إبحار مختلف بحثًا عن الخريطة المفقودة! ~ إنها البوصلة الهادية إلى الطريق الصحيح في لُججِ البحار، أو في متاهات الأرض.. بل وفي ضياع النفس الإنسانية هنا وهناك لا تصل إلى غايتها السعيدة. وهي بوصلة لا تكون إلا بيد مَن يحسنُ استخدامَها الاستخدامَ الأمثل، لتهتدي إلى الطريق الذي رسمه الله، فإذا أضاعها المسلمون بطول الأمد والركون إلى الأفكار القديمة البالية، يمكن لغيرهم أن يسترشد بها ويصل إلى القصد السويّ.. إلى حيث أراد الله. إنَّ على الأمة أن تتحسَّسَ هذا البوصلة الموصلة، التي علاها الصدأ، فأساؤوا استخدامها.ـ
أحمد خيري العمري باحث وكاتب وروائي مهتم بفكر التجديد والتنوير مع الحفاظ على الثوابت، ولد في بغداد عام 1970 لأسرة موصلية الجذور تخرَّج من كلية طب الأسنان جامعة بغداد عام 1993 متزوِّج وله من الأولاد "زين العابدين"، "آمنة"، "أروى" و"لميس" أصدر كتابه الأول البوصلة القرآنية في عام 2003 له الآن عشرين عنوانًا مطبوعًا غير المقالات المنشورة. أشهر مؤلفاته: اليوصلة القرآنية، شيفرة بلال، ليطمئن عقلي، كريسماس في مكة، استرداد عمر، وسلسلة كيمياء الصلاة صفحته على الفيس بوك:
كما قدم عدة برامج مرئية مثل " لا نأسف على الإزعاج" و" سبع دقائق لتغيير العالم" و" أنتي إلحاد". أعماله حسب التسلسل الزمني للصدور :
1.البوصلة القرآنية 2003 (عشر طبعات) 2. ليلة سقوط بغداد 2003 ( 5 طبعات). 3.سلسلة ضوء في المجرة (2005) (خمس طبعات) بستة عناوين 4.الفردوس المستعار والفردوس المستعاد 2006 (4 طبعات) 5.أبي اسمه إبراهيم (رواية) 2007 (3 طبعات) 6.سلسلة كيمياء الصلاة 2008 بستة عناوين (20 طبعة) 7. ألواح ودسر : رواية فانتازية ( خمس طبعات ) 8.استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة 2013 (18 طبعة) 9. سيرة خليفة قادم (قراءة عقائدية في بيان الولادة) 2013 5 طبعات 10.طوفان محمد صلى الله عليه وسلم (حزيران 2014) 3 طبعات. 11- القرآن لفجر آخر مارس 2015 (4 طبعات). 12. لا نأسف على الإزعاج 2015 4 طبعات 13. رواية (شيفرة بلال) ديمسبر 2016 40 طبعة 14 السيرة مستمرة 2018 15. ليطمئن عقلي ( الإيمان من جديد بمواجهة إلحاد جديد) 2019 16. كريسماس في مكة ( رواية) 2019 17- القرآن نسخة شخصية 2020 18- بيت خالتي ( رواية ) 2020 19- الخطة السرية لإنقاذ البشرية 2021. ( رواية). 20- لا شيء بالصدفة : العلاقة الممكنة بين الإيمان ونظرية التطور 2021. 21- نقش الحجر: قراءة شخصية في جزء عمّ 2023.
أريد تقييم استثنائي ! شيء يفوق الخمسة نجوم مثلا.. شيء يميز بعض الكتب عن أخراها ! لا أستطيع إلا أن أحمد الله أن جعلني أقرأ مثل هذا الكتاب، وأعيه وأفهمه، هذا الكتاب جعلني أمارس شعور الدهشة من جديد، جعلني أماطل بالصفحات حتى لا أنتهي من قراءته.. هذا الكتاب سيعرفك تماما معنى التدبر سواء وافقته على مايقول أو لا.. لكنه سيرسم لك طريقة غير تقليدية في التدبر.. ستعلم أن القرآن أعظم من أن تقرأ له تفسيرا فقط، أو أقاويل اسرائيليات لتفسره، سيجعلك تفهم من خلال مايقدمه أن القرآن مترابط جدا و وثيق الصلات، وأشياء أكثر. سيجعلك تشعر أن كل شخص منا بداخله نظرة فاحصة لكتابه المقدس عليه فقط أن يختلي به، دون أي أفكار مسبقة - تقليدية ح أفكار حُشيت في رأسنا. حسبي أن هذا الكتاب نزع مافي رأسي من التقليدية تجاه القرآن الشيء الكثير. كنت أخلع رأسي معه كلما يقول: اخلع رأسك الان.
الكتاب هذا بحث لتحديد الثوابت التي جاء بها القرآن للحياة. لقيام الحضارات، للنضة وأشياء أخرى،، لتبيان بعض من معجزات غير منتهية في هذه الكلمات. فيلفت نظرك بشدة أن القرآن بحد ذاته معجزة ليست لأنه بديع لغويا و و و ، ولكن لأنه يجعل الانسان يشارك في عملية التغيير، ولأنه نسف أفكار كانت تعشعش في الرؤؤس، في اختيار المفاهيم، وفي تتابع السور، وفي انتقاء الكلمات التي هزت قريش ، ويجب أن تهزنا.
" في كل الرسالات السابقة كان الخطاب الإلهي يعتمد على إعجاز حسي، عصا تسعى، يد بيضاء، طير يعود إلى الحياة.. لكنه في هذه المرة، ربما لأنها المرة الأخيرة، اختار - عز و جل - طريقة أخرى، مضمونا آخر وصيغة أخرى.. إنه يخاطب أول ما يخاطب العقل الانساني هذه المرة دونما اعتماد على الحواس الإنسانية.. إنه يؤسس للغة جديدة. في العلاقة بين الله والإنسن، لغة تعتمد على العقل.. بعدما ثبت للبشر إخفاق اللغات الأخرى في العلاقة بينهم وبين الله. "
يتكون الكتاب من بابين الأول: عناصر الخطاب الإسلامي أساسية، لكن مفقودة ١- التساؤل ٢- البحث عن الأسباب ٣- الإيجابية ٤- الحس المقاصدي
الباب الثاني: أمس واليوم وغدا ؟ *الأمس المستمر * مشروع النضة من البذرة إلى التمكين
في فصل التساؤل وجدت شيء عظيم، شيء جعلني أشعر أننا أفسدنا تعاملنا مع القرآن ففسدت الحياة، أخذنا من القرآن ما يعزز مواقفنا الجبانة، وتركنا مقاصده. نغلف الحقائق إن نحن عجزنا عن تفسيرها وننسى أن في القرآن كل الحقيقة.. الحقيقة التي لاتحابي أحدا،، لا رسول ولا نبي ولا بشر !
يا الله.. يا الله.. هذا الكتب أحدث ضجة داخل عقلي.. في جين كان يربط الآيتا والمفاهيم شعرت أني لم أقرأ القرآن من قبل بشكل جيد.. وفي حين تحدث عن تتابع السور يونس - هود و من ثم يوسف.. ونأولها المكي.. جعلني أبكي بشدة، جلعني أدرك أنني ( فوّت ّ ( الكثييير الكثييير من جمال القرآن الكريم وإعجازه، جلعني أدرك أنني في كل مرة أقرأ القرآن قراءة عابرة أخسر أكثر من ما تخسره بورصات العالم في لحظة تدهور اقتصادي.
فعلا القرآن بوصلتنا. والله يقول وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا من كل مثل، أينما وجهنا القرآن سنجد الحلو، وستشير البوصلة علينا بماذا نفعله وكيف نفعله ربما.
هذا الكتاب من الكتب التي جعلتا لقرآن أكثر فاعلية في يحاتي، ومن الكتب التي أخبرتني بصوت مرتفع جدا أنني يجب أن أقرأ القرآن بشكل مختلف، وأنني يجب أن أخلع رأسي من كل الأفكار المسبقة والأفكار التقليدية التي أرهقتني طوال سنون طوال مضت لم أكن أفهم فيها هذا القرآن العظيم.
شيئا آخر بقي أن أقوله.. شكرا للجزء المتعلق بفتنة الصحابة.. شكرا جزيلا.. في الوقت الذي يحذر علمائنا الدينين من الخوض فيه، وفي الوقت الذي نجد أن بعضهم يتهم وويتعدى على آخرون يحاولون شرح مجريات الخلاف. حتى فهم الكثييير أن هناك فجيعة ما، وأن هناك نقص ما ، وأشياء قد تزعزع الإيمان، بينما هي حوادث توضح بشرية الجميع، شيء نفهم من خلاله بشريتنا مهما اختلفت ثقافاتنا ومصادر تلقينا. شكرا للتحليل الذي أورده شكرا للشفافية التي تناول فيها هذا الخلاف، وشكرا جزيلا للجرأة في هذا الطرح، شكرا لهذا الجزء الذي أتمنى أن يقرأه الجميع. الجميع بلا استثناء
كتاب غيرني بجدارة.. اقرأوه.. ارجوكم خصوصا في رمضان.. سيجعل من فهمك للقرآن شيئا آخر،، شيئا فاعلا..
* قد لايعجبك الكتاب، وهذا طبيعي، لكن لا تأتي لتعاتبني برسالة.. أنا أنصح من يعتقدون أن اختياراتهم تناسب اختياراتي غالبا. ----- سأعود لكتابة مراجعة أشمل من هذه، اللهم ارزقني بسطة في الوقت والمزاج لكتابة المراجعة. لحين ما أعود، حصلت على الكتاب من معرض الرياض لكن المفاجأة الجميلة أنه موجود في جرير، رأيته قبل عدة أيام وبكميات معقولة.
كتب لي الدكتور أحمد في إهدائه أنّه يهدينيه رغم أنّه يعرف أنّني حداثي لا يعجبني العجب , ولكنّه لا يعرف كم كان مقدار عجبي و إعجابي بكتابه بعد القراءة ! تحفّظت على بعض ما جاء في الكتاب كمعلومات ( أصل كلمة الفلاحة مثلاً ) و كلن كنتائج و مفاهيم و نماذج للنضة ربّما أتّفق معه في كلّه , اقرأ الكلمة الأولى و البداية الأولى و النضة الأولى , و القراءات التبعيضيّة مقابل القراءات الشموليّة المقاصديّة , و توظشف الأحاديث سلطويّا , والانتقال بالدين نحو الطقوسيّة الشعائريّة المنفصمة عن مهمّة الاستخلاف , وكثير غير ذلك , هذا الكتاب بلغته السهلة و الجميلة في الوقت نفسه , و دقّة طرحه و توصيفه للمشكلة مع عدم دخوله في نقاشاتأكاديميّة معمّقة و موسّعة , و مع جرأة بحثه عن الأمراض , يجب أن يُقرأ على نطاق واسع , هذا كتاب يصلح للاستنهاض , و ربما تكون كثير من الإشكاليّات التي يصفها الكتاب تبدو للبعض قديمة و تجاوزناها كمثقّفين و مهتمّين بالفكر الإسلامي , لكن كونوا على ثقة أنّها بالنسبة لجمهور واسع من المسلمين ليست كذلك , و ما زالوا يقعون في الطرف المقابل تماما لمعادلة النضة و الإحياء و معرفة الإسلام حقّا ... و هذا الكتاب يبدو لي من أنسب الكتب لذلك .. عدا عن أنّ قراءة الكتاب للقرآن و الاستلهام منه , سورة الكهف خاصّة , من الجديد و المتقن حقّا .. أنا على ثقة أنّها كتبت بروح تتنفّس حقّا بالكلمة التي تكتبها .
أحمد خيري العمري له أسلوب مختلف في طرح وتوضيح الأفكار الكتاب قراءة في الخطاب القرآني من البداية بكلمة اقرأ التي تتخطى قراءة الحروف إلى قراءة الكون خطاب القرآن للعقل واعتبار التساؤل والبحث من الطرق الموصلة لليقين والإيمان وأهمية الاهتمام بمقاصد الدين البحث عن الأسباب التي أدت للتراجع في الفهم الصحيح للقرآن وارتباط الاستبداد السياسي بالمؤسسة الدينية التقليدية في العموم الكتاب بموضوعاته المختلفة يدعو إلى إعادة التفكير وتدبر القرآن والتفاعل مع آياته لكن السرد فيه الكثير من التكرار والإسهاب الذي يؤثر على الاسترسال في القراءة
الاسم الصحيح للكتاب هو "البوصلة الشيطانية" اتبع فيه المؤلف أساليب في منتهى التضليل والتحايل, فبدأ أولا بتثبيت مبدأ الشك , فهذا هو مفتاحه لما سيأتي من ضلالات يندى لها الجبين , ينقلنا المؤلف من هاوية الإيمان بوجود طبائع وخواص ثابتة للأسباب لا تنفك عليها منفصلة عن قدرة الله وهذا هو الكفر بعينه –كم� سأبين لاحقا-, إلى هاوية الطعن في علماء الأمة الإسلامية وأصحاب المذاهب الأربعة وادعاء أن فقههم كان سببا في أسباب تخلف المسلمين وانحطاطهم , وتخوينهم بأنهم ما كانوا إلا لسان للسلاطين منقادون لهم جبرا وكرها, وغيرها من الضلالات, وانتهى أخيرا بالطعن بسيدنا معاوية رضي الله عنه واتهامه له أنه كان بداية عصر التخلف للمسلمين الذي استمر إلى الآن. ثم أتى في الفصل الأخير ليروج لنظرياته بكلمات رنانة وشعارات زائفة , كلام ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب. الحقيقة أن الكتاب استحق بكل جدارة أن يكون –وليعذرن� القارئ- "مزبلة فكرية" جمع فيها المؤلف كل الشبهات والضلالات التي حدثت في مختلف العصور ووضعها في مكان واحد وأضاف وعدل لتظهر في ثوب جديد "البوصلة القرآنية" وهي والله أبعد ما تكون عن القرآن ولا تمت له بصلة قريبة أو بعيدة.
والذي دعاني لأن أكتب هذا التعليق أو البحث : انتشار الكتاب عند كثير من الناس والتقييمات العالية التي حصل عليها الكتاب. لكن بإذن الله سيظهر الحق ولو بعد حين وأدعو القراء أن يصبروا على قراءة هذا التعليق حتى نهايته ليعرفوا حقيقة هذا الكتاب بعيدا عن الكلمات الرنانة والشعارات الزائفة. فأبدأ مستعينا بالله تعالى:
نظرا لطول التعليق وضعته في ملف منفصل على الرابط
وهذه الخاتمة التي كتبتها في نهاية التعليق: أدعو القراء جميعا إلى أن يكونوا يقظين عند قراءة أي كتاب , ولا يتقبلوا كل ما يُكتب , حتى لو كان كلاما ظاهره مسنودا بالأدلة والبراهين حتى يسمعوا للطرف الآخر ثم لهم أن يحكموا بين الطرفين. وأسأل الله أن يرقنا التمسك بالفهم الصحيح لدينه القويم كما فهمه الصحابة والسلف الصالح, وأعرف جيدا أنني سوف أُتهم مسبقا من كل من آمن بفكر المؤلف أنني من أصحاب الفكر التقليدي الرجعي للدين وأن فكري من أسباب التخلف والانحطاط, أقول لهم: دعونا من الاتهامات والدعاوي وتعالوا إلى ساحة العلم المبني على الأدلة والبراهين, وقد بينت الشبهات والضلالات التي أوردها المؤلف بأدلة علمية وبراهين منطقية , فإن كان لديكم شيئا مقابلها فائتوا به بدلا من الاتهامات. والحمد لله أن وفقني لكتابة هذا التعليق وأسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين.
أشتريته من مكتبة التدمورية بالرياض .... وتعبت عشان حصلت نسخة ................. الكتاب هذا ينطبق عليه المثل اللي يقول التكرار يعلم الشطار وزبدة الكتاب يمكن تلخيصه في مئة صفحه فقط لكن مع الت والعجن اللي يجيب الغثيان تجاوز 500 صفحة !!!!!! بداية اعجبني أسلوب الكاتب الثوري والجديد والمخالف للعرف.. وأخذت أوصي وأهدي للكتاب للاصدقاء والمشايخ و الاقارب الخ..ومع هذا لم انهي الكتاب ...ثم عدة بعد برهة من الزمن اﻷكم� ما بدأته ...لكني هذه المرة انقشع الضباب عن عقلي و أحسست بأن الكتاب مبالغ فيه فعلا ومليئ بوجهات نظر شاذة للمؤلف لوى لها أعناق الأيات والأحاديث حتى تستوي في ميزانه المطفف.وإذا لم تسعفه الأدلة الصحيحة المنقولة أتاك بعجائب المنطق يكررها ذهابا وأيابا حتى لا يكون لعقلك الباطني مناص إلا الايمان بها مكرها.. وأحب ان أعقب بأن قراءة مثل هذه الأفكار -كإنتقاص معاوية رضي الله عنه - تترسب في عقلك لاشعوريا وإن اقنعت نفسك بأنك لا تؤمن بها بداية حتى اذا جاءتك أقرب فرصة للنقاش حول شبهة قرأتها تجد نفسك تتبنى وجهة نظر الكاتب لتستبين الحق وتدافع عنها من باب الجدال ليس إلا ..ومن ثم ان اقنعت من حاورته أو افحمته بسبب يجهله ربما ... زدت يقينا وايمانا بشبهتك حتى تكون من شيوخ هذه الشبهات.
.. البوصلة القرآنية ....إبحار من نوع آخر...لغسيل عقلك إلى الآخر... .
ختاما اسأل المولى عز وجل ان يرينا الحق حقا وان يرزقنا اتباعه ..وان يرينا الباطل باطلا وان يرزقنا اجتنابه.. آمين
لطالما قرأت وسمعت عن هذا الكتاب من إطراء وإشادة وكأن صاحبه أتى بما لم تأت به الأوائل.. ولكن لا أعلم ما السبب الذي جعلني أحجم عن شرائه.. ربّما لأنّي لا أحب الثقافة الجمعيّة.. أو ممكن أن أسميها بالتّقليعة يعني والله اليوم طلعت موضة هذا الكتاب وهذاالكاتب وبات لزاماً على الجميع أن يقرؤوه ويُبدوا إعجابهم.. لم أشعر بالأسف كوني لم أقرأه أو لم أقتنيه.. ولكن لا أعلم ما الذي دفعني في هذه الأيّام لأبحث عنه لأقرأه.. ربّما انطلاقاً من مبدأي بأن أبني فكرتي وموقفي عن كتاب ما من تجربتي الشّخصيّة ورأيي الخاص لا من مجرّد آراء النّاس.. وكثير منهم يكون هذا جُلّ قراءته في حياته..
المم.. عندما قررتُ قراءته بدأت مشوار البحث عنه فلم أجده بمكان وكأنّه الكبريت الأحمر فزاد ذلك من إصراري للحصول عليه والاطّلاع على ما فيه.. وبعد طول بحث سألتُ عنه أبا عبادة وهو الذي لا يتواني عن تأمين أيّ كتاب مهما صعب.. فوجده عند صاحبه فأعاره إيّاه مشكوراً..
أستطيع أن أقول ربّما كان القسم الأخير منه أفضل من بدايته
فعندما بدأتُ مشوار البوصلة كنت اتوقّع أن أجد فيه ما يبهرني كما سمعت.. (إلى الأن أذكر إحداهنّ وهي تُبدي تعجّبها منّي كوني لم أقرأه حتّى الآن) .. ولكن للأسف لم أجد ذاك الذي سمعته عنه وذلك لعدّة أسباب: أوّلاً: الأسلوب الممل أحياناً والمطوّل يعني هناك الكثير من الأفكار يمكن عرضها بطريقة أبسط وأسلس.. ولكن - وهذا ما لاحظته في كتب أخرى له- يطيل بشرح الفكرة حتى يكاد القارئ يصرخ ويقول: كفى!!! والله لقد وصلتني الفكرة يكفي شرحاً أرجوووووك.. أو ربّما أدّى ذلك إلى ضياع الفكرة وعدم وصولها للقارئ إن لم يكن على مرتبة جيّدة من الوعي والثّقافة.. ثانياً: أسلوب التّعالي وربّما الاستهزاء وتبخيس الآخر الذي يعمد إليه المؤلّف في كثير من الأحيان، إن لم يكن بشكل واضح صريح، فبين ثنايا كلامه وعباراته..كمٌّ هائل من استصغار الآخر.. وهذا يجعل القارئ ينفر من الكلام وربّما لا يستسيغه مهما كانت الفكرة جيدة.. ثالثاً: ما تقدّم جعلني أرى أنّه لا يناسب فئة الشَّباب الذين قد يكونون في حيرة من أمرهم وعلى مفترق طرق.. كان في بالي أن أنصح قريبي الشّاب بقراءته ولكن بعد تجربتي معه تراجعت عن ذلك، خوفاً عليه فقد كان في بالي أنّه سيدلّه ولكن للأسف وجدتُ أنّه ربّماسيجعله يضيع أكثر.. رابعاً: أعتقد أنّه مناسب لأشخاص حديثي عهدٍ بقراءة وبمستوى عمري أكبر من الشّباب اليافع.. وهذا ما ينطبق على الشّريحة التي أبدت إعجابها به واستهجنت بالتّالي عدم اطّلاعي بعد عليه.. لا أتكلّم هذا من باب التّعالي ولكن بتُّ أنزعج من التقليعات أو ما يمكن أن نسمّيه موضة أو حمّى .. تنتشر لبرهة من الزّمن ثمّ تعود وتختفي.. والمؤسف .. أنّنا لا نرى أثراً إيجابيّاً ملموساً لتلك التّقليعات.. وإنّما مجرّد مجاراة لما هو دارج اليوم وسبيل لما يطلق عليه show off وأخشى ما أخشاه أن تكون النتيجة فقط هي انتقال روح التّعالي من الكاتب لقرّائه، دون أن يعطيهم بديلاً يمكن أن ينهضوا بأنفسهم ومجتمعاتهم عليه.. لا أنكر أنّ هذا الكتاب فيه الكثير من التّوصيات وإسقاطها على واقع الفرد والمجتمع ولكن الأسلوب المسهب في عرض الفكرة ساهم في إبعادها عن الذّهن بدل من تقريبها.. حتى يكاد القارئ يضيع أو على أقل تقدير يملّ..
هذا رأيي بالكتاب بكل شفافية.. للأسف لم أستمتع بقراءته ولا أعتقد أنّي يمكن أن أرشّحه لأحد..
بعد قراءتي لهذا الكتاب أدركت مقولة ( إن كنت تصدق كل ما تقرأ ، فلا تقرأ ) . ابتدأت الكتاب و توقعاتي عنه أنه ممتاز ، و فعلا هكذا كانت بدايته ، و مع مرور الصفحات لاحظت أن الكاتب هجومي في نقده ، و أحياناً يحمل الكلام أكثر من معناه ، يميل إلى الفكر السلفي و يظهر هذا جلياً في نقده المتواصل للإمام الغزالي و كثرة ذكره لأقوال شيخ الإسلام ابن تيمية � هذا توضيح و ليس عيباً أراه - ( على الهامش هذا لا يعني أني صوفي ، و لا سلفي و إنما أرى أنهما مذهبان رائعان مثل المذاهب الأربعة ) . و سأورد بعض النقاط حسب رأيي : - يقول الكاتب في الصفحة 205 : الآباء و الأجداد و أعمالهم و قيمهم ، مصيرهم جميعاً النار ، بل الخلود في النار ، و كانت ، النار ، هي محطة القطيعة النهائية بين ماضٍ سلبي خائب ، و بين حاضر متجدد ، و مستقبل مفتوح لكل الاحتمالات . انتهى الحمد لله أنه لم يجعل قرار إدخال الناس الجنة أو النار بيد الكاتب ، فلا أعلم كيف وصل إلى هكذا نتيجة ، فإذا تكلمنا فقط عن فكرة أن قيم الماضي في النار ، فكيف إذا جاء النبي عليه الصلاة و السلام ليتمم مكارم الأخلاق ، فهذا يعني أنه كان هناك أخلاق و قيم جيدة جاء النبي عليه الصلاة و السلام ليتممها ، و النبي عليه الصلاة و السلام قال بأنه لو دعي إلى حلف الفضول ، لأجاب ، مع أن حلف الفضول هو أحد أعمال الجاهلية ، و من أحد الشخصيات من الماضي نذكر ورقة بن نوفل ، فهل هو الآخر مخلد في النار ، صراحة أنا لا أعلم و لكن يبدو أن الكاتب يعلم ، و هناك العديد و العديد من الأمثلة .......
- الكاتب في نقاشه حول موضوع القدر و الأفعال يورد آراء للعلماء من الصفحة 259 حتى الصفحة 263 و يبني عليها بأن المسلم و بسبب هذه الآراء قد أصبح إنساناً متواكلاً على فكرة القدر و يتصف بالسلبية و و و ..... أنا متأكد أن نسبة 95 % من المسلمين لم يقرأو هذه الكتب و حتى لا يعلمون بوجودها ، فكيف بسببها أصبح الناس هكذا ، الكاتب يعتمد في طرح أفكاره على مبدأ " أنا أعلم و أنتم لا تعلمون ، أنا أقرأ كتباً لم تسمعوا حتى بأسمائها ، و أنا أريد مصلحتكم " . الكاتب متحامل بشكل غريب � ليس فقط على العلماء التقليدين كما يصفهم � و إنما متحامل على الجميع ، و يؤول آراء العلماء الآخرين . و لقد أخطئ الكاتب في أنه بعد كل هذا التنظير لم يعمد إلى وضع تعريف أو وصف للقدر أو الأفعال . أنا أتفق معه في أن العديد من التعاريف غامضة و تشعر بأنك لا تستطيع أن تهضمها ، والسبب يعود � برأيي � إلى المحاولات العديدة لتعريف القدر و الإطالة في الكلام و حب الوصف و هو شيء يحبه العرب و قد وقع فيه الكاتب أيضاً � خاصة موضوع الوصف - ، و قد رأيت بأن أصدق تعريف و أبسطه هو ما قاله الإمام أحمد بن حنبل : أفعال العباد هي من الله تقديراً و خلقاً ، و من العباد عملاً و اكتساباً . و عندما قال الإمام لأحدهم عندما سأله عن الأفعال : هي من العباد فعلاً ، و من الله تعالى خلقاً ، و لا تسأل عن هذا أحداً بعدي . علق الكاتب في أسفل الصفحة � اعتقاد الإمام المبجل أحمد بن حنبل � فهو لا يستطيع إلا أن يسخر من الآخرين ، المهم فقول ابن حنبل : و لا تسأل عن هذا أحداً بعدي . فهو لم يقل هذا لتبجيل نفسه و إنما قالها لأن الخوض في أمور الغيبيات و التطرق بسببها إلى الكلام قد يوصل صاحبها إلى الكفر و ربما يكون بغير علم منه ، و الكثير من الناس يسأل لا للمعرفة و التعلم ، و إنما يسأل لحب السؤال و معرفة إن كان رأي هذا العالم مخالفاً لرأي آخر حتى يقول له بأن فلاناً يقول عكس ما تقول ، و السؤال من غير قراءة لا يورث علماً ، و القراءة من غير سؤال تورث فهماً ناقصاً ، حيث أن السؤال و التباحث بعد القراءة مع من تظن فيهم رجاحة العقل يعمق فهمك لما قرأت . - علق الكاتب على الإختلافات التي بين المذاهب بقوله : الخلافات المذهبية البغيضة . و لكنه نسي أن يذكر بأن هذه الخلافات لم تكن بين أصحاب المذاهب و مؤسسيها و إنما هي نشأت بين أتباع هذه المذاهب نتيجة تعصبهم و فكرهم الضيق . أخطأ الكاتب عندما وصف الإختلافات بين المذاهب بأنها خلافات ، و أخطأ بشكل أكبر عندما وصفها بالبغيضة ، فأصحابها لم يختلفوا بهدف الخلاف ، و إنما أخذ كل منهم طريقاً و منهجاً حسب زمانه و مكانه ، فحتى الإمام الشافعي كان مذهبه في مصر مختلفاً عن ما قبله ، أما في ما بينهم فقد كانوا يضمرون الاحترام و المودة أحدهم للآخر . ( ص 292- 293 ) - يقول الكاتب في الصفحة 431 : قال تعالى : { إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم و لن تفلحوا إذاً أبدا } [ الكهف : 20 ] . و الفلاح هنا هو الفلاح بالمعنى الأعمق و الأوسع ، و هو لا يقتصر على الفلاح الأخروي أبداً ، إذ إن النجاة الأخروية لن تتعارض مع الرجم ، بل إن الرجم سيكون أقرب الطرق إلى الفلاح الأخروي بالمعنى التقليدي السائد حالياً ! ، لكن لا ، ليس ذاك هو الذي في أذهانهم ، إنهم يريدون الفلاح الشامل ، رديف النضة ، حيث الموقع الأخروي يتحقق عبر الموقع الدنيوي ، إنهم يريدون الفلاح � أي ف��احة الأرض ، أي إعادة بنائها على أسس جديدة � عبر استخدام تلك البذرة التي اعتزلوا من أجل المحافظة عليها . انتهى يعمد الكاتب إلى تأويل الأمور كيفما شاء ، وهو ليس ببعيد عن نقده لمعاوية و كيف كان يأخذ ما يريد من الأحاديث و يترك ما يريد و يأول الآيات القرآنية بما يخدمه ، فلا أعلم كيف أسقط الكاتب من تفسيره و دراسته قوله تعالى : { أو يعيدوكم في ملتهم } ، و اعتبر الآية فقط ( إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم و لن تفلحوا إذاً أبدا ) و فسر الفلاح وفقاً لهذا ، يبدو أن الكاتب لم يسقط بعيداً عن المكان الذي وضع فيه معاوية بن أبي سفيان . - من الصفحة 439 و حتى الصفحة 446 تحدث الكاتب عن قصة سينا موسى و العبد الصالح ( كما يحب أن يسميه ) و نستنتج منها : لم يسمي الخضر باسمه � إلا مرة واحدة - و لكن سماه بالعبد الصالح متناسياً العديد من الأحاديث التي ذكرت اسمه صراحة ، و ذلك ليبعد عن ذهن القارئ كون هذا الشخص هو النبي الخضر و يرسخ بأنه فقط عبد صالح و ذلك لغاية سأذكرها لاحقاً . ذكر الآية { و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا } و قال أن فهم سيدنا موسى هو فهم تجزيئي أو تبعيضي ، أما الإحاطة التي أشار لها العبد الصالح فهي ذلك الفهم الشمولي ، و كل ما علمه العبد الصالح لموسى كان يرتكز على إزالة الفهم الجزئي � للنص أو للواقع � و على إحلال رؤية شمولية تجمع النص بالواقع . لا أدري كيف نسي الكاتب أن ما علمه العبد الصالح ( النبي الخضر ) لسيدنا موسى لم يرتكز أبداً على فهمه و إنما ارتكز على أوامر من الله ، حيث قال له في آخر القصة : { و ما فعلته عن أمري } ، و هنا غاية الكاتب في عدم ذكر أن هذا العبد الصالح هو نبي من عند الله . عندما ذكر قصة النبي الخضر مع الغلام الذي قتله قال الكاتب : إنه ذلك الابن الذي تتبين ملامح عقوقه و جحوده مبكراً ، لذلك فإن قتله هنا و في هذه المرحلة ، في وقت أبواه لا يزالان قادرين على الإنجاب ، سيسبب لهما الألم حتماً ، لكنه سيدفعهما إلى تكرار الإنجاب . و بناءً على ما ذكر الكاتب فإن رأى أحدكم غلاماً عليه ملامح العقوق و الجحود ، فلينظر إن كان أبواه قادرين على الإنجاب ......... فليقتله . لا أدري أي فهم و أي بوصلة لدى الكاتب ، و لهذا لم يذكر أن هذا العبد الصالح هو نبي . أما في القصة الثالثة ، فاعتبر أن المجتمع هو الذي كان آيلاً للسقوط و ليس الجدار ، وأن إعادة تعميرالجدار كانت لأن المجتمع يحتاج جيلاً جديداً ، هو جيل سيستطيع أن يستثمر الكنز الدفين عبر هدم واعٍ لأسس هذا البناء الاجتماعي ....... ، لحظة ألم يقل تعالى : { و كان أبوهما صالحاً } و أن العبرة من القصة أن صلاح الآباء سبيل لنجاة الأبناء ، و لكن مرة أخرى يبدو أن بعض الكلمات قد سقطت من المصحف الشخصي للكاتب ، أو أنه يريد أن يرينا ما يرى . و لمن يريد الاستزادة من قصة النبي الخضر لماذا هو نبي و ليس ( ولي أو عبد صالح فقط ) فليعد إلى كتاب قصص الأنبياء لابن كثير .
قرأت البوصلة قبل شهور .. ولكنني إنتظرت قليلاً قبل أن أكتب عنها حتى يهدأ رَوعي الفكري ولو قليلاً !
قرأت البوصلة في شهر الإنقطاع لدراسة البكالوريا ، كنت أتعامل معها كمحفز ، إذا ما خلصت مافي بوصلة :)
كثيراً ما تقرأ لكاتب فيغيرك ، يعلمك ، يترك فيك أثراً أما أن تقرأ لكاتب ، فيقلب كيانك .. ويضعك على مفترق طرق خطير ، ولكنه واجب فهو أمر نادر الحصول
العمري يرشدك للبوصلة ، ولكنه يمطرك بطوفانو يغرقك فيه !
انتظرت قبل أن أكتب أن أرسو على شاطئ ما ، في بحر فكر العمري .. ولكن يبدو لي أنه هاهنا ، في القرآن من أجل النضة ، لا شواطئ .. لا دعة .. ولا سكينة
البوصلة كانت ثورة فكرية عاصفة يتحدث الكاتب عن المؤسسة الدينية التقليدية عن القرآن كما ينبغي أن يكون .. عن القرآن الذي هو نضة ، ثورة ، حضارة وليس أفيون!
من الكتب التي أنهيتها قراءة ، بل أنهكتها :) ولكن لم أنهها إستفادة بعد إلى الآن كل مارأيت البوصلة ، أعدت فتحها وقراءة بعض منها ، وغرقت فيها
البوصلة ، يجب أن تدرس في المناهج وأفكار البوصلة يجب أن تنتشر في كل وادي
ربما كنت أكثر إندهاشاً بعبقرية العمري قبل أن أقرأ للرائع لؤي صافي ، وجدت أن الدكتور لؤي سبق العمري ببعض ما جاء به للكتاب على روعته ، مذاق خاص في وقت الثورة ..
يناقش الكتاب عدة محاور ومنها :السؤال والشك وأهميته في تشكيل العقل المسلم ، الإيجابية ، البحث عن الأسباب ، الفهم المقاصدي للقرآن الكريم (بدلاً عن الفهم التجزيئي )
البوصلة تحفر فيك أنفاقها لعملية ولادة فجر جديد للإنسان في داخلك
يمكنني أن أقول أن هذا الكتاب هو أروع ما قرأت على الإطلاق ويمكنني أن أقول أنه لو كان في التقييم ، 10 نجوم .. لاستحقها :)
البوصلة من أجل جيل قادم ،قادم لا محالة
البوصلة من الكتب التي يتسرب منها النور إلى عوالمك الداخلية البوصلة من أجل مشروع حضاري للأمة ، ومن أجل مشروع حضاري لذاتك البوصلة 600 صفحة .. تستحق وقتك الثمين :) ====
بتوصية من نوال القصير ، ومراجعتها الجميلة، شريت الكتاب مباشرة بدون تفكير ^^
" إهداء لابد منه : إلى جيل آخر، قادم لا محالة .. "
منذ فترة وأنا أحاول تغيير علاقتي مع القرآن، لاأريد قراءته لفهم معانيه حرفياً (كلمة كذا تعني كذا .) أريد أن أفهمه بطريقة مختلفة عما أفعل عادة .. أسمع كثيراً عن استخلاص قوانين الحياة، المنهج الرباني ، إعجاز القرآن في كل آياته . أريد أن أبحث عن كل هذا وأكثر . أريد أن أعامل القرآن بشكل مختلف. حاولت البحث عن كتب متخصصة في الفهم القرآني، ليس تفسيراً حرفياً .. لكن كتب لها نظرة شمولية وفهم عميق للقرآن. وأريده أن يكون مختلفاً غير ممل ولا صعب الفهم. وأريد أن أتأثر به، أن أصطدم بأفكاره ! أن يدهشني !!. لن أبالغ بقولي أن كل ماكنت أريده قد تحقق بقراءتي لهذا الكتاب، لكن تحقق شيء منها.
أسلوب العمري مميز جداً ! ينظر للأمور بنظرة شمولية ، يقرأ النص ولا يحكره على القصة المروية بل يكشف لنا القصص والأحداث المماثلة لها ، يسقط الآيات على واقعنا .. يتكلم عن معاني مهمة كبيرة يستخلصها من آيات لم تحرك لي جفن ! وأتعجب لِمَ لم تدهشني كما أدهشته! أعيد قراءة الآية بعد حديثه .. شعور مختلف تماماً ! أحس أني أعيش الآية .. أفهمها .. ليس حرفياً لكن أفهم القصد منها لما يقول : اخلع رأسك من كل شيء وفكر معي ! يزداد وضعي صعوبة :S وأحس أني عاجزة عن التفكير بصفاء..
من أهم مايؤمن به العمري أن القرآن مقدس، لكن التفسير غير كذلك . ومن الممكن أن يخطئ مفسرو جيل فيأتي جيل من بعده ويصحح له . أنا شخصياً حديثة عهد بمثل هذا المفهوم!!. ولازالت عالقة في النهج التقليدي.. لذا مثّل الكثير من أفكار الكتاب صدمة كبيرة !! هززه عقلية ! كنت أخاف أحياناً من أن يراني أحد أقرأ الكتاب فيعلق علي : انتبهي منه أفكاره جديدة !!!
البوصلة القرآنية : إلى أين يتجه الخطاب القرآني؟ وكيف يوجه البشر بآياته ؟ كيف يكون القرآن منهجاً للحياة !؟
ينقسم الكتاب إلى بابين : الباب الأول : عناصر الخطاب الإسلامي أساسية لكن مفقودة
١- التساؤل هذي النقطة خصوصاً أثرت فيني كثير، لأني دايم كثيرة التساؤل من صغرري.. كنت أخاف من أسئلتي. يواجهني الكثير ب: مايجوز تفكرين كذا أو مايجوز تسألين كذا !! كنت أصدق مايقوله لي الكبار يوم كنت صغيرة! كنت أرى عالم الكبار عالم فهم كل شيء أحسبهم يعرفون كلل شيء !!. طريقة العمري المختلفة في النظر لآيات القرآن خلتني فعلاً أفكر كيف كنت أفهم الآية بهالشكل!!؟ الأنبياء لا يشكّون ، الأنبياء لا يخطئون .. كنت أحياناً أنسى والله أنهم من البشر!. التساؤل الإبراهيمي عمن خلق الكون ؟ ومن هو الملك الأكبر هنا ؟ قصة كنت أستمتع بسماعها. لم أكن أظن أن لها هذه الأهمية، وأنها تمثل عنصراً مهماً من خطاب الإسلام !!. هذا كان جديداً علي كنت أحسب أن حتى الصحابة لايشكّون ! لما أفكر أن أقتدي بصحابي يصيبني شيء من إحباط ! أحسب أنهم انتقلوا من الجهل للإيمان العظيم بغمضة عين !!. هكذا كان التاريخ يصور لنا إسلامهم! أتعجب أحيانا وأتسائل ! كيف صدّق كل هذا !؟ تدور في بالي قصة الإسراء والمعراج للرسول ، وأفكر : هل يلام مشركي قريش عندما كذبوا الخبر!!؟ أي عقل طبيعي سيستنكر ذلك! لماذا كانت حادثة الإسراء تعتبر تثبيتاً لموقف الرسول أمام المشركين! ألن يزيد التكذيب والاستنكار !؟ وهذا متوقع !!
٢- البحث عن الأسباب
أحس الي يستخدم أسلوب : قدّر الله وماشاء فعل . وعدم النظر لما حصل من الأسباب عندما أريد الهروب والتغطية على أمر ما .. يقول : لاأريد التفكير في الماضي أو المستقبل .. لاأريد للأمور أن تترتب.. هي ستحدث بفعل الله، لن أشغل تفكيري بها ولا أريد الاستفادة من خبرات الآخرين فحياتي مختلفة ولي قدر مختلف يسيرني الله حيث شاء هذا الأسلوب من التفكير يؤدي إلى السلبية في كل شيء !! القعود والتسليم : الإستسلام بزعمهم مؤمنين بقضاء الله وتسييره
٣- الإيجابية " ولا تكن كصاحب الحوت " سؤال هذا الفصل الذي لعب بعقلي : " ماذا بوسع رجل واحد أن يفعل ؟ "
هل فكرنا مرة في شعور الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يشعر أنه مسؤول بتغيير أوضاع قومه ! ماذا يمكن لرجل واحد أن يفعل!؟ عندما يأس يونس عليه السلام وذهب مغاضباً.. يئس من قومه، ويئس من قدرته هو الرجل الواحد في تغيير حال قومه .. فحاول الهرب من ذلك وأنبه الله ، وابتلاه ببطن الحوت !! لما أتذكر إن الرسول تنزل عليه آيات قصة يونس، وأحاول تخيلها! كيف ربي يطمن الرسول ويعلمه درس في التغيير والقيم العملية لمواجهة الواقع يعلمه ربه قيمة (الأمل ) لصاحب الحوت الذي ماانقطع به أمل ! أي مفاهيم تفاعلت في عقل يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت، يأسه الذي تغير إلى أمل ، إيجابية، وحسن ظن بالله ! " أي أمل يمتلكه شخص التقمه الحوت، ولأي سبب من الأسباب لم يمت؟ " أي مفاهيم تفاعلت في عقل يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت، يأسه الذي تغير إلى أمل ، إيجابية، وحسن ظن بالله !
(فلولا كان من المسبحين . للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) " ليس التسبيح هو مجرد قول باللسان، كما تعودنا أن نتصور. بل هو رؤية كاملة تغيرت، فكرة جديدة نبتت !! .. هو الإيمان الداخلي بإمكانية التغيير . الإيمان بجدوى العمل " # فصل : الإيمان والعمل الصالح : توءمان لصيقان . جمييل جداً
# فصل: شيبتني هود وأخواتها آيات كثيرة يخبرنا الرسول بعظمتها.. أقرؤها ، أفهم ترجمة كلماتها، لكني لاأرى عجيباً فيها أو غرابة عن آيات أخرى !؟ أحياناً .. أحس أن آيات القرآن تتشابه! ولا أميز بين عظمة آية وأهمية معانيها عن آية أخرى :( لم أقرأ القرآن مرة بخلع كل الأفكار المتوارثة عن التفسير التقليدي للآيات .. لم أفكر في قراءته متخيلة وقع نزول الآيات على المجتمع الإسلامي الأول. أقرأ دائما بأفكاري، بنظرتي الضيقة لواقعي.. بالترجمة الحرفية لمعاني الكلمات :( . هذا ماأسمعى لتغييره فيني !!
يصور لنا الدكتور العمري التفاعل النبوي مع نزول آيات سورة هو�� . وقت نزولها، الحالة النفسية للرسول ، اللهجة الشديدة في الآيات المنزلة ، ضعف الرسول وضعف كلمة المسلمين وقتها، تهديد الله للمشركين بالعذاب الأليم . رحمة رسول الله بقومه وخوفه على أهله وأحبابه . وعيد الله الذي حل بأقوام عاد وثمود وفرعون. وترقب الرسول وخوفه بأن يحل غضب الله على أهل بلدته . كيف شيبته آيات كهذه ! كيف أثقلت عليه الهم ! مافعله الأقوام السابقون برسولهم يراه محمد عليه الصلاة كل يوم .. يشاهد نفس سير الأحداث الذي يتنزل عليه وحياً ! لم يتبق من إكمال الحكاية إلا فصل عذاب الله وغضبه ! يخاف الرسول ويخشى على قومه، وتشيبه آيات السورة .. عجييب ! # تحدث عن المسألة عويصة الفهم :التخيير والتسيير بأسلوب جميل = )
٤- الحس المقاصدي # قصة خلق الإنسان : باتت تبهرني هذه القصة! منذ أن قرأت للدكتور جيفري لانغ كاتب :الصراع من أجل الإيمان. تفاعله مع الآيات العشر في سورة البقرة التي تحكي قصة خلق آدم. وهنا مرة أخرى أقف عندها باستشعار وفهم. # بقرة لهم ، ومثل لنا قصة البقرة كثيراً مانقرؤها، ونعرف تفاصيلها.. بل ونحكيها لغيرنا في صورة : خذوا العبرة من قصص القرآن . لكن هن نحن فعلاً استفدنا منها؟ هل صرنا نترك توافه الأمور من أجل المقصد العام لفكرة ، مشروع ، إنجاز ، أو أي أمر آخر ؟ - إحراق تونسي نفسه بالنار ، ثورة تونس ، هروب بن علي ، سقوط الحكم السابق ....الشعب يرفض الظلم أحداث ضخمة متلاحقة !. ويأتي أحدهم ليسأل : الحين الي قتل نفسه في النار ولا في الجنة ؟ شهيد ولا منتحر ؟ :S :S مش من وااجبنا نعرف كل تفاصيل الأمووور! أصلا مش من واجبنا نحدد مصير شخص أو نحكم عليه بجنة أو بنار !! . - والله هذا المتحدث جيد جداً !! ويقول أفكار إسلامية جيدة وقابلة للتطبيق! والرجل فيه خير كثييير ويحب الإسلام لكنه للأسف حليق اللحية !!! ويلبس بنطلون !!. حسااافه عليه :( وكأن خيره سيذهب كله لأنه حليق لحية :S :S
# مصادر التشريع: النص.. أم التعامل معه هذه الجزئية ومابعدها جديدة علي، وممتعة كثير .
الباب الثاني : أمس واليوم وغداً
الفصل الأول : الأمس المستمر يتحدث فيه عن اللحظات التاريخية الواقعة في زمن قديم، ولازالت آثارها تلاحقنا وتؤثر على طريقة تفكيرنا ومفاهمينا ونظرتنا لكثير من الأمور .. يسميها اللحظة التاريخية المستمرة .وأغلبها سلبية، بالوقت نفسه يتحدث عن بعض اللحظات الإيجابية التي لم تستمر ولم يبق لها أثر في منهجنا !! * لحظة تقاطع السياسة مع العقيدة * لحظة الفتح الغائبة * اغتيال عمر * لحظة معاوية هذا الباب كنت شبه أختبئ وأنا أقرأه ! .. تعودنا دوماً على تناسي حقبة خلاف الصحابة، أغلقنا عليها بالأقفال واعتبرناها ألغاماً لايمكن التجول في أحداثها . كثيراً ماتؤرقني ..لكني لاأبحث عنها كثيراً. كثيراً ماأتعجب عن أصل الطائفية التي نعاني منها! والتي هي متجذرة في تفكيرنا :S كيف يمكن للحظة تاريخية أن تؤثر في العقول والنفوس والمنهج التقليدي مئات السنين ولازالت مستمرة . كلامه جديد ، الكثير من الصدمات ، الكثير من الكلام المؤلم ربما ! كلامه يختلف عما اعتدته من الطرح التقليدي !!
الفصل الثاني : مشروع النضة، من البذرة إلى التمكين (قراءة لمفاهيم سورة الكهف (
١- نقطة الضعف ونقطة القوة أصحاب الكهف، فكرتهم التي لم تنضج بعد ! فكرتهم التي ستكون في خطر لو تفاعلوا معها تلك اللحظة، وستكون مهددة بالإنقراض إن هم انعزلوا عن الدنيا . الخيار الثالث : الاعتزال- التوقف المؤقت . الانتظار حتى اللحظة المناسبة : البيئة المناسبة للتفاعل
٢- صاحب الجنتين : تحديد الثوابت بعد أن تمكننا من الحفاظ على الفكرة الأساسية، وحمايتها من الأخطار .. يأتي الآن النضج بعد الحماسة يتحدث عن قيم الرجل الذي يحاول صاحب الجنتين ، تمسكه بقيمه ، عدم انبهاره بما لدى صديقه، الإصرار بعدم المقارنة الظالمة ويسقط الدكتور كل ذلك على مواجهة المسلم بقيمه الثابتة أبهة وزخرفة بلاد ناطحات السحاب !!
٣- موسى والعبد الصالح : فقه الانطلاق إلى الواقع الفرق بين : الحكم المبني على الرؤية التجزيئية الحكم المبني على الرؤية الشمولية . كيف نرى العالم بعين موسى ؟ * الذي خرق السفينة جاهل لايفهم!. الذي قتل الغلام الصغير لارحمة في قلبه . الذي بنى الجدار مخطئ في تقديره كيف نرى العالم بعين العبد الصالح ؟ * الذي خرق السفينة ذكي حمى أهلها . الذي قتل الغلام حريص على أهله . الذي بنى الجدار أصيل في أخلاقه يريد للأولاد أن يغيروا قريتهم * إسقاط معاصر : فهم النصوص بالطريقة التقليدية وخطر ذلك على الفهم القرآني. العبد الصالح ، يختلف عن مفهوم أي عبد صالح آخر..من انعزال واعتكاف وتفرغ للعبادة. إلى رجل مؤمن يفهم مقاصد الدين وله نظرة شمولية للأمور. يأخذ بالأسباب ويحاول رفع الواقع وتغييره .
٤- الحضارة القمة : توازن الثنائيات قصة ذو القرنين وشخصيته المتوازنة بين الثنائيات .. العدل والقوة ؟ الدنيا والآخرة ؟ المادة والروح ؟ تفاعله مع شعوب الأرض .. اختلاف أصناف الناس ، وتعدد طرق معاملتهم للواقع.
إسقاط شخصي على كل ذلك : " حكاية الأطوار التي تقدمها بوصلة سورة الكهف تشملك أنت أيضاً. تشملنا جميعاً .. ليس فقط عن مشروع نضة كبير ، بل عن مشروعك الشخصي أن أيضاً . مشروعك الذي قد يكون صغيرا بحيث أنك تقلل من شأنه وتستصغره " " يتوهج النص القرآني بين أيدينا ونحن نعيد فهمه بضوء شروط الحضارة، يتوهج هو ويبعث الضوء بقي أنت أن تتوهج "
(القرآن الكريم أودع فيه الله سبحانه وتعالى رسالته الخاتمة التي انقطع بها وحي السماء)
المعجزة القرآنية تعتمد أساساً على"استنهاض العقل" من سُباته، وأن يعلن ثورته على السائد بكل مظاهره المتعددة، ابتداءً من الشرك إلى مظاهر الاستغلال والقهر الإجتماعي، وهو ما لم يكن موجوداً في المعجزات الحسية للرسل السابقين والتى اعتمدت وبشكل أساسي على "إعجاز العقل"، و نتيجة لهذا العجز يتم التسليم والانقياد التام من قِبَل الشهود لصاحب المعجزة، وبالتالي التصديق بقضيته الأساسية وهي التوحيد وطاعة الرسول غالباً.
و بالنظر للخطاب القرآني وطريقته في تشكيل العقل المسلم وطريقة تفكيره نجد أنه يرتكز على أربعة محاور هى :
▪︎ أولاً / التساؤل
التساؤل في الخطاب القرآني اعتمد على نموذجين هما: إبراهيم و موسى عليهما السلام، وفي كلتا الحالتين يأتي الجواب الإلهي بصورة عملية بليغة - الطير الذي يعود إلى الحياة والجبل الذي يندك - وهما مثالان على أجوبة إلالهية لتساؤلات وشكوك انسانية على ألسنة الرسل .. والقرآن يوجه الإنسان إلى التساؤل دائماً مثل : (أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَتْ▪︎وإِلَى السَّمِآءِ كَيفَ رُفِعَتْ▪︎وَإِلَى الجِبَالِ كَيفَ نُصِبَتْ▪︎ وَإِلَى الأَرْضِ كَيفَ سُطِحَتْ) ولكنه في الوقت نفسه ينهى عن التساؤل الغير جاد، التساؤل بقصد التشدد في الأوامر الدينية والتركيز على تفاصيل التفاصيل والتساؤلات التي تدخل في مضمار لم يصمم العقل الانساني للدخول فيه - الذات الإلهية - فكل هذا منهي عنه ويسير بنا إلى هوس بني إسرائيل بالأسئلة المسيئة - كما في قصة البقرة - التى تقتل روح القضية وجوهرها بالتركيز على شكليات وتفاصيل لا أهمية لها.
▪︎ثانياً / البحث عن الأسباب
الخطاب القرآني دائماً ما يثير انتباه المسلم إلى العلاقة بين الأسباب والمسببات حوله في الطبيعة والغاية الإلهية المرادة بذلك، ومن الأمثلة على ذلك : (وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ) (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) فالخطاب القرآني يركز على تفصيلين هامين هما : الغاية و السبب، ويطلب من الفرد المسلم أن يضعهما نصب عينيه.. فالعقل القرآني هو ذلك العقل الذي يرتكز على السببيه، ويتمسك بها جوهراً للنظر إلى الكون وظواهره وعلاقاته حيث هناك سبب في كل شيء و وراء كل شيء وداخل كل شيء، فالعقل القرآني هو أداة لاستخلاص النتائج وربط الأسباب بالمسببات .
▪︎ ثالثاً / الإيجابية
يدعو القرآن دائماً إلى الصبر في مواجهة اليأس والخوف والقدرة على التغيير والعمل وهو " الصبر الإيجابي "، فبعد الإحتقار الطويل والمتوارث للعمل وخاصة اليدوي عند قريش، جاء الخطاب القرآني ليرفع منه إلى درجة عظيمة يضاهي به واحداً من أهم محاور الخطاب القرآني وهو الإيمان نفسه - فالإيمان والعمل الصالح لازمة قرآنية تكررت حوالي ٥٠ مرة - وكانت هذه خطوة حاسمة في تأصيل الإيجابية وغرسها في عمق العقل المسلم فنشأت طبقه جديدة من المؤمنين يستشعرون أهمية العمل بعد ما كان متروكاً للرقيق والعبيد وصغار الناس وهو ما سبب هزةٌ للمفاهيم الجاهلية .
▪︎رابعاً / الحس المقاصدي (أو الفكر المقاصدي)
كل شيء في هذا الكون له مقصد وغاية وحكمة وكل تشريع نزل له مقصد وغايه حتى العبادة التي تبدو في ظاهرها مجرد طقس تعبدي لكنها في الحقيقة تأخذ أبعاد أخرى، أبعاد ذات مقاصد اجتماعية و اقتصادية شديدة الوضوح والفاعليه . فكل أركان الإسلام شُرِعت في سورة البقرة والتي هيمنت عليها وعلى تسميتها آية البقرة كأنها رسالة أنه " في كل ركن وفريضة تنتصب أمامنا بقرة بني إسرائيل وأنه من المهم أن نشيح النظر عنها صوب المقصد " .. ومن الأمثلة العظيمة على الفهم المقاصدي عمر بن الخطاب عندما أسقط حد السرقه في عام الرمادة حيث تعامل بشكل مختلف عن حَرفية النص متجاوزاً إياها إلى الغاية من النص وإلى المقصد منه .
"القرآن هو البوصلة القرآنية التى ستنتشلنا من الضياع والتشتت، وتدلنا فى رحلتنا الطويلة إلى حيث أراد الله لنا"
جميل أن تختار كتبك وفقاً لفترة زمنية هي بحاجة إلى أن تستفز فيها الأفكار هكذا كتب .. قرأت البوصلة في رمضان وكان مناسباً جداً .. رمضان والثورة والقرآن والتنظير والتطبيق وحيرتنا في انحصار البعض في الأول وتركهم للثاني .. الكتاب كان جميلاً ، يطرح النقاط الغائبة رغم تمثلها أمامنا .. لكننا أضعناها لأن المفاهيم لدينا أصلا عانت من اختلال وهذا كله قد يعود إلى قلة الوعي في الشعوب العربية إجمالاً بالإضافة إلى الخطاب المشوّه للمؤسسة الدينية التقليدية .. التابعة للاستبداد والتي كانت المحور الأساسي في أفكار هذا الكتاب .. من ا��جيد في هذه الفترة التي تعيشها المنطقة العربية لفت نظر كل قارئ إلى أن خلف كل استبداد مؤسسة دينية تبرر له أخطاؤه وتجمّل له الصورة البشعة التي هو عليها في الأصل .. فتجعل من المستبد ظل الله على الأرض والحاكم بأمر الله .. إلى آخره من هذه الأفكار .. وهكذا صار الدين مخدراً لكل نضة .. وبدأت الهمم تتكلّس والعقول كذلك .. وصار الخطاب القرآن خطاب جامد لا يحرك من الانسان شيئاً إلى الدموع .. بينما هو حقيقة يستنهض أول ما يستنهض عقله ليكون المسلم الفاعل على الأرض والذي يعمل ليرى النتائج كما صاغها القرآن الكريم بأبعاد مختلفة بالطبع ..
الحاجة كبيرة لقراءة هكذا كتب لأنها على الأقل تجعلنا نعيد التفكير في كل النقاط المذكورة من جديد .. إذن هو غربلة للأفكار النظرية .. وتنقيح الجيد من السيء فيها إنطلاقا إلى المرحلة العملية في التغيير على المستوى الفردي والمجتمعي على حد سواء ..
الكتاب سلبني من أول الصفحات في (المقدمة الثانية) حين بدأ بوصف الرسول صلى الله عليه وسلم والحال في ذلك الوقت بشكل مختلف جداً عما هو معتاد !
سابدأ الآن ببعض الاقتباسات من كتاب [البوصلة القرآنية] لـ أحمد العمري ؛ ولو كان باستطاعتي لاقتبست كل الكتاب حتى وصلت إليه :
- ذلك الرجل الذي كان مرشحاً ليصير واحداً من أولئك الزهاد المنفصلين عن المجتمع والواقع والتاريخ.. ذلك الرجل صار أمة.
- كل ذلك عندما جاء المَلك للغار ، وقال لذلك الرجل تلك الكلمة الهائلة الرهيبة (( اقرَأ ))
- الذي حدث أن تلك الكلمة التي قيلت في الغار همساً ، صارت شعاراً لحضارة، ومنهجاً لحياة، وأول ما أنزل من كتاب سيتخذ من الفعل ذاته (( اقرَأ )) اسماً يتلى ويتعبد به في تصور وعقول أتباعه..
- القراءة : أول فرض فُرض في الإسلام ، قبل الصلاة والصوم والزكاة والحج. وعبارة أوضح وأدق : كان العلم -بمعناه الشمولي والواسع ، هو الإطار الذي من خالاله أخذت كل الفرائض الإسلامية موقعها الذي حددته الشريعة فيما بعد
- هذه المرة سيكون التغيير من الداخل، في العقل، في القلب، في الوعي، سيكون التغيير في الإنسان وهو الذي سيفعل الباقي.
- حسب أحدث الإحصاءات : 40% من المسلمين ممن فوق سن الـ15 عاماً هم أميّون. والأميّة هنا هي الأمية الأبجدية - والتي هي أمية فك الخط-.
- إننا متخلفون. نعرف هذا ونقر به. ولكن اعترافنا هذا لا يلغي تخلفنا، ولا يوضح أسبهب، ولا يقلل من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، مسؤولية المفارقة المتولدة من أننا ندين بدينٍ كان أول ما أنزل منه: (( اقرأ ))
- الآيات الثلاث نفسها التي أنزلت أول مرة في الغار كانت تحمل إشارة إلى خلق الإنسان من علق. والعلق مضغة الدم وهي طور من الأطوار الجنينية التي يمر بها الإنسان. موقعها هنا بعد (( اقرأ )) مباشرة ، وقبل (( اقرأ )) مباشرة، يثير الانتباه والتأمل، للوهلة الأولى - على الأقل.
- (( اقرأ )) هي الطور الإنساني الأخير الذي به يكتمل تطور الإنسان - ويتميز من بقية المخلوقات.
الأعجب من الكتاب هو المؤلف... فهو صغير السن نسبيا، ولا ينتمي إلى الوسط الديني، ولعل ذلك ما حرره من جمود الفكر التقليدي...قنابل فكرية! الواحدة تلو الأخرى يلقي بها العمري شارحا المبادئ العامة للخطاب القرآني...التساؤل/البحث عن الأسباب/الإيجابية/والحس المقاصدي
اخلع رأسك الآن
...كلمة يكررهاالمؤلف حين يطرح آراءه المخالفة للسائد، السائد الذي سوّد علينا عيشتنا
كان هذا القسم الأول من الكتاب
أما القسم الثاني فيتناول تاريخ المشكل، أفكار الجاهلية التي عادت لتتسرب إلينا من جديد نتيجة لأزمات سياسية لم نحسن التعامل معها.
ما الذي أودى بنا إلى هذه الحال؟! كيف تحولنا من أمة حارث وهمام إلى أمة ترسخ عقيدة الجبر والاستسلام؟ كيف انتقل بنا الحال من المقولة العمرية الخالدة "إذا أخطأت فقوموني" إلى السؤال الأموي الشهير "أيحاسب الخليفة" كيف تغير فهمنا للقرآن من تفسير شمولي مقاصدي إلى تأويلات تجزيئية تبعيضية للقرآن والسنة؟!!
كيف تحولنا من أمة "اقرأ" إلى أمة "إنه فكر وقدر، فقتل كيف فكر"
قرأته قبل أكثر من سنة، ما أذكره أنه يحوي مغالطات عقائدية وفكرية كثيرة سببها أن الكاتب حكم على مسائل من حيث فهمه لهذه المسائل لا من حيث كونها هي كذلك في الواقع، وأعتقد أن الكاتب لم يوفق في فهم كثير منها.. وساءني وقتها عند قراءتي أن الكاتب يدعو إلى الانقلاب على أصول الفقه الإسلامي بفهم جديد، وكأن عمالقة الأصول من علماء ومجتهدين ومتبحرين في كل صغيرة وكبيرة لم يدركوا الأشياء التي يعتبرها الكاتب حقائق مغلوطة.. إلى أن جاء الكاتب بعد هذه القرون الطويلة ليكشف لنا الحقيقة التي غابت.. لماذا يتصور البعض أن الأمة لن تعود إلى مجدها إلا إذا انقلبت على تراثها!.. أعتقد أن الكاتب قد فقد البوصلة.. ولا أشك في أن أغلب المادحين هنا إنما تأثروا بلغة الكاتب وعاطفته أو نخوته الدينية ولكنهم لم يدركوا أبعاد ومآلات أفكاره جيدا
البوصلة القرآنية أول روائع الرائع خيري العمري الكتاب هو عبارة عن رحلة وسط أعماق محيط الماضي مرورا بحاضر مرير توجها نحو مستقبل أفضل إبتدأت الرحلة في القرن السادس الميلادي. قرن نموذجي للأوضاع السيئة التي تسقط فيها الإنسانية بين عصر وآخر. قرن غارق في ظلمة حالكة. الاستغلال يضرب بأطنابه في العلاقات بين البشر هدف الرحلة كان ولا يزال فرصة البشرية الأخيرة، لتغيير ذلك كله
الواقع يوحي لاشك بأن الرحلة لم تكن سهلة، لذلك وجب إعادة النظر في كل المعطيات، وجب الإستعانة ببوصلة كفيلة بتوضيح معالم الطريق البوصلة القرآنية للعمري تنيرالعقول النيرة بأنه لا زالت فرصة للبشرية لتغيير ذلك كله للوصول للوجهة المنشودة
* هدف الكتاب الرئيسي هو تغير كيفية تعاملنا مع القرأن فالله لم ينزل القرآن لنبكي عند قراءته فقط ( وهذا شيء جيد طبعا ) فالله أنزل القرآن ليغير حياتنا كلها... ليخرجنا من الظلمات إلى النور * أول كلمة أنزلت من القرآن هي ( اقرأ ) وهذه الكلمة لا تعني قراءة الكتب فقط بل هي فعل أمر تأمر الإنسان أن " يشغل عقله " * يحثنا الكاتب على النظر إلى القرآن على أنه كل متكامل وليس كما يستخدمه أغلب الناس على أنه نصوص مجتزئة * أعجبني انتقاده للنظرة التقليدية للدين وهي النظرة السائدة في المجتمع على أن الدين هو عبارة عن شعائر فقط ونفي الأسباب و المسببات وإلقاء اللوم على القدر في كل شيء سيء نعمله
سلبيات الكتاب :
اللغة الصعبة و الإسهاب الزائد عن اللزوم إن الكتاب موجه للشباب ولكن أغلب الشباب سيجد صعوبة في فهم محتوى الكتاب * أعرف بعض الشباب الذين سمعوا عن الكتاب وقرروا قراءته ولكنهم لم يفهموا شيئا من الكتاب وكرد فعل طبيعي قاموا بإعادة الكتاب إلى المكتبة ليتراكم عليه الغبار
اقتباسات من الكتاب :
1- ليس الهدف من الإسلام هو النوم القرير الهانئ بل الإسلام هو دين العمل و النشاط والقوة 2- عندما يموت العقل فماذا سوى أن تنمو الخرافة 3- أي ظلم هو الهروب .... أن يستسلم السردين البشري لحيتان الظلم والطغيان والخرافة والاستبداد دون أن يحاولوا تغيير هذا الواقع دون أن يقفوا بوجه الحوت ليصرخوا ليحتجوا 4- كل جزئية من الإسلام تحمل معاني الإسلام كلها 5- هل فعلا نحتاج إلى الاسترسال في ذكر الإحصائيات التي تبين تخلفنا ؟؟ ألسنا الأفقر و الأقل انتاجية والأكثر إهدارا للوقت ؟ أليست القراءة و العزوف عنها السبب الرئيسي وراء كل هذا ؟ ألا تفسر أرقام القراءة المتدنية جميع الأرقام المتدنية الأخرى 6- أي مشروع نهضوي يتجاوز القران هو مشروع مكتوب عليه الفشل مسبقا
من الصعب حقاً أن ألخّص هذا الكتاب، وهو من أجمل الكتب التي قرأتها لحد الآن، إن لم يكن أجملها والجمال هنا، مقدار ما يحدثه من تغيير في نفسك وسأحاول في مراجعتي أن أذكر أبرز النقاط التي أظنّ أن الكتاب يقصدها، وأعرض اقتباسات بين شولتين "..." بتصرف بسيط جداً وأؤكد على أن الاقتناع التام يأتي بقراءة الكتاب، والتي لن تملّها عندما تفتح عقلك،
يبدأ الكتاب بوضعنا في الجو الذي نزل فيه القرآن الكريم، إنّه عصرٌ آخر غير عصرنا، ورغم أن القرآن الكريم لكل زمان ومكان إلا أنّه من الضروري التعريج على المجتمع الذي نزل فيه لنفهم كيف أحدث ثورته العظيمة، التي تستمر إلى اليوم رغم ما تعانيه من تحديات، وستستمر إلى يوم الدين.
"الحروب تصبغ وجه العالم بلون الدم، والأديان السماوية لم تعد سماوية بأي شكل من الأشكال، وسقطت بين فكي الإفراط والتفريط، ولم تنتج من مظاهر الوثنية والشرك التي اقتبستها من المدنيات الأخرى، والمعادلة القديمة المعروفة: الأغنياء يزدادون غنىً والفقراء يزدادون فقراً، الظلم...الظلم...الظلم"
لولا أنّنا تقرأ وصفاً نعرف أنّه لذاك العصر، لظنناه وصفاً لعصرنا فإذا كان العصر بذات المواصفات، والقرآن هو ذاته لم يتغير فما الذي ينقصنا إذاً لنحدث ذات الأثر؟.. متابعة قراءة هذا الكتاب تعطي الكثير من الإجابات.
كثيراً ما نتباهى بأول كلمة نزلت في القرآن "اقرأ" ثمة وقفة رائعة "لكنّ الرجل الذي نزلت عليه اقرأ كان أمياً، وكان هناك تناقض ظاهري بين اقرأ وبين أمية النبي، يمنح أفقاً واسعاً للتأمل.....إنّه يحرر القراءة من أسوارها الأبجدية ليطلقها في عالم المعاني شديدة الخصوبة، إنه دعوة لقراءة كتاب الكون المفتوح المتمثل في كل ذرة من ذرات الخليقة...إنه دعوة للقراءة في في كتاب النفس الإنسانية، في كل نزعة خير ونزوة شر وعاطفة حب تسمو بها النفس نحو الجمال والسمو، أو تهوي بها نحو الرذيلة والانحدار"
والتتمة أروع: "وعندما نزل وحي السماء (اقرأ)، لم يحدث شيء ولم يسمع أحد خارج الغار هذه الكلمة ، ولو أنه لم ينقل الخبر لما عرف أحد، هذه المرة سيكون التغيير من الداخل ، في العقل، في القلب ، في الوعي، سيكون التغيير هو الإنســـــــــــان، وهو الذي سيفعــــــــــــــــــــل الباقي"!
-------------------------
يبدأ الكتاب بابه الأول: (عناصر الخطاب الإسلامي، أساسية لكن مفقودة) بدايةً، لماذا هي مفقودة؟ لعل في هذا الاقتباس جواباً! : "رياح التاريخ لم تسر دوماً باتجاهات السفن القرآنية، فالخطاب القرآني تم تكريس بعض جوانبه -عبر قرون الانحدار ثم الانحطاط- بالضبط إلى الصف المضاد للقيم التي استنهضها القرآن الكريم" "خاصة في ظل وضوح التناقض بين الطابع العقلاني للخطاب القرآني والاتجاه الذي ساد الفكر الإسلامي هادفاً إلى تغييب العقل وإقالته وإحالته على التقاعد المبكر"
وقبل أي شيء، وجب التوضيح على ما يبدو، أن هذا الخطاب يشمل كل النّاس ، لكنّه يؤثر في فئة واحدة.. "لكن آلية إعجاز القرآن كانت مختلفة، إن إعمال العقل كان شرطاً أساسياً لتحسس الإعجاز، ولهذا كان الخطاب القرآني موجهاً دوماً وباستمرار لناس (يعقلون)"
ثم خمّن ماذا؟ (معجزةٌ تمشي على قدمين!) "إن أثر هذا التماهي: الناتج النفسي- الاجتماعي- الحضاري- هو ببساطة المعجزة الحقيقية، إنه الإنسان الذي تغير.... أيُّ مقارنةٍ بين أوضاع إنسان الجاهلية وبين إنسان الإسلام، والفارق الزمني الذي لم يكن يتجاوز العقد الواحد بينهما، ستبين لنا حجم المعجزة المتحققة على الصعد كافة:الأخلاقية- الدينية- الاقتصادية...وكان الإنسان -نواة المجتمع الهدف- هو المعجزة التي لم تتحقق إلا عبر تفاعلها مع الخطاب القرآني"
والآن ...ما هي عناصر هذا الخطاب؟
أولاً: التساؤل: "سيبدو غريباً جداً أن نتصور أن ديناً ما يبدأ بطرح التساؤلات، فقد تعودنا جميعاً أن تكون الفلسفة هي صاحبة الأسئلة، وأن يكون الدين هو صاحب الأجوبة...لكن ذلك ينسجم أساساً مع نظرة تقليدية للدين، ....لا تشبه في شيء الواقع التاريخي للإسلام بوصفه حركة حضارة عميقة، استطاعت أن تهز أركان التاريخ الإنساني وتعيد تشكيله وتحديد مساره"
ثم نقرؤ قصة رجل نعرفه ، لتكتشف أننا لا نعرفه إلا كما لا ينبغي أن نعرفه، كما وصلت إلينا قراءات صورته، على النحو الذي يروق للانحطاط. إنه (إبراهيم عليه السلام) (أبو الأنبياء، وأبو التساؤلات) ! بدايةً هو الذي تنسب إليه العرب جميعاً نفسها عبر ابنه اسماعيل عليه السلام، وهو يحتل المكانة المميزة عند أهل الكتاب. وفي ليلة (أشرق فيها العقل): ((وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناماً آلهة)) الأنعام:74 إلى تتمة الآيات التي تتحدث عن الحوار الذي دار بينه وبين نفسه حول الشمس والقمر والكواكب، إن كانت هي الرب أم لا. "حوار إبراهيم مع الكون يمثل نضج العقل الإنساني ومحاولته فكر أسرار الخليقة بالاعتماد على العقل....إنه يمثل الحيرة والشك الموجودين أمام الحياة والموت والوجود ككل، وهو يمثل بالوقت نفسه محاولة الاعتماد على العقل، للخروج من هذه الحيرة، وهذا الشك، وذلك برفض كل المسلمات والبدهيات التقليدية والبدء من جديد ....وبأساليب مختلفة وغير تقليدية" وإذاً علينا أن نفتح عقولنا لأنّ: "الخطاب القرآني، يركز أكثر، على إثارة التساؤلات داخل النفس الإنسانية، .... ، ها هو ذا الدين الجديد يطلب منهم أن يستعملوا أيديهم، عقولهم، أنفسهم، يطلب منهم أن يتشكلوا من جديد بملء إرادتهم ويبدأ سمفونية العمل تلك بالحركة الأولى: السؤال" _________________________
ثانياً: البحث عن الأسباب: فإذا اعتبرنا أن (السؤال) هو هدم لكل قيم التبعية الجاهلية وعبادة الأصنام (الفكرية أكثر منها حجرية) فإذاً لا بد من شيء يبني بعد الهدم..وهذا هو.. "البحث عن الأسباب"
والمثال هنا هو ذو القرنين... "يمثل رمزاً لحضارة شامخة ومترامية الأطراف، حضارة قوية وعادلة شملت عدة شعوب وتجارب حضارية" ولعلنا نذكر -إذا كنا نقرأ القرآن ونذكر بعضاً من سورة الكهف- أن القرآن حين ذكر القصة ، كرر لفظة (ثم أتبع سبباً) "كل الأقوال الواردة عن السلف في هذا الخصوص متفقة أن (السبب) هو (العلم) ....إذاً فالتمكين في الأرض هو العلم "
لكن مهلاً، ..علمٌ من دون عمل...بالتّأكيد لا، والقرآن مجدداً يؤكد لنا هذا: "باستقراء الخطاب القرآني، نجده خالياً من لفظة (العقل) مصدراً، فلفظة العقل لا تأتي إلا في حالة فعل" وكلنا نردد ذاك الفعل (يعقلون) ولكن هل نعقل فعلاً؟! _________________________
ثالثاً: الإيجابية: "فقد تحول العرب تحولاً كبيراً في خضم عقود قليلة لا تتجاوز الثلاثة، كان العرب أمة أمية مستسلمة لواقع دوني وسلبي، دون كيان سياسي واجتماعي واضح المعالم، وفي ظل ظروف اجتماعية بالغة الرداءة وعدم التوازن"
ثم ماذا كان؟...كلنا يعرف دون أن يقرأ التاريخ حتى، فقد أشرقت شمس كان شعاعها أقوى من أن تحبس في كتب التاريخ، ولكن من المسؤول عن كسوفها؟ أيضاً...متابعة قراءة الكتاب تقدم كثيراً من الإجابات،
وبالعودة إلى الإيجابية، فلا بد من مثال ..وهنا ، النبي يونس عليه السلام الذي مكث في بطن الحوت لما ترك قومه يأساً من أن يؤمنوا له...فماذا بوسع رجل واحد أن يفعل في مواجهة مجتمعات متخلفة عنيدة إقصائية لكل من يخالفها؟ في الحقيقة نحن نعيش على حد تعبير الكاتب في "حوت معاصر" ولئن لم نكتشف معنى "لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين" ولم نكتشف أن الإيجابية والعزيمة والإصرار هو الخطوة الأولى فلربما نمكث فيه إلى يوم يبعثون! _________________________
رابعاً:الحس المقاصدي: "غياب قصة الخلق عند الجاهليين يعكس بطريقة ما خللاً عميقاً في الرؤية الجاهلية، خللاً وظيفياً في الرؤية التي ستخدد علاقتهم بأنفسهم وعلاقتهم بالعالم من حولهم"
"كانت عقيدة التوحيد هي التي ألغت ذلك التشتت وجعلت كل شيء في حياة الإنسان الجديد يسير في مسار واحد ويصب في اتجاه واحد ويخضع لنظام واحد وأهم من كل هذا، وقبل كل هذا يتعبد لإله واحد...هو مصدر كل التشريع"
"لكن الشرك، تعدد المعبودات، كان الأساس في انهيار هذه المجتمعات، بالذات كان نقطة ضعفها، التي مع الوقت تصير مثل ثقب أسود يكبر بالتدريج ليبتلع كالدوامة -وبالتدريج- كل نقاط القوة الكامنة التي كانت الأساس في صعود تلك المجتمعات"
استوقفني هذا الكلام حقاً، إنّ كل هذا يشبه ما نحن فيه، في حياتنا الكثير من الشرك ونحن لا نشعر، ألا نعتقد في قرارة أنفسنا أن القوة اليوم للدول الكبرى؟ ألا نتّبعهم في توافه الأشياء ؟ ألا نعبد هوانا ونكره العمل ونتكاسل عنه؟ هل نحن حقاً موحدون؟ نوحّد الله ونعتقد حقاً أنه وحده المعبود، صاحب القوّة، وحده الوجهة التي يجب أن نفكّر فيها ونتّبعها إنه جل جلاله أمرنا أن نستخدم عقلنا وأن نعمل وبإيجابية ......فهل نفعل ذلك؟ نحن مستخلفون، أليس كذلك،؟... فما هي شروط الاستخلاف؟ وماذا علينا أن نفعل؟ ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات لنستخلفنّهم في الأرض)) النور: 55 إنه الإيمان والعمل الصالح!
وبمزيد من الدقة والتفصيل...ما هو الحس المقاصدي؟ "لو تأملنا في أركان الإسلام لوجدنا تلك المقاصد الاجتماعية التي تخرج عن إطار الطقوس الدينية والشعائر التقليدية إلى مساحة أوسع بكثير: البناء الاجتماعي المتماسك، والنظام المتكامل الذي وضعه الإسلام" لعلنا نعرف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، موافقاته لما نزل في القرآن، فقد كان يقول الرأي، فينزل القرآن مؤيداً له، فهل يعني ذلك لنا شيئاً؟ "إن موافقات عمر للوحي هي من قبيل موافقات العقل للشريعة.....وعمر قد قدم لنا بمواقفه (خصوصاً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي) نموذجاً لفهم متجدد للشريعة عبر تطبيقها على مجتمع سريع التغير" الفكرة واضحة، هناك مقاصد واضحة للإسلام، المهم تحقيقيها وفق الشرع، وهو مرن بما فيه الكفاية لتحقيقها! ولكن هل من عقل -كعقل عمر - يفهم ذلك ليعمل ويحققه؟ في تخميني الجواب هو "نعم" ...إن كل عقل يتلقى القرآن كما تلقاه عمر رضي الله عنه، قادر على أن يفعل ما فعله رضي الله عنه.
هذه هي عناصر الخطاب القرآني ، وهي مهمة جداً : "إن مواجهة العولمة تتطلب إعادة تأصيل تلك القيم الصامدة ، القيم الأساسية في الخطاب القرآني: قيم المواجهة والإرادة الإيجابية والتغيير، وإعادة تأصيل تلك القيم يعني ضمن ما يعني إعادة ترتيب البيت المسلم من جديد، وهو ترتيب سيحتم أن ترمي في سلة المهملات ما ترمي من قيم ألصقت بالإسلام عبر ملابسات السياسة وتعرجات التاريخ"
-------------------------
وبعد أن اطلعنا على عناصر الخطاب فإننا نتساءل بحسرة..أين نحن من هذا؟ ولماذا لم نتلقى القرآن كذلك؟ ما هي القيم التي ألصقت بالإسلام وما هي الملابسات السياسية التي حدثت؟ فلا بد من قراءة الباب الثاني إذاً: أمس واليوم وغداً
"في تاريخنا لحظات لم تنته عبر السنوات والقرون واختلاف العصور ظلّت مستمرة" نحن أسيرون شئنا أم أبينا لتلك اللحظات التي استمرّت! ثمة أشياء إيجابية وأخرى سلبية ، لكن المؤسف أن الأولى لم تستمر، لم نخلّدها في أنفسنا بجعلها مادةً نفكّر بها بشكل متجدد، وأما الثانية فتجذّرت عبر ثلاثة اتجاهات: سياسي يتمثل في الصراع -الطبيعي - على السلطة، وفقهي ناتج عن عدم القدرة على تحديد الفواصل بين ما هو سياسي وما هو ديني - في تلك الفترة الحرجة من الزمن- والاتجاه الثالث هو محصلة الاتجاهين السابقين، "تعوّد على نمط من الخضوع والخنوع للسيف ولصاحب الشوكة على أنه أمر واقع، وتصبّر بما وعظه الفقهاء وأفتوا له ونصحوه بالصبر والطاعة مادامت شعائر الدين قائمة" لم يكن انصياع الناس للواقع التنييمي، أمراً سهلاً، وهناك ما مهد لهذا ولعل أهمه، التوظيف المستمر لأحاديث نبوية شريفة خدمة لأغراض السلطات أليس هذا نفسه ما حدث مع الأوروبيين في عصور الظلام؟ "أوربة عانت أيضاً من استبداد شنيع، لكن الأمر مختلف عندنا، فكل أسباب التخلف في أوربة سواء كان الاستبداد أو سيطرة الكنيسة تخلص الغربيون منها في لحظة قطيعة ممزة (وهي لحظة تخـــــص تجربتهم ولا يمــــكن تعميــــــمها إطـــــــــــلاقاً!) وهي اللحظة التي أنتجت العلمانية، أما نحن فمسألتنا مختلفة، لأن أسباب التخلف عندنا شديدة التنكر، شديدة الاختباء خلف مفاهيم ارتبطت بالدين، بينما النص الديني منها براء!"
ولعلي هنا أستحضر اقتباساً من الكتاب حول مشكلة الفكر الذي أغلق باب الاجتهاد، وسبب لنا تهم التخلف: "الفكر الذي جير النصوص الدينية لمصلحة التعايش مع واقع يجب تغييره وإصلاحه لا التأقلم معه"
وإذا ذاك، فإنه لا مناص من الاعتراف بأننا متأثرون بكل ما جرى ، بتلك اللحظة المشؤومة التي استمرّت، فما الحل؟ ثمة كلام جميل في هذا الاقتباس، أختم به هذه المراجعة للكتاب "مع أن ذلك لا يزال محرجاً ومعيباً عندنا إلا أن مجتمعاتنا الشرقية عموماً بحاجة ماسة إلى طبيب نفسي تفرغ عنده عقدها وتحاول أن تجد عنده العلاج لأمراضها المستعصية، مع فارق أن هذا الطبيب يجب أن يخرج فرويد من رأسه ويفكر بوعي تاريخي شمولي وهو أمر صعب إلى حدا ما ، إن كل فرد منا صغر أم كبر، كان متعلماً أو أمياً، غنياً أو فقيراً، وبغض النظر عن انتماءاته الطائفية والعنصرية لا يزال يحمل على كتفيه عبء التاريخ كله، ..... تضاريس التكوين النفسي للفرد المسلم ومن ثم المجتمع المسلم تظل مسكونة بهاجس الاستبداد التاريخي والجبر التاريخي، أما إذا رفضنا التمدد على كرسي الطبيب النفسي، فإننا سنتمدد على طاولة المشرحة على الأغلب، ولن يأتي أحد لاستلامنا، ستكون رؤوسنا قد قطعت وسالت دماؤنا وأصابعنا المحروقة لن تدل على هويتنا، سنكون قد ضعنا، ذبنا ، انتهينا، ولن يهم حقاً كيف سقطنا قتلى! لعل التمدد على كرسي التحليل النفسي أسهل، فقط لو آمنا أننا يمكن أن نفعل وأن ذلك كله مهما كان صعباً لا يجب أن يكون مستحيلاً"
الكتاب مختلف جدًا عما سبق لي قراءته.. إنه ليس فقط كتابًا يعظ القارئ، بل يستفز العقل و المنطق و يحيي جوانبًا تكاد تكون الأهم في القرآن للكريم التي على المسلم أن يدركها
يركز هذا الكتاب على التاريخ.. نعم و لكن ليس بالصورة المعهودة التي ألفناها في السابق من بكاء على أطلال الدولة الإسلامية، بل يبين نقاط القوة و نقاط الضعف على حد سواء.. و بمصداقية و حيادية كاملين ثم يعود للحاضر و يبين اتصاله الوثيق بالتاريخ
هناك ثلاث محاور أساسية في هذا الكتاب:
1) المحور الأول يتكلم عن العناصر و الرسائل القرآنية التي ساهمت في تكوين المجتمع الإسلامي الأول في زمن الرسول بالتحديد و هي التساؤل، البحث عن الاسباب، الإيجابية، و المقاصد. ويبين الكتاب مواقع ورود هذه العناصر و تأثيرها النفسي و الاجتماعي على المسلمين.. و كيف أن هذه العناصر لو بقيت من العناصر التي تؤثر و يأخذ بها المسلمون في الوقت الحاضر لكان حالنا اختلف كثيرًا عما هو عليه الآن
2) المحور الثاني و هو محور جدير بالقراءة و مثير للفكر النقدي البناء، و الذي لا يسعك سوى إبداء الاحترام له، فإنه يبحث عن الأسباب التي أدت إلى تركيز المسلمين الآن على "استعمال" القرآن لغايات سطحية لا تكاد تختلف عن باقي الديانات مع أنه أساس النضة و التغيير للأفضل. و يبحث الكتاب في بدايات هذا الانفصام في المجتمع المسلم في تاريخ الدولة الإسلامية.. و التي بدأت عند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.. كان أسلوب طرح الكتاب لهذه القضية التي لا شك أنها مصدر كثير من الاختلاف بين المسلمين من أفضل الطروح التي قرأتها على الإطلاق.. فهو لم يطعن بشخص معاوية و لا بأي شخصية إسلامية بل بين أين كان النقص و الخطأ كأفعال ففي النهاية كلنا بشر و لا أحد معصوم، وبين أيضًا الإيجابيات دون أي انحياز
3)المحور الثالث و هو الأهم برأيي و الذي يمحور رؤية الكاتب في هذا الكتاب هو: مشروع النضة في القرآن و قراءة مفصلة و غير اعتيادية لسورة الكهف.. حيث يبين اتصال جميع القصص المذكورة في سورة الكهف بخط زمني لا بد أن يمر فيه أي مشروع نضة ناجح.. كان هذا الجزء من الكتاب صادمًا بالنسبة لي، فلماذا هي سنة أن يقرأ المسلم سورة الكهف كل يوم جمعة؟ جاوب الكتاب عن هذا التساؤل بجواب شافي.. حيث إن هذه السورة التي تتضمن خطوات النضة تجعلك تتتبع خطواتك على مشروع النضة خاصتك.. أين أنت منه؟؟ و أي خطوة من هذه الخطى تخطو الآن؟؟
لم أكن متحمساً بداية كي أقرأ الكتاب وذلك لتجربتي لكتاب استرداد عمر لنفس الكاتب والتي لم تكن لطيفة جداً .. ولكن لهذا الكتاب قصة أخرى مختلفة تماماً بالتركيبة والمحتوى الدقيق المفيد.
من الكتب النادرة التي قرأتها واستطعت أن أرى منظومة جميلة دمجت قراءة قرآنية وإسقاطات متقنة رائعة تجول بين السطور والآيات والمعاني بشكل مضى من التاريخ إلى أحوال الواقع بل ويمضي بك لمحاولة تركيب المستقبل وبنائه.
في بابين قدم الكاتب تصوراً جميلاً عن النضة واستنباطها من الواقع القرآني في طرق البحث والفهم وكيف تمضي في حياتك دون أن تبتعد عن المسار القرآني .. وضع أساسات حقيقية عتيدة تبيّن كيف يجب أن نفهم ونحلل بعيداً عن المعتاد وما تم ويتم تقديمه من تفسيرات وتحليلات ربما أصبحت بالية وقديمة أو مقيّدة لوقائعها وأحداثها. أبهى ما في الكتاب أن تستطيع كسر الأصنام الفكري بحزم بناءً على معطيات ثقيلة وليس هجوماً عشوائياً. حتى في مرحلة التفتيت من أجل نثر الحطام في الهواء يكون بأسلوب محترم لا يغالي .. أي لا إفراط ولا تفريط خصوصاً في المرحلة التاريخية الشائكة جداً الذي خاضوا فيها أوغلوا بحمق لغوي وفحش أو أحجم عنها المفكرون للنأي عن التضاد التراثي والمجتمعي .. ولكن الكاتب يمضي لأنه يجب المواجهة في النهاية كي نصل للمفيد ونستطيع البناء بعد الهدم.
كي يبدو الكتاب في شكل من أشكاله نقد للتراث الإسلامي إلى جانب تقديم التصور النهضوي وهذا لا يعيبه لأنه يكمل سلسلة النضة المتضمة للهدم والبناء السابق ذكره.
في البداية سوف تمضي بصعوبة لثقل الحمل الفكري كي تصل للمفيد بتركيب الصورة الناتجة عن الفهم القرآني الحديث المفيد البعيد عن المعتاد وما ينقله لنا التاريخ والكتب ونردده بعبط دون تحليل وتفكير.
سوف تنهي الكتاب بسطور تضعك أمام مستقبلك كي تبنيه وتمضي بفهمك وتحليلك.
احترت في تصنيفي للكتاب اهو ديني ام فكري وبعد تفكير فضلت ان اصنفه على اساس انه كتاب فكري يعطي فيه الكاتب قراءة معاصرة للقران الكريم ياخذ فيها بعين الاعتبار الاحداث التاريخية و الحقائق العلمية كتاب انتقد فيه التفسيرات التقليدية التي تدعو الى عدم استخدام العقل لان ذلك سيؤدي بك الى الخروج عن الطريق الصحيح و الى الشك هم محقون من هذه الناحية اذا استخدمت عقلك لن تجد ابدا جوابا لاسئلتك ربما ستكذب على نفسك و تخدعها و تقنعها بتقبل هذا الجواب بدلا من الاخر لانه يتفق مع هواك و مصالحك وستفعل ذلك بدون وعي لكني افضل هذا على ان تبقى مسلما مغرورا متعصبا يحلم في ان تكون طائفته الاكثر تاثيرا في هذا العالم جرب ان تقرا لكاتبين يمتلكان رايين متناقضين و ستجد ان كل منهما يعتمد على القران و السنة و لكن النتيجة التي توصل اليها كل منهما مختلفة هذا فقط داخل دين واحد اذا قمنا بنفس التجربة و قمت بقراءة كتب للديانات الاخرى ستكتشف ان الاخر مثلك ما الحل اذن الحل هو تقبل و احترام الاخر استخدم عقلك ماتراه انت لا اراه انا فهمنا للامور مختلف حتى لو بدت واضحة للبعض فهي ليست كذلك للبعض الاخر لهذا هذا الكتاب ليس سوى وجهة نظر الكاتب ليس بوصلة قرانية و الاختلاف شيء جيد
اخخخخخخ ماذا أقوي يا عمري ؟؟ أتمنى لو كان بامكاني أن أوصل مدى تأثيري واعجابي وانجذابي لما كتبت لأول مرة أجد كاتبا عصريا يمثلني حق التمثيل بل أشعر أنه كتب شيئا أشعر به من داخلي لم أستطع أنا نفسي أن أكتب عنه أول أثر وضعه هذا الكتاب ��ي نفسي أن جعلني أقتني أي كتاب أرى اسم مؤلفه أحمد أهتم بالكاتب أكثر من اهتمامي بالعنوان والعمري من أولئلك القلة الذين أغمض عيني عن العنوان بمجرد رؤية اسمه هذا الكتاب سيزلزل جدارات ضخمة ولكن خفية لم تنتبه لوجودها في ذهنك ، بنيت بسبب الأساليب "السطحية" والمكررة التي يتخذها الكثير من ممثلي الدين لدينا سيجعلك هذا الكتاب تعيد التفكير من جديد بل وتقرأ النصوص مرة أخرى وتقول لماذا لم أرها كما رآها العمري وكأن العمري قد أزال غشاء عنها هذا الكتاب وكتب العمري بشكل عام يعيد ترتيب الأبجديات في حياتنا ، كما يضع لنا أسسا تطبيقية لحياتنا ونظرتنا لأمور كثيرة حينما تقرؤه تجد نفسك تنتفض وبقوة تشعر أنك تريد أن تلزم الناس بقراءة ما فيه واعادة بناء منظومات الفكر لديهم ..
اخخخخخ يا عمري نحن فقط نحتاج إلى عمري آخر ولكن ليحول أحرفك إلى واقع.. أتمنى أن يأتي قريبا :)
يستهل العمري كتابه بوصف عناصر الخطاب القرآني وهي (الإيجابية، التساؤل، البحث عن الأسباب، الحس المقاصدي) حيث يرى الكاتب أن هذه العناصر هي روح القرآن، وأن الرعيل الأول من المسلمين قد اعتمد عليها لتحقيق كل ذلك التغيير أو "النضة" خلال عقود قليلة
ينتقل إلى المحور الثاني وهو ما دعاه بـ"الأمس المستمر" أي الأمس الذي لازلنا نعيش تبعاته حتى الآن، ويقصد بالأمس فترة حكم معاوية التي امتدت عشرين عاماً لكن آثارها ما زلات موجودة إلى اليوم، حيث يرى أن جذور الأزمة قد بدأت في فترة حكم معاوية التي قتلت عناصر الخطاب القرآني بواسطة الجبر والاستبداد وقد عبر عن ذلك بقوله: "عند ذلك المنعطف العتيق ولجنا عصر الانحطاط"
في المحور الثالث والأخير يجعل العمري من سورة الكهف بوصلة للنضة نستحضرها كل جمعة، وتنطلق النضة باعتقاده من قصة أصحاب الكهف لتصل إلى قصة ذو القرنين وهي المرحلة العليا، مروراً بقصة صاحب الجنتين وقصة سيدنا موسى والعبد الصالح، ويرى العمري أننا من خلال هذه البوصلة يمكننا تحديد الاتجاه والثوابت والهدف اللازم لعملية النضة
إن العمري في كتابه هذا يخالف تيار المدرسة الدينية التقليدية وذلك باستخدامه العديد من الأفكار والتحليلات التجديدية والتي لم نعتد سماعها، وهذه الأفكار تدغدغ العقل والمنطق من جهة لكنها من جهة أخرى تطالب بنصيبها من البحث والتنقيب
لذلك فإن هناك بعض الأفكار التي لم أتخذ بعد موقفاً صريحاً تجاهها مثل السببية، وبغض النظر عن موقفي، إن كنت سأتقبل بعض الأفكار أو أرفضها، لا ننكر أن الكاتب قد اجتهد، فإذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر
لم أرَ في هذا الكتاب ما يستحق المهاجمة، إن الذين يدعون للعودة إلى كتب أئمة العلم ويعارضون أي محاولة تجديدية في رأيي إنهم يخالفون في ذلك المبدأ والركيزة الأساسية في الإسلام وهي: "الإسلام ملائم لكل مكان وزمان" إن معجزة القرآن الكبرى في اعتقادي أنه يمكن قراءته وفهمه وملائمته لكل الأجيال، ولو أننا قرأنا تفسير السلف للقرآن وتوقفنا عن الاجتهاد لخالفنا في ذلك روح القرآن
هناك أمران لم أستسغهما في هذا الكتاب:
الأول: ذكر العمري أن الرسول كان يصلي في الليل ست ركعات فقط، في حينا أننا نعلم ما نُقل عن السيدة عائشة أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقوم حتى تتورم قدماه وتتفطر من طول القيام برأيي لو أن لهذه القصة أكثر من رواية على سبيل المثال، فيجب على الكاتب عدم ذكر هذه القصة وخاصة أنها لا تخدم الفكرة الرئيسية وهذا الأمر جعلني أشكل في مصداقية العديد من القصص والروايات الأخرى التي يذكرها العمري
أما الأمر الثاني فهو الفانتازيا التي لاحظتها في المحور الثالث، فأنا شخصياً أكره إدخال الفانتازيا بكتب كهذه
على الرغم من كل ذلك، فإن هذا الكتاب مذهل ويستحق القراءة
حسنًا، الكتاب عظيم، عظيم جدًا، وقراءته مهمّة، حملت ثقل همّ كتابة مراجعة له منذ بدأت قراءته، أعتقد بأنّني أحتاج لقراءته ثانية إذا أردت كتابة مراجعة جادّة، حاليًا فقط سأكتب ما يطرأ علي ارتجالاً .
أولاً: لغة الكتاب عاطفية، عاطفية جدًا، وهذا شيء يحسب للكاتب من جهات كثيرة، وعليه من جهات محدودة، يُحسب له لأنّ صوت العاطفة مهما تحفّظ عليه بعض القرّاء إلاّ أنّه الأشدّ تأثيرًا على النّاس، على الشّريحة الّتي يستهدفها أحمد خيري العمري بالذات، الحديث العقلاني البحت لن يحدث هذا التأثير الّذي أحدثته لغة الكتاب العاطفية .
ويحسب عليه لأنّ العاطفة بطبيعتها مندفعة، موثوقة، بالإضافة إلى أنّها كثيرًا ما تتجاهل الموضوعية وتهاجم بشراسة مخالفيها !
ثانيًا: عن تأثير مالك بن نبي على أحمد خيري العمري، لم ألمس هذا التّأثير كثيرًا - بالشكل الّذي توقعته - فمالك صاحب لغة مدنية وإن كانت حالمة وعاطفية إلاّ أنّها لا تخوض في تفاصيل فقهية ودينية بقدر خوضها في تفاصيل اجتماعية، هذا من جهة ومن جهة أخرى فتعامل بن نبي مع الحضارة كان شموليًا أكثر من تعامل العمري، فمالك ينظر إلى الحضارة الأوروبية بشكل أقلّ حدّة بكثير من نظرة العمري لها، وهو يدرج الإنسان الأوروبي في اهتمامه، لا ننسى بأنّ باريس احتضنته لفترة طويلة، ولعلّ العمري كان متأثّرًا في هذا الجانب بالمسيري رحمه الله أكثر من تأثّره ببن نبي .
ثالثًا: لم أرى أيّة مشكلة في سرد العمري للأحداث التاريخية الّتي أدّت إلى ظهور دولة بني أمّية، وليس لي تحفظ على أيّ نقطة ذكرها حتّى بخصوص معاوية رضي الله عنه، فقط أودّ الإشارة إلى أنّ لغته الموثوقية العالية في هذا الجانب قد تُغيّب أمام القارئ حقيقة أنّه أسقط أفكاره الخاصّة على كثير من الأحداث التاريخية الّتي لو قرأناها لدى كاتب آخر لرأينا إسقاطات فردية مختلفة تمامًا، ما أودّ قوله هو ضرورة الرجوع إلى مصادر أكثر وأشمل قبل الأخذ بكلّ ما جاء به الكاتب في هذا المجال التاريخي .
رابعًا: اللغة الأدبية .. يا رباه ! ما هذا ! الكاتب لديه موهبة عجيبة في هذا الجانب !
خامسًا: قراءته لسورة الكهف عظيمة بحق، ولا أعتقد بأنّني سأقرأ سورة الكهف مثلما كنت أقرؤها سابقًا بعد قراءتي لهذا الكتاب، الآن أصبحتُ أعرف الكثير بدقّة، ولستُ مؤمنة بأنّ هذا هو ما سنستخرجه من سورة الكهف فقط، ففلسفات سورة الكهف لا تنتهي. ولو كانت كالبحر مدادًا لنفد البحر قبل أن تنفد كلماتها !
سادسًا: أخيرًا، الكتاب كان دون مستوى توقعي بطريقة أو بأخرى !
للتو أنتهيت من الكتاب وأنا في حالة صدمة من مجتمعي، من ديني ومن نفسي وفهمي البسيط.. أي كتاب هذا! أكتب وأنا محملة بمشاعر مختلفة .. أهو الخجل؟ الإيجابية ؟ رغبة في البكاء؟ لا أعلم.
عادتي أن أقرأ الكتاب حاملة قلم وأشعر وكأني في حوار ثقافي مع الكاتب، استوقفه واستفهمه وانتقده عندما لا يعجبني شيئا ما. لكن ليس مع هذا الكتاب وكأن كاتبه ألقى علي تعويذه سحرية مع أول حروف مقدمته. قدسيه الموضوع وتعاطيه الرقيق العاصف معه صفعتني شدتني لأن أصبح كمن شاهد في يوم عادي معجزة خارقة للعاده تحدث له وحده. أنا لا أبالغ فعلا أنتبه أحيانا وقد رفعت كتفاي وكأني أخشى وقوع كلامه علي. أحمد الله أني قرأته في رمضان وأني كنت كالأسفنجة بين يدي الكاتب أمتص ما نقاه لي.
الكتاب ليس تفسيرا وليس شروحات ورؤى أو أحكام معينة كما أعتدت أن تقرأ في الكتب المتعلقة بالقرآن لكنه نقله تقلب فهمك للقرآن وتجعلك تفهمه كمعجزة حقيقة. في داخلي شيء كان ولا أقول ينتقص القرآن حاشا لله ولكن لم يفهمه حقيقة لم يفقه كيف أصبح القرآن معجزة فقط لأنه بليغ. ستفهم بعد قرأتك، كيف أنه أكبر بكثير من تُقزم معجزته في ذلك وحده. ستفهم أنه فعلا دستور كامل وبدقة لكل نضة وسيعطيك الكاتب الخطوط العريضة وعليك البقية.
في الباب الأول يتحدث الكاتب عن عناصر الخطاب الإسلامي الأساسية المفقودة وهي: التساؤل والبحث عن الأسباب والإيجابية والحس المقاصدي. الكاتب يتسلل إليك بدءا بالأبسط للأعمق وهو الأجمل و بلا شك أنه سيستطيع أسرك بهذا التسلسل. في كل فصل سيدهشك في أمور غُيَبت عنك مع أنك تعلم تماماً أنها الطريق الصحيح. سيتشهد بالآيات ويشرحها بطريقة شاملة متكاملة مع القرآن أجمع وليست بطريقة كل آية مستفردة بذاتها كما اعتدتنا.
الباب الثاني يقص عليك قصة الصحابة وقد تقول في نفسك كما قلت أنا " لماذا علي ومعاوية هنا؟" ولكنها ضرورية جدا ليتكامل فهمك ولكي تستطيع نقض بعض أسس بناء تفكيرك بنفسك. لا تقلق فقد شرح الموضوع بطريقة علمية محايدة نوعا ما. سينتهي بك في شرح لسورة الكهف المحببة لقلبي ومن ثم يختم ببذرة يزرعها في عقلك مكان أسسك القديمة المهدمة للتو.
أسلوب الكاتب راقي جدا ويعرف تماما متى يربت على كتفك ومتى يصفعك لتفيق. أفكاره منظمة وسيرتبها لك بلغة بليغة حسنة.
في ظلمات البحر و و سط الأمواج العارمة يأتي هذا الكتاب قارباً للنجاة و موصلاً للجزيرة حيث تنبت لي هناك شجرة من يقطين ...
أحببت أن أبدأ من قصة يونس التي تأثرت بها كثيراً و هو يتحدث عنها في هذا الكتاب .. تخيلوا قصة ذي النون هي أول قصة نزلت على قلب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ( فاصبر لحكم ربك و لا تكن كصاحب الحوت إذ نادى و هو مكظوم )
إن هذا الكتاب كان بمثابة الصدمة الكهربائية التي أنعشت قلبي و قد تراكمت عليه شحوم كثيفة من الظلم و القهر و مخلفات التاريخ
إنه بمثابة حقنة وارفارين أخذتها فحركت الدم المتجمد في عروقي
عجيب عجيب أمر هذا الكتاب في البداية يقول : إهداء إلى جيل آخر قادم لامحالة
ثم يبدأ بغار حراء ... ذلك الغار الذي بدأت منه المعجزة التي غيرت وجه المعمورة ... المعجزة المستمرة التي لا تنقضي
و لا بد لكل نضة أن تنطلق من غار ... ثم يأتي على اقرأ ... اقرأ التي لم نعتد عليها من قبل الآن الآن فهمت لماذا عاد الصادق الأمين إلى خديجة راجفاً و هو يقول : زملوني بعد أن سمع هذه الكلمة من روح القدس
يتحدث في القسم الأول عن أساسيات الخطاب الإسلامي المفقودة للأسف و هي التساؤل - البحث عن الأسباب - الإيجابية و الحس المقاصدي
و بين ثنايا هذه العناوين يأتي على تدبر للقرآن لم أر له مثيلاً تدبر نابع من النظرة للوقائع التاريخية المعاصرة لنزوله الآن عرفت ما هي قصة إبراهيم بحق
و يوسف الكريم ابن الكريم.. ذاك الذي جدد الأمل لرسول الله بعد أن شيبته قصة هود و أخواتها ..
ثم يعود الكتاب بنا إلى قرون خلت ليذكرنا باللحظة التي تشكلت فيها كرة الثلج المتدحرجة حتى يومنا هذا يروي لنا قصة معاوية و علي و ما تبعها من أفكار استقرت في لاوعينا و لا زالت مؤثرة في واقعنا شئنا أو أبينا
و في النهاية ... لا بد من مراجعة نهضوية أسبوعية لكل مسلم إنها سورة الكهف فالنضة كالجنين لها أطوار و مراحل ... تبدأ بالكهف و تنتهي بحضارة التوازن ... حضارة ذي القرنين
رمزية هذه السورة عظيمة عظيمة ... ما كانت لتخطر على بالي
و الآن ... مهمتنا أن نرفع القواعد لتأتي الأجيال القادمة و تتابع ما بنيناه رغم كل المعوقات و الصعوبات رغم كل الاعتراضات المتسترة بالنصوص القرآنية