة لتخبئة الماضي. البيت الأندلسي تتحدث عن الطبقات الجديدةالصاعدة التي تركض وراء المال حتى ولو كان ذلك على حساب التاريخ والوطنية. الطبقاتالتي ظهرت في السنوات الأخيرة في الجزائر وفي الوطن العربي غيرت من كل القيم بما فيذلك قيم الكرم والشجاعة والإيثار والوطنية. طبقات تستنزف بلدانها وتبيعها عندما لاتصبح هذه البلدان بقرات حلوب للمال. كما ترى التاريخ ليس إلا مطية حكائية ولو كانلها ما يبررها
احيانا اسأل نفسى لماذا رحل طارق بن زياد ؟ لماذا زحف نحو ارض الغير ونسى ان له ارضا تحتاج الى الى يديه والى قليل من الحب والصبر ؟لماذا رمى نفسه وناسه فى بحر لا شىء فيه كان يضاهى الموت ؟ مات الذين رافقوه قبل ان يصلوا الى الضفه الاخرى ؟ ومات الباقون على ارض لم يكن يعرف مداها ولا ناسها . ظللت اصرخ احيانا بلا صدى : لماذا يا طارق حولتنا الى ثغريين وكنا ابناء ارض مليئه بالسخاء . يجب ان تقف امام المرآه لترى فقط ما فعلته باحفادك ؟ كم يلزمك من الوقت لتدرك ان جرحك كان كبيرا وجراحات ومناف لا تدواى . ستقول لى انك انشات ما اشتهيته ؟ ولكنك بنيت لنا منفى وثمانيه قرون من الاسئله والحيره التى لم تتم يوما واحدا طوال هذا الزمن : متى نركب الريح مغرمين , ونساق خارج هذه التربه ؟
كم تواسيني يا واسيني الاعرج في لغتك التي اشعر انها تخاطب الجانب المظلم من ثقافتي ، مريحة جداً هذه الرواية بمأسيها وهي مزيج لا يعرف الفاصل بين الاحلام والواقع . فاليرحم الله الاندلس التي ماتت مطعونة في الظهر .
يربطني بذلك الاسم " الأندلس" ماضي وحاضر مسروق ، على الرغم من شرحهه العميق والكبير للبيت والمخطوطة استمتعت ولكن ليس كما كنت اريد لانني مللت بالنهاية طول الرواية أفقدها جزء كبير من عنصر المتعة والتشويق
رواية رائعة قرأتها في زمن قياسي بالنسبة لحجمها تحكي عن بيت بناه أحد المهاجرين من الأندلس السليبة في الجزائر قبل خمسة قرون بعد قصة مأساوية خاضها للهروب من جحيم محاكم التفتيش الاسبانية هذا البيت الذي ايتولى القراصنة الأتراك ثم المحتلون الفرنسيون ويخوض أحفاد الأندلسي صراعاً طويلاً من أجل البيت التراثي صراع النبلاء والخونة الشرفاء والأنذال إرث الشهداء مع العملاء
قصر جميل محاطٌ بجنة ، كم تمنيت لو عشت فيه لو سرت في أروقته و غفيت تحت شجرة الليمون و مسك الليل، لو تصفحت مخطوطة غاليلو و تنشقت رائحتها . رواية تأخذك لعالم آخر . قصة سلالة كاملة رهنت أفرادها للحفاظ على البيت .
صوت الجد الأكبر يرّن في آذان الأحفاد : ابقوا في المنزل حافظوا على الإرث و لو أصبحتم خدماً أو عبيداً .
تضحية بعد تضحية و في النهاية لا مهرب من الفساد
تمشي مع الرواية في بعدين مختلفين قصة مخطوطة أحمد بن خليل أو غاليلو ألروخو و قصة حفيده البعيد مراد باسطا و استماته في الدفاع عن البيت .
يُؤخذ على الرواية كثرة الألفاظ النابية و الأخطاء الإملائية في الطبعة التي قرأتها .
رقم ثمان وخمسون / 2024 ألبيت الاندلسي واسيني الاعرج "لا قيمة للمال وأملاك الدنيا بلا سيدة الروح والمحتلة لعش القلب . أشتهي فقط أن أساله عن حالها . أخاف أن تكون هي أيضا انطفأت في دنيا الخوف و الحروب القاتلة . اشتقت إلى صوتها ، حنينها وجهها . اشتقت إلى لمستها ، همسها ، غمزاتها . هل تعرف يا سيدي ان وجودها هو من أعطاني القدرة على الصبر و المقاومة ؟ لو تعرف يا سيدي ، ما تستطيع امراة ان تفعله فينا ؟! وجودي الى اليوم حيّا ، يعود لها . فقد عشت معلقا على حلم أن تأتي هي أو أذهب أنا نحوها ، في أية أرض أخرى أكثر رحمة ، تقبل أن تحضن قلبين مسالمين ؟ لا معنى للأرض التي اشتريت ، ولا البيت الذي حلمت به بدون وجودها . هذا هو تعبيري الوحيد عن وفائي لأمراة لم تمنحني الحب فقط ، ولكن الحياة أيضاً "" مصطلحات : البيت الاندلسي : يقوم البيت الأندلسي، وهو مكان يعمل على حفظ الذاكرة الأندلسية.في الوقت الحاضر لكنه حياة وتراث شعب الاندلس المورسكيون : هم المسلموتن الذين بقوا في الاندلس واجبروا على اعتناق المسيحية بعد سقوط الاندلس التراث الاندلسي : 1. اعادتني رواية واسيني الى نكبة 2024 في غزة والابادة التي تحصل غزة التي تم قتلها وتهجير اهلها ففي كثي من مقاطع الرواية وخاصة القتل والتهجير عدنا الى غزة ، نعرف ان الانسان تمر عليه تكبات كثيرة وكوارث بسبب الصراع الديني لقد اراد واسيني الحديث عن الجزائر وتعقيداتها مع لفت النظر الى التراث الاندلسي الذي يتم اتلافه لبناء ابراج و��ولات تجارية . 2. المكان في الرواية نهض رواية البيت الأندلسي لواسيني الأعرج على بنية مكانية كشفت عمّا يسمّى بـ" رواية المكان "ـ حيث يمثّل البيت بالنسبة لأبطال الرواية الانتماء والحضارة والإرث الدّيني الذّي تركه لهم أجدادهم الموريسكيون ، وقد شكّلت المدينة فضاءا أساسيا لبناء هذا البيت ، رغم ما تحمله من دلالات سلبية ، فوهران في الرواية مدينة النفي والسير نحو المجهول ، وغرناطة مدينة التعذيب والتهجير الإجباري ، أمّا الجزائر حيث يتواجد البيت الأندلسي بالقصبة السفلى يسودها الخوف والفزع والتهديد الدائم بالهدم . هذه الثلاثية تكشف عن نسق ثقافي يرتبط بالذاكرة والتاريخ والبحث عن الانتماء الوجودي في مجتمع طغت عليه الماديات وبات لا ينطر لجوهر الأشياء، وقد برع الروائي في تصويره من خلال مخطوطة أوراق غاليلو" سيدي أحمد بن خليل " التّي حكى فيها عن أيّام الخروج الأكيد 3. الزمان : هنا زمنين مختلفين زمن ماض متجذر وزمن حزين وواقع مؤلم حيث اراد واسيني من خلال هذه الرواية عرض تجليات واحداث العمق الجزائري من خلال التشابه والخرائب والأحزان والأحلام من حلم المهاجر في البناء وإرساء ثقافة الحب والتعايش إلى الصورة المشوهة التي آل إليها مجتمع ما بعد الأزمة أي أواخر القرن الماضي وبداياته فيالجزائر ، مصورا شخصية المسؤول بصفة عامة الذي تغير وغير، فأصبح لا يتوانى عن بيع كل شيء حتى الآثار الشاهدة والمخطوطات الكنز.. بالمقابل هناك النمط الآخر المحافظ بقي وفيا للقيم الجمالية والإنسانية والحضارية ، متمسكا بما يمثله «البيت الأندلسي» والبحث عن المخطوطة، كتمظهر جلي للأصالة وعدم التغيير والوعي بأهمية الإرث مثلما هو الحال عند عمي «مراد « باسطا وماسيكا والآخرين القلائل الصامت ، 4. ونعكس الصحافي الشجاع النمس الذي يتعرض للضغوط من خلال قتل خطيبته واتهامه بقتلها ومن خلال محاولة قتله ، ولعل الصفحة 242 حملت حقيقة تداخل الأحداث في صورة رصاصات حائط محطة البنزين ونوعية المتحكمين أو الضباع كما يسميهم عمي مراد فهو هنا عكس الجزائر من 90 القرن الماضي ما قبل وما بعد. تفاصيل الرواية � بن الزمن الماضي من خلال مخطوطة مخطوطة قديمة نادرة رسمت بكثير من الدقة تاريخ عائلة من الموريسكيين. وحاضر ممتلئ بأحداث الماضي.، فهنا لحظات التهجير المروعة التي تعرض لها بطلها غاليليو، حين أجبر قهراً على ترك غرناطة التي لم يعرف سواها وطناً. وهو ما نقله واسيني بالحرف كأنه يذكرنا بكل النكبات والنكسات التي المت بهذا الوطن . � هذه المشاعر التي يحتفظ بها المرء تجاه الأرض التي فارقها ليست بسيطة أبداً. والبيت الأندلسي في الرواية مرتبط بحلم عاشه غاليليو سيدي أحمد بن خليل وزوجته سلطانة ألونسو في هضاب غرناطة، حيث كانت نهاية آخر ملوك بني الأحمر. نبت في القصبة في الجزائر مثلما اشتهياه نسخة من البيت الغرناطي، على طراز العمارة الموريسكية. بما يؤكد نزوع النفس إلى الحنين، حين تجبر على العيش في عالم لا يشبه وطنها الأصلي. يتعرض البيت لمحاولات مسخ وهدم يكون مراد باسطا الشخصية الرئيسية التي ورثت البيت والمخطوطة شاهداً عليها. يبقى البيت واقفاً إلى أن جاءت طبقة جديدة في الجزائر، اشترت المساحة التي يحتلها البيت لتشييد برج بمائة طابق، بدعوى أنه يحل جزءاً من مشكلات السكن العويصة، كما يتحول جزء منه إلى أسواق ومطاعم ومكاتب تغير من وجه المدينة. � الرواية تلقي الضوء على صراع عاشه حفيد غاليليو البطل الأندلسي، مع جماعة المصالح ذو النفوذ ، الذين لم تتحدث عنهم الرواية على أنهم مجرد أفراد أخطأوا، وإنما نماذج حاكمة عبرت عن قوى تاريخية عالمية، تمثل نظماً دكتاتورية، تكون قوة الدولة فيها أسمى وأعلى، بوجود جهاز حكومي يؤكد على تدعيم مصالحها، ويضعها فوق مصالح الأفراد والجماعات. � هذه القوة التي رسمت صورة خراب البيت الأندلسي لم تكن عدوة لتراث خاص بقوم معين، وإنما كانت عدوة للإنسانية جمعاء. من هنا جاء مشهد دمار البيت على نحو تفصيلي يساهم في خلق وعي نقدي يتشكل ضد هدم يجرد المدينة من ذاكرتها. فيكون القارئ في نهاية الأمر قبالة نشاط جمالي لافت يعري خطاب السلطة ويفضح خاصية زمن الديكتاتور من حيث هو زمن يتكرر ولا ينتهي. وبالتالي يصبح هدم البيت ممارسة قمعية لا تقل شناعة عن فعل التهجير الذي مورس بحق الموريسكيين. � تحمل الرواية رسالة هامة مفادها أننا كائنات منسوجة من خيوط من كافة الألوان، لذلك لم تكن الذات في البيت الأندلسي محددة المعالم أو مقولبة، فهي نسبية في تكوينها على المستوى الثقافي. لكن تبقى الروح الأندلسية للبيت حاضرة عبر تقنيات فنية عالية. نذكر منها حالة السرد التي تصدرت أوراق المخطوطة؛ بما يذكرنا بنمط قديم وجدناه في الكتابات العربية القديمة، وكذلك في العناوين الشارحة في رواية سيرفانتس الشهيرة. كما تحضر الموسيقى الأندلسية ليكون لها دورها في تفعيل هذه الروح الأندلسية. ونذكر في هذا السياق عناوين منتقاة من مقامات أندلسية متعددة: استخبار؛ توشية، نوبة، خليج الغرباء، وصلة الخيبة. كل في موقعه المناسب. � انطلاقاً من مذهب إنساني عام نجد الرواية وقد ناصبت العداء كل معتقد بخرافة النقاء البشري، بل وتنطلق من فكرة أن أي انتماء واحد سيحصر البشر بالضرورة في موقف متحيز متعصب، ويولد أشكالاً مختلفة من أشكال القمع الناجمة عن اختلاف في الجنس والهوية. ومن هنا يحضر ميمون البلنسي، صانع الذهب الذي عمل مع غاليليو في القصبة. رجلاً طيباً صافياً كقطرة ماء؛ فاليهودية مجرد انتماء ديني، وليست معياراً عنصرياً، وإن كان هذا أمراً لا تعترف به الصهيونية الآن التي عرفت عبر تاريخها بجعلها اليهودية معياراً على تفوق اليهودي على غيره من البشر. � قضية الحروب. من الذي يصنعها؟ ما هي جدواها؟ قضية الوجود الإسلامي في الأندلس، هل كان احتلالاً لإسبانيا؟ ام كان فتحا والاسلام فتح ونشر الدين وعاش اهله بكل صفاء بعكس الحكام الاسبان الذين هجروا المسلمين � في الرواية حوارات مونولوجية متسائلة نستمع إليها عن طريق غاليليو، لكنها تدفع باتجاه لغة حوارية تحرضك على التفكير، وتتظاهر بأنها لا تنحاز إلى رأي بعينه. كما تلتفت الرواية إلى أن ما يرتكب من أفعال شائنة باسم عقيدة ما لايتهم هذه العقيدة بالضرورة، وإلا كنا اتهمنا مسيحية عرف عنها التسامح بأنها لا تحترم الحريات، إذا قمنا بوضعها قي سياق محاكم التفتيش. ولذلك لا يمكن إحالة مشاهد عنف واستبداد وقع في الجزائر إلى طبيعة تمس الإسلام. هذا لا يلغي بطبيعة الحال حضوراً لشخصيات تلحق نفسها بالإسلام عبرت عن قوى الاستبداد والظلم وتحالفت معه، وفي نهاية الأمر ننظر إليها باعتبارها وليدة عصرنا واضطراباته وتشوهاته وخيباته، ولا يمكن إدراجها في خانة الإسلام. يلاحظ قارئ هذه الرواية بناء تركيباً جمالياً يحقق انشغالاً بالتحفيز الواقعي، ومن هنا نقع على جملة من الحيل الروائية التي ينتهجها واسيني الأعرج لإقناع المتلقي بصدقيتها. في مقدمة هذه الحيل تأتي المخطوطة التي تشكل جزءاً أساسياً من مكونات البنية السردية. � أن شخصية واسيني موجودة في الرواية من خلال شخصية أحمد بن خليل أو جاليايو، الذي عانى من طغيان الملوك الكاثوليك. فجد واسيني، رمضان، انغلقت عليه السبل في غرناطة في القرن السادس وهاجر الى المارية بعد الترحيل الضخم الذي قام به الملك فيليب الثاني بعد اتفاضة جبل البشارات، وقد ذكر هذا في سيرته الروائية أنثى السراب. كما أن مسيكا التي قامت بتجميع أخبار البيت الأندلسي، كانت امتدادا لصوت جده "انها صوتي الأعمق والأخفى". � أن الهاجس الموجود دائما في الرواية هو المنفى: "انت تتمنى أن تغرق السفينة المكلفة بنقلك نحو أرض لم تتهيأ لها أبدا". وأن الرواية تنحاز الى الحق من خلال دفاع مراد باسطا المستميت عن حقه في البيت الأندلسي، وهي تمثل الصراع الدائم بين الحق والباطل والمظلوم ضد الظالم. ووجدن أيضا أن الرواية تتناول الهوية والانتماء وأن هوية الانسان هي إنسانية بغض النظر عن جنسه وهويته وانتمائه، وان واسيني لم يبك على الفردوس المفقود، أي الأندلس، كما فعل الكثير من المثقفين العرب أن واسيني يعتبر أن العرب دخلوا أرضا لم تكن لهم وبنوا عليها حضارة من أهم الحضارات الإنسانية وأرقاها، وهذه الحضارة غيرت العالم وتأثيرها في أوروبا اليوم لا يحتاج إلى برهان. وخسروها لأنها لم تكن يوما لهم.
رواية البيت الأندلسي رواية تبعث على الحزن والألم، ليس فقط على ضياع بلد، وإنما على ضياع الإنسانية من وقت ضياع الأندلس إلى الآن، ضاعت الإنسانية ولكن بطرق مختلفة، قبل خمسة قرون كان ضياعها على يد محاكم التفتيش المقدس، أما اليوم فضياعها بالفساد المستشري والقتل والكذب.
يتحذث الكتاب عن سيدي أحمد بن خليل ؛(غاليليو) الذي نفذ من محاكم التفتيش المقدس في الأندلس بمعجزة، وتم ترحيلة إلى المحروسة في الجزائر، حيث قرّر هناك بناء البيت الأندلسي الذي كان قد تواعد على بنائه مع حبيبته لالة سلطانة. يتحدّث الكتاب عن تاريخ هذا البيت من عهد أحمد بن خليل إلى اليوم. سيدي أحمد بن خليل ترك مخطوطة تتحدّث عن حياته، وكذلك الأحفاد الذين توالوا على هذا البيت، إلى زمننا الحالي حيث سكن مراد باسطا في بيت الخدم، ولم يفرط فيه، ولكن البلدية قررت هدم البيت لبناء البرج الأندلسي مكانه. الكتاب غير مسلسل تاريخياً، ويتحدّث فيه العديد من الأشخاص، يجذبك الكتاب لتحدثه عن فترات تاريخية مختلفة، حيث حكم الأتراك، والإستعمار، والثوار، وغيرهم.
هذا الكتاب يبين شوق الإنسان لتاريخه، خصوصاً إذا كان هًجّر من بلده، يبقى حتى الأحفاد يحلمون برائحة الأرض الأولى، برائحة الياسمين، والليمون، وأزهار اللوز. ليس صحيحاً أن الوطن هو فقط ما ولد فيه الإنسان، هو أكبر من ذلك، ويبقى فيه هذا الوطن حتى لو لم يره، يبقى في حلمه، في حكايات أجداده، في ذكريات ما تبقى لهم من تاريخ. ولذلك يحاول الإنسان حماية تاريخه على مر الزمن من خلال حماية أبسط الذكريات.
باسطا يا عمي مراد... باسطا أيتها البشرية.... خلاص خلصت الحكايا، وكل الطرق تؤدي إلى نهاية واحدة هي النهاية المحتومة لكل ما نخره السوس تماماً، وكل ما تربصت به عصابات الضباع باسطا يا عمي مراد، لم يعد هنالك من يرى الأمور بعيني قلبه، كلهم يرون الآن يعيون جيوبهم، وجيوب أسيادهم وهؤلاء الذين ينتسبون لهذا الحاضر لا يختلفون كثيراً عن قراصنة الماضي، ولا الغزاة الطامعين، يرتدون قوالب مختلفة، يتحدثون بألسنة منمقة أكثر، وألبسة تضفي عليهم مزيداً من الخداع عاش عمي مراد، ونفذ الوصية إلى أخر حرف فيها... استنفذ الحرف ودلالاته وما بين سطوره وما خلفها ... هنا، أسجل إعجابي بالطريقة البديعة التي يختلط بها الخيال ليذوب في تفاصيل الواقع فيتماها معه، فيبدوان كلاً ولاحداً غير متناقض أو مختلف... هذا هو سحر واسيني الأعرج الخاص، وهو ما استحق عليه نجومه الخمسة -من وجهة نظري- وأضيق إلى ذلك السحر طريقته في ترتيب الأحداث، أو إعادة ترتيب خط الزمن يتحرك من البداية، ويتحرك في نفس الوقت من النهاية لتلتقي أحداث الرواية وتتقاطع، ثم تسير إلى النهاية الزمنية الحقيقية كنت أعرف أن البيت سائر إلى نهايته لا محالة، لكنني مثل عمي مراد، حاولت تأجيل ذلك والاستماتة إلى الرمق الأخير ...
واسيني يا واسيني! هذه ليست أول قراءة لي لواسيني، لكن هذه أول مرة أقرأ فيها لعمل كامل له فعليّاً وأريد أن أقول بأنه من القلائل من الكتّاب والمؤلفين العرب الذين يدهشوني بإبداعهم ولمساتهم الساحرة في صنع معجزة في كتاب عربي. لغته العجيبة وحروفه الصاخبة تحتويني بكل سهولة.
تأمّلت الكثير من هذا الكتاب وتوقعت بأنه سيصبح من الكتب العزيزة عليّ، ولكن مع الأسف لم يوافق توقعاتي... ليس بالممتاز وليس بالسيء أيضاً، إنه كتاب ثمين بحق ولكن كل ما وجدته في هذا الكتاب هو الكثير من المخطوطات والقليل من الأحداث التي قد تبني عالماً خاصاً لهذه الرواية. إنه كتاب كبير جداً ومن المتعب عدم حدوث الكثير فيه. وفي نفس الوقت، لم يكن مضيعة للوقت بأن أقضي وقتي بقراءته، فقد حاز على البعض من إعجابي وتعلّمت الكثير عن البيت الأندلسي وأصحابه وأسراره. من الجميل جداً زيارة التاريخ والإقتراب من الأندلس والجزائر أكثر.