أنثى النار رواية اجتماعية نفسية تدور أحداثها حول فتاة تعاني من مرض نفسي يسبب الكثير من المتاعب لها ولمن حولها. تناقش الرواية قضايا نسائية تؤرق العالم العربي.
عشت معها يومين، بدأتها بثرثرة نسائية مزعجة، تفاصيل دقيقة تصف الصورة بعناية، لغة سلسة، سهلة التناول، بسيطة السرد.. حوارٌ فصيحٌ ممتع، تكتب نهى بأريحية كبيرة، تمتلك لغة قوية، تدلف للقلب دون عناءٍ، فنسمع ما يسمعه الأبطال، ونرى ما تراه، ونشعر كما يشعرون. شخصيات الرواية الرئيسة نساء، تفاصيلهن، أوجاعهن، خوفهن، غيرتهن، كرههن، غيرتهن الحارقة. يظهر الرجل كوميضٍ ما يلبس أن يختفي، هو موجود في عقول وقلوب النساء، يحركهن بالسلب أو الإيجاب. الشخصيات مرسومة جيدًا، بكل تفاصيلهم.. استخدمت الكاتبة الاسامي الدلالية لكل شخصية، فنجد (جذوة شخصية نارية، طائعة شخصية تطيع زوجها، مهيضة شخصية تبتعد عن التمرد، ذكاء الأخت الذكية، فتنة الأخت الجميلة، ثري الشاي الغني) كل الاسامي على هذا المنوال، في البداية لم استسغ هذه الاسامي، لكن مع مرور الوقت تعايشت معها. أميل أكثر للواقعية؛ فالقدر لا يهدي الاسماء وان كان المثل يقول لكل واحد نصيب من اسمه، قد تكون هذه مدرسة الأديب الإنجليزي ديكنز، حيث ان بعض اسماء ابطاله دلالية كستيفن بلاك بول في رواية أوقات عصيبة والذي كانت نهايته في حفرة فحم سوداء. شر جذوة بطلة الرواية كان طفوليًا في البداية، تسرق عطر ابنة خالتها مثلًا، ثم تتطور مع تطور الأحداث ليكشف عن نفسية مريضة.. تحرق السعادة، وتغرق قوارب الحب. لكنك لن تكره جذوة، ستشفق عليها، ستجدها نتيجة لتربية خاطئة، ومجتمع عنصري، يقيّم الآخرين وينسى نفسه، لن تكرهها أبدًا، ستحترق من الداخل مثلها، وتبكي عليها في نهاية الرواية. جاء السرد بسيطًا كما قلت، وان تداخل صوت الراوي العليم في بعض الأوقات، إلا أنه تدخل محمود بعض الشيء.. لكن في صفحة 146 قطع السرد جزء تقريري مباشر، من أول "أراد أن يمتلكها برضاها.. حتى وهما يحبان نفسيهما أكثر من حبها لبعضهما" فهمنا كل ذلك من خلال السرد والحدث، لم نكن نحتاج أبدًا لهذا الجزء. في بداية الرواية جاءت جملة "ذاهبة أنا، ونوري لاحقني" يجب استخدام فعل المضارع (يلاحقني) حيث أن ذاهبة تفيد الاستمرارية لا الماضي. وأيضًا في الفقرة الأولى تحول السرد من المثنى لجمع المؤنث دون داعي، وأيضًا بصفحة 208 جاء مقطع بالمذكر ويجب تأنيثه.. وهي أخطاء كان يمكن تداركها في فترة التصحيح، في الحقيقة أشفق على الكاتبة، فنون التأنيث متعبة جدًا في الكتابة. رغم أني لا أحب هذه النوعية من الأعمال الأدبية، إلا أن نهى شدتني إلى عالم روايتها، فجعلتني على مدار يومين أرى شخوص الرواية يحومون حولي، أهتم لأمرهم، وأشعر بما داخلهم. جريئة هي نهى، تتناول المرأة من منظورٍ قل تناوله، ضجيج رؤوسهن، تخطيطهن، أوجاعهن، ونيرانهن التي تحرق. ما زرعناه نجنيه، فانتبهوا لما تزرعون؛ فأنثى النار لا تموت، تبعث كل مرةٍ في صورةٍ جديدة، تبعثها كلمة لا تُلقون لها بالًا، وتعيدها نظرةٌ عابرة؛ فانتبهوا. سعدت بقراءة العمل أخيرًا، لم تخيب الرواية ظني؛ فنهى كاتبة مميزة، تملك أدواتها، وتنمي مهاراتها، مبروك يا صديقتي على العمل المميز، ويارب من نجاحٍ لنجاحٍ. أحمد سعيد #نيجور
لستُ، مع هذه الرواية، قارئًا عاديًّا. ولا هي معي رواية عاديّة. فكاتبةُ الرواية هي شقيقتي. وما أصعب أن تقرأ لمن هو قريبٌ إليك هذا الحدّ! فأنت، مع هذا القريب، تكون ناقدًا قبل أن تكون قارئًا. تحلّل كُلَّ عِبارة. وتتصيّد كُلَّ عَثرة. وتحاول جدّ المحاولة أنْ تصدُقَ الرأيَ في النّهاية.
عِشتُ مع هذه الرواية في كلِّ شخصيّأتها. رأيتُ فيهم أناسٌ أعرفهم وأعايشهم في حياتي. عشتُ مع وَهم (رزان)، وشعُرتُ بألم (جذوة)، وتفهّمتُ موقف (راجية) في معالجتِها لحالةِ ابنتها. عشتُ مع ربّ البيت الذي لا يفعل شيئًا في منزله سوى مشاهدة التلفاز وإعطاء الأوامر. عشتُ مع كل هؤلاء. رأيتُ في صفحات هذه الرواية الواقع الحقيقي الذي نعيشه ونراه كلّ يوم. رأيته بتفاصيله الدقيقة، وبنظرة شاملة بعيدة.
كما لفت نظري بساطة اللغة في هذه الرواية (على عكس العمل الأوّل: أرواح شفّافة). وحقًا كانت هذه البساطة أنسب تناولٍ لأحداث مثل هذه الأحداث. كما كان عمقُ اللغة في العمل السابق هو أنسب تناولٍ لأحداثٍ كتلك الأحداث.
ولكنّي، على الرغم من هذا، لي على هذا العمل مأخذَين اثنين:
أولًا: الرواية مليئة بالأخطاء النحوية أو الإملائية. وأعيبُ، في هذا الخطأ، على دار النشر التي تكفّلت بطبع الرواية أكثر ما أعيبُ على الكاتبة. فلا شكّ أنّ الكاتبة لها نصيب من المسئولية، ولكن ليس كل كاتبٍ أو فنّانٍ مصوّر ضليعًا في اللغة وقواعدها. وهذا دور التدقيق اللغوي التي يجب أن تقوم به الدار. ولهذا الخطأ انتقصتُ نجمةً من تقييم الرواية.
ثانيًا: أنّ لي رأيٌ شخصيّ في طريقة تناول الواقع من حولنا. ومسؤولية الكاتبُ نحو قرّائه. فأنا أرى أنّ الكاتبَ مسئولٌ تمامًا عمّا يتسرّب إلى العقل الباطن للقارئ من مشاهد ومبادئ طوال قراءته للرواية. على الأقل أن يبنيَ الكاتبُ في ذهن القارئ النموذج الذي يريده أن يكون عليه. فإن كان هناك نموذجًا سيئًا فليكن هناك نموذجاً إيجابيًا يعادله أو يطغى عليه. وقد رأينا هذا المثال مع (فُتنة) فقط، ولم نره مع السبع نساء الأخريات. (توضيح: ظلت فتنة تتعذب بسبب ما فعلته تقريبًا ثُلثي الرواية). ولكنّي لم أنتقص نجمة بسبب هذا الأمر. لأنّي لا أرى لنفسي الحقّ في أن أقيّم الكاتبة بطريقتي أنا في التناول. وإلا لكتب كلُّ الناس بطريقة واحدة، ولم يعد الأمر فنّاً
في النهاية: ليس للكاتب شرفٌ أكبر من شرف أن يعيش القارئ معه فيما يكتب. وأن يندمج مع سطوره ويفهمها جيدًا. فإن فعل هذا، فقد أدّى غرضه من الكتابة. فمهمّته أن يُدخل القارئ إلى عقلِه. لا أن يُعجَبَ القارئُ بما يراه في عقله. وقد فعلت (نُهى) هذا بامتياز.
*أنصح أن يقرأها فقط من هم بعد 18 عام. (الرواية لا تحتوي على أيّ تلميحات جنسية من قريب أو بعيد، ولكن نظرًا للتخبّط العاطفي التي تمر به شخصيات الرواية)
رواية جيدة ولكنها رائعة بداية من منتصفها وتزداد روعة كلما إقتربت من نهايتها.. ربما لا تحمل اللغة الأدبية الرهيبة ولكن الأحداث الشيقة خصوصاً في النهاية رائعة .. حتي خطاب جذوة "أنثي النار" كان رائعاً من الناحية النفسية.. ربما الرواية لها أكثر من منطلق لفهمها بشكل صحيح.. قد تكون عن تلك الأرواح المُستعرة بنيران الحقد علي كل من هو سعيد.. وربما تنطلق منها لدروس تربوية تضعك أكثر في فهم أن كل ما تزرعه في نفس الطفل ستحصده بالتأكيد وربما أضعافاً.. في الرواية العديد من أشكال الواقع في العلاقات بداية بالأمهات وعلاقة الملل بعد أعوام من الزواج وأحياناً الملل حد الخيانة.. العلاقات المراهقة التي يتورط فيها الشباب من قبيل التجربة والبحث عن الحب ذاته وليس الحبيب نفسه.. وصفت الكثير من أشكال الزواج من تتزوج من أجل المال مثل "ذكاء" أو بمعني أدق من تتزوج بعقلانية فتصبح رهينتها في علاقة بين رجل وإمرأ� أحياناً يجب إغفال العقل في بعض الأوقات والعيش بما تريده اللحظة. وشكل الزواج بطريقة "جذوة" فقط لتكون متزوجة بغض النظر عن الزوج نفسه.
كثرة الشخصيات في الرواية وضعني في شكل من الدوامة من القرابات ومن زوج من ؟! ومن بنت من؟! ولكن بدأت تقل مع القراءة تدرريجياً وإن لم تختفي أبداً.. ولكن فكرة الرواية كانت حاضرة.
نجحت الروائية نهي الشاذلي في رسم حدود كل شخصية وملامحها المميزة بشكل جيد وومتناسق طوال الرواية..وأكثر ما أعجبني أسماء الشخصيات فكأن كل إسم يدل علي شخصية صاحبة سواء "جذوة..أنثي النار" أو "رزان .. الجميلة وعودها المتناسق ورجاحة عقلها وطيبتها فهي رزينة بالفعل" و "وذكاء الشخصية العقلانية" و "فُتنة التي كانت الغواية الفاتنة أو أقرب إلي الفِتنة قبل أن يكسرها زواجها الفاشل" "طائعة وصالحة وراجية " و"مهيضة التي إستسلمت عن طيب خاطر لشخصية زوجها"..
عندما يتجمع الالم في قلب فتاة فإما الإنكسار أو الحقد و معاقبة العالم ،،، و لكن لما تحولت فتاة في فترة المراهقة لشيطان يحرق حياة الآخرين ؟! المتهم الأساسي التربية "أب و أم" يمنحون الأبناء كل الكره و الغضب و الأنانية . "جذوة" في رواية #أنثي_النار كانت الجاني و الضحية. أول عمل أقرأه للكاتبة نهي الشاذلي ،، عمل رائع ملئ بكل تناقضات مشاعر النساء ،، قامت فيه بتسليط الضوء علي مشاكل الحياة الأسرية و التربية الخاطئة للابناء و خاصة الفتيات . أنتظر العمل القادم بلهفة و أتمني أن أري الجانب الذكوري فيها. الصديقة العزيزة نهي أحب أن أخبرك أن #أنثي_النار أشعلت أيامي طوال فترة القراءة. دمتِ مبدعة
سعيد بأن أكون أول ريفيو لهذه الرواية هذه هي الرواية الثانية للكاتبة ما زالت الكاتبة فى الإتجاة السيكولوجي فإذا أردت تتعرف على إضطرابات المشاعر والأحاسيس داخل نفس البنت فإن هذة الرواية تأخذك فى هذه الرحلة أجادت الكاتبة فى توصيف هذة الاضطرابات واختلاط المشاعر والأحاسيس خلال الرواية ساعدة الشخصيات فى الرواية الكاتبة فى هذة المهمة ولكن تعدد الشخصيات وتداخل مواقفهم جعلني فى أوقات مشتت التركيز ولكن فى المجمل الرواية جيده جدًا