المرة الثانية التي صادفت فيها ذلك القلم الأبنوس، كانت في إحدى المدارس التي التحقت بها. كان مع أحد تلامذة الفصل . وكان يحتفظ به في درجه المغلق، وعندما كان يفتح القفل بالمفتاح ويُخرج القلم، كنت أنتقل من مكاني وأنضم إليه مع بعض الأولاد، أتفرج عليه وأطلب منه أن يسمح لي بالإمساك به و تفحصه.
في أحد الأيام جاء الولد ووجد الدرج مكسوراً والقلم اختفى. أنا لم أنتبه لما حدث، إلا أنني لاحظت أن الأولاد و كانوا يجلسون أمامي في الناحية اليمنى من الفصل، يلتفتون نحوي ويتهامسون.
وعندما دخل المدرس، قام الولد و شكاني بأنني أخذت القلم، واستشهد بزملائه الذين قالوا إنني كنت شديد الاهتمام به، وقال آخر أنني فعلاً الوحيد الذي كان: - نفسه فيه. والمدرس طلب مني الوقوف. لا أذكر أنني تكلمت. ما أذكره أن الدموع انهمرت من عيني وأنا واقف، ولم يكن معي منديل، جففت عيني وأنفي في كُم القميص، وصاح المدرس، وكان معممًا، وله جبَّة: - إخص. الله يقرفك. وأشار بيده إلى الباب: - اخرج برة.
ما أذكره أنني مشيت حتى مقدمة الفصل، وجريت. ربما مازلت أجري حتى الآن.
ولد إبراهيم أصلان بمدينة طنطا بمحافظة الغربية في عام 1935، ثم إنتقلت أسرته الى حي إمبابة الشهير التابع لمحافظة الجيزة. بعد أن أتم دراسته عمل بهيئة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية. بدأ أصلان الكتابة والنشر في عام 1965. وفي عام 1987 تم إنتدابه للعمل نائبا لرئيس تحرير سلسلة مختارات فصول وإستمر بها إلى أن خرج للمعاش في عام 1995. فى عام 1997 عمل رئيسا لتحرير سلسلة آفاق الكتابة وأستمر بها الى أن استقال منها في عام 1999 عندما اشتعلت أزمة رواية (وليمة لأعشاب البحر) للروائي السوري حيدر حيدر، لكنه إستمر فى العمل لبعض الجرائد الخليجية بالمكافأة، والحياة اللندنية بالقطعة.
من أهم الأعمال التي كتبها أصلان هى : بحيرة المساء ، ويوسف والرداء ، وحكايات من فضل الله عثمان ، ومالك الحزين (والمأخوذ عنه فيلم الكيت كات الشهير الذى لعب دور بطولته الممثل محمود عبد العزيز)، ووردية ليل، وعصافير النيل، ثم خلوة الغلبان. يتميز إبراهيم أصلان بالمحلية الشديدة في كتاباته، فهو يستمد شخوصه ببراعة تامة من الحى الشعبي الذى عاش فيه كل حياته وهو حي امبابة الشهير، إضافة الى انه يرسم بكتاباته الأزقة وحواري تلك المنطقة فتشعر وكأنك تعيش فيها وتتحرك داخلها، وهو في هذا الصدد شديد الارتباط بالأرض والواقع الذى عاش فيه.
"ليس مهماً أن نحقق أحلامنا أو لا نحقق،فالأمور لا تقاس بنتائجها،ولكن بما نبذل من جهد.."
شئ من هذا القبيل..كتاب جميل جداً للكاتب و الصحفي المصري إبراهيم أصلان و هو عبارة عن ٣٤ قصة قصيرة أو ممكن نقول حكاية حقيقية من حياة الكاتب نفسه..
قصة منهم ممكن تكون مجرد حلم و قصة تانية ممكن تكون حتة من فيلم:) قصة ممكن تكون موقف مع أحد الأصدقاء أو الكُتاب وقصة تانية ممكن تكون خناقة تفطس من الضحك في بيت الجيران:) قصة عن إزاي كتب مالك الحزين و قصة عن طفولته ولعبه مع أصدقائه في إمبابة علي النيل:)
كتب قصة رائعة بعنوان وداعاً نجيب محفوظ و كان يشعر كما نشعر جميعاً إن كل ما كتبه عم نجيب صار جزءاً من حياتنا و إنه يمت بصلة قربي لكل مواطن علي أرض مصر❤️
"كم سرد هو..وكم أصغينا نحن..إلا أنه آجلاً أو عاجلاً يصل كل منا إلي نهاية قواه وتنتهي القصص،ولا يبقي شئ يضاف.يا عم نجيب"
كتاب ممتع..دافئ ..يلمس القلب.. سهل وسلس ولكن عبقري في نفس الوقت.. قلم مصري أصيل و خفة دم كمان .. حبيت قلمه جداً جداً في هذا الكتاب بعد لقاء أول غير موفق في خلوة الغلبان..بس أعتقد إني بدأت أفهم إسلوبه أكتر دلوقتي و علي ما أظن لو قرأتها مرة تانية في الغالب حغير رأيي:) بالتأكيد ينصح به😍
مع تعدد قراءاتي لأصلان اكتشف في كل مرة أنه يترك فيّ أثرًا يجعلني أحبه أكثر، وبعد الانتهاء من هذا الكتاب أستطيع القول بأنه واحد من كتابي المفضلين. . إبراهيم أصلان بيصنع من الموقف البسيط حكاية جميلة ذات مغزى إنساني عميق.. في هذا الكتاب مواقف من حياته، وبعض آراءه وتعليقاته، أو حكايا أخرى مثل حديثه عن الشيخ حسني الحقيقي، يصيغها بأسلوبه المميز وسرده الساحر ليجعل منها نصوص أدبية رائعة.
لكنّي أحببته أكثر في خلوة الغلبان، ربما لأنه كان كتاب سيرة ذاتية بشكل كامل بخلاف هذا الكتاب المتنوع.
بالرغم من أن بدايتي مع أصلان كانت غير مبشرة، إلا أنه أصبح من أكثر الكتاب قربًا إلى قلبي.
- قيل مرة أن أمرك لا ينتهي أبدا مادام لديك قصة تسردها وشخص يصغي إليها . وكم سرد هو وكم أصغينا نحن . إلا أنه آجلا او عاجلا، يصل كل منا إلي نهاية قواه، وتنتهي القصص ولا يبقى شئ يضاف. ياعم نجيب.
قرأت الكتاب فى جلسة واحدة، لم تكن قصصاً قصيرة ولا مقالات ، إنما هى مزج بين الإثنتين..مزج ببراعة لا توصف، إبراهيم أصلان من أجمل الأصوات الأدبية التى أنجبتها مصر- رغم ان ده كليشيه مبتذل بس أحب أستعمله فى الحالة دى- نهايات النصوص غير متوقعة ..رغم قلة انتاجه يسعنى أن أقول أنه بكتابته عمل فارقاً كبيرا فى شكل الكتابة والمعالجة وبساطة التعبير الذى يجعلك تقول بعد أن تنتهى: يااااه، إيه الروعة دى يا أستاذ!!!!، ولا تريده أن ينتهى، نصوص تمزج بين إعادة حكى لقصة قرأها أو تنبيه لكتاب يشير علينا أن نقرأه أو مقتطفات من السيرة الذاتية يقص علينا فيها قصته مع الكتابة والقراءة وأفاعيل الزمن فى بشر مروا عليه كانوا فى بدايتهم مشاهير ثم أصبحوا مغمورين مقهورين...ابراهيم أصلان يملك حس انسانى حاد ..شجى ومؤلم
قِيل، مرة، أن أمرك لا ينتهي أبدًا ما دام لديك قصة تسردها، وشخص يُصغي إليها، وكم سرد هو، وكم أصغينا نحن. إلا أنه عاجلًا أم آجلًا، يصل كل منا إلى نهاية قُواه. وتنتهي القصص، ولا يبقى شيءٌ يُضاف.
يقول الكاتب في إحدى حكايات الكتاب أنه كان يحب اقتناء الكتب لغاية الاقتناء، حتى لو قرأه من قبل أو استعاره، لأن الكتب كانت تشعره بالونس. ولا أستطيع أن أزيد عن هذا الكلام شيئًا، فقد كان هذا الكتاب خير ونس للفترة الماضية بالفعل.
والله الواحد لا يعلم ماذا يقول، عم إبراهيم أصلان دائمًا ما يضعني في حالة صمت تام بعد القراءة له، المنبهر لا يفعل شيئًا سوى التحديق والصمت، وعم أصلان يبهرني أيًّا كان ما يكتب.
قوله في هذا الكتاب: «ليس مهمًا أن نحقق أحلامنا أو لا نحقق، فالأمور لا تُقاس بنتائجها، ولكن بما نبذل من جهد.» يحضرني دائمًا، باستبدال بعض الألفاظ تَخرج القاعدة الأولى والأهم التي يُقرأ بها لأصلان، هو لا يكتب شيئًا جديدًا، ولا أفكارًا مبهرة، بل يكتب كما يكتب أي أحد، ولكن له عذوبةً وصفاءً وصدقًا لا يوجدون عند أي كاتب آخر، مهما كان.
كتابات أصلان لا توصف إلا باسمه، نحن أمام كتابة لا تعرف إلا بـ«الأصلانيّة»، وهذا كتاب أصلانيّ بحق وحقيق، ولا صفة تليق به غير هذه. في مجموعة نصوص بسيطة يظهر لنا جوهر عم أصلان الحقيقي، بكل بساطته، معرفته، آلامه، قسوته وطيبته، وسحر العبقرية الفريدة التي يمتلكها في الحكي. مَن أراد معرفة إبراهيم أصلان جيدًا فعليه بـ«خلوة الغلبان» و«شيء من هذا القبيل».
دائمًا ما أقول إن القراءة ملجأ، وحكايات أصلان هي دائمًا في مقدمة ما يُقرأ إذا أردنا ملاذًا طيبًا وساحرًا.. وبسيطًا.
إبراهيم أصلان حكاواتي وقاص ممتاز، ممكن يحكي موقف عادي جدًا بشكل أدبي جميل في إطار قصصي شديد العذوبة، أول قرأتي له وعجبني أسلوبه وتفاصيله وحواراته مع الناس وحكاياته عن الشيخ حسني الحقيقي وضحكت بصوت عالي على أحلامه الصيفية.
الكتاب مليان قصص جميلة فعلًا تعرفك شكل الناس في 2007 وما قبلها وحكاياته عن أصدقائه وعن عمنا نجيب محفوظ وكل الناس اللي بيقابلهم في حياته، كتاب خفيف مش هيضرك في شيء لو قرأته.
بعض القصص هذيان تام وبعضها وصف دقيق للشارع المصري ولكن وصف يأخذك في تفاصيل تدرك بعدها إنك تركت الموضوع الأساسي لتتفرع كثيرا دون هدف سوا الحكي التفرع الزائد عن الحد يفقد القارىء تركيزه ولكن لسبب ما لا أعرفه شعرت بالألفه بعد حكاية الكيت كات عرفت بعدها إنه مؤلفها ..
أجلس متضايقاً من حالي مع القراءة وتأخر معدلي في القراءة، انظر للكتب بشغف كبير، كمن يتمنى الانتهاء منها بمجرد جلسة واحدة، أفكر كحل عملي وأنا أنتظر صلاة الفجر، أن أتناول أول كتاب من آخر صف، وأن أكتفى في صفوف المكتبة بكتبي أنا دون الكتب التى استعرتها، يخرج كتاب شيء من هذا القبيل لإبراهيم أصلان، أتذكر ظروف شرائى للكتاب من دار الشروق أنا ويوسف، بسعر زهيد ومعه كتاب خلوة الغلبان، صورة إبراهيم أصلان في مخيلتي ترتبط بالتفاصيل شخص يعرف حكايات القاهرة، يؤمن بالحياة والدراما، أتذكر عبارته في فيلم الكيت كات، ورفض ابن الشيخ حسني السفر للخليج للعمل، بحجة هناك فلوس بس مفيش حياة، تقفز تلك العبارة إلى عقلي كلما سمعت مغتربا قضى سنوات طويلة يشتكى من قلة الشغف في الخليج، لا يوجد في هذا الكتاب إلا لقطات بارعة بعين شخص قادر على ملامسة حيوات النفس، لمرتين صحت بصوت مرتفع "اخربيتك" كيف لقط تلك اللقطة، لساعة تقريبا، شعرت بروحي تجول معه في الحواري والشوارع أتأمل حديثه عن بائعة الجرائد والأم التى تعمل بوابه تنتظر ابنها الذى ذهب للعراق منذ 13 عاماً وتضع سماعة في ودنها خوفاً أن يطرق الباب وهي نائمة، لقطات فنية أو وصفه لشقة دستويفسكي وكلامه عن مدينة بطرسبرج، وهكذا قضيت ساعة تقريباً ممسكاً الكتاب بيدي فرحاً بهذه الحكايات، وصفه ليحيي حقي في غيبوبته التى يفوق منها ليلقى بشعر لأبي فراس الحمداني، أو حكاياته عن الشخص الذى أرسل رسالة إلى الله عن طريق البريد ! أحببت الكتاب على صغر حجمه، شكرا يا أصلان
أول عهدي بأصلان ... أعجبني التنوع والاختلاف فيما بين قصص ومقالات الكتاب وربما أكثر مقالة أعجبتني هي تلك التي تترجم فيلما تسجيليا هنديا واخرى تتحدث عن استكمال للكيت كات ...
اعجبني اسلوب اصلان جدااا ورأيت فيها شيئا من الغرابة يميزه عن اي كاتب اخر فهو يتحدث وكانه يجلس محدقا في النيل مع بعض رفاق قدامى ..
بعض القصص اصابتني بالملل ولكن في المجمل هو كاتب جميل شعرت وكانه صديق يحاكيني في مواقف حياتية تخصه وتقبلت منه ذلك
مجموعة عظيمة من النصوص، حواديت ابراهيم اصلان عظيمة بجد، اتخيله و هو جالس بجوارى يحكى هذه الحواديت، حبيت جدا نص "فى وصل ما انقطع" و الذى يحكى فيه عن مصير ابطال رواية "مالك الحزين" و بالاخص عن حكاياته مع الشيخ الذى دعاه الشيخ حسنى و عن مصير هذا الشيخ اللى بيشوف "احسن منك" ..ابراهيم أصلان نصوصه مليانه بحيوية القهاوى الشعبية فى امبابة و بولاق، هيفضل اصلان أول حاجة تيجى فى بالى لما اسمع كلمة امبابة
قيل مرة أن أمرك لا ينتهي ابداً، ما دام لك قصة تسردها، وشخص يصغي إليها. إلا أنه آجلاً أو عاجلاً، يصل كل منا إلى نهاية قواه، وتنتهي القصص، ولا يبقى شئ يضاف.
إذا كنت تحاول التعرف على إبراهيم أصلان وأدبه فمن هنا تجب أن تكون بدايتك. لا يمكننا أن نطلق عليه مجموعة قصصية، اعتبارها مقاطع من سيرة ذاتية سيكون أنسب، أو ربما مقالات أدبية مبنية على مواقف حياتية. ينجح في جر أقدامنا إلى عالمه بقصة "قلم أبنوس." التي تعود في أغلب الظن إلى ذكريات طفولته، والتي شرد ذهني عند نهايتها: "لا أذكر أنني تكلمت. ما أذكره أن الدموع انهمرت من عيني وأنا واقف، ولم يكن معي منديل، وجففت عيني وأنفي في كم القميص، وصاح المدرس، وكان معمما وله جبة: إخص. الله يقرفك. وأشار بيده إلى الباب: اخرج برة. ما أذكره أنني مشيت حتى مقدمة الفصل، وجريت. ربما كا زلت أجري حتى الآن. "
� يتحدث عن السبب الذي جعله يهتم بالكتابة، هو الذي لم يتلقى تعليما بعد الابتدائية واعتمد في حصيلته كلها على الاطلاع الذاتي، ويذكر الموقف الذي قال لزميله في العمل وهما عائدين من دوامهما: "أريد أن أكون كاتبا." وينصحه صديقه بالقراءة ﻹصقا� هذه المهنة، يقول أصلان: "كنت مثل واحد ضائع لا يعرف أنه كذلك، ثم جاء رجل رفع يده وأشار بإصبعه، فعرف صاحبنا أنه كان ضائعا، ومنذ تلك اللحظة البعيدة، وحتى اليوم، لم أتوقف أبدا عن القراءة، تلك كانت حادثة أولى، إشارة إلى طريق." ويتحدث الصدفة التي جعلت منه كاتبا، عندما ساعدته توصية نجيب محفوظ ثم لطيفة الزيات وصلاح عبد الصبور ليحصل على تفرغ من عمله بهيئة المواصلات لمدة عام يعمل فيه على مشروع أدبي. - ويتعرض أثناء حديثه لتفسير للتساؤل الذي يرد في ذهن كل من يقرأ ﻷصلا� قراءة عابرة: ما الذي يريد قوله هذا الرجل؟ وكيف أتى بنا إلى هذا الركن؟! يكتب في "هذه المسائل الكبيرة." عن وجهة نظره في عرض الأحداث المؤثرة ورصدها في الأدب بشكل مباشر. يقول: "إذا حدث وقرأت قصصا لا تتعرض بشكل مباشر لأي من الأحداث أو القضايا الكبيرة التي نعيشها، فلا تظن أن هذه القصص المعنية بصغائر الأمور كانت بمنأى عن عن هذه الأحداث الكبيرة أبدا. فاﻷحدا� الكبيرة هي كبيرة فقط لأنها تصوغ وتلون المناخ أو المزاج العام الذي يعيش فيه الخلق من عباد الله، وهي ثؤثر بالتالي أعمق التأثير في تفاصيل الحياة اليومية وفي طبيعة العلاقة العادية، بين الإنسان ونفسه، وباﻵخرين� وبالدنيا التي يعيش فيها. والسعي فنيا من أجل التعبير عن طبيعة هذه العلاقات الإنسانية، هي وظيفة الفنون جميعا." ويضيف تما يدعم رأيه: "يسعى الفنانون بحثا فيه عن تفاصيله الدالة، والتي تبدو وكأن لا علاقة لها بهذه الأحداث. لذلك أرجوك، إذا صادفت رجلا في قصة أو رواية وقد جلس صامتا، أو طفل يضحك من دون سبب، أو رأيت أحدا يمشي في الشارع وهو يتبادل الكلام مع نفسه، أو رأيت امرأة تزينت ووقفت أمام المرآة لا تعرف ماذا تفعل بنفسها. إذا صادفتك هذه التفاصيل العابرة فلا تظنها ليست ذات صلة بالمسائل الكبيرة." - في "اعتياد القسوة." يوضح ما سببته وسائل الإعلام والميديا من تبلد لمشاعرنا مستدلا بمشاهد من السينما والتاريخ، ويزيله بأهمية الكتابة في الحفاظ على تفاعلنا العاطفي: "الصورة فعلت ذلك وتفعله؛ تدمع العقل والقلب، ثم تنطفئ مخلية سبيلها لذلك الغمر الذي لا ينتهي، وهي في تسارعها وإن بقى أثرها منذورة، كصورة، للنسيان. لكن الكلمة المكتوبة تبقى." - في "فيلم قصير جدا." يحكي قصة فيلم كان نقله له صديقه كمال رمزي من مهرجان كان السينمائي، وقد علق في ذهني حتى الآن وقد مر على قراءتي للكتاب بضعة أيام، لتكون هذه أول مرة أشاهد فيها فيلما مشاهدة تامة بالقراءة فقط. - في "كلام لن يقرأه أنيس منصور." كانت فرصة سعيدة جدا للتعرف على جورج البهجوري، ااذي يتساءل في أحد المواقف التي ذكرها أصلان: "يا ترى، لو سمحتم، ما الفرق بين الحكي والثرثرة؟ وتمضي فترة من الصمت يقطعها إبراهيم داود: "الفن." - يتحدث عن رحلاته في "بطرسبرج" و"منزل دوستوفسكي" ويذكر موقفا له مع "عم عودة." ثم يتحدث عن"عم يحيى، مرة أخرى." والذي يمثل لونا مختلفا عنه بطبيعة اختلاف الطبقات الاجتماعية وظروف النشأة وينصف أصلان أدب ذلك الدبلوماسي القديم والرجل الخلوق بقوله: "لقد كان، رحمه الله، أحد نماذج التربية التي يجب أن يكون عليها الفنان، ومن أكثر كتابنا إدراكا لوحدة الظاهرة الإبداعية، فالكلمة، والنغمة، واللون، والحجر، هي وسائط تعبير ضمن هذه العائلة الكبيرة، كل وسيط أو لغة من هذه اللغات له إمكاناته التعبيرية التي يتيمز بها. الكاتب مثلا لن يستطيع أن يمنحك صورة أو مشهدا مرئيا يما يتضمنه مت حدث ينمو كما يستطيع الفنان والسينمائي أن يفعل، فاللغة ليست هس الوسيط الأمثل لتقديم ما هو مرئي، ولكن نفس الكاتب إذا اهتم بمعرفة طبيعة الإمكانات التعبيرية لهذه الفنون الأخرى، أمكنه أن يغني أدواته، ويوسع من إمكانات المادة التي بين يديه." - يسلمنا إبراهيم أصلان إلى استراحة مع قصة "شجار ليلي." عن خناقة الجيران التي أقلقت ليلهم واتضح أن سببها ماية المحشي! ومن بعدها "حدثني قال." عن رجل يحكي موقفا حدث مع زميله في العمل الذي اختفى ولم يبق له أثر! - ثم ينتقل لينضم إلينا ويتحدث من صفوف القراء، عن "هذه الكتب." وما يسببه لنا حب الاقتناء من تكديس لكتب قد لا نقرأها أبدا، ذاكرا تباريه هو وضياء الشرقاوي في تخمين أسماء الكتب ذوات الكعوب الخالية. ولا يفوته عرض رأي من يؤمنون أن إزاحة الكراكيب، التي تشارك الكتب بقدر كبير فيها، إفساح لطاقات الحياة. - رسالتين لطيفتين، غريبتين، الأولى "رسالة من صديق." ذهب فحواخا بذهن إبراهيم أصلان إلى تخيل مصر بدون كلام! والثانية "رسالة إلى الله...فعلا." ويورد به رسالة حقيقية وجدها وسط كتاب قديم طان كتبها أحد المواطنين إلى الله، ليلح عليه في طلب ما! ويرجو منه الرد حالا حالا حالا. - ثم يتتابع عدد من القصص الأصلانية الأصيلة التي لا يمكنني الجزم إن كانت بنيت على مواقف حقيقية أو من محض الخيال لكنها منطقية وتفاصيلها حنونة وواضحة أعجبني منها: "أناناس" "السماعة" مستني جدا،
-
ثم ينعي أصلان عمنا نجيب محفوظ! صادف أنه أثناء قراءتي لهذه الصفحات استقبلت رسالة من أحد الأصدقاء: "مش نافعة انتي، مدام درر عم نجيب مش على راس أولوية قراءاتك مش نافعة." :"D ﻷسع� بأنني وقفت مع حديث عمنا أصلان عن عم الكل نجيب محفوظ قبل أن أتعرف عليه تمام المعرفة. يقول: "هناك طيلة الوقت كتاب، وهناك كتبة، وهناك مستكتبون، والكل يكتب. أسباب الكتابة معروفة في بعض الأحيان، وغير معروفة في أغلبها. إلا أن هناك في هذه الدنيا، قلة منذورة، كي تكون لسان حال الخلق من حولها. العم نجيب من هؤلاء." ثم ينهي حديثة مؤكدا، وهو اﻵ� مشمول في القول، أن "قيل مرة أن أمرك لا ينتهي أبدا، ما دام لديك قصة تسردها وشخص يصغي إليها، وكم سرد هو، وكم أصغينا نحن. إلا أنه آجلا أو عاجلا، يصل كل منا إلى نهاية قواه، وتنتهي القصص، ولا يبقى شيء يضاف."
- يتم أصلان مجموعته القصصية الذاتية بإكمال حديث قديم كانت منت علينا الصدفة به وهو ما آل إليه أبطال "مالك الحزين." الحقيقيون، لنعترف بأن الواقع ما زال يحتفظ لنفسه بالقدر الأكبر من الدراما. - مرحبا دائما بحكاياك وتفاصيلك يا صديقي أصلان. <3
قرأت " شيء من هذا القبيل " على شاطيء بحر العرب ، تظلني نخيل جوز الهند الشاسعة الطول .. سكنت روحي و سكنت الحياة من حولي و أنا أقرأ للمرة الأولى لإبراهيم أصلان ، و رأيت أخيرا مظاهر الحياة تحت النيل المميز في أصلان ، أنه يكتب للحياة ، يكتب لنعيش ، و لنتأمل مليا.. يكتب بتلقائية و بساطة و دون تكلف ، يكتب عن الناس البسطاء ، عن الوجه الأخر للحياة ، الوجه البسيط الجميل المبسوط لأولئك الذين يعيشون تحت الكفاف يحسسك و أنت تقرأ له أن لا شيء مهم سوى هذه اللحظة.. هذا الكتاب له شجن خاص في نفسي ، تنقل معي كثيرا ، بدأ من ابتياع أبي له ه من أجلي من مكتبة الشروق بالقاهرة إلى سكونه لبعض الوقت على أرفف مكتبتي بمكة المكرمة و إنتهاء بجولة معي في أرض الله كيرلا - الهند . و من ثم سكونه مرة أخرى في عشي الامن بمكة.
بالحرفِ السهلِ الممتنع يكتبُ هذا الرائع . لأولِ مرةٍ اقرأ لهُ لكنه جذبني جداً بإنسانيته و حساسيتهِ للتقاطِ أبسطِ الأمور كـ " إيقاع " و صوغها بـ "قلمِ الابنوس" الذي أتُهم بسرقته ، " السماعه " كانت أكثر ما أحزنني في هذه المجموعة ، حديثة الشجي عن نجيب محفوظ جميل جداً حروفة عن المناطقِ البسيطة و أهلها البسيطين جميلٌ كجمال البسطاء . هناك بعض المذكرات عن حياتهِ الخاصه و أصدقائه و بعض المقالات . أستمتعت جداً بهذة المجموعة و سأحرص على قرأةِ أصلان أكثر . و أخيراً : " حتى تستعيد السيدة فردةَ حذائها المخلوعة "