"هذه السيرة من أجمل السير الذاتية البديعة التي قرأتها في حياتها، تبدأ الحكاية بوصف لصورة منسية داخل برواز قديم، ومن بعد عدة فقرات تكتشف بأن صاحبة الصورة هي آني نفسها ، سيرة ذكيّة ومعقدة وتقول أشياء كثيرة، تتحدث آني عن الخاص والعام، تروي كيف تأثرت أحداث حياتها بكل ما يحدث في العالم من حروب الجزائر مع فرنسا حتى حروب اسرائيل مع حزب الله، سيرة فريدة تقول كل الأشياء وتحكي عن كل الانطباعات.
حينما بدأت بقراءة السيرة شعرت أنها ثقيلة بعض الشيئ، لم يحدث هذا الاندماج بيني وبينها ولكنني سرعان ما تماهيت مع الجو، سيرة كثيفة ومليئة بالانفعالات والتأملات حول الحياة والحب والجنس والتربية والأطفال، حول المرأة وحول الرغبات وحول الكتابة، وأظن أن قراءتي لها في ظل كل هذه الأحداث المحمومة في العالم قد جعل تأثيرها كبيراً عليّ، قرأت هذه الرواية في كل مكان، في العمل والغرفة ومشاوير السيارة،وتحدثت عنها كثيراً بيني وبين نفسي، وفي أثناء القراءة خطر لي أن أقرأ النسخة العربية من الكتاب لفهم أكثر غير أنني وجدت النسخة الانجليزية أكثر رقة وجمالاً وتأثيراً من النسخة العربية، النسخة العربية باردة وجامدة وتشعر بوجود مسافة بينك وبين آني لكن الانجليزية مختلفة، وهذه الرواية تاريخ للحياة، كيف استقبل الناس الالفية الجديدة، كيف تحملق الناس حول الشاشات وهم يرون انهيار البرجين في أمريكا، كيف كانت حرب العراق، بل حتى ان عدوان اسرائيل العدوة على لبنان في ٢٠٠٦ كان مذكوراً هنا ! ولعلي تذكرت هنا رواية ذات لصنع الله ابراهيم وهو يحكي قصة ذات وفي كل فصل كان يضع ابرز الاحداث السياسية التي حصلت في مصر وقتها بدئاً من تأميم قناة السويس وانتهاء بالفساد السياسي في مرحلة التسعينات وشعرت بأن هذه هي النسخة الأخرى الموازية لذات - ووجدتني أقرأ وأتذكر، وتقف بي الذاكرة لطفولتي وكيف استقبلت هذه الأحداث وكيف كنت أفهمها، ولكم كان هذا الأمر مليئاً بالغرابة والحنين والنوستاليجا.
آني كاتبة رقيقة، وتستحق أن يقرأ الإنسان لها ولو كتاباً واحداً في حياته، تجربة شعرية بامتياز لا تنسى أبداً ."