هو علي بن أحمد بن محمد باكثير الكندي، ولد في 15 ذي الحجة 1328 هـ في جزيرة سوروبايا بإندونيسيا لأبوين يمنيين من منطقة حضرموت. وحين بلغ العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه فوصل مدينة سيئون بحضرموت في 15 رجب سنة 1338هـ الموافق 5 أبريل 1920م. وهناك تلقى تعليمه في مدرسة النهضة العلمية ودرس علوم العربية والشريعة على يد شيوخ أجلاء منهم عمه الشاعر اللغوي النحوي القاضي محمد بن محمد باكثير كما تلقى علوم الدين أيضا على يد الفقيه محمد بن هادي السقاف وكان من أقران علي باكثير حينها الفقيه واللغوي محمد بن عبد اللاه السقاف. ظهرت مواهب باكثير مبكراً فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدراتها وهو دون العشرين من عمره.
تزوج باكثير مبكراً عام 1346 هـ ولكنه فجع بوفاة زوجته وهي في غضارة الشباب ونضارة الصبا فغادر حضرموت حوالي عام 1931م وتوجه إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر زمناً في الحجاز، وفي الحجاز نظم مطولته نظام البردة كما كتب أول عمل مسرحي شعري له وهو همام أو في بلاد الأحقاف وطبعهما في مصر أول قدومه إليها.
سفره إلى مصر
وصل باكثير إلى مصر سنة 1352 هـ، الموافق 1934 م، والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الأنجليزية عام 1359 هـ / 1939م، وقد ترجم عام 1936 م أثناء دراسته في الجامعة مسرحية(روميو وجولييت) لشكسبير بالشعر المرسل، وبعدها بعامين -أي عام 1938م - ألف مسرحيته (أخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي. التحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940م وعمل مدرسا للغة الإنجليزية لمدة أربعة عشر عاما. سافر باكثير إلى فرنسا عام 1954م في بعثة دراسية حرة.
بعد انتهاء الدراسة فضل الإقامة في مصر حيث أحب المجتمع المصري وتفاعل معه فتزوج من عائلة مصرية محافظة، وأصبحت صلته برجال الفكر والأدب وثيقة، من أمثال العقاد وتوفيق الحكيم والمازني ومحب الدين الخطيب ونجيب محفوظ وصالح جودت وغيرهم. وقد قال باكثير في مقابلة مع إذاعة عدن عام 1968 أنه يصنف كثاني كاتب مسرح عربي بعد توفيق الحكيم.
اشتغل باكثير بالتدريس خمسة عشر عاماً منها عشرة أعوام بالمنصورة ثم نقل إلى القاهرة. وفي سنة 1955م انتقل للعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون وقت إنشائها، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته.
قصة هاروت وماروت.. الملكان اللذان هبطا إلى أرض بابل في سالف الأزمان ليكونا فتنة لبني الإنسان إثر ممارستهما السحر وإمتلاك السر الأعظم فوقعا في المعصية وركبا في موجة الضلال ثم أنتهت القصة بتوبتهما وجعل عقابهما البقاء على الأرض لحين إنتهاء أجلهما..
قصة هاروت وماروت حقيقية بلا شك فهي مذكورة في القرآن الكريم،، ولكن تفاصيل تلك القصة لا أدري هل كانت حقيقية أم من وحي خيال الكاتب..
المسرحية ممتعة جداً ومكتوبة بلغة غاية في الروعة وإختيار تاريخ ومكان القصة رائع جداً وما تتمتع به بابل من سحر الشرق القديم مع قصورها الفخمة وبرج بابل الأسطوري وجنائنها المعلقة والخيال الذي يأخذنا بعيداً الى تلك الازمان الغابرة فنشم فيها عبقاً من رائحة الجنة..
القيمة الاخلاقية والدينية للمسرحية رائعة جداً يشبه أحاديث الرسل وسبل القديسين..
على أحمد باكثير اول معرفتى به كانت ايام دراستى الثانوية بروايته البديعة واإسلاماه لكن وكعادة التعليم فى بلادنا حلقات منفصلة لا تتصل ابداً لكن عدت منذ فترة اقلب رواياته ومسرحياته لاعثر على هذه المسرحية البليغة اللغة ومتناسقة الحوار بعيدة عن المخالفات الشرعية فى قصة تمس اهل السماء متن الحكاية متوافق مع التفاسير المختلفة للحكاية القرآنية كما فى ابن كثير والطبرى القيمة موجودة فى المسرحية بعيداً عن التفلسف الزائد او الفذلكة فى حوار وشخصيات لا تنقصها البساطة ولايشوهها التفاصيل عديمة الفائدة.
القصة دى طول ما انا بقرأها كان يعلو تعبيرات وشى تعبير الصدمة فقررت ان ابحث فى حقيقة القصة بالرغم ان اية هاروت و ماروت مرت قدامى كثير فى القرآن لم افكر فى البحث فيها و لكن بعد ما قرأتها كان على ان اعرف مدى صحة القصة
كثرت الروايات عن هاروت و ماروت و هنقل لكم اكثر روايتين منتشرين
جاء في تفسير أول الآية أن السحر كان قد فشا في زمن سليمان عليه السلام، وزعم الكهنة أن الجن تعلم الغيب، وأن السحر هو علم سليمان، وادعت ذلك اليهود، وقالوا: ما تم ملكه إلا بسحرة الإنس والجن والطير والريح، فرد الله سبحانه عليهم مبرئأً نبيه سليمان من ذلك، وذلك بقوله: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا).
وأما هاروت وماروت، فقد اختلفت أقوال المفسرين فيهما، فذكروا في ذلك قصصاً كثيرة معظمها إسرائيليات لا تصح، وأصح ما ذكر من الآثار في ذلك ما أخرجه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة أى رب: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون" قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملون. قالوا: ربنا هاروت وماروت، فأهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما فسألاها نفسها. فقالت: لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك، فقالا: والله لا نشرك بالله شيئاً أبداً، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: لا والله لا نقتله أبداً، فذهبت، ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبي، ولما أفاقا. قالت المرأة: والله ما تركتما شيئاً أبيتماه إلا قد فعلتماه حين سكرتما، فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا". فالراجح من أقوال أهل التفسير أنها ملكان من الملائكة، ويجاب عما وقع منهما مع عصمة الملائكة من الوقوع في الذنوب بأجوبة، أفضل ما وقعنا عليه منها ما قال ابن كثير وإليك نصه: ( وذهب كثير من السلف إلى أنهما كانا ملكين من السماء، وكان من أمرهما ما كان، وقد ورد في ذلك حديث مرفوع رواه الإمام أحمد في مسنده... وعلى هذا فيكون الجمع بين هذا وبين ما ورد من الدلائل على عصمة الملائكة أن هذين سبق في علم الله لهما هذا، فيكون تخصيصاً لهما، فلا تعارض حينئذ، كما سبق في علمه من أمر إبليس ما سبق. مع أن شأن هاروت وماروت على ما ذكر أخف مما وقع من إبليس لعنه الله تعالى).
وقال ابن حجر الهيتمي في الزواجر: (ويجاب أن عصمة الملائكة ما داموا بوصف الملائكة، أما إذا انتقلوا إلى وصف الإنسان فلا). وأما تعليمهما السحر، فإنه كان لغرض صحيح، وهو بيان حقيقة السحر للناس، وأنه من فعل الشياطين، وأنه كفر وحرام، وقال بعض أهل العلم: إنما نزلا لبيان اجتناب السحر لا لبيان فعله.
أما الروابة التانية ورد ذِكر اسمي " هاورت وماروت " في القرآن الكريم في موضع واحد فقط ، وبتأمل هذا الموضع يعرف المرء الحقائق التالية :
1. أنهما من الملائكة ، لا من البشر .
2. أنهما مرسَلان من الله ؛ تعليماً لأناس شيئاً يقيهم من الشر ، لا أنها معاقبان على ذنب .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي � رحمه الله - :
وكذلك اتبع اليهودُ السحرَ الذي أُنزل على الملَكين ، الكائنين بأرض " بابل " ، من أرض العراق ، أنزل عليهما السحر ؛ امتحاناً وابتلاءً من الله لعباده ، فيعلمانهم السحر .
( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى ) ينصحاه ، و ( يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) أي : لا تتعلم السحر فإنه كفر ، فينهيانه عن السحر ، ويخبرانه عن مرتبته .
فتعليم الشياطين للسحر على وجه التدليس ، والإضلال ، ونسبته ، وترويجه ، إلى مَن برَّأه الله منه ، وهو سليمان عليه السلام ، وتعليم الملكين امتحاناً مع نصحهما : لئلا يكون لهم حجة .
فهؤلاء اليهود يتبعون السحر الذي تُعلِّمه الشياطين ، والسحر الذي يعلمه الملكان ، فتركوا علم الأنبياء والمرسلين ، وأقبلوا على علم الشياطين ، وكل يصبو إلى ما يناسبه .
ثم ذكر مفاسد السحر فقال : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) مع أن محبة الزوجين لا تقاس بمحبة غيرهما ؛ لأن الله قال في حقهما : ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) ، وفي هذا دليل على أن السحر له حقيقة ، وأنه يضر بإذن الله ، أي : بإرادة الله ، والإذن نوعان : إذن قدَري ، وهو المتعلق بمشيئة الله ، كما في هذه الآية ، وإذن شرعي ، كما في قوله تعالى في الآية السابقة : ( فَإِنَّهُ نزلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
ثم ذكر أن علم السحر مضرة محضة ، ليس فيه منفعة ، لا دينية ولا دنيوية ، كما يوجد بعض المنافع الدنيوية في بعض المعاصي ، كما قال تعالى في الخمر والميسر : ( قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) فهذا السحر مضرة محضة ، فليس له داع أصلا ، فالمنهيات كلها إما مضرة محضة ، أو شرها أكبر من خيرها ، كما أن المأمورات إما مصلحة محضة ، أو خيرها أكثر من شرها .
( وَلَقَدْ عَلِمُوا ) أي : اليهود ، ( لَمَنِ اشْتَرَاهُ ) أي : رغب في السحر رغبة المشتري في السلعة : ( مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) أي : نصيب ، بل هو موجب للعقوبة ، فلم يكن فعلهم إياه جهلاً ، ولكنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة .
( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) علماً يثمر العمل : ما فعلوه .
" تفسير السعدي " ( ص 61 ) .
و فى النهاية الله أعلى و أعلم
أما فى القصة فقد ورد بها ذكر الملك عزرائيل على انه نزل معهما و لكنه تركهم و صعد طالبا من الله ان يعفيه من هذة التجربة و لم اقرأ حتى الان فى اى رواية عن هاروت و ماروت ان عزرائيل نزل معهما و اعتمد على احمد بن باكثير على الرواية الاولى فى قصته
و تركز القصة هنا على امرين اساسيان
ان الملائكة إن ركب فيهما ما فى الانسان فسوف يتعرضان لما يتعرض له من ابتلاء و شهوات و ندم و مغفرة و توبة
و ان الانسان بما وهبه الله من عقل و ارادة و جعله خليفته على الأرض يستطيع ان ينزل لمنزلة اسفل من الشياطين او يعلو لمنزلة اعلى من الملائكة
مسرحية سيئة بكل المقاييس.. انا مقتنع ومش هغير رأيي أبداً ان فى حدود مينفعش اتجاوزها فى اى رواية او اى عمل فنى, حتى لو المقصود انه الكاتب يعمل موعظة والكلام ده.
يعنى اعمل قصة كاملة عن تفسير وده مش تفسير ثابت ده مجرد واحد من التفسيرات, اللى ممكن تكون اسرائيليات وانسج قصة من خيالى عن ملائكة اضايقت لما ربنا خلف الانسان فى الارض فربنا قال لو نزلتوا هتعملوا اوحش منهم وفعلا نزلوا وعملوا كل حاجة سيئة فى الدنيا !!! زنا ..خمرة .. رشوة.. مل حاجة ...ايوه بقا ايه المفيد من القصة ان الانسان معذور يعنى وان لو الملائكة الى هيا مخلوقة عشان تطيع ربنا نزلت هتعمل اوحش مننا ..وان العابد افضل من الملائكة..
هو ده السبب الى الكاتب عمل قصة من خياله وفيها كلام بين ملائكة وربنا وفيها قرارات لربنا محدش عارف اصلا ربنا كان ممكن يحكم فى الوقت ده بأيه انا شايف ان ده تهريج الصراحة..
الإنسان خليفة الله فى الأرض ، ولكن كيف يتصرف فى تلك الخلافه ؟ هذا هو السؤال الذي طرحته مسرحية " هاروت وماروت " لعلى أحمد باكثير سؤال وجودى عما يفعله الإنسان فى الأرض أهو يفسد ويخرب ويطغى ويعصى الله ؟؟ أم يصلح ويبنى ويعدل ويطيع الله ؟؟ تناول أحمد باكثير قصة الملكين هاروت وماروت فى مسرحية إجتماعية دينية ، تحتوى على اسئلة كثيرة عن اهمية الإنسان فى الأرض ، وعن رقيه وسموه عن باقى المخلوقات ، هو عمل فنى رائع وراقى .. ولا اعتقد انه تجاوز به أي خطوط حمراء فى الدين ، او تعدى اي معتقدات دينية وثوابت عقائدية . على العكس تماما فهو يرسخ فى ذهن القارئ أو المتلقى ، أهمية الإنسان ودوره كخليفة لله فى الأرض ، يصلح فيها ولا يفسد ، يعدل فيها ولا يطغى ، يعبد فيها ولا يعصى.
العمل المسرحى الثانى الذي أقرأه لأحمد باكثير ، وازداد اعجابى بفن وعبقرية هذا الرجل إن فى تاريخنا الأدبى رجال ومبدعين كثر ، يجب ان نفتخر بما قدموه لحضارتنا الإنسانية ، وثقافتنا الإسلامية العربية المصرية
جميل جداً أن يثبت باكثير أن الإنسان يتميز عن سائر المخلوقات حتى الملائكة بأنهم يختبرون في الحياة الدنيا، ويضع لذلك مثالاً ويحكي قصة مفادها أن الملائكة لو نزع الله منهم تلك الروح وأصبحت لهم غرائز كما الإنسان لما فرق عنه في شئ، ولكن على أن تكون تلك القصة بضوابط..
لكن الغريب أن يأتي بالملكين اللذان ذكرا في القرءان أن الله أرسلهما فتنة لبني آدم واختبار له، على أن الله بعثهم للأرض لأختبارهم لا لأخبار البشر مع اعطائهم الأفضيلة، حتى فعلوا الكبائر ووصلوا لمرحلة القنوط من رحمة الله.
قصة كادت أن تكون رائعة لكن مع الأسف استغلت بشكل سئ، لم تكن ممتعة ولا ايضاً مملة.
عرض مسرحي لقصة الملكين هــاروت ومــاروت عرض فيها الكاتب بعض مماجـاء في الأثر عن القصة رغم أنهم أختلفوا فيها ..الجدير بالذكر هنــا هو ذكر الخمر أنها كانت بوابة المفسده فبها توالت الآثــام والمعاصي ..
مسرحية ممتعة، ولكني لا أحبذ خلط القصص الدينية بالأدب إلا مع وجود ضوابط صارمة من الالتزام بالنصوص القرآنية والشرعية، أما أن يشطح الكاتب بخياله بما يتعارض مع تلك النصوص، أو أن يستعن بالإسرائيليات فهذا ما لا أتقبله؛ لإنه يساعد على نشر القصص المغلوطة بين الناس. وهذه المسرحية خير مثال على ذلك؛ فهي تتناول قصة المَلَكين (هاروت) و(ماروت)، ولكن في نسختها غير الصحيحة والمأخوذة من الإسرائيليات. والتي تدعي أن (هاروت) و(ماروت) قد ضلا عن سبيل الله؛ فمارسا البغي والزنا، وقتلا نفسًا بغير ذنب، وعلما الناس السحر خدمةً لشهواتهما، وهذا ليس صحيحًا؛ فالله قد أنزل المَلَكين إلى الأرض، وأمرهما بتعليم الناس السحر كامتحان وابتلاء من الله لعباده، ولكي يعلموا الفرق بين الحق الذي جاء به (سليمان)، وبين الباطل الذي جاء به السحرة والكهنة. وكانا المَلَكان ينصحان من يعلمانه، ويحذرانه من إنهما فتنة من الله، وأن من تعلم السحر، وعمل به فقد خسر آخرته، قال تعالى"وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ، وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ، وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا، يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ،وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ، وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ، فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ، وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ. وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ، وَلا يَنْفَعُهُمْ، وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ، وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ". وبجانب ذلك، فالمسرحية تحوي العديد من الأمور الخيالية، مثل تسمية أفراد العائلة الحاكمة بأسماء آلهة الأصنام القدمية (اللات والعزى ومناة وسواع ويغوث ويعوق وبعل)، وقد يُهيأ للقارئ أن تلك هي قصصهم الحقيقية، وأنهم كانوا بالفعل ملوكًا في عهد نزول (هاروت) و(ماروت)، وهذا ليس صحيحًا؛ لذلك اتمنى من القراء إتخاذ الحيطة والحذر عند قراءة مثل هذه الأعمال، وألا يستقوا معلوماتهم الدينية أو التاريخية من القصص والروايات.
تلخيص المسرحية: ان الملائكة سألوا الله كيف ان الانسان افضل منهم وهو يعصاه و هم يذكرونه ليلا ونهارا ف قال لهم الله اختاروا ملائكة ينزلون الى الارض وسيفعلون ما يفعل البشر ف اختاروا الاكثر ايمانا وهم هاروت وماروت وعزريائيل في بابل تقع احداث المسرحية وهي ان مناة القهرمانة تختار القضاة حسب الاجمل شكلا فاختارت الملائكة الثلاث لحسنهم وجمال وجوههم وعندما رأى الملائكة جمال الملكة ايلات اخذوا في الشعور بالفتنة فقام عزريائيل بالصعود الى السماء خوفا من الفتنة يدور لصراع على الحكم من الملكة ايلات واختها العزى واقامة حفلات ماجنة التي كان يعارضها هرمس "بمثابة حكيم او وزير" والذي كان ينادي بترك عبادة الالهة وعبادة الله الواحد الأحد وهنا تم تعيين هاروت وماروت قضاة فأخذوا في شرب الخمر والزنا والقتل وتفريق الملكة عن زوجها وفعلوا ما يفعل الانسان تماما الى ان اخذ منهم الله السر الاعظم ولم يستطيع لسانهم الدعاء إلى الله فسجنتهم ايلات التي امتلكت السر و اعدت جيشها للصعود الى كوكب الزهرة لاحتلاله و اعلاء بابل الى السماء فطلب الملائكة من هرمس ان يستغفر لهم فغفر الله لهم و مُسخت ايلات إلى حجارة وصعد الملائكة إلى الله عز وجل. ......... على لسان هرمس ولكن الحق والباطل يصطرعان أبدا في ضمير الإنسان خطوة بعد خطوة ويرقى درجة بعد درجة إذ تتسع تجاربه وتزداد معارفه ويتضاعف طموحه إلى كشف المجهول ويشتد حنينه إلى الكمال ليحقق من حيث يدري ولا يدري ما أراد الله به إلى يوم خلقه على صورته وجعل له شرف خلافته.
مسرحية رائعة تملأ الإنسان رهبة من خشية الله و طمعا في رحمته و هي أيضا تُظهر كيف يمكن للشهوات أن تُغير من طبيعة البشر فتحولهم من ملائكة إلى شياطين ما لم يتداركوا أنفسهم و يستغفروا الله عز وجل كما أنها توضح أن باب التوبة دوما مفتوح أمام العصاة ليعودوا إلى صوابهم . جزا الله علي أحمد باكثير كل خير عن هذه المسرحية
سواء كانت قصة هاروت وماروت حقيقية او خيالية وسواء كانوا ملائكة اوشياطين فان معنى ومغزاة المسرحية واضح فالمسرحية تدور حول الأمانة التي حملها الانسان دون سائر المخلوقات وكم هو تكليف صعب ويحاول الكاتب ان يقول حتى لو هبطت الملائكة للارض وحملوا التكليف لن يكونوا بأكثر حال من بنى أدم.
تدور أحداث المسرحية في بابل ، حيث ينزل الملكان هاروت وماروت ، توليهم إيلات (مل��ة بابل ) مهمة القضاء ، لكن تركبهم شهوة الجسد ، ويقعان في حب .إيلات ويطلعانها علي السر الأعظم لا أعلم ماصحة ما أعتمد عليه باكثير من مصادر لكي يكتب المسرحية ، أيضا تلك المسرحية لم تكن في قوة مسرحية مأساة أوديب التي كنت قد قرأتها له ، لكن .لا أقدر إنكار لغة باكثير الفخمة
قد تكون لغة الرواية جميلة وأحداثها سريعة، لكن الكاتب هنا تبنى النسخة المسيئة للمَلَكَين هاروت وماروت والتي لا تتناسب مع النص القرآني والتي اتهمها الكثير من علماء الدين بأنها من نسج الأساطير والخرافات.
يقتبس باكثير القصة القرآنية الشهيرة عن الملكين هاروت و ماروت ليخرج لنا هذه المسرحية الرائعة التي يتحدث فيها عن فكرة الغواية و الصراع بين المثل و القيم العليا و بين الشهوات الجسدية الدنيوية ..
إنه نفس الصراع الذي عاني منه فاوست في مسرحية باكثير.. و لكن هنا الصراع يدور داخل الملكين هاروت و ماروت.. فهل يستطيع الملاك أن ينجح فيما يفشل فيه البشر؟؟
هاروت و ماروت كانا مندهشين لرؤية الإنسان يسقط.. كانا يتساءلان لماذا يسقط الإنسان؟ لماذا لا يستطيع السيطرة على نفسه؟ و في لحظة ما ظنا أنهما لو تحولا إلى بشر لاستطاعوا مقاومة كل تلك الإغراءات التي يسقط البشر من خلالها.. فماذا حدث؟ نجد أنه حتى الملائكة عندما تعيش حياة البشر فإنها لا تستطيع مقاومة إغراءات الدنيا و لا السيطرة على جانبهم المظلم... فالسقوط قد يكون من نصيب أي شخص يتعرض لهذا الصراع النفسي الداخلي ما بين الخير و الشر.. لكن المشكلة الحقيقة هى في الإستسلام لهذا السقوط.. بل يجب المحاولة مرة أخرى و أخرى حتى يأتي الوقت الذي يتنصر فيه الجانب المشرق على الجانب المظلم
لا أعلم إذا كانت الأحداث التي ذكرها باكثير هى القصة الحقيقية بالفعل أم لا.. وفي الحقيقة لا أهتم لأن معظم القصص الدينية مأخوذة من إسرائيليات فبالتالي غير موثوق في صحتها أصلا... لكنني على أي حال استمتعت جدا بها على أي حال..
ماروت : ولو ..ان كان لابد من معصية الله فلتكن فى امر يستحق هاروت : يجب ان تعلم ياأخى ان لكل شئ ثمنه .. فمعصية الله فى امرأة هى التى تراودك اهون من معصيته فى امرأة انت التى تراودها وهى تستعصم ماروت : ولم لاتقول ان معصيته فيما لا تشتهيه نفسك اشد واعظم من معصيته فيما لاقبل لك بدفعه من عمل الشهوة ؟ هاروت : (يهتف فى استحسان) مرحى ! مرحى ! لقد تقدمت فى صناعة الحجة !
مسرحية باكثير فشلت فى الارتقاء لمستوى الحدث .... نزول ملكين اللى الارض ليخوضا التجربة كبشر , تناول شبه سطحى للاحداث و انتقال سريع بين المشاهد , فجأة نزل الملكين اللى الارض و عينا قاضيين و فجأة فتنتهم الشهوة و اعجبوا بالملكه , فجأة ايضا اذاعا السر الاعظم لها موضوع السر الاعضم فى حد ذاته ضعيف جدا
النقطة المضيئة فى المسرحية هى محاورات هيرمس مع الملكين فقط ...
هي مسرحية تحكي لنا قصة الملكين هاروت وماروت رغم الاختلافات في تفسيرات هذه القصة، إلا أن هذه المسرحية قد جمعت بين الاختلافات فأنتجت لنا صورة نهائية منطقية عن القصة الواقعية أسلوب الكاتب ممتع، والنص المسرحي كان موفقاً
عظمة على عظمة يا باكثير والله 😃 المسرحية ببساطتها تطرح سؤال فلسفيا عظيما وتحاول الإجابة عليه هل البشر أفضل من الملائكة؟ هل استحق أبونا آدم سجود الملائكة له؟
الملائكة مجبولون على الطاعة، خلقوا من نور، لم يخيروا بين الطاعة والمعصية، فهم لا يشتهون المعصية.
أما البشر بنو آدم ففيهم النقيضان، الروح السامية إلى السماء والطين الهابط إلى الأرض، هدي السبيلين إما شاكرا وإما كفورا، مخير بين الطاعة والمعصية، فإما أن يطيع وإما يعصي، ويعصي فيستمر في عصيانه أو يرجع ويتوب
قال الله عز وجل "وقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"
سبب قراءتى لهذه الرواية يعود للمرحلة الثانوية فمدرسة اللغة العربية حينها كانت قد روت لنا قصة بالطبع لم تذكر مصدرها لأكتشف بعدها بسنوات أنه هاروت وماروت لباكثير التى كانت بداية تعرفى على عالمه بعيداً عن الدراسة
4 نجوم لاسلوب الكاتب وخياله الرائع.. كثيرين هاجموه لانه تكلم بلسان ملكين ولكن هنا هاروت وماروت تحولو الى بشر فاصبحوا يتحدثون مثلنا ويقولون المبررات ذاتها التي نحاول ان نعفي انفسنا فيها من الخطأ.. رأيي ان الكاتب لم يرد أن يقف في صف البشر وبأن لنا العذر في ما نفعله من أقبح الأفعال، بل أراد أن نقرأ هذه المبررات بأعيننا لنفهم آنها مبررات لا قيمة لها..
كالعادة دائماً ... أدهشني وأمتعني الأديب العظيم "علي أحمد باكثير" بصياغة تفسير قصة "هاروت وماروت" في شكل مسرحية بديعة .. أرفع له القبعة حقيقةً .. طيَّب الله ثراه ..
جاء في تفسير أول الآية أن السحر كان قد فشا في زمن سليمان عليه السلام، وزعم الكهنة أن الجن تعلم الغيب، وأن السحر هو علم سليمان، وادعت ذلك اليهود، وقالوا: ما تم ملكه إلا بسحرة الإنس والجن والطير والريح، فرد الله سبحانه عليهم مبرئأً نبيه سليمان من ذلك، وذلك بقوله: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا).
وأما هاروت وماروت، فقد اختلفت أقوال المفسرين فيهما، فذكروا في ذلك قصصاً كثيرة معظمها إسرائيليات لا تصح،
وأصح ما ذكر من الآثار في ذلك ما أخرجه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة أى رب: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون" قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملون. قالوا: ربنا هاروت وماروت، فأهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما فسألاها نفسها. فقالت: لا والله حتى تتك��ما بهذه الكلمة من الإشراك، فقالا: والله لا نشرك بالله شيئاً أبداً، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: لا والله لا نقتله أبداً، فذهبت، ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبي، ولما أفاقا. قالت المرأة: والله ما تركتما شيئاً أبيتماه إلا قد فعلتماه حين سكرتما، فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا".
فالراجح من أقوال أهل التفسير أنها ملكان من الملائكة، ويجاب عما وقع منهما مع عصمة الملائكة من الوقوع في الذنوب بأجوبة، أفضل ما وقعنا عليه منها ما قال ابن كثير وإليك نصه: ( وذهب كثير من السلف إلى أنهما كانا ملكين من السماء، وكان من أمرهما ما كان، وقد ورد في ذلك حديث مرفوع رواه الإمام أحمد في مسنده... وعلى هذا فيكون الجمع بين هذا وبين ما ورد من الدلائل على عصمة الملائكة أن هذين سبق في علم الله لهما هذا، فيكون تخصيصاً لهما، فلا تعارض حينئذ، كما سبق في علمه من أمر إبليس ما سبق. مع أن شأن هاروت وماروت على ما ذكر أخف مما وقع من إبليس لعنه الله تعالى).
وقال ابن حجر الهيتمي في الزواجر: (ويجاب أن عصمة الملائكة ما داموا بوصف الملائكة، أما إذا انتقلوا إلى وصف الإنسان فلا). وأما تعليمهما السحر، فإنه كان لغرض صحيح، وهو بيان حقيقة السحر للناس، وأنه من فعل الشياطين، وأنه كفر وحرام، وقال بعض أهل العلم: إنما نزلا لبيان اجتناب السحر لا لبيان فعله.
أما الرواية التانية ورد ذِكر اسمي " هاورت وماروت " في القرآن الكريم في موضع واحد فقط ، وبتأمل هذا الموضع يعرف المرء الحقائق التالية :
1- أنهما من الملائكة ، لا من البشر . 2- أنهما مرسَلان من الله ؛ تعليماً لأناس شيئاً يقيهم من الشر، لا أنها معاقبان على ذنب .
وهذه الرواية ذكرها الشيخ "عبد الرحمن السعدي" وغيره من المفسرين .. ويمكن الرجوع إلى تفسير السعدي لقراءة هذه الرواية ..
واعتمد "على أحمد بن باكثير" في مسرحيته البديعة على الرواية الأولى ..
وقد واستخلصت من المسرحية التالي:
1-أن الملائكة إن ركب فيهما ما فى الانسان فسوف يتعرضان لما يتعرض له من ابتلاء و شهوات و ندم و مغفرة و توبة 2-وأن الانسان بما وهبه الله من عقل وإرادة و جعله خليفته في الأرض يستطيع أن يهبط بمنزلة أسفل من الشياطين أو يعلو لمنزلة اعلى من الملائكة