السائرون خلفًا، الحاملون سيفًا، المتكبرون صلفًا، المتحدثون خرفًا، القارئون حرفًا، التاركون حرفًا ، المتسربلون بجلد الشياه، الأسود إن غاب الرعاة. الساعون إن أزفت الآزفة للنجاة، الهائمون في كل واد، المقتحمون في مواجهة الارتداد، المنكسرون المرتكسون في ظل الاستبداد، الخارجون عن القوانين المرعية، لا يردعهم إلا توعية الرعية، ولا يعيدهم إلى مكانهم إلا سيف الشرعية ، ولا يحمينا منهم إلا حزم السلطة وسلطة الحزم، ولا يغني عن ذلك حوار أو كلام. و إلا فقل على مصر السلام.
فرج فوده كاتب و مفكر مصري ولد في ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر، حاصل على ماجستير العلوم الزراعية و دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، متزوج ورزق بلدين وإبنتين، توفي في 8 يونيو 1992 في القاهرة، كما كانت له كتابات في مجلة أكتوبر و جريدة الأحرار المصريتين
أثارت كتاباته جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الأراء وتضاربت فقد كان يدعو إلى فصل الدين عن الدولة، ويري أن الدولة المدنية لاشأن لها بالدين، حاول فرج فودة تأسيس حزب بإسم "الحزب المستقبل" وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشوري المصري ووقتها كانت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه، وطالبت تلك اللجنة لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 "بجريدة النور" بياناً "بكفر" الكاتب المصري فرج فودة ووجوب قتله، استقال فرج فودة من حزب الوفد الجديد، وذلك لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام 1984 أسس لاحقا الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمصر الجديدة، وهي التي اغتيل أمامها.
تم إغتياله في القاهرة في 8 يونيو 1992 حين كان يهم بالخروج من مكتبه بشارع "أسما فهمي" بمدينة نصر إحدي ضواحي القاهرة بصحبة ابنه الأصغر وأحد أصدقاءه الساعة السادسة و 45 دقيقة، علي يد أفراد من الجماعة الإسلامية حيث قام شخصان بينهما مطلق الرصاص من بندقية آلية بقتله فيما كانا يركبان دراجة نارية، فيما أصيب ابنه أحمد وصديقه إصابات طفيفة، أصيب فرج فودة بإصابات بالغة في الكبد والأمعاء، وظل بعدها الأطباء يحاولون طوال ست ساعات لإنقاذه إلي أن لفظ أنفاسه الأخيرة، ونجح سائق فرج فودة وأمين شرطة متواجد بالمكان في القبض علي الجناة.
الكلمة كريهة شعبيا ساحرة نخبويا في أيامنا هذه و ما زال أمامنا الكثير ليصل صدى سحرها الى العامة أو تتوسع شريحة النخبة لتفرض تأثيرها على حياتنا البائسة. لو لم يمت فودة شهيد الإرهاب لمات شهيد الخلط السائد و المتعمد بين الإلحاد و العلمانية.
هذا الكتاب و كتاب من أبسط و أوضح ما قرأت عن مفهوم العلمانية.
ظهر د.البرادعى مع خيرى رمضان بعد الثورة بشهور قليلة .. وقد كان وقتها الحرب دائرة على أشدها مابين مدنية وما بين إسلامية
والتى بلغت شدتها واتقادها بعد استفتاء مارس الشهير
قال د.البرادعى بالنصّ : " كلنا عايزين مصر دولة إسلامية ..انا نفسى عايز مصر دولة إسلامية ، بس أكيد الإسلام اللى اعرفه "
تلك الجملة جعلتنى أفقد حماسى للرجل تماماً .. بعد أن كنت متحمساً له ..
عمرو الحمزاوى على قناة " الحافظ " تقريباً قال إنه لا يمانع من قيام دولة إسلامية
وكهذين المثالين كثير وكثير ممن أرادوا استمالة الجماهير المتعصبة لكل ماهو له علاقة بالدين .. وكل مايذكر فيه اسم دين
حتى لأعتقد أنك لو ذكرت أمامهم اسم الممثل الأميركى جيمس دين لرددوا جميعاً دون وعى : استغفر الله العظيم ..
ومافعله البرادعى ومافعله عمرو حمزاوى مثالين بسيطين لكثيرون يصرحون تحت ضغط وحتى لا يواجهون التيار ، وهم إما عن غير قناعة بذلك وهذة مصيبة ، وأما على فهم خاطئ للعلمانية وتلك مصيبة أكبر ..
وفى الحالتين هو فهم خاطئ للإسلام
وإنهم وإن كانوا خسروا .. فقد خسروا تعاطف العلمانيين أمثالى .. وخسروا بالطبع تعاطف الإسلاميين بسبب أن الدخول فى مواجهة مع ذوى اللحى الكثيفة فى المضمار الدينى .. سيلحق بهم بالطبع هزيمة نكراء
فبالطبع لن يكتسبوا أى ثقة أو مصداقية لدى المتعصبين للشريعة .. والمنادين بتطبيقها ..
فرج فودة هنا بكل صراحة وصرامة وحسم وبت .. وقطع عرق وتسييح دمه
يقول : أنه ضد قيام الدولة الدينية بأى من أشكالها ..
ولا مـِراء فى ذلك ..
بل إن فرج نفسه ينتقد هؤلاء الذين يسارعون بإمساك العصا من المنتصف .. ويخبرهم أن معركتهم خاسرة مع المتطرفين لإنهم فاقدوا المصداقية .. كما إنها خيانة مبادئ وتزييف فى غنى عنه ..
و أود أن أشير إلى الفصل قبل الأخير ..
" أقول لك إلى أين "
والذى خاطب فيه والد مولانا وسيدنا ذو اللحية العظمى حازم ابو اسماعيل ..
الشيخ صلاح ابو اسماعيل طيب الله ثراه ..
يفترى الشيخ على الدكتور فى مقالاته ويقول إنه يدعو للزنا ونشر الفجور فى كتابه قبل السقوط
ثم يتبجح ويقول له : إن كنت تريد ذلك .. فأتِ بأهلك وإن لم تفعل فأنت أنانى
الآن نفهم بالطبع كيف يفكر هؤلاء .. او بماذا يفكرون
الغائب الحاضر دائماً فرج فوده رحمه الله، الرجل الوحيد الذى صرخ ضد التطرف الدينى وخطر الدولة الدينية منذ ثلاثين عاماً، الرجل الوحيد الذى رأى المستقبل !
الكتاب عبارة عن جزئين، الجزء الأول يُناقش مفهوم العلمانية، والتطرف الدينى فى مصر، بينما الجزء الثانى عبارة عن مقالات أغلبها مُنع من النشر فى الأهرام خاصة بسبب فهمى هويدى .. يرى فرج فوده مشكلة التطرف الدينى فى مصر كالآتى :
- الدولة معرفة المشكلة على إنهم شوية عيال عاوزين يقلبوا نظام الحكم. - فرج فوده عرف المشكلة على إنها طرح قضية سياسية شديدة التخلف ونظام حكم رجعى عفى عليه الزمن من خلال منطق "دينى" يجد رواج شديد ويظهر للمتدين إنه سليم فتكون النتيجة : 1- تعاطف الشعب المصرى معاهم. 2- دخول الدولة فى حوار دينى معاهم وتبدأ تزايد عليهم وتاخد قرارات متخلفة ضد الحرية وقيم الدولة الحديثة (زى قرار إبراهيم سحلب رئيس الوزراء الحالى للدولة العبيطة بمنع فيلمى نوح وحلاوة روح). 3- نجاح المتطرفين فى إستقطاب شباب الجامعات، اللى هما الشباب مراهق، محدود الثقافة والفكر، مستغلين فشل الحكومة الإقتصادى والإجتماعى والسياسى (زى اللى بيحصل دلوقتى فى الجامعات).
- طبيعة المشكلة من وجهة نظر المحللين لرؤية أتباع هذا التيار (الإسلاميين) : 1- مشكلة تشريعية : بسبب عدم الحكم بالشريعة. 2- مشكلة دينية : زى تقصير الدولة فى تطبيق الشريعة، وفى إعلان الجهاد. 3- مشكلة هوية : إنهم عاوزين يفرضوا الهوية الإسلامية على الدولة المصرية، وده حصل بالفعل فى آخر 40 سنة، وانهارت الدولة المصرية الحديثة. 4- مشكلة حضارية : ودول عاوزين يستخدموا منتجات الحضارة الغربية، وفى المقابل يرفضوا قيم الحضارة الغربية زى الفكر والفلسفة والعلم، وإننا نعيش زى المسلمين فى صدر الإسلام ما كانوا عايشين، حتى لو كنا حياتنا أقل من الغرب، فإحنا لينا الجنة وطلاب آخرة وسيبنا ليهم الدنيا ! 5- مشكلة سياسية : دول بيحاولوا يغيروا نظام الحكم بالقوة وتغيير شكل الدولة ويحولوها من شبه دولة حديثة لدولة الحكم فيها لله "الحاكمية"، ومين اللى هيقولنا اللى الله عاوزه ! هما !
= رأى فرج فوده فى كيفية التعامل مع مظاهرات طلبة الإسلاميين فى الجامعات ومع الإسلاميين بشكل عام :
((ماذا يحدث إذا فُصل من جامعة أسيوط ومن التعليم كله مائة طالب أو حتى ألف إذا لم ينصاعوا للنظام العام أو الأعراف الجامعية .. بل ماذا يحدث إذا طبقت الطوارئ فى أسيوط وعومل الخارجون على الشرعية بما هم أهل له، معاملة الخارجين عن القانون، يخرجون بالمطواة فيواجهون بالرشاش، يخرجون الرشاش فيواجهون بالعربة المصفحة والدبابة، يخرجون على القانون، فيوضعون حيث يوضع الخارجون على القانون فى السجون، وبالقانون.))
صفحة 152
= مثلاً .. فرج فوده ومعاه 7 آخرين من المفكرين المحترمين فى مصر، زى محمد نور فرحات وفؤاد زكريا ويونان رزق لبيب، ومعاهم المفكر التونسى الحبيب الجنحانى عملوا ورشة عمل لمناقشة مشكلة التطرف الدينى والإرهاب، خرج فهمى هويدى فى الأهرام هيتجنن وكتب مقال قال عليهم فيه (تنظيم الجهاد العلمانى)، و طلع مصطلح جديد اسمه (التطرف العلمانى)، لمجرد إنهم قعدوا يفكروا ويبحثوا فقط وطرحوا أوراق عمل بحثية عن مشكلة التطرف الدينى ! بيساوى المفكرين العظام دول بتنظيم الجهاد الإسلامى وعبود الزمر وعاصم عبد الماجد وعبد السلام فرج وشكرى مصطفى وعمر عبد الرحمن !!!
كتاب رائع ناقش بيت العنكبوت الوهن، المشروع الإسلامى الوهمى، وهدمه من أساسه كعادة فرج فوده الموسوعى الثقافة والإطلاع ..
كتاب رائع يكشف ان لا شئ تغير...اصحاب العقول المتحجرة اخذوا الدين رهينة و دابوا على تشويهه و يكفرون كل من يحاول فك اسر صحيح الدين الذي يدعو للفكر و التقدم و التدبر و هم يتمنونه ردة حضارية حتى لا يحتاجوا لاعمال اي عقل و يمشوا بالقياس لعالمهم الذي يودون ان يكون (خلاء و صحراء و جلباب قصير) حتى يسهلوا لانفسهم حياة النقل ممن اجتهد من اربعة عشر قرنا من الزمان....يشرح لك الكتاب الفرق بين دعاة التقدم و المدنية و دعاة التخلف الذين يدعون انهم لسان حال الاسلام و هو منهم براء....كذلك تعرف على حقيقة امثال صلاح ابو اسماعيل و فهمي هويدي...كتاب رائع من كاتب مسلم بحق قتلوه لانهم لا يستطيعون ان ينطقوا بكلمة تقف امام حرف من كلامه....
قرائتي الثانية لفرج فودة رحمه الله ولن تكون الأخيرة ، يتحدث الكتاب عن الصراع السائد بين التيار الاسلامي و المدني في فترة الثمانينات ، و هو عبارة عن مجموعة مقالات يعتمد فرج فوده فيه بأسلوبه القوي و التهكمي في آن و المنطقي و الرصين في آن اخر ، طيلة الكتاب وانا اتخيل البيئة التي كان فيها ! كم كانت سوداوية و كم كانت اقواله شجاعة و جريئة حد اغتياله .
أنهيت قراءة هذا الكتاب في ذكرى وفاة كاتبه الجميل فرج فودة. وأجدني حزيناً للغاية على النهاية التي لقيها على يد الحثالة الغبية تلك. ولكن العزاء أن الشخصيات الخالدة الذكر غالباً ما تلقى مصيرًا مشابهاً.
�
الكتاب هو مجموعة مقالات - بعضها ممنوع من النشر. وهي مقالات تتناول قضايا دينية سياسية. والكاتب كما هو واضح من العنوان يتبنى وجهة النظر العلمانية. وأنا اؤيده في كثير مما قال. وعلى ما أعتقد، أن المحزن في هذا الموضوع هو أن معظم من ينتقد ويلعن العلمانية لا يفهم معنى العلمانية أصلاً! وربما ما يوضّح هذا الأمر هو ذلك القاتل الغبي الذي اغتال أحد المفكرين العلمانيين، ثم حينما مثُل أمام القاضي وسأله: لماذا قتلته؟ قال: لأنه علماني! فسأله القاضي: وما معنى العلمانية؟ فأجابه القاتل: لا أدري!!
الدكتور فرج فودة اول مرة اقراله لكنى حسيت بالشفقة عليه لأنه كان بيخضو معركة ضد التطرف المسلح بالكلمة و الفكرة فقط
الكتاب فيه بعض العبارات اللى الواحد بيحسها صادمة شوية .. لكن بعد اكمال القراءة فى الكتاب بكتشف ان الصدمة كان مصدرها الرهبة من الالفاظ و عدم الاعتياد عليها .. لكن لما ركزت فى الافكار اللى ورا الالفاظ الصادمة .. حسيت ان فيها ايجابيات لا بأس بها
الكتاب افادنى و ادانى افاق جديدة اقرا عنها من اهمها انى مهتم اقرا كتاب الاستاذ خالد محمد خالد من هنا نبدأ اللى الدكتور فرج اتكلم عنه و مدح فى رقى طرحه للفكرة الاسلامية مع لومه عليه ان هذا الطرح غير قابل للتنفي على يد المتطرفين
رغم أني إسلامي الهوى إلا أني قرأته لكي أكون مطلعا بكل الآراء و لكي لا يصاب عقلي بالعفن الفكري ، حاولت التجرد من عدائي للفكرة العلمانية و عدم إصدار حكما مسبقا على الكتاب
أعجبني فيه وجدته منطقيا في العديد من الأجزاء مثل فكرة أن كل أصحاب نظرة عن الدين يعتقدون أن نظرتهم هي الحق المطلق فبالتالي لن يؤمنوا بالديمقراطية التي قد تأتي بصاحب تصور باطل عن الدين لكي يحكم
لم يعجبني ، أسوأ ما في الكتاب هو تركيز العديد من الأبواب حول السخرية من أصحاب الفكر المغاير و التركيز على انتقاد الأشخاص لا الأفكار و هو سلوك يدل على ضيق الأفق و تفضيل الانتقام للنفس على الدعوة للفكرة ضايقني أيضا الفكر الإقصائي العنيف و مباركته عنف الحكومة ضد التيارات الإسلامية
غثاء ولكن بطريقة مطولة!...يمكن للباحث مقارنة الفارق بين الغثاء والراء..فالهراء تنظير للحيدة عن شرع الله بحجج قد تكون واهية أو بحاجة إلى مزيد من التحقيق والتفصيل في دحضها.. ويتقن هذا مفكرين مثل حسن حنفي ومحمد أركون. أما الغثاء فهو رص للكلام بهدف توجيه القارئ إلى نتيجة معينة بلا مقدمات راسخة أو شبهات قوية..وهذا الصنف يتقنه الصحفي أكثر من غيره..فرج فودة من هذا النوع وإن زعموا أنه مفكر
كتاب صدامى الى حد كبير ، عبارة عن مقالات للرد على كل من هاجمه ، يبلور افكارا رائعة للرد على التطرف الدينى و دعاة الدولة الاسلامية مجهولة الهوية ، لكنه وللاسف الشديد لم يوضح شيئا عن علمانيته سوى ماتستطيع انت استقراءه .. اكتفى بالهجوم الشديد على الجميع دون ان يضع ارضيه لشكل وطنه العلمانى
المسافة بينه وبين كثيرين ممن هاجمهم ليست كبيرة لى الاطلاق ، لكنه بسبب وضعهم فى ذلك الوقت لم يستطع ان يفرق ف التعامل مع الاطياف الاسلامية الثلاثة التى قسمها هو بدرجة من التفاوت ، لكنه اجمل لهم جميعا الرد وذاك خطأ يتضح جدا فى المساواة بين هويدى وصلاح ابو اسماعيل وحافظ سلامة وعمر عبدالرحمن .. كان يحتاج للغة مختلفة للجميع ، لكنى اتخيل ان تكون مهددا بالقتل فى ذلك الوقت وتأثيره على افكارك
لغة الكتاب رائعة ، وتعكس تذوق لغوى رائع للكاتب
الكتاب يعكس بوضوح شديد اختفاء العقلاء فى ذلك الوقت ، و شكل التيار الاسلامى الزفت والذى استمر حتى الان ، ولكن باختفاء تضمينى للجهادية ، الكتاب يعكس حالة من العتمة الاستراتيجية لكل الافكار ، لكنه ايضا يعكس رجولة واضحة لكاتبه فى دفاعه عن فكرته
لقد اكتشفت الكاتب فرج فودة مؤخرا بعد ان كنت ظلمته برفضى له دون اى قراءة لاعمالة ...واكن وبعد ان بدأت قرأة مؤلفاته فبعترف باننى كنت جائر فى الحكم عليه ...اعجبنتى فقره فى هذا الكتاب حيث كان ينتقد كتاب الفريضه الغائبة والذى يعتبر مرجع اساسى لكل الجماعات المتطرفه ولكن رغم رفضه لكل ماجاء فى الكتاب الا انه طالب بالا يمنع نشره من باب حرية الفكر والتفكير ولكنه اقترح ان يتم الرد على هذا الكتاب بنفس الطريقه ....ولو كانت هذه الرساله فقط التى يحتويها هذا الكتاب فكفى بها رسالة عظيمه ..ولو كانت الجماعات التى هاجمت المؤلف وعت لتلك الرساله لكان واجب عليهم تقديم الشكر له ...فعلا اقتنعت الان انه شهيد الكلمه ....احترامى للراحل الخالد
مشكلتي الاساسية ف الكتاب دا ليست الفكرة مشكلتي الاساسية ان الكتاب اسمه حوار حول العلمانية ف كان دراستين بس حول الموضوع والباقي مقالات مجرد مقالات رد علي بعض المقالات زي كتاب نكون أو لا نكون لنفس الكاتب
حوار حول العلمانية المفروض يبقي حوار حول العلمانية مش مقالات ردا علي مقالات
انا مش مختلف معاه ف شئ
وبيعجبني تظبيطه بالادب للناس الصراحة
لكن ف النهاية انا بقرأ الكتاب علشان شئ ف طلع شئ تاني خالص ودي أكتر حاجة بتضايق منها ف الحياة
الدكتور والمفكر فرج فودة يعرض في مجموعة مقالات هي هذا الكتاب أفكاره حول ضرورة فصل الدين عن الدولة بطريقة منطقية مصدرها العقل والعقل وحده , ويرد - بكل رقي - على كل مهاجمينه من المتطرفين وذوي الأصوات العالية الذين لا يجيدون سوى إصدار الضجيج وسفك الدماء .. الدكتور فودة أصدرت الجماعات الإسلامية والأزهر نفسه "فتوى " بإهدار دمه مع وصفه بالمرتد .. الدكتور والمفكر فرج فودة قتل بإطلاق الرصاص عليه عام 1992 بينما كان مع إبنه وصديقه .. وعندما سئل القاتل لماذا قتلته ؟ أجاب لأنه كافر .. سألوه هل قرأت كتبه لتعرف أنه كافر ؟ فأجاب أنا لا أقرأ أو أكتب ! نعم أيها السادة .. هكذا يكون مصير المفكرين المتنورين في بلاد الشرق الغارقة حتى أذنيها في وحل الخرافة والعنف .. اقرأوا هذا الكتاب فقط لتعرفوا مالذي خسرته مصر والبلاد العربية بمقتل هذا المفكر الذي كانت جريرته الوحيدة امتلاكه لعقل يفكر وعاطفة محبة لوطنه وقلم شجاع .. وهو ليس بملحد أو لاديني كما قد يخطر لكم .. هو فقط يطالب بفصل الدين تماماً عن السياسة والحكم كي نلحق بركب التطور والحضارة .. اقرأوا الكتاب بالله عليكم .. لتروا الماء الآسن الذي نعيش فيه .. السلام لروحك دكتور ..
أقول لمن يريد القراءة حول العلمانية، هذا ليس الكتاب المناسب، فالكتاب عكساً لعنوانه، لا يتحدث عن العلمانية في مجمله، بل هو في أكثره عبارة عن مقالات لفرج فودة في الأهرام وردوده حول من يرد عليه، وللقراءة حول العلمانية أنصح بآخريين على رأسهم جورج طرابيشي..
هذا الكتاب نبهني لفكرة من خلال عرضه لمشاكل التطرف السياسي الديني في مصر، ومشاكل العلمانية هناك أنه بالفعل هناك ما يمكن أن يقال "خصوصية فكرية لتطبيق العلمانية" في كل بلد، وكما يقول طرابيشي علمانية بريطانيا مختلفة تماماً عن علمانية فرنسا طبقاً لإحتياجات وظروف كل بلد، أيضاً هذا الكتاب وضح لي أن هناك مشاكل تعترض العلمانية المصرية لا وجود لها في ليبيا، فهل نحن في حاجة للتنظير لـ "علمانية ليبية" خاصة بنا، ونابعة من خصوصيتنا البنيوية ؟!
عموماً الحديث حول العلمانية لم يكن إلا بضع صفحات في هذا الكتاب، أما الباقي فهو ردود حادة لفرج فودة، حول بعض المقالات والقضايا وأعلام عصره من الإسلام السياسي الذين أستحقوا غضبه بأفكارهم الرجعية.. الحق الراجل قلمه كان قاطع "يعرف يمسح مليح" .. ولا عجب أنهم إغتالوه للأسف..
أعتقد ان المقالات صعب تتقيم الا لو اتقرت فوقتها لكن الاحداث اللي اتكلم عنها فرج فودة موجودة معانا دلوقتي بنفس الشخصيات لكن الاسماء اتغيرت . و أعتقد ان في وقت هيجي و التاريخ هينتصر لفرج فودة و امثاله و كانت افضل فرصة ثورة يناير لكن الفرص أكيد جاية كتير
"يعلم الله أنني ما فعلت شيئا إلا من أجل وطني"..دي كانت اخر كلمات المفكر الدكتور فرج فودة رحمه الله وهو بيلفظ اخر انفاسه بعد ماتم اغتياله علي ايد اتنين من مؤيدين الجماعة الاسلامية عبد الشافي رمضان و أشرف ابراهيم ..بعد ماطلعت فتوي من الارهابي عمر عبد الرحمن بوجوب قتله لخروجه عن المله مدعومه من الغزالي و الشعراوي بعد ماشككوا في وطنيته و دينه وانه حليف لاسرائيل وانه بيقيم حفلات جنس جماعي الي اخر التخلف العقلي بتاعهم و هيامهم بكل شيء جنسي وربطه بالدين .. وماذا فعل فرج فودة ؟ كل اللي قاله فرج فودة هو وجوب فصل الدين عن السياسة ..كان شاي�� ان الدين جزء اصيل من الشخصية المصرية عبر تاريخها كله ولذلك من ثم علي اصحاب تيار الشريعه و تطبيقها ادراك شيء مهم .. ان القران حمال اوجه و انهم ليسو وحدهم جماعة المسلمين ..هما عايزين يرجعوا بالاسلام لعصر السلف و الناقه و حبس المرأه و تيار تاني منهم فرج فودة كان شايف ضرورة تجديد الخطاب الديني وتنظيم المجتمع علي اساس لا يخالف جوهر الدين و نقده للاصوات اللي بتطالب بحكم اسلامي ديني و مبايعه و شورة الي اخر المصطلحات بدون تحديد مفهوم واضح ليه و اطار عام حاكم ممكن نمشي عليه و ضرب علي دا امثله كتيره ..هل كل دا موجود ف الكتاب ؟ لا ..بس دا من قرايتي لفرج فودة و حبي ليه و ت��ديري ليه و حزني الشديد علي موته و اغتياله و دمه اللي راح هدر ..الا لعنة الله عليهم اجمعين
مقالات جميلة من قبل شهيد الفكر وضحية الكلمة الحرة فرج فودة. اغلب المقالات كُتبت في السبعينات والثمانينات وكانت تنتقد ظاهرة تفشي الجماعات الإسلامية والإرهاب في المجتمع وتطرفها. بعض مقالاته تم منع نشرها في الجرائد ولكنها موجودة في هذا الكتاب. السبب اني لم اعطيها خمس نجوم هو لأني كنت متوقع ان اقرأ كتاب عن فهم فرج فودة للعلمانية ولم اكن متوقع ان اقرأ مقالات متنوعة بعضها يرد على مفكرين من التيار الإسلامي مثل صلاح ابو اسماعيل وغيرهم وبعضها يسرد رأيه عن احداث معينة حصلت في مصر في الثمانيات وانتقاده لشخصيات مثل عمر عبدالرحمن الخ. المشكلة الي ضايقتني هو انه لا يوجد تسلسل محدد والمواضيع متشابكة بعض الشيئ ولكن كلها بشكل عام مرتبطة بظاهرة التطرف الديني وحاجة المجتمع للعلمانية
ستكون ذكراك دائماً خالدة وستبقى شمعة مشتعلة في عالم مظلم
لدي الكاتب من تسلسل أفكار وجزاله الألفاظ وبلاغه الأسلوب ما يجعل كلامته سهاما لاتُخطئ أهدافها او فارسا في ساحته مُنتظرا صيحه الهجوم للفتك بغريمه ,
حديثه عن العلمانيه حديث قوي وصائب ومُقنع ورده علي مُنتقدي عصره هو اقرب الي الواقع وافضل للوطن من الناعق الذي يريد العوده بالزمن للوراء و ايقاف عقارب الساعه ,
لا ادري ماذا لو كان فرج فوده حي بيننا الان وشاهد كلامه يتحقق حرفيا وشاهد اعدائه صرعي افكارهم وضحيه كُره المُجتمع لهم ,, لا أدري ولكني مُتأكد ان مثل هذا الرجل لم يكن ليعيش أكثر مما عاشه ان لم يكُن من باب ان العُمر مكتوب ومُحدد ولكن من باب الستر علي عورات الاسلامينن او هكذا يدعون .
ينقسم الكتاب إلى بابين ، الباب الاول بعنوان الردة الحضارية وينقسم إلى فصلين
الفصل الأول بعنوان حوار حول العلمانية ، ويبدأ فيه الكاتب بذكر مغالطات أنصار التيار الديني حول مفهوم العلمانية ووصفها بأنها نبت شيطاني وافد ومفهوم إلحادي دخيل وأنها كفر وافساد في الأرض ، كذلك يدور لغط حول مفهوم الديمقراطية الذي يتفق عليه الجميع ويختلف حوله الجميع أيضا ، ويرى ان اللفظ لابد وأن يرتبط بمفهوم أو تعريف وأن من يتحدث عن الديمقراطية لابد وأن يحدد ما يقصده بها وأنه مسئول فقط عن مفهومه أو تعريفه ، وأن لكل دولة في العالم ظروفها التي تفرز مفهوما للديمقراطية لابد وأن يختلف عن مفهومها في دول أخرى وهو ما ينطبق جملة وتفصيلا على العلمانية حيث تختلف تطبيقاتها من دولة لأخرى ، وبينما يرى أنصار العلمانية أنها فصل بين الدين والدولة إما بقدر شامل أو محدود ، يرى أعداؤها أن الإسلام دين ودولة . ويرى الكاتب أن التسامح الديني مفهوم حضاري أكثر منه مفهوم ديني ، فالتوراة ترى في اليهود شعب الله المختار ، والإنجيل حافل بلوم اليهود وتوبيخهم وتقريعهم ، والقرآن صريح في إتهام من يزعمون أن المسيح ابن الله أو ثالث ثلاثة بالكفر الصريح ، وحين تصبح الدولة دينية فإنها بسلطانها لا تتسامح مع الكفرة ، ففي ظل الدولة الدينية في الإسلام على سبيل المثال سيقوم غير المسلمين بدفع الجزية ولن يشاركون في الحكم ولن يتم الاعتماد عليهم في دفع أو جهاد ثم أننا سنجد من يخرج علينا متحدث عن الشروط المستحبة في معاملة أهل الذمة ، وهو ما من شأنه أن يصبح مدخلا لتمزيق الوطن الواحد ، ويرى الكاتب أنه لا حل إلا بالعلمانية التي يصبح فيها دعاة الدولة الدينية جزء من كيان المجتمع الفكري ، يعرضون أفكارهم ويدافعون عن منهجهم ويفكرون كما يحلو لهم دون أن يملكون تكفير الآخرين أو فرض الرأي بالقسر والا وقعوا تحت طائلة القانون ، وأسوأ ما يحدث في مواجهة هذا التيار أن تكون الدولة علمانية وتسلك سلوك الدولة الدينية ، وتتصدى للدفاع عن آرائهما مستخدمة رجال الدين (الرسميين) وموثقة لدفاعها بالأسانيد الفقهية وليس بنصوص الدستور وصحيح القانون ، ومن أمثلة ذلك ، الدفع برجال الدين إلى الفتوى بأن المشاركة في إنتخابات مجلس الشعب واجب ديني ، وكذلك الدفاع عن معاهدة السلام بنصوص القرآن وصحيح السنة ، وبهذا نعطي الآخرين سلاحا يقومون بطعننا به ، ونعطيهم المجال لتبرير ما يفعلون ، فالتناقض واضح ومرفوض فأنت في الدولة العلمانية تقبل وترفض انطلاقا من دفاعك عن المصلحة العامة وفهمك لها ، وبمقياس واحد هو الدستور والقانون ، ثم يعرض الكاتب في نهاية هذا الفصل أسس الدولة العلمانية من وجهة نظره وتتمثل في :- - حق المواطنة هو الأساس في الانتماء وأننا جميعا ننتمي لمصر بصفتنا مصريين سواء كنا مسلمين أم أقباط . - الأساس في الحكم هو الدستور الذي يساوي بين جميع المواطنين ويكفل حرية العقيدة دون محاذير أو قيود . - المصلحة العامة والخاصة هي أساس التشريع .
في الفصل الثاني من هذا الباب يعرض الكاتب لدراسة نشرها بإحدى المجلات عام 1985 عن التطرف السياسي في مصر :- أولا : تعريف المشكلة والتعريف السائد لهذه المشكلة بأنها (استخدام التيارت السياسية الدينية للعنف في محاولة فرض الرأي ،وتهديدها للنظام العام بترويج فكر مناهض للسلطة الحاكمة مضمونه خروج هذه السلطة عن صحيح الدين) ويتبنى الكاتب تعريف آخر لهذه المشكلة بأنها (طرح قضية سياسية شديدة التخلف والغموض –وه� الدولة الدينية- من خلال منطق ديني شديد القبول والوضوح-وهو تطبيق الشريعة الاسلامية-) ثانيا : طبيعة المشكلة يختلف المفكرون حول طبيعة المشكلة وفقا للزاوية التي ينظرون منها إلى المشكلة إلى خمس مجموعات : - مشكلة تشريعية / يرى أصحاب هذا التصور أن المشكلة تنحصر في استبدال بعض القوانين الوضعية المخالفة للشريعة الاسلامية بقوانين أخرى مستمدة منها - مشكلة دينية / ويتراوح المؤيدون بين الدعوة لتطبيق الشريعة وبين اعتبار الجهاد فريضة ، أو اعتبار الخلافة ركنا دينيا وفي كل الأحوال ينطلقون من مفهوم أن الإسلام دين ودولة - مشكلة هوية / ويرى أصحاب هذا التصور أن الهوية الاسلامية تمثل الحل الصحيح في مواجهة الحضارة المعاصرة غريبة الصلات والجذور وأن ما يترتب على احياء الهوية الاسلامية من قيام الرابطة الاسلامية هو أمر مطلوب في مواجهة صراع القوتين الأعظم الذي يسيطر على العالم (يقصد به الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة) - مشكلة حضارية / ويرى أصحاب هذا التوجه امكانية الفصل بين الجانب الثقافي للحضارة الغربية وبين ما أفرزته هذه الحضارة من اختراعات مادية - مشكلة سياسية / يتبنى المؤيدون منطق الوصول إلى الحكم سواء عنوة أو بالأساليب الديمقراطية لاحداث تغيير جذري في شكل الدولة ونظام الحكم على أساس أن القرآن هو الدستور وأن الحاكمية لله ، وعلى هذا الأساس يرفضون أن يوكل التشريع للبشر ويرفضون أيضا الديمقراطية القائمة على مفهوم حكم الأغلبية ثالثا : الايجابيات (نقاط ضعف التيار الإسلامي) - تفتت التيار السياسي الإسلامي لثلاثة فصائل وعدم تجانس هذه التيارات سواء في الفكر أو أسلوب العمل - افتقار هذا التيار بفصائله الثلاثة للقيادة الواحدة من نوع حسن البنا الذى يرضي المتطرف والمعتدل ويحظى بالقبول الشعبي والتنظيمي في آن واحد - عدم إتجاه القيادات الإسلامية التي تحظى بقبول شعبي واسع (الشيخ الشعراوي والشيخ كشك) إلى العمل السياسي التنظيمي - ضعف قيادة التيار التقليدي (عمر التلمساني) سواء من ناحية الفكر أو القدرة على التأثير أو التمتع بإمكانية الزعامة - معاناة التيار التقليدي (الإخوان المسلمين) من تمزق فكري شديد نتيجة الصدام بين المنهج الأصولي الذي يمثله حسن البنا وبين المنهج الثوري الذي يمثله سيد قطب وهو ما يؤثر على قدرة التنظيم وفاعليته ويحجم من قدرته على التأثير - وجود بعض ردود الفعل المناهضة للتيار الإسلامي على مستوى الرأي العام الشعبي نتيجة تزيدهم في التطرف - تماسك التيار السياسي القبطي وولائه لقيادة شرعية واحدة هي البابا ، وإذا لم يكن ممكنا التحكم في (الفعل الإسلامي) فإنه يمكن التحكم في (رد الفعل القبطي) من خلال امكانية التفاهم مع قيادته - أن الأقلية القبطية في مصر ليست أقلية وافدة بل هي أقلية أصيلة ولذلك لا يمكن التشكيك في ولائها لمصر وهذا يحجم من مبررات الصراع الطائفي - تبني الأقلية القبطية لبعض المطالب السياسية لا ينطلق من عقيدة دينية بقدر ما ينطلق من مفهوم حقوق الإنسان في العالم المعاصر ، أي أن موقفهم ينطلق من أرضية سياسية وليس من أرضية دينية - ظهور تيار فكري علماني واضح تبناه بعض المفكرين في مقالاتهم وكتبهم واستطاع أن يفرض نفسه على الساحة ال��كرية بعد غياب كما بدا تأثيره واضحا في بعض الأحزاب السياسية حيث بدأت كثير من القواعد الحزبية في تبني العلمانية والدعوة للالتزام بها - عدم تعاطف الغالبية العظمى من المصريين مع المتطرفين رابعا : السلبيات (نقاط ضعف التيار المدني) أ � الإعلام - منطق الحوار الديني / ساد الإعلام منطق خاطيء وهو منطق الحوار الديني مع المتطرفين دينيا ويعود الخطأ في هذا المنطق إلى أنه يصل بالطرفين إلى نتيجة واحدة في جميع الأحوال مضمونها قبول كثير من اتهامات المتطرفين للمجتمع بالخروج عن صحيح الدين مع محاولة من الطرف الحكومي المحاور لإثناء المتطرفين عن اتباع العنف وتجاه�� الخلفية السياسية للمتطرفين ، كذلك يصل هذا الحوار (الديني - الديني) بكثير من المتابعين له إلى الإختيار بين دولة دينية متطرفة أو دولة دينية معتدلة ، وفي هذا الحوار يتمتع المتطرفون بمنهج متكامل متماسك بينما لا يزيد الأمر بالنسبة للمحاورين لهم عن اجتهادات غير متناسقة تفتقد التكامل وفي أغلب الأحيان يبدو موقفهم دفاعيا ، مما يولد انطباعا لدى مشاهدي أو متابعي الحوار أنه مواجهة بين مجموعة ذات انتماء عقيدي صادق ومجموعة أخرى تؤدي واجبا رسميا ، ويتساءل الكاتب : كم متطرفا استطاع هذا النوع من الحوارات أن يثنيه عن تطرفه ؟ الإجابة : تقريبا لا أحد ، بينما دفع هذا الأمر بالكثير من المتطرفين إلى دائرة الشهرة والنجومية وربما دفع بعضا من الشباب المعتدل إلى التطرف ، ولا يعنى ما سبق أن الكاتب ضد الحوار بل هو معه ، على أن يكون الحوار بين مفهوم الدولة الدينية ومفهوم الدولة المدنية . - أسلوب الحملات الإعلامية / درج الإعلام على معالجة أو مواجهة التطرف السياسي الديني بحملات إعلامية مركزة وعالية النبرة في توقيت ملازم للمواجهات الأمنية للتطرف ، ويبدو هذا الأمر أمام الرأي العام أمنيا أكثر منه سياسيا أو فكريا ، وقد يؤدى إلى نتائج عكسية منها التعاطف مع المتطرفين وتضخيم حجمهم لدى الرأي العام . - التلفزة الدينية / يرى الكاتب أن المشرفين على التلفزيون قد وقعوا في مجموعة من الأخطاء مثل إخلاء مساحات كبيرة من ساعات إرساله للبرامج الدينية مما شجع على ارتفاع أصوات المتطرفين بالهجوم على برامج الشاشة الصغيرة . - الإعلام والأمن / تبرر القيادات الإعلامية تدخل الأمن فيما يتعلق بنشر الموضوعات الخاصة بهذه القضية بأنه من الضروري التنسيق بين الإعتبارات السياسية والأمنية فيما يتعلق بظاهرة لها وجهها السياسي والأمني ، وقد يتجاوز الأمر في كثير من الأحيان مجرد التنسيق الأمر الذي يترتب عليه غلبة المنطق الأمني على المنطق السياسي ويأتي بنتائج عكسية . ب � الديمقراطية بين السماح والمناخ يؤكد الكاتب على أن الوضع الذي كان سائدا في ذلك الوقت والمتمثل في (السماح) الديمقراطي وتحجيم حرية تكوين الأحزاب وقصر التجربة الحزبية على ما هو قائم ، له تأثير سلبي خطير على واقع التطرف السياسي الديني في مصر ، خاصة وأنه لا يقتصر على تحجيم دور هذا التيار فقط بل يتعداه إلى تحجيم الأحزاب العلمانية سواء اليسارية منها أو الليبرالية ويرى الكاتب أنه من الضروري السماح للتيارات السياسية الإسلامية بتكوين أحزابهم ويرد على المعترضين في نقاط محددة - أن السماح بتكوين أحزاب سياسية إسلامية لن يضيف جديدا إلى الساحة، فالتيار السياسي الإسلامي له قواعده وقيادته بل ونوابه في البرلمان . - أن ظهور أحزاب سياسية إسلامية سوف يؤدي إلى توقف مزايدة الأحزاب السياسية على الشعارات الدينية من ناحية ،ومن ناحية أخرى سوف يحجم كثيرا من مزايدات أئمة المساجد على الشعارات الدينية لأنهم سوف يصبحون أنصارا لحزب سياسي في الساحة منافس لأحزاب أخرى . - سوف تضطر هذه الأحزاب الجديدة إلى وضع برنامج سياسي يضعون فيه حلولا لمشكلات المجتمع الحقيقية وفي هذا مجال واسع للخلاف بينهم والاختلاف عليهم بل وسوف يفتح المجال للجميع لامكانية الحوار معهم وتفنيد آرائهم .
أما الباب الثاني بعنوان معارك فكرية فيتضمن مجموعة من مقالات الكاتب التي لم ينشر أغلبها اخترت منها مقالا بعنوان (قانون الوكالة السياسية) وقد أُرسل للأهرام ولم ينشر هذا حديث يخلط الجد بالهزل عن عمد ،ويغلف الحزن بالدعابة عن قصد ،وهو حديث موجه إلى الغرفة التجارية وأجهزة مكافحة التهرب الضريبي ،وليس موجها بحال إلى المشتغلين بالسياسة ،وهو في نفس الوقت محاولة متواضعة مني للإسهام في حل مشكلة نقص حصيلة الدولة من العملات الصعبة ،وجوهر الحديث إقتراح محدد بإصدار قانون لتنظيم الوكالات السياسية على غرار قانون تنظيم الوكالات التجارية ،بحيث يسجل المشتغل بالعمل السياسي والمرتبط بدولة من الدول المحيطة بنا إسمه في جدول خاص تحت مسمى (وكيل سياسي) ،ويسجل أيضا بصفة دورية ما يحصل عليه من هذه الدولة من أموال بصفته (وكيلا معتمدا) ،الأمر الذي يترتب عليه أن تخضع موارده لضرائب الدخل والايراد العام ،وأن يسبق اسمه الموضوع على مقالاته عبارة (وكيل سياسي معتمد لدولة كذا) . سوف يحل هذا عديدا من المشاكل ،وسوف يوضح أمام القاريء ألوان المقالات ودوافعها ،ولن يقف القاريء موقف الحيرة أمام إعلان أحد السياسيين عن سعيه للمصالحة مع سوريا دون أن يستجد في موقف سوريا جديد ،أو أن يعلن آخر أنه سوف يتوسط لتصفية الخلافات مع الجماهيرية الليبية دون أن تبدي ليبيا من حسن النوايا إلا طردها للمصريين العاملين فيها ، أو أن يعود قطب سياسي ديني من السعودية بأحدث طراز من سيارات المرسيدس ،خالصة من الجمارك معلنا أنها خالصة (لوجه الله) ، أو أن يعلن رئيس لإحدى الجمعيات الدينية أنه جمع أموال بناء المساجد الكبرى من تبرعات المسلمين (بالخليج) في زيارة قصيرة الزمن عظيمة العائد ،أو أن تتوقف كثير من الأقلام (القومية) عن إعلان تأييدها للعراق أو إدانتها للعدو الايراني وفاء منها للشقيقتين العربيتين اللتين شاءتا أن تقفا في خندق واحد مع إسرائيل لمساندة الثورة الايرانية في تهديدها لأرض العراق ، بالسلاح لايران وبالمال للمناضلين العرب . وقد يحتج معترض بالصعوبات الفنية التي تواجه هذا القانون ،مثل الوضع القانوني للوكيل في حالة تعدد الوكالة أو بمعنى آخر الارتباط بأكثر من دولة ،وفي رأيي أن التيسير واجب ،وأنه من الممكن أن يسمح القانون بذلك مع اشتراط كتابة أسماء الدول الموكلة جميعا تحت إسم الوكيل ،ولا بأس من ذكر رقم البطاقة الضريبية تيسيرا لتحصيل حق الدولة ،وقد يثير معترض آخر الوضع القانوني للوكالة (الداخلية) بمعنى أن تتحدث قيادة وفدية عن الإخوان المسلمين بصفتها وكيلة عنها في ظل التحالف القائم بينهما ،وفي رأيي أن العبرة في ذلك تكون بالتعامل المادي -إن وجد- مع استبعاد الدفع بالعملة المحلية باعتباره (نفقات محولة) وقصر المحاسبة الضريبية على التعامل بالعملة الصعبة الواردة من الخارج . ما سبق كان اجتهادا قد يخطيء وقد يصيب ،لكنه إن أخطأ التطبيق فقد قصد كبد الحقيقة المحزنة التي يعيشها مناخنا السياسي الحالي ،وقد يأخذ البعض المقال بجدية مسترشدا بقانون مماثل في الولايات المتحدة الأمريكية ،وقد يأخذه البعض على محمل الدعابة فتنطبق عليه المقولة الشهيرة (شر البلية ما يضحك) ،وفي كل الأحوال فإنها رسالة أرجو أن تصل إلى من قصدت ،والله والوطن من وراء القصد . ========================= رابط تحميل الكتاب لمن أراد قراءته
تم تعريف العلمانية في أواخر القرن التاسع عشر باعتبارها "فصل الدين عن الدولة"، وكان التصور أن عملية الفصل هذه ستؤدي لا محالة إلى الحرية والديموقراطية وحل مشكلات المجتمع، فيَحل السلام فى الأرض وتنتشر المحبة والأخوة والتسامح. ولكن كلمة "دولة" كما وردت في التعريف آنف الذكر لها مضمون تاريخي وحضاري محدد، فهي تعني بالدرجة الأولى المؤسسات والإجراءات السياسية والاقتصادية المباشرة. كما أن الدولة في القرن التاسع عشر حين وُضِعَ التعريف، كانت دولة صغيرة وكياناً ضعيفاً، لا يتبعها جهاز أمني وتربوي وإعلامي ضخم (كما هو الحال الآن)، ولا يمكنها الوصول إلى المواطن في أي مكان وزمان. وكانت كثير من مجالات الحياة لا تزال خارج سيطرة الدولة، فكانت تديرها الجماعات المحلية المختلفة، منطلقة من منظوماتها الدينية والأخلاقية المختلفة. فالنظام التعليمى على سبيل المثال لم يكن بعد خاضعاً للدولة، كما أن ما أسميه "قطاع اللذة" (السينما � وكالات السياحة � أشكال الترفيه المختلفة مثل التليفزيون) لمَ يكن قد ظهر بعد. والإعلام لم يكن يتمتع بالسطوة والهيمنة التى يتمتع بهما فى الوقت الحاضر. والعمليات الاقتصادية لم تكن قد وصلت إلى الضخامة والشمول التي هي عليه الآن. كل هذا يعني في واقع الأمر أن رقعة الحياة الخاصة كانت واسعة للغاية، وظلت بمنأى عن عمليات العلمنة إلى حد كبير. ويلاحظ أن تعريف العلمانية باعتبارها فصل الدين عن الدولة يلزم الصمت بخصوص حياة الإنسان الخاصة و الأسئلة الكونية الكبرى مثل الهدف من الوجود و الميلاد و الموت، و لا يتوجه لمشكلة المرجعية ومنظومة القيم التى يمكن أن يحتكم إليها أعضاء مجتمع واحد.
ولكن حدثت تطورات همشت التعريف الوردي القديم منها تعملُق الدولة وتغوُّلها وتطويرها مؤسسات "أمنية وتربوية" مختلفة ذاتَ طابع أخطبوطي يمكنها أن تصل إلى كل الأفراد وكل مجالات الحياة. ثم تغوَّل الإعلام وتعملق هو الآخر وأصبح قادرا على الوصول إلى الفرد في أي مكان وزمان، والتدخل في تعريفه لنفسه وفي تشكيل صورته لنفسه، وفي التدخل في أخص خصوصيات حياته وحياة أطفاله، وفي صياغة أحلامهم ولا وعيهم. والإعلام بالمناسبة مؤسسة غير منتخبة ولا توجد أى مؤسسة لمراقبتها ومساءلتها. والسوق هي الأخرى لم تعد سوقاً، وإنما أصبحت كيانا أخطبوطيا يسيطر على الإعلام و علي كل مجالات الحياة، وهو يوجه رؤى البشر ويعيد صياغة أحلامهم وتوقعاتهم. كل هذا نجم عنه تضييق وضمور � وأحياناً اختفاء � الحياة الخاصة. في هذا الإطار، كيف يمكن أن نتحدث عن فصل الدين عن الدولة؟! أليس من الأجدر أن نتحدث عن هيمنة الدولة والسوق و الإعلام، لا علي الدين و حسب بل علي حياة الإنسان العامة و الخاصة.
إن ما يتشكل على أرض الواقع أبعد ما يكون عن فصل الدين عن الدولة، وإنما هو أمر أكثر شمولا من ذلك. فآليات العلمنة لم تعد الدولة وحسب وإنما آليات أخرى كثيرة لم يضعها من وضعوا تعريف العلمانية في الحسبان، من أهمها الإعلام والسوق و الدولة المركزية القوية. ومع هذا كلِّه ظل التعريف القديم قائماً، ولذا حينما نستخدم لفظ "علماني" فهو لا يشير إلى الواقع وإنما للتعريف الوردي الذي تخطاه الواقع، ويدور الحوار بشأن العلمانية في ضوء التعريف الوردي القديم وليس في ضوء معطيات الواقع الذي تحقق.
لكل هذا وجدت أنه لامناص من إعادة تعريف العلمانية انطلاقا من دراسة ما تحقق في الواقع بالفعل و ليس من التعريف المعجمي، علي أن يحيط التعريف الجديد بمعظم جوانب الواقع الذي تمت علمنته. فحاولت أن أقوم بتطوير نموذج تحليلي من خلال ما أطلق عليه "التعريف من خلال دراسة مجموعة من المصطلحات المتقاربة ذات الحقل الدلالي المشترك أو المتداخل". فجمعت معظم المصطلحات التي تُستخدم في وصف أو نقد المجتمعات العلمانية الحديثة مثل التسلع و التنميط و الإغتراب و إزاحة الإنسان عن المركز، ثم جردت النموذج الكامن وراءها جميعا. فلاحظت أن معظمها يشير إلى حالة إنسانية (مثالية) تتسم بالتكامل والتركيب والكلية والحرية والمقدرة على الاختيار والتجاوز، وهي حالة يكون فيها الإنسان مستقلا عن الطبيعة/ المادة، متميزا عنها، متجاوز لقوانينها لأنه يتحرك في حيزه الإنساني الذي له قوانينه الإنسانية (الاجتماعية والحضارية) الخاصة، ومن ثم فهذه الحالة هي ما يشكل إنسانية الإنسان وجوهره. ولكن هذه المصطلحات تشير أيضا إلى أن ثمة انتقال من هذه الحالة الإنسانية الجوهرية المتجاوزة الافتراضية إلى حالة واقعية ومتحققة في المجتمعات العلمانية الحديثة تتسم بذوبان الإنساني في المادي. من كل هذا استخلصت نموذجا يمكن تلخيص ملامحه في صياغة بسيطة جدا: العلمانية التي تحققت في الواقع تعني أن ثمة انتقال من الإنساني إلى الطبيعي/ المادي، أي من التمركز حول الإنسان إلى التمركز حول الطبيعة، أي الانتقال من تأليه الإنسان وخضوع الطبيعة إلى تأليه الطبيعة وإذعان الإنسان لها ولقوانينها ولحتمياتها، أي أن هذه العلمانية تشكل سقوطا في الفلسفة المادية.
وانطلاقا من هذا قمت بالتفريق بين ما أسميه "العلمانية الجزئية" التي يمكن أن أطلق عليها "العلمانية الأخلاقية" أو "العلمانية الإنسانية"، وهي "فصل الدين عن الدولة" من ناحية، ومن ناحية أخرى ما أسميه "العلمانية الشاملة"، وهي رؤية شاملة للكون بكل مستوياته ومجالاته، لا تفصل الدين عن الدولة وعن بعض جوانب الحياة العامة وحسب، وإنما تفصل كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية عن كل جوانب الحياة العامة في بادئ الأمر، ثم عن كل جوانب الحياة الخاصة في نهايته، إلى أن يتم نزع القداسة تماماً عن العالم، بحيث يتحول العالم (الإنسان والطبيعة) إلى مادة استعمالية. وهي رؤية شاملة، لأنها تشمل كلاً من الحياة العامة والخاصة، بحيث تتساوى كل الظواهر الإنسانية والطبيعية وتصبح كل الأمور مادية. إن العالم، من منظور العلمانية الشاملة (شأنها في هذا شأن الفلسفة المادية)، خاضع لقوانين مادية كامنة فيه لا تفرق بين الإنسان و غيره من الكائنات. كل هذا يعني نزع القداسة عن الطبيعة والإنسان وتحويلهما إلى مادة استعمالية، يوظفها القوي لحسابه. والعلمانية الشاملة بطبيعة الحال لا تؤمن بأية معايير أو مطلقات أو كليات، فهى لاتؤمن إلا بالنسبية المطلقة. بل إننى أذهب إلى أن ثمة ترادف بين العلمانية الشاملة والرؤية الداروينية الصراعية، ولذا أسميها العلمانية المادية أو العلمانية المنفصلة عن القيمة أو العلمانية الداروينية، إذ إنه في غياب المعايير التى تتجاوز الذات الإنسانية تظهر آلية واحدة لحسم الصراع وهي القوة، ولذا نجد أن البقاء هو للأقوى، ولعل المنظومة الداروينية الصراعية هي أقرب المنظومات اقتراباً من نموذج العلمانية الشاملة.
و العلمانية ليست ظاهرة إجتماعية أو سياسية محددة واضحة المعالم تتم من خلال آليات واضحة (مثل إشاعة الإباحية)، يمكن تحديدها بدقة وبساطة. كما أنها ليست -كما يتصور البعض- أيديولوجية أو حتى مجموعة من الأفكار التي صاغها بعض المفكرين العلمانيين الغربيين، وأن هذه الأفكار نشأت في أوروبا بسبب طبيعة المسيحية، باعتبارها عقيدة تفصل الدين عن الدولة وتعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وأنه للتحقق من معدلات العلمنة في مجتمع ما، فإن علي الباحث أن يتناول عمليات العلمنة الواضحة وآلياتها المباشرة ومؤشراتها الظاهرة، فإن وجدها، صُنِّف المجتمع باعتباره مجتمعاً علمانياً، وإن لم يجدها فهو، بكل بساطة، مجتمع إيماني! وانطلاقا من هذا التصور الاختزالي تصبح مهمة من يود التصدي للعلمانية هي البحث عن هذه الأفكار العلمانية والممارسات العلمانية (الواضحة) وعن القنوات التي يتم من خلالها نقلها. ومهمة من يبغى الإصلاح هي ببساطة استئصال شأفة هذه الأفكار والممارسات، عن طريق إصدار تشريعات سياسية معينة وفرض رقابة صارمة على الصور والأفكار الواردة من الخارج.
إن مَن يدرس ظاهرة العلمانية باعتبارها مجموعة من الأفكار المحددة والممارسات الواضحة، يتجاهل الكثير من جوانبها وبالتالي يفشل في رصدها. إن مصطلح «علمانية» كما هو متداول لا يشير إلا إلى هذه الجوانب الواضحة و الظاهرة التي أشرنا إليها، فهو دال قاصر عن الإحاطة بمدلوله. فالعلمانية ثمرة عمليات كثيرة متداخلة بعضها ظاهر واضح والآخر بنيوي كامن، وتشمل كل جوانب الحياة، العامة والخاصة، الظاهرة والباطنة، وقد تتم هذه العمليات من خلال الدولة المركزية، بمؤسساتها الرسمية، أو من خلال قطاع اللذة من خلال مؤسساته الخاصة، أو من خلال عشرات المؤسسات الأخرى (ومنها المؤسسات الدينية)، أو من خلال أهم المنتجات الحضارية أو أتفهها.
ولذا فدائما ما أشير إلى ما أسميه "العلمنة البنيوية الكامنة" لوصف ما أتصور أنه أهم أشكال العلمنة وأكثرها ظهوراً وشيوعاً. والتي تتسرب لنا، وتتغلغل في وجداننا، دون أي شعور من جانبنا، من خلال منتجات حضارية يومية وأفكار شائعة وتحولات اجتماعية تبدو كلها بريئة أو لا علاقة لها بالعلمانية أو الإيمانية. خذ علي سبيل المثال سلعة من أكثر السلع شيوعا و أبسطها، التِّيشيرت T-Shirt الذي يرتديه أي طفل أو رجل وقد كتب عليه مثلاً «اشـرب كوكا كولا». إن الرداء الذي كان يُوظَّف في الماضـي لسـتر عورة الإنسـان ولوقايته من الحر والبرد، وربما للتعبير عن الهوية، قد وُظِّف في حالة التِّيشيرت بحيث أصبح الإنسان مساحة لا خصوصية لها غير متجاوزة لعالم الحواس والطبيعة/المادة. ثم تُوظف هذه المساحة في خدمة شركة الكوكاكولا (على سبيل المثال) وهي عملية توظيف تُفقد المرء هويته وتحيّده بحيث يصبح منتجاً بائعاً (الصدر كمساحة) ومستهلكاً للكوكاكولا (هذا مع العلم بأن الكوكاكولا ليست محرمة فهي حلال)، أي أن التِّيشيرت أصبح آلية كامنة من آليات العلمنة إذا حولت الإنسان إلي مادة إستعمالية، ومع هذا لا يمكن القول بأن الكثيرين يدركون ذلك.
وما قولكم في هذه النجمة السينمائية المغمورة (أو الساطعة) التي تحدثنا عن ذكريات طفولتها وفلسفتها في الحياة وعدد المرات التي تزوجت فيها وخبراتها المتنوعة مع أزواجها، ثم تتناقل الصحف هذه الأخبار وكأنها الحكمة كل الحكمة! وقد تحدثت إحداهن مؤخرا عما سمته "الإغراء الراقي"، مما يدل على عمقها الفكري الذي لا يمكن أن تسبر أغواره. أليس هذا أيضاً علمنة للوجدان والأحلام إذ تحوَّلت النجمة إلى مصدر للقيمة وأصبح أسلوب حياتها هو القدوة التي تُحتذى، وأصبحت أقوالها المرجعية النهائية؟ وقد يكون وصف أقوال هذه النجمة بأنها منافية للأخلاق أو للذوق العام وصفاً دقيقاً، ولكنه مع هذا لا يُبيِّن الدور الذي تلعبه النجمة وأفكارها في إعادة صياغة رؤية الإنسان لنفسه وتَصوُّره لذاته وللكون بشكل غير واع- ربما من جانبها ومن جانب المتلقي معا.
أن بعض المنتجات الحضارية التي قد تبدو بريئة تماماً و مجرد تسلية مؤقتة تؤثر في وجداننا وتُعيد صياغة رؤيتنا لأنفسنا وللعالم. إذ إن أولئك الذين يرتدون التِّيشيرت، ويشاهدون الأفلام الأمريكية (إباحية كانت أم غير إباحية)، ويسمعون أخبار وفضائح النجوم ويتلقفونها، ويشاهدون كماً هائلاً من الإعلانات التي تغويهم بمزيد من الاستهلاك، ويهرعون بسياراتهم من عملهم لمحلات الطعام الجاهز وأماكن الشراء الشاسعة يجدون أنفسهم يسلكون سلوكاً ذا توجُّه علماني شامل ويستبطنون عن غير وعي مجموعة من الأحلام والأوهام والرغبات هي في جوهرها علمانية شاملة دون أية دعاية صريحة أو واضحة. وربما كان بعضهم لا يزال يقيم الصلاة في مواقيتها ويؤدي الزكاة.
ونظراً لعدم إدراك البعض لأشكال العلمنة البنيوية الكامنة هذه، فإنه لا يرصدها. ولذا، يُخفق هذا البعض في تحديد مسـتويات العلمنة الحقيقية. وعلى هذا، فقد يُصنَّف بلد باعتباره إسلامياً (مثلاً) لأن دستور هذا البلد هو الشريعة الإسلامية مع أن معدلات العلمنة فيه قد تكون أعلى من بلد دستوره ليس بالضرورة إسلامياً ولكن معظم سكانه لا يزالون بمنأى عن آليات العلمنة البنيوية الكامنة التي أشرنا إليها.
الكتاب مدخل رائع جدا للعلمانية طرح المشكلة و اسبابها كان منطقي و مُرتَب في بداية الكتاب ثم مجموعة مقالات بعضها نُشر و بعضها لم ينُشَر المقالت كانت رد علييبعض الكتّاب و الصحفيين و المواقف السياسية اللي بتأيد الدولة الدينية , المقالات مش متشخصنة و ان كان في مقالة او اتنين موجهين بشكل شخصي لكن الكتاب ككل بيقدم فكر و بيناقش قضية مهمة و قرارت غلط مازلنا بندفع ثمنها حتي الان الكتاب مش محتاج انك تكون قارئ سابق في العلمانية و لكن محتاج انك تراجع وراه بعض الاحداث التاريخية في الخلافات الاسلامية عشان تقدر تكون وجهة نظر وفي طبعا احداث انت شايفها بعنيك مش محتاج انك ترجع فيها لمرجع و اخيرا , احب اسجل اعجابي باسلوب دكتور فرج فودة الادبي نظرا لسلاسته و بسطاته و دقة الفاظه انصح مهاجمي العلمانية بقرائته و لكن بعقل قابل لوجهة النظر الاخري
لولا بعض المقالات التي رأيتها اخف من باقي اجزء الكتاب لأعطيته الخمس نجمات عن طيب خاطر كتب يحكي اجتهاد ووجهاد بالكلمة ويكشف عن زيف كبير انتشر في المجتمع بوقته ولا يزال حتى الآن يحكي أيضا عن تواطؤ انظمة الدولة الرسمية بدرجة ما مع هذا الزيف المظالم المظلم
هذا الكتاب موجه للعامة وليس المثقفين وعلى هذا المبدأ كان التقييم
ومن هنا تمثل لي لماذا كان فرج فودة بهذه الخطورة على التيار الاسلامي لينجرفوا لقتله رغم أن هناك من قالوا بأكثر مما قال ففرج فودة لم ينشغل بحوار المثقفين ولكنه كان يحاور العامة هذا الرجل تواصل مع الطبقة الجماهيرية المستهدفة من الاسلاميين فخشوا أن يضرب أهم قواعدهم
وهنا أثار فرج بداخلي سؤال صعب هل قضية العلمانية قضية سياسية بالدرجة الأولى حسبما يقول وبالتالي لا يجب أن ننحرف للحوار الديني مع المتطرفين فنعطيهم ما يريدون بالنزول من الساحة السياسية للساحة الدينية أم هي قضية دينية فنأصل كما يأصلون ونفند كما يفندون أم ما أميل له هي قضية ثقافية فلا هي سياسية بحتة ولا هي دينية بحتة وإنما هي قضية تراثية تحمل من هذا وذاك والجهود المطلوبة هنا هو الفصل بين السياسي والديني في التراث حتى نستطيع فصله في الواقع
والكتاب مجموعة مقالات هي سجالات صحفية بين الكاتب والاسلاميين من أهمها رده على صلاح أبو اسماعيل الذي سحق فيه تاريخ الرجل وهو والد حازم صلاح أبو اسماعيل الذي خاض الانتخابات الرئاسية وكان له ملايين التابعين وعرض في�� علاقته مع السلطة سواء رسالته لجمال عبد الناصر التي يتبرأ فيها من جماعة الإخوان الضالة ويصف فيها ثورة يوليو بالمباركة وكعبة المجاهدين أو وصف رئيس الحزب بفؤاد الاسلام وسراج الدين عندما كان فيه ثم وصفه بالكذاب الأشر بعد طرده والذي يبرره الشيخ بأن موقفه كان كموقف الرسول وهو يعرض نفسه على القبائل الكافرة