ŷ������

الرواية ربما تستحق تقييماً أعلى من النجمات الثلاث، ولكننى أفضل التشدد مع هذه النوعية من الكتابات الحقيقية، بمعنى أنها أدب حقيقى لا مجرد تسويد صفحات بأى خيش وقش وترك الباقى لزياط الألتراسات وهرى السوشيال ميديا..

الالتجاء للفانتازيا الغرائبية لحكاية الحدوتة هو مغامرة تحتاج لجرأة ودراية وقدرة لأن هذا اللون من الأدب شديد الوعورة من حيث مخالفته للذوق السائد الذى يميل دوماً لتبسيط الحدوتة ويحتفى بما أمام السطور لا ما وراءها، ولأن الفانتازيا نفسها بحاجة لخيال جامح وبالذات هذه النوعية الغرائبية التى يشطح فيها الخيال فى منطقة دقيقة بين الواقع والفانتازيا، ولا يخلُ من الحاجة لقدر من الرؤى الطفولية الملأى بالألوان والبهجة.. نجد هذا الميكس المدهش فى السنيما فى أفلام تيم بورتون على سبيل المثال، ومن هنا تحديداً تكمن إحدى أهم مزايا إنجاز أسامة علام فى "الاختفاء العجيب لرجل مدهش" حيث استعاض بخياله النشِط ولغته الرائعة عن الإمكانات البصرية التى تمنحها السنيما لنظيره تيم بورتون.. الخيال واللغة جعلا من القراءة تجربة شديدة الإمتاع رغم بعض التشتت الذى شعرت به أثناء التنقل بين الأصوات المتعددة التى تروى حدوتة الغربة وأوجاعها والأحلام التى أزهقتها المدنية الغربية القاسية فى مونتريال.. هذا التشتت الذى أعتقد أن قراءة ثانية قريبة ربما تزيل أسبابه..
تجربة نادرة ذكرتنى بالمحاولات القصصية الفانتازية لـ محمد الفخرانى، وربما فاقتها صعوبة نظراً لصعوبة كتابة الرواية مقارنةً بكتابة القصة القصيرة.. تستحق الإشادة والتقدير، وربنا يكتر من أمثالها وأمثال كتابها..