What do you think?
Rate this book
الاختفاء العجيب لرجل مدهش
تدور أحداث الرواية فى مدينة "مونتريال" الكندية، وتطرق إلى عوالم غريبة لم تطأها قدم من قبل، وتغوص فى عالم من الأساطير والحكايات التى يمتزج فيها الواقع بالغيب، والحاضر بالماضى والمستقبل، بل والحياة بالموت بأسلوب أدبى رصين.
وجاء على الغلاف "يحكى فرنسوا ليكو قصة اختفائه العجيب فى عالمه الخاص الذى صنعه بنفسه كمهرج شارع ومزين موتى، ليقدم لنا الوجه الآخر لمونتريال الكندية، حيث تعيش أحلام المهاجرين فى الشوارع الخلفية، ويعود الموتى للحياة بسحر الحكايات.."
ويصف الكاتب روايته بأنها "رواية العالم الموازى لحياة المدنية الغربية بجبروتها.. عالم لا تُفتح أبوابه إلا لمن تعرف قلوبهم بصدق معنى الحب والجنون".
وجاء على الغلاف "يحكى فرنسوا ليكو قصة اختفائه العجيب فى عالمه الخاص الذى صنعه بنفسه كمهرج شارع ومزين موتى، ليقدم لنا الوجه الآخر لمونتريال الكندية، حيث تعيش أحلام المهاجرين فى الشوارع الخلفية، ويعود الموتى للحياة بسحر الحكايات.."
ويصف الكاتب روايته بأنها "رواية العالم الموازى لحياة المدنية الغربية بجبروتها.. عالم لا تُفتح أبوابه إلا لمن تعرف قلوبهم بصدق معنى الحب والجنون".
220 pages, Paperback
First published July 1, 2013
10 people are currently reading
346 people want to read
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 69 reviews
December 20, 2022
رواية تنتمي لمدرسة الواقعية السحرية التجربة الأولي لي مع هذا اللون لكاتب عربي.
الرواية مليانه حكايات عجائبية حاجات غريبة حصلت لناس من وحي خيال الكاتب فيهم اللي كان مهم جدًا لنهاية الرواية و فيهم اللي مكنش مهم لنهاية الرواية بس كان مهم عشان يخلينا نقرب من شخصيات الرواية الرئيسية و نتأثر لما نعرف نهايتها
الانتحار فعلًا مشكلة حقيقية هو ببساطة اننا ناخد الطريقة الاقصر للنهاية بدون معاناة و بدون خوف من المستقبل بدون ما نفكر في الناس ولا في بكره.
طريق مختصر للنهاية خالي من كل معاناة الحياة..
بدون ما نفكر في هنشتغل ايه عشان نعرف نكمل بقيت حياتنا بطريقة كريمة و مشرفة.
بس للاسف فيه ناس بيبقي عندهم فعلًا استعداد يحاربوا و يشتغلوا بس مش بيلاقوا.
عندنا في البلاد العربية الحياة سهله عن بره لان احتياجات المعيشة بره و المنافسة بره قروش بتنافس بعضها لو تخاذلت هتتاكل.
لكن عندنا عمومًا كله واقف في نفس المكان يمكن من مئات السنين.
الرواية مليانه حكايات عجائبية حاجات غريبة حصلت لناس من وحي خيال الكاتب فيهم اللي كان مهم جدًا لنهاية الرواية و فيهم اللي مكنش مهم لنهاية الرواية بس كان مهم عشان يخلينا نقرب من شخصيات الرواية الرئيسية و نتأثر لما نعرف نهايتها
الانتحار فعلًا مشكلة حقيقية هو ببساطة اننا ناخد الطريقة الاقصر للنهاية بدون معاناة و بدون خوف من المستقبل بدون ما نفكر في الناس ولا في بكره.
طريق مختصر للنهاية خالي من كل معاناة الحياة..
بدون ما نفكر في هنشتغل ايه عشان نعرف نكمل بقيت حياتنا بطريقة كريمة و مشرفة.
بس للاسف فيه ناس بيبقي عندهم فعلًا استعداد يحاربوا و يشتغلوا بس مش بيلاقوا.
عندنا في البلاد العربية الحياة سهله عن بره لان احتياجات المعيشة بره و المنافسة بره قروش بتنافس بعضها لو تخاذلت هتتاكل.
لكن عندنا عمومًا كله واقف في نفس المكان يمكن من مئات السنين.
December 1, 2013
انا دماغي لفت يا سيِّد علّام
جدير بالذكر اني كنت بفكر اكتب خيال بس بعد ما قريت قفلت الموضوع -_-
جدير بالذكر اني خلصت الرواية في 3 أيام كل يوم 50 صفحة قبل النوم و اللي بيخليني اقفلها ان عنيا وجعتني
جدير بالذكر للمرة الأخيرة اني في اول يوم بصيت على اسم حضرتك ييجي 5 مرات كل ما اقرا ابص اتأكد انها مش مترجمة
ايه العظمة دي؟ .
جدير بالذكر اني كنت بفكر اكتب خيال بس بعد ما قريت قفلت الموضوع -_-
جدير بالذكر اني خلصت الرواية في 3 أيام كل يوم 50 صفحة قبل النوم و اللي بيخليني اقفلها ان عنيا وجعتني
جدير بالذكر للمرة الأخيرة اني في اول يوم بصيت على اسم حضرتك ييجي 5 مرات كل ما اقرا ابص اتأكد انها مش مترجمة
ايه العظمة دي؟ .
December 7, 2017
أبطال روايتنا المدهشة رجل كطفل ضغير يجمّل الموتى كعمل يتقنه ويتفنن فيه يقتات به رزقه ويعمل مهرجًا لإسعاد الأطفال ورؤية الدهشة في عيونهم ، وثلاثة عجائز عجيبات الأطوار والتصرفات فى دار للمسنين، وعرّافة تملك السحر والنبوءة والجمال، وأشخاص هائمون على الحد الفاصل بين الموت والحياة، وفراشات ملونة تتبع فاتنة خضراء بملاكها الحارس، وأحلام تريد أن تنتحر بعدما تخلى عنها أصحابها لتغير في نفوسهم أو بسبب هموم الغربة..
رواية إن حكيت لك عنها وقلت أن كاتبها عربي أسمه أسامة علام وأنها ليست رواية مترجمة فلن تصدقني إلا اذا رأيت اسم الكتاب علي الغلاف وحلفت ألف مرة علي ذلك..
بجانب الفانتازية والخيال في الرواية فالكثير الكثير يمكن إسقاطه علي الواقع تاركنا في المنتصف بين الخيال والأحلام والواقع المرير.. ربما لا أستطيع أن أختار عدة سطور لتكون مقطتفات من الرواية لأنها مليئة بالحالات والقطع الكاملة التي سيفقدها معناها تقطيعها.. لذا سأختار ذلك الجزء الذي أثر في كثيراً حتي توقفت ودمعت عيناي..
كانت نينا التي ستقول ما سأكتبه هنا طوال عمرها جبانة، ضعيفة ومسالمة لأبعد حد وعاشت طوال عمرها هكذا بأحلام تمرد ولو بسيط كانت تتراجع عنها كرغبتها في ارتداء زي ساحرة في أحد الحفلات ومنع والدتها ودتها لذلك بحجة أن ذلك يجلب الشؤم للفتاة ويحرمها من أن تتزوج رجل محترم.. لكنها بعدما أصبحت عجوز وبعد كل تلك السنين ولتنفذ خطتها الموعودة ارتدت زي الساحرة وقالت:
هذه المرة استمعت أكثر بمرارة الكحول القوية متفحصة الوردتين محاولة ألا أبكي من شدة التأثر. متذكرة نينا جانيون الشابة الجميلة الخائفة دوماً. كم كانت هذه الطفلة جميلة وغبية. كيف مر كل هذا الوقت سريعاً هكذا دون حتى أن يترك لي ذكرى واحدة منها..
------------------
نهاية الرواية كانت بعد تلك المرآة .. كانت مؤثرة.. كل الرواية بقصصها السحرية المتفرعة جميلة ومؤثرة. لن أنساها ولن أنسى ذلك الجميل الذي أهداني تلك الرواية ما حييت..
رواية إن حكيت لك عنها وقلت أن كاتبها عربي أسمه أسامة علام وأنها ليست رواية مترجمة فلن تصدقني إلا اذا رأيت اسم الكتاب علي الغلاف وحلفت ألف مرة علي ذلك..
بجانب الفانتازية والخيال في الرواية فالكثير الكثير يمكن إسقاطه علي الواقع تاركنا في المنتصف بين الخيال والأحلام والواقع المرير.. ربما لا أستطيع أن أختار عدة سطور لتكون مقطتفات من الرواية لأنها مليئة بالحالات والقطع الكاملة التي سيفقدها معناها تقطيعها.. لذا سأختار ذلك الجزء الذي أثر في كثيراً حتي توقفت ودمعت عيناي..
كانت نينا التي ستقول ما سأكتبه هنا طوال عمرها جبانة، ضعيفة ومسالمة لأبعد حد وعاشت طوال عمرها هكذا بأحلام تمرد ولو بسيط كانت تتراجع عنها كرغبتها في ارتداء زي ساحرة في أحد الحفلات ومنع والدتها ودتها لذلك بحجة أن ذلك يجلب الشؤم للفتاة ويحرمها من أن تتزوج رجل محترم.. لكنها بعدما أصبحت عجوز وبعد كل تلك السنين ولتنفذ خطتها الموعودة ارتدت زي الساحرة وقالت:
هذه المرة استمعت أكثر بمرارة الكحول القوية متفحصة الوردتين محاولة ألا أبكي من شدة التأثر. متذكرة نينا جانيون الشابة الجميلة الخائفة دوماً. كم كانت هذه الطفلة جميلة وغبية. كيف مر كل هذا الوقت سريعاً هكذا دون حتى أن يترك لي ذكرى واحدة منها..
------------------
نهاية الرواية كانت بعد تلك المرآة .. كانت مؤثرة.. كل الرواية بقصصها السحرية المتفرعة جميلة ومؤثرة. لن أنساها ولن أنسى ذلك الجميل الذي أهداني تلك الرواية ما حييت..
June 11, 2013
رواية الخيال الخصب لاسامة علام...سبق وقرأت له واحة الزهور السوداء ، ورغم اني لا آميل للكتابات الخيالية الا انني لم املك الا ان انبهر بها
اسامة علام له قلم يجعل الخيال واقعاً ملموساً ، يحول السحر والمعجزات الي بديهيات من جسد روايته ، ما تظن انت انه غير معقول هو في الحقيقة الواقع الذي يرسمه اسامة ويتحرك فيه.
في روايته الجديدة الاختفاء العجيب لرجل مدهش ، يسيطر اسامه علام علي الخيال وينقلنا اليه لنتجول فيه ببساطة ويسر مع لغة رشيقة وقلم مبدع ، يدخل بنا الي عوالم الاحلام البسيطة للمهاجرين الي اي مدينة في اي قطعة من الارض ، لنري كيف تعيش هذه الاحلام وكيف تعاني وكيف تتحقق او تختنق وتموت
المدهش حقاً في الرواية هو ان الاغراب فيها ليس فقط اغتراب المهاجر الراحل عن وطنه الي ارض جديدة ، بل يتعداه ليصبح المغترب عن واقعه المنفصل عن دنياه حتي لو لم يغادر وطنه.....فلكل انسان احلام وهذه الاحلام تعيش معه لكنه لا يراها كما يراها اسامة علام تتنفس وتنبض وتضحك وتبكي
رواية رائعة لمبدع اعتقد انه مميز جداً وسط كتاب عالمنا العربي
اسامة علام له قلم يجعل الخيال واقعاً ملموساً ، يحول السحر والمعجزات الي بديهيات من جسد روايته ، ما تظن انت انه غير معقول هو في الحقيقة الواقع الذي يرسمه اسامة ويتحرك فيه.
في روايته الجديدة الاختفاء العجيب لرجل مدهش ، يسيطر اسامه علام علي الخيال وينقلنا اليه لنتجول فيه ببساطة ويسر مع لغة رشيقة وقلم مبدع ، يدخل بنا الي عوالم الاحلام البسيطة للمهاجرين الي اي مدينة في اي قطعة من الارض ، لنري كيف تعيش هذه الاحلام وكيف تعاني وكيف تتحقق او تختنق وتموت
المدهش حقاً في الرواية هو ان الاغراب فيها ليس فقط اغتراب المهاجر الراحل عن وطنه الي ارض جديدة ، بل يتعداه ليصبح المغترب عن واقعه المنفصل عن دنياه حتي لو لم يغادر وطنه.....فلكل انسان احلام وهذه الاحلام تعيش معه لكنه لا يراها كما يراها اسامة علام تتنفس وتنبض وتضحك وتبكي
رواية رائعة لمبدع اعتقد انه مميز جداً وسط كتاب عالمنا العربي
November 5, 2013
اشتريت الرواية من مكتبة ألف بعد ان شدنى اسمها و التعقيب عليها
منذ اللحظة الأولى تشدك الأحداث الغرائبية وأبطال العمل غير التقليدين الذين يذكرونك بهذا العالم الخيالى وفانتازيا هاروكى موراكامى
وان اختلف المكان الذى تدور به أحداث العمل حيث مونتريال بلاد الثلج والوحدة
الملحوظة الرئيسية على العمل ككل انه كى تستطيع قراءاته بدون انحيازات مسبقة فيجب أن تنسى ان اسم المؤلف مصرى خالص .. وتتخيل أنه عمل مترجم
لن أحرق الأحداث على القارىء ، فالعمل يستحق القراءة بالفعل وخصوصا انه اول قراءة لى لأعمال المؤلف أسامة علام
رغم الجودة العالية للعمل فلم استطع منع نفسى من التعجب لانه منشور تحت مشروع اسمه (حكايات عربية فى مونتريال) بينما لا توجد شخصية عربية واحدة فى النص
أيضاً الجزء الخاص بالأحلام بدا لى منفصلاً قليلاً .. قد تكون احلام شخصيات عادية موجودة فى كل مدينة .. ولكنه ليس خاصاً بمدينة مونتريال فقط
تمنياتى بالتوفيق للمؤلف فى أعماله القادمة .. موراكامى مصر :-)
منذ اللحظة الأولى تشدك الأحداث الغرائبية وأبطال العمل غير التقليدين الذين يذكرونك بهذا العالم الخيالى وفانتازيا هاروكى موراكامى
وان اختلف المكان الذى تدور به أحداث العمل حيث مونتريال بلاد الثلج والوحدة
الملحوظة الرئيسية على العمل ككل انه كى تستطيع قراءاته بدون انحيازات مسبقة فيجب أن تنسى ان اسم المؤلف مصرى خالص .. وتتخيل أنه عمل مترجم
لن أحرق الأحداث على القارىء ، فالعمل يستحق القراءة بالفعل وخصوصا انه اول قراءة لى لأعمال المؤلف أسامة علام
رغم الجودة العالية للعمل فلم استطع منع نفسى من التعجب لانه منشور تحت مشروع اسمه (حكايات عربية فى مونتريال) بينما لا توجد شخصية عربية واحدة فى النص
أيضاً الجزء الخاص بالأحلام بدا لى منفصلاً قليلاً .. قد تكون احلام شخصيات عادية موجودة فى كل مدينة .. ولكنه ليس خاصاً بمدينة مونتريال فقط
تمنياتى بالتوفيق للمؤلف فى أعماله القادمة .. موراكامى مصر :-)
February 2, 2018
ﻷنن� بشر دائماً ما نخطئ ... و ﻷنن� بشر � نحتمل وجود من لم يرتكب خطيئة فى حياته قط بيننا ... وجوده يلوثنا و يخيفنا ... لذلك يجب أن � يكون له وجود ...
February 13, 2025
اقل ما يقال عنها انها تحفة أدبية
بقالى كتير ما انغمستش فى قراءة شئ ما زى كده
حقيقى مبدعة و جنونية لدرجة مذهلة
انا فعلا مش عارفه اعبر عن مدى اعجابي بيها و لأى درجة كنت متحمسة أثناء قراءتها و انهيتها تقريبا فى يومين رغم شيفتات ال ١٢ ساعة
بقالى كتير ما انغمستش فى قراءة شئ ما زى كده
حقيقى مبدعة و جنونية لدرجة مذهلة
انا فعلا مش عارفه اعبر عن مدى اعجابي بيها و لأى درجة كنت متحمسة أثناء قراءتها و انهيتها تقريبا فى يومين رغم شيفتات ال ١٢ ساعة
May 21, 2018
رائعة جدا يا دكتور
أنت المدهش يا صديقي في كتاباتك وفي صدقك وروعتك.. تأخرت كثيرًا عن قراءة الرواية ولكن ربما ذلك من حسن حظي وتدابير القدر؛ لأقرأها في وقت أكون بحاجة لجمال الكلمة وعذوبة الحرف.
في انتظار جديدك القادم يا صديقي
أنت المدهش يا صديقي في كتاباتك وفي صدقك وروعتك.. تأخرت كثيرًا عن قراءة الرواية ولكن ربما ذلك من حسن حظي وتدابير القدر؛ لأقرأها في وقت أكون بحاجة لجمال الكلمة وعذوبة الحرف.
في انتظار جديدك القادم يا صديقي
September 22, 2013
وأنا اقرأ واسمع من قرأ، في حفل توقيع رواية "الاختفاء المدهش لرجل عجيب" لاسامة علام، تزاحمت الذكريات في رأسي، كل منها تريد ان تتقدم الصف لتخرج قبل غيرها معلنة انها الاحق في نسب الرواية اليها، شكلا ومضمونا.
الرواية باختصار مونتريالية الموضوع، فالاحداث والشخصيات ومسرح الحدث مونترياليو الجنسية، اللغة عربية مطعمة بمفردات مصرية، الاحلام هي احلام مهاجرين مقموعين في بلادهم الاصلية وفي المدينة الكندية الكبيرة، اما الخيال فهو خيال الفنانين منذ الف ليلة وليلة مرورا بمائة عام من عزلة الجنرالات بما فيهم السيسي، وصولا الى الخيال العلمي الايفون.
وانا اقرأ الرواية، تذكرت انني في احد الايام قبل حوالي ١٨ سنة، كنت في زيارة لاخي المقيم في جزيرة المارتينيك في الكاريبي، عندما رأيت مجموعة من الاطفال يلعبون في طريق احد القرى، فطلبت من اخي ان يوقف سيارته ويعود معي سيرا على الاقدام لرؤية الاطفال. كانوا اربعة اخوة، ثلاثة منهم سود البشرة، اما الرابع فهو اشقر الشعر، ابيض الوجه، مع عينين زرقاوين، ولكنه مع ذلك هو اسود في كل شيء آخر، في حجم الانف والشفتين والجبين، وفي كل التقاطيع الاخرى، قال اخي: هذه الحالة تتكرر في اكثر من شخص في هذه الجزيزة التي سكانها اصلا من الزنوج الذين تم نقلهم من افريقيا وبيعهم للرجل الابيض، لذلك ترى لون الاب المغتصب الاشقر احيانا في الجيل الرابع او الخامس.
رواية اسامة علام، تشبه في احد وجوهها، الولد الاسود الذي يضع قناعا اشقر من الجلد الحقيقي، وهكذا الرواية التي اختارت موضوعها وشخصياتها واحداثها من المجتمع الفرنسي "الاشقر" في مونتريال، ولكنها في لغتها واحلام ابطالها وخيالاتهم فتبقى سمراء من عالم ثالث، يعاني عذاباته ويستمتع بها بصمت ارستقراطي يليق بمثقف حالم.
شكرا اسامة.
بقلم / ميخائيل سعد ... لقد كتب ما كنت ارغب في قوله تماما عن رواية أسامة
April 13, 2015
كتبت هذه الرواية ببراعة. برغم القدر المفرط من الغرائبية، والاحداث والسرد الروائي اللاتقليدي، إلا أنها رواية متكاملة محبوكة، حاك دكتور أسامة نسيجها ببراعة.
أحداثها مفرطة في الغرائبية، وكذلك شخصياتها، وطابع الرواية هو بعيد بعض الشيء عن الطابع المميز للرواية العربية، حديثة كانت أو قديمة. الأسلوب هو أقرب للأسلوب الغربي، سواء في السرد نفسه أم في التيمة المسيطرة أو في الأحداث ورسم الشخصيات. ولا غرابة في ذلك، فالوصف الأمثل للرواية هي "مونتريالية"؛ إذ جوها وأبطالها وحبكتها وكل حرف فيها يحكي ويصف تجربة كندية خالصة، وهذا ما يذهلك لأن الكاتب عربي.
كنموذج للأدب العربي الحديث في المهجر، فإن الرواية تمثل نموذجًا مشرفًا بحق. وحري بأحدهم ترجمتها للإنجليزية، والفرنسية -لغة أهل المونتريال- ولا أراها إن تحقق ذلك إلا محققة رواجا ونجاحا هائلا، بين أهل مونتريال المهجارين والأصليين على حد سواء. فسوف تجد أحلامهم فيها متنفساً.
أتطلع شوقًا لمناقشة الرواية في مجموعة القراءة التي اتشرف بعضويتي فيها، المقرر عقدها في مايو 2015، والحديث مع الكاتب عما أستغلق علي من أحداثها وشخصياتها، وما ترمز إليه.
تستحق القراءة، وجديرة بما نالته من كلمات الاستحسان من أدبائنا الكبار.
أحداثها مفرطة في الغرائبية، وكذلك شخصياتها، وطابع الرواية هو بعيد بعض الشيء عن الطابع المميز للرواية العربية، حديثة كانت أو قديمة. الأسلوب هو أقرب للأسلوب الغربي، سواء في السرد نفسه أم في التيمة المسيطرة أو في الأحداث ورسم الشخصيات. ولا غرابة في ذلك، فالوصف الأمثل للرواية هي "مونتريالية"؛ إذ جوها وأبطالها وحبكتها وكل حرف فيها يحكي ويصف تجربة كندية خالصة، وهذا ما يذهلك لأن الكاتب عربي.
كنموذج للأدب العربي الحديث في المهجر، فإن الرواية تمثل نموذجًا مشرفًا بحق. وحري بأحدهم ترجمتها للإنجليزية، والفرنسية -لغة أهل المونتريال- ولا أراها إن تحقق ذلك إلا محققة رواجا ونجاحا هائلا، بين أهل مونتريال المهجارين والأصليين على حد سواء. فسوف تجد أحلامهم فيها متنفساً.
أتطلع شوقًا لمناقشة الرواية في مجموعة القراءة التي اتشرف بعضويتي فيها، المقرر عقدها في مايو 2015، والحديث مع الكاتب عما أستغلق علي من أحداثها وشخصياتها، وما ترمز إليه.
تستحق القراءة، وجديرة بما نالته من كلمات الاستحسان من أدبائنا الكبار.
August 13, 2016
Out of the box
ابتداءا بالمهرج صباحا\مزين الموتى بعد الضهر..مرورا باللحن الذى ظل يتردد فى أذن رجل حتى أفقده السمع ثم قتله, المهووسة بجمع الأحذية, أماندا الخضراء .. شانتال التى أصيبت بخيبة الأمل بعد أن اكتشفت أن البدانة لن تزيد المساحات الخالية من وشوم أسماء عشاقها التى غطت جسدها بالكامل لأن الوشوم نفسها تمددت مع الجلد !
الرواية متعددة الرواة التى تحكى أحلام المهاجرين بنفسها بعض فصولها و تمثل أحد شخصياتها, و ملك الأحلام الذى يحاول منعها من الانتحار الجماعى بعد ترك أصحابها لها فى مونتريال!!
رواية فريدة من نوعها, ملهمة, ممتعة جدا..
out of the box تماما
ابتداءا بالمهرج صباحا\مزين الموتى بعد الضهر..مرورا باللحن الذى ظل يتردد فى أذن رجل حتى أفقده السمع ثم قتله, المهووسة بجمع الأحذية, أماندا الخضراء .. شانتال التى أصيبت بخيبة الأمل بعد أن اكتشفت أن البدانة لن تزيد المساحات الخالية من وشوم أسماء عشاقها التى غطت جسدها بالكامل لأن الوشوم نفسها تمددت مع الجلد !
الرواية متعددة الرواة التى تحكى أحلام المهاجرين بنفسها بعض فصولها و تمثل أحد شخصياتها, و ملك الأحلام الذى يحاول منعها من الانتحار الجماعى بعد ترك أصحابها لها فى مونتريال!!
رواية فريدة من نوعها, ملهمة, ممتعة جدا..
out of the box تماما
January 13, 2016
"نينا جانيون" السبعينية مهووسة تجميع الأحذية، "فرنسوا ليكو" مزين موتى ومهرج مهرجانات، "نتالي سان بيير" سليلة ساحرات العصور الوسطى هم ابطال هذه الرواية المشوقة بكل المقاييس والجديرة بالقراءة خصوصاً لعشاق أدب الفنتازيا الهادف.
تجسيد الطموحات المتروكة بكيانات غاضبة تجهّز لاندلاع "ثورة الأحلام المنسية" تنمّ عن عمق آخّاذ في منطق الكاتب.
استطيع تشبيه الرواية بأنها وليمة أدبية؛ سريالية الطعم والحبكة، فاخرة إلى حد الإشباع والدهشة ، لكنها تحتاج إلى خبرة أكبر بقليل لينضج مذاقها بالشكل المثالي.
أعيب عليها فقط المبالغة في استخدام الميتافيزيقية في الأحداث لتوضيح المعنى.
تجسيد الطموحات المتروكة بكيانات غاضبة تجهّز لاندلاع "ثورة الأحلام المنسية" تنمّ عن عمق آخّاذ في منطق الكاتب.
استطيع تشبيه الرواية بأنها وليمة أدبية؛ سريالية الطعم والحبكة، فاخرة إلى حد الإشباع والدهشة ، لكنها تحتاج إلى خبرة أكبر بقليل لينضج مذاقها بالشكل المثالي.
أعيب عليها فقط المبالغة في استخدام الميتافيزيقية في الأحداث لتوضيح المعنى.
March 29, 2014
Liked the book, I recommend reading it. I had a strange feeling while reading that this book was written in English and translated into Arabic? I felt I'm not reading a book but I'm watching an American movie. This novel can easily be turned into a film and I'm positive it will be a good one as well.
September 4, 2013
رواية ترقى للروايات العالمية بالفعل
بداية غامضة قليلا شتتنى
لكن مع التوغل فى القصة و الاحداث و الوصول للنهاية كنت فى قمة التشويق
باختصار رواية تستحق القراءة
بداية غامضة قليلا شتتنى
لكن مع التوغل فى القصة و الاحداث و الوصول للنهاية كنت فى قمة التشويق
باختصار رواية تستحق القراءة
Read
August 29, 2019الاختفاء العجيب لرجل مدهش....
أسامة علام.....
تنتمي خيوط هذه الرواية إلى الشبكة الغرائبية التي تضم إليها عوالم غير مألوفة أو متوقعة...قوامها الخيال الجامح واللامعقول من الخرافة والسحر شأنها شأن ماترويه لنا الجدات من قصص ألف ليلة وليلة وعلي بابا والسندباد وغيرها من الحكايات الشيقة التي نستقبلها بلهفة دون الخوض في صحتها ...
شخصيات متعددة ترتبط بالشخصية الرئيسية" فرانسوا ليكو" جعل منها علام أساس عمله الروائي وركيزته...قصص متنوعة لأناس يعيشون في مونتريال أرض الأحلام....جمعتهم الأرض وفرق بينهم الحلم....كل له عالمه الخاص وهدفه الذي يصبو إليه...جاؤوا من بلاد وأصول مختلفة سعيا وراء غاية تعنيهم وحدهم...جمعهم علام بتوليفة روائية تذكرنا بعالم ماركيز والليندي وغيرهما من الكتاب الذين جعلونا كقراء نتقبل الخوارق التي تحقق لنا المتعة الفكرية الخاصة...خلق لكل شخصية حكاية منفردة وعالم متخيل تجعلنا نتساءل كقراء ماغاية الكاتب من ذلك...؟؟؟ لماذا مونتريال..؟؟؟ ألأنه يعيش فيها فتسنى له الاطلاع على أوضاع المهاجرين هناك اطلاعا واسعا... مكنه من تناول هذا الموضوع من زاويته....؟؟هؤلاء المهاجرون الذين يبحثون عن السعادة بصورها المختلفة...الذين كانت أحلامهم وقود استمراريتهم في الحياة وبؤرتها...؟؟؟ أظن أنه عايش مسيرة هذه الأماني منذ مولدها وحتى موتها متخذا من فرنسوا السمين أداة تعبر عن فكرته....فرنسوا الذي يعمل مزينا للموتى صباحا ومهرجا على هيئة أرنب مساء في مهرجان من أجل الضحك...وبذلك يجمع في مهنتيه بين المتضادين المتلازمين "الموت والحياة" كما هي مونتريال المهجر التي تحيي الآمال وتدفنها في الوقت ذاته...الضحك الذي يعبر عن الفرح والحبور والنشوة لا يدوم طويلا.. لحظاته قليلة سرعان ماتتلاشى في عتمة الفقد والاضمحلال التدريجي فيظل الواحد يعيش بجسد خالية من الروح المحفزة التي تمنح الحيوية والاستمرارية...هذا من جانب...ومن جانب آخر أعرج على علاقة الشخصيات المختلفة بمزين الموتى ومضحك البشر...أكثرهم قدموا إلى مدينته كمهاجرين يبحثون عن أرض تحتضن تطلعاتهم وتمنحهم الأمان والدفء والانتماء....كل واحد منهم له فصل مع الحياة وعلاقة...وكل له سره الذي صاغ بطريقة أو بأخرى منهاج حياته وأثر به حتى بات يحاول التخلص منه للتكفير عما لايريد لأحد الاطلاع عليه فكان فرنسوا هو رمز الخلاص الذي اختاره الكاتب لهذه المهمة ...فالشخصيات متعددة الأصوات التي تعاقبت في رواية ماضيها لم تتعرى دواخلها إلا أمام المرآة ليضيف لفرانسوا المخلص أداة أخرى ليكتمل مشهد الاعتراف....فالمرآة كماهو معروف تظهر الشكل الإنساني بأبعاده جميعها ....أمامها يكون مجردا من غروره لأنها تتناول تقاسيمه جميعها مع توغلها في نفسه ذاتها...وبذلك عاد الماضي المنسي للحضور مسجلا انتصاره على الحاضر ...فأي من الشخصيات لم تستطع العيش بمنأى عما حدث لها قديما بل ظلت قابعة تحت سطوته إلى أن جاءت ساعة الاعتراف بالخطايا التي ماتت معها الأحلام وفات أوانها....وهذه اللوحة الأخيرة في الرواية أثارت في نفسي التساؤل....علام الكاتب المصري المقيم في مونتريال هل طبخ الهم العربي بنكهة أجنبية....هل استعار التوابل الكندية ليضيفها لخلطته الروائية ذات المكنون العربي....؟
أحلام المهاجر العربي الذي ضل الطريق فابتلعته الأرض الغريبة
ثم لفظته بعيدا عنها سالبة إياه جوهره وملقية به في أعماق المادة المتعفنة التي تنهب منه أجمل سني عمره وأنقى تطلعاته فيغدو أقرب إلى العبد منه إلى السيد صاحب القرار....
لوحة غنية جدا تلك التي رسمها الكاتب للإنسان الذي يتجرد من كل ماله صلة بالحياة...من ذاك الذي يحاول عبور الماضي ومهادنته واستقبال الحاضر بثقة وثبات لكنه لا يستطيع فعل ذلك دون تقديم قربان التطهير الذي يزيل عنه ماعلق به من أوحال حاول جاهدا إزالتها....
الصورة الكندية المونتريالية تحديدا ماهي في الحقيقة برأيي إلا الحالة العربية في قالب غربي ليتمكن القارىء من استساغتها وقبولها ولإعطائه مساحة من التأويل والاستنتاج ...فالنص الأدبي مفاتيحه كثيرة كثرة قرائه الذين يحاول البعض منهم تجاوز عتباته والدخول في أعماقه...
ومن ثم الرسو على شاطىء واحد له يتعلق بشخصية المتلقي نفسه....هذا العمل الذي يقف على الحد الفاصل بين الحلم والخيال...الموت والحياة...الرغبة وعدمها صيغ بطريقة تحسب لكاتبه الذي منح الصور تأثيرا بعيدا عن المألوف في الرواية العربية وقدم الحلم العربي المهاجر موازيا لأحلام الإنسانية جمعاء بطريقة ذكية تعكس ثقافته ذات المشارب المتعددة....
فرنسوا....العجائز الثلاث...الشاب الجابوني...سنو وايت ذات الدم المصري...وغيرهم جميعهم يشبهون كل واحد منا بأحلامهم وأمانيهم بطريقة ما ترك لنا أسامة علام إدراكها أو تجاوزها...
رواية تستحق أن تقرأ ....
أسامة علام.....
تنتمي خيوط هذه الرواية إلى الشبكة الغرائبية التي تضم إليها عوالم غير مألوفة أو متوقعة...قوامها الخيال الجامح واللامعقول من الخرافة والسحر شأنها شأن ماترويه لنا الجدات من قصص ألف ليلة وليلة وعلي بابا والسندباد وغيرها من الحكايات الشيقة التي نستقبلها بلهفة دون الخوض في صحتها ...
شخصيات متعددة ترتبط بالشخصية الرئيسية" فرانسوا ليكو" جعل منها علام أساس عمله الروائي وركيزته...قصص متنوعة لأناس يعيشون في مونتريال أرض الأحلام....جمعتهم الأرض وفرق بينهم الحلم....كل له عالمه الخاص وهدفه الذي يصبو إليه...جاؤوا من بلاد وأصول مختلفة سعيا وراء غاية تعنيهم وحدهم...جمعهم علام بتوليفة روائية تذكرنا بعالم ماركيز والليندي وغيرهما من الكتاب الذين جعلونا كقراء نتقبل الخوارق التي تحقق لنا المتعة الفكرية الخاصة...خلق لكل شخصية حكاية منفردة وعالم متخيل تجعلنا نتساءل كقراء ماغاية الكاتب من ذلك...؟؟؟ لماذا مونتريال..؟؟؟ ألأنه يعيش فيها فتسنى له الاطلاع على أوضاع المهاجرين هناك اطلاعا واسعا... مكنه من تناول هذا الموضوع من زاويته....؟؟هؤلاء المهاجرون الذين يبحثون عن السعادة بصورها المختلفة...الذين كانت أحلامهم وقود استمراريتهم في الحياة وبؤرتها...؟؟؟ أظن أنه عايش مسيرة هذه الأماني منذ مولدها وحتى موتها متخذا من فرنسوا السمين أداة تعبر عن فكرته....فرنسوا الذي يعمل مزينا للموتى صباحا ومهرجا على هيئة أرنب مساء في مهرجان من أجل الضحك...وبذلك يجمع في مهنتيه بين المتضادين المتلازمين "الموت والحياة" كما هي مونتريال المهجر التي تحيي الآمال وتدفنها في الوقت ذاته...الضحك الذي يعبر عن الفرح والحبور والنشوة لا يدوم طويلا.. لحظاته قليلة سرعان ماتتلاشى في عتمة الفقد والاضمحلال التدريجي فيظل الواحد يعيش بجسد خالية من الروح المحفزة التي تمنح الحيوية والاستمرارية...هذا من جانب...ومن جانب آخر أعرج على علاقة الشخصيات المختلفة بمزين الموتى ومضحك البشر...أكثرهم قدموا إلى مدينته كمهاجرين يبحثون عن أرض تحتضن تطلعاتهم وتمنحهم الأمان والدفء والانتماء....كل واحد منهم له فصل مع الحياة وعلاقة...وكل له سره الذي صاغ بطريقة أو بأخرى منهاج حياته وأثر به حتى بات يحاول التخلص منه للتكفير عما لايريد لأحد الاطلاع عليه فكان فرنسوا هو رمز الخلاص الذي اختاره الكاتب لهذه المهمة ...فالشخصيات متعددة الأصوات التي تعاقبت في رواية ماضيها لم تتعرى دواخلها إلا أمام المرآة ليضيف لفرانسوا المخلص أداة أخرى ليكتمل مشهد الاعتراف....فالمرآة كماهو معروف تظهر الشكل الإنساني بأبعاده جميعها ....أمامها يكون مجردا من غروره لأنها تتناول تقاسيمه جميعها مع توغلها في نفسه ذاتها...وبذلك عاد الماضي المنسي للحضور مسجلا انتصاره على الحاضر ...فأي من الشخصيات لم تستطع العيش بمنأى عما حدث لها قديما بل ظلت قابعة تحت سطوته إلى أن جاءت ساعة الاعتراف بالخطايا التي ماتت معها الأحلام وفات أوانها....وهذه اللوحة الأخيرة في الرواية أثارت في نفسي التساؤل....علام الكاتب المصري المقيم في مونتريال هل طبخ الهم العربي بنكهة أجنبية....هل استعار التوابل الكندية ليضيفها لخلطته الروائية ذات المكنون العربي....؟
أحلام المهاجر العربي الذي ضل الطريق فابتلعته الأرض الغريبة
ثم لفظته بعيدا عنها سالبة إياه جوهره وملقية به في أعماق المادة المتعفنة التي تنهب منه أجمل سني عمره وأنقى تطلعاته فيغدو أقرب إلى العبد منه إلى السيد صاحب القرار....
لوحة غنية جدا تلك التي رسمها الكاتب للإنسان الذي يتجرد من كل ماله صلة بالحياة...من ذاك الذي يحاول عبور الماضي ومهادنته واستقبال الحاضر بثقة وثبات لكنه لا يستطيع فعل ذلك دون تقديم قربان التطهير الذي يزيل عنه ماعلق به من أوحال حاول جاهدا إزالتها....
الصورة الكندية المونتريالية تحديدا ماهي في الحقيقة برأيي إلا الحالة العربية في قالب غربي ليتمكن القارىء من استساغتها وقبولها ولإعطائه مساحة من التأويل والاستنتاج ...فالنص الأدبي مفاتيحه كثيرة كثرة قرائه الذين يحاول البعض منهم تجاوز عتباته والدخول في أعماقه...
ومن ثم الرسو على شاطىء واحد له يتعلق بشخصية المتلقي نفسه....هذا العمل الذي يقف على الحد الفاصل بين الحلم والخيال...الموت والحياة...الرغبة وعدمها صيغ بطريقة تحسب لكاتبه الذي منح الصور تأثيرا بعيدا عن المألوف في الرواية العربية وقدم الحلم العربي المهاجر موازيا لأحلام الإنسانية جمعاء بطريقة ذكية تعكس ثقافته ذات المشارب المتعددة....
فرنسوا....العجائز الثلاث...الشاب الجابوني...سنو وايت ذات الدم المصري...وغيرهم جميعهم يشبهون كل واحد منا بأحلامهم وأمانيهم بطريقة ما ترك لنا أسامة علام إدراكها أو تجاوزها...
رواية تستحق أن تقرأ ....
September 19, 2018
الإختفاء العجيب لرجل مدهش � أسامة علام
أسامة علام هو روائي مصري/كندي مقيم في مونتريال درس الطب ويعمل في جامعة مونتريال كطبيب.. وقد أنشأ هو وبعض المهاجرين العرب تجمعاً أدبياً تحت اسم "حكايات عربية في مونتريال" يجمع تحته محبي الأدب من المهاجرين العرب في كندا من كاتبين وقراء. صدر له حتى الأن خمسة أعمال أدبية ما بين رواية ومجموعة قصصية.
هذه الرواية هي ثاني روايات السيد علام.. وقد صدرت له أول مرة عام 2013 وتنقسم الرواية إلى تسعة وأربعين فصلاً في 235 صفحة. وقد يلاحظ القاريء الكريم من العنوان أنها ليست رواية تقليدية.
تتحدث الرواية عن فرانسوا ليكو وهو مواطن كيبيكي يعيش في مدينة مونتريال حيث يعمل مزيناً للموتى نهاراً، ويمضي أمسياته في عمله الآخر كمهرج في مهرجان يقام في مونتريال للسعادة ! ومنذ الصفحات الأولى، تنكر شخوص الرواية أن الحكاية التي تشترك في سردها تشبه الروايات الغرائبية التي تشتهر في أدب أمريكا اللاتينية، أو أن بها شبه ما بحكايات ألف ليلة وليلة. ولكنها حقاً كذلك. ولربما تحاول الشخوص في نفيها ذاك أن تلفت نظر القاريء الكريم لمثل هذا الشبه.
وفي واقع الحال، نجد بأن هذه الرواية مغرقة تماماً في الغرا��بية، لدرجة أن القاريء قد يتعجب من أي سلوك طبيعي من الشخوص ! ففي البيئة التي تتصف بالغرائبية المطلقة، تصبح الأشياء العادية مثاراً للدهشة ! ولي عودة في ذلك. ولكن ما وددتً الإشارة إليه هنا، هو أن هذا الكم الفظيع من الغرائبية كان مزعجاً ومثيراً للملل بشكل كبير. فحين نتحدث عن الماتروشكا التي تحدث عنها ماريو بارغاس في أن تحمل الرواية حكايات أصغر في داخلها، نجد أن هذه الرواية هي حكايات صغيرة كثيرة جداً –خاص� في البداية- قد تم تجميعها في حبكة واحدة. لكن الكاتب قد دخل في رهان عظيم جداً، بأن القاريء سيكون صبوراً ليقرأ عن القط الذي شاب فجأة ومتاهات تلك العجوز نينا وهوسها بالأحذية ما يجعلها تقرر خطف السيد فرانسوا ليكو فقط، كي تحصل على ذلك الحذاء النادر الذي يرتديه –ويحد� أنه يرتدي حذاء فتاة للمناسبة- وغيرها من الأحداث الغرائبية التي تحضرك للنهاية. إن هذه الأحداث الغرائبية أوقفتني عن الشعور بالدهشة من أي شيء أقرؤه هنا. فلم أتعجب حين قامت تلك المرأة الهاييتية من موتها بعد أن أنهى ليكو تزيينها وتسأله عن "الحمّام" ولم أتعجب حين نام ليكو معها.. ولكنني تعجبت أيما عجب حين أقدمت نتالي "العرافة" على الفعل غير الغرائبي المنطقي الوحيد في الرواية الذي يتمثل في طرد ليكو من منزلها ! وسنعود إلى الغاية من كل هذا العبث. وفي ذات الوقت، قادتني إلى الشعور الشديد بالملل، وأعتقد بأن الكاتب كان يعي أن الشعور بالملل قد يكون ثمناً لرهانه هذا ولهذا السبب كان قد استخدم أسلوب وعي الشخوص بالسرد الروائي، فالشخوص كانت تسرد الرواية وهي تعي أنها رواية، بل وتعي أنها إن استغرقت في سرد حكايات بعيدة عن محور الرواية فستقودك للملل فكانت تشير في أكثر من موقع، أنها لا تريد الإستغراق كي لا تشعرنا بالممل.. مما يذكرني بأسلوب مماثل مع الكاتب الشاب الآخر، أحمد مصطفي في أنتيخريستوس. عن نفسي، لم أجد هذا قد خفف أي شيء من ثمن رهان السيد علام. نعم، شعرت بالملل، واللاجدوى.. ولكنني في نهاية الرواية، أصبحت على اعتقاد بأن ذلك كله كان مقصوداً. وكي لا يساء فهمي قبل المضي قدماً، أود أن أؤكد على أن الغرائبية بحد ذاتها ليست عيباً. إنما توظيفها هو ما يجعل منها جيدة أم غير ذلك. ففي عالم هاري بوتر نجد أفعالاً غرائبية كأن يطير هاري فوق مكنسته أمراً طبيعياً.. بل ومحبباً.. بينما نجد شخصاً يقدر على التحدث بلغة غريبة، وتحدث له الكثير من الأشياء العجيبة، ونجد تلك الجثة الخضراء التي تجذب الفراشات ونجد هذا الرجل ذاته يقبل جثة على شفتيها.. وللمناسبة، هذه الجثة لفتاة ولدت لأب مصري وأم كندية كان على علاقة معها ومع ابنة عمها في ذات الوقت.. ولم يلتقِ بها أبداً.. لنجدها تتحدث العربية بطلاقة.. ثم في آخر المطاف، نكتشف أن الأمر لا يتعدى تجسيد أحلام. قد يكون ذلك الأمر مقنعاً.. وممتعاً، ولكنه للأسف لم يكن كذلك معي.
سأحاول أن أصل إلى صلب الموضوع؛ تتلخص فكرة الرواية، في تجسيد أحلام المهاجرين إلى كندا. هؤلاء الذين انخرطوا في الحياة المادية الباردة لكندا، مما جعل أحلامهم إما أن تموت أو تنتحر. ويحضرني ذلك المشهد الذي يتحدث عن موت أحلام جاك، المهاجر البرازيلي الذي تزوج من كندية عجوز كي يحصل على أوراق الإقامة كمهاجر شرعي، لكن العجوز أجبرته على العمل، وهو طلب منطقي، فاضطر جاك للعمل في مصنع كعامل. العجوز، لم تكتفِ بذلك، فقد طلبت من جاك أو بالأحرى أجبرته على أن يقوم بواجبه الزوجي في فراشها كل ليلة. وهذا الإستنزاف لروح جاك في العمل نهاراً كعامل في المصنع، وفي الليل، كدمية جنسية للعجوز الكندية جعل أحلام جاك تقدم على الإنتحار. وهذا الإنتحار كان فقط البداية لسلسلة من حالات الإنتحار المتكررة للمهاجرين والذي سيعود على أهل كيبيك بعاقبة إنعدام قدرتهم على الحلم مجدداً.
حسناً، إن هذا أمر حسنٌ جداً.. ولكن، ما شأن فرانسوا ليكو في كل ذلك ؟ فهو كما يبدو من السرد الروائي مواطن كندي صالح. ما المميز في أمره ؟ حسناً، لنقل أنه "المختار" فهو من هؤلاء الذين يمتلكون القدرة على رؤية الآخرين؛ من أموات وأحلام مجسدة ! وقد ورد أنه مصاب بالذئبة الحمراء، وهو مرض مناعي حيث يكون هناك خلل في جهاز المناعة يجعل خلايا الدم البيضاء تهاجم الأنسجة الضامة، وأحد أعراض هذا المرض هو وجود بقع حمراء على الجسد في أماكن متفرقة منها "صلعة" ليكو والأهم، ذلك الإحمرار المميز على شكل فراشة في الوجه. ألم تكن الفراشات تتصادم على نافذة ليكو حين كانت أماندا القديسة مسجاة على طاولة التزيين ؟
مهلاً، أين المعنى في كل هذا ؟ المعنى يتضح بعدة نقاط تقع في الربع الأخير من الرواية، أي في آخر خمسين صفحة؛ حيث يأتي ملك الأحلام ليشرح لليكو حكاية انتحار الأحلام، ويتلقى ليكو تلك الدعوة لحفلة مقامة على شرفه في العالم الآخر لاستلام رسالة هامة من "الآخرين" إلى عالم الأحياء، وهي تتمثل في أن أحبوا بعضكم وإلا ستفقدون أحلامكم كاملة وحتى تلك القدرة على خلق أحلام جديدة. وهذا لا يخص المهاجرين فقط، بل حتى أهل كيبيك كلها. إنها أشبه ما تكون برسالة السيد المسيح. أحبوا بعضكم. إنها اختصار كامل للوصايا العشر.. رسالة "دينية" تقريباً. وكما هو متوقع من الرسول ليكو؛ فبعد أن اعترف "حواريو" ليكو بخطاياهم.. استفزهم ليكو بأن ناداهم بالقتلة المجرمين، وهم كذلك حقاً، فلم يكن من حوارييه إلا أن يخنقوا ليكو ليتم خلاص البشرية ! إذن، إنها نهاية مسيحية بامتياز.. فلا بد من التضحية بعديم الخطيئة، ابن الرب، كي يحصل البشر على الغفران. لكن، لدي هنا مشكلة، الأحلام، هي شيء خاص بالمستقبل، لا الماضي. والخطايا هي أشياء تتعلق بالماضي لا المستقبل. فما هي علاقة الإعتراف بالخطايا.. كخطوة مبدئية باتجاه الخلاص المتمثل في قتل ليكو ؟ صحيح أن تلك الخطايا كان مؤثرة في حياة الشخوص؛ فنجد الآن تبريراً لهوس نينا بالأحذية، وفهمنا سبب ارتداء إيزابيل العجوز للحفاضة، وحكاية شانتال رائحة الخنزير، والرجل الغابوني، والعجوز الغريب صاحب الإصطبل.. ورغم ارتباط كل هذه الخطايا برسالة العالم آخر لنا بأن نحب بعضنا.. –حي� أنها كلها مرتبطة بشكل أو بآخر بالحب- لكن ذلك ليس له علاقة بأحلامهم.. فكما أشرنا سابقاً، الحلم هو المستقبل.. لا الماضي.. ولا تكون الرغبة في التخلص من آثار الماضي ما يمكننا تسميتها بالحلم.. إنما هي الندم.. لكن، على أي حال، هذه هي الحكاية.. رغم كونها غير مترابطة.
لدي هنا مشكلة إضافية؛ العجوز الكندية التي تزوجها جاك.. لم يطلب منها الخلاص مثلاً، لماذا ؟ لأنها لم تقتل أحداً.. رغم أنها باستغلالها لحاجة جاك إليها.. كانت السبب في بدء كل شيء. هل تمثل حقيقة أنها لم تقتل أحداً، أنها أفضل من نينا أو إيزابيلا أو شانتيل أو الرجل الغابوني أو العجوز الغريب صاحب الإصطبل ؟ ألا يكون في كثير من الأحيان قتل أرواح البشر وهم أحياء أسوء من إرسالهم إلى القبور ؟ إن قتل الأحلام لا يحدث بقتل صاحب الحلم.. إنما بقتل روحه.
لقد شاهدنا الكثير من الغرائبية في الأدب اللاتيني على سبيل المثال، لكنني لا أستطيع القول بأن مائة عام من العزلة كانت مغرقة بها لهذه الدرجة المزعجة.. فلا ننسى أن تلك تتوزع على حوالي 500 صفحة.. وقد وجدنا فيها وصفاً لمسقط رأس ماركيز، بالإضافة إلى عدد مهول من الشخوص، ووجدنا فيها الحرب الأهلية بين المحافظين والليبراليين.. فمن ذا الذي يبالي إن طارت ابنة بوينديا في الهواء بدلاً من أن تموت وتدفن ؟ وما المشكلة في يأتي إعصار فيطيح بماكوندو في نهاية المطاف، فقد ولد أخيراً، طفل بذنب الخنزير ! الفكرة هنا، هو أنني أملك مجالاً للتنفس، وهضم الغرائبية التي تبدو هامشية بالنسبة لجوهر العمل الأدبي ككل.. بالإضافة إلى أن زمن الرواية قد يسمح باعتبار ما يجهله الناس غرائب، كما أن المجتمع اللاتيني عموماً كثير التأثر بالسحر، إن ساحرية ماركيز جذابة. بينما نجد ساحرية علام هنا مكثفة في أقل من نصف حجم تلك وهي تحتوي على أضعاف الغرائبية الموجودة فيها ! وليس ذلك وحسب، فإن التأخر الشديد في خلق رابط يجعل الأمور مثيرة للإهتمام حتى نصل الربع الأخير منها.. زاد الأمر سوءً. صحيح أننا نجد أمراً مشابهاً مع رواية غاتسبي العظيم على سبيل المثال، حيث كانت في أكثر من ثلثيها لا شيء، عدا الوصف لكيف هو غاتسبي وحياته وما إليها، إلى أن وصلنا أخيراً إلى الذروة في ذلك الحادث الذي قلب كل شيء. هنا، يُترك القاريء مع كل تلك الأحداث الغرائبية المستفزة إلى أن نصل إلى تجسيد الأحلام كي نبدأ في الفهم، والمشكلة أنه حتى عندما نجد الأمور واضحة أخيراً، نجدها غير مترابطة تماماً.. فهناك فرق بين الحلم والندم. رغم أنني أؤكد على أنها كانت حركة ذكية جداً توظيف الرموز المسيحية بهذه الطريقة..
باختصار، كان يمكن لهذه الرواية أن تكون رواية عظيمة بحق، فالفكرة أكثر من ممتازة، والنهاية كانت ستكون شديدة العظمة لو أنه قد تم توظيف الغرائبية بشكل أكثر سلاسة، وكان هناك ترابط تام ما بين فكرة الأحلام الضائعة للمهاجرين مع خلاص أهل كيبيك. لقد كانت الرواية مرهقة، بينما كان من الممكن أن تكون شديدة الروعة. أتمنى أن أجد العظمة التي كان يتوجب على هذه أن تكون في الأعمال الأخرى للسيد علام، فأنا أرى أنه يمتلك الأدوات اللازمة لخلقها.
أسامة علام هو روائي مصري/كندي مقيم في مونتريال درس الطب ويعمل في جامعة مونتريال كطبيب.. وقد أنشأ هو وبعض المهاجرين العرب تجمعاً أدبياً تحت اسم "حكايات عربية في مونتريال" يجمع تحته محبي الأدب من المهاجرين العرب في كندا من كاتبين وقراء. صدر له حتى الأن خمسة أعمال أدبية ما بين رواية ومجموعة قصصية.
هذه الرواية هي ثاني روايات السيد علام.. وقد صدرت له أول مرة عام 2013 وتنقسم الرواية إلى تسعة وأربعين فصلاً في 235 صفحة. وقد يلاحظ القاريء الكريم من العنوان أنها ليست رواية تقليدية.
تتحدث الرواية عن فرانسوا ليكو وهو مواطن كيبيكي يعيش في مدينة مونتريال حيث يعمل مزيناً للموتى نهاراً، ويمضي أمسياته في عمله الآخر كمهرج في مهرجان يقام في مونتريال للسعادة ! ومنذ الصفحات الأولى، تنكر شخوص الرواية أن الحكاية التي تشترك في سردها تشبه الروايات الغرائبية التي تشتهر في أدب أمريكا اللاتينية، أو أن بها شبه ما بحكايات ألف ليلة وليلة. ولكنها حقاً كذلك. ولربما تحاول الشخوص في نفيها ذاك أن تلفت نظر القاريء الكريم لمثل هذا الشبه.
وفي واقع الحال، نجد بأن هذه الرواية مغرقة تماماً في الغرا��بية، لدرجة أن القاريء قد يتعجب من أي سلوك طبيعي من الشخوص ! ففي البيئة التي تتصف بالغرائبية المطلقة، تصبح الأشياء العادية مثاراً للدهشة ! ولي عودة في ذلك. ولكن ما وددتً الإشارة إليه هنا، هو أن هذا الكم الفظيع من الغرائبية كان مزعجاً ومثيراً للملل بشكل كبير. فحين نتحدث عن الماتروشكا التي تحدث عنها ماريو بارغاس في أن تحمل الرواية حكايات أصغر في داخلها، نجد أن هذه الرواية هي حكايات صغيرة كثيرة جداً –خاص� في البداية- قد تم تجميعها في حبكة واحدة. لكن الكاتب قد دخل في رهان عظيم جداً، بأن القاريء سيكون صبوراً ليقرأ عن القط الذي شاب فجأة ومتاهات تلك العجوز نينا وهوسها بالأحذية ما يجعلها تقرر خطف السيد فرانسوا ليكو فقط، كي تحصل على ذلك الحذاء النادر الذي يرتديه –ويحد� أنه يرتدي حذاء فتاة للمناسبة- وغيرها من الأحداث الغرائبية التي تحضرك للنهاية. إن هذه الأحداث الغرائبية أوقفتني عن الشعور بالدهشة من أي شيء أقرؤه هنا. فلم أتعجب حين قامت تلك المرأة الهاييتية من موتها بعد أن أنهى ليكو تزيينها وتسأله عن "الحمّام" ولم أتعجب حين نام ليكو معها.. ولكنني تعجبت أيما عجب حين أقدمت نتالي "العرافة" على الفعل غير الغرائبي المنطقي الوحيد في الرواية الذي يتمثل في طرد ليكو من منزلها ! وسنعود إلى الغاية من كل هذا العبث. وفي ذات الوقت، قادتني إلى الشعور الشديد بالملل، وأعتقد بأن الكاتب كان يعي أن الشعور بالملل قد يكون ثمناً لرهانه هذا ولهذا السبب كان قد استخدم أسلوب وعي الشخوص بالسرد الروائي، فالشخوص كانت تسرد الرواية وهي تعي أنها رواية، بل وتعي أنها إن استغرقت في سرد حكايات بعيدة عن محور الرواية فستقودك للملل فكانت تشير في أكثر من موقع، أنها لا تريد الإستغراق كي لا تشعرنا بالممل.. مما يذكرني بأسلوب مماثل مع الكاتب الشاب الآخر، أحمد مصطفي في أنتيخريستوس. عن نفسي، لم أجد هذا قد خفف أي شيء من ثمن رهان السيد علام. نعم، شعرت بالملل، واللاجدوى.. ولكنني في نهاية الرواية، أصبحت على اعتقاد بأن ذلك كله كان مقصوداً. وكي لا يساء فهمي قبل المضي قدماً، أود أن أؤكد على أن الغرائبية بحد ذاتها ليست عيباً. إنما توظيفها هو ما يجعل منها جيدة أم غير ذلك. ففي عالم هاري بوتر نجد أفعالاً غرائبية كأن يطير هاري فوق مكنسته أمراً طبيعياً.. بل ومحبباً.. بينما نجد شخصاً يقدر على التحدث بلغة غريبة، وتحدث له الكثير من الأشياء العجيبة، ونجد تلك الجثة الخضراء التي تجذب الفراشات ونجد هذا الرجل ذاته يقبل جثة على شفتيها.. وللمناسبة، هذه الجثة لفتاة ولدت لأب مصري وأم كندية كان على علاقة معها ومع ابنة عمها في ذات الوقت.. ولم يلتقِ بها أبداً.. لنجدها تتحدث العربية بطلاقة.. ثم في آخر المطاف، نكتشف أن الأمر لا يتعدى تجسيد أحلام. قد يكون ذلك الأمر مقنعاً.. وممتعاً، ولكنه للأسف لم يكن كذلك معي.
سأحاول أن أصل إلى صلب الموضوع؛ تتلخص فكرة الرواية، في تجسيد أحلام المهاجرين إلى كندا. هؤلاء الذين انخرطوا في الحياة المادية الباردة لكندا، مما جعل أحلامهم إما أن تموت أو تنتحر. ويحضرني ذلك المشهد الذي يتحدث عن موت أحلام جاك، المهاجر البرازيلي الذي تزوج من كندية عجوز كي يحصل على أوراق الإقامة كمهاجر شرعي، لكن العجوز أجبرته على العمل، وهو طلب منطقي، فاضطر جاك للعمل في مصنع كعامل. العجوز، لم تكتفِ بذلك، فقد طلبت من جاك أو بالأحرى أجبرته على أن يقوم بواجبه الزوجي في فراشها كل ليلة. وهذا الإستنزاف لروح جاك في العمل نهاراً كعامل في المصنع، وفي الليل، كدمية جنسية للعجوز الكندية جعل أحلام جاك تقدم على الإنتحار. وهذا الإنتحار كان فقط البداية لسلسلة من حالات الإنتحار المتكررة للمهاجرين والذي سيعود على أهل كيبيك بعاقبة إنعدام قدرتهم على الحلم مجدداً.
حسناً، إن هذا أمر حسنٌ جداً.. ولكن، ما شأن فرانسوا ليكو في كل ذلك ؟ فهو كما يبدو من السرد الروائي مواطن كندي صالح. ما المميز في أمره ؟ حسناً، لنقل أنه "المختار" فهو من هؤلاء الذين يمتلكون القدرة على رؤية الآخرين؛ من أموات وأحلام مجسدة ! وقد ورد أنه مصاب بالذئبة الحمراء، وهو مرض مناعي حيث يكون هناك خلل في جهاز المناعة يجعل خلايا الدم البيضاء تهاجم الأنسجة الضامة، وأحد أعراض هذا المرض هو وجود بقع حمراء على الجسد في أماكن متفرقة منها "صلعة" ليكو والأهم، ذلك الإحمرار المميز على شكل فراشة في الوجه. ألم تكن الفراشات تتصادم على نافذة ليكو حين كانت أماندا القديسة مسجاة على طاولة التزيين ؟
مهلاً، أين المعنى في كل هذا ؟ المعنى يتضح بعدة نقاط تقع في الربع الأخير من الرواية، أي في آخر خمسين صفحة؛ حيث يأتي ملك الأحلام ليشرح لليكو حكاية انتحار الأحلام، ويتلقى ليكو تلك الدعوة لحفلة مقامة على شرفه في العالم الآخر لاستلام رسالة هامة من "الآخرين" إلى عالم الأحياء، وهي تتمثل في أن أحبوا بعضكم وإلا ستفقدون أحلامكم كاملة وحتى تلك القدرة على خلق أحلام جديدة. وهذا لا يخص المهاجرين فقط، بل حتى أهل كيبيك كلها. إنها أشبه ما تكون برسالة السيد المسيح. أحبوا بعضكم. إنها اختصار كامل للوصايا العشر.. رسالة "دينية" تقريباً. وكما هو متوقع من الرسول ليكو؛ فبعد أن اعترف "حواريو" ليكو بخطاياهم.. استفزهم ليكو بأن ناداهم بالقتلة المجرمين، وهم كذلك حقاً، فلم يكن من حوارييه إلا أن يخنقوا ليكو ليتم خلاص البشرية ! إذن، إنها نهاية مسيحية بامتياز.. فلا بد من التضحية بعديم الخطيئة، ابن الرب، كي يحصل البشر على الغفران. لكن، لدي هنا مشكلة، الأحلام، هي شيء خاص بالمستقبل، لا الماضي. والخطايا هي أشياء تتعلق بالماضي لا المستقبل. فما هي علاقة الإعتراف بالخطايا.. كخطوة مبدئية باتجاه الخلاص المتمثل في قتل ليكو ؟ صحيح أن تلك الخطايا كان مؤثرة في حياة الشخوص؛ فنجد الآن تبريراً لهوس نينا بالأحذية، وفهمنا سبب ارتداء إيزابيل العجوز للحفاضة، وحكاية شانتال رائحة الخنزير، والرجل الغابوني، والعجوز الغريب صاحب الإصطبل.. ورغم ارتباط كل هذه الخطايا برسالة العالم آخر لنا بأن نحب بعضنا.. –حي� أنها كلها مرتبطة بشكل أو بآخر بالحب- لكن ذلك ليس له علاقة بأحلامهم.. فكما أشرنا سابقاً، الحلم هو المستقبل.. لا الماضي.. ولا تكون الرغبة في التخلص من آثار الماضي ما يمكننا تسميتها بالحلم.. إنما هي الندم.. لكن، على أي حال، هذه هي الحكاية.. رغم كونها غير مترابطة.
لدي هنا مشكلة إضافية؛ العجوز الكندية التي تزوجها جاك.. لم يطلب منها الخلاص مثلاً، لماذا ؟ لأنها لم تقتل أحداً.. رغم أنها باستغلالها لحاجة جاك إليها.. كانت السبب في بدء كل شيء. هل تمثل حقيقة أنها لم تقتل أحداً، أنها أفضل من نينا أو إيزابيلا أو شانتيل أو الرجل الغابوني أو العجوز الغريب صاحب الإصطبل ؟ ألا يكون في كثير من الأحيان قتل أرواح البشر وهم أحياء أسوء من إرسالهم إلى القبور ؟ إن قتل الأحلام لا يحدث بقتل صاحب الحلم.. إنما بقتل روحه.
لقد شاهدنا الكثير من الغرائبية في الأدب اللاتيني على سبيل المثال، لكنني لا أستطيع القول بأن مائة عام من العزلة كانت مغرقة بها لهذه الدرجة المزعجة.. فلا ننسى أن تلك تتوزع على حوالي 500 صفحة.. وقد وجدنا فيها وصفاً لمسقط رأس ماركيز، بالإضافة إلى عدد مهول من الشخوص، ووجدنا فيها الحرب الأهلية بين المحافظين والليبراليين.. فمن ذا الذي يبالي إن طارت ابنة بوينديا في الهواء بدلاً من أن تموت وتدفن ؟ وما المشكلة في يأتي إعصار فيطيح بماكوندو في نهاية المطاف، فقد ولد أخيراً، طفل بذنب الخنزير ! الفكرة هنا، هو أنني أملك مجالاً للتنفس، وهضم الغرائبية التي تبدو هامشية بالنسبة لجوهر العمل الأدبي ككل.. بالإضافة إلى أن زمن الرواية قد يسمح باعتبار ما يجهله الناس غرائب، كما أن المجتمع اللاتيني عموماً كثير التأثر بالسحر، إن ساحرية ماركيز جذابة. بينما نجد ساحرية علام هنا مكثفة في أقل من نصف حجم تلك وهي تحتوي على أضعاف الغرائبية الموجودة فيها ! وليس ذلك وحسب، فإن التأخر الشديد في خلق رابط يجعل الأمور مثيرة للإهتمام حتى نصل الربع الأخير منها.. زاد الأمر سوءً. صحيح أننا نجد أمراً مشابهاً مع رواية غاتسبي العظيم على سبيل المثال، حيث كانت في أكثر من ثلثيها لا شيء، عدا الوصف لكيف هو غاتسبي وحياته وما إليها، إلى أن وصلنا أخيراً إلى الذروة في ذلك الحادث الذي قلب كل شيء. هنا، يُترك القاريء مع كل تلك الأحداث الغرائبية المستفزة إلى أن نصل إلى تجسيد الأحلام كي نبدأ في الفهم، والمشكلة أنه حتى عندما نجد الأمور واضحة أخيراً، نجدها غير مترابطة تماماً.. فهناك فرق بين الحلم والندم. رغم أنني أؤكد على أنها كانت حركة ذكية جداً توظيف الرموز المسيحية بهذه الطريقة..
باختصار، كان يمكن لهذه الرواية أن تكون رواية عظيمة بحق، فالفكرة أكثر من ممتازة، والنهاية كانت ستكون شديدة العظمة لو أنه قد تم توظيف الغرائبية بشكل أكثر سلاسة، وكان هناك ترابط تام ما بين فكرة الأحلام الضائعة للمهاجرين مع خلاص أهل كيبيك. لقد كانت الرواية مرهقة، بينما كان من الممكن أن تكون شديدة الروعة. أتمنى أن أجد العظمة التي كان يتوجب على هذه أن تكون في الأعمال الأخرى للسيد علام، فأنا أرى أنه يمتلك الأدوات اللازمة لخلقها.
November 15, 2020
نصيحة: حاول أن تقرأ هذا الكتاب قبل النوم لأحلام أكثر جموحا و خيالا مما تتصور
February 20, 2017
لم اقدر ان اقرأ الكتاب كاملا في يوم واحد , اجبرت يدي على غلق الكتاب , عيناي اوجعتني حقا
اكملته في اليوم الثاني , اكملته وانا حزينة الان واحسد كل شخص لم يقرأ هذه الرواية لان لديه فرصة كبيرة للاستمتاع مؤجلة , فرصة فقدتها انا بعدما عرفت نهايتها
اكملته في اليوم الثاني , اكملته وانا حزينة الان واحسد كل شخص لم يقرأ هذه الرواية لان لديه فرصة كبيرة للاستمتاع مؤجلة , فرصة فقدتها انا بعدما عرفت نهايتها
May 27, 2015
في الحقيقة، أعجبتني الرواية ولم تعجبني في الوقت نفسه
أعجبني الخيال الذي تفتقر إليه مكتبتنا العربية كثيرًا، ربما بسبب كل ما نحياه من مآسٍ متتالية، وذكرني هذا الخيال نفسه بروايات الجيب الصغيرة التي علمت جيلنا كله تقريبًا بكل اختلافاتها سواء سلاسل ملف المستقبل أو ما يكتبه الجميل أحدم خالد توفيق فانتازيا وما وراء الطبيعة.
لم يعجبني شيء لم أستطع الإمساك به بدقة. هناك شيء ناقص في الحبكة لا أدري ما هو. افتقدت التشويق والمتانة، فكثيرًا ما كانت الأحداث تدخلني في متاهة تجعلني أمل منها بعض الشيء.
لكن الرواية في العموم لطيفة وجيدة، ربما لو سألتني إحدى صديقاتها هل تقرأها لقلت نعم، لكن لا أعتقد أنني سأوصي بقراءتها ربما لأنني أهوى شكل مختلف من الروايات. لا أدري.
وبرغم هذا العمق واضح وراء هذا الخيال، وأعتقد أن المعاني المرادة ظاهرة، فقسوة المدينة كما العديد ربما من المدن الغربية في العموم ترهق شعبها وخاصة أولئك المسنين الراغبين في مزيد من الحياة المثيرة مما يدفعهم لخوض مغامرة ما.
فكرة الموت أيضًا واضحة جدًا في الرواية سواء في تزيين الموتى، التي رأيتها فكرة مرهقة نفسيًا أكثر منها مرعبة. وأعتقد أن مشكلة الغربة والموت بوحدة والخوف من الشيخوخة مسيطرة على موضوع الرواية أيضًا.
تتضح أيضًا فكرة الغربة تحديدًا في بلد حديثة نوعًا ما ولا تمتلك عراقة كبيرة والعائلات هناك ليست ممتدة الجذور في حكايات المسنات الثلاث عن جداتهن، باحثات عن ماضٍ ووطن وطفولة وعراقة.
أخيرًا، الرواية تحتوي على عدة مشكلات لغوية سواء نحوية أو أسلوبية أو حتى أخطاء بعلامات الترقيم، وذلك ربما ليس خطأ المؤلف بقدر ما هو خطأ دار النشر نفسها، وهو ما يلاحظه أي محرر لغوي أو مترجم.
أعجبني الخيال الذي تفتقر إليه مكتبتنا العربية كثيرًا، ربما بسبب كل ما نحياه من مآسٍ متتالية، وذكرني هذا الخيال نفسه بروايات الجيب الصغيرة التي علمت جيلنا كله تقريبًا بكل اختلافاتها سواء سلاسل ملف المستقبل أو ما يكتبه الجميل أحدم خالد توفيق فانتازيا وما وراء الطبيعة.
لم يعجبني شيء لم أستطع الإمساك به بدقة. هناك شيء ناقص في الحبكة لا أدري ما هو. افتقدت التشويق والمتانة، فكثيرًا ما كانت الأحداث تدخلني في متاهة تجعلني أمل منها بعض الشيء.
لكن الرواية في العموم لطيفة وجيدة، ربما لو سألتني إحدى صديقاتها هل تقرأها لقلت نعم، لكن لا أعتقد أنني سأوصي بقراءتها ربما لأنني أهوى شكل مختلف من الروايات. لا أدري.
وبرغم هذا العمق واضح وراء هذا الخيال، وأعتقد أن المعاني المرادة ظاهرة، فقسوة المدينة كما العديد ربما من المدن الغربية في العموم ترهق شعبها وخاصة أولئك المسنين الراغبين في مزيد من الحياة المثيرة مما يدفعهم لخوض مغامرة ما.
فكرة الموت أيضًا واضحة جدًا في الرواية سواء في تزيين الموتى، التي رأيتها فكرة مرهقة نفسيًا أكثر منها مرعبة. وأعتقد أن مشكلة الغربة والموت بوحدة والخوف من الشيخوخة مسيطرة على موضوع الرواية أيضًا.
تتضح أيضًا فكرة الغربة تحديدًا في بلد حديثة نوعًا ما ولا تمتلك عراقة كبيرة والعائلات هناك ليست ممتدة الجذور في حكايات المسنات الثلاث عن جداتهن، باحثات عن ماضٍ ووطن وطفولة وعراقة.
أخيرًا، الرواية تحتوي على عدة مشكلات لغوية سواء نحوية أو أسلوبية أو حتى أخطاء بعلامات الترقيم، وذلك ربما ليس خطأ المؤلف بقدر ما هو خطأ دار النشر نفسها، وهو ما يلاحظه أي محرر لغوي أو مترجم.
May 27, 2015
الاختفاء العجيب لرجل مدهش
أدهشتني فعلًا هذه الرواية وأدهشني خيال الكاتب الشاسع العجيب الذي ينقلنا به إلى عالم الساحرات والموتى العائدين للحياة والعرافات... عالم سحري مذهل... خيال خصب..
أول مرة أقرأ هذه النوعية من الروايات وخاصة باللغة العربية، لوهلة اعتقدت أنها رواية مترجمة وعاودت تفحص الغلاف حتى تأكدت أنها فعلًا غير مترجمة.
في اعتقادي - ولا أعلم إن كنت فهمت صحيحًا أم لا - أنها تناقش ظاهرة الهجرة والجري وراء أحلام بعيدًا عن أرض الوطن لتتحول تلك الأحلام إلى كوابيس تطارد أصحابها.
أعجبني جدًا كم الخيال بالرواية وكما قلت سابقًا أنها ذكرتني بفيلم Big Fish لـ Albert Finny، ولكن في بعض الأحيان كنت أحس أني تائهة بين كم الشخصيات في الرواية.. فهي رواية خصبة جدًا بالشخصيات المتنوعة ولكل منها حكاية في مكان ما.. ولكن يربط الكاتب الشخصيات بعضها البعض بمهارة بارعة.
أعجبني أيضًا أن الرواية تُحكى عن طريق شخصيات الرواية كلهم، عكس معظم الروايات التي تُحكى على لسان بطل الرواية.. كل شخصية في الرواية لها طابع خاص بها مما جعل الرواية أكثر تشويقًا.
حقيقتًا لا أعلم ان كانت أعجبتني الرواية أم لا.. أنا أحب القراءة لأني أعيش حالة الروايات وأعشق تخيل كل الشخصيات والأماكن والأحداث كما يحاول الكاتب أن ينقل لنا الصورة.. وأحيانًا أقوم بإضافة بعض الملامح للشخصيات من خيالي.. ففي هذه الرواية جاءت مداعبات الكاتب لخيالي أكثر مما كنت أتصور، ولكني مع الأسف بدأت أتملل قرب نهاية الرواية لأني بدأت أن أحس أن الكاتب "زودها حبتين" إلى أن جاءت النهاية نهاية مفتوحة ولكل من القراء حرية تخيل ماذا سيحدث بعد.
أدهشتني فعلًا هذه الرواية وأدهشني خيال الكاتب الشاسع العجيب الذي ينقلنا به إلى عالم الساحرات والموتى العائدين للحياة والعرافات... عالم سحري مذهل... خيال خصب..
أول مرة أقرأ هذه النوعية من الروايات وخاصة باللغة العربية، لوهلة اعتقدت أنها رواية مترجمة وعاودت تفحص الغلاف حتى تأكدت أنها فعلًا غير مترجمة.
في اعتقادي - ولا أعلم إن كنت فهمت صحيحًا أم لا - أنها تناقش ظاهرة الهجرة والجري وراء أحلام بعيدًا عن أرض الوطن لتتحول تلك الأحلام إلى كوابيس تطارد أصحابها.
أعجبني جدًا كم الخيال بالرواية وكما قلت سابقًا أنها ذكرتني بفيلم Big Fish لـ Albert Finny، ولكن في بعض الأحيان كنت أحس أني تائهة بين كم الشخصيات في الرواية.. فهي رواية خصبة جدًا بالشخصيات المتنوعة ولكل منها حكاية في مكان ما.. ولكن يربط الكاتب الشخصيات بعضها البعض بمهارة بارعة.
أعجبني أيضًا أن الرواية تُحكى عن طريق شخصيات الرواية كلهم، عكس معظم الروايات التي تُحكى على لسان بطل الرواية.. كل شخصية في الرواية لها طابع خاص بها مما جعل الرواية أكثر تشويقًا.
حقيقتًا لا أعلم ان كانت أعجبتني الرواية أم لا.. أنا أحب القراءة لأني أعيش حالة الروايات وأعشق تخيل كل الشخصيات والأماكن والأحداث كما يحاول الكاتب أن ينقل لنا الصورة.. وأحيانًا أقوم بإضافة بعض الملامح للشخصيات من خيالي.. ففي هذه الرواية جاءت مداعبات الكاتب لخيالي أكثر مما كنت أتصور، ولكني مع الأسف بدأت أتملل قرب نهاية الرواية لأني بدأت أن أحس أن الكاتب "زودها حبتين" إلى أن جاءت النهاية نهاية مفتوحة ولكل من القراء حرية تخيل ماذا سيحدث بعد.
January 1, 2016
الرواية ربما تستحق تقييماً أعلى من النجمات الثلاث، ولكننى أفضل التشدد مع هذه النوعية من الكتابات الحقيقية، بمعنى أنها أدب حقيقى لا مجرد تسويد صفحات بأى خيش وقش وترك الباقى لزياط الألتراسات وهرى السوشيال ميديا..
الالتجاء للفانتازيا الغرائبية لحكاية الحدوتة هو مغامرة تحتاج لجرأة ودراية وقدرة لأن هذا اللون من الأدب شديد الوعورة من حيث مخالفته للذوق السائد الذى يميل دوماً لتبسيط الحدوتة ويحتفى بما أمام السطور لا ما وراءها، ولأن الفانتازيا نفسها بحاجة لخيال جامح وبالذات هذه النوعية الغرائبية التى يشطح فيها الخيال فى منطقة دقيقة بين الواقع والفانتازيا، ولا يخلُ من الحاجة لقدر من الرؤى الطفولية الملأى بالألوان والبهجة.. نجد هذا الميكس المدهش فى السنيما فى أفلام تيم بورتون على سبيل المثال، ومن هنا تحديداً تكمن إحدى أهم مزايا إنجاز أسامة علام فى "الاختفاء العجيب لرجل مدهش" حيث استعاض بخياله النشِط ولغته الرائعة عن الإمكانات البصرية التى تمنحها السنيما لنظيره تيم بورتون.. الخيال واللغة جعلا من القراءة تجربة شديدة الإمتاع رغم بعض التشتت الذى شعرت به أثناء التنقل بين الأصوات المتعددة التى تروى حدوتة الغربة وأوجاعها والأحلام التى أزهقتها المدنية الغربية القاسية فى مونتريال.. هذا التشتت الذى أعتقد أن قراءة ثانية قريبة ربما تزيل أسبابه..
تجربة نادرة ذكرتنى بالمحاولات القصصية الفانتازية لـ محمد الفخرانى، وربما فاقتها صعوبة نظراً لصعوبة كتابة الرواية مقارنةً بكتابة القصة القصيرة.. تستحق الإشادة والتقدير، وربنا يكتر من أمثالها وأمثال كتابها..
الالتجاء للفانتازيا الغرائبية لحكاية الحدوتة هو مغامرة تحتاج لجرأة ودراية وقدرة لأن هذا اللون من الأدب شديد الوعورة من حيث مخالفته للذوق السائد الذى يميل دوماً لتبسيط الحدوتة ويحتفى بما أمام السطور لا ما وراءها، ولأن الفانتازيا نفسها بحاجة لخيال جامح وبالذات هذه النوعية الغرائبية التى يشطح فيها الخيال فى منطقة دقيقة بين الواقع والفانتازيا، ولا يخلُ من الحاجة لقدر من الرؤى الطفولية الملأى بالألوان والبهجة.. نجد هذا الميكس المدهش فى السنيما فى أفلام تيم بورتون على سبيل المثال، ومن هنا تحديداً تكمن إحدى أهم مزايا إنجاز أسامة علام فى "الاختفاء العجيب لرجل مدهش" حيث استعاض بخياله النشِط ولغته الرائعة عن الإمكانات البصرية التى تمنحها السنيما لنظيره تيم بورتون.. الخيال واللغة جعلا من القراءة تجربة شديدة الإمتاع رغم بعض التشتت الذى شعرت به أثناء التنقل بين الأصوات المتعددة التى تروى حدوتة الغربة وأوجاعها والأحلام التى أزهقتها المدنية الغربية القاسية فى مونتريال.. هذا التشتت الذى أعتقد أن قراءة ثانية قريبة ربما تزيل أسبابه..
تجربة نادرة ذكرتنى بالمحاولات القصصية الفانتازية لـ محمد الفخرانى، وربما فاقتها صعوبة نظراً لصعوبة كتابة الرواية مقارنةً بكتابة القصة القصيرة.. تستحق الإشادة والتقدير، وربنا يكتر من أمثالها وأمثال كتابها..
April 1, 2014
رواية مُسلية للغاية،و أحداثها بالغة السرعة!
مُغرقة في الغرائبية، و إن كان ذلك يروقني ..
ذكرتني نوعًا ما بمائة عام من العُزلة، ليس في المحتوى و لكن في طريقة اندماج الأمور الغريبة بالواقع، في كلا العالمين من الطبيعي جدًا أن تطير فتاة في سماء منزل، أو أن يعيش بين الناس شخص له جلد أخضر و تلاحقه الفراشات! ..
رُبما يكون أفضل شيء في الرواية هو الحديث عن أحلام المُهاجرين، مؤلم و جميل فعلًا ..
كُنت سأعطيها أربع نجمات كتقييم لأنني استمتعت جدًا، فقط حتى قرأت النهاية، مقتل فرانسـوا ذكرني بمقتل غرينوي في رواية العِطر، القتل الذي أراده القاتل و خلَّص القاتلين فشعروا بعده بسعادة غامرة! ..
حصلت على هذه الرواية بعد بحث طويل، و أشكر صديقي الذي قرأها قبلي و حمسني لقراءتها، و متحمسة بالتأكيد لقراءة المزيد من أعمال الكاتب أسامة علام ..
مُغرقة في الغرائبية، و إن كان ذلك يروقني ..
ذكرتني نوعًا ما بمائة عام من العُزلة، ليس في المحتوى و لكن في طريقة اندماج الأمور الغريبة بالواقع، في كلا العالمين من الطبيعي جدًا أن تطير فتاة في سماء منزل، أو أن يعيش بين الناس شخص له جلد أخضر و تلاحقه الفراشات! ..
رُبما يكون أفضل شيء في الرواية هو الحديث عن أحلام المُهاجرين، مؤلم و جميل فعلًا ..
كُنت سأعطيها أربع نجمات كتقييم لأنني استمتعت جدًا، فقط حتى قرأت النهاية، مقتل فرانسـوا ذكرني بمقتل غرينوي في رواية العِطر، القتل الذي أراده القاتل و خلَّص القاتلين فشعروا بعده بسعادة غامرة! ..
حصلت على هذه الرواية بعد بحث طويل، و أشكر صديقي الذي قرأها قبلي و حمسني لقراءتها، و متحمسة بالتأكيد لقراءة المزيد من أعمال الكاتب أسامة علام ..
March 1, 2014
غالباً ما تعجبني الروايات التي تدور على لسان أصحابها فما بالك برواية يرويها أكثر من شخص وكلاً يروي لنا قصته الخاصة والقصة الرئيسية من وجهة نظره،، كانت آخر الروايات التي قراءتها بهذا النهج رواية الرجل الذي فقد ظله للقدير فتحي غانم..
وأنت تقرأ وتتنقل بين الشخصيات السحرية المختلفة والتي تحتار هل هي شخصيات حقيقية تعاني من آلام الهجرة وموت أحلامها في بلاد المهجر، أم أنها شخصيات خيالية أسطورية عاشت مع بيتر بان في زمانه ومكانه وفي زمن الساحرات والمشعوذين،، تنتقل أيضاً بين الحياة والموت بين عالمين مختلفين تماماً في وقت واحد...
قصة واقعية جداً وخيالية أسطورية ـ ولا قصص الأطفال القديمة ـ في ذات الوقت إلا أنك ستحبها حتماً وقد تضحك من الساحرات العجائز وقد تبكي من موت حلم صغير قديم
تحية خاصة أيضاً لكاتب رائع أهتم بقراءه ورأيهم
وأنت تقرأ وتتنقل بين الشخصيات السحرية المختلفة والتي تحتار هل هي شخصيات حقيقية تعاني من آلام الهجرة وموت أحلامها في بلاد المهجر، أم أنها شخصيات خيالية أسطورية عاشت مع بيتر بان في زمانه ومكانه وفي زمن الساحرات والمشعوذين،، تنتقل أيضاً بين الحياة والموت بين عالمين مختلفين تماماً في وقت واحد...
قصة واقعية جداً وخيالية أسطورية ـ ولا قصص الأطفال القديمة ـ في ذات الوقت إلا أنك ستحبها حتماً وقد تضحك من الساحرات العجائز وقد تبكي من موت حلم صغير قديم
تحية خاصة أيضاً لكاتب رائع أهتم بقراءه ورأيهم
March 21, 2014
رواية مونتريالية غرائبية بقلم الروائي اسامة علام شعرت حين قرأتها بانها روايه مترجمة تدور احداثها في مونتريال الكندية تطرح قصص واحلام المهاجرين في المدينه، هي قصة الرجل المدهش ( فرنسوا ليكو) الذي عمل في مهنتين متناقضتين (مهرج وزمين موتى) وكانه يقدم لنا التناقضات التي نقابلها في الحياة.
الرواية مليئة بالغموض والخيال والسحر والغرائب واللا معقول فابطالها غير تقليديين على الاطلاق.
هي قصة اختفاء فرنسوا ليكو وعلاقته مع العجائز الثلاثة (نينا المضحكة،ايزابيلا التي تضع الحفاضة،شانتال رائحه الخنزيرة)
الروايه ممتعة واتمنى ان اقرا روايه جديده للسيد اسامه علام تتناول مشاكل العرب المهاجرين بشخصيات واسماء عربية.
الرواية مليئة بالغموض والخيال والسحر والغرائب واللا معقول فابطالها غير تقليديين على الاطلاق.
هي قصة اختفاء فرنسوا ليكو وعلاقته مع العجائز الثلاثة (نينا المضحكة،ايزابيلا التي تضع الحفاضة،شانتال رائحه الخنزيرة)
الروايه ممتعة واتمنى ان اقرا روايه جديده للسيد اسامه علام تتناول مشاكل العرب المهاجرين بشخصيات واسماء عربية.
September 23, 2018
بدايةً، أنا لا أستطيع مقاومة رغبتي العارمة بأن أرى هذة الرواية متجسدة في فيلم هوليودي، وأعد أنني سأكون أول الحاضرين.
رواية مدهشة قدر ما تكون، لا أنكر أنني لست من الأشخاص السهل إقناعهم بقصص خيالية خاصةً عندما يكون العمل أدبي. لكن هذة الرواية بأبطالها المدهشة سيطرت عليّ كثيرًا، ولا أخفيكم قولًا، لقد نالت حيزًا في قلبي لا
بأس به بالأضافة إلى شغفي القوي لزيارة كندا -
مونتريال خصيصًا-.
هي رواية السحر والحب والأحلام، في عالم موازِ تمنيت لو كنت فيه يومًا، بالرغم من برودة مونتريال التي ذكرها الكاتب كثيرًا، إلا أن الرواية دافئة وبعثت في روحي الكثير من السلام..
شكرًا جزيلًا أ/أسامة علّام، ولكل أعضاء حكايات عربية في مونتريال🌸
رواية مدهشة قدر ما تكون، لا أنكر أنني لست من الأشخاص السهل إقناعهم بقصص خيالية خاصةً عندما يكون العمل أدبي. لكن هذة الرواية بأبطالها المدهشة سيطرت عليّ كثيرًا، ولا أخفيكم قولًا، لقد نالت حيزًا في قلبي لا
بأس به بالأضافة إلى شغفي القوي لزيارة كندا -
مونتريال خصيصًا-.
هي رواية السحر والحب والأحلام، في عالم موازِ تمنيت لو كنت فيه يومًا، بالرغم من برودة مونتريال التي ذكرها الكاتب كثيرًا، إلا أن الرواية دافئة وبعثت في روحي الكثير من السلام..
شكرًا جزيلًا أ/أسامة علّام، ولكل أعضاء حكايات عربية في مونتريال🌸
October 24, 2013
حالة من المتعة وجدتها فى فترة قراة الرواية وكنت اتمنة ان تستمر اكثر وحين وصلة الى نهاية الرواية كنت اتمنة ان لا تنتهى
اما فى التقيم العام رواية اكثر من رائعة وتستحق الكثير والكثير من لااهتمام و اشكر الكاتب كثير عليها حقا لم اجد من فترة طوالية هذا الاسلوب الرائع والمتتع الذى يدخلك عالم السحر والخيال الا فى كتب المترجمة من الادب الاتينى
استاذ اسامة اشكرا ويشدة على هذا العمل واتمنة ان ارى الجديد فى القريب
اما فى التقيم العام رواية اكثر من رائعة وتستحق الكثير والكثير من لااهتمام و اشكر الكاتب كثير عليها حقا لم اجد من فترة طوالية هذا الاسلوب الرائع والمتتع الذى يدخلك عالم السحر والخيال الا فى كتب المترجمة من الادب الاتينى
استاذ اسامة اشكرا ويشدة على هذا العمل واتمنة ان ارى الجديد فى القريب
September 15, 2013
الاختفاء العجيب لرجل مدهش .من هو هذا المدهش؟مزين موتي مدهش وغريب علي ثقافتنا العربية .وكيف له ان يختفي في مدينة حضارية مثل مونتريال ؟لقد اختفي في مونتريال التي لا نعرفها وسيقودنا في شوارعها أسامة علام مع ثلاث جميلات يسكن بيتا العجائز .نعم انه كتاب مدهش آري وجوب ترجمته ليستمتع به كل المهاجرين ليروا أحلامهم التي هجروها والتقاها السيد ليكو وقد ثارت ولعنت أصحابها
September 23, 2014
ثورة الاحلام الصغيرة
حكايات وتفاصيل سحرية مدهشة وعوالم مختلفة ينسجها علاّم بالواقع المونتريالى فيعرفنا على وجهوهم ينتقد واقعيتهم
الكتاب جميل واقعي سحري تفاصيل السرد والحكى بالفعل مميز
باستثناء فقط بعض الاجزاء التى شعرت انها كشفت فكرة الرواية باكثر مما يجب او كانت مباشرة الى حد ما مثل جزء حكاية الاحلام
حكايات وتفاصيل سحرية مدهشة وعوالم مختلفة ينسجها علاّم بالواقع المونتريالى فيعرفنا على وجهوهم ينتقد واقعيتهم
الكتاب جميل واقعي سحري تفاصيل السرد والحكى بالفعل مميز
باستثناء فقط بعض الاجزاء التى شعرت انها كشفت فكرة الرواية باكثر مما يجب او كانت مباشرة الى حد ما مثل جزء حكاية الاحلام
November 6, 2015
بعد الصفحات الاولى المربكة اعتبرتها رواية مترجمة لكاتب كندى فزال الكثير من عدم الارتياح الذى سبببة التربص لكاتب عربى يكتب رواية كندية
رواية جيدة ثرية فى غرائبيتها ممتلئة بمشاعر متعددة و متناقضة و لكنها ترسمفى الذهن لوحات بديعة لعالم سحرى تساعد من يريد الخروج من اسئلة الواقع المزرى الى رحاب الخيال و ما بعد الخيال :)
رواية جيدة ثرية فى غرائبيتها ممتلئة بمشاعر متعددة و متناقضة و لكنها ترسمفى الذهن لوحات بديعة لعالم سحرى تساعد من يريد الخروج من اسئلة الواقع المزرى الى رحاب الخيال و ما بعد الخيال :)
April 1, 2014
مبسوطه جدا ان فيه حد مصرى مشرفنا بره مصر اوى كده .. لغه سلسه و اسلوب رائع و تعمق جوه الشخصيات بدرجه متتوصفش .. تجربه رائعه و اتمنى انى اقرأ لحضرتك تانى
و سلامى لحضرتك استاذ اسامه و كل المصريين المقيمين بمونتريال :)
و سلامى لحضرتك استاذ اسامه و كل المصريين المقيمين بمونتريال :)
Displaying 1 - 30 of 69 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.