"انا هكتب رأي بالعامية وبكل بساطة
وسامحيني يا نورا على الركاكة
انا واحد من الناس الي كان ليهم شرف قراية رواية الجدار قبل طباعتها وواحد من الناس الي بيقروا لنورا ناجي المقالات البسيطة عن الموضة والسينما و عن حاجات تانية كتير
الا ان نورا روائية مختلفة تماما
نورا ببساطة بتكتبك.. انت مش هتحس بأي اختلاف جوهري بين الواقع الي انت عايشه او الي حواليك عايشينه وبين الي بتقراه في رواية كتبتها نورا
الشخصيات مرسومة بحرفية و بعمق من شدة بساطته فهو في غاية العمق و التركيز
تصوير الاحداث .. السرد المتلاحق الي مليان مشاعر مكتوبة بين السطور
شخصية نادية .. واه من نادية
انا اتفاجئت من النهاية الصراحة برغم اني قارئ غلس وبتوقع اغلب النهايات قبل ما اوصلها .. لكن الحقيقة النهاية كانت مفاجاة ليا
اتمنى اقرا لنورا تاني .. وانها تستمر على المستوى ده "

" "الفقد كالوشم ، قد يبهت أثره مع الأيام لكنه لن يزول نهائياً."


في مايو ٢٠٠٥ تتفاجأ إيفا بعد بلوغها ٨٦ عاماً  بصورة كتاب فارقته منذ اكثر من ستين عاماً حين كانت في العشرينات من عمرها ، كتاب أعتقدت انها فقدته وفقدت كل ما فيه لتجد صورة له في الصحيفة مع أمين مكتبة ألماني فتقرر السفر فورا لبرلين لإستعادة الكتاب .


فما قصة هذا الكتاب وما سبب تسميته بكتاب الأسماء المفقودة؟ ومن هي إيفا وماهي حكايتها التي لا يعلم حتى ابنها شئ عنها ! 


"من أنا ، على أي حال ؟ الطالبة ؟ المزورة ؟ الزوج الوفية التي لا ماضي لها ؟ أم أمينة المكتبة المنهكة التي  يجب أن تنتبه أذا ما كتب أحدهم على جدران المكتبة ثم عليها التقاعد ؟ لعلي لست من هؤلاء الأشخاص ، ولعلي منهم كلياً ."


نتعرف على حكاية الكتاب وحكاية إيفا من خلال العودة معها لذكريات عام ١٩٤٢ أثناء الحرب العالمية الثانية، حين كانت فرنسا تحت الاحتلال الألماني ، وإضطهاد النازية لليهود في اوجه من اعتقالات وقتل وتدمير لكل ما هو يهودي ..


من خلال إيفا نتعرف على نموذج لشخصية يهودية تحاول الهروب من اعتقالات الألمان ، كانت تهرب في البداية للنجاة بنفسها وأمها فقط لكن تشاء الاقدار ان تصبح عضوا فعالاً لمساعدة الآخرين للهروب عبر الحدود السويسرية،  وتصبح عضو في المقاومة ، كانت تقاوم دون خوض معارك أو دماء ، كانت تقاوم بطريقة أخرى. 


" سلب الألمان الكثير من شعبنا.  علينا إنقاذ من بوسعنا إنقاذه، لأننا عجزنا عن إنقاذ أحبتنا."


قد تكون شخصيات الكتاب متخيلة لكنها مستقاة من أحداث حقيقة وإيفا ورمي وغيرهم  من شخصيات متخيلة هم نماذج لعناصر مقاومة حقيقين. 


هي رواية عن العائلة وعن الحب والفقد والمجازفة و المقاومة . 


"إذا مت لأجل فرنسا فلن اخسر حياتي عبثاً. سيكون لإنقاذ بلد. أسفى الوحيد أن خسارة حياتي ستكلفني عيش المستقبل معك."


مع الغلاف الجميل للكتاب و بأسلوب سرد سلس وبترجمة جميلة لدلال نصر الله نتعرف على ما آلت إليه حياة اليهود بعد اضطهاد هتلر لهم، وأهمية التزوير والمزورين ودورهم في إنقاذ الآلاف سواء أطفال أو للكبار. 


١٢ / ٧ / ٢٠٢٤ "

"من مجموعة "ما هو" الشهيرة التي لاقت انتشارا واسعا بين الأطفال في السنوات الأخيرة، "أُجبرت" على قراءة هذا الكتاب الذي يحكي تاريخ سور برلين الشهير.
ولا أعني هنا "بالإجبار" أنني كنت راغبة عن قراءة هذا الكتاب كموضوع أو كطريقة عرض، على العكس، فأنا عاشقة لكل ما كُتب عن ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية. كما أن لتلك السلسلة أسلوب حكي وعرض شيق لكل الفئات العمرية وليس للأطفال فقط.
ما أقصده أن تكدس جدول قراءاتي مع ظروفي الحالية التي جعلت وتيرة قراءتي أبطأ بكثير عن العادة لم تكن تحتمل اضافة كتاب أخر.

ما حدث هو أن الكتاب وقع في يد طالبة في الصف الرابع الابتدائي في المدرسة التي أعمل بها، واكتشفت والدة تلك الطالبة وجود "سطر ونصف" بالكتاب يتحدث عن وجود ما يسمى ب "نوادي المثليين" في برلين ما قبل الحرب. وبالطبع لم أكن أعلم بوجود هذا الجزء.
أخطرتني الادارة بذلك، وقمت بما يجب أن أقوم به من تغطية تلك الجزء، وأضطررت إلى قراءة باقي الكتاب للتأكد من عدم وجود ذكر آخر لما قد يثير حفيظة أي ولي أمر.

وهنا ثار بداخلي السؤال المعتاد، ما مدى جاهزية مجتمعاتنا العربية المُحافظة لتوضيح معنى "الإختلاف" لأطفال هذا الجيل؟
سواء كان هذا "الإختلاف" عقائدي أو أخلاقي أو قيمي، أو "نمط حياة" نرفضه بوضوح أصبح أمر واقع في المجتمعات الغربية، كيف نشرح لأطفالنا "بهدوء مُقنِع" ومنطق غير صاخب بأن الأمر سواء كان تناول لكحوليات أو علاقات خارج مؤسسة الزواج أو غيرها من المحرمات هو "لكم دينكم ولي دين".

أتصور أنني-لو كنت أم-سأعرف أنني سأواجه تلك "الأجزاء الغير مقبولة" في كثير من الوسائل المرئية أو المطبوعة الموجهة لأطفالي في جميع الأعمار، وأن المنع التام هو حماقة لا معنى لها. وإنني سأفرق بين "الذِكر العابر" الذي سأتخطاه بتعريف طفلي أننا من مجتمع له حدوده الدينية والأخلاقية، وأن ما نقرأه هو انطباع لمجتمع يختلف عنا في حدوده وقيمه. وأن لله في تلك الاختلاف حكمة أوجدنا لنتأملها ونتأمل المعنى في أوامره ونواهيه.

وأن الأمر يشبه منطقتنا الشعبية التي أصبح من الصعب أن نتجنب رؤية من يتعاطى الممنوعات في بعض جنبات طرقاتها، أو رؤية الأطفال الذين لم يتجاوزوا العاشرة يقودون الدراجات النارية بسرعة جنونية، أو حتى مساحات القمامة الشاسعة التي تغطي معظم شوارعها، وأنني أيضا في هذه الحالة لن يكون الحل في أن أمنع أطفالي من مغادرة المنزل حتى لا يروا مثل تلك المشاهد، ولأ "نو" مش هاينفع أعزل ل زد التجمع أو "جريان" اللي طالع لنا في المقدر جديد دي لأن الأماكن دي زي م انتم عارفين مش من مستوايا :)))
وإنما سأشرح لهم أن للعالم جوانبه المظلمة التي نحاول عبثا أن نبعث فيها ولو قدرا ضئيلا من الضوء. او للأسف، نُرغم على التعايش معها محاولين الاحتفاظ بهويتنا وما نحن عليه.

وأكرر ثانية، أنا أعني بذلك "الذكر العابر" وليس المحتوى الذي يقوم كليا أو حتى جزئيا على تلك الموضوعات أوالقضايا.

ونعود لموضوع الكتاب الرئيسي وهو قصة بناء سور برلين وانهياره، وكما ذكرت في البداية فإن لتلك السلسلة الشهيرة أسلوب عرض تاريخي شيق ويسير جعلها ذائعة الصيت بين الأطفال. وأنني أيضا استمتعت به، وإن كان الأمر في نظري لم يخلو من "الترويج" الخفي ل أن الرأسمالية أحلى وأحن وأطيب وأطعم وكده يعني. شغل أمريكان بقى."