يسعدنى أن أقدم لك اليوم ( 4 أجزاء تصدر متتابعة ) هذه الطبعة الجديدة للدكتور ( چيڤـاجو ) التى ألفها الأديب السوفيتى الكبير ( بوريس باسترناك ) ، وترجمها ـ بتكليف من ( مطبوعات كتابى ) ـ أدبينا الكبير يحيى حقى وآخرون ، وقد كتب مقدمتها يوم صدور طبعتها الأولى فى عام 1959م عميد الأدب العربى الدكتور ( طه حسين ) .
Boris Leonidovich Pasternak was born in Moscow to talented artists: his father a painter and illustrator of Tolstoy's works, his mother a well-known concert pianist. Though his parents were both Jewish, they became Christianized, first as Russian Orthodox and later as Tolstoyan Christians. Pasternak's education began in a German Gymnasium in Moscow and was continued at the University of Moscow. Under the influence of the composer Scriabin, Pasternak took up the study of musical composition for six years from 1904 to 1910. By 1912 he had renounced music as his calling in life and went to the University of Marburg, Germany, to study philosophy. After four months there and a trip to Italy, he returned to Russia and decided to dedicate himself to literature.
Pasternak's first books of verse went unnoticed. With My Sister Life, 1922, and Themes and Variations, 1923, the latter marked by an extreme, though sober style, Pasternak first gained a place as a leading poet among his Russian contemporaries. In 1924 he published Sublime Malady, which portrayed the 1905 revolt as he saw it, and The Childhood of Luvers, a lyrical and psychological depiction of a young girl on the threshold of womanhood. A collection of four short stories was published the following year under the title Aerial Ways. In 1927 Pasternak again returned to the revolution of 1905 as a subject for two long works: "Lieutenant Schmidt", a poem expressing threnodic sorrow for the fate of the Lieutenant, the leader of the mutiny at Sevastopol, and "The Year 1905", a powerful but diffuse poem which concentrates on the events related to the revolution of 1905. Pasternak's reticent autobiography, Safe Conduct, appeared in 1931, and was followed the next year by a collection of lyrics, Second Birth, 1932. In 1935 he published translations of some Georgian poets and subsequently translated the major dramas of Shakespeare, several of the works of Goethe, Schiller, Kleist, and Ben Jonson, and poems by Petöfi, Verlaine, Swinburne, Shelley, and others. In Early Trains, a collection of poems written since 1936, was published in 1943 and enlarged and reissued in 1945 as Wide Spaces of the Earth. In 1957 Doctor Zhivago, Pasternak's only novel - except for the earlier "novel in verse", Spektorsky (1926) - first appeared in an Italian translation and has been acclaimed by some critics as a successful attempt at combining lyrical-descriptive and epic-dramatic styles.
Pasternak lived in Peredelkino, near Moscow, until his death in 1960.
كيف تعز الثورات قوم..و تذل اخرين هذا اكثر ما أسرني في دكتور زيفاجو أشهر وأهم الروايات المهربة عبر القرن 20.. .ميلودراما تاريخية رومانسية..سياسية نقدية ..ابطالها خمسة يظل الحب سادسهم..لستة وعشرين عام حافلة باحداث دموية متلاحقة. .فارقة زيفاجو من الكلاسيكيات الحتمية..اى لابد ان تقراها في مرحلة ما من حياتك..فهي تنتمي لأدب الثورات ..ادب الحرب ادب رومانسي أدب تاريخي و لكنها إنسانية في المقام الأول 💫 .فاكثر ما مسني في الرواية هي مشاعر عزيز قوم ذل..يوري الطبيب الشاعر الفيلسوف الذي يتمتع بمزاج الفنان و حساسيته..رسمه باسترناك بتكامل قلما يتوفر لبطل رواية معاصرة ..نجده يهبط من طبيب برجوازي ثري ..لطبيب بالجيش..للاجيء بالريف..اخيرا يرحل لاهثا خلف سعادته المفقودة
-28- الحمد لله لا رادّ لقضائه؛ {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111]؛ حلمتُ منذ أيام أنَّا وجدنا في طبقة من الأرض التي نحفرها مجموعة عملات رومانية بجانب بعضها في رقعة صغيرة، كان منظرها في الحلم مبهجًا للنفس المكدودة، إني في الحلم أتجرع خيبات واقعي، قال دعبل الخزاعي "الحمد لله لا صبرٌ ولا جلدُ، ولا عزاءٌ إذا أهل البلا رقدوا".. تكاد رأسي تنفجر في حرارة هذه الأيام في مكان عملي، أصطحبُ معي رائعة الروسي العبقري "بوريس باسترناك" وخالدته رواية "د. جيفاجو"، كنت قد اشتريتها منذ سنين بمعرض الكتاب من منشورات دار "كتابي"، وكنت أظن أنها ترجمة مختصرة، كعادة أغلب منشورات السلسلة التي كانت تميل لتبسيط الأعمال الروسية على وجه الخصوص، لما فيها من حشو واستطراد؛ كعادة كل كتاب الروس وولعهم بالتفاصيل وبث المذاهب الفلسفية والاجتماعية بين سطور قصصهم ورواياتهم، لكن وجدتها كاملة بشكل أثار ذهولي وإعجابي، أربعة أجزاء، كل جزء في مائتي وخمسين صفحة تقريبًا، أي قرابة ألف صفحة من القطع الصغير، بترجمة جملة من الأدباء على رأسهم الفذ يحيى حقي وحلمي مراد، الأربع أجزاء تكلفتها ثماني جنيهات فقط، لو قامت دار بسرقة الترجمة وفردها على خمسمائة صفحة بغلاف صلب أنيق وباعتها بمئة ستجد من يشتريها كما فعلوا في مؤلفات ديستوفسكي وتولستوي وشولوخوف من قبل، بغض النظر عن الحيرة التي ستصيب القارئ في بداية قراءة هذا السفر من تشابك الأسماء والأحداث وأطراف الصراع في رواية باسترناك، فإن ما فعله باسترناك ببث كل هذه الفظائع، ومهازل الشيوعية في ثورتها الانتقامية على كل مظهر من مظاهر العهد القديم، وجر البلاد لتلك الحروب التي أجاد باسترناك عرض أحزابها ورجالاتها المتنافرين في شخصيات الرواية من خلال نظر "يوري" أو د. جيفاجو بطل الرواية، لهو دربة من قلم باسترناك يشهد بعلو شأنه في عالم الأدب العالمي، بعد تيهك في الجزء الثاني ستتبين أن هناك شخصيتان رئيستان أو ثلاثة في الرواية هم يوري جيفاجو ولارا وتونيا، والبقية تدور في فلك هؤلاء الثلاثة المهيمنين على الأحداث من خلال الظل أو الكواليس، وقد أراد "بوريس باسترناك" بالفعل الانتقام من شمولية رجالات الثورة وعلى رأسهم لينين في تلك الرواية، وتطرفهم العاطفي في تطبيق كل واحد منهم أفكاره الخاصة على شعب متباين الطباع والانتماءات كالشعب الروسي الضخم، وأقل شيء فعلته روسيا هو حظر الرواية في ذلك الوقت، فالرواية مخجلة فاضحة بشكل مخز لروسيا الشيوعية، وما حوته الرواية من فظائع وأهوال واجهها يوري وعائلته وأقربائه هو نذر يسير من الواقع الحقيقي الصادم، لكن ما سيثير دهشتك سيدي القارئ في الرواية هو الترابط البديع بين الأحداث وتشابكها وعدم إغفال أي عنصر صغير من عناصر الرواية الذي أجاد "بوريس" استغلاله بعد ذلك في ربطه بحدث أو شخصية من شخصيات الرواية، عشرات الأشخاص في الرواية كلهم يدورون في فلكٍ واحدٍ بدوائر متشابكة يشد بعضها أزر بعض، حتى موت "جيفاجو" في نهاية صفحات الرواية جاء صادمًا للقارئ كما لو أنه أمر مفاجئ لم يكن يتوقعه أحد وكأن عذاب "يوري" مقدر له أن يستمر طيلة صفحات الرواية بدون نهاية أو حتى إلى قيام الساعة، تلك البساطة في عرض موت جيفاجو كما لو أن الكاتب أراد أن يقول لنا أن الحرب قد قضت على يوري تمامًا وجعلته حطام إنسان قبل موته الحقيقي، بل تلك الانسيابية العجيبة التي تلاحظها أيها القارئ في علاقة يوري بتونيا ثم ولهه بلارا ثم سكينته مع ماريانا، وكأن الكاتب يريد أن يضع لنا رأيه في علاقة الرجل بالمرأة في ثلاث روابط لا تنافر بينها ولا مجافاة، حب جيفاجو لزوجته تونيا حبًا لا تكلف فيه، وعذابه في عشق لارا ذات التجربة المريرة بشبابها والتي طبعتها في صورة بديعة من العذاب الإنساني المغلوب على أمره لكل رجل في حياتها، ثم خلوده في زواجه غير الرسمي بماريانا وإنجابه منها ثم رعايته إياها حتى بعد هجرانه لها في عزلته الأخيرة، كل ذلك صاغه باسترناك في سطور رائعة دون أن يشعر القارئ بأي افتعال في الأحداث أو مبالغة في ردود الأفعال من جانب النسوة الثلاثة، في الحقيقة يستحق بوريس جائزة نوبل على تلك العبقرية في عرض الأحداث، قصة ذات بعد سياسي إنساني عميق للغاية، أنصحكم أن تبادروا بشرائها من أي فروع المؤسسة العربية الحديثة سريعًا وأقربها ربما بمنطقة الفجالة، أو تشتروها من فرع الدار بمعرض الكتاب القادم، وتصبروا في قرائتها كما فعلت، ولا يغرركم ملل القصة في صفحاتها الأولى، فالصبر على لأواء القصة في البداية سيجعلك تحس بنشوة الظفر حال نهايتك صفحات الكتاب، قال أحدهم غفر الله له "أتدري أنّ للمعرفة جنايات؛ وأشدُّها: الألم ؟!"، ماذا أفعل وأنا قد طبعت عليّ الحياة ظلمتها فلا أرى إلا عذاب أيامي كما "يوري جيفاجو" في رحلة حياته القصيرة، قال علي الطّنطاوي لمّا شارف التسعين عامًا: "كان غذاءُ قلبي الآمال، فأمسى لا يجد إلّا الذّكريات!"، وقال الطنطاوي أيضًا: "ما قبور الأماني إلّا القلوب اليائسة"، وقال أبو الفضل المكيالي: "سُبحانَ ربِّي تباركَ اللهُ ما، أشبهَ بعضَ الكلامِ بالعسلِ"، يا الله.. رحماك، كيف منتهاي.. "وتَحسبُني حيًّا وإنِّي لميِّتٌ، وبعضي من الهجرانِ يبكي على بعضِ" قاله أبو بكر الشبلي.