"أسرعت استلم روايتي بشغف كبير، أدهشني أنني نفخت عليها مراراً حين تسلمتها، لدرجة ان الموظفة سألتني، "لكن لا غبار عليها" ضحكت وأنا أقول بسري "لقد علق بها ما هو أقذر من الغبار" كان البحر يقترب مني، هكذا أحسسته، وحييني عبر موجات قصيرة متلاحقة، هبّت لاحتضاني لكنها تعرقلت بصخور الشاطئ، كنت سعيدة أتنفس رائحة كرامتي، فكرت أنه سيكون أمامي وقت مستفيض كي أتأمل زيف المشاعر الكثيرة التي كنت اعتقد أنها مشاعري، وضلال الأفكار العظيمة التي كنت أؤمن بها واعتقد أنها أفكاري، أدركت الحقيقة متأخرة ربع قرن... كنت بحاجة لربع قرن كي أفك نفسي وأعيد تركيبها من جديد لأتأكد الآن أنني كنت دوماً طاهرة ونقية، وكانوا هم الوجوه التي أحبها وتعذبني بحبها المشروط، والوجوه التي أرادت امتصاص نداوة شبابي، وأنوثتي وجعلي سلعة... لكني الآن حرة كغيمه نقية كدمعة ربت بحنان على روايتي التي أوسدتها حضني، كنت أحس أنني أربت على كتف امرأة حرة ونقية تصالحت مع نفسها ومع العالم، ولم تعد تشعر كما كانت تشعر دوماً بأنها امرأة من طابقين".
بهذه الكلمات ختمت هيفاء بيطار روايتها "امرأة من طابقين" التي دونت فيها معاني الحياة، ومآسيها، مآسي شباب طموح إزاء الحياة والوصول إلى الشهرة، لكن الواصلين قبله أحاطوها بستار المنفعة، والمقايضة، "هات وخذ" شعار سبر أغوار حياة الشباب الطامح للظهور، الطامح للخروج من قوقعة الجدران. في هذه الرواية تكتب الراوئية أطرف معاناتها ككاتبة أرادت لأفكارها أن تنشر فاعترضتها، أطماع الطامعين بها كإمرة أثارت إعجابهم، متناسيين أفكارها وكتاباتها، متغاضين عن طموحها وأحلامها، أما هي فصارت شهواتهم لتبقى راضية عن نفسها كامرأة وككاتبة.
تخرجت من كلية الطب البشري من جامعة تشرين في اللاذقية بدرجة جيد جداً عام 1982. حصلت على الاختصاص بأمراض العين وجراحتها من مشفى المواساة بـدمشق عام 1986. سافرت بعدها سنة إلى باريس للاطلاع وتقوم حالياً بتحضير دراسة عن أسباب العمى في سورية وستقدمها للفرنسيين في مؤتمر طب العيون القادم.
عضو اتحاد الكتاب العرب منذ عام 1994. حاصلة على جائزة أبي القاسم الشابي عن المجموعة القصصية الساقطة عام 2002 من بين مئة وخمسين مخطوط. تطبع رواياتها في أهم دور للنشر مثل دار الرياض الريس بيروت، دار الساقي بيروت ولندن، الدار العربية للعلوم بيروت، دار النهار، دار نلسن بيروت. تطبع لها اتحاد الكتاب العرب أربع مجموعات قصصية وكذلك طبعت لها وزارة الثقافة السورية. تنشر مقالات نقدية عن كتب في الدوريات العربية والمحلية مثل أخبار الأدب، العربي، الدستور.. الخ. لديها مقال أسبوعي كل أربعاء في جريدة الثورة ومقالاً ثابتاً في جريدة الجزائر نيوز كل ثلاثاء.
جذبني الاسم كثيراً ، امرأة من طابقين . طابق الفكر و العقل ، و طابق الشهوة و الجنس .
هي اول رواية أقرأها لهيفاء بيطار . كاتبة جريئة و رواية تتطرق إلى اثنين من التابوهات المحرمة ( الجنس و الدين ) .. عادة هذه النوعية من الروايات تصيبني بالتقزز و القرف الشديد ، مع هذه الرواية كان الوضع مختلفاً بعض الشيء .. ربما لواقعيتها و الصدق الذي تلمسته بين حروفها .
حبكة الرواية مثيرة للاهتمام ، روايتين في رواية واحدة . المسار الأول تروي فيه البطلة الكاتبة حاضرها . المسار الثاني تروي فيه البطلة ماضيها على شكل رواية تسعى لنشرها . و خلال الماضي و الحاضر لم تترك سؤالاً بديهياً لم تسأله .. عن مجتمعنا و عقده و ازدواجيته و عفنه المخبئ بعناية تحت قشور المظاهر المحافظة .
أعطيها نجمة لاسلوبها السلس اللطيف ، استطاعت شخصياتها المعقدة أن تقنعني رغم تناقضها .و نجمة أخرى لطريقة وصف مشاعرها و ايصال احاسيسها و شرح ألامها .
امرأة من طابقين الصراع ما بين الروح و الجسد في داخل امرأة
نازك .. امرأة تربت تربية أرثوذكسية صارمة رهبان و مطارنة و آباء روحيون يلقنونها تعاليم دينها يحثونها على اهمال مطالب الجسد فهي شهوات و الإرتقاء بمطالب الروح كما يريد منها المسيح
كانت حياة نازك سلسلة من الخيبات الحبيب الأول تحول كاهنًا و حب العمر كان مسلمًا و لإن الزواج منه يعني الموت أو على أقل تقدير النبذ تزوجت من آخر ارضاءًا للأهل و الدين ذلك الزوج الذي تزوجها للسبب ذاته بينما قلبه معلق بأخرى و هنا تجرعت مرارة الخيانة فرمت نفسها في أحضان أول عابر و ظلت تشعر أنها مدنسة الجسد حتى رزقها الله طفلًا يوم خرج من رحمها .. أخرج معه كل الدنس و يوم توفي .. ماتت بداخلها الحياة
فقط الكتابة أحيتها من جديد فالكتابة أفضل من كل الأدوية كما ورد في جزء من الرواية
هذه قراءتي الثانية لهيفاء بيطار بعد المجموعة القصصية "يكفي أن يحبك قلب واحد لتعيش" أسلوب هيفاء غاية في الروعة و السلاسة بارعة جدًا في رسم الشخصيات و الحكي عن المشاعر سأقرأ لها كثيرًا .. تستحق أن يُقرأ لها
مرّت 12 ساعة منذ أن أغلقت هذه الرواية منتهيةً منها.. أحاول أن أصنفَ هل أعجبتني حقاً أم ماذا..؟
لكنني سأعترف، بأنني لم أحضن الكتاب قريباً من قلبي إلا عندما أخذتُ أقرأ الربع الأخير، عندما كانت تصف أمومتها.! والجمال الكامل الذي اغتسل جسدها به...
هيفاء تكتب بقلمٍ جريء لا شك في ذلك يُعالجُ قضاياه في مرحلة الكتابة.. يترك القارئ يغرق في التساؤلات البديهية حتى تصل به إلى الحقيقة المنطقية "من وجهة نظرها" أسلوبها سلس وبسيط، وتعي كيف تمسك بعينيّ قارئها ليتابع القراءة.. تحدثت عن أكثر المواضيع حساسيةً، الجنس والأديان..
إمرأة من طابقين، رغم الزخم الأنثوي فيها، إلا أنها لم تعجبني.! وأنا واثقةٌ من ذلك... وضعت الكاتبة بطلتها في هذه الرواية وعاءً جنسياً لا يكتفي من الاشتهاء.! وأعني ذلك بصورةٍ "بهيمية"
تقول الكاتبة بأننا لا يمكن أن نفصل حاجة الجسد عن الروح، أنهما -تعني الروح والجسد- "صديقان" لا يمكننا أن ندحر الجسد ونرجو اعتلاء أرواحنا للملكوت الإلهي... حسناً هذا كلامٌ جميل جداً وأوافقه تماماً.. الأمر أن البطلة أصبحت تبحث عن ملذاتها خارج إطار كرامتها كإمرأة.! فأصبحت تلقي نفسها في أحضان كل من يهديها إطراءً يحركُ غرورها الأنثوي.. تستخدم الجنس كما لو كان هو الحب.! والذي لا أوافقه شخصياً البتة...
من وجهة نظري، الجنس ضلعٌ أساسي ليزهر الحب و يورق.. لكنه أبداً لا يكون الحب بكامله.! نجمتان على أسلوب الكاتبة، وأخرى على الربع الأخير الذي أبكاني عندما فقدت البطلة طفلها..
من الصفحات الاولى للرواية ..علمت انها مختلفة ..وحين وصلت الى منتصفها عرفت انها تشبهنى .. وبعد ان انهيتها ايقنت انها ستأخذ وقتا طويلا حتى تغادر ذاكرتى ..إن غادرت .
كلمات من الرواية : � ليس هناك ما هو أكثر تعاسة من ان تنام امرأة وحيدة فى فراشها...زوربا. � الشهرة تغتصب كالقوة تماما، وربما اغتصابها يكون مدمرا أكثر. � ليس ما يدخل الى الفم ينجس الانسان بل ما يخرج منه ....بولس الرسول. � الشرق يخشى الفضيحة ولا يخاف المعصية. � ليس هناك أقوى من ذاكرة الانسان حين يهزمه الحزن. � الموهبة المهملة كالحبيب المغدور ، لايسامح بسهولة . � الحزن يشوه..خاصة إذا كان طافحا من قلب أم. � داخل صدرى يكمن الحب الكونى وفى رحمى يتكون الخلق. � لاتعزية لقلب أم. � ما يمتع الرجل قد يكون سما للمرأة.
رواية نفسية بامتياز، رواية ثنائية الجسد والروح، جسد وروح امرأة من عائلة كاثوليكية متزمّتة، واقعة في حيرة بين الإستجابة لغرائزها وبين الترفّع عنها والسمو بنفسها.
بلغة جميلة برّاقة عالجت الكاتبة هذا الموضوع، و تناولته بطريقة جميلة وأسلوب مشوق.
من الناحية الفنية لا جديد .. أسلوب الكاتبة يعتمد على الأحاديث الداخلية .. لم تعجبني الفصول الأولى لأني شعرت بشيء من التكلّف .. لا أعرف .. ما إذا كانت أحداث الرواية التي تدور بطريقة متسارعة تُحسب لها أم عليها ..؟! ولكن ما أعجبني هو أن الكاتبة تجيد التعبير عن أفكارها بطريقة ممتازة ،،
امرأة من طابقين .. من أجمل ما كتبت هيفاء بيطار .. هي روايتين داخل رواية لنفس المرأة منذ طفولتها و نشأتها داخل المدرسة الدينية و الصراعات التي اعتملت و اعتركت داخل نفسها ضمن التابوهات التي عادةً ما يلجم الإنسان نفسه عن التساؤل حولها أو يلجمه المُجتمع تحت مُسميات العيب و الحرام. ساقت عدة مشاكل قد تكون استوحتها بشكل رئيس من بلدها سوريا و لكن هي في الحقيقة مشاكل شرقية بامتياز خصوصاً في موضوع الزواج من مُختلفي الأديان أو مُختلفي الطوائف ، و عن تعنُت و ازدواجية المعايير لدى بعض المُحافظين و ضعفهم أمام مارد السُلطة و الثروة و الوجاهة و تقهقرهم أمامه و تنازلهم عن أغلالهم المُقدسة .. يُضاف إلى ذلك جوانب من بعض مشاكل المرأة في مواجهة الرجال خصوصاً عن تباين و ميل موازين القوة تجاه الرجل ، ثم الموضوع الأكثر عُمقاً و جمالاً في الرواية و هو قصة الأمومة منذ لحظتها الأولى و حتى نهايتها.
نُقطة إضافية أُثيرت هي الزواجات الشكلية التي تتم تحت إملاءات الأهل و المُجتمع و مدى عقمها مهما التحفت بأجمل و أبهى الأغطية، فكُل الأمور قابلة للإنشاء و الفرض إلا الحُب و التوافق و الإنجذاب لا يُمكن زراعتهم من خلال الزواج الإجباري المُبارك من المُجتمع لمُطابقته لمواصفات و مقاييس المُجتمع الخاصة ، و هذا ما أوضحته الكاتبة بشكل كبير جداً ..
أخيراً ,, قد يرى البعض نُقطة الجنس و كثرة تجارب "نازك" بطلة القصة و عدم قدرتها على ابعاد نفسها عن أحضان الرجال كنقطة سلبية تقوض القصة، لكني أرى عكس ذلك، لا يجب أن تصطبغ القصة بنظرة طوباوية و لا سوداوية لكي تُرضي مُتلقيها، و إنما بأن تتجه نحو الواقعية قدر الإمكان و تطرق جميع الأبواب و الإحتمالات من خلال الواقع المُعاش دون الوقوع في مُشكلة الترويج أو التبشير أو التسويق لأي سلوك ..
الحقيقة كانت أول مرة أقرأ للكاتبة هيفاء بيطار وقبل أن أتعرف عليها شخصيا"،والشيء الأكيد انني ومنذ اللحظة الأولى التي أمسكت فيها الكتاب لم أتركه إلا بعد أن أنهيته وهذا نادرا" ما يحدث معي...كان الكتاب رائعا".
تصنف رواية هيفاء بيطار من الكتب السريعة القراءة تمسك بين دفتي الكتاب فتنهيه بجلسة واحده. لخفة أسلوبها الروائي وحديثها عن الأديان والجنس اثنان من الثالوث المحرم دور كبير في قراءة روايتها , تماماً ك كاتب البلاد الكبير بالرواية .
لا تخلو الرواية من أفكار جميلة , أحببتها حين القراءة طبعاً .
رواية عن صراع امرأة طموحة في مجتمع يقمع المرأة لكن يطالبها بالتحرر او بالأحرى بتقديم جسدها مقابل تحقيق طموحها... صراع بين العقل والجسد... بين الطموح والشهوة... بين الطابق العلوي والطابق السفلي... رواية جريئة بطرحها فكرة نعلم جميعاً بوجودها لكن لا يجرؤ أحد على مناقشتها...
تجربتي الروائية الأولي مع هيفاء بيطار حيث أعجبني أفكارها وأسلوبها في القصص القصيرة التي قرأتها لها لكن الوضع هنا مختلف بعض الشئ ، ففي هذه الرواية امتلكت الكاتبة فكرة جيدة واستخدمت أهم ضلعين في مثلث التابو المقدس في مجتمعاتنا وهما الجنس والدين لكي يمثلوا عامل جذب و تشويق للقارئ ، ورغم ذلك أجدها لم توفق إلي حد بعيد سواء في ما أرادت طرحه من خلال تابو الدين أو الجنس ، فما تريد أن تثيره دينيا أجده ساذجا بعض الشئ و ظهر ذلك جليا في الحوار الذي دار بينها وبين الكاهن عندما أرادت أن تحكي له عن علاقتها بمن هو علي غير دينها ، كما أن أسلوب الحشو والاستطراد يدفعوا الملل إلي نفس القارئ وبذلك أضاعت نقطة القوة التي كانت ترتكز عليها لجذب القارئ ، أي أنها امتلكت فكرة جيدة لكن قتلها أسلوب الكتابة في بعض الأحيان ، لكن ما أعجبني في هذه الرواية الجزئية الخاصة بتجربة الأمومة حيث تاثرت بها كثير ونهاية الرواية أعجبتني
و لأنني أعيش تجربة جديدة في الكتابة، فقد لامستني هذه الرواية بصدق. ذاك الصراع الرهيب بين العقل و العاطفة، بين الروح و الجسد بين ما نعيشه و ما ندّعي أننا نعيشه هو مركز دائرة الإبداع في روايتها هذه. هيفاء بيطار: الجمل الأدبية و الأسلوب السلس في السرد و الوصف كان ميّالاً لملامسة شغاف القلب، أزمة البطلة في إيجاد جسر لتعبر منه روايتها إلى نور النشر عبر الكتّاب و الناشرين الذين أضحوا جهاراً عبيد مصالحهم مستغلين كل العوامل المتاحة أمامهم يبتزون ما أمكن ابتزازه رغم كونهم المستفيدين الأوائل بكل الحالات ، تلك الأزمة التي لم نَخْبرها على أية صفحة قبل هذه الرواية، قد سلطت عليها الكاتبة ضوءاً ساطعاً لا يخفي شائبة منها. إن هذه الرواية هي باختصار تعريةً لكل شيء، لذات القارىء و لذات الكاتب على حدٍ سواء. تعرية للأقنعة التي تُخفي خلفها زمرة المتعصبين و المخادعين و المتملقين. حين أغلقت الرواية على آخر صفحة فيها تبادر لذهني فوراً: " نحن لا نستطيع أن نخبّيء الشمس بإصبعنا"
اعجبت بأسلوب الكاتبة كثيراً و وصفها لبعض آلامها بطريقة اندهشت لها كثيراً و لكن ما لم يعجبني هو جزء من محتوى الرواية
طريقة مناقشتها للاديان و علاقة المرأة بالرجل الشرعية منها و غير الشرعية...بصراحة اثارت اشمئزازي و كنت افكر بترك الرواية و قد وصلت للصفحة ال٤٠ احسست انني لا احتاج ان اقرأ تفاصيل عميقة عن تلك العلاقات لكن فكرة انها امرأة تتكون او انها تشعر بأنها تتكون من طابقين شدني كثيرا لكي اعرف لم و كيف هي من طابقين؟
اعترف انني اول مرة اقرأ رواية بالعربية و تكون بتلك الجرأة الواضحة التي لم تعجبني خاصة من امرأة شرقية
لم اعطها اكثر من نجمتين بسبب ان الجزء الذي كرهته كان يمثل معظم الرواية و لكن كما قلت اعجبت بأسلوبها في الوصف و ايضا في فكرة انها تتكون من طابقين يمزقانها بسبب تناقضهما المحير
هممم ريفيو مربك جداً.. لم أستطع الحكم عليها ك رواية جيدة أو سيئة .. رغم أهمية المواضيع التي تناولتها وحساسية الصراع بين " الشهوة" و " نقاء الروح" خاصة في مجتمع شرقي، وطبعاً بما يتضمن ذلك من تأثير الأهل وسعيهم لخلق جيل "نفس الطبعة " إلا أننا لا نستطيع أن نعزو آثامنا إلى ضغط المجتمع والأهل وتأثيرهم.. الفصل المتعلق بالدين أسعدني كثيراً، من المريح التكلم بطلاقة عن أمور خاصة بالأديان ونزاعاتها مع بعضها البعض.. و كنهاية كان تحرر "نازك" من الصراع، من الشهوة، من شبح مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة" ، ومن وطأة النزاع في نفسها هو ما يسمى " مسك الختام".
لم تلفت نظري كتابات هيفاء بيطار من قبل اثناء تصفحي لها في المكتبات ولولا قيام احداهن باعارتي اياها لما قرأتها, الرواية ترتكز على ثنائية الجنس والدين والتي اعتبرها اصبحت ممجوجة تخاطب غرائز قسم معين من الناس بحثا عن الشهرة السريعة من الكاتبة لا من من يبحث عن عمل ادبي قيم. لا انكر ان هنالك مقاطع ومشاعر صيغت بعبارات جميلة بالتحديد التي تحدثت عن قصة ولادة ووفاة طفل البطلة والحوارات التي اجرتها مع نفسها حول تضارب مشاعر الحب والخطيئة بالمحصلة لن تبقى في ذاكرتي الرواية مجرد استراحة بين الشوطين
اكتفيتُ بنجمتين .. الأولى استحقتها لأسلوبها الأدبي اللذيذ ، والثانية للحبكة المُغايرة .. حيثُ أنها كانت تتحدّث عن كاتبة في حاضرها ، بينما تذكرُ بعضًا من مُقتطفات ماضيها بواسطة رواية كتبتها بطلة القصة عن نفسها !
موضوع الرواية وألفاظها وضيعة الغاية والمعاني .. جعلتني أتردّد في شراءِ كتابٍ آخر لبيطار !
رواية ممتعة واحداث مشوقةلم يكن النص عاديا حيث اتت كل الوقائع بشكل مغاير لما تتوقع فالبداية تبدو عادية ويبهرك هذا التشويق كلما تقدمت بالرواية. جيدة وممتعة
الرواية عن إمرأة تحاول نشر روايتها و تتعرض أثناء ذلك لعدة مواقف تظهر النظرة الإستغلالية للرجل تجاه النساء في مجتمعاتنا, كما تناقش قليلاً موضوع الدين و الجنس من خلال ذكرياتها القديمة.
هيفاء بيطار كم جميل اسلوب كتابتك و استخدامك للصور التعبيرية بشكل رائع . رواية امرأة من طابقين تتحدث عن فتاة تكتب قصص وروايات في الخفاء و لا تستطيع نشرها لتكاليف النشر الباهظة، تتعرف على كاتب البلاد الشهير و التي تمنت ذلك و بشدة لكي يستطيع ان يساعدها على نشر كتاباتها. هيفاء بيطار أبدعتي في وصفك و استخدامك للصور التعبيرية و إيضاح مشاعر البطلة خاصة و بقية الشخصيات عامة، صدقا أول كتاب اقرأه تدهشني الكاتبة فيه بكيفية الاستخدام المحبك و الرائع للصور التعبيرية، احسست بفرحة تغمرني و انا اقرأ هذا المستوى من الكتابة ،و الذي يستطيع القاريء الفطن ان يعرف اذا كانت الصور مجرد اصطناع لإعطاء الرواية حسا أدبيا ، أو اذا كانت فعلا في مكانها الصحيح. قد يصيبكم الاندهاش لأني أيضا سأتكلم عن الرواية بالذم و ألوم هيفاء لاحتوائها على كثير من الاحداث و الألفاظ المخلة بالأدب و الذوق العام، فأنا هنا سأفصل كليا بين أسلوب الكاتبة ككتابة، و مااحتوته الرواية من أحداث ، فأسلوب الكاتبة قد تحدثت عنه، أما بالنسبة للأحداث التي لا تكاد صفحة منها تخلو من كلمات و مواقف أعتبرها "مقرفة"، و قد تحط من قيمة و قدر الرواية، ففي كثير من الأحيان و أنا أقرأها قلت في نفسي و أنبتها مرارا : لماذا قمت بشراء الرواية؟؟؟! لماذا لم تقرأي بضع صفحات منها لكي تكتشفي انها ليست جديرة بالقراءة لاحتوائها على هذه المواقف و الاحداث المخلة بالأدب!!؟ بعد معرفة نمط حياتها المتحرر ، تقع البطلة و هي من الديانة المسيحية في حب شخص مسلم و تتعلق به، رغم أن دينها حرم عليها الزواج بمسلم الا انها تفضل الاختيار الذي لن يجعل اهلها يتبرأو منها الا و هو ترك حبيبها المسلم و الزواج برجل مسيحي. امرأة من طابقين رواية بداخل رواية (الرواية الأولى تتحدث عن الحاضر الذي تعيشه الان ، و الرواية الثانية هي سيرتها الذاتية و ما مرت به و التي تريد نشرها و تبحث عن ناشر لها) تتحدث عن كاتبة طموحة و موهوبة تطمح لنشر روايتها الأولى التي هي سيرة ذاتية لها تلخص كل تجاربها و الصعاب التي مرت بها، و الألم الذي عانته جراء فقدان صغيرها ووحيدها . تفقد صغيرها التي تعلقت به الى حد الجنون وتحزن لفقده كثيرا، بعدها تطلب الطلاق من زوجها، و يأخذ الطلاق وقتا قدره ٧ سنوات من حياتها لكي تتحرر منه، لان ا��طلاق صعب عند المسيحيين. الكتابة كانت ملجأها الوحيد من عواصف الحياة( مشاكلها) ، تستطيع بالنهاية ان تنتصر و ترى نفسها كما أحبت دوما نقية طاهرة. امرأة من طابقين: امرأة الطابق العلوي و التي تمثل العقل و التفكير بحكمة و تهتم بالكتابة و الأدب، و امرأة الطابق السفلي كل همها اشباع رغباتها بالحياة، بعيدا عن اي منطق في تصرفاتها. أوضحت في نهاية الرواية ان امرأة الطابق العلوي انتصرت على الطابق السفلي .نازك البطلة اضطرت للتخلي عن الشاب المسلم الذي أحبته و كانا على وشك الزواج، لان أهلها مسيحيو الفكر و الديانة و سيتبرؤون منها اذا تزوجت مسلم، فاضطرت لتركه و الزواج من رجل مسيحي لم تحبه، ثري و طبيب يعمل في فرنسا، و عندما يتزوجان و تذهب معه الى فرنسا تكتشف ان له عشيقة فرنسية و ايضا هو ليس مسموح له بالزواج منها لأنها تكبره سنينا و مطلقة و لديها طفل، كلاهما ضحية لرغبات الأهل و التي يصبغانها بلمسات دينية لكي تمنع الابناء من التمرد( ديننا يأمرنا بالتبرأ منك اذا فعلت كذا و كذا)، و اضطرا للعيش معا كجسدان بلا أرواح متقاربة، لا يستطيعان الالتقاء و لا الافتراق، حياتهما لكي تستمر فهي اشبه بحبل يمسك بطرفه كل منهما و يبقيانه مشدودا فقط بالقدر الذي يمنعانه من السقوط. بعد فترة تتركه عشيقته الفرنسية و تذهب للزواج من آخر ، يضطر بعدها للعودة الى نازك و الطلب منها ان تسامحه و تنسى ما مضى و يعودان كما كانا، تقبل بذلك ظاهريا و ليس داخليا، يعيشا مع بعضهما مضطريين و ليس متحابين ، فهي لا تستطيع ان تنسى خيانته و لا حبيبها المسلم، و هو بالتأكيد لن يستطيع نسيان خليلته الفرنسية بالرغم من انها تركته، فخليلته هنا ترد له الصاع صاعين فهو الذي تزوج اولا و سامحته لانها عرفت ان ذلك رغبة لارضاء اهله و ليس بمحض ارادته الخالصة، و لكن مسامحتها هنا كانت غير كاملة لانه امامها يحبها و لكنه في بيته توجد لديه زوجه و الناس يعلمون ذلك ، فعندما سنحت لها الفرصة استغلتها و تركته. بعد مدة تنجب نازك طفلها الاول و الوحيد.الجزء الذي تتحدث فيه عن مرض صغيرها ووفاته جدا مؤثر، الألفاظ، الكلمات او بالاحرى المشاعر التي جسدتها بكلمات كانت مؤثرة و في مكانها الصحيح و جعلتني ابكي و انا اقرأها، ام تفقد طفلها بعدما جاء الى الحياة و رأت فيه المنقذ الذي استطاع ان ينسيها ماحولها، استطاع ان ينسيها ماضيها و مستقبلها فهي لا تريد الا الحاضر معه، استطاع ان ينقذها من حالة الضياع الروحي الذي كانت تعيشه بعدما قبلت العودة الى زوجها كجسد و ليس روح ، فقط شكلا وليس مضمونا ،كما قلت فهي لم تحبه مطلقا، فهي بفقده ستعود للضياع، للتشتت لا يوجد شيء يؤنس وحدتها العاطفية، يخفف عنها وطأة العيش مع زوج لا ترى فيه زوج و انما وسيلة لمحاولة فاشلة لفتح صفحة جديدة و نسيان مامضى بكل مافيه من أسى و خذلان، لكن بعد وفاته عاد كل شيء كما كان بل و اسوأ فموته جرح قلبها و طعنه حتى اثاره لم تندمل بعد خمسة عشر سنة، لم تستطع نسيانه ، و كيف تنسى من كان منقذها ،فرحتها، أملها في حياة ضاعت منها ثم عادت من جديد معه حاملة معها وليد ينبض بكل شيء جميل رأت فيه السبيل لخلاصها من عالم لم تجد فيه سوى وأد كل شيء نابض بالحياة.
هيفاء بيطار أمل جديد لتذوق صور تعبيرية و تشبيهية شهية ليست مصطنعة و إنما جاءت بمكانها الصحيح و المعد لها مسبقا ، كم استمتعت بقراءة هذه الصور وهي تصف حال البطلة؛ مشاعرها و أحاسيسها ، حال الشخصيات و مشاعرهم ،الأجواء و الأماكن التي تحيط بها في البيت ، في المطعم ، و في مخيمات الرحلات، في الكنيسة. في كثير من الأحيان لم أمنع نفسي من إعادة قراءة الصور أكثر من مرة لشدة جمالها. كل هذا المدح يأتي مقابله لوم و عتاب لهيفاء بيطار على كثرة المواقف التي أعتبرها تحط من قيمة و قدر الرواية بعيون قرائها ، فشدة اعجابي باستخدامها الفريد للصور التشبيهية تقابلها شدة كرهي لتضمين الرواية مواقف مخلة بالادب و الذوق العام، و التي اعتقد ان الرواية من دونها كانت لتكون كاملة.
هيفاء بيطار ابدعتي في سكب صورك التشبيهية بكل احترافية على الورق و نجحت في جعل القراء يشربونها بنهم و لذة شديدين.
جمل و صور تعبيرية أعجبتني من الرواية:
" كنت مرمية خارج ذاتي" "رغبتي بالكتابة كانت تطفو فوق شخصيتي و فوق حياتي" " أسكب روحي على الورق" " كنت أسارع الى ذر الرمال في عيون أحزاني كي لا تتهيج مجددا" " صور تتساقط في خيالي من كل الاتجاهات" " انفجرت ببكاء عاصف جعلها تهتز كورقة في مهب الريح" " تحس أنها كتلة صمّاء رمادية لا يمكن سبرها و تحليل عناصرها" " فتحس بدبيب أفكارهما، و خطواتهما، كسريان النمل في جسدها كله" " كل شيء محفور في ذاكرتي بعمق، لا يمكن ان يمحى لأنه تحول لوشم، وشم بمساحة الذاكرة" " كنت معجونة بالرضا و الحب للبشر جميعا، للكون كله" "تتفتح الأسئلة في روحها كما تتفتح الدمامل العميقة" " والشرق يخشى الفضيحة و لا يخاف المعصية" "كمن يبحث عن طريق للنجاة وهو في فم الغول،..... و لم يبق سوى الذهول فاغرا فاهه لابتلاعها" " انها بحاجة ان تضرب جذورها في الأرض، و ترفع عيونها الى السماء" " لا تسجنوني في حدقاتكم الضيقة" " كوّرها الحزن حول نفسها كقط مريض، ياه ليس هناك أقوى من ذاكرة الإنسان حين يهزمه الحزن" " أو ربما ظمأ الى الحرية" " أحست انها تشع و تتألق كقمر في سماء داكنة" " وددت لو أشق صدري بضربة سكين و أرمي رئتي الإسفنج خارجا، و القلب المنخور بالحب، و أسكنك سجن أضلاعي لنتعفن معا، و نورق معا، و نزهر معا، شجرة حب خالدة بين أم و طفلها"
رواية من طابقين أيضا . الجزء الأوّل مملّ حتى الغثيان و الجزء الثاني ممتع ومشوق و مؤثّر جدًا. لا أفهم كيف تستطيع نفس الكاتبة أن تكتب بطريقتين مختلفتين الى هذه الدرجة. كدتْ أن أتوقف عن قراءة هذا الكتاب عديد المرّات لأنها كانت تغرق في الوصف، وصف أحاسيسها و مشاعرها و تفسير كلّ مواقفها و كانت في نفس الوقت تمرّ مرور الكرام على شخصيات ثانوية في الرواية و لكنها تلعب دورًا مهمّا في حياة الراوية. فلا نكاد نعرف شيئا عن أخواتها، عن حبيبها، عن عشيقها المراهق إلخ إلخ. رغم كل هاته العيوب، هو كتاب يستحق القراءة لقيمته الوثائقية أولا إذ يمكننا من التعرف عن قرب على المجتمع المسيحي الأرتذكسي في سوريا و لأنه ثانيا نجح في جعلي أذرف أنهارًا من الدموع في جزئه الثاني.
بيئة معقدة تفرض القيود على المرأة وتستبيحها وتبيح للرجل حين يملك السلطة أو القوى أو الشهرة والمال انتهاك أعظم المقدسات وأن يضرب بشرف وكرامة المرأة بعرض الحائط .
لا خص للدين هنا هي فقط نزعة ذكورية موجودة أينما ذهبت حواء في شتى بقاع الأرض تواجه محاولات لاقتناص الممكن .
القانون صيغ في بعض البلدان لتهذيب هذه النزعة والحد من انتشار هكذا وباء. المرأة تولد لتكون شخص واحد بجميع طبقاتها وانفعالاتها حتى تندمج في المجتمع فتصبح متناقضة بطوابق لا تحصى
الرواية سلسة وتهدف لإيصال فكرة حقيقية موجودة واستخدام التشويق والتنقل بين تراجيديا الماضي وفقر الواقع الحالي كان ممتعا.. لم تعجبني بعض التفاصيل التي أجدها زائدة بالإضافة للإيحاءات
رواية مميزة و جريئة.. تميزت بأسلوبها الأدبي الناجح و سردها الشيق الذي يشد القارئ و يمتعه بصور و تعابير تمس روحه و عقله . ركزت الكاتبة في الرواية على الصراع بين الروح و الجسد و بين القلب و العقل فطرحته بصورة قصة رويت على مرحلتين فبدأت بالحاضر ثم انتقلت إلى الماضي . و رغم كثرة الحديث عن الجنس في ارواية إلا أنه طرح بأسلوب نفسي بعيد عن التكلف الزائد و الصور المنفرة . كما استطاعت الكاتبة نقل صورة الأم الملتاعة بفقدان وليدها الوحيد فجاء وصفها دقيقاً واقعياً و حساساً كلفني الكثير من الدموع المنهمرة . هذه المرة الأولى التي أقرأ فيها للكاتبة و لن تكون الأخيرة.
اللغة والفكرة والحوار . المسافة التي ذكرت في الرواية هي نفسها المسافة اللي حبيت الرواية فيها بس ما تعاطفت مع البطلة رغم اني قد أتفهم ظروفها!! وهاد بحد ذاته إبداع