هو عبد المنعم صالح العلي العزي داعية إسلامي وأحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين في العراق ، تتلمذ على يد الكثير من علماء بغداد ومنهم الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ العلامة محمد القزلجي، وهاجر بعد حرب الخليج الثانية إلى أوروبا، ويعتبر الراشد من أهم منظري و مؤلفي الحركة الإسلامية فهو مؤلف العديد من الكتب التي تحاول أن تجمع روح الحركة مع العلم الإسلامي ونوع من الروحانيات والتأكيد على الأخلاق الإسلامية
كتاب رائع وفريد في السياسة الشرعية. رحم الله الامام الجويني كان دقيقاً في التمييز بين المقطوع به والمظنون في الآراء عند طرحه لمسائل السياسة الشرعية. الكتاب عبارة عن ثلاثة أقسام: الاول عن الإمامة وشروطها والأبواب المتعلقة بها ، والثاني عن خلو الزمان من الأئمة وحكم المستولي عليها ، اما الثالث وهو اقلها شأناً ومتعة فعن خلو الزمان من حملة الشريعة والعلماء. قد يستنكر القارئ في البداية اسلوب المؤلف ، لكنه ما يلبث ان يعتاد عليه ويدخل في جوه ، وهو امر مفهوم لكتاب الف في القرن الخامس الهجري. الكتاب لا غنىً عنه للمهتمين في مجال السياسة الشرعية ، وإضافة نوعية لثقافة القارئ.
* اسم الكتاب اسم الكتاب الذي هذبه الراشد: غياث الأمم في التياث الظلَم و كأن هذا ما تُغاث به الأمم عندما تلتف بها الظلمات
* الغرض من الكتاب يقول محقق الكتاب, عبد العظيم الديب: "هذا الكتاب ألفه إمام الحرمين لغياث الدولة, نظام الملك, الحسن بن علي الطوسي, الوزير العادل....
يقول الجويني - رحمه الله - "فالجواب السديد أني وضعت هذا الكتاب لأمر عظيم, فإني تخيلت انحلال الشريعة و انقراض حملتها, و إضراب الخلق عن الاهتمام بها, و عاينت في عهدي الأئمة ينقرضون, و لا يُخلفون, و المتسمون بالطلب يرضون بالاستطراف, و يقنعون بالأطراف, و غاية مطلبهم مسائل خلافية يتباهون بها, فعلمت أن الأمر لو تمادى على هذا الوجه, لانقرض علماء الشريعة, و لا تخلفهم إلا التصانيف و الكتب, ثم لا يستقل بكتب الشريعة على كثرتها و اختلافها مستقل بالمطالعة من غير مراجعة مع مرشد, و سؤال عن عالم مسدد, فجمعت هذه الفصول و أملت أن يشيع منها نسخ في الأقطار و الأمصار, فلو عثر عليها بنو الزمان, لأوشك أن يفهموها, لأنها قواطع, ثم ارتجيت أن يتخذوها ملاذهم و معاذهم, فيحيطوا بما عليهم من التكاليف في زمانهم, و يحفظوه لصغر حجمه, و اتساق نظمه" ا.هـ. قال الجويني - رحمه الله - هذا الكلام في القرن الخامس الهجري!
* مميزات الكتاب و من مميزات الكتاب التي أشار إليها المحقق - و قد لاحظتها بالفعل: - الإجمال بعد التفصيل, ليكون أدعى للبقاء في الذهن - التفرقة بين المقطوع و المظنون - الاقتصار على الجديد, و عدم حكاية أقوال السابقين - حسن التقسيم و التفريع
* محتوى الكتاب - بدأ الكتاب بالحديث عن الإمامة و وجوبها, و صفات الإمام و وظائفه و من يختار الإمام... إلخ الأمور المتعلقة بالإمامة - ثم تحدث عن خلو الزمان من إمام يتصف بصفات الإمام التي فصل فيها في الجزء الأول, و رتبها حسب الأهمية و بين ما يمكن التغاضي عنه و ما لا يمكن, و جماع أمر الولايات العامة و الإمامة هو "الكفاية", و "يتضح من سياق هذا الجزء أنه كان يغري نظام الملك بالاستيلاء على الحكم و عزل الخليفة الضعيف الذي كان آنذاك" - كما يقول محقق الكتاب - فإن لم يكن ثم الحد الأدنى من شروط الولاية, فإن دور العلماء يظهر جليا, و عليه فقد خصص الجزء الأخير من الكتاب للحديث عن العلماء, و تحدث عن العمل إن كان في الناس علماء مجتهدون, ثم إن لم يكن إلا مقلدون, ثم إن لم يكن مقلدون و بقيت أصول الشريعة, ثم إن اندرست أصول الشريعة... في كل ذلك يذكر ماذا على المسلم فعله.
* تقييم عام - الكتاب ممتع جدا, على صعوبة في بعض مباحثه, لعدم تمرسي بكتب القدماء, إلا أن أكثر ما فيه مفهوم - و الكتاب يستحق الدراسة لا مجرد القراءة العابرة, و أحسب أن منهج الجويني التغييري يصلح للاستنارة به في هذه الأزمنة الاتي التاثت بالأمة فيها ظلمات الاستبداد ! و قد أحسن الأستاذ الراشد - حفظه الله - صنعا بتهذيب هذا الكتاب و تقريبه