نفثات روحية، و منازل عرفانية، و سياحات ربانية سماها صاحب الديوان "البقايا" و أشعار الإمام محمد زكي الدين إبراهيم صاحب الديوان كما سترى مفعمة ليس بالمعاني الراقية فحسب، و إنما بكثير من علوم التحقيق، و إشارات أهل التدقيق، و إصطلاحات أهل الطريق. ليس في التصوف فحسب بل في الفقه و الحديث و علومه، و الكلام، و العقائد، فضلا عن التاريخ و فلسفته، و الاجتماع و اللغة و الأدب........
هو الإمام الأزهري الفقيه المحدث، مجدد التصوف الإسلامي،السيد محمد زكي بن إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي، وكنيته: (أبو البركات)، ولقبه: (زكي الدين)، و هو رائد العشيرة المحمدية ومؤسسها ، و مؤسس مجلة «المسلم»، (المجلة الصوفية الأولىٰ في العالم الإسلامي)و معهد إعداد الدعاة (أول معهد شعبي صوفي من نوعه). كما أسس الطريقة المحمدية الشاذلية، و كان عضو بالمجلس الأعلىٰ للشئون الإسلامية، و عضو (الهيئة العليا للدعوة بالأزهر) برئاسة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود. كما كان عضوًا إداريًّا عاملًا في أكثر من جماعة وهيئة ولجنة إسلامية، واجتماعية، وثقافية عامة وخاصة، رسمية وشعبية، بمصر والخارج، منها: (جماعة أبوللو) للشعراء بدعوة المرحوم أحمد شوقي أمير الشعراء. كذلك كتب في: «لواء الإسلام»، و«المسلم»، و«الخلاصة»، و«العمل»، و«الرسالة الإسلامية»، و«التصوف الإسلامي»، وجريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، و«السياسة» الأسبوعية، و«النهضة الفكرية»، و«الفجر»، و«أبولو»... وغيرها من المجلات. وقد أسس جماعة (الروَّاد الأوائل)، وكان يقوم بتحرير مجلتها: «التعارف». وقد تنوعت مقالات الشيخ وكتاباته؛ فكان منها: المقال الديني، والاجتماعي، والتاريخي، والأدبي، والسياسي، وكان منها البحث الأكاديمي. * أسس (المؤتمر الصوفي العالمي) و(مؤتمر المرأة المسلمة)، الذي عقد في أوائل الخمسينيات، واشتركت فيه الجماعات الإسلامية، وكان له صداه في العالم كله، وكان -رحمه الله- من أقدم مؤسسي جمعية الإخوان المسلمين، ثم تركها مع الدكتور المرحوم (إبراهيم حسن). مسيرته العلمية حفظ القرآن على يد الشيخ جاد الله بالقراءات* المختلفة. حصل على العالمية القديمة من الأزهر الشريف، وكان ذلك في الفترة ما بين 1926 إلى 1930م. مُنح نوط الامتياز من الطبقة الأولى. انتقل إلى رحمة الله في 16 من جماد الآخر 1419هـ الموافق 7أكتوبر 1998، ودفن بجوار أبيه وجده بقايتباي القاهرة.
أنهيت قرأتي للجزء الأول من ديوان البقايا ... نعم أنهيت و ما انتهيت عن النهل من أشعار سيدي الحبيب الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم ...لم تكن أشعاره أشعار بل أنوار تهدي القلب لمعاني الحب. حب الله أصل له فروع، و تنبت براعمه حب الزوجة و الأبناء و الأصدقاء و الأباء و . الأجداد و الوطن. هذا الديوان سينفونية حب حتي للمخالفين و لمن عادى و اتهم. هذا الديوان نبض قلب إنسان مُحب بل لو كان الحب شئ لصار قلبه.