ولاء شكري's Reviews > البوصلة القرآنية
البوصلة القرآنية
by
by

(القرآن الكريم أودع فيه الله سبحانه وتعالى رسالته الخاتمة التي انقطع بها وحي السماء)
المعجزة القرآنية تعتمد أساساً على"استنهاض العقل" من سُباته، وأن يعلن ثورته على السائد بكل مظاهره المتعددة، ابتداءً من الشرك إلى مظاهر الاستغلال والقهر الإجتماعي، وهو ما لم يكن موجوداً في المعجزات الحسية للرسل السابقين والتى اعتمدت وبشكل أساسي على "إعجاز العقل"، و نتيجة لهذا العجز يتم التسليم والانقياد التام من قِبَل الشهود لصاحب المعجزة، وبالتالي التصديق بقضيته الأساسية وهي التوحيد وطاعة الرسول غالباً.
و بالنظر للخطاب القرآني وطريقته في تشكيل العقل المسلم وطريقة تفكيره نجد أنه يرتكز على أربعة محاور هى :
▪︎ أولاً / التساؤل
التساؤل في الخطاب القرآني اعتمد على نموذجين هما: إبراهيم و موسى عليهما السلام، وفي كلتا الحالتين يأتي الجواب الإلهي بصورة عملية بليغة - الطير الذي يعود إلى الحياة والجبل الذي يندك - وهما مثالان على أجوبة إلالهية لتساؤلات وشكوك انسانية على ألسنة الرسل ..
والقرآن يوجه الإنسان إلى التساؤل دائماً مثل :
(أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَتْ▪︎وإِلَى السَّمِآءِ كَيفَ رُفِعَتْ▪︎وَإِلَى الجِبَالِ كَيفَ نُصِبَتْ▪︎ وَإِلَى الأَرْضِ كَيفَ سُطِحَتْ) ولكنه في الوقت نفسه ينهى عن التساؤل الغير جاد، التساؤل بقصد التشدد في الأوامر الدينية والتركيز على تفاصيل التفاصيل والتساؤلات التي تدخل في مضمار لم يصمم العقل الانساني للدخول فيه - الذات الإلهية - فكل هذا منهي عنه ويسير بنا إلى هوس بني إسرائيل بالأسئلة المسيئة - كما في قصة البقرة - التى تقتل روح القضية وجوهرها بالتركيز على شكليات وتفاصيل لا أهمية لها.
▪︎ثانياً / البحث عن الأسباب
الخطاب القرآني دائماً ما يثير انتباه المسلم إلى العلاقة بين الأسباب والمسببات حوله في الطبيعة والغاية الإلهية المرادة بذلك، ومن الأمثلة على ذلك :
(وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ )
(وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)
فالخطاب القرآني يركز على تفصيلين هامين هما : الغاية و السبب، ويطلب من الفرد المسلم أن يضعهما نصب عينيه.. فالعقل القرآني هو ذلك العقل الذي يرتكز على السببيه، ويتمسك بها جوهراً للنظر إلى الكون وظواهره وعلاقاته حيث هناك سبب في كل شيء و وراء كل شيء وداخل كل شيء، فالعقل القرآني هو أداة لاستخلاص النتائج وربط الأسباب بالمسببات .
▪︎ ثالثاً / الإيجابية
يدعو القرآن دائماً إلى الصبر في مواجهة اليأس والخوف والقدرة على التغيير والعمل وهو " الصبر الإيجابي "، فبعد الإحتقار الطويل والمتوارث للعمل وخاصة اليدوي عند قريش، جاء الخطاب القرآني ليرفع منه إلى درجة عظيمة يضاهي به واحداً من أهم محاور الخطاب القرآني وهو الإيمان نفسه - فالإيمان والعمل الصالح لازمة قرآنية تكررت حوالي ٥٠ مرة - وكانت هذه خطوة حاسمة في تأصيل الإيجابية وغرسها في عمق العقل المسلم فنشأت طبقه جديدة من المؤمنين يستشعرون أهمية العمل بعد ما كان متروكاً للرقيق والعبيد وصغار الناس وهو ما سبب هزةٌ للمفاهيم الجاهلية .
▪︎رابعاً / الحس المقاصدي (أو الفكر المقاصدي)
كل شيء في هذا الكون له مقصد وغاية وحكمة وكل تشريع نزل له مقصد وغايه حتى العبادة التي تبدو في ظاهرها مجرد طقس تعبدي لكنها في الحقيقة تأخذ أبعاد أخرى، أبعاد ذات مقاصد اجتماعية و اقتصادية شديدة الوضوح والفاعليه .
فكل أركان الإسلام شُرِعت في سورة البقرة والتي هيمنت عليها وعلى تسميتها آية البقرة كأنها رسالة أنه " في كل ركن وفريضة تنتصب أمامنا بقرة بني إسرائيل وأنه من المهم أن نشيح النظر عنها صوب المقصد " .. ومن الأمثلة العظيمة على الفهم المقاصدي عمر بن الخطاب عندما أسقط حد السرقه في عام الرمادة حيث تعامل بشكل مختلف عن حَرفية النص متجاوزاً إياها إلى الغاية من النص وإلى المقصد منه .
"القرآن هو البوصلة القرآنية التى ستنتشلنا من الضياع والتشتت، وتدلنا فى رحلتنا الطويلة إلى حيث أراد الله لنا"
المعجزة القرآنية تعتمد أساساً على"استنهاض العقل" من سُباته، وأن يعلن ثورته على السائد بكل مظاهره المتعددة، ابتداءً من الشرك إلى مظاهر الاستغلال والقهر الإجتماعي، وهو ما لم يكن موجوداً في المعجزات الحسية للرسل السابقين والتى اعتمدت وبشكل أساسي على "إعجاز العقل"، و نتيجة لهذا العجز يتم التسليم والانقياد التام من قِبَل الشهود لصاحب المعجزة، وبالتالي التصديق بقضيته الأساسية وهي التوحيد وطاعة الرسول غالباً.
و بالنظر للخطاب القرآني وطريقته في تشكيل العقل المسلم وطريقة تفكيره نجد أنه يرتكز على أربعة محاور هى :
▪︎ أولاً / التساؤل
التساؤل في الخطاب القرآني اعتمد على نموذجين هما: إبراهيم و موسى عليهما السلام، وفي كلتا الحالتين يأتي الجواب الإلهي بصورة عملية بليغة - الطير الذي يعود إلى الحياة والجبل الذي يندك - وهما مثالان على أجوبة إلالهية لتساؤلات وشكوك انسانية على ألسنة الرسل ..
والقرآن يوجه الإنسان إلى التساؤل دائماً مثل :
(أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَتْ▪︎وإِلَى السَّمِآءِ كَيفَ رُفِعَتْ▪︎وَإِلَى الجِبَالِ كَيفَ نُصِبَتْ▪︎ وَإِلَى الأَرْضِ كَيفَ سُطِحَتْ) ولكنه في الوقت نفسه ينهى عن التساؤل الغير جاد، التساؤل بقصد التشدد في الأوامر الدينية والتركيز على تفاصيل التفاصيل والتساؤلات التي تدخل في مضمار لم يصمم العقل الانساني للدخول فيه - الذات الإلهية - فكل هذا منهي عنه ويسير بنا إلى هوس بني إسرائيل بالأسئلة المسيئة - كما في قصة البقرة - التى تقتل روح القضية وجوهرها بالتركيز على شكليات وتفاصيل لا أهمية لها.
▪︎ثانياً / البحث عن الأسباب
الخطاب القرآني دائماً ما يثير انتباه المسلم إلى العلاقة بين الأسباب والمسببات حوله في الطبيعة والغاية الإلهية المرادة بذلك، ومن الأمثلة على ذلك :
(وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ )
(وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)
فالخطاب القرآني يركز على تفصيلين هامين هما : الغاية و السبب، ويطلب من الفرد المسلم أن يضعهما نصب عينيه.. فالعقل القرآني هو ذلك العقل الذي يرتكز على السببيه، ويتمسك بها جوهراً للنظر إلى الكون وظواهره وعلاقاته حيث هناك سبب في كل شيء و وراء كل شيء وداخل كل شيء، فالعقل القرآني هو أداة لاستخلاص النتائج وربط الأسباب بالمسببات .
▪︎ ثالثاً / الإيجابية
يدعو القرآن دائماً إلى الصبر في مواجهة اليأس والخوف والقدرة على التغيير والعمل وهو " الصبر الإيجابي "، فبعد الإحتقار الطويل والمتوارث للعمل وخاصة اليدوي عند قريش، جاء الخطاب القرآني ليرفع منه إلى درجة عظيمة يضاهي به واحداً من أهم محاور الخطاب القرآني وهو الإيمان نفسه - فالإيمان والعمل الصالح لازمة قرآنية تكررت حوالي ٥٠ مرة - وكانت هذه خطوة حاسمة في تأصيل الإيجابية وغرسها في عمق العقل المسلم فنشأت طبقه جديدة من المؤمنين يستشعرون أهمية العمل بعد ما كان متروكاً للرقيق والعبيد وصغار الناس وهو ما سبب هزةٌ للمفاهيم الجاهلية .
▪︎رابعاً / الحس المقاصدي (أو الفكر المقاصدي)
كل شيء في هذا الكون له مقصد وغاية وحكمة وكل تشريع نزل له مقصد وغايه حتى العبادة التي تبدو في ظاهرها مجرد طقس تعبدي لكنها في الحقيقة تأخذ أبعاد أخرى، أبعاد ذات مقاصد اجتماعية و اقتصادية شديدة الوضوح والفاعليه .
فكل أركان الإسلام شُرِعت في سورة البقرة والتي هيمنت عليها وعلى تسميتها آية البقرة كأنها رسالة أنه " في كل ركن وفريضة تنتصب أمامنا بقرة بني إسرائيل وأنه من المهم أن نشيح النظر عنها صوب المقصد " .. ومن الأمثلة العظيمة على الفهم المقاصدي عمر بن الخطاب عندما أسقط حد السرقه في عام الرمادة حيث تعامل بشكل مختلف عن حَرفية النص متجاوزاً إياها إلى الغاية من النص وإلى المقصد منه .
"القرآن هو البوصلة القرآنية التى ستنتشلنا من الضياع والتشتت، وتدلنا فى رحلتنا الطويلة إلى حيث أراد الله لنا"
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
البوصلة القرآنية.
Sign In »
Reading Progress
December 29, 2015
–
Started Reading
December 31, 2015
–
Finished Reading
July 29, 2020
– Shelved
October 30, 2021
– Shelved as:
مكتبتى
October 19, 2022
– Shelved as:
أحمد-العمري