يعدُ هذا الكتاب بمثابة الوثيقةِ التي أَرَّخَتْ لتاريخِ نجْد والحجازِ على رمالِ صحرائها، حيثُ تضمَّنَ سلسلةَ مقالاتٍ سياسية، واجتماعية، ودينية، وجغرافية حملت بين طياتها حقائق ومشاهداتٍ في قلب شبه الجزيرة العربية، وقد أرَّخَ الكاتب تاريخ نجد والحجاز من خلال وصف البلدان التي زارها، والتي أفصحت بدورها عن العاداتِ والتقاليد والموروثات الشعبية والثقافية والعَقَديةِ، وقد استهلَ الكاتب رحلته بزيارتهِ لبلدةِ «قُرَيَّاتْ المِلْح» باعتبارها أول بلدةٍ تدخُلُ في نفوذ الملك عبد العزيز آل سعود آنذاك، ثم زار مدن الجوف، وحائل، والبُرَيْدَة، كما تحدَّث عن عقائد النجديين في الحياة والخلود، واختتم رحلته بزيارته «لأم القُرَى» مكة المكرمة، حيث تحدَّث عن نظام الحكم وشعائر الحجِ وطقوس الصيام فيها.
يوميات رحلة خفيفة تُقرأ بجلسة استمتعت بوصف الاجنبي-فهو من خارج الجزيرة- لهذه البلاد الطيبة🤍 استتباب الأمن في بداية حكم الملك عبدالعزيز أبرز ما لفت انتباهي بعد أن هذّب أهل البلاد التي اعتادت على الغزو وقطع الطرق فهذبها بالشريعة ومن ثم بيد الحديد إن تطلب الأمر يا مال الجنة يا معزّي
الكتاب يتحدث عن فترة زمنية مهمة في عصرنا الحديث لكن لم يُفصل في رحلتهِ، قد يكون اما بسبب توثيق هذه الرحلة كمقالات جريدية قصيرة وانتهى بها المطاف ملحقة ببعضها البعض في كتاب او بسبب مكوثه القليل في ارجاء نجد والحجاز ولم يخرج بكمية غزيرة من المعلومات، ومع هذا يحمل الكتاب بعض المعلومات التي في نظري جديرة بالذكرِ على وجه محاور سآتي على تفصيلها.
الكتاب لا يذكر تواريخ ولهذا هو اشبه بأدب الرحلات في سردهِ للمواقف والتفاصيل. رحلة الكاتب محمد شفيق مصطفى كانت بعد ضم الملك عبدالعزيز - مؤسس المملكة العربية السعودية المعاصرة - للحجاز إليها في عام ١٩٢٤ ميلادي. كانت محطات رحلته ابتداءً من القاهرة مروراً على فلسطين ثم نجد وملحقاتها حتى الوصول إلى النقطة المقصودة والاخيرة وهيَ الحجاز.
في قريات الملح والجوف: عند الوصول إلى نجد اول ما وطأت إليه رجله "قريات الملح" التي كانت اول مدينة تدخل تحت نفوذ ال سعود. ثم انطلق منها إلى "الجوف" حتى وصلها في اليوم الثامن، ونزل في قرية تسمى "الفرجية" واعتقد بأن الحرارة هناك اقل نسبياً من مدن نجد بسبب كسو البرد على جبالها، ويستدل الكاتب بجغرافية مدينة بأن سبب تسمية مدينة الجوف بهذا الإسم لإنها في وادٍ منخفض وتحيطه الجبال من جميع الإتجاهات. وتكثر فيها الانواع من الفاكهة والخضار والصناعات كدبغ الجلد ونسيج الصوف الذي يصنع من خلاله العباءات المعروفة بأسم "عبي الجوف" وطيور النعام المُحببه لدى الامراء. واميرها عبد الله ابن عقيل لم يكن بدوياً قحَّاً مما اسعف على تعلمه العلوم الشرعية التي من خلالها يطبق العقوبات على من خالف شرع الله. وقَلّما تجد السرقة والزنا بسبب تمسكهم بالدين. وفيها ما يُزعم بأن الاسرائيليون بنوا قلعة قبل ٤٠٠ سنة من بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مشيدة من الحجارة ويعلوها برج وتسمى "قلعة مراد" متصلةً بمبني الامارة في ذلك الوقت. وكلتا قريتان الملح والجوف يتعاملون سكانها "بالمجيدي" التركي كعملة نقدية لهم.
في حائل: ثم أَنفَ بعد ذلك إلى حائل مستغرقٍ ١٠ ايام على ظهور الجمال، وعند وصوله يذكر قربها من الشام والعرق والحجاز، وان حائل توجد بها شوارع عريضة وسوق كبيرة ومن تحليلي بسبب خضوعها لحكم ال رشيد وال علي الحضري وقرب علاقتهم مع الدولة العثمانية وتواصلهم مع ابناء قبيلتهم الام طيء في العراق والشام ومصر وبعض الامصار الاخرى ادى إلى تطور رقعتهم وتميزها عن سائر مناطق نجد. ويتعاملون بالعملة النقدية "الشويشي" الفرنسي و "البيشلي" العثماني اميرها في وقت زيارة الكاتب اسمه عبد العزيز ابن مساعد الذي لا يختلف عن امير الجوف في الشدة بالاحكام الشرعية وهذا عكس على خلوٍ في السجون من المجرمين. ويذكر اشهر العيون في حائل "ماء السماح" وهي ماء عذبة ومياه "الفيشي" المعدنية الشهيرة. ويصف لبس الإخوان المسلمين ويطلق عليهم محلياً بأسم "الحبَّان" ويتميزون بلباسهم من عمائم كبيرة وحولها الغترة او الكوفية وهم على ما يبدوا كانت طائفة او فخذ او عشيرة ذات غزوات كثيرة حتى تمسكوا بالدين وسلكوا مسلك الإخوان المسلمين.
في بريدة او باريس نجد: مصدر لقب باريس نجد هو من الشاعر اللبناني "أمين الريحاني" الذي تتوفر ٢٦ عملاً بالعربية وعملاً ٢٩ بالانجلزية بعد ان اصبح مواطناً امريكياً في عام ١٩٠١ ميلادي. وصل الكاتب إليها بعد ٨ ايام، ثم إلى عنيزة وقُراها الكهفة والجوارة ووثال والشقة. ويشارك القارئ بمدى كثرة نخيلها وجمال بنيانها التي تشابه حائل في التصميم والرونق، ويتشارك جمال النخيل بجمال وكرم وحسن ضايفة افراد تلك المنطقة. وما اشد اعجابه اكثر من اي شيء آخر، هو التمر الذي يطلق عليه محلياً تمر "اليَبِيس" وهو تمر حالي او حلاوي يُنشف جيداً حتى يصبح يابساً وليس بسهل الهضم بحسب اعتباره.
في الرياض: بعد وصوله إلى الرياض في اليوم الثامن عاصمة نجد المخضرمة، انتظروا الملك عبد العزيز ال سعود لمقابلته وطرح بعض الاسئلة عليه في غرار توجهاته الدينية والسياسية وبعض الاراء. وخلال فترة انتظاره الموكب، لاحظ ان اهلها يأكلون الجراد ويستمتعون به بعكس اهل مصر الذين يتشاءمون منه، ومن بعض فوائد الجراد شافٍ للعلل الجسم والمناعة. ويذكر ان احد القرى في الرياض وتسمى العيينة هي مولود مسيلمة الكذاب مدعي النبوة الاشهر. ولا يخلو اي كتاب عن النجد إلا وتذكر عاصمة ال سعود وهي "الدرعية" التي انطلقت منها الدعوة إلى التوحيد الخالص لله وفهم الكتاب والسنة بفهم سلف الامة او كما يطلق عليم اعدائهم الدعوة الوهابية، وما زالت الدرعية تحمل آثار الدمار على جنابات القرية من منازل وقصور بعد حرب العثمانيين ضد هذه الدعوة بقيادة إبراهيم باشا. ومن الجدير بالذكر، ان الملك عبد العزيز وابناءه يكنون قريبين من عوام الناس والفقراء وتوجد لهم ساحات في القصر لإطعامهم، وكل هذا تمثلاً بتواضع الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام روضوان الله عليهم بالتقرب والعطف ونفق الاموال على الفقراء والمساكين.
في مكة المكرمة: وبعد ضم الحجاز إلى نجد خدموا بيت الله الحرام كما يجب بتوحيد صفوف المصلين وعدم الصلاة خلف كل إمام مذهب بل جمعهم على إمامٍ وتقليل حدة عدد السرقات من "جماعات المطوفين" وهم جماعات تسرق وتحتال على الحجاج المساكين وقطاع الطرق من بوادي الحجاز. ومصدر دخل كل من اهل مكة في موسم الحج حيث ترفع الضرائب على الموانئ في جدة التي كان يحكمها "بالقئمقام" هو لقب يطلق لمن يحكم مدينة مطلة على البحر. واسعار الفواكهة والخضراوات والسلع من لباس ونحوه تكون باهضة الثمن. ووفرت الحكومة المصرية بعض الخدمات الحكومية مثل التكية المصرية ومشفى يعين ويطعم المرضى بالمجان من زوار بيت الله الحرام ودور مصر كان مهماً حيثُ ان كسوة الكعبة كانت تصنع هناك قبل انتقالها إلى المركز السعودي.
سقطات الكاتب: ١- وصف الخليج العربي بالخليج الفارسي وهذا غير مقبول لكاتب عربي ٢- وصف عقيدة التوحيد بالاستشهاد في المعارك بالتشابه بالعقيدة الفرعونية القديمة ولم يوفق في هذا الربط
توجد تفاصيل اخرى لكن قد لا تكون مهمة في نظر القارئ ومع هذا قد اضيفها في وقتٍ لاحق.
الحمد لله ربّ العالمين يدخل الكتاب ضمن إطار أدب الرحلات يحكي الكاتب المصري محمد شفيق أفندي عن رحلته إلى نجد والحجاز ويصف ما شاهدته عيناه إبان فترة حكم الملك عبد العزيز بن سعود رحمه الله مؤسس الدولة السعودية الثالثة إذ من المعلوم أنّ الدولة السعودية مرت بثلاث أطوار حتى استقرت على وضعها الحالي: الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية: وهي التي أسسها الإمام محمد بن سعود إثر دعوة الإمام المجدد محمد عبد الوهاب الدولة السعودية الثانية وعاصمتها الرياض: بعد أن تمكن الإمام تركي بن عبد الله من استعادتها من العثمانيين الدولة السعودية الثالثة وعاصمتها الرياض (واستقرت حتى الآن): ومؤسسها الملك عبد العزيز بن سعود رحمه الله بعد أن قام بلم شمل جميع أقطارها وتوحيدها تحت اسم المملكة العربية السعودية سنة 1351 هـ_1932م في هذا الكتاب ستقرأ نبذة عن الإصلاحات التي أجراها الملك عبد العزيز في شتى المجالات، كما ستتعرف على بعض مميزات المدن النجدية والحجازية التي مرّ بها الكاتب أثناء رحلته (الجوف_حائل_بريدة_الرياض_ مكة المكرمة _جدة) كما ستتعرف على أخلاق النجديين وتدينهم وتمسكهم بالعقيدة الصحيحة . . . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أنهيت اليوم قراءة كتاب "في قلب نجد والحجاز"، وهو من أدب الرحلات، حيث يصف فترة تاريخية مهمة، وغير معروفة لكثير من الناس، تتناول بداية حكم الملك عبدالعزيز. يعرض الكتاب كيف أسهمت قراراته في تحقيق الأمن وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد. يتميز الكتاب بلغة سهلة وجميلة، مكتوبة بأسلوب صحفي، لكنه يخلو من التفاصيل. الكتاب صغير الحجم وخفيف للقراءة.
باخت��ار رجل قعد على مائدة الحاكم وأكل وشرب وتنعم كتاب بلا موضوعية يذكر عقيدة النجديين وكأنهم غير مسلمين أو مسلمون وهو غير مسلم ويقارنها بعقيدة قدماء المصريين كتاب لا يرقى ليكون تحقيق صحفي ولا يمتع كأدب الرحلات
من كتب أدب الرحلات..يتحدث عن رحلة إلى الجزيرو العربية في عهد الملك عبد العزيز. حيث التقى بأمراء بعض المناطق السعودية، ثم بالملك عبد العزيز، الذي يعتبر أمثال هؤلاء الضيوف هم نافذته على العالم الخارجي. وهو شيء ليس جديدا عليه.فهو يستقطب المستشارين من جنسيات مختلفة كي يكونوا أعوانه على فهم خريطة العلاقات الدولية.
صاحب الكتاب لفت نظره قصة شخص ضربه الأمير خمسين مرة بالعصا، بسبب تفحصه لكيس (قمح أو شعير،لم أعد أذكر) قد أضاعه مسافر،وقد أبلغ الأمير عن ضالته.فلما قدم ذاك المسكين وسئل عن الكيس،أقر بأنه رآه،ولما سئل عن كيفية تعرفه على ما بداخل الكيس اعترف بأنه تفحصه ولم يأخذه..فكان جزاؤه خمسين لطشة! من عصا الأمير على تطفله على أغراض غيره كما قال الأمير للمؤلف، إذ أن واجبه يقضي بتحسس الكيس بعصاه دون النظر إلى ما بداخله!
من القصص الملفتة للنظر، ورود خبر كاذب في صحيفة عربية عن تمرد أمير سابق لمنطقة عسير على الملك عبد العزيز، وهو ما رآه المؤلف كذبا لأن الأمير ابن عايض كان ضيفا دائما على عبد العزيز، وقد أبدى عبد العزيز استياءه من شائعات الصحف. لم ينس المصري بأن يفتخر بصحيفة بلده الأهرام أمام الملك عبد العزيز، التي تتثبت من الخبر قبل وروده.
طبعا هذا الشيء كان قبل ظهور أخبار طائرات إسرائيل التي تتساقط دوما، وغواصات المشير عبد الحكيم عامر النووية، وصاروخي الظافر والقاهر، وكفتة عبد العاطي..وما أدراك ما كفتة عبعاطي!؟
هذا كتاب تاريخي قيم .يدون ملامح الحياة في نجد والحجاز في حقبة زمنية مجهولة بالنسبة للكثيرين الكاتب يتحلى بإيجابية لطيفة في ذكره الأمور الحسنة في كل مدينة يرتحل إليها . وتجنبه الإسهاب في السلبيات استمتعت كثيراً بقراءته و سأنقل بعض المقتطفات في خانة الاقتباسات
يتوفر الكتاب بشكل مجاني للقراءة على تطبيق قارئ جرير
كتاب خفيف لطيف يعد من ادب الرحلات ميزته وسيئته في الآن نفسه قلة التفاصيل واختصاره للرحلة بأسلوب صحفي فالكتاب لا يتجاوز ال50 صفحة تقريبا.
يبدا الكاتب رحلته من الشمال الى نجد فالحجاز ويكتب مختصرا عن كل مدينة مر بها مثل حائل وبريدة وعنيزة والجوف. الكتاب ميزته جاء في وقت توحيد نجد والحجاز ؛ وتمنيت لو اشبع بالتفاصيل أكثر لأهمية تلك الفترة لطيف
قرأت الكتاب في نسخة كندلية، يحكي قصة رحلة محمد شفيق لنجد والحجاز ولقاؤه بالملك عبدالعزيز اللغة السردية قوية سلسة، ما عاب على الكتاب مبالغة الكاتب والمدح بمناسبة ودونها مع ذلك يبقى من أجمل الرحلات التي قرأتها لتلك الفترة، تأريخا )على ما فيه من مغالطات)، ولغة