هذا الكتاب وصف لمشاهدات د. زكى مبارك فى باريس وتصوير مثير لما فى مدينة النور من صراع بين الهوى والعقل والهدى والضلال. وهذا الكتاب ذكريات الأديب والكاتب الموسوعى د. زكى مبارك فى الفترة التى كان يتلقى فيها العلم فى السربون على مدى خمس سنوات "1927- 1931" تجول خلالها فى ربوع فرنسا، وخبر حنايا باريس ودوربها وناسها وفنونها وآدابها وكشف الثام عن أسرارها، والجانب الآخر من تلك المدينة المثيرة التى تجمع بين المتناقضات بين الحب السامى، والحب الحسى، وبين العلم والبوهيمية. وصور لنا الدكتور زكى مبارك كل ذلك بقلمه الرشيق وأسلوبه المتميز المبدع ولم يكن الدكتور زكى مبارك مجرد شاعر عاشق للحب والجمال، بل كان ناقدا له.
ولد زكي مبارك في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية في عام 1892، التحق بالأزهر عام 1908 وحصل على شهادة الأهلية منه عام 1916، وليسانس الآداب من الجامعة المصرية عام 1921، الدكتوراه في الآداب من الجامعة ذاتها عام 1924 ثم دبلوم الدراسات العليا في الآداب من مدرسة اللغات الشرقية، في باريس عام 1931 ثم الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون عام1937" زكي مبارك مجموعة من الدكاترة اجتمعت في شخص واحد ... إنه كشكول حي مبعثر بل مسرحية مختلطة ، فيها مشاهد شتى ، من مأساة وملهاة ومهزلة ، أو لكأنه برج بابل ، ملتقى النظائر والأضداد ...فهو أديب عربي قح ، ومفكر عروبي محض ، يملكه الإيمان بالعربية والغيرة على العروبة ، على الرغم من تحليقه في أفاق أخرى من الثقافة والتفكير ... ولعل زكي مبارك يباين الذين انصرفوا إلى اللغات الأجنبية ودراساتها في أنه لم يطلب بها علما وأدبا وإن اكتسب ما تيسر له من مناهج البحث وطرق التدريس ، فكأنما كان مبعوثا إلى فرنسا لأداء مهمة والاضطلاع بخدمة ، هي التعبير عن اعتزازه بأدب العروبة وحضارتها، وإقناع المستشرقين بطول الباع والقدرة على التخريج والإبداع ... والبحوث التي توفر عليها زكي مبارك متوج أهمها بشهادة الأعلام الجامعيين في مصر وفي فرنسا أولئك الذين أناله اعترافهم أعلى الإجازات الجامعية قدرا ... وشعر زكي مبارك يتميز باثنتين : فصاحة ودماثة ، فهو لين اللفظ والأسلوب متين النسج والقافية ، وفي معانيه العاطفية طراوة وعذوبة ، وليس يعوزه الطابع الموسيقي على الإيقاع العربي المتوارث ... وأحاديث زكي مبارك تكشف عن موهبة فيه هي موهبة المسامرة والمناقلة ...فأنت متنقل في حديثه الذي تقرؤه له بين نقدات ومعابثات ونوادر ، في غضونها استدراك فلسفي أو استطراد عاطفي أو تعليق نحوي أو شكوى شخصية وكأنك تستمع إلى مذياع يتنقل مفتاحه من تلقاء نفسه بين محطات الإرسال في شرق وغرب ... وأما مشاجراته القلمية فقد كان فيها مطواعا لفطرته منساقا معه الشيمة البدوية أو الريفية في إيثار الصراحة العارية ، فهو إذا رأى شيئا ينكره انبرى ينقده ويشهر به غير آبه بما تواضع الناس عليه من الكياسة والحصافة والتزمت وتجنب الاحتكاك والهجوم ... ولا يعوز القارئ أن يلتمس صفاء نفس زكي مبارك في كثير مما كتب إذ يصادف في تعليقاته تحية لرجل كانت بينهما علاقة في درس أو مجلس وذكرى لراحل كان أستاذه أو كانت بينهما مشاركة في عمل ...ولعل أصدق وصف لزكي أنه طفل كبير ، احتفظ بما للطفولة من سرعة النسيان للإساءة ، وترك الاحتمال للحقد ، وخلوص الضمير من كوامن الضغن ، فإنك لترى الطفل غضوبا على رفيقه في شئ من الأشياء و لا تلبث أن تراه ملاعبا له ، ناسيا ما كان بينهما من مغاضبة وشحناء ، بل لعل ذلك كان منه سبيلا إلى توطيد صداقة وتمكين إخاء سلام على زكي مبارك .. كان مثلا للجد والدأب في التكوين والتحصيل وكان شعلة في التأليف والتدبيج ، وكان شخصية بارزة في مجتمعنا الأدبي ، أحس وجودها من هو لها ومن هو عليها ..والرجل العظيم لا تخلو حياته من صديق وخصيم .".
كلمة من طه حسين أخرجته من الجامعة إلى الشارع بلا وظيفة وبلا مرتب، بالرغم من حصوله علي الدكتوراة ثلاث مرات وتأليفه أكثر من أربعين كتابا، وقد أتيح له أن يعمل في الجامعة المصرية، وعمل في الجامعة الأمريكية وعين مفتشاً للمدارس الأجنبية في مصر ولكنه لم يستقر في هذه الوظيفة واخرج منها بعد أن جاء النقراشي وزيرا للمعارف والدكتور السنهوري وكيلا للوزارة.
وعمل في الصحافة أعواما طويلة ويحدثنا انه كتب لجريدة البلاغ وغيرها من الصحف نحو ألف مقال في موضوعات متنوعة. وانتدب في عام 1937م للعراق للعمل في دار المعلمين العالية، وقد سعد في العراق بمعرفة وصداقة كثير من أعلامه، وعلي الرغم مما لقي في العراق من تكريم إلا انه ظل يحس بالظلم في مصر وهو يعبر عن ظلمه اصدق تعبير بقوله " إن راتبي في وزارة المعارف ضئيل، وأنا أكمله بالمكافأة التي آخذها من البلاغ أجرا علي مقالات لا يكتب مثلها كاتب ولو غمس يديه في الحبر الأسود� إن بني آدم خائنون تؤلف خمسة وأربعين كتاباً منها اثنان بالفرنسية وتنشر ألف مقالة في البلاغ وتصير دكاترة ومع هذا تبقي مفتشاً بوزارة المعارف" وفات
في 22 يناير 1952 أغمي عليه في شارع عماد الدين وأصيب في رأسه فنقل إلى المستشفى حيث بقي غائبا عن الوعي حتى وافته المنية في 23 يناير 1952
كنت عايزة اشوف باريس من عين رجل فى 1930!! ويا ريتنى ما شفت. حسيتها نظرة سطحية بسيطة اوى. الراجل كان بيتكلم على جمال بنات باريس فى معظم الكتاب. ممكن الكتاب وقتها كان قيم. بس طبعا دلوقتى معلوماتنا تخطت كل دا.
ممكن بس اللى عاجبنى لما قال انه راح لحد اسكندرية بالقطر وبعدين ركب السفينة عشان يروح. مكنش فيه طيارات اوى وقتها. ولما كتب انه فى المعرض بتاع الطيارات كانت حاجة جديدة بقى والناس مندهشين بالطبارات وركوبها كانت مجازفة رهيبة!!
وأنا أحزم حقائبي لرحلتي التي محطتها الأخيرة باريس، قررت أن أصحب زكي مبارك إلى باريس الثلاثينات، حيث عاش لسنوات إبان دراسته في السوربون، الكتاب عبارة عن خواطر وقصائد وردود كتبها زكي خلال تلك السنوات، وعرض فيها شيء من الحياة والحوادث الباريسية بذلك النثر الذي يميز تلك الفترة.
عندما يكتب زكي مبارك عن نفسه فلا تجد عنده شيئًا من "تضخم الذات" كما يقع فيه بعض ممكن كتبوا عن أنفسهم بتمجيد وتعظيم ربما لا يوافق واقعهم؛ وإنما تجد الوضوح والصراحة حتى ولو عند ذكر الأخطاء والعثرات وما جال بخاطره، أمور كان بإمكاننا ألا نعرفها عن زكي مبارك في باريس التي عشقها لولا أن أطلعنا عليها بنفسه.
ولا يكتب زكي مبارك هنا عن باريس كبقعة جغرافية زارها، ولا يكتفي منها بنقل المعالم والأمكنة؛ بل يصوّر بقلمه صورة حية لباريس التي رآها ولأهلها التي عاش بينهم فترة من الزمن. وهو على ذلك لا يكف عن الإعجاب بالحياة الباريسية رغم صراحته بمقت أشياء محددة فيها، وينكر أن تكون هذه الإشادة والحب والتعلق حالة طبيعية يمر بها أي شخص نزل أرضًا جديدة، فلم تكن زيارته زيارة سياحية استثنائية وإنما تكررت له زيارتها مرات ومرات وأقام فيها من عمره فترات.
وأسلوب مبارك شيق غير ممل، غير أن الفصول التي تتعلق بالمراسلات بينه وبين الأصدقاء كانت أقل جمالًا من بقية فصول الكتاب.
الكتاب الثاني هو لشيخي ومعلمي الدكاترة زكي مبارك- عطّر الله قبره- الذي أفدت من كتبه، واستننت بسنته، واقتفيت أثره، فما أوردني إلا على النيل ولا هداني إلا طريق الأدب القويم.
المؤلف أشهر من أن يُعرّف، وأغنى من أن آتي على سيرته، فيكفي أن تقول زكي مبارك فيُعرف مباشرة هذا الكتاب درة من درر كتب الشيخ –رحم� الله- حيث اشتمل على الشعر الرائق والنثر الفائق، والنقد الموفق.
فمن شعره الرائق قوله:
آمنت بالحب لولا أنتِ ما جمحت
مني الضلوع إلى أهلٍ ولا وطنِ
يا من تحيرت لا أدري أيسعدني مرامه أم هواه محنة المحنِ
ما ضر لو نعمت عيناي أو شبعت
قبل الفراق بمرآى وجهكِ الحسنِ
ومن نثره الفائق:
(وهو مع هذا لم يحو كل الذكريات؛ لأن أطيب الذكريات لا يكتب ولا يقال، وإنما تقلّبه النفس في هدآت الليل كما يفعل الشحيح وهو يقلّب كنزه الشحيح).
ومن نقده الموفق قوله:
(إن في باريس طوائف من الفتيات ألجأهن الفقر والعوز إلى مرافقة الشبان.
هؤلاء الفتيات الفقيرات خطر على باريس وزوار باريس، وهن خطر على الشبان المصريين والشرقيين الذين حرمتهم التقاليد الإسلامية من الأنس بالمرأة الفاجرة، فكم من شاب أسلم شرفه وعرضه لامرأة بغي في أول ليلة دخل فيها باريس، وكم من شاب مصري جاء ليتعلم فظل جاهلا ثم عاد إلى أهله يحمل أشنع وأوبأ ما عرف الطب من جراثيم الأمراض، والفرنسيون يعلمون علم اليقين أن عاصمتهم موبوءة).
ولا أجد في الكتاب عيباً سوى بعض الذكريات المطولة والتفاصيل المملة التي لا حاجة للقارئ بمعرفتها؛ ولكنه في المجمل ماتع جدا.
الكتاب من القطع الكبير يقع في 300 صفحة من إصدارات دار نوابغ الفكر الصادر عام 1433هـ.
هل كانت صِلة القرابة التي تجمعنا وطالما زهوت بنفسي متحدثًا عنها هي فقط ما وطدت علاقتي بسيرة الدكاترة؟!!
أم ما استشعرته حقًا في كل جملة خطها متضمنةً صدق كلماته وقوة عِباراته، وما لمسته فيها من رجاحة عقله وحسن تقديره وتقييمه للأمور بواقعية بالغة، وصراحته الشديدة في كتاباته دون مواربة -في أي موضع كان- مفصحًا عما يجول بخاطره تاركًا النفاق لغيره هي ما تدفعني دفعًا إليه؟!!!
أم تُرى أنها ثقافته وعمق إطلاعه وميله للنقد اللاذع البنّاء والذي لولاه لشغل مركزًا أدبيًا أو منصبًا عَليِّاً، ولكنه آثر قول الحق مضحياً بقوته وقوت أولاده على أن يتملق ويتودد بعبارات منمقة طمعًا في دنيا فانية ابتغاها غيره!!!
لا !! بل لعل ارتباطه الفطري ببيئته الريفية وقريتنا الجميلة "سنتريس" والذي عبر عنه بشغف كلما جاء موضع استشهاد؛ فلم يأنف ذكرها أبداً بل أقدم على ذكر أبنائها ومَجَّد سيرتهم حتى وإن كان درساً صغيرًا مُستفاداً من مرؤة أحد فلاحيها، ويكاد حُبُه لها يتوغل في أعماق قلبك وإن لم تراها قط !!!
أم أنه مَسَّ قلبي بحبه المكنون لدينه ووطنه وغيرته عليهما الذي دفعه دفعًا للزود عنهما وتعلق قلبه بهما ؛ فكان يعظم شعائر الإسلام ويُجِلها ويذكُرها بأدب جَمْ، وهذا والله فعل أتقياء القلوب ؛ فضلًا عن فصاحته المتمثلة في حسن بلاغته وجرأته اللذين جعلاه أحد أهم خطباء ثورة ١٩١٩ حتى تم مطاردته في كل حي سكن فيه وكل بيت قَطَن ولكن لم يخشى على نفسه لأن وطنه ظل حتى النهاية نُصب عينيه!!!
آفة زكي مبارك في رأيي ثنتان: الخمر والغيد الحسان، لا عجب أن يموت الرجل مبكراً، لكنك تجد فيه شيئاً من احترام الدين رغم أنه يعترف بترك الصلاة والتباعد عن المساجد.
يعز على زكي مبارك كغيره من المبهورين أن يدين الغرب على بعض تجاوزاتهم الاخلاقية كأنه بهذا ينال من قيمة معشوقة له والحب دوماً يعمي الإنسان عن تلمس عيوب الشخص فضلاً عن ملاحظتها والحب أعمى كما يقولون، والأعجب من هذا أن كثيراً من مثقفي الغرب يدينون قيم الغرب ويهاجمونه فيما يتصدى مثقفونا دوماً إلى الدفاع عنهم
هل زكي مبارك بالفعل كذلك له معرفه بالدين تفوق كثيرين إذاً انظر إليه كيف يروى حديثين أحدهم ضعيف والآخر موضوع وهذا الأمر يعرفه كثير من الطلاب في المعاهد الأزهرية بل من أصاب حظاً يسيراً من المطالعة والمعرفة ومع ذلك خفي عليه درجة ضعف هذين الحديثين وهما أبغض الحلال إلى الله الطلاق و الغيرة مفتاح الطلاق.
توقفت عن قراءة الكتاب في منتصفه لأني مللت منه فالكاتب يكرر ما يكتبه والذي يتجاوز الإعجاب بل الانبهار بباريس إنه يتحدث عنها كما يتحدث ساكن المدينة لأهله في الريف عندما يعود إليهم فهو يحيط وصفه للمدينة بكثير من البهاء الذي يتجاوز حدود الواقع، والكاتب في هذا الكتاب كغيره من جيل ذلك الزمان منبهر بشدة بأجواء باريس الخالبة وليتي أعرف كيف كانت ردة فعله حين علم بسقوطها في يد الألمان؟!
ذكريات باريس ! وذكرياتي مع هذه الكتاب متعلقة بمحاضرات الـChemistry الجامعية التي كنت أعرض عن أستاذها وأصحب "الدكاترة" زكي مبارك في رحلة باريسية هي بين المجون والوقار !
نحن نقرأ تاريخنا القديم و نهمل تاريخ قريب مثل جيل العشرينات ، هنا جولة على مصر و العالم كُتبت بدقة لانها كتبت في وقتها و ليس عن وقتها .
افكار الكاتب تفتح المخ و اخباره عن مصر و باريس لذيذة و اماكنها مازالت موجودة كالمنبر المهدى من الملك فؤاد في جامع باريس حتى الآن .
ما الفرق بيننا و بينهم روح المخاطرة حب الجمال حب الحب الكثير من الاختلافات تجعل العيش في بلادنا ثقيل بثقل نظرات المتطفلين و العيش في بلادهم كان و مازال خفيف خفة رقصاتهم و قبلاتهم .
باريس كأنك تراها! لا كما تحب أن تراها. ولا كما تراها في الشاشات والصحف والمجلات. إنها باريس بطبعها وطباعها، حلوها ومرها، فضائلها ورذائلها. - تجربة شعورية أكثر من كونها رحلة إلى بلد من بلاد الله.
يوميات واحداث وردود لرسائل كتبها زكي مبارك اثناء اقامته في باريس يصف فيها الحياة والمجتمعات العربية والغربية في باريس في ثلاثينيات القرن الماضي ابدع في صياغة الكلمات والعبارات والوصف والتعبير، اول قراءة لزكي مبارك ودون مبالغة افضل كاتب عربي قرأت له حتى الآن .
أسلوب الكاتب جميل ولا ريب، والكتاب جاذب ومشوق، ورغم ذلك، تمنينا أن لا يشطح الكاتب في بعض النواحي التي لا تتوافق مع موضوع الكتاب، كما تمنينا أن يقلل من التزويقات الأدبية، نتطلع لمطالعة كتاب آخر للمؤلف.
This entire review has been hidden because of spoilers.
رحل زكي مبارك إلى باريس في بعثة دراسية لخمس سنوات فكان يدوِّن يوميات منفصلة يمزج فيها الصورة بالوجدان، والفكر بما تبصره العينان؛ فنقل إلينا نبض باريس حيًّا من مدينة وسكان ومعالم وطباع ومشاهد ووقائع، كما نقل إلينا نبضه هو في تلك التجربة من أحاسيس ومشاع
مشاهدات جميلة لكن تأملاته فيها واستنتاجاته منها ثقيلة ومبالغ فيها .. حاول أن يكون رومنسيا لكنه فشل بشكل ذريع .. وباريس مدينة مليئة بالتاريخ وفيه معلومات مفيدة كثيرا عن باريس .. وحديثه عن الغربة مؤلم وصادق بعكس أحاديثه عن الحب ركيكة ومرقّعة .. الكتاب ممتع .. لي تعليق على أسلوبه كالتالي: - مزجه بين ثقافته العربية والغربية شديد الركاكة والانفصام والرغبة في التظاهر، حيث يجمع بين الأعلام العرب والغرب وعناوين كتبهم بلا سبب داعي. - معرفته بالآداب الأجنبية لم يؤثر على صياغة أسلوبه، فما زالت عمامة الأزهر تلفّ قلمه، فأسلوبه في بعضه كأنه متن في المنطق أو تفريعات الفقهاء الجدلية، لكنه علي كل حال ليس أسوأ من المنفلوطي مثلا. - باهت و صناعي في الغزل، وفي الحديث الجاد عن الغربة أو وجدانيات غير الحب أو تحصيل المعرفة يستوي أسلوبه ويستقيم وتنفخ فيه الروح.
لدى تعليقات كثيرة , وإنتقادات جمة على هذا الكتاب , ربما على زكى مبارك نفسه أعوام يقضيها فى مدينة النور , لم يلفت نظره من الحضاره إلا الفتيات الملاح , وحفلات السهر , والغوانى , الكتاب ضعيف جداً , مقارنة بتجارب أخرى , كتجربة الطهطاوى مثلاً فى تلخيص باريز , ربما يرجع السبب فى ذلك أن المقالات هنا كانت متفرقة , وأن جمعها فى كتاب واحد لم يكن ذات بال أصلاً وقت كتابتها , بعكس مؤلف الطهطاوى , لكن الحقيقة التى لا مفر منها , هو أن زكى مبارك بالفعل تغاضى فى مقالاته عن أشياء كثيرة كانت أدعى بالتحليل والنقاش , وأكثر أهمية من مجرد الإسهاب عن حرية العشاق , ومواخير الفجور ....أيام قليلة وأهبط باريس , تعمدت قراءة هذا الكتاب قبل سفرى , ربما لو قدر لى الله العودة بسلام, سأكتب ماهو أقيم من ساحات العرى
لقد ظلموك يادكاترة وأنت تحت الأرض كما ظلموك فوقها . . لن أتحدث عن الكتاب فهو فوق المدح لكني سأذكر
أن الكاتب قبل أن يذهب لباريس كان يحمل شهادة دكتوراة وكان يعرف دقائق اللغة الفرنسية وكان أحد كبار الكتاب وكان قد قارب الاربعين عاما وكان متزوج ولديه أبناء
ثم أريدكم أن تتخيلوا أنه ترك كل هذا وذهب لباريس ومكث خمس سنوات على نفقته الخاصة فقط لينتزع الدكتوراه الثانية من جامعة السربون
لقد صور لي زكي مبارك باريس قبل قرن تقريبا وكيف كانت وساحات جامعتها وأخبار الطلاب وصور لي الحياة في باريس كاملة ، من أجمل كتب زكي مبارك، خاصة أنه تكلم بقلمه ونقل لنا أحساسيه � وبالبرغم من كونه في باريس أحد جنائن الدنيا إلا أنه يشتاق للنيل ومصر !
كتاب جميل الي حد ما نظرا لقدم الكتاب وقدم المعلومات التي فيه حيث انه طبع 1935 وشابه الاطالة والاسهاب كجميع كتاب ذلك العصر يتكلم الكتاب عن ذكريات الكاتب اثناء دراسته في فرنسا واساليب الفرنسيين في التعليم والادارة والطب وما الي ذلك وحتى الحب وبنات فرنسا لهم نصيب