ما هو الفساد، وما أسبابه وأنواعه، وهل هو ظاهرة تصعب السيطرة عليها؟ يعالج هذا الكتاب العلاقة الجدلية بين ظاهرتي الفقر والفساد اللتين تعمّان العالم، وخاصّة في البلدان التي يسمّونها بالبلدان النامية. ويعرض أشكال الفساد المالي والاقتصادي والإداري والسياسي في لبنان؛ وارتباط هذه الظاهرة بانتشار الفقر في معظم البلدان العربية. لا يطمح هذا الكتاب المؤلَّف من دراسات استراتيجية صغيرة، تعتمد منهج التحليل الاقتصادي، الأقدر من غيره على تفسير ظواهر الحياة الاجتماعية، إلى تقديم دراسة شاملة. كل ما يبغيه هو إضاءة شمعة صغيرة على طريق إقامة مجتمع العدالة والمساواة، في دولة حديثة متقدّمة
كتاب قصير يلقي الضوء على المشكلات المحورية للعالم العربي من فقر و فساد و تبعية مع التركيز على أزمة المجتمع اللبناني كنموذج تتجلى فيه تلك المشكلات بشكل صارخ مضافًا عليها آفة الصراع الطائفي.
يتسع تعريف الكتاب للفساد من مجرد اعتباره استغلالًا للسلطة من أجل تحقيق منفعة خاصة ليمتد إلى توصيف "ثقافة الفساد" و التي تعني التصالح مع واقع الفساد و مع تلك السلوكيات التي كانت مستهجنة من قِبل المجتمع في الماضي ، لتتحول إلى أمر واقع يتعامل معه الأفراد بشكل يومي بإعتباره القاعدة و اعتبار نقيضه الاستثناء . ركزت الفصول التي تناولت هذا الموضوع على الرشوة كآلية رئيسية للفساد، و على العلاقة بين الفساد و نسبة الإنفاق العسكري ، و كذلك على الفساد السياسي ممثلًا في عمليات شراء الأصوات.
يرى الكاتب أيضًا أن السبب من وراء تفشي ظاهرة الفقر في العالم العربي، تخلي كثير من البلدان العربية عن دولة الرعاية الاجتماعية بسبب تبعيتها للمؤسسات المالية الكبرى كصندوق النقد الدولي و البنك الدولي و امتثالها لتوصياتهما بشأن الحد من الدور الاجتماعي للدولة. كما ركز على ثقافة الفقر حيث الشعور الشديد بالتهميش و الإقصاء و الاغتراب داخل الوطن و من ثم اللجوء لحل الهجرة بحثًا عن الرزق و الحرية .
انتهى الكتاب إلى أن الحل يكمن في التكامل الاقتصادي بين الدول العربية ، و التوقف عن التبني الكامل للسياسات الليبرالية الجديدة التي لا تتناسب مع طبيعة و ثقافة المجتمعات العربية، و العودة تدريجيًا إلى دولة الرفاه بالتزامن مع وضع برامج إنمائية تنسجم مع البيئة الاقتصادية و الثقافية و تركز على العنصر البشري باعتباره أهم عناصر البنية التحتية لإحداث التنمية.
يتناول هذا الكتاب رغم عنوانه الذي يبدو وكأنه يتصدى لظاهرة الفقر في العالم العربي، ومن ثم يعيد ربطها بالفساد بأنواعه، لعدد من المواضيع التي يبدو أنها توالت على الكاتب، فخصص لكل منها فصلا ً صغيرا ً.
فالفصلين الأولين عبارة عن (محاولة في تعريف الفساد) يتم فيه عرض بعض التعريفات له، تعريف منظمة الشفافية العالمية مثلا ً "استغلال السلطة من أجل المنفعة الخاصة" أو تعريف البنك الدولي، مع شرح أشكاله الاقتصادية والسياسية، وتحديد لبعض (الآليات الجديدة للفساد).
الفصل الثالث يتعرض لـ (النتائج السياسية والاقتصادية للفساد)، مثل انخفاض مستوى الأداء الحكومي، الإضرار بالنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، شيوع جو عدم الثقة، تقويض شرعية النظام السياسي، تقليل فرص الاستثمار.
الفصلان الرابع والخامس عبارة عن (مدخل إلى الفساد السياسي)، يتناول معناه، وأشكاله، كما يعرض بعض صوره، و(المال السياسي والفساد) والذي يتعرض لكيفية تأثير المال على النشاط السياسي في الدول الديمقراطية.
الفصلان السادس والسابع يتعرضان لـ (جغرافية الفقر في الوطن العربي) ولـ (أسباب انتشار الفقر في الوطن العربي)، يشير الكاتب إلى أن تخلي الدول العربية عن دولة الرعاية الاجتماعية تبعا ً لوصفات صندوق النقد الدولي لم تفلح في دفع اقتصاد هذه الدول، وأدت إلى زيادة نسبة السكان الفقراء، والتي وصلت إلى ثلث عدد السكان !!! وعندما نعرف الفقر على أنه "الحالة التي لا يحصل فيها الفرد على الحد الأدنى المقبول من الرفاه الإنساني"، نعرف خطورة هذا الرقم المرتفع جدا ً، وتأثيره على المجتمع ككل.
يعرض الفصل الثامن (ثنائية الفقر والبطالة في الوطن العربي) إحصائيات عن البطالة في العالم العربي، خلال الفترة من 1996 م وحتى 2000 م � هذا قبل الانكماش الأخير -، حيث تصل إلى 15.3 % في الأردن، 25.5 % في فلسطين.
الفصل التاسع (استراتيجية محاربة الفقر في الوطن العربي) يتناول الاستراتيجيات الحكومية والتي يرى أنها ارتبطت بالمنظمات الدولية � مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي -، واللذان يدعمان الرأسمالية في شكلها المعروف بالليبرالية الجديدة، وهو أسلوب اقتصادي يدفع البلد إلى الدخول في عولمة اقتصادية، ليست في صالح الكثير من البلدان العربية، التي لازالت نظمها الاقتصادية، وقدرات مواطنيها، تقليدية وغير متناسبة مع هذا النوع من الاقتصاد المفتوح.
في ثلاثة فصول متتالية (هجرة العرب إلى الخارج)، (لماذا تهاجر الأدمغة؟) و(الهجرة اللبنانية، أرقام ووقائع) يعرض الكاتب النزيف العربي الهائل من العقول والمهارات، حيث مليون خبير واختصاصي عربي يعملون في البلدان المتقدمة، 450 ألف في أمريكا وحدها، وحيث 5.4 % فقط من الطلبة العرب من يعودون إلى ديارهم عندما ينهون دراستهم في الخارج بينما يظل البقية هناك ويحصلون على جنسية البلد الذي درسوا فيه، وحيث 34 % من أطباء بريطانيا عرب، وحيث 60 % من علماء ومهندسي مصر انتقلوا إلى أمريكا خلال السنوات الأخيرة، أما الهجرة اللبنانية والتي تسببت بها الحروب، والظروف الاقتصادية فهي 11 مليون لبناني حول العالم، في مقابل 4 ملايين يعيشون في لبنان.
الفصل الثالث عشر (انهيار الطبقة الوسطى وزوالها) يعالج هذا الفصل قضية كثر الحديث عنها مؤخرا ً، مع الأزمة العالمية، ألا وهو اضمحلال الطبقة الوسطى في مجتمعات العالم كله، والطبقة الوسطى في أي مجتمع هي محركه السياسي والاجتماعي والاقتصادي، لأن أفرادها متحررون من الفقر، ولديهم ثقافة الأمة وقيمها التي يرغبون في الحفاظ عليها، كما لديهم الطموح للتقدم، كأفراد وكأمة.
الفصول الأخيرة تتناول الاقتصاد العالمي واتجاهاته، كما تتناول الاقتصاد العربي وضعه الحالي، وتأثيرات ارتفاعات النفط عليه، وتناقش ارتباطه باليورو المرتفع، كما تخصص فصلا ً لنتائج العولمة.
العنوان أكبر من المضمون، والمحتوى سطحي يفتقر للعمق، هنالك موضوعات اقتصادية لا علاقة لها بموضوع الكتاب، الأفكار غير مترابطة، ربما الفصل الجيد هو ذلك الذي يتكلم عن هجرة الأدمغة