""فقط أخبِرْهُم بالحقيقة، وسيتّهمونكَ بكتابة الكوميديا السوداء.."
وهو دة ببساطة اللي بيعمله أزهر جرجيس:)

صانع الحلوي..مجموعة قصصية مكونة من ٢٤ قصة قصيرة للكاتب العراقي أزهر جرجيس...
كعادة الكاتب سواء في هذه المجموعة أو في مجموعته الأخري فوق بلاد السواد بيتكلم دايماً عن الواقع العراقي المؤلم بطريقة ساخرة و مميزة..

جزء من القصص هنا فيها رمزية و لكن واضحة و مش معقدة و جزء تاني تعتبر قصص فانتازيا مثل الحديث مع الحيوانات أو طبخ حلوي برأس رجل ميت وحاجات تانية كتير..
القصص يترواح مستواها بين المتوسط والجيد جداً..اللغة رائعة ..الإسلوب يضحك و يبكي في نفس الوقت و دة بيقدر يعمله الكاتب بمنتهي الذكاء في كل كتبه...

"بغداد تلك الأمّ الرؤوم التي رغم حنانها لا تعرف كيف تحتفظ بأبنائها! "

قلم أزهر جرجيس من الأقلام اللي حقيقي بحبها و أعتقد كدة إني قرأت كل كتبه و بالتأكيد حكون دايماً في إنتظار قراءة كل أعماله القادمة..

"قلبي لا ينكسر على شعوبٍ، تصنع طُغاتها بأيديها..""

"سأل رولان بارت : " من سيكتب تاريخ الدموع؟" ��. كلنا سوف نقوم بذلك.

يتناول الكتاب بالبحث موضوع البكاء كفلسفة انفعالية نفسية سيكولوجية سيسيولوجية ومدى تأثيرها أو سطوتها على الجنسين، ويتساءل لماذا نبكي؟ ومالذي يدعو للبكاء؟ وهل هي حاجة فسيولوجية؟ وما علاقتها بالبنية الذهنية العاطفية؟ ولماذا النساء يبكين أكثر من الرجال ؟ وهل حقاً هذا صحيح؟ وعن ثقافة العيب ( عيب أن يبكي الرجل) و ما علاقة الرجولة بالبكاء؟ ولماذا لا يستطيع بعضنا البكاء ؟ وهل من المحرج عدم البكاء حين يستدعي الموقف ذلك؟ ( كوفاة قريب أو عزيز) وهل ذلك يعني بأننا بلاعواطف؟ وهل البكاء أمر صحي ؟ .. وعن الثقافة المتغيرة وتغير معاني الأشياء، فحياتنا الانفعالية العاطفية تتغير مع تقدمنا في العمر، ومدى أثر ذلك في تعبيرنا العاطفي والحاجة أو الرغبة للبكاء، والانكشاف للآخر.
تناول في الكتاب العديد من المواضيع التي يشرح من خلالها الطبيعة العاطفية الانفعالية النفسية للبكاء واختلافها بين الجنسين، كعدد من الدراسات النفسية، والروايات الأدبية ، والافلام ، وتأثير المعنى وما يختلج النفس من مشاعر في موقف، أو لحظة ما ( ك أثر المشهد السينمائي، أو وفاة قريب أو عزيز) في استدرار الدمع .

كما تطرق للبكاء كثقافة لدى بعض الشعوب في حفلات الزفاف والمآتم كطقس يمارس حتى لو لم يكن هناك رغبة للمرأة أو ل الرجل في البكاء، إلا أنها عادة وتقليد ثقافي لابد منه. والعديد من السيناريوهات المختلفة للبكاء."

"طشاري أو طشار لغير الناطقين باللهجه العراقية هي التناثر والتباعد لمجموعة اشياء كانت في وقت ما مضى مجتمعه ، ويقال حين انفراط العقد تناثر وأصبح طشاري اما المقصود هنا في هذه الروايه من مفردة طشاري هو التعبير عن احوال العائلات العراقيه التي تفرقت وتشرذمت بعد ان حلت عليهم لعنة الحروب واصبحوا بالتالي طشاري .
هذه الروايه تحكي قصة عائلة عراقية مسيحية نزحت من سهل نينوى الى بغداد في بدايات الحكم الملكي ، ولما كانت جميع الالوية والمحافظات انذاك في طور النشوء وبحاجه الى الكفاءات الوطنيه العامله كانت ( وردية ) بطلة الرواية والطبيبه المختصة في توليد النساء في
مقدمة من تم استجلابهم للعمل في اول عيادة خاصة تم انشاؤها في لواء الديوانيه لنفس الغرض .
لذا فان قصة حياة وردية الطبيبة التي قامت بتوليد نصف نساء المحافظه اصبح تاريخا ليس فقط لمحافظة الديوانية بل تاريخ لسائر ارجاء العراق تاريخ مرت عليه معظم افراح العراق واحزانه ومآسيه ونكباته والتي شكلته حتى اصبح كما نراه اليوم .
تبدأ احداث الرواية باستقبال رسمي فرنسي من منطلق انساني لورديه الطبيبه ضمن وفد شمل كثير من الاسر المسيحية العراقية ، والتي اصبحت كما سمعنا جميعا هدفا للجماعات المتطرفه في العراق بعد سقوط نظام الحكم فيها عام 2003. ومن خلال احداث الرواية تبدأ الطبيبه بسرد ذكرياتها وانطباعاتها ومقارنة الحياة التي تعيشها مع ابنائها وعائلتها في باريس مع حياتها السابقة في العراق . هذه الرواية تذكرني برواية هكذا مرت الايام لكن الاختلاف يبدو واضحا في تميز هذه الرواية بحميمية العلاقات الاسرية ودفئها لدى الاسر العراقية المسيحيه . كذلك يتضح من احداث الروايه مدى ماتتمتع به الاسر المسيحية العراقية من وطنية وولاء لارضها وهذا ان دل فانما يدل على هشاشة اطروحات الطائفيين ضد الملل والطوائف ومدى زيفها ."