يرى براين تيرنر -أستاذ علم الاجتماع بجامعة أبيردين بسكوتلندا- أن الاستشراق قد أظهر العديد من أعراض الأزمات الداخلية بل والانهيار، منذ الحرب العالمية الثانية (1937-1945م)، ولكن البديل لم يكن من السهل إيجاده؛ وذلك لأن الاستشراق مازال يحتفظ بدعم فكري ومؤسساتي، وهو يملك مقومات ذاتية تدعم وجوده. وقد جرت محاولات عديدة لإعادة بناء مجاله العلمي، بما يضمن استمرار فاعليته، وتحقيقه لأهدافه. هذه الكتاب يسعى لاستنطاق المصادر المتاحة لتكوين صورة واضحة المعالم عن هذه المحاولة التي تهدف لإعادة بناء المجال العلمي، والمنهجي في الحقل الاستشراقي، والتي اصطلح على تسميتها في الكتاب بـ(الاستشراق الجديد) أو الاستشراق المتجدد.
جيد جدا كمدخل، وملخص وجيز، متعدد المراجع، وحيادي، حول الاستشراق الجديد. وقد حاولت تلخيص هذا الملخص تلخيصا شديدا:) فلعل القارئ يستطيع أخذ فكرة عن محتوى الكتاب، ورؤوس أقلامه من خلاله:
-مدخل: في مؤتمر تم انعقاده في باريس يجمع المستشرقين ، تم التصويت على إلغاء مسمى (الاستشراق) واستبداله بمسميات أعم وأكثر جاذبية وقبولا، مما أخرج لنا استشراقا جديدا، بغطاء مختلف، ومحاولات جديدة لبناء مجال علمي ومنهجي في الحقل الاستشراقي، سنسعى لاستنطاق المصادر المتاحة، لتكوين صورة واضحة عنه من خلال الكتاب.
-تاريخ الاستشراق: مر الاستشراق قديما وحتى بدايات القرن العشرين بمراحل متعددة ومختلفة، اختلفت معها الأغراض باختلاف المقاصد، وابتدأت بمحاولة فهم الشرق لتنصيره، مرورا بمحاولة النهل من معارفه وحضاراته، وحتى الاستيلاء عليه، وتغريبه، واستحلاله، واستعماره، وطمس هويته، أو تمييعها، بخطوات عملية ومدروسة، ومن مراكز بحثية مختلفة، اختلفت في أساليبها ومدى تعمقها في فهم الشرق حسبما يتطلبه الحال السياسي آنذاك.
-الاستشراق الجديد: ومع التحولات السريعة والكبرى في عصرنا الحديث، عمت الحداثة حتى المسميات والمصطلحات، فاستبدل مصطلح "مستشرق" المرتبط بالعدائية والاحتلال، والمثقل بأحمال أيدلوجية ثقيلة، بمسميات أخرى أكثر قبولا وتقديرا، وأكثر تحديدا وتخصصا، كـ"مستعرب"، أو "مختص بالإسلاميات"، ونحوه. والتغير الذي دخل الحقل الاستشراقي فبلوره حتى أصبح بشكله الجديد كان من خلال مستويين: ١- مستوى المنهج العلمي، فبعد أن كان مرتكزا على إتقان اللغة للقراءة من مصادرها بشكل مباشر، أصبح يرتكز على التخصص، كالتركيز على علم الاجتماع، أو الاقتصاد، أو غيره، ويطبق مناهجه المختصة، وأدواته التفسيرية، ويقوم بتفكيكه وتحليله. ٢- مستوى النظريات المستبطنة أو المعلنة أحيانا، استبدلت فكرة ثبات جوهر الشرق بكونه مركبا متعددا من الظواهر الفكرية والثقافية المتنوعة، واستبدلت التصورات القديمة بنظريات مبنية على أسس اجتماعية وفلسفية ورمزية فعالة.
-المناهج التي اعتمد عليها الاستشراق الجديد: اعتمد الاستشراق الجديد على مناهج متعددة، أبرزها: *المنهج الأنثروبولوجي، والذي يدور عادة في أبحاثه حول:(القبيلة، المرأة، الإسلام). *المنهج اللغوي المطور، والذي يدرس النص القرآني، وتاريخ الإسلام المبكر، وظروف نشأته، عن طريق توظيف بعض المعطيات الأركيولوجية لإعادة بنائه وفهمه.
-في نقد الاستشراق الجديد: أبرز أوجه النقد للاستشراق الجديد تتمثل في التالي: *شدة الارتباط بالإرث السلبي في الاستشراق القديم، فما هو إلا محاولة لإحياء الاستشراق التقليدي، وإعادة تأهيل أطروحاته. ويتبين الارتباط بينهما من خلال: ١- العلاقة الوثيقة مع الدوائر السياسية، وقوى الهيمنة العالمية. ٢- استمرارية تثبيت واستثمار الصور النمطية السلبية عن العالم الإسلامي. ٣- استمرارية المصادرات الاستشراقية المتعلقة بالإسلام.
*الإشكاليات المنهجية في العلوم الإنسانية، وذلك من خلال: -موضوعها، إذ يصعب دراسة الإنسان الواعي المدرك مقارنة بالظواهر الطبيعية المطردة، كما يصعب التنبؤ بتصرفاته لتعقيد البنى الاجتماعية والإنسان نفسه، ولتفرده، كما أن الإنسان يتبع غايات معينة، ويسير وفقا لقيمها وأخلاقها، وذلك يختلف من مجتمع لآخر، مما يمنع القابلية للتعميم. -الباحث فيها، إذ إن موضوع بحثه الإنسان، وحقيقة الإنسان منشؤها داخله، ولا حيلة له بمعرفة البواعث والنوايا كما في الظواهر الطبيعية. كذلك القيم التي تدور حولها أسئلة الباحث وتؤثر شخصيته في صياغتها، لها دور كبير في صبغ النتائج والتحكم فيها بشكل غير مباشر، كما لأيدلوجية الباحث تأثير عليها كذلك.
-مخرج: إن الاستشراق الجديد يعاني مما تعاني منه العلوم الإنسانية الحديثة، إذ أنها علوم مادية بحتة لا تؤمن بالغيب والإيمان والميتافيزيقيا، وتؤنسن الأديان وتجردها من قداستها، كما أنها تتأثر بالظروف المحيطة بها وإن ادعت الموضوعية والحياد، كما أن تعميمها في التعامل مع المجتمعات الإنسانية أنتج صورا مشوهة وغير دقيقة عبر مساواتها لجميع المجتمعات الإنسانية ذات الأصول والأنساق المختلفة، مما يؤثر على أبحاثها، ويضعف من مصداقيتها، وهذه هي أبرز مشاكلها وأنكاها، مما يمنع من الأخذ المطلق بنتائجها، ورفض كونها قطعية لا مجال لنقدها أو ردها.
يقول وليام بيكفورد -كاتب وفنان إنجليزي-: "لو لم تكن هناك مجتمعات الحريم، وتعدد الزوجات في بقاع آسيا وإفريقيا؛ لكان على الأوروبيين أن يخترعوها، لكنها قد وجدت، وتشكلت المواقف الغربية تجاه تركيا والإسلام عموماً -على مدى قرون- عن طريق توليفة من الإستنكار الأخلاقي والشهوانية الجنسية التي لا يمكن كبتها."
بعد الانتشار الرهيب لترند "Arabian nights" والتنافس على إظهار الجمال العربي مصاحباً لموسيقى فيلم علاء الدين مع أجواء صحراوية وجمال وعصور جاهلية، وجدت أنه آن الأوان لقراءة هذا الكتاب.
بعض المؤثرين ك"منى حوا" تحدثت عن هذا الموضوع، وتحدثت عن مساعي "إدوارد سعيد" في تشويه مصطلح "الاستشراق" حتى لا يكون هذا السائد الآن هو نظرة الغرب للشرق. لكن للأسف، ماذا نفعل نحن الآن؟!
حقيقة، ما جاء في هذا الكتاب يسر القلب؛ فالكاتب تحدث عن الاستشراق منذ بدايته وحتى الآن ومن كل الجوانب! تحدث عن الاستشراق القديم "الكلاسيكي" والاستشراق الجديد. كما وضح مناهج الاستشراق الجديد -ومنها المنهج النسوي- وفي النهاية تحدث عن نقد الاستشراق والإشكاليات حوله.
الكتاب مكون من أربعة مباحث، وأكثر ما أعجبنى هو المبحث الأول، والذى يتناولأبرز المحطات المهمة في السياق التاريخي والفكري للاستشراق منذ نشأته وحتى تبلوره في صيغته الحديثة "الاستشراق الجديد" ..
فذكر المؤلف أن الجهود الأولى التي بذلها الباحثون الكنسيون لتحقيق فهم أكثر دقة للإسلام كانت مدفوعة إلى حد كبير بالرغبة في معرفة الأعداء ولتفنيد الإسلام بوصفه ديناً مزيفاً وهرطقه باطلة ... وذلك بعد الفشل الذريع للحملات الصليبية وبذل الكنيسه جهداً كبيراً كي تحول المسلمين بشكل سلمي إلى النصرانية، ولتحقيق ذلك حثت الكنيسة على تشجيع دراسة الإسلام واللغة العربية، وبالفعل تم إصدار أول ترجمة لاتينية للقرآن عام ٥٣٧هجري ( إذن كانت فكرة التنصير هي الدافع الحقيقي للاستشراق فى بداية أمره) ..
تم تحدث عن العثمانين وكيف أنهم لحقبة طويلة كانوا "البعبع" الأكبر لأوروبا، فقد أثاروا خوفاً ملحوظاً لديهم لدرجة أنهم صوروا العرب قوماً قساة يتسمون بالتعصب والعنف، بالإضافة إلى العديد من القصص الشنيعة والمثيرة المتداولة عن الفضائح الجنسية المزعومة للتُرك، مما ساهم في ترسيخ الطابع الجنسي والشهوانى والغرائبي للشرق في المخيلة الغربية، وأصبحت الإمبراطورية العثمانية نموذجاً أصلياً لما يسمى بالاستبداد الشرقي.
ثم انتقل إلى عقود عصر التنوير شارحاً كيف كانمفكرو التنوير يشنون حملة ضد ظلامية الكنيسة وطغيانها الفكرى والقيود القمعية التي فرضتها على الفكر الحر، وكيف أن هذا الموقف من الكنيسة فتح الطريق أمام توجه أكثر موضوعية في تعاطيه مع الإسلام، و صار خطابه متعاطفاً مع الإسلام بوصفهإيماناً أكثر عقلانية.
ثم أصبح الاستشراق في القرن التاسع عشر الميلادي مجسداً في مؤسسات، وأُقيمت مدرسة للغات الشرقية الحية في باريس، وقد وضع "سلفستر دي ساسي" أسس الاستشراق المنظم، وبفضل جهوده تحولت باريس في الثلث الأول من القرن التاسع عشر قِبلة لكل من يريد أن يتخصص في دراسة اللغات الشرقية.
ثم نتيجة تأثر بعض المفكرين الأوروبيين بنظرية "تشارلز داروين" عن نشوء وارتقاء الأنواع بجانب تأثرهم بالمسيرة الظافرة للإحتلال الأوروبي ظنوا أن تفوق الغرب الثقافي والسياسي ليس إلا نتيجة للصفات العضوية الفطرية للعنصر الأبيض. وبناءاً على هذا تم تصنيف سكان أفريقيا وآسيا بوصفهم منتمين لأعراق متخلفة عضوياً وبيولوجياً، ومن ثم فإن الإحتلال الأوروبي يبدو طبيعياً أو حتمياً .. ومن حق الغرب الهيمنة على الشعوب المتخلفة من أجل رسالته التاريخية في تهذيب العالم وتحضيره ..
ومن ثم انتقل الكاتب الي الاستشراق بعد أحداث ١١ سبتمبر، وكيف أن الدراسات الإسلامية الإستشراقية تعرضت لهجوم عنيف بدعوى عجزها عن استشراف الأزمة الحالية "أزمة الإرهاب". وكان أول من أعلن الهجوم على دراسات الشرق الأوسط هو "مارتن كريمر" وذلك في كتابه (بروج عاجية على الرمال: فشل الدراسات الشرق أوسطية في أمريكا). ومن تداعيات مرحلة ما بعد ١١ سبتمبر تزايد الأبحاث الأكاديمية والمقالات العلمية حول نساء الشرق الأوسط مع إرتفاع طلب السوق على هذا النوع من الموضوعات ..
ويرى الكاتب أن هدف القوي الأمريكية والأوروبية في هذه المرحلة هو تشويه الإسلام بالدرجة الأولى، بل تستهدف تشويه الإسلام المقاوم للهيمنة الغربية.
تثير إعجابي تلك الكتب الصغيرة في حجمها الكبيرة في فائدتها، فلا تجد فيها سطرًا تضيّع به وقتك أو يمنحك فترة كسل أو راحة، صارم في طرحه، غزير في معلوماته، ثريّ في مراجعه. كل هذه الصفات وجدتُها في كتاب الفاضل "عبد الله الوهيبي" نفع الله به. لم يأخذ مني وقتًا طويلًا في قراءته، وإن كان ذلك راجعًا في الأصل لظروف معينة خلال تلك الفترة، فأنهيته في جلسة واحدة لاحظتُ فيها كثرة رجوعه إلى زكاي لوكمان وتركيزه عليه بالإضافة لمراجع أخرى هامّة.. ولم تكن الصعوبات الذي اعتذر عنها في المدخل عائقا له عن الطرح الجيد (كعدم المعرفة باللغة الاجنبية التي كتبت بها أهم الأعمال في الموضوع)، بل كان تسلسل الأفكار وجودة طرح النماذج ومناسبتها للموضوع من أبرز مميزات الكتاب التي غطت على جانب النقص ذاك. لخصتُ الكت��ب في أربع صفحات تقريبا، ثم أجملتُها في بضع فقرات أضعها هنا لمن أراد أخذ فكرة مجملة عن المواضيع باختصار شديد: - انتشر الدفاع عن المضامين الاستشراقية بين كتّابنا المستغربين، وقامت بعض النخب المثقفة بمهمّة الدراسة والتحليل لغرض دعم التصورات الغربية عن الإسلام والعرب بوصفه مجتمعًا شاذًا وغرائبيًا، لكن لفظ "مستشرق" ارتبط بمضامين أيديولوجية سلبية فتم استبداله بمصطلحات أخرى لتُضاف إليه صبغة أكثر جاذبية تتسم بالعمق والأهمية، رغم انهزاماته المتكررة ومحاولات إعادة إحيائه بما تم الاصطلاح عليه بـ"الاستشراق الجديد". تاريخيا، يمكن التأريخ لبداية صعود الاستشراق الكلاسيكي بالحروب الصليبية، ذلك أن هدف دراسة الشرق في الأساس كان أداة من أدوات التنصير-كما قال يوهان فوك-، وكان الشرقي آنذاك عدوًا تحسب له الحسابات قبل أن تنقلب موازين القوى في القرن السابع عشر لتعتليها الدول الأوربية، ويتم تصنيف الامبراوطورية العثمانية كنموذج للاستبداد الشرقي وتكوين صورة نمطية عن الإسلام تراه متعصبًا همجيًا شهوانيا ظالمًا للمرأة، وساهمت في ترسيخ هذه الصورة: الأدبيات الشرقية المنتشرة. خلال الفترة بين القرن ١٩ ومنتصف العشرين صار الاستشراق فرعًا بحثيا مؤسساتيا، وارتبط بشكل كبير بالاحتلال الذي دعم فكرة عنصرية عن سكان أفريقيا وآسيا بأنهم متخلفون بيولوجيا، ليغدو الاحتلال الأوربي لهم أمرا طبيعيا (نظرية دارون). واستمر الاستشراق بالتطور في مراحله إلى أن ولجَ كل التخصصات الأكاديمية، وتميز استشراق أواخر القرن العشرين بظهور كتابات تستنكر المضامين الاحتلالية فيه، وظهرت الحركات النسوية بشكل أكبر، ثم عاد الاستشراق السياسي مرة أخرى بنظريات جديدة كـ(دراسات المناطق) و(مستودعات الأفكار)، وبرزت نظرية تسمى التحديث تنص على أن عملية التحول من التقليدي إلى الحديث تسير في خط ثابت، لكن ظهور الصحوة الإسلامية أبطلها من حيث لا تتوقع. تنامى بعد ذلك الطرحُ الكولونيالي بعد أحداث ١١ سبتمبر، ولوحظت بعض المحاولات للخروج بإسلام معتدل لايقاوم الهيمنة الغربية. حاول الاستشراق الجديد نبذ المضامين الاستعمارية فيه من خلال تجديد التراث الاستشراقي الكلاسيكي فظهرت بعض الاختلافات الجوهرية بينهما، لكن ذلك لم يلغِها كليًا، ومن أشهر نماذج الاستشراق الجديد: المنهج الأنثروبولوجي بمدارسه الشهيرة كأنثروبولوجيا الإسلام والمراجعين، والمنهج الفيلولوجي المطوّر. وعانى استجداد الاستشراق مما عانت منه العلوم الإنسانية من إشكاليات منهجية كثيرة في مضمونه العلمي كالتشويه والقطيعة مع الوحي مما ضرب مصداقيتها وأضعفها. - البيضاء في: 24 فبراير 2018
لمّا بات مصطلح الاستشراق مُتخماً ببُعد أيديولوجي غير مرغوب فيه ، وأصبح بفعل عوامل عدّة يُمثل المرادف الذهني للصورة البغيضة عن الاحتلال وعدم الموضوعية والعدائية ، عُقد في باريس عام ١٩٧٣هـ مؤتمر كبير بمناسبة مرور مائة عام على بداية المستشرقين لمؤتمراتهم العالمية، وكان من نتائج ذلك المؤتمر إلغاء التسمية بالاستشراق ، والتوافق على تغيير اسم المؤتمر إلى "المؤتمر العالمي للدراسات الإنسانية حول آسيا وشمال أفريقيا ".
تناول هذا الكتاب مقدمات حول ظاهرة الاستشراق الجديد ، الذي يحوي في مضمونه النسق المنهجي للاستشراق التقليدي القديم ، مع تطور في النظريات المستنبطة والمضامين الأيديولوجية .
ويسعى المؤلف في هذه الدراسة إلى استنطاق المصادر المتاحة لتكوين صورة واضحة المعالم عن هذه المحاولة التي تهدف إلى إعادة بناء النجال العملي والمنهجي في الحقل الإستشراقي ، والتي اصطُلح على تسميتها بـ( الاستشراق الجديد ).
كتاب مكون من 4 مباحث - استعرض الكاتب في البداية أبرز المحطات في السياق التاريخي والفكري للاستشراق منذ نشأته وتبلوره في صيغته الحديثة الاستشراق الجديد او المتجدد. بدأ بالتحدث عن جهود الكنيسة وهدفها في خلق مفهوم جديد للاسلام المزيف الباطل وذلك بعد فشل الحملات الصليبيه في تحويل المسلمين بشكل سلمي إلى النصرانية فبالتالي قامت الكنيسة بالتشجيع على دراسه الاسلام واللغه العربيه من اجل الاندساس. من انتقل في السياق التاريخي الى عصر التنوير وكيف كان المفكرون يشنون حملات ضد طغيان الكنيسة فانزلوا من قيمه النصرانيه وتعاطفوا مع الاسلام باعتباره دين أكثر عقلانيه وأكثر دعما للحريه. وهكذا انتقل من حقبه لاخرى فتحدث عن حقبه العثمانيين وعن الاستشراق في القرن التاسع عشر ميلادي المتمثل في المؤسسات والمدارس المهتمه باللغات الشرقيه ، ثم تأثير نظريه داروين على الاستشراق انتقالا الى أزمه 11 سبتمبر وكيف تحول التعاطف الذي يتعاطفوه مع الإسلام في مرحلة التنوير إلى هجوم عنيف بدعوه أزمه الارهاب ،وصولا الى المرحله التي نحن فيها التزايدت الابحاث الاكاديميه المنتقضه لفكر الشرق الأوسط خصوصا فيما يتعلق بموضوع النساء.
بين الكاتب أيضا مفهوم الاستشراق الجديد وأوضح البنية الفكرية العامة له سواء على المستوى العلمي او الثقافي او الفكري،و ألقى الضوء على مناهج الاستشراق اهمها المنهج الانثروبولوجي والمنهج الفيولوجي . خصص المبحث الرابع لنقد الاستشراق الجديد وبين ارتباطه السلبي بالاستشراق القديم كما أبرز الاشكاليات التي تضعف مصداقيه العلوم الانسانيه والاجتماعيه وتشكك في مدى موضوعيتها . ليصل في النهاية إلى أن الاستشراق الجديد صناعه غربية أوروبيه وأمريكية هدفها تشويه الإسلام الصحيح المقاوم للهيمنة الغربية ،كما دعا لعدم تجاهل مباحث الاستشراق كلية بل علينا الانتفاع بما يصلح للانتفاع فالحكمة ضالة المؤمن.
اضافات - تطور مفهوم الاستبداد الشرعي على يد المفكر الفرنسي مونتسكيو الذي راى ان المزاج الانساني يتحدد بدرجه كبيره تبعا للجغرافيا والمناخ . - يقول وليام بيكفورد -كاتب وفنان إنجليزي-: "لو لم تكن هناك مجتمعات الحريم، وتعدد الزوجات في بقاع آسيا وإفريقيا؛ لكان على الأوروبيين أن يخترعوها، لكنها قد وجدت، وتشكلت المواقف الغربية تجاه تركيا والإسلام عموماً -على مدى قرون- عن طريق توليفة من الإستنكار الأخلاقي والشهوانية الجنسية التي لا يمكن كبتها." - يعود مصطلح التفكيك إلى جاك دريدا وهدفه تعرية المعاني للكشف عن الأصول. - تتركز الدراسات الانتثرولوجية حول :أنظمة القرابة والزواج/ أحوال الحكم والسلطات / العقائد السحرية / الشعائر والرموز الدينية. - بوادر النسوية في العالم العربي كانت في سبعينات القرن الماضي تقريبا.
كان رائعاً وممتعاً وجذاباً غلب عليه كثرة الاقتباس وهذا يدل على عمق وثراء وثقافة الكاتب وقدرته على دمج اقتباسات الآخرين والربط بينها واظهارها بأسلوب شيق كتاب يقرأ أكثر من مرة لغرض البحث ويقرأ مرة للعلم ويقرأ مليون مرة هذه الأيام لكي نكون صامدين أكثر في وجه الرياح التي تستهدف هويتنا
الاستشراق الجديد " مهما حاول التأقلم والتكيف مع ظروف العلم وأدواته المتغيرة وحاجات الغرب المتجددة فالبواعث لم تتغير إنها الهيمنة على الشعوب والثقافات " مقدمة جيدة فالموضوع.
هذا الكتاب يعتبر أول مدخل لي لموضوع الاستشراق.. فلم أكن أعلم شيئا عن هذا المصطلح سوى أنه يعني دراسات الغرب للشرق ومحاولتهم تقديم صورة عنه..
لكنه نجح في تقديم فكرة جيدة عن ملامح نشأة الاستشراق بدايةََ من فترة الحروب الصليبية.. وتطوره بعد الحربين العالميتين وبعد ١١ سبتمبر.. ومناهج الباحثين في كل مرحلة مر بها وأهدافهم وأهم المحطات في تاريخ الاستشراق .. الكتاب كما ذكر مؤلفه هو مقدمات أولية، وقد أحال فيه الكتاب إلى كثير من المراجع المتوسعة والثرية في هذا الموضوع.. أنصح به كمدخل مبدئي مجمل
الكتاب مفيد للغاية، وأرى الأفضل أن يُقرأ كتاب إدوارد سعيد (الاستشراق) قبله، الكتاب صغير الحجم (185 صفحة) لكن مُركّز الفائدة وهو يناقش موضوع يؤثر علينا في عالمنا الإسلامي.
الاستشراق الجديد يقصد به المؤلف : " مُجمَل الإنتاج العلمي الغربي الذي يعتمد مناهج العلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة في دراسة شؤون الإسلام والمسلمين "
إذ أن المفهوم التقليدي للاستشراق أخذ يتغير نتيجة التفاعلات التاريخية في الغرب الأوروبي ثم الأمريكي، فالاستشراق الكلاسيكي كان يرتكز على المعرفة المعمّقة باللغات كالعربية والتركية والفارسية، وتصنيف المخطوطات وترجمة النصوص، ولذلك فالمستشرقون الكلاسيكيون فقهاء لغة بالأساس .. أما الاستشراق الجديد فقد صار ينحصر في تخصصات علمية محددة كعلم الاجتماع والاقتصاد واللسانيات والأنثربولوجيا، أي أصبح الحقل الاستشراقي الجديد جناحاً من العلوم الاجتماعية والإنسانية .
وقد شكّل الدين الإسلامي منذ ظهوره مشكلة بالنسبة لأوروبا النصرانية، لكون الفتوحات الإسلامية اجتاحت قلب العالم النصراني، لذا كانت الجهود الأولى التي بذلها باحثون كنسيون لتحقيق فهم أكثر دقة للإسلام مدفوعة إلى حدٍ كبير بالرغبة في معرفة الأعداء ولتفنيد الإسلام بوصفه ديناً مزيّفاً .. لذلك فإن [الإستشراق في بداية أمره لم يكن سوى أداة من أدوات التنصير].
و تنامت الغرائبية الاستشراقية في أعمال عدد من الفنانين في أوائل القرن ال18 الميلادي، ورحّالة تلك الحقبة، فكانت الصور التي استدعاها الكتّاب والمصورون المتأثرون بهذا الاستشراق الثقافي، شهوانية ومثيرة، تعتمد على التصوير الأوروبي القديم لا سيما في خيالاتهم حول حريم القصر العثماني ونظام تعدد الزوجات، فكان من الشائع تصوير النساء المسلمات بأنهن مقموعات وخاضعات.
كما اعتبر ارنست رينان أن العِرق له دور تفسيري مركزي، واعتبر أن العِرق العربي غير قادر على التفكير العلمي والفلسفي، أو حتى مُعادٍ له، وأيد استعمال القوة في وجه المقاومين ضد الاحتلال/الاستعمار .
ثم شهدت السبعينيات من القرن ال20 صعود الأيديولوجيات والحركات الإسلامية، ولم يستطع الباحثون الاستشراقيون الذين يتبنون (نظرية التحديث) بوصفها أنموذج تفسير للظاهرة الإسلامية أن يتنبؤوا بهذا الصعود لما يُسمّى بـ(الصحوة الإسلامية)، كان صعود الصحوة يجري عكس اتجاه الرؤية الغائية للتطور التاريخي والذي تشترك فيها نظرية التحدث الليبرالي والماركسية الكلاسيكية وغيرهما.
وفي المُجمل هناك تفسيران لسبب انتشار الصحوة وصعود نجم الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي:
الأول: التفسيرات الحداثية: وهي تصوّر النزعة الإسلامية بوصفها حركات رجعية يقوم بها التقليديون وفقراء المدن ضد التحديث بالأسلوب الغربي وهي معادية للدمقراطية وانكفائية بطبعها
الثاني: التفسيرات التي تميل إلى اعتبار النزعة الإسلامية ردة فعل لما بعد الحداثة، والاستقلال الثقافي، وإلى إقامة جماعة سياسية وأخلاق بديلة في مواجهة الحداثة العلمانية المعولمة.
لكن رأى طيف آخر من الباحثين في شؤون الشرق الأوسط أن مشكلة الإرهاب ليست من صميم الإسلام، و شدّدوا إلى وجوب الانتباه إلى العوامل التي ولدت هذا العنف كسياسات النظم القمعية/البوليسية الفاسدة في العالم العربي، والتي تحظى بدعم الولايات المتحدة، يُضاف إلى ذلك الفقر المنتشر وانعدام فرص العمل والعيش الكريم في مناطق واسعة من العالم، وكذلك السيطرة الأجنبية الاقتصادية والسياسية على مقدرات تلك الشعوب مع الدعم المطلق لإسرائيل، إذ كما يقول الفيلسوف جان بودريار [إن النظام العالمي هو الذي ولّد الشروط الموضوعية لهذا الرد العنيف (الإرهاب)، فباستئثاره بكل الأوراق يُرغم الآخر على تغيير قواعد اللعبة].
..........
تكلم أيضاً الكتاب عن سياسة الأمريكان في دعم من يسمونهم المسلمين المعتدلين (يقصدون بالطبع المسلم الكيوت) وهذا لم يكن جديداً علي لأنني قرأت كتاب عن مؤسسة راند ذكر صراحة نزوع أمريكا لدعم اللبراليين والعلمانيين والمشايخ الكيوت، إلى جانب كتاب والذي فضح دعم الأمريكان للصوفية ضد الوهابية لأن الصوفية لا تُقاتل ولا تهتم بالسياسة على العكس من الوهابية التي يرونها خطر كونها لا تقبل أنصاف الحلول ولا تقبل التمييع بالإسلام..
يصف المؤلف ذلك بقوله: "هذا الطور الجديد من التعامل مع الظاهرة الإسلامية يمكن وصفه بطور (الحرب القِيَميّة) ضد الإسلام، والتي تسعى لتفسير الإسلام بما يتلاءم مع قيم الحرية والدمقراطية الغربية ومحاربة المضامين العقائدية التي تشكل خطراً على المصالح الغربية في المنطقة العربية، والعمل على تفكيك مقومات الإسلام الصحيح .. ليس هدف القوى الأمريكية والأوروبية في هذه المرحلة تشويه الإسلام بالدرجة الأولى، بل تشويه الإسلام المقاوِم للهيمنة الغربية، وتسويق إسلام خالي من المقاومة، ووسمها بالإرهاب "
........
ثم تناول المؤلف نماذج من مناهج الاستشراق الجديد وهما: المنهج الانثروبولوجي/ المنهج اللغوي المطوّر
ويقول عن المنهج الانثروبولوجي عن الشرق الأوسط أن أبحاثه تتكاثر عادةً في ثلاث موضوعات : النسب/القبيلة و الحريم/المرأة و الإسلام .
أما المنهج اللغوي فاستخدموه للطعن في القرآن الكريم .
تعرّفت اليوم على حسابات الكاتب على الشبكات الإجتماعيّة ولمست فيه شيء من الحياديّة في الطّرح فضلًا عن الأسلوب الشيّق واللّغة المرنة التي يتشرّبها كلًّا من المختصّ والهاوي، وإذ بي أجد هذا المؤلَف دون بحث مسبق حقيقةً فأزمعت على قراءته؛ ممّا أعطاني فرصة أكبر للإطّلاع على الأبعاد الفكريّة لهذا الرجل الفاضل. تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المؤلف تحديدًا يعدّ نتاج رسالة الكاتب الأكاديميّة في مرحلة الدراسات العُليا، وقد وُفّق في وضع اللّبنة الأولى في موضوع بحثه، لتكون نقطة انطلاق لمن يحبّ الإبحار في مجال الإستشراق والمستشرقين وتبعاتهم. كتاب خفيف ومثري يستحقّ القراءة حتّى للعامّة ممّن لا يستهويهم المجال، كنوع من التثقيف الذّاتي في جانب يلازم بيئتنا الشرقيّة منذ عصور، علّنا بمثل هذه المؤلفات نغدو أكثر وعيًا بمآلات الأمور ومسوّغاتها وننفض عن أدمغتنا غبار السذاجة والتّبعيّة العمياء.
المركزيه الاوروبيه ترسم العالم في قالب من خرائط تمركز اوروبا وتضخمها ، فنرى الشرق مقسما الى شرق أدنى ومتوسط وأقصى ، ما يجعل أوروبا الحكم في التقويم المكاني ، تماما مثل وضع توقيت جرينتش ليجعل انجلترا المركز المنظم للتدابير الزمنية ، فالمركزيه الاوروبية تقسم العالم الى شعبتين <الغرب> و <الشرق> بل وتنظم اللغه اليوميه الى تقسيمات هرميه ثنائيه تغازل أوروبا ضمنيا ; فتتحدث عن <أممنا> في مقابل <قبائلهم> و<أدياننا> أمام <خرافاتهم> ، و<ثقافتنا> تمييزا عن <فنونهم الشعبية> و<فننا> مقابل <حرفهم> و<تظاهراتنا> مقابل <شغبهم> و <دفاعنا> مقابل<ارهابهم>.
في هذه الطبعة من الكتاب الكثير من التغييرات عن الطبعة السابقة، فالكاتب يقول: "…هذ� الطبعة تجب ما قبلها إن شاء الله" وأنا هنا أتحدث عن الطبعة الثانية لا الأولى.
وجبة دسمة ثقيلة ولكنها خفيفة في نفس الوقت! نعم عزيزي القارئ هذا ما يمكنني أن أصف به هذا الكتاب، فالكتاب ثقيل من ناحية الكم الذي احتواه من المباحث مقارنة بقلة صفحاته، ولكنه خفيف بكونه "مقدمات أولية" (كما وصفه الكاتب) لم تبرح شاطئ الاستشراق، إنما وقفت على أولى أسئلة المفكر اتجاه ذلك الحقل، ولكني أزعم أن ذلك الوقوف القصير الذي لم يتعدى كونه مقدمات أولية، مُثل بها ببعض الشواهد على عجالة، ما هي الا انطلاقة منهجية متميزة تضع النقاط على الحروف، وتسهل ما بعدها لكل من أراد التوسع ودراسة ذلك الحقل، وهنا تكمن دسامة الكتاب وثقله المعرفي على قصره.
بدأ الكتاب بمحاولة عرض تاريخي موجز للحقل الاستشراقي وما مر به من تغيرات، وصولاً أو قل انتقالاً إلى ما يسمى اليوم بـ "الاستشراق الجديد" مع السعي لبيان الأسباب خلف هذا التحول، وعن تخلي المستشرق عن لقبه، وصورته النمطية السابقة. مع الوقوف على التطورات المعرفية والأدواتية في المستشرق الجديد أو "علماء الحقول الإنسانية". حيث صار المستشرق الجديد متخصصاً بالعلوم الإنسانية بعدما كان فيما مضى يركز على التأهيل اللغوي، وذلك باتقان إحدى لغات الشرق. ثم ينتقل الكتاب إلى بيان نماذج من مناهج الاستشراق الجديد، أحدها المنهج النسوي، بين فيه الركيزة الأساسية التي يعتمد عليه هذا المنهج في تحقيق أهدافه، ألا وهي "النوع" أو "الجندر". وبين مسلمة من مسلمات ذلك المنهج، وهي: اعتبارالإسلام مخالفاً لهذه الركيزة، وفي أحسن الحالات وأقربها من الحقل الإسلامي، السعي إلى إعادة قراءة نصوص الوحيين بما يتواءم مع تلك الركيزة.
ثم يختم الكتاب بأهم موضوعات البحث، "نقد الاستشراق الجديد" بين فيه الصلة الوثيقة بين هذا الحقل وبين الاستشراق القديم، وحاول الوقوف على أسباب هذه الصلة، ثم تعرض للاشكاليات المنهجية في العلوم الإنسانية، ووقف على إشكاليات وثغرات من شأنها أن تضعف تلك الدراسات، ولكن (هذا لا يعني رفض نتائج وأدوات هذه العلوم على نحو قطعي وشامل، لكونها تتضمن نماذج تفسيرية مفيدة، ومداخل علمية مساعدة، وآليات بحثية فاعلة، وإنما المراد التنبيه والكشف لأسس وخلفيات النظام المركزي الذي يحكم مختلف مناهج العلوم الإنسانية، ويضعف صدقيتها ، وتأثيرات ذلك في نتاج الحقل الاستشراقي الجديد) ص٢٦٥ فالعتب لا على من قد يعتمد على هذه الدراسات في بعض الأمور، إنما على أؤلئك الذين يرون هذه الدراسات قرآن منزل لا نقاش فيه، ويتغافل عن كل إشكالاتها المنهجية.
لم تكن هذه التجربة هي الأولى لي مع الكاتب، بل هي الثانية مع كتبه. عدا ما أقرأ له من المقالات والتدوينات التي تنشر على الشبكة. حين فرغت من هذا الكتاب لم يختلف شعوري كثيراً عنه عند انتهائي من كتاب "التبرج المسيس" لنفس المؤلف. أشعر بالوعي بكل صدق، بت أعرف الكثير عن الظواهر المحيطة بنا وما يفسرها، وهذا خير ما يمكن أن يكون ثمرة للقراءة، فالحمد لله. من الأمور التي أبهرتني سابقاً وما زالت: نقولات الكاتب الكثيرة عن مصادر كثيرة ومختلفة، وأعتقد أن هذا صعب التحصيل على أي قارئ عابر، لكن يبدو أن كاتبنا قارئ نهم وباحث جاد، بقية مما ترك الباحثين القدامى، ومن القلة القليلة من المسلمين الذين يعملون على قدم وساق، فبارك الله لنا فيه وجزاه الله عنا خير الجزاء.
يسعى هذا البحث لاستنطاق المصادر المتاحة بهدف تكوين صورة واضحة المعالم عن المجال العلمي والمنهجي في الحقل الاستشراقي المعاصر. وتناول المؤلف هذا الموضوع بشمولية ومنهجية علمية نقدية وكشفية أبرز فيها أهم النقاط والمعالم التي يتسم بها الاستشراق الجديد مع تناول الاستشراق القديم في بعض المباحث لبيان الحالة البنيوية الرابطة بينهما.
يستعرض المؤلف أبرز المحطات المهمة في السياق التاريخي والفكري للاستشراق منذ نشأته، وحتى تبلوره في صيغته الحديثة، مع الإشارة للتطورات التي حدثت بعد ذلك، مع تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ على الحقل الاستشراقي، إلى حقبة دونالد ترامب التي ��نتهت عام ٢٠٢١.
كذلك يتضمن مقاربة نظرية لمفهوم الاستشراق الجديد، وتقديم إيضاحات أساسية حول البنية الفكرية العامة للاستشراق الجديد، سواء على مستوى المناهج العلمية، أو مستوى المضامين الثقافية والفكرية.
أيضا يعرض لنماذج من مناهج الاستشراق الجديد، ويلقى الضوء على ثلاثة مناهج بارزة وهي: المنهج الأنثروبولوجي، والمنهج الفيلولوجي، والمنهج النسوي.
ويستعرض أبرز الأفكار المهمة في نقد الاستشراق الجديد وهو من أهم ما جاد به الكاتب في هذا البحث المهم، حيث أنه أوضح فيه ما يتعلق بالأوجه والصور والنماذج التي تؤكد شدة الارتباط بالإرث السلبي في الاستشراق القديم.
ولخص فيه أبرز الإشكاليات المنهجية التي تكشف عن حيزات العلوم الإنسانية والاجتماعية، وزعم موضوعيتها، حيث أن العلوم الإنسانية الحديثة تعاني من مآزق منهجية متعددة، فهي علوم مادية قامت على أسس وضعية لا دينية، تنفي الأساس العلوي للدين، وتؤنسن الأديان، وتنظر إليها بعدها مجرد ظواهر اجتماعية، أنتجها الإنسان لمواجهة الهلع ومقاومة المخاطر التي تهدد كيانه الضعيف. وهذه النزعة المادية والموقف المسبق ناتج عن الانغراس العميق لهذه العلوم في تربة الحقل الأوروبي والأمريكي، وظروف تطوره وتاريخ تحولاته، وإن كان ذلك لم يمنعها من ادعاء الكونية، والشمول. وهذا لا يعني رفض نتائج وأدوات هذه العلوم على نحو قطعي وشامل، لكونها تتضمن نماذج تفسيري مفيدة، ومداخل علمية مساعدة، وآليات بحثية فاعلة، وإنما المراد التنبيه والكشف لأسس وخلفيات النظام المركزي الذي يحكم مختلف مناهج العلوم الإنسانية، ويضعف مصداقيتها، و تاثيرات ذلك في نتاج الحقل الاستشراقي الجديد.
This entire review has been hidden because of spoilers.
منهج البناء الفكري أخذ مني أربع ساعات تقريباً _ أغلب القرّاء معجبون بكثرة نقولات الكاتب وأنا مثلهم أنه قارئ نهم وجادّ ، إلا أنّي سمعته في حوار أنه لا يحب من نفسه كثرة الاقتباسات وأن الأفضل أن يصيغ هذه النّقولات بأسلوبه الخاصّ ، فسبحان الله . _ أمّا عن مراجعتي المتواضعة فهو يعتبر مدخل عن الاستشراق الذي لا غني عن فهمه لمن يهتمّ بالشّأن الفكري والذي لا غني عن الاهتمام به لفهم الواقع جيّداً وفهم كيفيّة التّأثير به ، وهو كتاب سلس وسهل قسّم الاستشراق إلي قديم وجديد ، محور الدّراسات الاستشراقيّة القديمة هو دراسة النّصّ أو فقه اللغة أو الفيلولوجيا أمّا الاستشراق الجديد فيعتمد علي العلوم الانسانيّة . وقدّم نقد للاستشراق الجديد ثمّ ذكر بعد الاشكالات المنهجية المتعلقة بالعلوم الانسانية .
وعلي كلٍّ سواء القديم والجديد فالغرب نظر للشّرق بعينه وبعقله مجرّداً من أيّ موضوعيّة وبني دراسته علي نظرته هو لا علي نظرتنا نحن لأنفسنا ولا كيف نفكّر نحن . ومن العجيب أن ننظر نحن لأنفسنا بعينه هو ينظر للإسلام وللمجال الإسلامي بنقص ، فننظر نحن بنقص لأنفسنا ، عجيب ! للأسف . جزا الله الشيخ الوهيبي خيراً علي ما قرّب إلينا وزاده علماً ونفعاً
من الانحياز غير العلمي قولي إني أحبّ الشيخ عبدالله، وأحبّ كل ما يكتبه، سواء في بحوثه أو رسائله أو حتى تدويناته. ومما أحبّه في الشيخ أنه يسعى قدر الإمكان إلى الاستقصاء والجمع دون الإخلال ( مع أنّه في هذا الكتاب قال بنفسه أنه قد يكون فيه شيء من الاختصار المخل، خصوصاً في قضية كبيرة مثل [ الاستشراق ]. لكنه لم يألُ جهداً في تبيان الحقيقة. الكتاب عبارة عن مقدمة و4 مباحث وفي كل مبحث عدد من الفصول والتفريعات، وكون الكتاب في الأصل رسالة لنيل درجة الماجستير فمن الطبيعي أن تكون ثمينة بالإحالات للمراجع والمصادر عربيها وغربيها. أحببت في المبحث الأول سعيه لتتبع منابع الاستشراق "تاريخياً " بدءاً من القديم وحتى بداية القرن الـ 21. وفي المبحث الأخير النقد ( وإن لم يكن توسعاً كبيراً ).
برأيي يحتاج الكتاب إلى بعض التعديلات، والإضافات خصوصاً بعد بروز عدد من القضايا الناشئة بعد عام 2001 .
هذا الكتاب المهم جداً يستعرض فيه الكاتب أبرز المحطات التاريخية و الفكرية المهمة للاستشراق منذ نشأته، ثم يعرض أسباب التخلي عن لقب( مستشرق) ويشرح التحولات النظرية والمنهجية التي طرأت على مجال الدراسات الاستشراقية،مع الإشارة العامة لنماذج من مناهج الاستشراق الجديد يليه المبحث الأخير في نقد الاستشراق الجديد. اقتباس من خاتمة الكتاب(إن الاستشراق القديم و الجديد يظل منتجاً إنسانياً محكوماً بظروف المواجهة بين منتجها (الغرب) و موضوعها (الشرق) و بأهواء أصحابها و أفكارهم المسبقة و بمصالحهم الدنيوية في عالم تحفزه المصالح الملوثة لا القيم و المبادئ)
على الرغم من قلة بضاعة المؤلف في اللغة الأجنبية وضعف توفره على المصادر الأولية للاستشراق، الا أنه قدم وبشكل مختصر نظرة أولية على مفهوم الاستشراق الجديد. هذا الكتاب يشير الى ان مفهوم الاستشراق تطور في الغرب ولم يعد بهذا الاسم بشكل دائم ، وان الارتباط بالاستشراق القديم لا يزال حيّا ولكنه اتخذ مناح جديدة في درس العرب والمسلمين والشرق. الكتاب جدير بالمناقشة والموضوع حري بالبحث والتنقيب نظرا لكثرة التداخلات واهمية التفصيل الدقيق قي كل مسار.
لم أكن ولا لحظة واحدة في حياتي لأتخيل أنني سأقرأ مثل هذه الكتاب الذي كنت أصنفه سابقاً مع الكتب الفلسفية المعقدة التي تقول كلمات غريبة وتحكي عن أزمنة وشخصيات غير مألوفة في الغالب .. لم يكن شيء ليشدني لقراءة هذا الكتاب لولا أنني ضمن البناء المنهجي وأني سبق وأن قرأت (سلطة الثقافة الغالبة لإبراهيم السكران) والذي أعتبره مكملاً وشارحاً ومفنداً للمبادئ الأساسية لهذا الكتاب ولكن على المستوى المعاصر جداً .. أما هذا الكتاب فهو يعود إلى أصول الاستشراق منذ أزمنة متطاولة ويدرس تغيراته الاسمية والفعلية وأهم الأحداث والشخصيات التي لمعت فيه وأنضجته ويضع الملح على الجروح ويذكرنا بمصائب أمتنا السابقة وضعفها الأمر الذي أثرى شهرة الغرب وانتشار أفكاره وعلمنته لكل شيء بما فيه التعليم والعلوم الإنسانية بدءاً من الفللوجيا وحتى الأنثروبولوجيا الحالية .. أدهشتني المعلومة التي حكت أن الاستشراق بدأ أصلاً من خلال الكنائس الأوروبية التي أرادت دراسة العريية والقرآن عن قرب بحثاً عن ثغرات وليصبحوا أقرب فهماً لطريقة تفكير العربي المسلم لاستثمار ذلك في محاربته قديماً والسيطرة عليه سياسياً وأدلجته في العصر الراهن .. لا أعهد نفسي معقدة الكلمات قبلاً لكن الإنسان حصيلة قراءاته وخبراته وهذه النوعية من الكتب استعصى فهمها علي في بادئ الأمر لكن أظن بأن هذا الأمر الآن بات أسهل وأقرب للفهم من السابق ولكن أجزم بالحاجة إلى قراءة هذا الكتاب مرتين أو ثلاثاً على الأقل مهما كان مستوى وعي الإنسان ونضجه وقدراته الفكرية والاستيعابية .. الكتاب في غاية الاختصار كما يظهر من عنوانه وكما أوضح المؤلف في مقدمته وأشعر بأني بحاجة للاستزادة والتبحر أكثر عن هذا الموضوع لاحقاً بإذن الله نظراً لتداخله مع الكثير من القضايا والأزمات الحالية كالحرب بين روسيا وأوكرانيا وسيطرة طالبان أخيراً على أفغانستان بعد سنوات طويلة من الاستعمار الأمريكي لها وغيرها.
� نشأ من الحقد، وولد من الإحباط، وتغذَّي بالانتقام، ضغينة القوي علي الضعيف، وخيبة العقلاني من الخرافة، وثأر التقليدي من المنشقَّ. وقد نظَّم الإنسان الغربي - في ساعة انتصاره العالمي- صفوف الدولة والكنيسة و الأكاديمية، ليهاجم بإصرار حصن العقيدة الإسلامية. واجتمعت كل الخصال المنحرفة لشخصيته المغرورة: عقلانيته المتهورة، وحلمه بالتسلُّط علي العالم، والتطرُّف المتعصِّب، في مؤامرة غير مقدسة لزحزحة النصوص الإسلامية من موقعها الثابت كرمز للأصالة التاريخية والأخلاقية التي لا مراء فيها. والغنيمة العظمي التي يبحث عنها الإنسان الغربي في هذه المغامرة الجريئة هي العقل المسلم ذاته؛ كي يتخلص كليًّا من مشكله الإسلام، يري الغرب أن الوعي الإسلامي يجب أن يصبح يائساً من اليقين الفكري بألوهية الرسالة التي ظهرت للنبي صلي الله عليه وسلم. فقط المسلم الذي يشكُّ في الأصالة التاريخية والاستقلال المذهبي للوحي القرآني يتنازل عن رسالته العالمية، وبذلك لم يشكِّل تحدياً لليسطرة الغربية علي العالم، وهكذا هي العقلية الخفيَّة إن لم تكُن الواضحة لهجوم المستشرقين علي القرآن
أن كان هذا إقتباس من الكتاب إلا أنه مع ذلك بعتبر ملخص مجمل لما يريد الكتاب أن يقدمه
كتاب مفيد جدا. بدأ المصنف بتأريخ الاستشراق وبيان مراحله المختلفة ثم وصل إلى الاستشراق الحديث وتعريف الاستشراق الجديد عنده هو: مجمل الإنتاج العلمي الغربي الذي يعتمد مناهج العلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة في دراسة شؤون الإسلام والمسلمين". فبينما كان الاستشراق القديم يركز على معرفة اللغات كالعربية والتركية والفارسية، وترجمة النصوص، يتجه الاستشراق الجديد إلى تخصصات علمية محددة كعلم الاجتماع والاقتصاد واللسانيات والأنثربولوجيا. فصار الحقل الاستشراقي الجديد جناحاً من العلوم الاجتماعية والإنسانية. وقد اعتمد الاستشراق الجديد على مناهج متعددة، أبرزها: - المنهج الأنثروبولوجي، ويركز في قضايا: (القبيلة والمرأة والإسلام). - المنهج اللغوي المطور، ويدرس النص القرآني، وتاريخ الإسلام المبكر، وظروف نشأته. أهم جزء في هذا الكتاب هو النقد الموجه إلى الاستشراق الجديد. وتتمثل تلك النقود فيما يلي: - شدة الارتباط بالإرث السلبي في الاستشراق القديم - الإشكالات المنهجية في العلوم الإنسانية (وهو أهم ما في الكتاب، لا سيما للمفتونين بأبحاث الغرب حول الإسلام) أنصح هذا الكتاب بشدة. وشكرا للشيخ أحمد السيد على ترشيحه لهذا الكتاب المميز.
مدخل مُشبع، "الاستشراق قديمه وحديثه يظل منتجًا إنسانيًا محكومًا بظروف المواجهة بين منتجها (الغرب) وموضوعها (الشرق) وبأهواء أصحابها وأفكارهم المسبقة وبمصالحهم الدنيوية في عالم تحفزه المصالح الملوثة. سيظل الإسلام والمسلمون عقبةً رئيسةً في وجه القوى والمصالح الأجنبية."
رحلة فكرية شاقة الغفلة اللغوية ..هذا الشعور صاحبني طيلة الفصول الأولى من الكتاب ، الكثير من المصطلحات اقرأها للمرة الأولى لكنها متجذرة ومضمرة داخل حيواتنا بشكل ما ، أعدت قراءة الكثير من الجمل حينًا.. بل و الكثير من الفقرات أحيانًا ، لا أعود فارغة اليدين أبدًا في كل مرة يُفصَح لي عن معنى جديد. كادت أن تتشكل الصورة الكلية مع آخر فصل في الكتاب ما إن نظرت إليها أدركت ما اهو أهم.. أنا في غفلة معرفية. كان هذا الكتاب بمثابة صفعة معرفية لعقل ضيق الأفق تعميه أضواء الثقافة الغالبة. من الكتب التي" لا تقرأ مرة واحدة" كما يقول شيخنا أحمد السيد.
بدأته بتوقعات عالية جداً وحمّلته مهمة أن يكون"نقلة معرفية" فقد تاقت نفسي لهذه النقلات وقد حصل بدرجة مقبولة وجيدة! ليس لدي كبير اطلاع على الاستشراق وقد خشيت أني إن بدأته لن استفيد منه الاستفادة المطلوبة ولا أزعم أني فعلت، لكنه ليس صعباً حد التعقيد لمن لا يفقه شيئاً في هذا الموضوع.
كتاب مفيد كمدخل لفهم ظاهرة الاستشراق الجديد بمدارسه المختلفة ومنهاجه المتجددة "اللغوي، الإناسي، النسوي"، أجاد الأستاذ الوهيبي في شرح الأفكار وعرض الاقتباسات والإحالات للكتب بأسلوب شائق رصين كما عرفنا عنه.