انطلاقا من فرضية أن أي سؤال يُطرح على مؤلف ما يتوجه في الوقت ذاته إلى المؤلفات المعاصرة له، فإننا في فسم أول عقدنا مُوازنة بين المقامات ونصوص من القرن الرابع (بعضها يكاد يكون معروفًا) ، وحاولنا، انطلاقا من هذه الموازنة، أن نستجلي عددًا من الأنساق التاريخية والجعرافية والاجتماعية والشعرية. وفي قسمٍ ثان، بحثنا في الأنساق التي كانت في الأصل من التلقي الذي خُصَّ به معاصرو الهمذاني وأعقابه المباشرون مقاماته. وينظر القسم الثالث، المخصص للحريري، في الأنساق القديمة للقراءة بالقياس إلى الأعراف الحديثة للقراءة. ونعتقد أنه آن الأوان للانكباب على المقامة التي ظلت أمدًا طويلًا معروضة في متحف يعلوها الغبارشيئًا فشيئا. ومن حين لآخر، كان يذهب سائحون أو مواطنون لتأملها نافضين برؤوسهم باستياء أو نافخين صدورهم بكبرياء. ماذا نصنع بالهمذاني والحريري؟ ونحن متفقون على أن هذه الأسئلة عسيرٌ حلها إذ نحن مورطون فيها. والحال إننا نعكف على درس أنفسنا حين نعكف على النص الكلاسيكي، والخطاب عن الماضي هو الآن في ذاته خطاب عن الحاضر.
Abdelfattah Kilito is a well known Moroccan writer. He was born in Rabat in 1945. He is the author of several books in Arabic and in French. He has also written articles for magazines like Poétique and Studia Islamica. Some of the awards Kilito has won are the Great Moroccan Award (1989), the Atlas Award (1996), the French Academy Award (le prix du Rayonnement de la langue française) (1996) and Sultan Al Owais Prize for Criticism and Literature Studies (2006).
يأخذك الناقد والأديب المغربي الأعظم في رحلة في السياقات الثقافية للمقامات منذ الهمداني ومرورا بالحريري ووصولا إلى مجموعة سرود من التراث العربي قل من سمع عنها
كتاب عظيم كعادة كل كتب كيليطو أفكاره متفردة وأصيلة تماما لقد حاول كيليطو تحديد معنى المقامة والأسباب التاريخية لنجاحها في القرن الرابع والأنساق الثقافية التي قامت عليها وعلاقتها بأنواع أخرى من تراث الأدب
انقسم الكتاب لثلاثة أقسام: في القسم الأول عقد كيليطو موازاة بين المقامات ونصوص من القرن الرابع وحاول من خلال هذه الموازاة أن يستجلي عددا من الأنساق التاريخية والجغرافية والاجتماعية والشعرية وفي القسم الثاني بحث في الأنساق تلقى بها معاصرو الهمذاني مقاماته وفي القسم الثالث الذي خصص للحريري نظر في الأنساق القديمة للقراءة بالقياس إلى الأعراف الحديثة للقراءة
ربما للمرة الأولى لا يمكنني كتابة مراجعة تفصيلية لكتاب من كتب كيليطو لكنه كان كتابا مدهشا ودسما وكثيف الأفكار ولا يمكنني تجميع أفكار معينة حوله حتى الآن
ماذا أصنع بالمقامات؟ توخّت الدراسة مقاربة الاستشكال استنادا إلى تمفصلاته المزدوِجة حينا داخل النص ذاته وحينا آخر في سياقه الثقافي (العنوان الفرعي للأطروحة: السرد والأنساق الثقافية). تجاوز الباحث الخطوات الكلاسية المرتبطة بإنجاز رسالة لنيل شهادة الدكتوراه "الشق النظري/ الشق التطبيقي" إلى الاشتغال في ضوء مقاربات مفهومية: الكذب، العاكس والانعكاس... بالموازاة مع الإقامة في النصوص الكبرى: المقدسي، القفطي، الشريسي، ابن بطلان... ولا غَرْوَ أنها جميعا قد مهَّدت لبُروز هذا (النوع) الأدبي في الأدب القرسطوي العربي. يتنقَّلُ الباحث بكيفية حثيثة تضمن سلامة الأدلّة التي يبنيها وكذا القدرة على بناء نموذج واصف ومفسِّر، الأمر الذي يضمن الإحاطة بالمقبول والمنبوذ وامتحان الوضعين داخل مُمْكِنِ المُحَدِّدات النّصّيّة ذاتِها. لا تكتُب الدراسة خارج قراءات الدّارِس، بل انكتبَت بها، ما مكّنَها من مصداقية معرفية كافلة لنتائجِها. الصدور عن أطروحة نظرية سالفة لا يشغل الدارس بقدر ما تناديه القراءة بوصفها فعلا يتجاوز حدود التنظير ما فتئت تستعصي عن كل سعي إلى حصرها في مُعطى مجرَّدٍ.
المقامات السرد والأنساق الثقافية .. عبدالفتاح كيليطو .. المغرب ..
هو كتاب مترجم عن الفرنسية للكاتب كيليطو .. هي دراسة تحليلية للمقامات.. مقامات الهمذاني .. ومقامات الحريري .. فيشرح الكتاب مقامات الهمذاني والحريري .. ويحللها ويقارنها بكتب أخرى ..