حب فريد لا مثيل له في التاريخ أو في سير العشاق , حبُ نادر متجرد من كل غاية . لقد دامت تلك العاطفة بينهما ما يقارب عشرين عاماً لم يلتقيا الا في عالم الفكر و الروح , كان جبران مقيما في أمريكا و كانت مي مقيمة في القاهرة . لم يكن حب جبران جراء نظرة فابتسامة فسلام فكلام , بل حباً نشأ وترعرع عبر مراسلة أدبية طريفة و مساجلات فكرية و روحية ألفت بين قلبين وحيدين , و روحين مغتربين , كان كل منهما يبحث عن روح شقيقة في يقظته واحلامه , ويتوق الى تلك الشعلة الزرقاء التي هي جوهر النفس الانسانية في أسمى درجات صفائها . كل منهما كان يسعى لرؤية ذاته في روح صاحبه حتى لكأن تلك الروح هي المرآة التي ينعكس على صفحاتها نور الأخر . ونحن , كلما انعمنا النظر الى مضمون هذه الرسائل النابضة بالحياة, الناضحة بالصدق , كلما ازددنا يقينا بان الحب الذي شد جبران الى مي , و شغف ميّا بجبران , حب عظيم , بل عشق يكاد يكون صوفيا لأنه تخطى حدود الزمان و المكان والحواس الى عالم تتحد فيه قوة الوجود . ان هذا الحب بسموه, وعمقه , وطهارته , جعل كلا منهما يبحث عن الله في قلب الأخر . تحميل كتاب الشعلة الزرقاء تأليف جبران خليل جبران من هذا الرابط http://goo.gl/XuTUcd
Kahlil Gibran (Arabic: جبران خليل جبران) was a Lebanese-American artist, poet, and writer. Born in the town of Bsharri in modern-day Lebanon (then part of Ottoman Mount Lebanon), as a young man he emigrated with his family to the United States where he studied art and began his literary career. In the Arab world, Gibran is regarded as a literary and political rebel. His romantic style was at the heart of a renaissance in modern Arabic literature, especially prose poetry, breaking away from the classical school. In Lebanon, he is still celebrated as a literary hero. He is chiefly known in the English-speaking world for his 1923 book The Prophet, an early example of inspirational fiction including a series of philosophical essays written in poetic English prose. The book sold well despite a cool critical reception, gaining popularity in the 1930s and again, especially in the 1960s counterculture. Gibran is the third best-selling poet of all time, behind Shakespeare and Lao-Tzu.
As Cartas de Amor do Profeta: Correspondencia (1908 - 1924) Entre Kahlil Gibran e Mary Haskel = Beloved Prophet: The Love Letters of Kahlil Gibran and Mary Haskell, and Her Private Journal = Love Letters, Kahlil Gibran
Khalil Gibran (full Arabic name Gibran Khalil Gibran) (January 6, 1883 � April 10, 1931) was a Lebanese writer, poet, and visual artist.
Though they never met in person, the correspondence between Kahlil Gibran and May Ziadah endured a lifetime, as did their love. This collection of letters, the first ever to appear in English, reveals the eloquence and beauty of Gibran's writing in a form and style that is profoundly personal and emotionally evocative. Illustrated throughout with Gibran's original pen and ink sketches and facsimiles of correspondence, this exquisite new gift edition is for those seeking insight into the mind of the author of some of the most popular books of the twentieth century.
تاریخ نخستین خوانش: سال2007میلادی
عنوان: نامه های عاشقانه یک پیامبر (نامه های جبران خلیل جبران به ماری هسکل از سال1908میلادی تا سال1923میلادی)؛ نویسنده: خلیل جبران؛ گردآوری: پائلیو کوئیلو؛ مترجم: آرش حجازی؛ تهران، کاروان، سال1378، در175ص؛ چاپ دوم و سوم سال1379؛ چاپ چهارم سال1380؛ چاپ هشتم سال1383؛ شابک9647033001؛ موضوع: نامه های عاشقانه نویسندگان لبنان - سده20م
چهل نامه� از «جبران خلیل جبران» به دوستش «ماری» هستند این نامهه� در شانزده سال از سال�1908میلادی تا سال1924میلادی نگاشته و نقاشی شدهان�
نقل از نگارش روز بیست و پنجم ماه دسامبر سال1912میلادی از دفتر یادمانهای «ماری»: («ماری»، نمیتوانم برای ساعت خواب خویش، ساعت کار، و ساعت تمرینم، برنامه ریزی کنم؛ همیشه میشنویم، که میگویند: همه توان اینرا دارند، که هر روز در ساعتی ویژه از روز، بیدار شوند، چای بنوشند، یا به بستر بروند، و از آن برنامه ی خویش نیز خشنود هستند؛ از دید من، این مردمان، هماره تنها همان یکروز را، زندگی میکنند؛ اگر بتوانم در دل یک انسان، گوشه ی تازه ای را، به او بنمایانم، بیهوده نزیسته ام؛ موضوع، خود زندگی است، نه شعف، یا درد، یا شادی، یا ناشادی؛ بیزاری به همان اندازه ی دوست داشتن، نیکوست � یک دشمن میتواند به خوبی یک دوست باشد � برای خودت زندگی کن؛ آنگاه به راستی، دوستار انسان خواهی شد؛ من نیازمند آنم، که بگذارم چیزهایی که باید، رخ بدهند، پس باید برای رخدادها آماده بود؛ هر روز که برایم میگذرد، روزی دیگر است، آنگاه که هشتاد سالم شود، همچنان در پندارم در پی آزمایش خواهم بود، تا درون و بیرونم را دگرگون کند؛ آنگاه که پیری از راه رسد، به کارهایی که کرده ام، نخواهم اندیشید؛ دیگر بگذشته هستند؛ از هر آنِ زندگی، که برایم مانده، بهره خواهم برد؛ نه برای کارهای مهم، که تنها برای کارهای کوچک، همچو تماشای یک گنجشک روی شاخه ی درخت)؛ پایان نقل
هماره این نقاشی از ایشان را که میخوانم، اشکم سرازیر میشود، روانشاد «خلیل جبران» چه نابغه ای بودند: (از هر آنِ زندگی، که برایم مانده، بهره خواهم برد؛ نه برای کارهای مهم، که تنها برای کارهای کوچک، همچو تماشای یک گنجشک روی شاخه ی درخت)
تاریخ بهنگام رسانی 04/12/1399هجری خورشیدی؛ ا. شربیانی
مررت على رسائل جبران خليل جبران للآنسة مي زيادة، ولو جاز لي المقارنة مع رسائل غسان كنفاني لغادة السمان فسأقول: جبران كاتب يكتب رسالاته من الغاب، بالقرب من البحر، من أرض عزلة و غربة و بعد عن الحبيبة، تأتي كلماته ككلمات "كاتب" يحب. بينما كلمات غسان تأتي من رجل في قلب قضيته، مدافع عن أرضه من وسط الرصاص و رائحة البارود الممزوج بدم، من رجل مرتبط بأرضه كسياسي و ككاتب و كمدافع عن أرضه. جبران يكتب في "الشيب" و على بعد بدون لقاءات ولو عابرة مع مي، بينما غسان يكتب لغادة على تباعد لقاءاتهم، و قرب علاقاتهم الشخصية. الأهم، عرف عن الآنسة مي أنها "فيمينست"، بينما شخصية غادة مختلفة تماما عن ذلك. في الأخير الصور التي يرسمها جبران من نيويورك و الغابة التي سكن بها، لا يمكن مقارنتها بحال بالصور التي يرسمها غسان من قلب معارك الهوية و التاريخ و المحتل و خذلان الإخوة، و انتصار الشجاعة و الفكرة النبيلة... و كل تلك القيم التي تصيب النفس في مقتل. جبران يكتب كقديس بينما غسان كانت كتاباته كشهيد ينتظر موعد عرسه.
سعدت بالمرور على رسائل جبران، استمتعت بوصفه لها، للدنيا، لمشاعره، ولكن بلا شك لا يمكن مقارناتها بأثر كنفاني "الفكري" بعيدا عن الأثر النفسي لحروفه.
مثل هؤلاء الأدباء يفتحون شهيتنا نحن النساء لمثل هذا الحب النادر...فبعد زمن كان فيه قيس وكانت ليلى...فقدنا الأمل بمثيل...فأعاد لنا جبران الأمل بمثل هذا الحب النقي المتوغل في الفكر والروح والبعيد عن علاقة الجسد بالجسد
لم يعجبني حبه لها فقط وغزارة مشاعره وسموّها...وإنما نظرته لمحبوبته واحترام فكرها وعقلها ورؤيتها للحياة وأدبها وحرفها...سمى من مجرد حوار عاطفي إلى حوار فكري يخاطب العقل...ومنه تعرفت أكثر على جبران الإنسان المجرد...فهذه رسائل شخصية لم تكتب لتنشر وإنما كتبت لتنظر بعين المحبوبة..فلا أصدق من هذا الأدب ولا أجمل!!1
وأعجبتني عباراته في ختام كل رسالة...صادقة...حانية...دافئة...
قرأت الرسائل بروح المحب..وبحثت عن رسائلها لتكتمل المتعة وأملأ تلك الفراغات التي لا تكتمل إلا بها...فلم أجد إلا اليسير...فقرأت لماجدة محمود كتاب الحب السماوي بين جبران ومي ليعوض النقص...وما ارتويت!!!
كيف لي أن أبدأ؟ ما كل هذه الروعة والعذوبة! إنه كتاب جميل لأبعد حد، يأخذك لعالم آخر حيث اللهفة والهيام والشوق والحنين. أسلوب جبران خليل جبران البديع هو سر جمال الكتاب. إنه أسلوب راقي حيث الكلمات مُختارة بعناية والتعبيرات أنيقة الصياغة. كلما قرأت لجبران زادت رغبتي بأن أقرأ له أكثر وأكثر. أريد التعمق في عالمه وسبر أغوار فكره وتجاربه. تلك التجارب التي تفيض بالنقاء والسمو الروحي الذي يجعلك تشعر بأن كل شيء على ما يرام طالما أنك تحتفظ بنقاء قلبك وفكرك. كتاب حوى رسائل جبران خليل جبران لمي زيادة بترتيب شيّق ومنظم ومما زاد من روعة العمل إرفاق صور لهذه الرسائل المكتوبة بخط اليد حيث نستشعر النبرة واللهفة والانفعال. كما نرى صور مُرفقة لأعمال فنية كانوا قد تحدثوا عنها في رسائلهم. راق لي كل شيء واستوقفني عدد هائل من العبارات والتركيبات. أسلوب خطاب غاية في الروعة والتميز. قمة في الاهتمام والتقدير. حيث نرى كيف كان يصب جبران جُلّ وقته واهتمامه وتفكيره في مراعاة ميّ زيادة ومخاطبتها بأعذب وأرقى الكلمات. حبٌ مميز بلا شك، أساسه الاحترام والتقدير والمشاركة الفكرية لأعمق المواضيع حيث الطرح الجميل والتلقي الأجمل. الشعلة الزرقاء كتاب أشعل بي شعلة!
"اولین شاعر جهان باید بسیار رنج برده باشد,ان گاه که تیر و کمانش را کنار گذاشت و کوشید برای دیگران انچه که به هنگام غروب احساس کرده,توصیف کند" "ماری,سال ها هر چه میگذرند انزوایی که در درونم جای دارد,خود را با قدرت بیشتری اشکار میکند.زندگی نظاره ابدیت است,نگریستن به تمامی امکان ها و ادراک هایی که عشق میتواتد بر ما بیاورد.با این حال,مردم در برابر این حقیقت ساده,چنین حقیر مینمایند,و این مرا از ان ها دور میکند." فوق العاده زیبا و هنرمندانه..
يا الله ... لا اعلم من أين ابدأ مراجعتي ولا أين أتوقف !!! يالها من صحبة ويالها من استراحة جميلة استمتعت بها ... فقد كان هذا الكتاب القليل الصفحات إستراحة من أعباء الحياة اليومية ومتطلبات الأسرة واستراحة من الضغوط العصبية التي تسببها لنا الأحداث الجارية في بلدي الحبيب ... هي استراحة مع أرواح شفافة تهيم في دنيا من الفن والفكر والمشاعر الرائعة...
لم اتخل عن رأيي في ان خطابات العاشقين هي ملك لأصحابها ولكن بما انني قرات رسائل حبيبين قبل ذلك (وشتان الفارق ومن المستحيل المقارنة) فإنني فكرت لم لا أطالع ذلك الملف القابع بين كتبي التي حملتها من الإنترنت رغم أنني لا أفضل القراءة من الحاسب الآلي... لم لا؟؟ خصوصا وأن كل التحفظات التي كانت لي على الرسائل التي قراتها قبلا لم تكن موجودة هنا
كنت قد قرات لجبران منذ 4 سنوات مجلدا ضخما ضم جميع اعماله المترجمة والتي تمت الإشارة لبعضها في هذه الرسائل ... وقلت لنفسي لابد أن أقرأها باللغة التي كتبت بها وهي الإنجليزية ولاقرأ اعماله بالعربية ثم انشغلت عن ذلك وكان عزائي ان تلك الترجمات قد راجعها جبران شخصيا ووافق عليها كما تم التنويه بالكتاب
أعجبتني كثيرا روح جبران المرحة وأعجبني الرقي في انتقاء الألفاظ الموجهة لمحبوبته مي... أعجبني حثه لها على الإبداع وتقدير أعمالها وتقدير رأيها... ربما كانوا متأخرين تكنولوجيا إلا أن زمنهما قد امتاز بتحضر مفقود حاليا للأسف ... فأين نحن الأن من هذا الشخص الحريص على استقلال كيان محبوبته وانطلاقها فيما تحب وتعمل؟؟
أعجبني تصوره لوجودها معه في الأماكن التي يحبها وتصوره لحوارات بينهما... أعجبني ذلك الخيال الذي يصورها له إلهة وطفلته المحبوبة وكل أنثى ذات شأن
أعجبني حرصه على صفو العلاقة بينهما على البعد في المسافات وإختراعه ...للصندوق الذهبي "إذا فلنضع خلافاتنا , وأكثرها لفظية � في صندوق من ذهب ولنرمي بها إلى بحر من الابتسامات ." ... ويالها من فكرة رائعة لو حرص عليها الناس لتبخرت الخلافات من على وجه الأرض
أحببت دعائه لها في نهاية كل رساله... دعاء كان يدخل لقلبي فيغمره بالسرور والطمأنينه وأتخيلها فأفرح لها
ولابد وأن مي تستحق هذا الحب ...وقد دفعتني الرسائل للبحث عمن تكون مي زيادة فوجدت صورة رقيقة لها وعلمت أن المسكينة تعرضت لضغط نفسي شديد حين توفي كل من والدها وجبران ووالدتها خلال 5 سنوات ... فيبدو انها كانت صدمة شديدةأن تفقد كل من تحب وكل من يعطون لحياتها معنى ولم تتحمل المسكينة هذا الكم من الصدمات المتتالية
اكتفت بحبه على البعد واكتفى بحبها وكم كنت اتمنى أن يلتقيا فيراعي أحدهما الآخر ويعتنيان ببعضهما ... ولكن ربما كان هذا شأن قصص الحب العظيمة ، أن يبقى أثرها وتبقى ذكراها أسطورة تتحدى الأزمنة ...
كتاب جميل ... احببته كثيرا وأتمنى ان أحصل عليه مطبوعا
لقد تأثرت و أُعجبت ب "جبران" لأن أول بدايتي كانت مع كتاباته "دمعة و لإبتسامة" ،"المروج "، "الأرواح المتمردة"
لذلك حين بدأت القراءة كانت رحلة الحنين و لقاء مع الأدب الرومنطقي من جديد لكن بنظرة أخرى.
لذلك لو سأعطي تقييم حسب جمال رحلتي طبعا ستكون 5نجوم و ❤❤❤❤� .
هذه الرسائل الحافلة بالأفكار رجل يتحدث من " الوادي" أي بمعنى آخر أنها كانت أفكار " قديس" أفكارا حالمة عن الحياة و علاقته بالناس و بالآخر. أفكار تعكس آراء مدرسته التي أسسها هو و ثلة من الأدباء : النظرة الرومانطقية للحياة.
هذا من ناحية الأفكار لكن بما أنها رسائل محبوب الى حبيبه نجد في كثير من هذه الرسائل الإستجداء و اضح من "جبران" ل "مي" كي ترد على رسائله.و تجيبه بعباراة لطيفة . و قد صرح بذلك قائلا: �"أريد "مي" الصديقة ليس "مي" مع كاتمة أسرارها.دعنا نكون طفلين ببساطتنا لا أربعة أشخاص أنت و أنا و كاتم أسراري و كاتمة أسرارك�.
بل في رسالة بعث بها بتاريخ :5تشرين الأول 1922: و هي أكثر رسالة أثرت في. لأنه يصف فيها نفسه بكل شفافية .يصف مشاعر الإنسان عادي يعتريه ما يعتري الانسان من الوحدة و التوحش.ضرب بالفكرة النمطية أن الرجل إستثناء بل كان
رجلا ومحبا يبرر لحبيبته أنه يحبها لا بدافع الفراغ بل يحبها على انشغاله. و قد استعمل جملة جميلة :
《لس� أحبك بدافع فسحات الفراغية أنا رجل مشغول ككثير من الرجال المشغولين�
لقد عبر عن هواجس نفسه و رغبته في كلمات لطيفة لمن اعتبرها صومعة قلبه.
في هذه رسالة تألمت للموقف "جبران " الشاعر و الكاتب الذي يصف المشاعر العادية التي تعترينا جميعا حين يتم الشك في حبنا ؛ لكن بالأسلوبه و لمسته الخاص و تعابيره الشاعرية الراقية. و جعلتني أتسأل لماذا قامت بنشر رسائل خصوصية بينهم ؟ لماذا كشفت الستر الغطاء عن شخصيات"جبران" الأخرى:
-"'جبران' "العاشق الذي يتحدث مع خيالها و طيفها ليلا و نهارا. -"جبران" النادم الذي يكرر طلب الغفران و الصفح إن ارتكب عن دون قصد خطأ إساءة لشخصها. و "جبران" المتألم من الوحدة و الذي يناشد الضباب يقول له: " أنا ضباب مثلك تعال لنكون معا و نزور الجبال و السهول." أنا لم أطلع على رسائل "غسان " إلا نبذة منها فقط للقناعاتي الشخصية لكن في رسائله يتحدث عن الثورة و القضية . أما هنا هي أحاديث الروح و الأفكار المجردة. هذه نقطة االاختلاف المحورية
لكنهما يتفقان في بعث شوقهما كل بطريقته و أنا أميل للطريقة "جبران" الشاعرية لأنها كانت فاتحة قراءاتي.
أعجبني رقي و سمو "جبران "في حبه له لانه كان يشجعها على الكتابة و يقرأ مقالاتها و يحثها على الإبداع. كذلك تلك الصفات الجميلة و الرقيقة التي يدعوها بها و أهم كان حبا عقليا،فكريا و روحيا سمى بروحها و روحه معا بعيدا عن ماديات الحياة و شهوة الجسد. و ذلك ما جعلني أضيف نجمة الرابعة، وددت لو إلتقيا.
ما اجمل رسائلك يا مي وما أشهاها .. فهي كنهر رحيق يتدفق من الأعالي ويسير مترنما في وادي أحلامي .. بل هي قيثارة تقرب البعيد، وتبعد القريب وتحول بارتعاشاتها السحرية الأحجار إلي شعلات متقدة والاغصان اليابسة إلي أجنحة مضطربة . إن يوماً يجيئني منك برسالة واحدة لهو من الأيام بمقام القمة من الجبل، فما عسي أن أقول في يوم يجيئني منك بثلاث رسائل ؟ ذلك يوم أتنحي فيه عن سبل الزمن لأصرفه متجولاً في إرم ذات العماد
أنت يا مي كنز من كنوز الحياة ، بل وأكثر من ذلك .. أنت انت ! وأني أحمد الله لأنك من أمة أنا من أبنائها .. ولأنك عائشة في زمن أعيش فيه .. كلما تخيلتك عائشة في القرن الماضي أو في القرن التالي ، رفعت يدي وخفقت بها الهواء ، كمن يزيل غيمة من الدخان من أمام وجهه
تسألينني يا سيدتي ما إذا كنت وحيد الفكر والقلب ، فبما يا تري أجيبك ؟ أشعرأن وحدتي ليست بأشد وأعمق من وحدة غيري من الناس . كلنا وحيد منفرد .. كلنا سر خفي ، كلنا محجوب بألف نقاب ونقاب ، وما الفارق بين مستوحد ومستوحد سوي أن الأول يتكلم عن وحدته، والثاني يظل صامتاً .. وقد يكون في الكلام بعض الراحة ، وقد يكون في الصمت بعض الفضيلة
لا أدري يا سيدتي ما إذا كانت وحدتي بما فيها من كآبة مظهراً لهوي بعض شخصياتي أو برهاناً علي عدم وجود شخصية في هذا الكائن الذي أدعوه أنا ! لا، لا أدري . ولكن إذا كانت الوحدة عنوان الضعف، فأنا بدون شك أضعف الناس
كان بقصدي الرجوع إلي الشرق في الخريف الآتي ، لكن بعد قليل من التفكير وجدت أن الغربة بين الغرباء أهون من الغربة بين أبناء أبي وأمي
ها قد انتصف الليل .. وللآن لم أخط الكلمة التي تلفظها شفتي وتلفظتها تارة همساً وتارة بصوت عال ، أنا ذاهب إلي فراشي وسوف أنام طويلاً وسوف أقول لك في الحلم ما لم أخطه علي الورق مساء الخير يا مي الله يحرسك
عزيزي السيد جبران: ما أرق وأبقى شعلتك الزرقاء تلك التي أضاءت بنورها قلوب قارئيها وأججت عاطفة صادقة كالتي فاض بها قلبك و غرق بها مدادك فكانت كلماتك كشعلة أبدية لا يخبو ضوئها، ولا يذهب أثرها مهما مرت عليها من القرون.. ويالهناء عزيزتك الآنسة ماري بكلماتك العذبة ومحبتك الخالصة :)
قرأتها بعد قرائتى لرسائل غسـان إلى غادة فلم استطع منع نفسى من المقارنة بينهما.
تختلف رسائل جبران كثيرا عن رسائل غسان .. فبينما الأولى يداعب فيها جبران ( الأديبة ) , ترى غسان يدغدغ _فى رسائله _ ( الأنثى )
تجد فى رسائل غسان حرارة وشوق غامر يأخذك من أول سطر لآخر كلمة. فتراه يبدأ رسالته الأولى باعتراف صريح بحبه لها .. بينما على الجانب الآخر تجد جبران فى رسائله التسع وثلاثين لا يخاطب مى باسمها مجردا سوا بضع مرات !
ولكن تتشابه رسائل الرجلين فى جمال اللغة ومتانة الأسلوب وروعة التشبيهات وعذوبة الألفاظ
الجدير بالذكر أن مى زيادة أحبها كل معاصريها من الأدباء تقريبا .. حتى طه حسين نفسه أغرم بصوتها .. ويقال أنها لم تكن بالأديبة العظيمة , ولكنه حب الأدباء ( الرجال ) لها واجتماعهم معها فى الصالونات الأدبية التى اعتادت أن تقيمها فى منزلها هو ما أوحى لكثيرين هذا الأعتقاد.
مجموعة من الرسائل التي كتبها جبران خليل جبران لمي زيادة وهي من أول ما قرأت لجبران وبصراحة أكثر كتاباته التي أعجبتني
أنصح الجميع بقراءتهاوخصوصاً أنها تتجاوز كونها رسائل بين شخصين يجمعهم حب عذري إلى كونها عمل أدبي غزير الافكار وعميق المحتوى، ينعش الفكر ويُغذيه
وهذه مجموعة من الاقتباسات التي أعجبتني:-
وأنت تسألين ما إذا كنت أريد أن يفهمني أحد بعد قولي: " for those who understand us enslave something in us" لا، لا أريد أن يفهمني بشري إن كان فهمه إياي ضرباً من العبودية المعنوية
إن القناعة هي الاكتفاء، والاكتفاء محدود وأنتِ غير محدودة
إن الاستحسان نوع من المسؤولية يضعها الناس على عواتقنا فتجعلنا نشعر بضعفنا
إن كربة الوحدة وتباريحها تشتد وسط الجماهير
من الغريب أن يكون أحب الناس إلينا أقدرهم على تشويش حياتنا
..........................
هل يا ترى إذا تمَّ اللقاء بين مي وجبران كانت الرسائل كما هي عليه؟!.. ولماذا لم يلتقي هذا الثنائي مع امكانية أن يتم هذا اللقاء بسهولة؟!.. تبقى أسئلة معلَّقة بدون اجابة، ساهمت في زيادة سحر وشاعرية الرسائل
وانا أقرا رسائل جبران لمي واستمع الى كوكتيل معزوفات ياني بدأت معزوفه تنسجم مع مضمون الرسائل
مزيج ��ائع بين موسيقى حروف جبران و الاحاسيس التي تحكيها معزوفة ياني
من يطلع على رسائل جبران يدرك مفهوم اللانهائيه فيما يتعلق بالرقي والنبل
"وماذا عسى أن يقول الكاتب في ابتسامة المرأة؟"
سبق وان سمعت عن ماحدث لمي زياده بعد تلقيها خبر وفاة جبران وصفت ردة فعلها بالجنون , لكن بعد اطلاعي على هذه الرسائل لن الومها , ولن اطلق احكاما متسرعه بعد اليوم
" لان الذين يدركون خبايا نفوسنا يأسرون شيئا منها""
يبدو ان جبران اسر الكثير من نفس مي زياده ..
"يجب ألا نتعاتب , يجب أن نتفاهم. ولا نستطيع التفاهم إلا إذا تحدثنا ببساطة الاطفال"
يا ترى هل ستبقى اي مشاكل بين المتحابين ان تحدثوا بهده العفويه , هذا الصدق والتفاهم ؟
مستمتعة! وكالعادة أخشى أن أنتهي من قراءته وأفتقد هذه المتعة!! -----------------
أنت تحيين فيَّ وأنا أحيا فيكِ أنتِ تعلمين ذلك وأنا أعلم ذلك
تسألينني يا سيدتي ما إذا كنت وحيد الفكر والقلب والروح , فبما يا ترى أجيبك؟ أشعر أن وحدتي ليست بأشد ولا أعمق من وحدة غيري من الناس. كلنا وحيد منفرد. كلنا سر خفي. كلنا محجوب بألف نقاب ونقاب, وما الفرق بين مستوحد ومستوحد سوى أن الأول يتكلم عن وحدته والثاني يظل صامتاً. وقد يكون في الكلام بعض الراحة, وقد يكون في الصمت بعض الفضيلة.
منذ كتبت إليك حتى الآن وأنتِ في خاطري . ولقد صرفت الساعات الطوال مفكراً بكِ مخاطباً إياكِ مستجوباً خفاياك مستقصياً أسراركِ . والعجيب أنني شعرت مرات عديدة بوجود ذاتك الأثيرية في هذا المكتب ترقب حركاتي وتكلمني وتحاورني وتبدي رأيها في مآتيَّ وأعمالي .
أنت بالطبع تستغربين هذا الكلام ، وأنا أستغرب حاجتي واضطراري إلى كتابته إليك . وحبذا لو كان بامكاني معرفة ذلك السر الخفي الكائن وراء هذا الاضطراب وهذه الحاجة الماسة .
قد قلت لي مرةً " ألا إن بين العقول مساجلةً وبين الأفكار تبادلاً قد لا يتناوله الإدراك الحسي ولكن من ذا الذي يستطيع نفيه بتاتاً من بين أبناء الوطن الواحد ؟".
وفي هذه العاطفة يا ميّ غصّات أليمة لا تزول ولكنها عزيزة لدينا ولو استطعنا لما أبدلناها بكل ما نعرفه ونتخيله من الملذات والأمجاد .
لقد حاولت في ما تقدم ابلاغك ما لا ولن يبلغك إياه إلا ما يشابهه في نفسك . فإن كنت قد أبنت سراً معروفاً لديك كنت من أولئك الذين قد حبتهم الحياة وأوقفتهم أمام العرش الأبيض . وإن كنت قد أبنت أمراً خاصاً بي وحدي فلكِ أن تطعمي النار هذه الرسالة .
ولكن رجعت فوجدت رسالتكِ , وجدتها فوق رابية من الرسائل , وأنتِ تعلمين أن جميع الرسائل تضمحل من أمام عينيَّ عندما أتناول رسالة من محبوبتي الصغيرة , فجلست وقرأتها مستدفئاً بها . ثم أبدلت أثوابي . ثم قرأتها ثانيةً , ثم ثالثةً , ثم قرأتها ولم أقرأ شيئاً سواها . وأنا يا مريم لا أمزج الشراب القدسي بعصير آخر .
أنت معي في هذه الساعة . أنتِ معي يا مي , أنتِ هنا , هنا , وأنا أحدثكِ ولكن بأكثر من هذه الكلمات, أحدث قلبكِ الكبير بلغة أكبر من هذه اللغة , وأنا أعلم أنكِ تسمعين, أعلم أننا نتفاهم بجلاءٍ ووضوح , وأعلم أننا أقرب من عرش الله في هذه الليلة منا في أيّ وقت من ماضينا.
أنت أقرب الناس إلى روحي , أنتِ أقرب الناس إلى قلبي ونحن لم نتخاصم قط بروحينا أو بقلبينا. لم نتخاصم بغير الفكر والفكر شيءٌ مكتسب , شيءٌ نقتبسه من المحيط , من المرئيات , من مآتي الأيام . أما الروح والقلب فقد كانا فينا جوهريين علويين قبل أن نفتكر.
أحبُّ صغيرتي, غير أنني لا أدري بعقلي لماذا أحبها, ولا أريد أن أدري بعقلي. يكفي أنني أحبها. يكفي أنني أحبها بروحي وقلبي, يكفي أنني أسند رأسي إلى كتفها كئيباً غريباً مستوحداً فرحاً مدهوشاً مجذوباً , يكفي أن أسير إلى جانبها نحو قمة الجبل وأن أقول لها بين الآونة والأخرى " أنتِ رفيقتي , أنتِ رفيقتي".
يقولون لي يا ميّ أنني من محبّي الناس, ويلومني بعضهم لأنني أحب جميع الناس , نعم , أحب جميع الناس, وأحبهم بدون انتخاب وبدون غربلة, وأحبهم كتلةً واحدة , أحبهم لأنهم من روح الله ولكن لكل قلب قبلة خاصة , لكل قلب وجهة ذاتية يتحول إليها ساعات انفراده , لكل قلب صومعة يختلي فيها ليجد راحته وتعزيته, لكل قلب قلب يشتاق إلى الاتصال به ليتمتع بما في الحياة من البركة والسلامة أو لينسى ما في الحياة من الألم.
لا يا مي , ليس التوتر في اجتماعاتنا الضبابية بل في اجتماعاتنا الكلامية. ما لقيتكِ في ذلك الحقل البعيد الهادئ إلا وجدتك الصبية العذبة العطوفة التي تشعر بكل الأشياء وتعرف كل الأشياء وتنظر إلى الحياة بنور الله وتغمر الحياة بنور روحها. لكن ما اجتمعنا بين سواد الحبر وبياض الورق إلا رأيتكِ ورأيتني أرغب الناس في الخصام والمبارزة � المبارزة العقلية المفعمة بالقياسات المحدودة والنتائج المحدودة.
الله يسامحكِ. لقد سلبتني راحة قلبي, ولولا تصلبي وعنادي لسلبتني إيماني.من الغريب أن يكون أحب الناس إلينا أقدرهم على تشويش حياتنا. يجب ألا نتعاتب , يجب أن نتفاهم. ولا نستطيع التفاهم إلا إذا تحدثنا ببساطة الأطفال. أنتِ وأنا نميل إلى الإنشاء بما يلازم الإنشاء من المهارة والتفنن والتنميق والترتيب. قد عرفنا, أنتِ وأنا, أن الصداقة والإنشاء لا يتفقان بسهولة. القلب يا مي شيء بسيط ومظاهر القلب عناصر بسيطة, أما الإنشاء فمن المركبات الاجتماعية. ما قولكِ في أن نتحول عن الإنشاء إلى الكلام البسيط؟
أليست هذه الكلمات القليلة أفضل بما لا يقاس من كل ما قلناه في الماضي؟ ماذا يا ترى كان يمنعنا عن التلفظ بهذه الكلمات في العام الغابر؟ أهو الخجل أم الكبرياء أم الاصطلاحات الاجتماعية أم ماذا؟ منذ البدء عرفنا هذه الحقيقة الأولية فلماذا لم نظهرها بصراحة المؤمنين المخلصين المتجردين؟ لو فعلنا لكنا أنقذنا نفسينا من الشك والألم والندم والسخط والمعاكسات, المعاكسات , المعاكسات التي تحول عسل القلب إلى مرارة وخبز القلب إلى تراب. الله يسامحك ويسامحني.
يجب أن نتفاهم , ولكن كيف نستطيع ذلك بدون أن يقابل الواحد منا صراحة الآخر بالتصديق التام؟ أقول لكِ يا ماري, أقول لك أمام السماء والأرض وما بينهما, أنني لست ممن يكتبون " القصائد الغنائية" ويبعثون بها إلى الشرق وإلى الغرب كرسائل خصوصية, ولست ممن يتكلمون صباحاً عن نفوسهم المثقلة بالأثمار وينسون مساءً نفوسهم وأثمارها وأثقالها, ولست ممن يلمسون الأشياء المقدسة قبل أن يغسلوا أصابعهم بالنار, ولست ممن يجدون في أيامهم ولياليهم الفسحات الفارغة فيشغلونها بالمداعبات الغزلية, ولست ممن يستصغرون أسرار أرواحهم وخفايا قلوبهم فينشرونها أمام أية ريح تهب, أنا كثير الأشغال مثل بعض الرجال الكثيري الأشغال, أنا أتوق إلى العظيم والنبيل والجميل النقي مثل بعض الرجال الذين يتوقون إلى العظيم والنبيل والجميل والنقي, وأنا غريب مستوحد مستوحش مثل بعض الرجال المستوحدين المستوحشين رغم سبعين ألف صديقة وصديق. وأنا مثل بعض الرجال, لا أميل إلى البهلوانيات الجنسية المعروفة عند الناس بأسماءٍ حسنة ونعوت أحسن, وأنا يا مي مثل جاركِ وجاري, أحب الله والحياة والناس, ولحد الآن لم تطلب مني الأيام أن ألعب دوراً لا يليق بجاركِ أو بجاري.
لما كتبت إليك في البداية كانت رسالتي دليلاً على ثقتي بك, لما جاوبتني كان جوابك دليلاً على الشك. كتبت إليك مضطراً فأجبتني متحذرة. حدثتك عن حقيقة غريبة فأجبتني بكل لطف قائلة " عافاك يا شاطر, ما أحسن قصائدك الغنائية." أنا أعلم جيداً أنني لم أتبع إذ ذاك السبل المألوفة. وأنا لم أتبع ولن أتبع السبل المألوفة. وأنا أعلم أن تحذرك كان من الأمور المنتظرة, وهذا, هذا هو سبب ألمي , لأنني لم أنتظر المنتظر. لو كتبت لغير ميّ لكان عليّ أن أنتظر المنتظر. ولكن هل كان بإمكاني إظهار تلك الحقيقة لغير ميّ ؟
والغريب أنني لم أندم بعد ذلك. لا لم أندم بل بقيت متمسكاً بحقيقتي راغباً في إظهارها لكِ, فكتبت إليكِ مرات عديدة وكنت أحصل بعد كل مرة على الجواب اللطيف, ولكن من غير ميّ التي أعرفها. كنت أحصل على الجواب اللطيف من كاتمة أسرار ميّ , وهي صبية ذكية تعيش في القاهرة بمصر. ثم ناديت وناجيت, وكنت أحصل على الجواب نعم كنت أحصل على الجواب ولكن ليس من تلك التي " أحيا فيها وتحيا فيَّ " بل من امرأة متحذرة متشائمة تأخذ وتعطي معي كأنها المدّعي العمومي وكأنني المُدّعى عليه.
وهل أنا ناقم عليكِ؟
كلا , لكنني ناقم على كاتمة أسراركِ.
وهل حكمت عليك حكماً عادلاً أم غير عادل؟
كلا, لم أحكم أبداً. إن قلبي لا ولن يسمح بإيقافك أمام منصة القضاء, قلبي لا ولن يسمح لي بالجلوس عليها. إن ما بنا يا ميّ يقصينا عن جميع المحاكم. ولكن لي رأي في كاتمة أسراركِ وهو هذا :
كلما جلسنا لنتحدث تدخل علينا حضرتها وتجلس قبالتنا كمن يستعد لتدوين وقائع جلسة من جلسات مؤتمر سياسي. اسألك, اسألك يا صديقتي, هل نحن بحاجة إلى كاتمة الأسرار؟ هذا سؤال مهم. إذا كنتِ حقيقةً بحاجة إلى كاتمة أسراركِ فعليَّ إذاً أن أستدعي كاتم أسراري لأنني أنا أيضاً أريد تسيير أشغالي على الطراز الأول! أتريدين كاتم أسراري أن يكون معنا؟
انظري يا ميّ: ههنا طفلان جبلاويان يمشيان في نور الشمس, وهناك أربعة أشخاص امرأة وكاتمة أسرارها ورجل وكاتم أسراره. ههنا طفلان يسيران يداً بيد, يسيران بإرادة الله إلى حيث يريد الله, وهناك أربعة أشخاص في مكتب يتجادلون ويتحاجون ويقومون ويقعدون وكل منهم يحاول إثبات ما يظنه حقاً له على حساب ما يظنه بُطلاً في الآخر. ههنا طفلان, وهناك أربعة أشخاص, فإلى أية جهة يميل قلبك؟ قولي لي إلى أية جهة؟
آه لو كنتِ تعلمين مقدار تعبي مما لا لزوم له. لو كنت تعلمين مقدار حاجتي إلى البساطة. لو كنت تعلمين مقدار حنيني إلى المجرد, المجرد الأبيض, المجرد في العاصفة , المجرد على الصليب, المجرد الذي يبكي لا يستر دموعه , المجرد الذي يضحك ولا يخجل من ضحكة- لو تعلمين , لو كنت تعلمين.
قرأت الرسائل من�� سنتين تقريبا، أعجبت بل ودهشت بأسلوب جبران خليل جران، ليس لأنه حبيب مراهقتي وليس لأنني أحببت المطالعة بفضله، بل لأنه يكتب بحبر الروح، بماء القلب، كلمات وعبارات تنخر عميقا في الوجدان... جبران ومع هذه الرسائل وبعد سنتين أكتشف روعته مرة ثانية وأيضا ليس لأجل كل ما سبق بل لأنه كتب لإنسانة مثل مي، كنت فيما قبل لا أسمع سوى باسمها وبعض المعلومات التي يعرفها القاصي والداني، ميّ بعد أن أقتربت من عالمها أكثر أحببيتها أكثر ، مي المرأة التي نسجت من حرفي اسمها الإبداع والتميز والإختلاف عن الكثيرات في عصر كان في حد ذاته تحديا كبيرا بالنسبة للمرأة...
هذه ا��رسائل إرث أدبي لن يكرره التاريخ بين شخصين لن يكررهما التاريخ...
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، من الذي سرب رسائل جبران؟ هل هي مي؟ نحن كقراء استمتعنا بالنصوص ولكن يا ترى هل هذا ما كان يريده جبران؟ هل يرضيه أن نراه يتذلل في الحب لمي وهي تصده؟؟! هل يخشى الكتاب من بعد جبران أن يراسلوا معجبينهم ومعجباتهم خوفاً من أن تصبح رسائلهم مادة متداولة بين عشاق لم تكتب لهم؟! هل الكاتب له مساحة حرية أقل من غيره؟ هل هو مؤاخذ فيما يكتب؟ هل هو معني بعنونة رسائله وتذييلها بإسم المرسل إليه؟! هل كانت مي تتدلل وتبدي الجفاء لجبران ليكتب لها أكثر؟! هل المسافات تشعل الحب أم ترهقه؟ هل كان حبهما سيبقى كما هو في الرسائل لو أنهما التقيا؟! هل نحن اليوم نقتات على جثث عشاق قتلهم البعد ونستلذ بعذاباته التي نالت منهما ما نالت؟!
"ٲنت یا مي كنز من كنوز الحیاة ، بل و ٲكثر من ذلك - ٲنتِ ٲنتِ ، و ٲني ٲحمد الله لٲنك من ٲمة ٲنا من ٳبنائها ، و لأنك عائشة في زمن أعيش فيه . كلما تخيلك عائشة في القرن الماضي أو في القرن الآتي رفعتُ يدي و خفقت بها الهواء كمَن يريد أن يزيل غيمة من الدخان من أمام وجهه ! "
ليس هناك أنقى من الحب عندما يكون عن بعد ومن خلال الكلمات والرسائل الشغوفة لا أعلم من الذي قرر نشر رسائل الوله لجبران الى مي زيادة ولكنه فعل خيراً بكمية الحب المخبأ بين الحروف جميل انت يا جبران وانتِ يا مي زيادة عين الله تحرسك وترعاك كما قالها جبران مراراً وتكراراً
"هر آنچه را جستوج� میکردم� در تو یافتها�. روحی که روان مرا به پرواز درآورد، که بر چیزهای کهن نوری تازه تاباند، که آغوش خود را به من بخشید تا بتوانم سرم را در آن آرام دهم. اکنون نزدیکت� از پیشی و احساس میکن� خداوند خود را در هر آنچه ما را به هم میپیوندد� تجلی میبخش�."
لا عجب أن مي زيادة أصيبت بانهيار عصبي دخلت على أثره المصحة النفسية , تبعه حزن واكتئاب حتى وفاتها بعدما فجعت بخبر وفاة جبران , " كما أنه وجد بين أوراقها كتاب باللغة الإنجليزية يتضمن أبحاثًا في سير أدباء العصر , وصورًا لهم , كتبت بخطها عليه إلى جانب صورة جبران العبارة التالية : ( وهذه مصيبتي منذ أعوام ! ) " .
لا ألومها , فقد كاد قلبي ينفجر وأنا أقرأ رسائله إليها .. ما كل هذا الحب ! . " آخ يا قلبي " بهذه العبارة تستطيع اختصار الرسائل, وهناك من ذكر بأن هذا الكتاب ليس لأصحاب القلوب الضعيفة .. ولقد صدق , فلسوف تشعر بالحب وأنك تحب من حيث لا تعلم . عنوان الكتاب والرسمة ( الشعلة الزرقاء ) ما هو إلا شعار اتخذه جبران لحبه الأبدي لمي وأرسله لمي ليؤكد لها حبه وأن شعلتهما الزرقاء أبدية لن تنطفئ .
هذه المرة سوف أدمج جميع اقتباساتي من الرسالات المتفرقة في رسالة واحدة . الرسالة :
" حضرة الأديبة الفاضلة الآنسة ماري زيادة المحترمة
سلام على روحك الطيبة الجميلة .
لقد اعادت رسالتك إلى نفسي ذكرى ألف ربيع وألف خريف و أوقفتني ثانية أمام تلك الأشباح التي كنا نبتدعها ونسيرها موكبًا إثر موكب . إن يومًا يجيئني منك برسالة واحدة لهو من الأيام بمقام القمة من الجبل فما عسى أن أقول في يومًا يجيئني بثلاث رسائل ؟ ذلك يوم انتحى فيه عن سبل الزمن لأصرفه متجولاً في إرم ذات العماد . قد فكرت بأمور كثيرة في تلك الشهور الخرساء التي مرت بدون خطاب ولا جواب ولكنه لم يخطر على بالي كونك " شريرة" أما الآن وقد صرّحت لي بوجود الشر في روحك فلا يجمل بي سوى تصديقك فأنا أصدق وأثق بكل كلمة تقولينها لي ! أنت بالطبع تفتخرين بقولك � أنا شريرة � ويحق لك الافتخار لأن الشر قوة تضارع الخير بعزمها وتأثيرها . ولكن اسمحي لي أن أقول لك مصرحاً بأنك مهما تماديت بالشر فلا تبلغين نصف ما بلغته .
والآن وقد فهم كل منا ما في روح الآخر من الشر والميل إلى الاقتصاص فلنعد إلى متابعة الحديث الذي ابتدأنا به منذ عامين . كيف أنت وكيف حالك ؟ هل أنت بصحة وعافية ( كما يقول سكان لبنان )؟ هل خلعت ذراعاً ثانية في الصيف الماضي أم منعتك والدتك من ركوب الخيل فعدت إلى مصر صحيحة الذراعين ؟ .
هل أنت سعيدة وقانعة بمواهبك العظيمة ؟ أخبريني يا ميّ هل أنت قانعة وسعيدة ؟ أكاد أسمعك هامسة : " لا لست بقانعة ولا أنا بسعيد " إن القناعة هي الاكتفاء والاكتفاء محدود وأنت غير محدودة . أما السعادة فهي أن يملأ المرء نفسه من خمرة الحياة ولكن من كان كأسه سبعة آلاف فرسخ بالطول و سبعة آلاف فرسخ بالعرض لا ولن يعرف السعادة حتى تنسكب الحياة بكاملها في كأسه . أفليس كأسك يا ميّ سبعة آلاف فرسخ وفرسخ ؟.
أنت أقرب الناس إلى روحي , أنتِ أقرب الناس إلى قلبي ونحن لم نتخاصم قط بروحينا أو بقلبينا. لم نتخاصم بغير الفكر والفكر شيءٌ مكتسب , شيءٌ نقتبسه من المحيط , من المرئيات , من مآتي الأيام . أما الروح والقلب فقد كانا فينا جوهريين علويين قبل أن نفتكر. الله يسامحكِ. لقد سلبتني راحة قلبي, ولولا تصلبي وعنادي لسلبتني إيماني. من الغريب أن يكون أحب الناس إلينا أقدرهم على تشويش حياتنا. يجب ألا نتعاتب , يجب أن نتفاهم. ولا نستطيع التفاهم إلا إذا تحدثنا ببساطة الأطفال. إذا فلنضع خلافاتنا , وأكثرها لفظية � في صندوق من ذهب ولنرمي بها إلى بحر من الابتسامات . وفي هذا التفاهم يا " ميّ" أغنية عميقة هادئة نسمعها في سكينة الليل فتنتقل بنا إلى ما وراء الليل ، إلى ما وراء النهار ، إلى ما وراء الزمن ، إلى ما وراء الأبدية .
" أنت تحيين فيَّ وأنا أحيا فيكِ , أنتِ تعلمين ذلك وأنا أعلم ذلك". أليست هذه الكلمات القليلة أفضل بما لا يقاس من كل ما قلناه في الماضي؟ ماذا يا ترى كان يمنعنا عن التلفظ بهذه الكلمات في العام الغابر؟ أهو الخجل أم الكبرياء أم الاصطلاحات الاجتماعية أم ماذا؟ منذ البدء عرفنا هذه الحقيقة الأولية فلماذا لم نظهرها بصراحة المؤمنين المخلصين المتجردين؟ لو فعلنا لكنا أنقذنا نفسينا من الشك والألم والندم والسخط والمعاكسات, المعاكسات , المعاكسات التي تحول عسل القلب إلى مرارة وخبز القلب إلى تراب. الله يسامحك ويسامحني.
تقولين لي أنك تخافين الحب. لماذا تخافينه يا صغيرتي؟ أتخافين نور الشمس؟ أتخافين مدَّ البحر؟ أتخافين طلوع الفجر؟ أتخافين مجيء الربيع؟ لما يا ترى تخافين الحب؟. أنا أعلم أن القليل في الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني. أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل. نحن نريد الكثير. نحن نريد كل شيء. نحن نريد الكمال. أقول يا ماري أن في الإرادة الحصول، فإذا كانت إرادتنا ظلاً من أظلال الله فسوف نحصل بدون شك على نور من أنوار الله. لا تخافي الحب يا ماري، لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة.
استعطفك يا صديقتي أن تكتبي إليّ , واستعطفك أن تكتبي إليّ بالروح المطلقة المجردة المجنحة التي تعلو فوق سل البشر . وأنتِ وأنا نعلم الشيء الكثير عن البشر , وعن تلك الميول التي تقربهم إلى بعضهم البعض , وتلك العوامل التي تبعد بعضهم عن البعض . فهلا تنحّينا , ولو ساعةً واحدة , عن تلك السبل المطروقة ووقفنا محدقين , ولو مرة واحدة , بما وراء الليل , بما وراء النهار , بما وراء الزمن , بما وراء الأبدية ؟ .
لنعد إلى حبيبتنا الحلوة: كيف حالك وكيف حال عينيكِ؟ وهل أنت سعيدة في القاهرة مثلما أنا سعيد في نيويورك؟ وهل تمشين ذهاباً وإياباً في غرفتك بعد منتصف الليل؟ وهل تقفين بجانب نافذتك بين الآونة والأخرى وتنظرين إلى النجوم؟ وهل تلتجئين بعد ذلك إلى فراشك، وهل تجففين ابتسامات ذائبة في عينيك بطرف لحافكِ- هل أنتِ سعيدة في القاهرة مثلما أنا سعيد في نيويورك؟ قد سألت عينيك يا ماري لأنني كثير الاهتمام بعينيك، لأنني أحب نورهما، وأحب النظرات البعيدة فيهما، وأحب خيالات الأحلام المتموجة حولهما. ولكن اهتمامي بعينيك لا يدل على أنني قليل الاهتمام بجبهتك وأصابعك.
لقد طالت رسالتي � ومن يجد لذةً في الشيء أطاله . قد ابتدأت بهذا الحديث قبل نصف الليل وها قد صرت بين نصف الليل والفجر ولكنني للآن لم أقل كلمة واحدة مما أردت أن أقوله عندما ابتدأت . إن الحقيقة الوضيعة فينا , ذلك الجوهر المجرد , ذلك الحلم الملتف باليقظة لا يتخذ غير السكوت مظهرًا وبيانًا . أنا ذاهب إلى فراشي . وسوف أنام الليلة طويلاً . وسوف أقول لك في الحلم ما لم أخطه على هذه الورقة .
وها أنا أضع قبلة في راحة يمينك , وقبلة ثانية في راحة شمالك , طالبًا من الله أن يحرسك ويباركك ويملأ قلبك بأنواره , فليسعد الله مساءك و السلام على روحك الجميلة ووجدانك النبيل وقلبك الكبير ويبقيك أحب الناس إلى جبران خليل جبران"
كفتَاةٍ ذات خيالٍ خصب ، لم استطع سوى تخيّل جبران يغلق بَابه ، يجلسُ على طاوِلته ، يحضِّر أوراقهُ ، يُكاتبُ محبُوبَة قلبهِ (مَي) . مي تلك البَعِيدة جداً عن عينَيهِ ، والقريبَة جداً جداً لِقلبهِ. لماذا يا الله تجمعُ الحُبَّ بين قلبين بعيدَين ؟هي في مشَارق الأرض(القَاهرَة) وهو في مغاربهَا (نيويورك) .
رسَائل لطيفة ، عذبَة ، رقيقة كأبٍ ، كحبيب ، كصديق يخاطبها ، يكاتب مي يشاركهَا تفاصيل يومه ،نفسِه ، شعوره ،وكأنه يقول لها (مي ي�� حبيبة فؤادي إنّ الحب ليس أن أكرر كلمة "أحبك" ،لا بل أن أشاركك تفاصيلي الصّغيرة ، أن أضعكِ في إطار حياتي ، أن تكوني كعائلتي قريبة مني حتّى رُغم بعدكِ عنّي).
يقُول جبران لهَا :
"حبّذا لو كنتِ هُنا ، لتعيري أجنحةً لصوتي ، و تُحيلي همهمَاتي إلى ترانِيم "
يعاتب قسوتها ، صلابتها معه ، يخاطب الحب بداخلها إن وجد مُعاتباً : "لم أجِد ما أقولهُ يا مَي ، لأنّني كُنت أشعر بأنّكِ لم تتركي سَبيلاً لِلكلام ، ولأنّي أحسستُ بأنك تريدينَ قطع تلكَ الأسلاكِ الخفيَّة ، التي تغزلها يد الغيبِ وتمدّها بين فكرةِ و فِكرة ، روح و رُوح".
"الله يسامحك، لقد سلبتي راحَة قلبي ، لولاَ تصلّبي وعنَادِي لسلبتني إيمَاني ، من الغريب أن يكُون أحبّ النّاس إلينا أقدرهم على تشويش حياتنا !".
يحادثها كطفلةٍ صغيرة (كطفلته المدللة ) قائلاً "أحب صغيرتي غير أنني لا أدرِي بعقلِي لماذا أحبها ؟ ولا أريد أن أدرِي بعقلِي ، يكفي أني أُحبها ،يكفي أني أحبها بروحِي وقلبِي ، يكفي أنني أسند رأسي إلى كتفِها كئيباً ، غريباً ،مستوحداً ، فرحاً ،مدهوشاً ، وأقول لها بين الآونة والأخرة أنتِ رفيقتي، أنتِ رفيقتي".
"ماذا ينفع الإنسان إذا ربح استحسان العالم وخسر استحسان مي".
"أنا أعلم أن القليل من الحبّ لا يرضيك كما أعلمُ أن قليل من الحبّ لا يرضيني ، أنا وأنتِ لا نرضى بالقليل نحن نريد الكثير ، نحن نريد كل شيء ، نحن نريد الكمَال".
"لا تخافي من الحبّ يا مي ،لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي ، علينا أن نستسلم أليه رغم ما فيه من الألم والحنين ، والوحشة رغم ما فيه من الإلتباس والحيرة ".
"أنت يا مي كنزٌ من كنُوز الحياة ، بل وأكثر من ذلك أنت وأني أحمد الله أنك من أمةٍ أنا من ابنائها ، ولأنك عائشةٌ في زمنٍ أنا فيه ،كلما تخيلتك عائشةً في القرن الماضي أو الآتي ، رفعت يدي وخفقت بها الهوا؛ كمن يريد أن يزيل غيمةً من الدخان أمام وجهه"
أجمل الرسائل التي قرأتها وببساطة يبدوا أن وقعت في غرام مفرداتها، ومشاعرها اللطيفة ، وإيقاع ألحانها الذي تسلل إلى قلبي وأقام فيه .
وددت لو قرات هذه الرسائل بعيد قراتي لرسائل غسان كنفاني لاستبين الفرق و يتجلي لي عظمة الاثنين جبران يكتب من الوادي و الغاب في أمريكا لامرأة في مصر يحبها لعشرين سنة و لم يلتقيا هل هناك كمثل حب جبران لمي و مي لجبران؟ جبران يكتب كرجل تأكله الوحدة و الشوق ولا يري سوي ضباب و نجوم و غابات و بحر و هذا ما طغي علي رسائله الا في النادر منها كما كتب : انا غريب مستوحد مستوحش مثل بعض الرجال المستوحدين المستوحشين رغم سبعين الف صديق و صديقه
و ماذا اقول عن كهوف روحي؟ تلك الكهوف التي تخيفك، اني التجئ اليها عندما اتعب من سبل الناس الواسعة و حقولهم المزهرة و غاباتهم المتعرشة، اني ادخل كهوف روحي عندما لا اجد مكانا اخر اسند إليه رأسي و لو كان لبعض من احبهم الشجاعة لدخول تلك الكهوف لما وجدوا فيها سوي رجل راكع علي ركبتيه و هو يصلي
يا مي
لم ينعقد ضبابي قطرا يا مي و تلك السكينة تلك السكينة المجنحة لم تتحول الي الفاظ و لكن هلا ملأت يدك من هذا الضباب؟ هلا اغمضت عينيك و سمعت السكينة متكلمة ؟ و هلا مررت ثانية بهذا الوادي حيث الوحشة تسير كالقطعان و ترفرف كأسراب الطيور و تتراكض كالسواقي و تتعالا كاشجار السنديان ؟ هلا مررت ثانية يامي؟
ها قد بلغنا قمة عالية فظهرت امامنا سهول و غابات و اودية فلنجلس ساعة و نتحدث قليلا نحن لا نستطيع البقاء هنا طويلا لاني اري عن بعد قمة اعلي من هذه و علينا ان نصل اليها قبل الغروب و لكننا لن نترك هذا المكان الا و انت فرحة و لن نخطو خطوة الا و انت مطمئنة
جبران يكتب كفيلسوف عاشق و ليس كعاشق فيلسوف كنا كان كنفاني و كان هو يدرك ذلك بنفسه :
دعينا نتجاوز الانشاءات المتركبة الي الكلام البسيط و اقول : انت تحيين في و انا احيا فيك و انت تعلمين ذلك و انا اعلم ذلك
و ماذا ينفع الانسان اذا ربح استحسان العالم و خسر استحسان مي
بصراحة احب عموما ادب الرسائل و لكنني لم اجد في رسائل جبران كل ما اتمني(وجدت بعضها فقط)
انا سعيد بانها كانت أخر قراءات ٢٠١٩ اقول كما قال جبران و اني ارجو أن يملأ العام الجديد راحتيك بالنجوم
سالیان قبل من کتاب پیامبر و دیوانه رو خونده بودم و این بار ناچار شدم پیامبر رو دوباره بخونم. تازه داشتم درکش می کردم. چطور انقدر فلسفی و شاعرانه می شه مفاهیم جهان شمول رو، مفاهیمی که هنوز هم که هنوزه بر سر بعضی هاشون بحثه رو انقدر ساده و ملموس با تصاویری ساده بیان کرد؟ کتاب رو بخونین و لذت ببرین که برخی چیزها ساده تر از اونی ان که ما به شکلی پیچیده معنی شون می کنیم. بخش آزادی اش رو واقعا دوست داشتم و کاملا عمیق بهش پرداخته بود.
پیامبر به راحتی می تونه یه کتاب راهنما باشه که هیچ نگرش و تعصب خاص مذهبی درش دیده نمی شه و چیزی ژرف تر رو توی خودش جا داده.
این کتاب بصورت داستان کوتاه نوشته شده و نزدیک 200 تا داشت این یکی که در حافظه برادرم مونده بود رو در اینجا می آورم
هنگامي که نيکيتا خروشچوف بعد از استالين بيرحم و ديکتاتور به قدرت رسيد در يکي از مجالس مشغول سخنراني بود که ناگهان در ميان جمعيت،يک نفر با صداي بلند گفت:هنگامي که استالين مردم را قتل عام مي کرد تو کجا بودي؟ خروشچوف دستور داد کسي را که اين جمله را گفت بپا خيزد ولي کسي بلند نشد در جواب او خورشچوف گفت: من همان جايي بودم که الان تو هستي