What do you think?
Rate this book
285 pages, Paperback
First published January 8, 2016
لمحت عبارةو فى حوار مع ابن عمته اثناء زيارته للعراق تتجلى المعضلة الأبدية:
US Army Go Home
مكتوبة بصبغ أحمر على أحد الجدران.
أنا الذى سيعود إلى البلد الذى جاء منه ال)يو اس أرمى( و يبدو أنه سيبقى.
هل جئت لأستعيد شيئا ما أم لأتأكد من ضياعه؟يتأكد من ضياعه التام بعد أن يدرك أن الأشياء لم تعد كما هى بل و الأشخاص أيضا
أما الكبار اللذين كنت أعرفهم من قبل فبدا و كأن الزمن قد سحقهم بعرباته الثقيلة. كأن السنين العشر مرت عليهم أكثر من مرة ، رواحا و مجيئا. و تجرعوا كميات هائلة من الألم.تنقلب الأحداث رأسا على عقب بعدما يقابل البطل الآخر أو ذلك الشخص الذى سيظهر و كأنه النسخة الأخرى منه أو شبح أفكاره بكل ما فيها من حيرة و تردد و تبدأ حينئذ ملامح المشروع تتبلور فى الرواية
لكن ماذا عن تاريخ الضحية؟ بل ضحية الضحية؟
المنتصر هو من يدون التاريخ دائما. وعندما يأتي من يريد أن يراجع ويشكك ويغير سيكون الأوان قد فات. لكن ماذا عن تاريخ الضحية؟ بل ضحية الضحية. وهذا ما يهمني.
قد تحصينا الإحصائيات ولكنها تختزل حيواتنا وميتاتنا في أحسن الأحوال. وتجردنا من إنسانيتنا. هذا إن كان هناك من يحصي أصلا. فمؤرخو الصيد يحصون عدد الصيادين الميتين. الأرقام تحولنا نحن إلى أرقام مثلها. علامات ورموز ميتة في دراسات مقارنة هدفها تحسين الصيد وجعله أكثر كفاءة. فتختفي تفاصيلنا وتقاطيعنا وألواننا وأصواتنا وذاكرتنا وجلودنا وأعيننا و و و.
ولكن من أين أبدأ وكيف ؟ هل يمكن أن أدخل إلى الزمن من ثغرة فيه أو شباك لحظة من لحظاته؟ أنا أؤمن بهذا. وحالما دخلت فيه يمكنني أن آخذ اللحظة وأحللها ... لكن كيف أصف اللحظة وهي ليست لحظة، ... إنها متاهة. وعن أي لحظة بالذات نتحدث؟ هل اللحظة هي ذاتها في كل مكان؟ أم أن كل لحظة مرتبطة بمكانها في هذا الكون؟
لكنني معني في هذا المشروع بزمن واحد في مكان واحد. سأدون، أولا، تاريخ الدقيقة الأولى من حرب ليست الأولى. معظم من يتصدون للتاريخ يؤرخون القرون والعقود والسنين. أنا معني بالدقائق الأولى، وبالدقيقة الأولى بالذات. ستكون الدقيقة فضاء ثلاثي الأبعاد. ستكون مكانا أقتنص فيه الأشياء والأرواح وهي تسافر. التقاطع الذي تلتقي فيه قبل أن تختفي إلى الأبد، بلا وداع.
الرواية بالنسبالي هي عن الحياة،، والحياة اليومية،، كلامنا اليومي هو باللغة المحكية، وهذا شيء جميل،، هذه التنوعات في اللغة العربية .. ... فأنا بالنسبالي أيضا،، الشخصيات إلي بكتب عنها شخصيات حقيقية.. .... بعدين لا يمكن أن يتكلم كل انسان زي الفيلسوف أو المفكر... ...
وأمطرت.
ستستغرب التعبير ولذلك سأشرحه لك. هنالك مئات الغيوم التي تختبئ في جسدي. غيوم تتشكل من بخار الصور والكلمات ومن ركام أشياء لا أعرفها ولا أفهمها بصراحة. وبين الحين والآخر تهب عليها ريح فتحولها إلى مطر شرس، يبحث عن مهرب منّي. يستخدم عيني وكل مسامات جلدي. أنكمش، تنهمر دموعي بغزارة، أتعرق وأرتجف وأئن بحرقة. أظل هكذا لربع ساعة وأحيانا ساعات. وبعدها أهدأ وأشعر براحة كبيرة. لأنني أكون قد أطلقت سراح الغيوم ,,, الموضوع موضوع مناخ نفسي. لكنه مناخ يصعب التنبؤ بأحواله. قرأت مقاطع أكثر حزنا بكثير من ذلك لكنني لم أمطر. لعلها نسبة الغيوم التي تتكاثف داخلي. ولكن لماذا يرتعب الناس من المطر الداخلي؟ حسنا، سأعترف، أحيانا يرافق المطر أو يسبقه الرعد الذي أسمعه في داخلي والذي أسمح له بالخروج أيضا على شكل صراخ.