يتحدَّث الكتاب عن فئة مهمَّة في تاريخ الخليج، لكن تم تهميشها وتجاهل قضيتها، مع أنهم ساهموا مساهمة عالية في بناء هذه المنطقة، فقد كانوا هم اليد العاملةيتحدَّث الكتاب عن فئة مهمَّة في تاريخ الخليج، لكن تم تهميشها وتجاهل قضيتها، مع أنهم ساهموا مساهمة عالية في بناء هذه المنطقة، فقد كانوا هم اليد العاملة التي ساهمت بشكل كبير في تأمين الأوضاع الاقتصادية.
يرى الكاتب أنه من الضروري جدًا تسليط الضوء على هذه الفئة والتصالح مع قضيتهم حتى وإن كانت محرجة.
وجدت في الكتاب الكثير من الأجوبة، الأسلوب جميل، التسلسل الزمني في عرض التاريخ والأحداث رائع، يعيبه كثرة الاقتباسات، لكن بشكلٍ عام يعتبر جيّد لقلّة المصادر عن هذا الموضوع....more
لا أذكر متى آخر مرة قرأت بحثًا رصينًا كهذا البحث، فالجهد المبذول فيه واضح.
هذا الكتاب أجابني عن أسئلةٍ كثيرةٍ، وفتح لي أبوابًا عديدة في معرفة تاريخ اللا أذكر متى آخر مرة قرأت بحثًا رصينًا كهذا البحث، فالجهد المبذول فيه واضح.
هذا الكتاب أجابني عن أسئلةٍ كثيرةٍ، وفتح لي أبوابًا عديدة في معرفة تاريخ الجزيرة العربية ثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا، عدد المراجع التي احتفظتُ بها من هذا الكتاب كثيرة، ولا يخفى على أيِّ مهتم لتاريخ الجزيرة العربية قلَّة المصادر الموثوقة لا سيما فيما يخص إقليم نجد، لذا هذا الكتاب مهم جدًا لكلِّ أحدٍ يهتم في تاريخ الجزيرة بشكلٍ عام، حتى وإن كان الكتاب خاصًا في الشعر إلَّا أنه سيعطيك نظرةً عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية وغيره.
أما محتوى الكتاب فهو رسالة الدكتوراه سُجلّت في الأزهر رصد فيها الباحث الشعر في الجزيرة العربية لهذه الفترة (١١٥٠-١٣٥٠هـ)، ولم يسبق لأحدٍ أن تكلم وبحث عن هذا الموضوع وهذا هو سبب اختياره للموضوع كما ذكر المؤلف.
يبدأ المؤلف بذكر سريع لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، البيئة السياسية، الاجتماعية، الثقافية، نظام التعليم، وبداية التأليف والكتابة، ثم يُركّز على تأثر أقاليم الجزيرة العربية بدعوة الإمام محمد (نجد-الحجاز-تهامة عسير-الأحساء والقطيف).
بعدها يبدأ في تحليل الشعر في كل بيئة من هذه البيئات وهي ستة: ١- بيئة الدعوة. ٢- بيئة نجد. ٣- بيئة الحجاز. ٤- بيئة تهامة عسير. ٥- بيئة الأحساء. ٦- بيئة القطيف.
فيحلل كل بيئة من خلال التركيز على أمور معينة: المضامين، الأسلوب، أهم الشعراء وأبرزهم.
والقسم الثاني من الكتاب المقارنة بين هذه البيئات بعدما قام بتحليلها بشكلٍ مفصّل. ويختم الكتاب بوجهة نظره عن أي البيئات أشعر، ويرجِّح بأن أجود شعر كان في بيئة الدعوة. أيضًا لم يغفل المؤلف ذكر الشعر في الأماكن المجاورة للجزيرة كالشام والعراق، وذكر أيضًا عصور الانحطاط في الشعر التي امتدّت لسبعة قرون، من لحظة سقوط بغداد عام ٦٥٦ هـ، حتى العصر العثماني الذي انتهى بحملة نابليون عام ١٢٢٣ هـ.
الكتاب ممتع ومفيد جدًا، وحقّه بلا مبالغة أن يُدرَّس في تخصصات الأدب العربي في الجامعات.
أمَّا أكثر ما أعجبني في الكتاب، فهو الحياد الواضح جدًا في الطرح، ومحاولته لإبراز شعراء لم يأخذوا حقهم في البروز كابن سحمان الذي بُخس حقّه في الشعر، وعبد العزيز المبارك الشاعر السياسي الذي يقول المؤلف بأن قصيدته العينية هي أجود ما قيل في شعر السياسة في هذا العصر رغم خمولها.
الكتاب ممتع ومشبع إلى حد أنه أصابني بتخمةٍ أدبيةٍ لذيذة :d...more