ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة

Rate this book
لقد أدى هذا السلف العظيم مهمته على خير وجه، ها نحن نقف على محك مماثل وقد عرضت علينا أمانة تاريخية، فهل نحن حاملوها ؟ أمانة خدمة هذه اللغة وإثرائها وتجديد دمائها وعصونتها بحيث تكون لغة بحق: تعبر عن قضايا العصر وعلومه، وتسهم في بناء حضارة بسهم.

- مراجعات في فقه اللغه العربية
- أصل اللغة
- طبيعة اللغة
- منطق اللغة
- تغير اللغة
- خرافة قل ولا تقل
- تعريب العلم
- في الإصلاح اللغوي

422 pages, Paperback

First published January 1, 2016

14 people are currently reading
597 people want to read

About the author

عادل مصطفى

31books642followers
الدكتور عادل مصطفى طبيب نفسى مصرى معاصر
تخرج في كلية الطب، جامعة القاهرة، وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة في يونيو 1975.
تخرج في كلية الآداب، جامعة القاهرة، قسم الفلسفة، وحصل على درجة الليسانس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وكان الأول على دفعته طوال سنوات الدراسة.
حصل على ماجستير الامراض العصبية والنفسية من كلية الطب، جامعة القاهرة عام 1986.
شارك في ثمانينات القرن الماضي في تحرير مجلة (الانسان والتطور) التي كانت تصدرها دار المقطم للصحة النفسية.
حائز على جائزة أندريه لالاند في الفلسفة، وجائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة عام 2005.
قدم للمكتبة العربية ثلاثين كتابا في الفلسفة والأدب وعلم النفس والطب النفسي

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
23 (30%)
4 stars
35 (46%)
3 stars
11 (14%)
2 stars
4 (5%)
1 star
3 (3%)
Displaying 1 - 21 of 21 reviews
Profile Image for عبدالرحمن عقاب.
768 reviews975 followers
September 28, 2016
هذا كتابٌ على قدرٍ عالٍ من الأهمية والجدّة في طبيعة موضوعه، وفي أهمية الأفكار التي ‏يطرحه�. �
يطرح د.عادل مصطفى في كتابه هذا عددًا من المفاهيم اللغوية بشكل عام، كأصول اللغات ‏وحقيق� تميزها وتمايزها، وتطوّرها، وعلامات صحتها وحياتها، وكذلك علامات جمودها ‏وموته�. �
ويطبّق د.عادل هذه المفاهيم والقوانين على لساننا العربي، عارضًا لكثير من المغالطات التي ‏لابس� تكوّن اللغة العربية بشكلها المعروف، ((معجميًا ونحويًا)). والطرق التي سلكها أهل ‏اللغ� في هذا التشكيل والصياغة والتي لم تخلُ من أخطاء منهجية يعرض لها الكاتب ببراعة ‏ودقّ� وتفصيل. كما عرض لأثر الظروف السياسية والاجتماعية و الموالي في تشكّلها. �

ويعرض الكاتب لأهمية التعامل مع اللغة ككيانٍ تطوّري بطبيعته، ويحذّر من تجميدها وخنقها ‏باس� المحافظة عليها. �
غير أنّي أرى أنّ الكاتب لم يستطع طرح نموذج بديل متكامل وعملي لإنقاذ العربية بما ‏يتواف� مع تطوّرها الطبيعي ضمن الإطار الزمني الراهن. بل وقع في مجمل كتابه بما يشبه ‏التناق� بسبب غياب هذا النموذج الواضح. وقد يُعذر الكاتب على هذا! فليس الأمر بالهيّن ‏السهل� ولا بالذي قد يُنال بالتعقل والتفكّر الفردي.�

ولاشك أن ما يطالب به الكاتب يصل بنا إلى حالة من السيولة اللغوية، أو اللغة السائلة (باستخدام مصطلحات باومان). وقد أشار الكاتب إلى هذا اللفظ في آخر الكتاب.

كما أنّ الكاتب لم يعرض بما فيه الكفاية لمركزية (القرآن) كحاضرٍ ثابت علميًا وثقافيًا، ‏بالإضاف� إلى قداسته وألوهية مصدره، عند الحديث في تطوير وتطويع وإعادة تشكيل ‏وتدري� العربية. وهذه النقطة بالذات تحتاج إلى مزيد من البحث غير المنحاز، والتفكّر ‏بإبداعي� وبأسلوبٍ عملي. �
أرى أنّ في أفكار الكتاب ما يستحقّ العناية من كلّ أديبٍ وكاتب لأنّ فيه تحريرًا من كثيرٍ من ‏القيو� التي تعيق إبداعه. كما يستحقّ العناية من كلّ عالمٍ ومهتمّ بالإرث العربي اللغوي ‏لأن� فيه توضيحًا لتهافت كثير مما بدا من المسلمات والميزات والحقائق !! �
Profile Image for علا.
Author4 books151 followers
Read
September 2, 2017
بالنسبة إلى المحافظين من دعاة الحفاظ على اللغة العربية، قد يُعتبر هذا الكتاب بمثابة الاجتراء على المقدس. في هذا الكتاب، ينزل الدكتور عادل مصطفى العربية من برجها العاجي، ويخرجها من قدس أقداسها المحرم على العامة والذي يحتكره النحويون والمختصون منذ قرون، بدءًا من التساؤل حول الطريقة التي نشأت بها، وكيفية جمعها ما يُعتبر صحيحًا وفصيحًا وما هو عامي مبتذل غير مقبول، بل ويشكك في النحاة أنفسهم الذين قاموا بجمع الروايات اللغوية وتقديمها على أنها العربية السليمة التي نطق بها العرب. بهذا، يفتح الكتاب المجال لعقل القارئ للتساؤل والشك، ويبعده عن نطاق المحرمات، فالعربية لغة كسائر اللغات، لم تنزل من السماء فتكون معصومة من التغير والتبدل وإنما نشأت اصطلاحيًا بما تعارف عليه الناس، وعليه فهي خاضعة للتغير مع اختلاف الأزمنة والأمكنة. كما يتطرق الكاتب إلى علاقة اللغة بالفلسفة، وكيف أثر افتتان العرب بالمنطق الأرسطوي إلى تجميد اللغة وتأخرها عن مواكبة العصر. ثم يتطرق إلى مواضيع أكثر تخصصًا تتعلق بالمنطق اللغوي، ويسهب في تبيان أشكال التغير اللغوي مع أمثلة وافية تدعم حجته التي يقوم عليها الكتاب وهي أن اللغة كيان حي دائم التجدد والتطور، مما يجعل لها معاييرها الخاصة بها من حيث الصواب والخطأ فيها. ويفرد الكتاب فصلًا كاملًا للتعريب، ويشدد على أهمية تعريب العلم وكونه وسيلة لا بد منها لإحياء اللغة وتجديدها وإعادتها إلى مكانتها السابقة التي أثبتت جدارتها بها قبل قرون حين كانت العربية لغة العلم والأدب. من هنا يخلص الدكتور عادل مصطفى إلى استنتاج مهم، وهو أن العربية ليست عاجزة، فلا يمكن للغة أن تكون عاجزة أو قاصرة إلا إن كان المتكلمون بها عاجزين عن استخدامها، فاللغة في النهاية هي ما يحملونه في عقولهم من فكر ومعارف. بل إن للعربية مزايا ليست لغيرها من اللغات السائدة الآن والتي تعتبر لغات علمية عالمية، وهو إذ يقر بصعوبة العربية إلا أنه يعزو تلك الصعوبة إلى ثراء اللغة العربية، فتكون الصعوبة ثمنًا زهيدًا مقابل المزايا التعبيرية والبيانية والموسيقية الناتجة عنه. ولا يكتفي الكاتب بطرح المشكلة بل يقترح حلولًا للإصلاح اللغوي، إصلاح يوفق بين الفصحى والعامية المتنافرتين منذ قرون، لا بتذويب الفصحى في العامية بشكل يؤدي إلى اندثارها وتحولها إلى لغة مقتصرة على رجال الدين والأكاديميين فقط، كما يحذر أنصار المذهب المحافظ في اللغة، بل بتقريب العامية من الفصحى وتقريب الفصحى من العامية بحيث تنتجان معًا فصحى ثالثة هي اللغة التي نفكر فيها ونتحدث بها ونتعلم بها، لحل مشكلة الإزدواجية اللغوية التي جعلت الفصحى لغة غريبة مقتصرة على الكتب، بل ومحط سخرية من أبنائها في بعض الأحيان. الكتاب مرجع مهم وقراءة ممتعة لأي شخص مهتم بقضايا اللغة بشكل عام، وباللغة العربية بشكل خاص.
Profile Image for Anas.
202 reviews132 followers
March 30, 2021
كتاب: مغالطات لغوية
لمؤلفه: عادل مصطفى
البلد: مصر 🇪🇬
صدر عام: 2016

.

=====

لم أتردد لحظةً في قراءة هذا الكتاب فور أن علمتُ بوجوده، كيف لا وقراءتي لكتابه "المغالطات المنطقية" كانت من أفضل تجاربي القرائية وأكثرها إمتاعاً وإفادة؟ ليس على المستوى العلمي فقط بل حتى على المستوى الأدبي.

"مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة"... عنوان موحٍ بوجود مشكلة لغوية ما، وأسئلة تحتاج إلى إجابات، وأشياء في النفس قد يُحجم عن ذكرها اللسان، وقلقٍ لغوي يرخي بظلاله على حلمات التذوق للعربية وأسلوب الكتابة بها.

كيف نقرأ ما كُتب بالعربية؟ وبأي أسلوبٍ نكتب العربية؟

هل نكون أفضل خدمةً للعربية لو مِلنا كل الميل نحو لغة التراث العتيقة مديرين ظهورنا لكل أسلوب حديث؟ أليست أساليب اللغة الحديثة، بجمالياتها التي لا تُنكَر، شاهدةً على مرونة العربية وقدرتها على التكيف مع متغيرات العصور؟ ما الحد الفاصل بين احترام ثوابت اللغة وتطويرها بما يتلاءم مع مستجدات العصر؟ ما الضرر من بعض "الأخطاء الشائعة" حين يقع إجماع شامل على فهم معناها؟أيُّما أفضل: خطأ مشهور أم صواب مهجور؟ هل نعرِّب الألفاظ الأجنبية ونخضعها لقوالب العربية أم نبحث في قواميسنا التراثية عن أصولها اللفظية رافضين أي تعريب؟ ما موقفنا من العامي الفصيح؟

لماذا نستشعر نغماً جميلاً محبباً إلى النفس في بعض التراكيب العربية المخلخلة نحوياً، في حين تبدو بعض التراكيب "الصحيحة" ثقيلة منفِّرةً تستشعر النفسُ نقصَ شيء فيها أو زيادته؟

أسئلة كثيرة طالما شكَّلت عندي حالة نفسية سمَّيتُها "القلق اللغوي"، على غرار "القلق الفلسفي"، وطالما انعكست بآثار لها على استقبالي لما أقرأ، وأسلوبي فيما أكتب، فجاء هذا الكتاب برداً وسلاماً، وبلسماً مداوياً لأكثر أعراض ذلك القلق، بل أستطيع القول بأن الكتاب "أنقذني" من مزالق كثيرة كدتُ أقع فيها، بل إني وددتُ لو أعدتُ كتابة كثير مما كتبتُ على ضوء ما استفدتُه من سطور هذا الكتاب الذي أخذ بيدي أخذاً رفيقاً، وأعادني إلى فطرتي اللغوية الأولى، إلى تلك السليقة الصافية المتحررة من الأغلال النحوية الثقيلة.

* التضخم اللفظي في اللغة العربية:

وصف الكاتب العربية بأنها لغة جسيمة هائلة الجِرم، لكنه وعلى خلاف الكثيرين لم يفاخر بهذه الضخامة بل انتقدها، وكان انتقاده مبنياً على بحثه في أصولها وأسبابها الراجعة إلى عصر التدوين المتأخر نسبياً؛ فبعد أن اختلط العرب بغيرهم إثر الفتوحات الإسلامية حصلت لهم عُجمة بسبب تأثرهم بلغات الأجانب، لذلك انبرى أناس لتجميع مادة العربية لغرض حفظها من الاندثار، فارتحلوا إلى القبائل العربية المتباعدة، وقابلوا البدويين الذين لم تختلط لغاتهم بالمؤثرات الخارجية، ومضوا يأخذون عنهم ألفاظهم ويدوِّنونها على أنها "لغة عربية سليمة"، ومن ثمَّ حصل تراكم هائل في المترادفات، وفي غريب اللغة وحوشيِّها، وفي الأسماء المتعددة للشيء الواحد، والتي ترجع في الواقع لاختلاف لهجات القبائل.

لقد نشأ بعد ذلك وهمٌ بأن العرب كانوا بالفعل يعرفون مئات الأسماء للأسد والسيف والناقة، لكن الواقع أن أسماء الأسد والسيف والناقة تعددت بتعدد القبائل العربية وتباعدها، وأن لكل قبيلة لهجتها الخاصة التي تشترك وتختلف مع غيرها، وأما وجود لغة عربية شاملة لكل الألفاظ المعجمية، حيث كان عرب زمانٍ ما يتكلمون بها كلَّها فهذا شيء لا وجود له إلا في بعض الأوهام.

يرى الكاتب أن التضخم اللفظي قد أضرَّ باللغة ولم يخدمها، بل إن له شواهد من اقتباسات تراثية تدلُّ على أن عرب القبائل ربما تفطَّنوا لأغراض الرواة الذين يختلفون إليهم لأخذ اللغة عنهم، وربما أكرموهم بالمال أو نحوه، ولما أحسوا بولعهم بالغريب فربما اخترعوا لهم ألفاظاً يرضونهم بها ويستدرُّون كرمهم، مما قد لا يكون له أصل أساساً.

* اللغة العربية بين التوقيف والاصطلاح:

عرض الكاتب لنظريتين محوريتين حول نشأة اللغة؛ التوقيف والاصطلاح.

يرى أصحاب نظرية التوقيف أن اللغة وحيٌ منزَّل من السماء، أنها مخلوق إلهي دال على عظمة الله، وأنْ ليس على الإنسان إلا أن يتأمل فيها بديع صنعه (يستدلون على ذلك بقوله تعالى: "وعلَّمَ آدم الأسماءَ كُلَّها"). وأما أصحاب نظرية الاصطلاح فيرون أن اللغة اختراع بشري لا يختلف في شيء عن العادات والتقاليد، وأن الألفاظ اللغوية لا تعدو أن تكون صوتاً نطق به إنسان قديم ما ليدلَّ به على شيء، ولما فُهم عنه وقع "اصطلاحٌ" على ربط الدال (العلامة اللغوية) بالمدلول (الشيء المسمى).

هذا الاختلاف ليس نظرياً فحسب كما يبدو عليه، وليس من باب الترف المعرفي، بل تترتب عليه آثار فكرية ملموسة، ومواقف لها تأثير مباشر على وضعية اللغة في كل مرحلة من مراحل التطور التاريخي. التطرف في الاعتقاد بنظرية التوقيف سيقود حتماً إلى الجمود اللغوي ورفض أي تطوير، بل قد يصل إلى اتهام المجددين للغة بفساد العقيدة وسوء الطوية، وكذلك فالمغالاة في اعتقاد الاصطلاح قد تلغي أي احترام للغة العربية، وقد تنحو بأصحابها إلى إسالتها ومحاولة تذويبها تمهيداً للقضاء عليها.

بوسع الإنسان بطبيعة الحال أن يتبنى موقفاً وسطاً بين التوقيف والاصطلاح، قد يكون جزءٌ من اللغة وحياً إلهياً حقاً عُلِّمَهُ آدمُ عليه السلام، وقد يكون جزءٌ منها ناتجاً عن الاصطلاحات البشرية، كما أن نظرية التمثيل الصوتي "الأونوماتوبيا" تبدو وجيهة حقاً في ��لتأصيل لكثير من الأفعال التي تبدو مطابقة للأصوات الطبيعية الصادرة عنها، لكن تعميمها على اللغة كلِّها مجازفة وتكلُّف يرفضه العقل.

لا غرابة في أن الكاتب كان أكثر ميلاً نحو نظرية الاصطلاح، لأنها أكثر توافقاً مع نظرية التطور التي يصدِّق بها، وأبعد عن الغيبيات التي تعارض مناهج التفكير المادية المسيطرة عليه، لكن ذلك الميل لم يجنح به -والحمد لله- إلى امتهان اللغة ومحاولة تذويبها، بل لقد أبان رغم ذلك عن احترام عميق لها، وتعظيم لفصاحتها وقدرتها على البيان، وأقر بتفرُّد جذرها الثلاثي العجيب وتفوقها من معظم الوجوه على كافة اللغات الأخرى.

* التضخم النحوي في اللغة العربية:

لعل كثيراً من المدافعين عن العربية في أيامنا هذه يلجؤون إلى قواعدها النحوية باعتبارها دليلاً على عظمة اللغة وعلو شأنها، وربما نحا بعضهم إلى المغالاة في تخطئة التراكيب وفي "قل ولا تقل"، دون أن يعلموا أنهم بمنهجهم هذا واقعون في تناقض كبير، وأنهم يدافعون عن العربية من منطلق غير عربي.

كان العرب القدماء يتكلمون العربية بالسليقة، إذ هي اللغة التي فتحوا عليها أعينهم ورضعوها مع حليب أمهاتهم، وكانوا يستشعرون أنغامها بفطرتهم، وينظمون الشعر على السجية دون أن يعرفوا بُحوره وأوزانه. ثم جاء في العصر العباسي أناس من الموالي، من غير العرب، فأخضعوا العربية لبحث علمي تجريبي اعتمدوا فيه على المنطق العقلي الأرسطي (وهو غير عربي المصدر)، فاكتشفوا بذلك أوزان الشعر وبحوره، ووضعوا قواعد النثر، وصار للعربية إهاب من القوانين واضح المعالم، من شأنه أن يعصم المتكلم بها من اللحن، وأن يقوِّم الألسنة والأقلام في زمن صارت فيه مهددة بالغزو اللغوي الخارجي.

لقد كان خليقاً بعلم النحو أن يظل في موقعه الطبيعي خادماً للغة، لكن الذي حدث أنه تضخَّم وتعملق وتغوَّل، ثم كبَس على جسم اللغة خانقاً إياها، قاطعاً أنفاسها، فكاد يتركها جثة هامدة محنَّطة لا حراك بها. صار الفرع أصلاً، ووُضعت العربة أمام الحصان، وأمسى النحو حاكماً للغة بدل أن يكون محكوماً بها، وهكذا تولَّدت اختلافات شتى وحروب لغوية ما كان أغنانا عنها، وبتطاول الأزمان توهَّم كثيرون أن حفظ اللغة لا يكون إلا بالتشدد في القولبة النحوية، فكانت النتيجة ظهور دعوات ظاهرُها حماية اللغة وباطنُها تحنيطُها، والتحنيط لا يكون إلا لميت.

يعتقد غلاة النحويين ومن لفَّ لفَّهُم أن اللغة العربية كائن ثابت على حال، وينبغي له أن يظل ثابتاً على ما كان عليه في نقطة محددة من التاريخ (ما هي بالضبط؟!)، فهم يرفضون أي ابتكار في الاشتقاقات اللغوية، فضلاً عن تعريب الألفاظ الأجنبية، ثم إنهم بمغالاتهم في التدقيق اللغوي وتنطُّعِهم فيه يكادون يخطِّؤون كل عبارة، وبإخضاعهم اللغة للمنطق وقعوا في الركاكات وأوقعوا الناس فيها.

هذا واللغة كانت ولا زالت سائرة في دربها، مرنة تتكيف مع كل وضع، وتتطور بتطور الزمان، غير خاضعة لشيء إلا لنواميس الطبيعة التي لا مبدِّل لها.

الروح العربية الحقيقية تقبل التطوير وتستوعبه، وأما علم النحو فقصارى ما يرومه أن يحيط بكلام العرب الفطري، ثم إنه يعجز عن ذلك فيتحوَّل عجزُه إلى تضخُّمٍ مرَضي في القواعد، وتناقضٍ فيها، وحروبٍ نحوية لا فائدة منها، وقد ضرب الكاتب مثالاً على ذلك بمفهوم "الضرورة الشعرية" الذي ينكره، باعتبار أنْ لا ضرورة في الشعر، وأنه ما من لفظ نطق به شاعرٌ إلا وكان بوسعه أن يستبدل به غيره، لكن الشعراء من العرب الأقحاح كان لهم سلطانٌ على اللغة، وهم إذا وضعوا في منظومهم ما يبدو أنه مخالف لقواعد النحو فالأصل ما وضعوه، وليس على النحو إلا أن يسمع ويطيع، وإلا كان فعلهم شبيهاً -مع الفارق طبعاً- بمن يخطِّئ بعض آيات القرآن الكريم بحجة أنها تخالف هذه القاعدة النحوية أو تلك (وفي القرآن "إنَّ هذان" و"حتى يقولُ الرسولُ").

إن عظمة اللغة العربية كامنة في مدى مرونتها وقابليتها للتطور، وأيضاً في فطريتها وانسيابها، لذلك ينبغي تذكير غلاة النحويين وأتباعهم بأن تحنيط اللغة العربية بحجة الدفاع عنها هو منهج غير عربي الروح، تماماً كما أن النحو وإن كان عربي المنشأ فهو غير عربي المآل، واللغة الفصيحة أغنى منه وأرحب.

* نماذج من تصحيح الصحيح:

عرض الكاتب عدة نماذج مما شاع مؤخراً من تصحيح الصحيح، أو على الأقل من تخطئة ما له وجه يسوِّغه في اللغة، وذلك رداً منه على من أسماهم "هواة قل ولا تقل"، والذين قال عنهم في أكثر من موضع من كتابه: "يوشك هواة (قل ولا تقل) أن يغادروا الناس وهي لا تقول ولا تقول".

كثير من تلك التخطئات الشائعة جاء نتيجة الغلو النحوي، وأيضاً نتيجة إخضاع اللغة إلى المنطق بشكل مبالغ فيه. نعم للغة منطق، لكنه منطق خاص قائم بذاته، ولا يوافق بالضرورة المنطق العلمي المادي الصارم، المنطق الأرسطي الذي يُمكن أن ننسبه إلى اليونان قديماً أو إلى الغرب حديثاً، لكنه حتماً ليس المنطق العربي. وقديماً قال الجاحظ: "للعرب إقدامٌ على الكلام، ثقةً بفهم المخاطَب من أصحابهم عنهم".

نعم إن العربية تعتمد على الاستعارة والمجاز، وعلى الجناس والتضاد، وعلى اللمحة الخاطفة، والومضة الساحرة، وعلى التلويح والإشارة، وعلى التحوير والحذف، وعلى ما وصفه الكاتب بـ "تفجير أكبر طاقة من المعاني بأقل كتلة من الألفاظ"، ومن ثمَّ لا تعود المعالجة المنطقية مسعفة دائماً بل لعلها تثقل اللغة بأجسام دخيلة عليها، وما أكثر العبارات التي يتمُّ تصحيحها منطقياً ونحوياً، فإذا بها ركيكة ثقيلة تمجُّها الأسماع وتنفر منها النفوس، ولذلك قال الكاتب: "لكي نفهم الظاهرة اللغوية فإن علينا أولاً أن نتعوَّذ من وَسواس المنطق".

النماذج التي أوردها الكاتب:

- مُتحف / مَتحف؟
- تقييم / تقويم؟
- نفس / عين؟
- هام / مهم؟
- تخرَّج من المعهد / تخرَّج في المعهد؟
- زوج / زوجان؟
- منسوب الماء / مستوى الماء؟
- يسري الحكم / يجري الحكم؟
- استضاف / أضاف؟
- استبدل القديم بالجديد / الجديد بالقديم؟
- اعتدَّ بنفسه؟
- انطلى؟
- رغم / على الرغم / بالرغم؟
- الرئيسي / الرئيس؟
- جيب؟
- لعب دوراً؟
- قناعة؟
- هل كذا أم كذا؟ / هل كذا أو كذا؟
- بمثابة؟
- كرَّس تكريساً؟
- حار / احتار؟
- بواسل / بسلاء؟
- كلل / كلال؟
- نوايا / نيات؟
- صدفة / مصادفة؟
- مستديم / مستدام؟
- المباشَر / المباشِر؟
- مُفاد / مَفاد؟
- تساءل / سأل؟
- ساهم / أسهم؟
- داهم / دهم؟
- أعتذر عن الحضور / أعتذر عن عدم الحضور؟
- نلعب في الوقت الضائع / نلعب في الوقت بدل الضائع؟

وأختم بمثال طريف لمتنطِّع زعم أن عبارة "ممنوع التدخين" خاطئة، وأن صوابها "التدخين ممنوع"!

* اللغة العامية والازدواج اللغوي:

ليست العامية بالضرورة مظهراً من مظاهر الانحطاط اللغوي، بل ما العامية إلا شكلٌ من أشكال التطور الطبيعي، والتلقائي، للغة الفصيحة. وهو تطور لا مفرَّ منه لأنه لصيق بالناس في أحوالهم الاعتيادية وحيواتهم اليومية.

لم يفرض أحدٌ على الناس قواعد لغاتهم العامية، وإنما ابتُكرت أساليب الكلام العامي عن طريق أشكال من الاقتصاد اللفظي والذهني، عبر إلغاء الإعراب وتسهيل الصرف، وعبر حذف بعض الحروف والكلمات أو إدغام بعضها ببعض. ثم إنها رغم تحررها من القواعد الفصيحة تؤدي مهمة التواصل على الوجه الأكمل، بل لقد انتهت إلى أن تكون لها جمالياتها الخاصة التي يعرفها الزجَّالون وكتَّاب كلمات الأغاني، والتي تجلَّت كذلك في الأمثال الشعبية التي لم تزل تتناقلها الأجيال كابراً عن كابر.

لا معنى على الإطلاق لمعاداة العامية من حيث هي لغة تواصل طبيعي، ولا سبيل بالطبع إلى إزالتها أو إلغائها، بل على العكس من ذلك، ينبغي تأمل العامية تأملاً عميقاً، فهي ليست لغة تخلَّقت من العدم، بل ما من لفظ عامي إلا وله أصل ما في اللغة، العربية أو غيرها، علمه من علمه وجهله من جهله. تتيح لنا العامية أن نتحسَّس نبض الأعماق، وأن نفهم عن الناس بعيد شجونهم، وربما أفادتنا في العربية الفصحى إفادة عظمى حين تحملنا ألفاظها على البحث في المعاجم، ويا للدهشة حين نكتشف أن جلَّ ما ننطق به بعاميتنا ما هو إلا فصحى تحوَّرت.

لم تتطور العامية ولم تشِع إلا لأنها تسهِّل التواصل، وتقتصد في أدواته، ولها دون شك مستوياتها الصوابية الخاصة، وبوسع الأدب بطبيعة الحال أن يعمل على سدِّ الفجوة بينها وبين الفصحى عبر التقريب بينهما، وعبر استيعاب الألفاظ العامية الموافقة للقوالب الفصيحة، وبذلك تصير العلاقة بين العامية والفصحى علاقة إفادة متبادلة دون عداوة ولا بغضاء، كل هذا مع مراعاة أنَّ لكل مقام مقالاً، وأن لكلتا اللغتين مجالاً حيوياً تنشط فيه بحيث لا ينبغي أن يقع بينهما تداخل واصطدام (الفصحى في الحياة اليومية مستحيلة، والتفاصح مع العوام وخيم العواقب، كما أن السرد الروائي بالعامية جريمة أدبية يجب أن يعاقب عليها القانون).

* لغتنا العالية، لغة العلم والأدب:

"إذا كانت اللغات جميعاً لغاتٍ تمشي فإن العربية لغةٌ تطير".

ختم الكاتب كتابه بفصول بديعة في الانتصار للعربية والاعتزاز بها، مؤكداً على أنها لغة العلم، وأن تعريب العلوم ضرورة ملحة لتحقيق التقدم المنشود.

يقول الكاتب: "يسيء الظنَّ بالعربية من يخشى على العربية من لغة العلوم. العربية لغة شديدة المرونة هائلة الجِرم تتطور من داخلها، تهضم العلم ولا يهضمها العلم، وكل ما يتمُّ في العربية من ترجمة أو تعريب هو رصيدٌ يضاف إلى العربية ويثريها، ويفتق فيها عوالم جديدة، وينقل إليها أجواءً ومناخاتٍ مغايرة، ولا ضير البتة من أخذ اللفظ الأجنبي كما هو وتعليمه العربية، أعني تعريبه، أي تطويعه للمقتضيات الصوتية والصرفية للغة العربية، بحيث "يستعرب" ويصبح عربياً ونكاد ننسى أصله الأجنبي".

العربية لغة ساحرة بكل تفاصيلها، بحروفها التي تحمل الفتح والضمَّ والكسر والسكون، وبما يضاف إلى تلك الحروف من المُدود وبما يُحدث ائتلافها من الأصوات المتناغمة. تُضمُّ الحروف إلى الحروف والكلمات إلى الكلمات، فإذا بآفاق من المعاني مترامية الأطراف لا يحدُّها البصر.

العربية لغة تستوعب كافة المعاني، وتهضم كافة الألفاظ من سائر اللغات، صالحةٌ لكل زمان وكل مكان، ومحفوظةٌ بحفظ الله لكتابه العزيز.

لقد أبان الكاتب في خاتمة كتابه عن انتماء عربي عميق واعتزاز بالعربية لا أنكر أني دهشتُ له، لما أعرفه عنه من التأثر الواضح بالفلسفات الغربية المادية، لكنه في كتابه هذا كان جريء الطرح مستقلَّ الشخصية، وقد خاض في مواضيع قلَّما تُطرح في ساحتنا الأدبية هذه الأيام، معتمداً في ذلك على المنطلقات التالية:

- الرؤية الوسطية للغة العربية، والتي تجمع بين البعد عن التقديس المفرط الذي يؤدي إلى الجمود والتحنيط، وبين الاعتزاز العميق والصادق بالانتماء لهذا اللسان العربي المبين.

- محاولة إنقاذ اللغة من جناية النحو عليها، عبر الاستق��اء التاريخي لنشأة التزمت النحوي وتطوره، وكيف انتهى إلى أن يصير منهجاً دخيلاً على اللغة خانقاً لها.

- التأكيد على رحابة اللغة وتسامحها، ومرونتها الشديدة واستيعابها للتعريب والاشتقاق، وأن كل إضافةٍ إلى العربية إثراءٌ لها.

- محاولة عقد الصلح بين العامية والفصحى، وأن تكون بينهما علاقة تبادلية دون طغيان إحداهما على مجالات الأخرى.

- التأكيد على ضرورة تعريب العلوم، وإخضاع المصطلحات العلمية الأجنبية للتعريب.

- الدعوة إلى التمسك بالعربية، والاعتزاز بها، إلى تعليمها وتعلُّمها، وإلى أن نعتبرها "جيناً" من جيناتنا، ومكوناً أصيلاً من ذواتنا وأرواحنا. بذلك لن نكون أذيالاً لغيرنا، نتنفَّج بلغتهم، ونقلدهم في حركاتهم وسكناتهم، وما عندنا أفضل مما لديهم.

(مغالطات لغوية) كتاب قيم جريء الطرح، بالغ الإمتاع والإفادة. كانت قراءته واحدة من أنفع تجاربي القرائية على الإطلاق، وأقول عنه كما قلتُ عن أخيه (المغالطات المنطقية): كتاب يجب أن يُقرأ ويُقرأ، وأن تعاد قراءته، وأن يصير مرجعاً يُرجع إليه...

#أنسسعيدمحمد
30/03/2021
Profile Image for أحمد فؤاد.
Author8 books797 followers
December 29, 2020
لم أقرأ من قبل كتابًا يتحدث عن اللغة العربية وقضاياها وتاريخها ومشاكلها مكتوب بهذه السلاسة. أبدع الكاتب د. عادل مصطفى في عرض وجهة نظره في بحثه المتعمّق والشائك عن اللغة وذلك بأسلوب ساحر جذّاب، ولغة فخمة جذلة لا تخلو من عذوبة.

يُمكنكم قراءة المُراجعة بشكل مُنسّق ومُطعّم بالصور على موقع "عالم موازٍ" على الرابط التالي -


يُبحر بنا الكاتب في بحر بحثه، منذ نشأة اللغة العربية من أرض جزيرة العرب؛ نجد والحجاز ومنطقة الفرات، ويوضّح بأسلوبه المُبسّط أصل اللغة ولهجاتها المختلفة والفصحى المُشتركة، وتاريخ جمع المادة اللغوية وظهور النُحاة بتعدّد مدارسهم، ودورهم في حفظ اللغة ثم دور المُتطرّفين منهم -النُحاة- في قتلها فيما بعد!

ويتعمّق بنا في بحثه فيثير في عقل القارئ عاصفة من التساؤلات تخص نشأة اللغة وأصلها إن كانت توقيفًا أم اصطلاحًا، وعن طبيعة اللغة وارتباطها بعلم المنطق، والتغيّر اللغوي اللازم من أجل إعادة الحيوية لها.

كما تطرّق إلى مشكلة ازدواجية اللغة بين العاميّة والفصحى، وأخيرًا أفرد فصلًا كاملًا � وهو أكثر الفصول قوة- عن تعريب العلم وأهمية هذا الأمر وخطورته.

لكنه لا يترك القارئ في حيرة من أمره وإنما يُبسّط الأمور ويفكك صعوبتها ويُدلّل على صواب بعض آرائه وعلى خطأ بعضها الآخر بشكل تحليلي ماتع؛ تغدوا معه الأفكار سهلة الفهم، خاصة أنه ربطها مع العلوم الإنسانية الأخرى مثل علم الاجتماع والنفس مُستشهدًا بالعديد من الكُتب والأبحاث وتقارير لمجامع اللغة العربية المختلفة ولعلماء أجلّاء من علماء اللغة. ولم يقصر استشهاداته على حقبة زمنية محددة، وإنما جمعها على امتداد مساحة زمنية تبدأ منذ نشأة اللغة وحتى عام إصدار الكتاب في 2010.

سيكون هذا الخيط وصْل ما بينك وبين الماضي فعُدْ إليه، عُد إلى نفسك؛ فلا شيء ينشأ من لاشيء، ولن يعتمد مستقبل أمرك إلا على ماضيك الذي كنتَ فيه، وحاضرك الذي أنت عليه. -أندريه جيد: ثيسيوس



يرى الكاتب أن اللغة العربية في الأصل ليست -بمعنًى ما- لغةً واحدة، بل هي المجموع الجبري للغة العربية المشتركة ولهجات القبائل الموثقة. وأنها بعد الفتوحات بسطت ظلها على أصقاعٍ متراميةٍ من الأرض، وقضت على لغاتٍ قديمةٍ فيها (كالسريانية واليونانية والقبطية � إلخ) بعد أن نُقِل إليها، بالترجمة والتعريب، عصارة هذه اللغات وخبرات أهلها الذين أَسلموا واستَعرَبوا؛ فصارت العربية في أدبها وعلومها نتاج كل هذه الأمم، وصارت، من حيث الرصيد العلمي والحضاري، مجموعًا جبريٍّا لعدَّة لغاتٍ عريقة! وأنَّها صِينَتْ، برغم التوسع الجغرافي، من التفتُّت إلى لغاتٍ منفصلة؛ بفضل كتابٍ جامعٍ وعقيدةٍ موحدة وعلماء أفذاذ؛ فامتد بها الأجل أكثر من سبعة عشر قرنًا من الزمن محتفظةً بأسسها ونحوها وجذرها الثلاثي، وهي مزية لم تُتح لأي لغة من اللغات.


كما عرض ثمار جهود النُحاة الحلوة وعواقبها المحمودة، إلا أنه تطرق إلى أخطائهم المثيرة للجدل، والذي تسبّب التطرّف فيها إلى انفصال النحو عن اللغة، خاصة بعد أن أصبح النُحاة من الأعاجم غير العرب، مما تسبب في خصومة ثقافية بين الثقافتين العربية (المُتمثلة في الشُعراء) والأعجمية (المُتمثلة في النُحاة)، ودلّل عليه بالصراع الشهير بين الفرزدق الشاعر وبين عبدالله بن أبي إسحاق النحويّ. وساق عدة أمثلة مثل رأي العقاد في أخطاء النُحاة في تخطئة الشعر العربي، ورأي د. علي الوردي بابتعاد القواعد النحوية بتعقيداتها المُتشعّبة عن السليقة مما جعلها قواعد اصطناعية.


إن لغةً لا تسقى بماء العلوم هي لغةٌ في طريقها إلى الموت. - د. خليل النعيمي



يسير بنا الكاتب بسلاسة في رحلة مُتعمّقة لنفهم التغيّر اللغوي الذي حدث للعربية على مر العصور، كما يناقش بشكل مُبسط ومنطقي لماذا لا يجب علينا الاهتمام كثيرًا بهوّس جُملة "قُل ولا تقُل" ذلك لأنها لا تراعي المستوى الصوابي للغة، مُبيّنًا متى تحديدًا يُمكننا أن تقول في اللغة "هذا خطأ" مُستعرضًا الأسباب الأساسية مثل اللحن وعدم القياس والاستناد إلى الأفصح، وعدم وجود اللفظة في المُعجم ورفض المولَّد. وتناول الكثير من الأمثلة من تصحيح الصحيح أو من الأخطاء المشهورة والتي ليست أخطاءً في نظره، أرفقها بتبريرات وإثباتات حاول أن يكن فيها محايدًا.

وضّح أيضًا أن سدّ الفجوة بين العامية والفصحى لا يكون باحتقار العامية، بل بمهادنتها واسترفادها، ورصد فصيحها وترويجه وإدراجه في مناهج التعليم، حتى يأنس النشء بلغتهم التي يدرسونها ولا يعودوا يحسون في دراسة الفصحى أنهم يتعلمون لغةً أجنبية.

لكن الفصل الأهم في نظري كان فصل "تعريب العلم" بوصفه ضرورة قومية وعلمية ونفسية ولغوية، واعتبر التقاعس عن التعريب هو انتحارٌ جماعي بشع، وتخلٍّ عن أمانةٍ تاريخيةٍ علينا أن نحملها ولا نشفق منها. بل ورأى أن التعريب هو حل حاسم في مواجهة الإرهاب.

نقرأ في هذا الفصل كيف قام الاستعمار بتحويل التدريس في مدارس الطب من العربية إلى الإنجليزية عام 1887 في مصر، وتلتها لسوريا عام 1890، وذلك بعد ربع قرن من تدريس الطب والصيدلة والعلوم الطبيعية الأخرى بالعربية بمستوى راقٍ ومرموق، مما تسبّب في انحدار اللغة العربية في البلدان العربية، ونتج عن ذلك استعمار عقلي بسبب التبعية اللغوية، مما فاقم من عقد النقص تجاه الغرب، وزرع الشك والريبة في نفوس أبناء العربية بلغتهم. كل ذلك دون أن ينسى ذكر التحفظات والصعوبات على مسألة تعريب العلم.

التعريب شرط الحداثة والتغريب حياةٌ بالانتساب. -عادل مصطفى


التقاعس عن التعريب هو انتحارٌ جماعي بشع، وتخلٍّ عن أمانةٍ تاريخيةٍ علينا أن نحملها ولا نشفق منها. - عادل مصطفى




ينهي الكاتب كتابه بسؤال جوهري "هل العربية لُغة صعبة؟" - لكنه يرى أن السؤال الصحيح في هذا المقام هو: هل هي صعوبة مجانية؟ صعوبةٌ بلا مقابل؟!

الحق أنها إن كانت صعبةً فإنما هي الصعوبة الناشئة عن الثراء. أو كما يقول:

أنت مع العربية بإزاء وحشٍ خرافي جسيم، لو أمكنك أن تروِّضه وتستأنسه لفعلتَ به الأفاعيل، هي ثروةٌ طائلة تركها لنا الأجداد سادة الأرض في تجليهم، ومن السَّفَه أن نتنازل عنها ببساطة.


كتاب مُغالطات لغوية � الطريق الثالث إلى فًصحى جديدة للكاتب عادل مُصطفى. كتاب رائع يحمل أفكارًا غاية في الأهمية. صحيح أنه لم يُقدّم نموذجًا بديلًا لإصلاح العربية إلا أن مثل هذا النموذج -في رأيي � لا يُمكن أن يُقدّمه فردًا واحدًا. غير أن قيمة هذا الكتاب تكمن في عُمق توضيحه للمشكلات وأصولها ومقارنة المذاهب المختلفة فيها بأسلوب سلس جذّاب.

أنصح بقراءته بكل تأكيد

الكتاب متوفر بشكل مجاني على موقع هنداوي على الرابط التالي:



يُمكنكم قراءة المُراجعة بشكل مُنسّق ومُطعّم بالصور على موقع "عالم موازٍ" على الرابط التالي -


تقييمي 5 من 5

أحمد فؤاد
29 كانون الأول - ديسمبر 2020


Profile Image for أسدالدين أحمد.
Author3 books84 followers
November 13, 2017
إذا كان هناك ما يمكن بتسميته بأفضل كتاب قرأته هذا العام : فهو هذا الكتاب !
كان لي تجربة سابقة مع المؤلف في رائعته مغالطات منطقية والتي كتبها سابقا لهذا الكتاب
وحينما وقعت يدي على المغالطات اللغوية ذهب ذهني بالرجل إلا أنه غير متخصص يطوح باللغة يمينا ويسارا وهو مقتنع أن براعته في الفلسفة قد تجعله يفعل أي شييء ويكتب أي شيء!
وكنت ظالما
الكتاب هو بحث اكاديمي غاية في الدقة - وغاية في السهولة دون اخلال - ولو أن هناك بحث يمكن أن ارشحه إلى أحد العوام ، كان هو المغالطات اللغوية !
يسير بك الكتاب متعرفا على طبيعة اللغة ومنشأها وطرق سردها - يكشف العديدد من الأساطير التي زيفها الجميع حول اللغة - بل ويربطها في كثير من الأحايين بعلم المنطق ّ
مع ذلك يبقى اعتقادي أن هذا الكتاب لو وقع فى يد أحد اللغويين لسلق المؤلف بلسانه مالم يحمد عقباه من لفيف القول !
لقد استخدم الدكتور عادل مصطفى العقلية الطبية في تشريح جسد اللغة وتشخيص دائها ولم يقف عند هذا الحد بل وضع حلا - من وجهة نظري - هو حل نموذجي لمعظم المشاكل التي أوردها ..
نزيد على ذلك ثقافة الكاتب الواسعة وهوامشه الثقيلة التي هي من رأيي من أثقل الهوامش التي وضعت لكتاب - بل تفوق في ذلك مثلا هوامش الدولة المستحيلة لوائل حلاق والتي عبرّت عنها ذات يوم الدكتورة هبة رؤوف بأنها هوامش تستحق أن تُقرأ وحدها !
#مراجعات
Profile Image for Ali Ziraoui.
106 reviews52 followers
September 1, 2020
هذا كتاب غاية في الأهمية أنصح به و ببشدة ، من أهم الأفكار الواردة فيه :

اللغة ليست وسيلة تعبير و إنما قالب رؤية و صياغة و إحساس كالعين و القلب و اليد
اللغة العربية ميتة من زمان
اللغة العربية مجموعة لهجات مجمعة تلفيقا لا لغة واحدة
نشأة اللغة و طبيعتها
تمت منطقة النحو فساد التقعيد على حساب التعبير الحر الذي ينبغي أن يتلوه التقعيد لا أن يتلو و يخشى مخالفة التقعيد
شرعية اللغة الشيوع و الاستعمال لا التقعيد فالخطأ الشائع لما يزداد شيوعا يصير هو الصحيح
ازدواجيتنا اللغوية تجعل منا انفصاميين ما من مبرر لاستعداء العامية كذلك كانت اللغات الأوروبية مع اللاتينية
لا يوجد أي دولة في العالم تدرس العلم بلغة غير لغتها عدا دولنا العربية
Profile Image for الشناوي محمد جبر.
1,289 reviews325 followers
November 9, 2021
كثير من الكتب تقرأها ولا تخرج منها بشيء، ربما لأنك قرأت في موضوعها ما يشبهها فلم تجد فيه الجديد، وربما لأن الكاتب لا يملك أفكار جديدة أصلا يعالج بها أمراض مجتمعه، أو هو بالأحري يفضل الجبن علي مواجهة المجتمع بحقيقة مرضه، لذلك يستنيم إلي الكسل ويحول قراءه إلي مجموعة من الكسالي مثله.
لكن هذا الكتاب فيه جر|أة واضحة في عرض مشكلة الثنائية اللغوية التي بلينا بها، فهو من البداية امتلك الجرأة الكافية لتوضيح خطأ وقع فيه من قاموا بجمع اللغة العربية من مصادرها الأولي، فهو قد خلطوا بين مستويين للغة، مستوي لغة الشعر والذي يميل بشدة إلي المبالغة والتحريف في المعاني لعرض الحقائق الوجدانية الشعورية، ومستةي آخر وهو مستوي النثر، وفيه يلتزم الكاتب بالحقائق الموضوعية التامة لذلك يبقي بعيد عن المؤثرات النفسية وتهويمات الشعراء. قام العرب الأوائل بجمع المادة اللغوية من المصدرين، واعتبروا أن الشعر ديوان العرب وبالغوا في مع أصل اللغة من الشعر حتي وقع من قاموا بوضع قواعد اللغة في لكثير من الحيرة والاستطرادات اللغوية والتفريعات الكثيرة التي كان يمكن تجنبها لو اقتصر جامعوا اللغة علي لنثر فقط دون الشعر، كماأن الجامعين لم يميزوا بين لهجات العرب ولم يعتبروها لغات قائمة بذاتها، لذلك كثرت أسماء الشيء الواحد كثرة مفرطة.
مشكلة أخري وقع فيها واضعوا القواعد هي أنهم انطلقوا من موقف يري أن اللغة توقيفية وليست اصطلاحية اتفاقية بين الناس، لذلك غابت عنهم فكرة التطوير في اللغة مما جعلها جامدة خامدة لا تكاد تلبي حاجات العصر المتغيرة.
فصول عديدة في الكتاب كلها تدل علي جرأةواضحة في معالجة المشكلة وكلها تدل علي اطلاع واسع من المؤلف.
Profile Image for ميس مرقبي.
16 reviews1 follower
November 17, 2022
الإداء:
"إلى الأم الجليلة الجميلة الأزلية.. مصر،
وقد نال منها الوهن والشحوب،
داعيًا الله أن يُهوّن عليها آلام المخاض."

أستمتع عندما أقرأ كتابًا معاصرًا باللغة العربية ويكون بهذا القدر من الوعي والدقة والمنطقية، وهو ما يحدث عادةً عندما أقرأ لدكتور عادل صادق.
كتاب سلس خفيف رغم ثقل معلوماته، فتح لي بابًا واسعًا على علوم اللغة العربية وطبيعتها.
يطرح بعض القضايا التي أجد نقاشها ضروريًا كالعامية والفصحى أو كتعريب العلم، أعطى حلولًا ومفاهيم واقعية وقابلة للتنفيذ.
لست مختصة بأي فرع من فروع العربية أكاديميًا، لكني بدأت بطرق أبوابها، وجاء هذا الكتاب في الوقت المناسب جدًا.
يستحق القراءة مجددًا بكل تأكيد.
Profile Image for Giselle Odessa.
293 reviews
February 22, 2019
يتحدث الكتاب عن اللغة العربية بحياد، عن الصعوبات التي تواجهها الفصحى في وقتنا الحاضر، عن فئة كبيرة من النحويين الذين يصرون على جعل اللغة صعبة و متحجرة، و عن اتجاه أغلبية العرب نحو العامية أو اللغات الأجنبية.
يعرض الكتاب كذلك بعضاً من الأخطاء اللغوية و يقدم عدة حلول ممكنة لإنقاذ الفصحى.
Profile Image for Alexand.
176 reviews7 followers
June 15, 2024
الاستاذ عادل مصطفى قال كل شيء في بحثه الي شيء واحد كيف نكون فصحى جديدة , وجدته بنفس الكتاب يتذبذ في بعض الفصول
يقول علينا ان نترك قواعد النحو القديمة و في بعض الفصول يشدد على جمالية النحو و علينا ان نتعلمه فالكتاب لا يقدم
فكرة واضحة نحو غير لا افهم حقيقة لماذا يوم نضع مصطلحات فصحى في العامية هل الشيء يعتبر تطور للغة العامية
هو يقول ان اللغة طبيعته ليست في الصوت او الكلمة في المعنى طيب ما الفرق بين العامية و الفصحى دام في كل الحالات سوف يتنزع صياغه الدلالي و سوف
تكون حية في مجتمعنا لم افهم هل الفكرة , اللغة الفصحى ميزته في قوانين النحو و البلاغة ليست في الكلمات نفسه من وجهة نظري
الكلمات متغيرة على حسب

الاستخدام و التداول و الكتاب مجرد استشهاد لا احب هل الطريقة في الكتب
Profile Image for Rua Al Shikh.
1 review
July 28, 2021
كتاب رائع يوضح أسباب الفجوة الكبيرة بين العامية والفصحى في لغتنا العربية اللتان تكادان تبدوان كلغتين مختلفتين..يقترح حلولا منطقية تبدأ بتعريب العلوم واثراء الفصحى بالتعابير الجديدة التي ولّدها عصرنا الحالي
Profile Image for محمد.
88 reviews3 followers
May 20, 2022
الكتاب هو شكوةٌ على تصلب اللغة العربية، و هو عتابٌ على من كان سبب في إيصالها لهذا الحال، و هو مطالبة بثورة معتدلة و منتصفة (طريقة ثالثة) للنهوض ضد هذا التشدد الذي فرض على هذه اللغة المرنة من قبل أناس نصبوا أنفسهم عنوة كحماة للغة و هم في الواقع يسيرون بها نحو موت محتم.

على الرغم أني أتفق مع التوجه المطلبي و الفكرة العامة للكتاب، إلا أن هناك بعض النقط المتفرقة و البسيطة التي لم أرتح لها، و لكون غالبية الكتاب هو استشهادات و اقتباسات من كتاب و مفكرين أخر فهذا يجعلني لا أعلم إن كان د.عادل نفسه يتفق مع هذه الآراء!؛ فهو قد قال في كتاب آخر له (هذا إن لم تخني الذاكرة و لم يكن كاتب آخر هو من قال ذلك) بأنه لا يمانع عرض وجهات النظر المختلفة و المتعارضة في كتاباته و جعل القارئ هو الحَكَم في أن يختار أي منها يراها صحيحة و أي منها يراها خاطئة، و سأعرض هذه النقط لاحقاً مع إعتراضات وجيزة مني لكن بعد أن أعرض أولاً ملخص لأخطاء النحويين القدامى، و يتبعه اقتباسات متفرقة من الكتاب بعضها هام و أخرى أعجبتني.

جميع الإقتباسات مأخوذة من النسخة الإلكترونية للكتاب من نشر "مؤسسة هنداوي".

أخطاء النحاة القدامى:

١- الخلط بين نوعين من اللغة:
"لقد أتخذت اللهجات تكأة في النحو العربي لكثير من التفريعات التي تتدارك على القاعدة العامة أو تنقضها تماماً، مما زاد من تعقيد النحو و صعوباته" ص ٢١.

شرح: اللغة تتفرع إلى قسمين، اللغات العامة (اللهجات) و اللغة المشتركة (الفصحى)، و الصواب هو التفريق بينهما، و الإعتراف بأن لكل منها مستواه المنفرد، و لكن النحاة أبوا ذلك و تعاملوا مع اللغة المشتركة الفصحى على أنها حاصل مجموع تلك اللغات العامة، و ذلك كان أحد أسباب تعقد قواعد النحو.

٢-الإعتقاد بأن العربية لا يتمكن منها إلا العربي:
"لكن قدماء اللغويين العرب كان لهم رأي آخر: فقد سيطرت عليهم فكرة أن الكلام بالعربية لا يستقيم لغير العربي، و كأن في الأمر شيئاً سحرياً هو سر السليقة العربية" ص ٢٤.

تعقيب: و هذا ما دعاهم للأخذ من أي عربي و لو كان طفل أو جاهل.

٣-عدم الأخذ في الحسبان تأثير الزمن على اللغة:
"و لا يخفى على القارئ، فضلاً عن دكتاتورية الزمان، أن هذا خلطٌ آخر: خلط عصور، فقد امتدت الفترة التاريخية للغة المجموعة حوالي خمسة قرون، و تعامل النحاة مع هذه المادة اللغوية على أنها تنتمي إلى نظام لغوي واحد" ص ٢٥.

٤-خلط ألفاظ اللهجات بعضها ببعض:
"و هذا أيضاً تعليل أسماء الأضداد، و ليس معقولاً أن القبيلة الواحدة كانت تسمي الأبيض و الأسود جوناً، و إنما هو من اختلاف لغات القبائل، . . . ، هناك ظاهرة عجيبة حدثت إبان جمع اللغة، و ذلك أن اللغويين بدءوا بجمع أكبر عدد من الألفاظ التي سمعوها عن العرب، . . . ، ثم أخذوا بعد ذلك يبحثون عن مدلولات هذه الألفاظ، . . . ، على حين أن الأمر الطبيعي هو أن يعرف الناس الأشياء ثم يبحثوا عن كلمات تدل عليها!" ص ٣٠.

٥-الإعتماد على الشعر في تقعيد القواعد:
"ذهب سيبويه إلى أن رواية الشعر أدق من رواية النثر" ص ٤٣.

رد: "يطبق علماء المحدثين على أن لغة الشعر، على دقة روايتها، لا يصح أن تكون المصدر الذي تستخلص منه قواعد لغة من اللغات" ص ٤٤.

٦-توهمهم وجود روابط بين الألفاظ و معانيها:
"وقع كثير من النحاة العرب في الغلو في خصائص اللغة، و ذهب بهم اعجابهم . . . بحيث تصورا ما لا وجود له إلا في خيالهم، . . . ، كانوا يؤمنون إيماناً قوياً بوجود مناسبة بين اللفظ و المعنى، أو رابطة عقلية منطقية بين الأصوات و مدلولاتها" ص ٧٣.

٧-الخلط بين مصطلحين مختلفين للتعليل:
"و منذ البداية يطالعنا خلط في استخدام النحاة لمصطلح التعليل نفسه! فهم تارة يستخدمونه للإشارة إلى طريقة عمل النظام اللغوي، . . . ، و تارة يستخدمونه بمعنى 'السبب الذي يجعل النظام اللغوي يعمل بالطريقة التي يعمل بها'، و هو المعنى الصحيح و القويم لكلمة التعليل" ص ٩٩.

٨- الإعتقاد بأن للقواعد غاية أسمى من إعتباطية العرف:
"أن استحواذ الفكر الغائي على عقول النحاة هو ما دفعهم إلى انتحال العلل و انتفاخ كتب النحو بلا مبرر" ص ١٠٤.



بعض الإقتباسات:

"أغلب ما أسموه ضرورة هو، ببساطة، خاص بالشعر" ص ٤٨.

"الشعر خروج منظم على قواعد اللغة، و الشعر ليس النثر مضافاً إليه شيءٌ ما، و لكنه هو المضاد للنثر، من هذه الزاوية فإنه يبدو شيئاً سلبياً تماماً كأنه شكل معتل للغة، لكن هذا العنصر الأول يتضمن عنصراً ثانياً إيجابياً هو أن الشعر لا يهدم اللغة العادية إلا لكي يعيد بناءها وفقاً لتخطيط أسمى" ص ٥١.

"مما سبق يتبين لنا حجم الخطأ الذي وقع فيه النحاة حين اعتمدوا في جمع اللغة وتقعيدها على الشعر بالدرجة الأساس، حيث كان ينبغي الاعتماد على النثر بوصفه اللغة السوية القياسية، ويبقى الشعر مستوى آخر من اللغة جديراً بالدراسة بحقه الشخصي وقد أدى هذا الخلط الأساسي إلى تضخم القواعد واضطرابها وتناقضها، وإلى ضروب أخرى من الخلط ما زالت الفصحى تعاني من آثارها وجرائرها إلى يومنا هذا" ص ٥٢.

"إن الكثير من فقهاء اللغة العرب كانوا يضمرون الاعتقاد في التوقيف و الاصطلاح معاً: أن الله صنع العربية على أكمل وجه وعلى النحاة الكشف عن حكمته فيما صنعه، وأن العرب صنعت العربية على أكمل وجه وعلى النحاة الكشف عن حكمة العرب فيما صنعته" ص ٦١.

"اللغة عرف و مجاز و لا تسلك دائماً مسلكاً منطقياً" ص ٨٧.

"وحين رأوا الخلل يتسرب إلى تقسيمهم من نواح عدة، بدءوا كعادتهم يحملون الكلام العربي ما ليس منه، ويتأولون من النصوص الصحيحة ما ليس بحاجة إلى تأويل أو تخريج، فإذا استعمل الماضي مكان المضارع قالوا لحكمة أرادها المتكلم أو الكاتب، وإذا استعمل المضارع مكان الماضي التمسوا في هذا نكتة بلاغية هللوا لها وكبروا" ص ٨٩.

"أوضح الفروق بين النفي اللغوي و النفي المنطقي أن نفي النفي ينتج الإثبات في المنطق، و لكنه من الناحية اللغوية ليس إلا تأكيداً للنفي!" ص ٩٠.

"الغرض من النحو في الأصل، و هو ما كان ينبغي ألا يخرج عنه فهم النحو، وضع أسس للأعاجم ليتعلموا العربية" ص ١٠٥.

"الإنسان يحيا بالتغير، الحياة لم تعط له لكي يحفظها، بل لكي يغيرها" ص ١١١.

"معظم كلمات المعجم في أي لغة لا يمكن أن تعزى إلى أصولها" ص ١٣٢.

"والحق أن العامية مغبونة، حتى في اسمها، الذي يومئ إلى تدنيها وسوقيتها، بينما هي في الواقع فصحى الحياة، ويغلب الاعتقاد بأنها انحراف عن اللغة المعيارية، أو تدهور لها أو فساد، بينما هي في أحيان كثيرة التطور نحو المرونة والسهولة والاقتصاد والنجاعة الاتصالية" ص ١٨٤.

"تعليم الأمة بلغتها ينقل العلم بكليته إليها، أما تعليمها إياه بلغة غيرها فأنه ينقل أفراداً منها إلى العلم" ص ١٨٥.

"لا تعشش الخرافة و تفرخ إلا في خراب لغوي" ص ٢٠٥.

"التشبيه وسيلة إيضاح لا برهان" ص ٢٣٨.

"الحق أن جميع الثقافات القديمة ذهبت إلى أن لغتها كانت هي اللغة الأولى، و كانت من صنع الآلهة" ص ٢٦٢.

"الكاتب بالعربية كالعازف على البيانو: لديه أكثر من اعتبار يراعيه في الوقت الواحد وأكثر من إصبع ينقرها في ذات اللحظة! إنه لأمر عسير وخطة صعبة، ولكنها صعوبة الثراء، صعوبة الجمال" ص ٢٧٠.


اختلافات و تساؤلات حول بعض النقط:

١-"ألست ترى أن 'على الرغم من' ليست أكثر من 'رغم' و قد تعكنت و ثقلت بلا مقابل دلالي يذكر؟" ص ١٥٧.

هو مجرد اختلاف في الذوق، لكني أرى الأولى أخف على اللسان من الأخرى، و أوضح في التفريق بين ما يسبقها و ما يتبعها، فالكلمتان الإضافتيان تعطيان الذهن المجال الكافي للإنتباه لحدوث تشعب في ما يقال له أو ما يقرأه.

٢-"لا تقل 'اعتذر عن الحضور' و قل 'اعتذر عن عدم الحضور'،. لأن عدم الحضور، أو الغياب هو المعتذر عنه، و ليس الحضور" ص ١٧٠ (المؤلف لا يتفق مع هذا التوضيح و يعارضه و يرى أن 'أعتذر عن الحضور' هي الأنسب).

و أنا أخالف المؤلف و أتفق مع هذا التوضيح، و الصراحة أن هذه العبارة قد حيرتني سابقاً لسنوات عديدة بتركيبتها الناقصة و المبتورة، و حاولت جاهداً أن أخمن لها معنى يتناسب معها كما هي، غير مدركاً نقصانها، و لذلك أرى أنها يجب أن تقال كاملة لكي لا يلتبس على أحد مغزاها.

٣-"تعبير 'يلعب في الوقت الضائع'، و نعلم جميعاً أن الصواب 'يلعب في الوقت بدل الضائع'، بعد تدخل المعالجة المنطقية للمسألة، و إفسادها لجمال التعبير الأصلي 'في الوقت الضائع' الذي نحس له وقعاً شعرياً مؤثراً" ص ١٧١.

لا أظن أني سمعت أحداً يخبرني من قبل أن المباراة تلعب في 'الوقت الضائع'، فالذي أعرفه و أستخدمه و أرى الجميع حولي يستخدمه هو 'الوقت بدل الضائع'، و هو الأصح، و لا أراه ينقص أي شاعرية أو جمالية بهذه الصيغة، و أن كان رد المؤلف هو أن السياق هو الذي يسمح بهذا التهاون في الإيضاح و هو الذي يتكفل بإيضاح المعنى الكامل، فأن السياق الأشمل، أي مشاهدة مباراة، تتكفل بتجاهل الشعرية و الجمالية (أن وجدت!) لكون لا مكان أو أهمية لها في خضم جريان حدث رياضي.

٤-"الصحيح أن الفرق هو بين لغة الأدب و لغة الحديث، أما الفرق بين لغة الكتابة و لغة الحديث في اللغات الأجنبية فمعدوم أو كالمعدوم" ص ١٧٥.

أنا لا أجيد من اللغات الأجنبية سوى الأنجليزية و قليل جداً من العبرية و اليابانية، لكن الذي أراه يستخدم في الكتابات الأدبية و الجادة يختلف كثيراً عما يستخدمه الناس للحوار في منتديات الإنترنت أو ما أسمعه في البرامج و المسلسلات أو حتى الفيديوهات العامة التي ينشرها الناس شخصياً، و لا أعتقد أن شخص ريفي قادر على قراءة كتب الأدب بسلاسة أو أن يفهم مفرداتها و مصطلحاتها أو أن يحلل تراكيب جملها المعقدة.

٥- في الصفحة ١٩٣ يعرض تجربة للدكتور عبد الملك عبد الرحمن، قام فيها بتدريس مادة الكيمياء في جامعة دمشق باللغة العربية، و قام بفعل المثل في القاهرة و لكنه درسها بلغة أجنبية، و النتائج كانت أن الدمشقيين حصلوا نتائج أفضل من القاهريين، و لكن أليست هذه حالة منفردة؟، و ما يدريه أن كان السبب في هذا الفارق في النتائج هو اللغة التي درس بها، و ليس عامل آخر، مثل ظروف الطلبة العائلية أو المدرسية، أو حتى أسس بنيوية عميقة كأختلاف تدريسهم الأساسي أو ثقافتهم العامة، فهذه فروق يجب أن تأخذ في الحسبان، و يجب تكرار التجربة عدة مرات و تحت تحكم في الظروف المختلفة و ملاحظتها للتحقق من السبب الحقيقي.

٦- تقول الأستاذة مديحة دوس"كيف يمكن لطفل في السادسة أو السابعة أن يحصل على معلومات علمية بلغة أجنبية لم يكن قد اكتسبها بعد؟، هل يمكن أن يصل إلى المعلومات فهمه و إدراكه من خلال لغة لا يملك منها إلا عناصرها الأولية؟" ١٩٣-١٩٤.

و من قال أن الطفل يجب أن يبدأ مباشرة بتلقي العلوم بلغة أجنبية من دون معرفتها أصلاً؟، فالمعروف أن تعليم اللغات الأجنبية في المدارس يتم تدريجياً، تماماً كما تدرس العربية، أولاً الأساسيات مثل الأبجدية و الأرقام و جهة الكتابة، و من بعدها الكلمات و المفردات، و من ثم تراكيب الجمل و النحو، و هذا يستمر لعدة سنوات يقوم فيها الطالب بتعزيز لغته بإطلاعه على مواد يلاقيها في بيئته تتضمن شكل من مما تعلمه و يتدرب بشكل عفوي عليه، كالأفلام أو التعليمات و الماركات المطبوعة على علب المنتجات أو ما تحتويه الألعاب الإلكترونية.

٧- في الصفحة ١٩٥ يناقش أن سبب تخلف المتعلمون من العرب الذين يدرسون بلغات أجنبية هو عدم قدرتهم على التعبير بلغة غيرهم، فلا يستطيعون المناقشة بوضوح، و لكن هذا غير الواقع الذي أراه، فالحقيقة هي أن المتعلمين الذين أصادفهم قادرون على التعبير سواء باللغة العربية أو بالأجنبية، هذا أن واجهوا من يفهم و يتكلم هذه اللغة الأجنبية، و أما إذا تحاوروا مع أناس لا يتقنون سوى لغتهم المحلية فعندها أتفق مع النقطة.

٨- في الصفحة ١٩٧ في عرضه لإحدى وجهات النظر المشككة من إمكانية التعريب، يناقش د.فؤاد زكريا أن الفرق بين التعريب في الماضي و الآن هو أن في الماضي تم تعريب علوم ثابتة و قديمة متواجدة بين أيديهم، و الآن العلوم المراد تعريبها في تطور مستمر وبين أيدي الأجانب و هذا يشكل عقبة، و لكن أليست هذه العلوم نفسها يتم ترجمتها للغات الأخرى دون مشقة، كاليابان و الصين و روسيا؟، و د.عادل تطرق لجزء من هذه النقطة في مكان آخر في الكتاب عن أن نجاح هذه الدول (لم يقل الصين) يعزى لترجمتهم العلوم الأجنبية للغاتهم المحلية، و لذلك لا أعتقد بأنه يتفق مجملاً مع وجهة نظر د. فؤاد.

٩-"أن نعرب العلم يعني أن نعلمن³� العربية" ص ٢٠٤.

في هذه الجملة سخرية واضحة، ففي نفس الجملة التي يطالب فيها بالتعريب لتسهيل الفهم، أحتاجَ إلى إضافة هامش لتوضيح المراد بالكلمة المعربة، ألا و هي العلمنة، بأنها مأخوذة من العلم science و ليس العلمانية secularism!، و هذه إحدى مشكلات كثرة الإشتقاقات و التي في موقع آخر من الكتاب (ص ٢٢٠) تغنى بها علي عبد الواحد الوافي الذي رأى بأنها مدعاة للإعتزاز و يجب التفاخر بها من كثرتها.

١٠- في الصفحة ٢١٤ يقارن بين حرية تصرف الإسرائيليون في لغتهم العبرية التي أعادوا إحياؤها منذ قرن، و بين تصلب اللغة العربية، و لكن هذه المقارنة فيها ما يجعلها غير صالحة، فلغة منسية هي لغة سهلة في أن تشكلها كما تريد بحكم بُعد الذاكرة و إنفصال الإتصال، على عكس اللغة العربية التي لم تنقطع أبداً و أنما أستمرت في تدحرج مستمر، جعلت الكثير يتشبث بمقودها كلٍ يريد أن ينقذها من الهاوية.

١١- في الصفحة ٢١٨ هناك مبالغة في المدح للغة العربية بحكم كونها كانت قابلة لتقبل العلوم و ترجمتها من الهنود، و الفرس، و الإغريق (عن طريق السريان)، و تجاهل أن هذه اللغات أيضاً تناقلت علومها فيما بينها!، فالسريان هم من نقلوا علوم الإغريق للعرب، و الفرس هم من نقلوا علوم الهنود للعرب، فيجب إعطاء كل ذي حق حقه.

١٢- في الصفحة ٢١٩ يقول العقاد بأن العربية متمكنة من كل مخارج الأصوات دون نقصان أي منها!، و أن أصوات حروف مثل ڤ و پ و چ هي لا حاجة لها، و هذا غير صحيح، و إلا لما أختلطت هذه الحروف مع العربية و أصبحت تستخدم في كثير من اللهجات؟، و بالأمكان القول بأن حروف الحلق (ع و خ و ح) هي أيضاً لا حاجة لها لثقلها و صعوبة مخرجها و لبعدها عن حروف الأسنان مما يجعل بعض الكلمات التي توظف هذه المخارج معاً ناشزة.

١٣- في الصفحة ٢٢٤ يقول بأن إستخدام اللغة العربية لنوعين من الجمل (اسمية و فعلية) على عكس كثير من اللغات هو ميزة، و أنا أرى بأنه يمكن أن يكون ميزة أو عيب على حسب التوظيف، فهو يثقل و يؤخر المعنى المراد من الجملة في النثر، و يضطر المرء عندها أن يحتكم للمعنى من خلال السياق، و هو لا يكون ميزة إلا في الشعر و أنواع قليلة من النثر.

١٤-"ففي اللغة العربية صيغ للمبالغة تعطينا من مادة الفتح كلمة 'فتاح' بمعنى الكثير الفتح و المقتدر على الفتح على السواء، و لا مقابل لهذه الصيغة في اللغات الهندية الجرمانية إلا بأستخدام جملة أو عبارة مركبة من عدة كلمات" ص ٢٢٦.

Opener?.

١٥- في الصفحة ٢٣٢ في موضوع غياب مفهوم الكينونة to be في اللغة العربية، "لا تحتاج الجملة الخبرية فيها إلى أثبات فعل الكينونة، فنحن نقول في العربية، على سبيل الإخبار 'فلان شجاع'، دون حاجة إلى أن نقول: 'فلان يكون شجاعاً'".

و هل هذا غائب في اللغات الأخرى؟، فنحن لا نحتاج لأن نقول بالإنجليزية 'man is courageous'، أي بإضافة الكينونة، و يمكننا أن نقول عوضاً عنها 'courageous man'، هذه جملة خبرية تغيب عنها الكينونة.

١٦-"لنشجع حفظ القرآن، بغض النظر عن الديانة و بمعزل عن المسألة الدينية" ص ٢٤٨.

عذراً، لكن أليس هذا يتناقض مع كون لغة الشعر لا يقام لها مكاناً في تثبيت قواعد لغة السليقة؟، و أليس هذا أحد الأخطاء التي وقع فيها النحاة القدامى و الذين يعيبهم د.عادل؟.

١٧- يقول د.عثمان أمين "الفلسفة الديكارتية تجد و لا ريب سنداً لها راسخاً في مطالب اللغة العربية التي تفترض الوجود في الأذهان تحت كل فعل من أفعال العقل، و هي بهذا تقيم صدارة الفكر على كل ما عداه" ص ٢٣٤.

لا تعليق.

١٨- يقول لوي ماسينيون "و من هنا كان للعرب الفضل في استكشاف رموز الجبر و صيغ الكيمياء و المسلسلات الحسابية" ص ٢٣٤.

أيضاً لا تعليق، فالفطين يفهم الخطأ التاريخي في هذا الإدعاء.

١٩- يقول هنري لوسل "سير الكتابة العربية من اليمين إلى الشمال، و لكن هذا السير يبدو مطابقاً لحركة فيزيولوجية أكثر اتفاقلً مع الطبيعة" ص ٢٣٥.

و بعض الكتابات تسري من اليمين إلى الشمال، و في السطر التالي تسري بالعكس من الشمال إلى اليمين، أليس هذا يتجاوز الطبيعة و يصبح أفضل من استخدام إحدى الإتجاهات فقط بحكم سهولة قراءته و إراحة العين و الرقبة من عودتاهما المتكررة إلى اليمين مع نهاية كل سطر؟.

٢٠- أيضاً من ما قاله هنري لوسل "تقدم العربية أيضاً نسقاً من قواعد الإعراب بسيطاً و فيه قدر كبير من المرونة" ص ٢٣٥.

لا حاجة للتعليق، فالكتاب بأكمله هو رد.
Profile Image for Ragheb.
70 reviews22 followers
March 25, 2019
من الكتب المهمّة والجريئة والمنطقية والواقعية، كيف لا يتميّزبالمنطق ومؤلفه عادل مصطفى لديه كتاب (مغالطات منطقية) قد شرح فيه أغلب المغالطات التي يقع فيها الناس في حواراتهم
أقول إنّ المؤلف كان جريئًا للغاية بطرحه هذا لأنّه لا يجرؤ أحدٌ على نقد اللغة العربية بمثل ما فعل فمثلًا نقد الترادف الذي يعدّه معظم اللغويّون من ميّزات العربيّة الفريدة، ونقد العدد الهائل للأسماء لنفس الكائن وعرض نظريته لأسباب هذه الظواهر والمتمثلة في أخطاء منهجية أثناء جمع اللغة وتقعيدها
نقد طريقة صياغة القواعد واعتماد العلماء على الشعر كمقياس للتقعيد بينما رأى أنّ النثر هو المقياس وهو الوعاء الحقيقي للغة بينما يشوب الشعر التكلف والجوازات
تعرّض الكاتب لما يراه من أهم أسباب الفشل المنهجي في وضع القواعد واستنباطها وهو أنّ علماء اللغة العربية كانوا أعجميين فهم رغم إتقانهم العربيّة أشدّ الإتقان إلا أنّهم لم يتذوّقوها كما يجب أن يتذوّقها العربي
ولم ينسَ الكاتب التعرّض لتعريب العلوم وما يرافقه من شجون
يتمتّع الكاتب بثقافة واسعة حيث يذخر الكتاب بالكثير من الأمثلة من اللغات الإنكليزية والفرنسية والروسية إلخ
رغم إعجابي الشديد بموضوعات الكتاب إلا أني أعطيته أربع نجوم بدل خمسة لأنّ الكاتب حادَ عن نهجه في الكتاب ضمن فصل ميزات العربية فأنا لا أنكر أنّ للعربية ميزات عظيمة إلا أنّ الكاتب يبدو وكأنه أراد تلطيف الجوّ بسبب كثرة ما انتقد وجلب لنفسه العداء فأراد تخفيف وطأة الأمر واخترع ميزات استغرب صدورها منه بالذات مثلًا الجذر (ع،ل،م) اشتق منه عشرات الكلمات التي تختلف بحركات التشكيل تارةً وبأحرف الزيادة تارة ثمّ قال هل تتوفّر مثل هذه الميزة بباقي اللغات؟ ونسي أنّ الحرف العربي نعدّه حرفًا واحدًا بينما هو أربعة حروف بحسب حركته وهذا ما يشكّل عددًا كبيرًا من الاحتمالات الممكنة لتشكيل الكلمات
بينما في لغة ٍ مثل اللغة الإنكليزية للحرف حالة واحدة هي السكون فقط بينما يجب إلحاقه بحرفٍ صوتي في كلّ مرةّ نريد تشكيل كلمة حيث إنّه لا يوجد كلمة مكوّنة بالكامل من حروف ساكنة كما لا يوجد كلمة عربيّة جميع أحرفها ساكنة
Profile Image for Amr Fahmy.
Author4 books143 followers
August 21, 2020
فقط أتمنى ألا يسهب مؤلفو الكتب الداعية إلى تطوير العربية في المقدمات والدواعي إلى هذه الدرجة وأن يطالعونا بالحلول المقترحة قبل النهايات.
Profile Image for زينب.
269 reviews94 followers
February 4, 2022
بالأسفل اختصار بتعبيري لأهم النقط الواردة بالكتاب.

ملاحظة: لست مختصة لأحكم على دقة أو صحة ادعاءات الكاتب جميعها وإيرادي لها لا يعني أني أوافقها بالضرورة أو أني تأكدت منها.

أمور أدت لتضخم اللغة واضطرابها وتناقضها:

-اللغة العربية التي نعرفها اليوم عبارة عن تجميعة للهجات قبائل العرب، وهذا أحد أسباب وجود التناقضات والشواذ في قواعدها، وأيضا وجود أعداد متضخمة للمترادفات للمعنى الواحد.
-تم جمع اللغة بعد الإسلام اعتمادا على المرويات بشكل كبير
-تم الاعتماد على الشعر بشكل كبير والكلام الشعري مختلف عن الكلام العادي، وللتهرب من ذلك تم اختراع شيء اسمه الضرورة الشعرية

مشكلة النحو:
-ينتقد طريقة تفكير النحاة وتعاملهم مع قواعد اللغة حيث قاموا بتعقيدها دون طائل بدل تبسيطها.
-يدعي أن النحو قيض اللغة فأصبحت تابعة له في البداية النحو أسسه العرب ليسهل تعلم اللغة لغير العرب لكن استولى عليه الموالي وجعلوا العربية تابعة له لا متبوعة، وفجأة بدل أن يتحدث العرب بالسليقة أصبح واجبا عليهم اتباع قواعد النحويين الذين ينتقدون كلامهم وهم أصلا ليسوا عربا، والذين عقدو قواعد النحو وشعبوها فابتعدت عن البساطة والوضوح والسليقة الفطرية
-أغلب كلام العرب لم يصلنا لأنه لم تكن توجد كتابة في عصور ما قبل التدوين وحتى المعاجم لم تحط بكل شيء وهناك الكثير من كلام العرب غير موجود بها


مشكلة جماعة قل ولا تقل:
ينتقد جماعة قل ولا تقل، والذين عقدوا اللغة ونفروا الناس منها فكل شيء شائع وتعود الناس على قوله جعلوه خطآ، وكثيرة هي الأشياء التي لها وجه صحيح ومع هذا يعتبرونها خطآ.


مشكلة ازدواجية اللغة:
اختلاف لغة الكتابة عن لغة الخطابة سنة الله في اللغات يضرب مثالا باللاتينية والتي كانت لغة الكتابة بينما العامة يتحدثون بلهجاتهم المحلية، حتى اندثرت وحلت بدلها اللغات الأوربية الحالية. والآن اللغات الأوروبية لا تختلف عن اللغات المستخدمة في الكتابة، لكن سيأتي يوم وتحدث فجوة بينهم كما حصل مع الللاتينية. لكن كيف نقضي على هذه الازدواجية؟ لا نستطيع إجبار الناس على التحدث بالفصحى بدل العامية، ثم حتى لو استطعنا إجبارهم فكلامهم سيتطور مع الوقت شئنا أم أبينا وتظهر لنا عامية جديدة.

بينما العامية تافهة ولا تصلح أن تكون لغة أدب وعلم إلا لو قلنا أنها ستتطور مع مرور الوقت فتنمو وتتحول للغة الكتابة، لكن هن كل بضعة قرون نغير لغة الكتابة مع تغير كلام البشر؟ هل بهذا نفقد إرثنا الحضاري والإنساني واتصالنا به؟ ونفقد روابطنا كعرب تجمعنا لغة واحدة فنصبح لا نفهم على بعض؟ ثم في البلد الواحد عشرات اللهجات فأيها نختار كلغة للكتابة؟



مميزات اللغة العربية:
-أهمية الحركات الإعرابية في اللغة العربية والتي تعطيها مرونة فتأخير الفاعل أو تقديمه لن يؤثر في المعنى ما دام مرفوعا، بينما اللغات التي لا تمتلك هذه الخاصية مضطرة للحديث بقوالب جاهزة ويتعذر معها تغيير ترتيب الكلمات وإلا تغير المعنى. وإمكانية التأخير والتقديم في اللغة العربية يجعلها لغة موسقية ومرنة أكثر.


الحلول المقترحة بالكتاب لحل أزمة اللغة العربية وضعتها بالرابط التالي:


Profile Image for Ayman Radwan.
28 reviews17 followers
January 1, 2021
هذا كتاب مما يختلف فيه الناس بحسب الإحاطة بالقضية وفهم الإحالات ومواضع التفنيد مما أجمل الكاتب
يعرف قيمته من غاص فى تراث العربية وتحررمن العلاقة السطحية المتوهمة للصراع بين فصحى عالية وعاميات نازلة
فيعرف معنى اللسان واختلاف اللغات وقوانين الأصوات و يرى البلاغة فى اللغة حية لا الألعاب اللغوية والتعقيدات الفلسفية الصناعية التى تورثالبلادة وتميت اللغة
لغة الكاتب حادة فيها نوع من الغضب لعلها تناسب الاستعلاءالهوسى المضاد باللغة لتعويض الهوية الذاهبة
لكن حدته وميله للاختصار غوص كثيرا من مسائله بحيث يقرأه الشادى فلا يفهم مركزية القضايا ولا سر الترتيب الدقيق للمباحث ترتيبا يشبه عمل الأطباء فى محاولاتهم الوصول للتشخيص والعلاج
ومع سلامة الإطار النظرى فإن الكاتب لم يمتحن قواعده بالاستعمال الشعبى القديم فأوهم قراءه سذاجة الطرح
وإن كانت بعض هوامش الكتاب تصلح بحوثا مستقلة لما فيها من العمق والجدة
Profile Image for Omar.
65 reviews2 followers
May 11, 2023
تعتبر تلك هي بدايه قرائتي في علي اللغويات وما هو اقرب اليك اسهل واكثر موضوعيه في فهم موضوع ما ومن منا لا يجد صعوبه في فهم النحو واللغه العربيه هل تلك الصعوبه من صعوبة اللغه نفسها ام من الحول المعرفي والجمع النحوي الخاطئ من البدايه
ما هي اللغه السليقه وما هي اللغه المشتركه
خصائص اللغه المشتركه
طبيعة الكلمات منها المجاز وما يعبر عن الماده
تطور الكلمات بسبب تغير المفاهيم الحياتيه
هل اللغه وصفيه ام معياريه
اراء ابن الجني وابو حيان التوحيدي والمزني وادونيس وغيرهم في اللغه
جمع اللغه العربيه من السن اللهجات
ستتعلم من هذا الكتاب معلومه فلا تهمله فربما تتحقق نبؤة صاحبها يوما ما حيث نكتب بما نتكلم ونتكلم بما نكتب بعيدا عن الشطط والهزل الموجود في لغتنا الحالي
5 reviews
October 6, 2022
أعظم ما فى هذا الكتاب فصل تعريب العلم ثم مزايا العربية، فقد أبدع المؤلف فى إيصال فكرته وسرد الشواهد المقنعة فجزاه الله عنا كل خير.
Profile Image for mahmoud.
57 reviews20 followers
February 3, 2025
كتاب مهم وممتع في بعض الأحيان. يمكن طول زيادة عن اللازم في بعض الأماكن، ولكنه في النهاية كتاب مفيد.
79 reviews10 followers
June 28, 2021
أي محاولة لتعديل الفصحى هي جريمة لا تغتفر لأنه ستدفع بلا شك لتأثير على فهمنا والأجيال القادمة للقرآن والسنة وبالتالي تضعف الأمة في فهم ديننا وبالتالي تصبح أضعف

لماذا لا تتعايش الفصحى مع العامية وكأنهما لغتان منفصلتان؟
يتم تلقين الصغار الفصحى حتى تصبح سليقة لديهم مثلها مثل العامية، ثم تصبح الفصحى لغة العلم والعامية تبقى لغة الشارع
عدم إدراك الواقع والضغوط على العربية مشكلة بحد ذاته، قبل الاحتلال الأوروبي اللعين كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للمسلمين بكل دولهم، فإن ذهبت لأي دولة وتريد الحديث ستجد أن هناك نسبة ممتازة يحسنون العربية وتستطيع الحديث معهم، وأول ما فعله المحتلون هو القضاء على العربية، ولا زالوا حتى اليوم يضغطون سياسيًا لإضعافها، هم يدركون أن أول وسيلة تجمع الناس وتربطهم معًا هي وحدة اللغة والعقيدة، والمسلمين حققوا وحدة العقيدة وبقي وحدة اللغة
Profile Image for فاطمة م.نور.
177 reviews10 followers
September 23, 2017
على طول قراءتي لهذا الكتاب كنت أتذبذب ما بين الإعجاب به، والنفور من بعض الآراء التي فيه
لكن فصل التغير اللغوي كان ممتعا ومثيرا، غير أن لب الكتاب بالنسبة لي وما أحدث أثرا عميقا حقا وتوابع فكرية جعلتني أتمسك بهذه اللغة بشدة وأفكر كيف نصلح حالنا معها، هما الفصلان الثامن الذي تناول تعريب العلم وضرورة تلقي المعارف باللغة الأصلية لأي شعب، والتاسع الذي تحدث عن مزايا اللغة العربية
كتاب يستحق -وأوشك أن أقول يجب!- أن تطلع على هذين الفصلين فيه
جهد مشكور ورسالة سامية، فهل نتحرك؟
Displaying 1 - 21 of 21 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.