إن كلمة (الخوارج) تتجاوز تمامًا المعنى والدلادلة الدينية، لتشكل قوسًا جماليًا يتباين شعراؤه بالضرورة وأشكال خروجهم، كل بحسب ثقافته وبيئته وتكوينه، وكل بحسب مشروعه واقتراحه ورؤيته للعالم حوله .. لكنهم جميعًا تنوعيًا على إيقاع الرفض وزحزحة ما هو قائم.
عجبني جدا فكرة تسميتهم بالخوارج .. وكان نفسي يكون معاهم أحمد مطر و نجيب سرور وممكن أحمد فؤاد نجم .. استمتعت جدا بالحوار مع محمود درويش و سميح القاسم و ممدوح عدوان و محمد الماغوط .. كان فيه شوية مصطلحات خاصة بالشعر زي الحداثة و التجديد وحاجات كده مركزتش فيها اوي او مفهمتهاش كويس .. بس الكتاب يستحق القراءة
بداية سيئة مع عبلة الرويني بعد التعلّق التام بقصتها مع أمل دنقل وكتابها عنه "الجنوبي" ظهرت هنا عبلة الصحفية وتوارت عبلة الزوجة والمحبة والمحبوبة من أمل، ولا أدري أيّهما هي الحقيقية. لكن الطبع الصحفي عندها فظ ومتحذلق لأبعد حد، تعتمد على الأسئلة الاستفزازية مع ضيوفها، وعلى الكلمات المعقدة والمصطنعة في تحليلها، والتي من الممكن التعبير عنها بألفاظ أبسط وأقل تحذلقًا. أشفقت على الشعراء الذين أجرت معهم الحوار، فرغم براءة أسئلتها أحيانًا إلا أن طريقة عرضها تجعل السامع يلعن الصحافة والصحافيين والشعر أيضًا. أكثر ما أحببت هو الحديث عن أمل، درويش، ممدوح عدوان، الماغوط ووديع سعادة. ولم أتحمل قراءة فقرات أحمد طه وعبد المنعم رمضان وحلمي سالم، لفرط التكلف من الطرفين. كتاب لا بأس به، لكن لا يصلح كقراءة متتابعة، وليس هو الأفضل مع عبلة، وستظل قصتها مع أمل هي الأكثر إلهامًا.