ŷ

Ahmad ElShazly's Reviews > أنثى النار

أنثى النار by نهى الشاذلي
Rate this book
Clear rating

by
28315996
's review

really liked it

لستُ، مع هذه الرواية، قارئًا عاديًّا. ولا هي معي رواية عاديّة. فكاتبةُ الرواية هي شقيقتي. وما أصعب أن تقرأ لمن هو قريبٌ إليك هذا الحدّ!
فأنت، مع هذا القريب، تكون ناقدًا قبل أن تكون قارئًا. تحلّل كُلَّ عِبارة. وتتصيّد كُلَّ عَثرة. وتحاول جدّ المحاولة أنْ تصدُقَ الرأيَ في النّهاية.

عِشتُ مع هذه الرواية في كلِّ شخصيّأتها. رأيتُ فيهم أناسٌ أعرفهم وأعايشهم في حياتي. عشتُ مع وَهم (رزان)، وشعُرتُ بألم (جذوة)، وتفهّمتُ موقف (راجية) في معالجتِها لحالةِ ابنتها. عشتُ مع ربّ البيت الذي لا يفعل شيئًا في منزله سوى مشاهدة التلفاز وإعطاء الأوامر. عشتُ مع كل هؤلاء. رأيتُ في صفحات هذه الرواية الواقع الحقيقي الذي نعيشه ونراه كلّ يوم. رأيته بتفاصيله الدقيقة، وبنظرة شاملة بعيدة.

كما لفت نظري بساطة اللغة في هذه الرواية (على عكس العمل الأوّل: أرواح شفّافة). وحقًا كانت هذه البساطة أنسب تناولٍ لأحداث مثل هذه الأحداث. كما كان عمقُ اللغة في العمل السابق هو أنسب تناولٍ لأحداثٍ كتلك الأحداث.

ولكنّي، على الرغم من هذا، لي على هذا العمل مأخذَين اثنين:

أولًا: الرواية مليئة بالأخطاء النحوية أو الإملائية. وأعيبُ، في هذا الخطأ، على دار النشر التي تكفّلت بطبع الرواية أكثر ما أعيبُ على الكاتبة. فلا شكّ أنّ الكاتبة لها نصيب من المسئولية، ولكن ليس كل كاتبٍ أو فنّانٍ مصوّر ضليعًا في اللغة وقواعدها. وهذا دور التدقيق اللغوي التي يجب أن تقوم به الدار. ولهذا الخطأ انتقصتُ نجمةً من تقييم الرواية.

ثانيًا: أنّ لي رأيٌ شخصيّ في طريقة تناول الواقع من حولنا. ومسؤولية الكاتبُ نحو قرّائه. فأنا أرى أنّ الكاتبَ مسئولٌ تمامًا عمّا يتسرّب إلى العقل الباطن للقارئ من مشاهد ومبادئ طوال قراءته للرواية. على الأقل أن يبنيَ الكاتبُ في ذهن القارئ النموذج الذي يريده أن يكون عليه. فإن كان هناك نموذجًا سيئًا فليكن هناك نموذجاً إيجابيًا يعادله أو يطغى عليه. وقد رأينا هذا المثال مع (فُتنة) فقط، ولم نره مع السبع نساء الأخريات. (توضيح: ظلت فتنة تتعذب بسبب ما فعلته تقريبًا ثُلثي الرواية). ولكنّي لم أنتقص نجمة بسبب هذا الأمر. لأنّي لا أرى لنفسي الحقّ في أن أقيّم الكاتبة بطريقتي أنا في التناول. وإلا لكتب كلُّ الناس بطريقة واحدة، ولم يعد الأمر فنّاً

في النهاية: ليس للكاتب شرفٌ أكبر من شرف أن يعيش القارئ معه فيما يكتب. وأن يندمج مع سطوره ويفهمها جيدًا. فإن فعل هذا، فقد أدّى غرضه من الكتابة. فمهمّته أن يُدخل القارئ إلى عقلِه. لا أن يُعجَبَ القارئُ بما يراه في عقله. وقد فعلت (نُهى) هذا بامتياز.

*أنصح أن يقرأها فقط من هم بعد 18 عام. (الرواية لا تحتوي على أيّ تلميحات جنسية من قريب أو بعيد، ولكن نظرًا للتخبّط
العاطفي التي تمر به شخصيات الرواية)
2 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read أنثى النار.
Sign In »

Reading Progress

November 3, 2016 – Started Reading
November 9, 2016 – Finished Reading
November 13, 2016 – Shelved

No comments have been added yet.