1- غزة من البحر(تفسير الحلم) استدار ضوء الفنار , على الساحل الغزاوى , ليزف أخيرا الى قارب الصيد فى البحر, أن فلسطين صارت على مرمى البصر . بينما الأنباء تذاع فى الفضائيات عن سحق الشعب على الهواء , وغزة تدك بالصواريخ, حيث تتكرر غارات الرواجم الجوية بالصواريخ "الفوسفورية , الانشطارية , الحارقة" على أهل غزة . وأنباء أخرى عن سياط للرعاة الرسميين يلهبون بها الظهور الصخرية فى واديهم , بينما الخراف الضالة ترعى فى واد آخر . وعن بعد فى سماء المدينة المحاصرة (منذ أيام وليالى كثيرة) لا زالت تلوح فى أفق المدينة أعمدة من الدخان الأبيض (البارودى المشتعل) والأسود (السخامى الخانق) , مكونة لونا قانيا (أحمر دموى فلسطينى متناثر) .
2- حلم قارب صيد ( بدء الحكاية ) #محمود_عز فى عودتى المرهقة الى الديار من رحلة صيد بحرية : كان قد لاح لى فى غفوتى على القارب قطا رابضا على سطح الجيران , حسبته فى جلسته شبلا من بعض ولد الأسد , وما هى الا لحيظات حتى بدت الحقيقة ..... وذهب خيالي بعيدا وأنا أراقب القط , فتذكرت ذلك الجواد الأسود الصغير , حينما دخل على متن سيارة "نص نقل" محمولا الى أرض الحفل الساهر "المولد" , وكان المولد قد امتلأ عن آخره بالرجال والنساء والصبية , وبالجياد الآتية مع أصحابها لكى تخرج أروع ما لديها من الرقصات على نغمات الربابة والمزمار ودقات الطبول وفرحة الناس وتصفيقهم الحار. ولما جاء دور الجواد الصغير وأخذ صاحبه يملس على رقبته مستنفرا له , تقدم الجواد الى الساحة مشتعلا بالحيوية و......كل ما أذكره أنه أتى فى تلك الليلة بما أدهش العقول . حتى صار الناس يقولون "عجبا" من أين لك هذا أيها الصغير...؟! واستمر فى أدائه الرائع والعرق ينبت غزيرا على جسده , كما لو كان يصيح فى الناس " اتركوا لى الفرصة لكى تروا موهبتى " . تذكرت ذلك بينما كنت مشغولا بالقط : فقد جمع أطرافه وانكمش فأغمض عينيه وهو يتثاءب , وكأنه لا يريد أن يلتفت الى ما يدور حوله من الغربان وثورتها بصوتها المستفز ,وعفاريت الانس تمرح فى الخفاء فى دروب القرية "كما علمنا فيما بعد" . فى هذه الأثناء تسللت الى أنفى رائحة شىء يحترق . انه....دخان يتصاعد من البيت الكائن على سطحه القط . نشب حريق بالطابق الأول كان من شدته أن وصل الى الحطب على السطح حيث القط موجود ولا يزال فى عزلة عما يقع . ثم لم يلبث أن انتفض مذعورا , لما أحس بلسعة اللهب....وأراد أن يهرب بجلده لما رأى ذيله كان قد بدأ يحترق , فقفز الى بيتى , فهممت أن أضمد جرحه لكنه خربشنى . وأخذ يقفز من سطح الى سطح فى حالة من عدم الاتزان , وعيناه تتأججان من شدة الألم... كان الوقت قيلولة والنار تأكل كل ما تصادفه,وبات جليا أن العفاريت قد فروا بعد أن أنهوا عملهم المؤذى , ونعيق الغربان يجلجل فى القرية فى الفضاء القريب .ولما أخمد الحريق , أجرت السلطات تحقيقاتها , وتبين لها بعد التحريات والاستجوابات بعض ما كنت أعرفه , أن صاحب البيت رجل أعمال يدير ممتلكاته فى أكثر من بلد من خلال مستخدمين تابعين له . وأنه كان قد أوكل الى عائلة " أبو هراس" لأنهم من خيرة أهل البلد آن ذاك , على أن يقوموا برعاية هذا البيت وقطعة أرض زراعية أخرى , يأكلون منها ويطعمون الفقراء واليتامى والأرامل , وذلك بموجب عقد انتفاع محدد المدة لحين قدوم المستخدمين التابعين له , ومعهم التكليف الشرعى بذلك منه ليقوموا هم بهذه المهمة .غير أنه تغيرت أمور وانقلبت أحوال., فلقد بدأوا فى استغلال ما تحت أيديهم أسوأ استغلال بعد أن تواطئوا على ذلك فيما بينهم . حيث استولوا على قطعة الأرض , واستعذبوا الحرام فباعوا البيت لمن جعله مكانا لممارسة أعمال البغاء بعد أن زوروا العقد , ونسوا أنها ليست ممتلكاتهم . و لما قدم التابعين المستخدمين لدى صاحب البيت . ظنت العائلة انهم سوف يمنعون عنهم ما تعودوا على أكله من ريع الأرض , فانكرت عليهم العائلة انهم قد تم تفويضهم أساسا من قبل صاحب البيت ,وطعنوا فى ذمتهم,وعابوا عليهم رقة حالهم. وكان المستخدمين ذوى همة ومرؤة عالية حقا ,وكان الذى ينقصهم عملا صادقا يؤمنون به , فكان فى عملهم المكلفون به ضالتهم التى تغنيهم عن التسكع والبطالة , فحاولو أن يقنعوا العائلة بالحسنى , ولكنهم لم يرجعوا عن عنادهم ,و استقبلت العائلة كل ما جائهم من انذارات على يد المحضرين العموميين بكل وقاحة وسوء أدب وقالوا لهم "أعملوا ما بدا لكم لن نتزحزح من أماكننا" . فما كان من المستخدمين الا أن اتصلوا بصاحب البيت فأمرهم بقراره بهذا الشأن , وبقى عليهم التنفيذ..... أغاروا ليلا على البيت واستردوه وطردت العائلة شر طردة وتم توديعهم بالنعال . والذى حدث بعد ذلك أن العائلة حقدت عليهم , وتحالفت مع المطاريد وقطاع الطرق , والذين كانوا يأكلون معهم طوال المدة الماضية من ريع هذه الأرض , فأضرموا النار فى البيت . حينها كان أهل القرية قد أحسوا الحريق , ولا أدرى كيف طار نبأ الحريق فى القرية , لعل ما أيقظ القرية هو رائحة الدخان نفسه.... فأخذنا نطفىء الحريق بكل ماأوتينا من قوة . لكى لا تصير القرية كلها كومة من تراب اذا لم تتم محاصرة الحريق قبل فوات الأوان , وكان لسان حالنا ينطق ويقول"هذه أرضنا " .
1- غزة من البحر(تفسير الحلم)
استدار ضوء الفنار , على الساحل الغزاوى , ليزف أخيرا الى قارب الصيد فى البحر,
أن فلسطين صارت على مرمى البصر .
بينما الأنباء تذاع فى الفضائيات عن سحق الشعب على الهواء , وغزة تدك بالصواريخ,
حيث تتكرر غارات الرواجم الجوية
بالصواريخ "الفوسفورية , الانشطارية , الحارقة"
على أهل غزة .
وأنباء أخرى عن سياط للرعاة الرسميين يلهبون بها الظهور الصخرية فى واديهم ,
بينما الخراف الضالة ترعى فى واد آخر .
وعن بعد فى سماء المدينة المحاصرة (منذ أيام وليالى كثيرة)
لا زالت تلوح فى أفق المدينة
أعمدة من الدخان الأبيض (البارودى المشتعل) والأسود (السخامى الخانق) ,
مكونة لونا قانيا (أحمر دموى فلسطينى متناثر) .
2- حلم قارب صيد ( بدء الحكاية ) #محمود_عز
فى عودتى المرهقة الى الديار من رحلة صيد بحرية : كان قد لاح لى فى غفوتى على القارب قطا رابضا على سطح الجيران , حسبته فى جلسته شبلا من بعض ولد الأسد , وما هى الا لحيظات حتى بدت الحقيقة ..... وذهب خيالي بعيدا وأنا أراقب القط , فتذكرت ذلك الجواد الأسود الصغير , حينما دخل على متن سيارة "نص نقل" محمولا الى أرض الحفل الساهر "المولد" , وكان المولد قد امتلأ عن آخره بالرجال والنساء والصبية , وبالجياد الآتية مع أصحابها لكى تخرج أروع ما لديها من الرقصات على نغمات الربابة والمزمار ودقات الطبول وفرحة الناس وتصفيقهم الحار. ولما جاء دور الجواد الصغير وأخذ صاحبه يملس على رقبته مستنفرا له , تقدم الجواد الى الساحة مشتعلا بالحيوية و......كل ما أذكره أنه أتى فى تلك الليلة بما أدهش العقول . حتى صار الناس يقولون "عجبا" من أين لك هذا أيها الصغير...؟! واستمر فى أدائه الرائع والعرق ينبت غزيرا على جسده , كما لو كان يصيح فى الناس " اتركوا لى الفرصة لكى تروا موهبتى " .
تذكرت ذلك بينما كنت مشغولا بالقط : فقد جمع أطرافه وانكمش فأغمض عينيه وهو يتثاءب , وكأنه لا يريد أن يلتفت الى ما يدور حوله من الغربان وثورتها بصوتها المستفز ,وعفاريت الانس تمرح فى الخفاء فى دروب القرية "كما علمنا فيما بعد" . فى هذه الأثناء تسللت الى أنفى رائحة شىء يحترق . انه....دخان يتصاعد من البيت الكائن على سطحه القط . نشب حريق بالطابق الأول كان من شدته أن وصل الى الحطب على السطح حيث القط موجود ولا يزال فى عزلة عما يقع . ثم لم يلبث أن انتفض مذعورا , لما أحس بلسعة اللهب....وأراد أن يهرب بجلده لما رأى ذيله كان قد بدأ يحترق , فقفز الى بيتى , فهممت أن أضمد جرحه لكنه خربشنى . وأخذ يقفز من سطح الى سطح فى حالة من عدم الاتزان , وعيناه تتأججان من شدة الألم...
كان الوقت قيلولة والنار تأكل كل ما تصادفه,وبات جليا أن العفاريت قد فروا بعد أن أنهوا عملهم المؤذى , ونعيق الغربان يجلجل فى القرية فى الفضاء القريب .ولما أخمد الحريق , أجرت السلطات تحقيقاتها ,
وتبين لها بعد التحريات والاستجوابات بعض ما كنت أعرفه , أن صاحب البيت رجل أعمال يدير ممتلكاته فى أكثر من بلد من خلال مستخدمين تابعين له . وأنه كان قد أوكل الى عائلة " أبو هراس" لأنهم من خيرة أهل البلد آن ذاك , على أن يقوموا برعاية هذا البيت وقطعة أرض زراعية أخرى , يأكلون منها ويطعمون الفقراء واليتامى والأرامل , وذلك بموجب عقد انتفاع محدد المدة لحين قدوم المستخدمين التابعين له , ومعهم التكليف الشرعى بذلك منه ليقوموا هم بهذه المهمة .غير أنه تغيرت أمور وانقلبت أحوال., فلقد بدأوا فى استغلال ما تحت أيديهم أسوأ استغلال بعد أن تواطئوا على ذلك فيما بينهم .
حيث استولوا على قطعة الأرض , واستعذبوا الحرام فباعوا البيت لمن جعله مكانا لممارسة أعمال البغاء بعد أن زوروا العقد , ونسوا أنها ليست ممتلكاتهم . و لما قدم التابعين المستخدمين لدى صاحب البيت . ظنت العائلة انهم سوف يمنعون عنهم ما تعودوا على أكله من ريع الأرض , فانكرت عليهم العائلة انهم قد تم تفويضهم أساسا من قبل صاحب البيت ,وطعنوا فى ذمتهم,وعابوا عليهم رقة حالهم.
وكان المستخدمين ذوى همة ومرؤة عالية حقا ,وكان الذى ينقصهم عملا صادقا يؤمنون به , فكان فى عملهم المكلفون به ضالتهم التى تغنيهم عن التسكع والبطالة , فحاولو أن يقنعوا العائلة بالحسنى , ولكنهم لم يرجعوا عن عنادهم ,و استقبلت العائلة كل ما جائهم من انذارات على يد المحضرين العموميين بكل وقاحة وسوء أدب وقالوا لهم "أعملوا ما بدا لكم لن نتزحزح من أماكننا" . فما كان من المستخدمين الا أن اتصلوا بصاحب البيت فأمرهم بقراره بهذا الشأن , وبقى عليهم التنفيذ.....
أغاروا ليلا على البيت واستردوه وطردت العائلة شر طردة وتم توديعهم بالنعال . والذى حدث بعد ذلك أن العائلة حقدت عليهم , وتحالفت مع المطاريد وقطاع الطرق , والذين كانوا يأكلون معهم طوال المدة الماضية من ريع هذه الأرض , فأضرموا النار فى البيت .
حينها كان أهل القرية قد أحسوا الحريق , ولا أدرى كيف طار نبأ الحريق فى القرية , لعل ما أيقظ القرية هو رائحة الدخان نفسه.... فأخذنا نطفىء الحريق بكل ماأوتينا من قوة . لكى لا تصير القرية كلها كومة من تراب اذا لم تتم محاصرة الحريق قبل فوات الأوان , وكان لسان حالنا ينطق ويقول"هذه أرضنا " .