الإسلاموطوبيا هي مسالك التحريف الأيدولوجي الكلي أو الجزئي. هي (تبييض) وترصيص التاريخ والفقه والشريعة والحضارة وكل ما يتعلق بالإسلام في هيئة درجات سلم يصل الصاعد فيه إلى مركز معرفي جديد أكثر تزمتا (أيدولوجيا جزئية) أو أشد انحرافا بصورة كاملة عن الدين (أيدولوجيا كلية). وهي كذلك ذات المركز المعرفي الجديد والمنحرف! والعيب كل العيب ليس على من يقدم نموذجا مثاليا؛ إنما العيب على من يتعصب له رفضا لكل نموذج غيره في إطار المباح ويعتبر غيره ضالا لابد من هدمه من أجل النموذج (الأوحد) لا (الأفضل)! مثل هذا حتى لو طبق نموذجه فسيصطدم بإشكالات الطبيعة الإنسانية فيمن حوله من حاكمين ومحكومين وسيعتبر أي تطور أو انحراف هو انهيار لمثاليته المنشودة؛ كما حدث للشيوعية المثالية النماذجية التي عندما طبقت وانتظرت نهاية التاريخ كانت نهايتها هي نفسها الأقرب بينما استمر التاريخ. هذا بناء الإسلاموطوبيا الذي أرفضه والذي أفرق بينه وبين (النموذج) بمعناه (مثالا) غير مبالغ فيه. في هذا الكتاب أقوم بعرض نماذج الإسلاموطوبيا هذه مثل التأريخية والإنسانوية والمتلبرلة والعلموية السلفية والتنظيمية، وحسب القارئ عرضها ليعلم حجم مخاطرها توظيفيا بصورة خارجية أو داخلية لهدم كل مقاومة ودفع.
Phd Researcher in International Relations, Alex U., Master in International relations, Alex U., Master in Microbiology, Alex U., Diploma in Islamic studies, Cairo U., Diploma in Political science, Alex U., Diploma in Analytical Biochemistry, Alex U., Bachelor in Arabic and Islamic studies, Cairo U., Bachelor in Chemistry and Microbiology. Benha U.,
الإسلاموطوبيا هي منظومة الأفكار التي يؤمن "الإسلامي" بكمالها ومثاليتها. وعن أصناف الإسلاموطوبيا يتحدث المؤلف في هذا الكتاب: إسلاموطوبيا التأريخ التي يحاول المنتسبون إليها تبييض صفحات التاريخ الإسلامي كلها، وإسلاموطوبيا الإنسانوية التي تستلهم حكمة العلوم الإنسانية كمرجعية أساسية، وإسلاموطوبيا اللبرلة التي تصر على أن الإسلام هو أقرب شيء لليبرالية معدلة، وإسلاموطوبيا التنسون المهووسة باتباع وصايا "الفيمنزم"، وإسلاموطوبيا السلفية التي ترى كل خير في اعتزال نزاعات السلطة، وإسلاموطوبيا التنظيم التي تتصرف أحيانًا بعصبية "الألتراس"، والإسلاموطوبيا النقدوية التي لا تكاد تفرغ من نقد المنتسبين إلى كافة الإسلاموطوبيات الأخرى!
لكن "الإسلاموطوبيا" ليس هو المصطلح الوحيد الذي يحتاج إلى شرح وتفسير في الكتاب. فالكتاب -حتى منذ المقدمة - مليء بمصطلحات شتى جاءت من العلوم الإنسانية، أو اخترعها المؤلف نفسه لتصف توجهًا فكريًا معينًا، كمصطلح "الصلابية" مثلا الذي يصف منهج الدكتور علي الصلابي في قراءة وكتابة التاريخ الإسلامي. وهناك فقرات قد تستعصي بشدة على الفهم دون الكثير من البحث، مثل فقرة في المقدمة (ص29) تقول: "أنا مؤمن جدا بديالكتيك النقد الذي قدمه درويسن. ومنتسكيو نفسه الذي طالما امتدحه ألتوسير أنه لم يكن مثل هوبز وغيره ممن نظروا بكثافة لفكرة الماهية.."! كل هذه الأسماء التي لا يكاد يعرف عنها قارئ غير متخصص شيئًا! لكن العزاء أن هذا الإبهام قد يدفع القارئ للبحث عن مصادر للفهم، ومنها مثلا المقال الجيد الذي وجدته على موقع إضاءات بعنوان (ما الذي تعرفه عن المدارس التاريخية الحديثة) لكاتبه محمد عبد الشفيع عاشور.
الكتاب سيحتاج كذلك إلى قدر لا بأس به من الإلمام بحاضر الاتجاهات الفكرية "الإسلامية" وبمنحنياتها في الأعوام الأخيرة، وهو يكاد يختلف جملة وتفصيلًا عن تاريخ هذه الاتجاهات المدروس في كتب تتحدث عن عالم ما قبل 2011 و2013.
والكتاب مقسم إلى فصول يتحدث كل منها عن صنف من الإسلاموطوبيا (المذكورة أعلاه باختصار مخل) ويتبع كل فصل ملحق للمقالات والمنشورات (مؤرَّخ بالشهر والعام) التي كتبها المؤلف تعليقًا على هذا الصنف. وكنت أتمنى شخصيًا لو انصهر ملحق المنشورات هذا في جسم الفصل نفسه.
الفصل الختامي بعنوان (جنس الملائكة) كان رائعًا، وربما أنصح بقرائته حتى قبل المقدمة! فهو أيسر وأجلى وأكثر قدرة على تلخيص الأفكار والمشاعر التي أدت إلى خروج هذا الكتاب، تلك الأفكار والمشاعر التي أحب من أجلها عمرو عبد العزيز، وأدعو له.
هو الكتاب في الأساس نقد ذاتي للتيار الإسلامي بفرقه المتعددة و يعتمد على النقدية الواقعية . معضلة الاسلاموطوبيا معضلة يجب حلها قبل البدء بأي نشاط إسلامي في اتجاه دعوي أو سياسي مرورا بأي اتجاهات أخرى . الكتاب هو كتاب تنظيري سياسي فكري بامتياز يدعو إلى هدم التصورات القائمة نتيجة الانحرافات الكلية أو الجزئية عن الكتاب و السنة و هو المركز المعرفي الأصولي لنا جميعا كمسلمين . كلمة الاسلاموطوبيا هو مصطلح اصطلح عليه الكاتب من المصطلح الغربي "اليوتوبيا" و هي المدينة الفاضلة المثالية المستحيلة اصلا فتناول الكاتب الانحرافات الفكرية التي تؤدي إلى يوتوبيا اسلامية مستحيلة أو اسلاموطوبيا 😀 مثل اسلاموطوبيا التأريخ و اسلاموطوبيا التنسون و اسلاموطوبيا اللبرلة و الانسانوية و اسلاموطوبيا السلفية و اسلاموطوبيا التنظيم . من الكتاب نستنتج اطلاع الكاتب الواسع على أدبيات التيار الإسلامي بفرقه المتعددة و قراءاته الكثيرة في تاريخها ثم النقد بواقعية. ربما تكون لغة الكاتب صعبة بعض الشيء .في كثير من الأحيان لا يورد الكاتب أدلة على كلامه و يعتمد على اطلاع القاريء على القضايا التي يتناولها أي يعتمد أن القاريء متابع . الكتاب جيد جدا و ليس فيه حشو و الجزء الخاص بملحق المنشورات ممتع و شيق . الكاتب يورد فقط سلبيات هذه التيارات و قد أوضح ذلك في مقدمة و نهاية الكتاب .إذن سينال الكاتب منك شخصيا فيجب قراءة الكتاب قراءة موضوعية دون تحيز .
يستهل الكاتب الفصل الأول بتحرير المفاهيم والمصطلحات التي قام بصكها والتي سيقوم باستخدامها لوصف وتفكيك ونقد ظاهرة التطويب المستشرية في مقالات راهنة تموج بها الساحة الإسلامية متحريا مقاربة واقعية ومتوازنة والفصل الإفتتاحي هام ومركزي لأنه يشرح منهجية الكاتب ولا سبيل لفهم طرحه وتقييمه المضمن داخل اصطلاحاته هذه إلا من خلاله، وقد استطاع كشف قناع سرديات مخترعة أو متخيلة هي مواطن خلل وقصور خطيرين حتى أنها كثيرا ما كانت تزاحم وتعرقل وتحرف وجهة حركات الإصلاح والتغيير الإسلامية، وبعد محاولة بيان المنطلقات سيحاول الكاتب تتبع المسارات التي سلكتها والمنعرجات التي اتخذتها والمآلات الواقعة أو المتوقعه لهذه المقالات وهو ما من شأنه أن يكشف المستفيد منها ومن يسعى لتوظيفها والإستثمار فيها،
الأدوات الفكرية والمنهجية المتنوعة للكاتب ساعدته على تقديم فكر نقدي وأصيل، مسنود بشجاعة أخلاقية وعلمية ويتمثل ذلك في تحيزه المحمود للقضايا الإسلامية فقد بدأنا نفتقد -باسم الموضوعية والحياد- هذا الطراز من المفكرين المسلمين الذين لا يتبرأون من الجميع في موالاة متعالية للإستقلال المطلق السلبي وكذلك لا يسكتون عن انحرافات الجماعات والأفراد لأجل حسابات قصيرة الأمد من شأنها أن تضر بالمنهج على المدى الطويل وهذا من المفترض أنه دور المثقف المسلم الساعي إلى خدمة دينه وإخوانه، وإنه لجهد شاق أن تطارد هذا الخيط الناظم "الإسلاموطوبيا"وتمظهراته في ساحات واسعة وجماعات متنوعة بدء من جماعة تبييض التاريخ مرورا بأطروحات أفراد وتيارات مؤدلجة أدلجة كلية وتشربت بعمق المقالات الإنسانوية - لبراليين، نقداويين، ونسويين- وأخرى وقعت في أدلجة جزئية، وصولا إلى الجماعات والتيارات الإسلامية الرئيسية الإخوان والسلفيين والحركات الجهادية العالمية، هذا الجهد يلقي الضوء على إطلاع واسع وعناية بأدبيات هذه الحركات وما ينشره رموزها في مواقع التواصل الإجتماعي وهي واحدة من بين ساحات معارك "الإسلاموطبيا" حامية الوطيس وهي -أي مواقع التواصل- قد صارت اليوم أهم وسيط اجتماعي معاصر يقوم بتشكيل العقلية الإسلامية الحديثة بعد تراجع ملحوظ لدور حواضن الجماعات،
ختاما، وددت أن الكاتب سلط مزيد بيان وتوضيح لتفاصيل وردت في طيات الكتاب لن يعرفها القارئ العادي ولن يتصور أبعادها ولا أعتقد أن إلحاق منشورات الفيسبوك في أخر فصول الكتاب غير من ذلك، غياب هذه التفاصيل ربما حصر الكتاب في شريحة معينة من القراء ممن واكب هذه الأفكار والأحداث التي يناقشها الكتاب وتدور رحى معاركها في ساحات متنوعة، كذلك هناك غياب لاسلاموطوبيا تيارات وجماعات أخرى لا تقل خطورة وتأثيرا ربما الكاتب رأى أنها تندرج ضمن واحدة من الإسلاموطوبيات الفرعية التي تكلم عنها في صفحات الكتاب ..
"...لكن المشهد أكبر من أن يتعامل معه ببرود التنظير! المشهد فيه بحور من دماء المسلمين وإلف لمشاهد انتهاك الأعراض وخداع وراء خداع وصراع وراء صراع وألم وراء ألم! المشهد فيه فقدان للأطهار كي يبقى الأوغاد وينتفش باطلهم، وتغييب لأنضج العقول كي يفسدها مرور السنين في السجون مقابل إفساح الطريق لأسخف العقول كي تتسلط وتنشر باطلها. المشهد فيه انسحاب هائل واستعلاء رهيب لكل المجرمين. هذا أثقل من أن يبقى في مقلتي! هذا أثقل من أن تتحمله روحي! هذا ألعن من أن أتصوره، وإن كنت أعلم أن من واجبي أن أتصوره مبكرًا! لكن هذه الدماء، هذه الكلمات الحاقدة الساخرة المستهزئة من الإسلام والنبي والمسلمين، هذه الحشود السوداء الوضيعة الحاقدة التي رضيت بأن تكون حمير جر من المنظومة العالمية طمعًا في إمبراطورية صفوية جديدة لا أشك لحظة أنهم سيدمرونها كما صنعوها! هذا السب للصحابة وهذا الجنون الشيعي! المشهد أكثر جنونًا من أن يتحمله عاقل؛ لكن ماذا معي غير كلماتي؟! إنني أرجو الله أن تكون يومًا مما يمكن تنكيلًا كبيرًا في حشود الإجرام الحقيرة تلك. لا أريدها أن تنسب لي حتى. أريدها فقط أن تؤذيهم. تؤذيهم كثيرًا. أن تحشد ضدهم كل من دُفِعت الأموال ونُصِبت القنوات والمنابر لتغييبهم وجعلهم كثرة الغثاء. أتمنى أن تعذبهم كلماتي يومًا. أن يعلموا أن (التطور الإنساني) واليوتوبيات التي يحلمون بها سيدمرها لهم المسلمون دائمًا وسيكونون عند ظنهم دائمًا: العقبة الكبرى أمام مخططاتهم! أن يعلموا أن تراجع أسنة الرماح يعني شيوع أسنة الأقلام تنظيرًا لما هو أنكى، وأن كسر الأقلام يعني صعود السنان من جديد. أن يظلوا في حيرتهم تلك مع هذا الدين: متى حاربوه اشتد، ومتى تركوه امتد. نعم.. الحرب مؤلمة، هي أكثر هولًا من أن يتم وصفها. ولحظات التنكيل بالمسلمين أكثر من أن يتم الحديث عنها. لكن نسأل الله الصبر والقوة وسلامة العقل. لن أسأله جبر كسر القلب، فلا جابر له طالما ظلت أنهار الدماء تجري. لكنه قدرنا.. قدر هذه البشرية كلها لا قدر أمتنا فقط. إننا لسنا (جنس الملائكة) الذي كلفه الله بمجاهدة الشيطان وأوليائه، لكننا من جنس البشر. بكل معايبهم وسقطاتهم وثغراتهم".
كتاب رائع وعميق 1- تناول فيه المؤلف بالنقد بعض الأفكار التي تأثر بها التيار الإسلامي، مثل: - الاعتقاد بمثالية التاريخ. - التأثر بما يسمى بـ "دين الإنسانية". - التأثر بالفكر اليبرالي (وتعرض فيه بالنقد بشكل خاص للإخوان). - التأثر بفكر "النسوية" أو دعاة "حقوق المرأة". - التأثر بـ "النظرية النقدوية". 2- ثم تناول المؤلف بالنقد بعض التيارات الإسلامية، مثل: - التيار السلفي. - تظيم الدولة الإسلامية. وجدير بالذكر أن المؤلف تعرض بالنقد للإخوان في الفصل المتعلق بالتأثر بالفكر الليبرالي كما سبق بيانه. - الخلاصة: الكتاب متين ومتعوب عليه، وهو دراسة جادة وبنَّاءة ظهرت وسط ركام من الدراسات السطحية والهدَّامة، وهذا يعطي أمل كبير لمستقبل الحركة الإسلامية. وهذه الدراسة - وأشباهها - يجب الاهتمام بها ومناقشتها في الندوات العامة، والغريب أن هناك دراسات أقل قيمة بكثير وبعضها يميل إلى الهدم دون البناء، ومع ذلك تلقت اهتمام مبالغ فيه، وعقدت لها الندوات لمناقشتها. على العموم الكاتب من الكفاءات الشابة الواعدة، وهذا أول كتاب أقرأه له، ولن يكون الآخير بإذن الله تعالى، وأمثاله وأمثال الباحث أحمد مولانا والمهندس خالد فريد سلام وغيرهم = هم من يعطوا أمل في مستقبل أفضل للحركة الإسلامية. ولعلك تتخيل معي ماذا لو تم جمع هؤلاء في مركز بحثي واحد، وتولى هذا المركز إصدار الدراسات السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية الجادة، أعتقد أن هذا سوف يغير كثير من واقع الحركة الإسلامية، ولكن للأسف نحن في عصر: «إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».
يمثل هذا الكتاب ذروة فكر عمرو عبدالعزيز وهو حلقة وصل بين كتبه السابقة. يستعرض فيه أوجه انحراف بعض المسلمين (ما يسمون بالإسلاميين) عن الأصول الإسلامية بسبب التأثر بمراكز معرفية أخرى سواءً جزئيًا أو كليًا بصورة خارجة عن الدين كما في الإنسانوية مثلًا. يُلاحظ أنه لم يركز رموزًا بارزة لإسلاموطوبيا النسونة والإنسانوية (بل وحتى إسلاموطوبيا النقدوية لم يذكر فيها سوى المسيري) ربما لأنهما نتيجة حتمية لإسلاموطوبيا اللبرلة (وهذا افتراضي الخاص)، أو لأن تأثيرهما ضعيف مقارنة ببقية أنواع الإسلاموطوبيا. أعجبني موقف الكاتب من تنظيم الدولة فهو لا يداهنهم ولا يؤيد جرائمهم ولكنه أيضًا لا يتحامل عليهم فينصر الظالمين عليهم أو يشجع العملاء على قتالهم لمصالح مشبوهة. وهذا إنصاف نادرٌ بل يكاد ينعدم. وربما يعود ذلك لموقف الكاتب الواضح الصريح من الجهاد في سبيل الله، فهو يدعو إليه وإن كان لم يحرض الناس تحريضًا عامًا عليه. ولكنه يفند أدلة من يعوِّقون الناس عن الجهاد ويخذِّلونهم كما في كتابه (محاجة المعوقين). لم يعجبني حشو الكاتب في حديثه عن إسلاموطوبيا السلفية وبالأخص معركته مع أحمد سالم، فقد كاد ينزلق أو انزلق إلى تعريضات سخيفة كتلك التي كتبها أحمد مولانا في رصد تغيرات أحمد سالم. أرى أن التقديم بخط زمني موجز للحداثة وما بعد الحداثة مهمٌ لاستيعاب فصل إسلاموطوبيا الإنسانوية فتعليل الإنسانوية بأنه محض الاعتماد على العقل البشري وحده وأنه "لا يكاد يوجد شيء مستحيل تقبيحه أو تحسينه بالأدلة العقلية!" غير دقيق. غالب الفلسفات تدعي الاعتماد على العقل، فما الذي يميز الإنسانوية عن غيرها؟ لا توجد إجابة واضحة. بل يظهر من توصيفه للإنسانوية أنها تميل للنسبية كثيرًا، فكيف يقال أنهم يعتمدون على العقل وليس لديهم قواعد يتسقون معها (بقطع النظر عن صوابها أو فسادها)؟ الكتاب بصفة عامة مذهل ومهم. بقي أن أقول أن خاتمة كتابه على طولها من أعمق ما لمسني في الكتاب كله: "أنا لا أستطيع أن أتحمل رؤية هذا العلو لأعداء الله، حتى لو كنت أثق أن غدًا أو بعد غد أو حتى بعد عقد أو مئة عقدلن نحضره، سترجع الكرة عليهم؛ لأن هذا هو التاريخ المعتاد وسنن الله في كونه. لكن المشهد أكبر من أن يتم التعامل معه ببرود التنظير! المشهد فيه بحور من دماء المسلمين وإلف لمشاهد انتهاك الأعراض وخداع وراء خداع وصراع وراء صراع وألم وراء ألم! المشهد فيه فقدان للأطهار كي يبقى الأوغاد وينتفش باطلهم وتغييب لأنضج العقول كي يفسدها مرور السنين في السجون مقابل إفساح الطريق لأسخف العقول كي تتسلط وتنشر باطلها. المشهد فيه انسحاب هائل واستعلاء رهيب لكل المجرمين. هذا أثقل من أن يبقى في مقلتي! هذا أثقل من أن تتحمله روحي! هذا ألعن من أن أتصوره وإن كنت أعلم أن من واجبي أن أتصوره مبكرًا! لكن هذه الدماء، هذه الكلمات الحاقدة الساخرة المستهزئة من الإسلام والنبي والمسلمين، هذه الحشود السوداء الوضيعة الحاقدة التي رضيت بأن تكون حمير جر من المنظومة العالمية طمعًا في إمبراطورية صفوية جديدة لا أشك لحظة أنهم سيدمرونها كما صنعوها! هذا السب للصحابة وهذا الجنون الشيعي! المشهد أكثر جنونًا من أن يتحمله أي عاقل؛ لكن ماذا معي غير كلماتي؟! إنني أرجو الله أن تكون يومًا مما ينكل تنكيلًا كبيرًا في حشود الإجرام الحقيرة تلك. لا أريدها أن تنسب لي حتى. أريدها فقط أن تؤذيهم. تؤذيهم كثيرًا. أن تحشد ضدهم كل من دُفِعت الأموال ونُصِبت القنوات والمنابر لتغييبهم وجعلهم كثرة الغثاء. أتمنى أن تعذبهم كلماتي يومًا. أن يعلموا أن (التطور الإنساني) واليوتوبيات التي يحلمون بها سيدمرها المسلمون دائمًا وسيكونون عند ظنهم دائمًا: العقبة الكبرى أمام مخططاتهم! أن يعلموا أن تراجع أسنة الرماح يعني شيوع أسنة الأقلام تنظيرًا لما هو أنكى، وأن كسر الأقلام يعني صعود السنان من جديد. أن يظلوا في حيرتهم تلك مع هذا الدين: متى حاربوه اشتد ومتى تركوه امتد. نعم الحرب مؤلمة، هي أكثر هولًا من أن يتم وصفها. ولحظات التنكيل بالمسلمين أكثر هولًا من أن يتم الحديث عنها. لكن نسأل الله الصبر والقوة وسلامة العقل. لن أسأله جبر كسر القلب فلا جابر له طالما ظلت أنهار الدماء تجري. لكنه قدرنا قدر هذه البشرية كلها لا قدر أمتنا فقط. إننا لسنا (جنس الملائكة) الذي كلفه الله بمجاهدة الشيطان وأوليائه، لكننا من جنس البشر. بكل معاييبهم وسقطاتهم وثغراتهم." (الإسلاموطوبيا، عمرو عبدالعزيز، ص131).
ما إن تقرأ كتابًا للأستاذ عمرو عبد العزيز حتي تجد وكأن صحفات الكتاب تمطرك بالكثير والكثير من المصطلحات الغير شائعة والغريبة على العوام محدودي الثقافة ، على عجالة ونهم تدير محرك البحث وتبحث عن أصل هذا المصطلح وذاك فتجد نفسك أمام مهارة عالية من توظيف المصطلحات ، لكن الجديد هنا أن مصطلح "الإسلاموطوبيا" أول من وضعه هو الكاتب ، جانب مهم جدا خفي على الساحة السياسية الإسلامية ، يظهر عوار فكرة يوتوبيا الدولة الإسلامية الحالمة التي تسكن عقول ملايين المسلمين آملين بذاك الصرح العظيم الحق المحض المترفع عن كل نقيصة ! على طول الكتاب عرض الكاتب كل فكرة طوبوية تستخدم أو تُؤمل أن توجد فى الدولة الحالمة ، الكتاب ثري جدا لو أُخذ كمحطة للبحث عن كل موضوع فيه وتشعبه ، أشد ما يعجبني فى كتاباته الخلفية الإسلامية النقية برؤية بشرية واقعية ، ربما لم أفهمه كله لكنى استفدت كثيرا وفتح أمامي نوافذ معرفة جديدة
اولا بالنسبة للاسلوب في البداية كان صعب شوي، أو أسلوب الكاتب مختلف في الكتاب ده عن كتبه السابقة، بس بعد فهم المدخل اللي بعتبره مهم جدا وضروري لفهم باقي الفصول، الدنيا مشيت يعني تمام وبقى أسهل. ملخص الكتاب هو نقد للانحرافات اللي في التيار الإسلامي، انحرافات كلية وجزئية وفي كذا اتجاة منها التاريخي والليبرالي وانحرافات التنظيمات..
الكتاب جميل جدا وفكرته اصلا فكرة الاسلاموطوبيا كانت تستحق ان حد يسلط عليها الضوء، بالذات في الوقت الحالي، والانحرافات اللي الكاتب اتكلم عنها نتايجها تعتبر كارثية.
الكتاب عبارة عن وصف حالة ونقْد؛ وصف لحالة الطوبيا المنتشرة في الإسلاميين عمومًا، ثم نقدها بما يناسبها عن طريق تفكيك منطلقات هذه الطوبيا وكيفية انتشارها في الأوساط الإسلامية وتطورها.
يبدأ الكتاب بفصل تعريف الطوبيا وتفسيراتها بأنها صورة مثالية سواء كانت قابلة للتحقيق حسب التفسير الأول أو غير قابلة للتحقيق حسب التفسير الثاني إلى غير ذلك من المصطلحات مثل الأيدولوجيا وانحرافاتها الكلية والجزئية حسب تعبير الكاتب، والفصل الأول هذا، هو أصعب فصول الكتاب، وأسلوب الكاتب زاده تعقيدًا :)
ثم ينتقل الكاتب إلى شرح وتفنيد إسلاموطوبيا التأريخ واللبرلة والإنسانوية والنقدوية والسلفية والتنظيمية، ثم يذكر خطورة كل منها حسب انحرافها الأيدولوجي الكلي أو الجزئي وفْقًا للمركز المعرفي لكل منها، والكلام المذكور في الكتاب غاية في الأهمية لعدة أسباب: 1- سعة اطلاع الكاتب على التنظيرات الغربية وأصل انتقالها إلى الوسط الإسلامي. 2- انخراط الكاتب في الواقع الإسلامي واطلاعه على الأحداث المتتابعة، مما يمكّنه من إدراك الانحراف وتوصيفه؛ فقد عانى الكاتب في حواراته على السوشيال ميديا من آثار هذه الطوبويات -خصوصًا- الألتراس :D 3- عدم انتماء الكاتب لفصيل معيّن؛ مما يجعله قادرًا على النظر بصورة بانورامية على الأحداث، و قادرًا على النقد دون تقيُّد أو مداراة. 4- صحة الوقائع المذكورة في الكتاب، مما يجعل هذه الوقائع مادة جيدة للدراسة والتحليل. 5- قد ترى الأحداث أمامك ولا يستدعي انتباهك مدى انحرافها أو انحراف منطلقاتها الفكرية، فالنقد والمتابعة والتحليل يجعلك ترى ما لا تراه وأنت داخل الحدث.
بجانب صعوبة وتعقيد الفصل الخاص بالتعريفات والمصطلحات، جاءت باقي الفصول خالية تمامًا من العَنْوَنَة؛ فتجد الكاتب يصول ويجول داخل الفصل الواحد بلا قيد، وتشعر أن ما يخطر بباله يضعه حيث خطر، لا في موضعه الأساسي، وكأنها حكاية في ذهن الكاتب؛ يتذكّر ويقول، ربما بسبب كثرة حديث الكاتب عن هذه الطوبيا ومناقشتها على مواقع التواصل؛ فكانت الفكرة في رأسه وينقصها فقط أن توضَع على الورق، وهو شيء جيد بالنسبة للكاتب وصعب على القارئ في نفس الوقت، فكثيرًا ما جاء الكلام منطلقًا من مسَلَّمات بالنسبة للكاتب ولا يدركها القارئ، كما جاءت معظم فقرات الكتاب جامعة للتوصيف والنقد في آنٍ واحد، وهو مما زاد الأمر صعوبة، ولا أعني بذلك أن الكتاب مشتّت لدرجة أنك لا تستطيع الخروج منه بفائدة، بل ربما بمزيد من العَنْوَنَة والعَنْصَرة تكون الفائدة أكبر وإرهاق القارئ أقلّ.
كما أنه في مواضع كثيرة ينتقل الكاتب من التحليل والنقد إلى مخاطبة القارئ بصيغة المخاطَب، وكثيرًا ما تكون هذه الصيغة مقصودها التّهَكُّم من قائلها، ولولا متابعته على السوشيال ميديا ومعرفة أفكاره لاختلط الأمر عليّ :D
وفي النهاية، لا يسعني سوى الاعتراف بصحة تحليلات الكاتب بل والانبهار ببعضها حينًا، فالكاتب -جزاه الله خيرًا- كان من أوائل الكتّاب الذين قرأت لهم، ولكتابه وطن الراشدين أثر في نفسي كبير، ثم بمتابعته على السوشيال ميديا يسهل التعرف على شخصيته الناقدة من الطراز الأول، ربما لكل هذه الأسباب لا أرى في الأفكار المعروضة خللًا أو ربما لصحّتها وصحة منطلقاتها، جزاه الله خيرًا، وكم كنت أودّ لو تيسّر لي الحصول على الكتاب العام الماضي في المعرض؛ فقد نفذ في أيام معدودة.
جداتعلمت من هذا الكتاب الكثير من ضمن ما أتعلمه دائما من كاتبه, الكتاب منقسم إلى ثمان فصول شارحة لسبع من مسارات الانحراف الفكرى (الأدلجة) لدى التيارات الإسلامية, بعضها كنت أعرفه من متابعتى له و البعض لم أعرف سوى اسمه فقط فكنت أقرأه نهما لاهتمامى أن اعرف أكثر عنه ولانها كانت شيقة جدا (خصوصا فصل اللبرلة) و يبقى فصل النقدوية الذى لم أكن قد سمعت به و لم أفهمه كما فهمت ما سبقه و ما تلاه من فصول لكنى استعنت بالشبكة فى البحث قليلا و سألت بعض زملائى فى الكلية عن بعض المعانى فاقتربت من المعنى أكثر و إن ظل عالقا بعض الشئ إلحاق الفصول بمقالات تخصه شارحة مبينة له أفاد الكتاب للغاية ووضع الفصول فى قلب أحداثها و زادها حركة وواقعية و إسقاطا على الواقع (ذكر المقالات يذكرنى بآخر مقالة بالفصل السابع لأنها علقت بذهنى كثيرا و عدت أقرأها ثانية) . و لكن شعرت وأنا أقرأ الكتاب أنه يحتاج إلى من يثق فى الكاتب أصلا أو تستطيع القول أن الكتاب ليس موجه لكل القراء عموما و لكن للقراء من التيار خصوصا او المهتمين أصلا و أعتقد أنه سيكون من الجميل لو وجه القارئ بعض الشئ قبل كل فصل او بعده أين يبحث فى أصل هذا الموضوع او ما يتعلق به, فالفصل قد لا يحتاج أحيانا إلى الالمام بما يحدث عالميا بعض الشئ خصوصا فيما يخص التيارات الاسلامية فقط ولكن الالمام بأصل الفكرة أو المبدأ الذى قام عليه الانحراف الفكرى المشروح فى الفصل و هذا ما أعاق فهمى لفصل النقدوية لكن يمكن الالمام بفكرة الفصل و مفهومه ببعض الاستنباط من المكتوب المصاحب لمتابعة ما يكتبه الكاتب دوريا و لو أحيانا و هذا ما أعاننى على فهم الكثير مما قد يكون اشتكى منه بعض القراء (كالمصطلحات) ولو لم أكن ملمّا بالموضوع بنسبة كبيرة قبل القراءة ,, الختام أثر بى كثيرا و لمس قلبى للغاية ولا أخص الختام إلا لقربه زمنيا فى القراءة لكنى شعرت بهذا فيما موضع و لعل هذا يعنى أنى أحب فى الكاتب ما يؤاخذه به البعض الآخر من تأثر كلماته بمشاعره فكأنك ترى السطور تصرخ فيك غضبا أو تحتقن فى حلقه حزنا و ضيقا وإنى والله لأفضلها على البرود المنتشر على الصفحات الورقية و الشبكية و أرى فيه واقعية هى أقرب إلى قلبى من غيرها خاصة وأنى لا أراها تؤثر على منطقه فى الكلام ولا حكمه على الأمور
الكتاب نقد للمجتمع الإسلامي من داخل المجتمع الإسلامي وهو حقا ما نحتاجه بشدة، اللغة والمصطلحات على قدر من الصعوبة ولكن المدخل يسهل الفهم إلى حد ما. من أهم فصوله وأجملها إسلاموطوبيا التأريخ: وفيها توضيح لأثر تبييض التاريخ الإسلامي وحذف كل ما يشوبه من أخطاء البشر العاديين التي لا يخلو منها أي تاريخ طبيعي. وفصل إسلاموطوبيا الإنسانوية : وهو من أهم فصول الكتاب التي تناقش ما نتعرض له اليوم من هجوم الإنسانويين على الإسلاميين والمسلمين بشكل عام. يحاول الكتاب الموازنة بين الاختيارات التي تعرضنا وسنتعرض لها إلى الأبد، وهي أين نقف من المشاركة بين الواقع والغوص في أوحاله أو الابتعاد وانتقاد كل عمل وكل محاولة للإصلاح. الفصل الأخير مميز للغاية فيه يحاول الكاتب وضع الحل على عكس الكثير ممن يطرحون المشكلة ويناقشون القضايا دون محاولة بذل أي مجهود لتوجيهك نحو أي حل محتمل، ففي الفصل الأخير يتضح لنا كيف يمكننا الاستفادة من أوجه الخير الموجودة في كل التوجهات التي عرضتها فصول الكتاب بالتتابع، حتى وإن كانت توجهات خطيرة تحمل من الشر ما تحمل إلا أنها في النهاية شر يحمل في جنباته بعض الخير إن أحسنا استغلاله. وقد حضرني مقطع من رواية " سراي نامه" وأنا أقرأ الكتاب فيه : "يا بني من السهل أن تعتزل الجماعة وتشير إلى جباه الناس بعصاك، هذا مؤمن وهذا فاجر. أما أن تخوض معهم وتصبر على الأذى وتختار بين خير الخيرين وشر الشرين، فتلك صفات ذوي الهمة وأولي العزم. فإنك إن وقفت على حافة المخاضة تخشى على ثوبك الأبيض أن يلطخه الوحل، قتذكر أنك ستبلى ويصير الثوب كفنا لم تسد للناس شيئا، بينما كان في وسعك أن تعيش على البر الآخر معهم بثوب موحل." الكتاب رائع وموضوعه مهم جدا، ربما يكون صعبا ولكن مهم.
واحد من تلك الكتب التي تدخل إليها بسؤال فتخرج محملا بألف سؤال .. في رحلة البحث عن تصور متكامل لمنظومة الإسلام بعيداً عن التنظيرات في عصر " الحداثة " و التناقضات و الضغوطات التي يعيشها الإسلام من الداخل و الخارج يعترضني هذا الكاتب الشاب الناقد بشيء من الإحترافية و الموضوعية فيجيب عن بعض الأسئلة مانحاً إياي شيئاً من الطمأنينة و يثير نقاط بحث جديدة تلهب العقل تساؤلات و حيرة و رغبة في المعرفة أكبر; ليتأكد لي أكثر من ذي قبل أن المثاليات وهم و أن النماذج المثالية تظل طوبيا لابد من مقاربة تنزلها إلى أرض الواقع. هذا الكاتب يعد إكتشافاً بالنسبة لي بما يفتحه من نوافذ و ما يرتكبه من نقد .
من افضل ما في الكتاب هو عرض المقالات المكتوبة فى وقت الاحداث مما يعطي فرصة لتعرض القاري لحرارة الموقف، وفرصة للشباب لمعرفة ماضي لم يكون واعيين بحقيقته. وتعرضه لإسلاموطوبيا اللبرلة ثم النقدية ثم السلفية يستحق القراءة اكثر من مره، ويزيد الامر كلما مر الزمن علي تلك الحوادث حيث انها تتكر الي هذا اليوم. ومن هذه القضايا ما يستطيع عموم الناس ملاحظته ولكن لا يستطيعون تشخيصها والتعبير عنها مثل حالة "بابا الشيخ"، اللتي اصبحت هي الحالة الاصلية الان ومن يخرج عنها يكون مغضوب عليه ولايعرف "اداب طالب العلم"، واللتي اصبحت اداة "لإخصاء" الشباب، وتستفحل كل يوم!