""هذه حياة أرتضيها، وأهبها خالصة لوجه الله. ليست فيها بطولات ولا معارك. لم أقف يومًا في وجه عدو ولا حملت سلاحًا، ولا خضت المهالك! هذا ما أفعله: أترك أثرًا بسيطًا. ليست الغايات الكبرى منوطة بإنجازات مبهرة. غايتك الكبرى قد تكون في تعليم طفل، أو حفر بئر، أو اختراع ينفع البشريّة. أنت على الطّريق ما دمت تقدّم ما تقوى عليه، وتحقّق فرقًا في محيطك المباشر. غايتك الكبرى ليست في مواجهة الأخطار والعيش في قلق مستمرّ، كأنّ روحك على كفّك!"
________
و قد كان كل منهم يبحث عن غايته الكبرى...

استكمالا لأحداث رواية ياسمين العودة و من قبلها غربة الياسمين تأتي رواية ياسمين أبيض و التي تتمحور حول ثلاث شخصيات أساسية: ياسمين و عمر و آية.

رغم كثرة الأحداث و طول الرواية كانت خفيفة على الروح استمتعت بها و عشت مع شخصياتها أفراحهم و أحزانهم ، سعادتهم و آلامهم تاركة بي أثر لا يمكن أن يمحى.

لكي أكون صريحة لم أشعر في رواية ياسمين العودة بأن بعض الأحداث مبتذلة أو تفتقد الواقعية على عكس هذا الجزء و لكن - بالنسبة لي - لم يكن ليعيب الرواية أو يقلل من روعتها أبداً.

تكوين الشخصيات كان و مازال أكثر ما أبهرني و أحترم كثيراً أسلوب الكاتبة في مشاركة الأفكار و المشاعر الداخلية للشخصيات فكان هذا يشعرني أنني معهم و أعيش قصتهم، ألا تجعلنا الروايات نعيش أكثر من حياة واحدة؟!

أما بالنسبة للقيم و الأهداف التي تحملها الرواية فلا أستطيع تحديد القيمة الأساسية حتى الآن
ربما كانت الأمومة التي تمثلت في ياسمين أو الصبر الذي تمثل في عمر أو الغايات العظمى التي تمثلت في آية
لكن أستطيع أن أجزم أن الرواية تحمل تجارب إنسانية بكم هائل من القيم العظيمة.

أحب التنقل بين البلدان ولا سيما البلدان العربية و لا تخيب روايات د. خولة حمدي ظني في هذا الأمر فكان لتعرفي على مخيمات اللاجئين العرب و تجاربهم القاسية خلال الرواية صدى كبير في وجدان روحي.

في النهاية أرشح الرواية لمن يهتم بالقيم و الأهداف السامية و يلتمس الأثر في كل عمل إنساني. ��"