كان غيره يبكي كلما سنحت له الفرصة..أما هو فكان يَختِل الفرص في محطات القطار,وكراسي الإنتظار,وغرف الغربة;ليكتب. كان يتوسد منتصف عمره وأكثر,يعود بذاكرته الخمسينية طفلاً يجتر أفراحه,أوقد منارة الفجر في قريته الصغيرة,ثم رحل. ظل يحمل حقيبة الزمن,وتكبيل الدقائق;ليسافرا معاً في ذاكرة الكتابة. ست سنوات وهو يقلب شواهده,يصالح ذاته,يُطعمها الوحدة والجوع والغربة,يُسكنها الممرات البعيدةَ..أقبية الوحشة..منافي الألم..أم رحلت.. عصفور مات فجراً..جموع ألفت صوته وألف حضورها..الأصدقاء ورائحة خبز الطفولة! يكتب واقفاً..هذه الوجوه التي ينحتها صرير قلمه تستحق الوقوف! أما الثقوب السوداء;فكان يرممها بقلبه,ويصلي عليها صلاة التسامح. هل أكتب؟! كان يسأل نفسه! وماذا ستكون الكتابة عند ذاكرة لم يعد الحرف يتسع لها,ولم تعد ذاكرة الآخرين تحتملها.. ربما لصغاره..الذين ولدوا ((هنا)),يوم أن كان هو ((هناك))! وربما كان يجيب عن أسئلتهم,وعن بائع الجرائد الذي أتى في موعده,فلم يجده,كان الغياب الغياب أكبر فجيعةً من السؤال.
سلمان بن فهد بن عبد الله العودة ولد في شهر جمادى الأولى عام 1376هـ. في بلدة البصر إحدى ضواحي مدينة بريدة في منطقة القصيم يرجع نسبه إلى بني خالد، حاصل على ماجستير في السُّنة في موضوع "الغربة وأحكامها"، ودكتوراه في السُّنة في شرح بلوغ المرام / كتاب الطهارة) ، كان من أبرز ما كان يطلق عليهم مشائخ الصحوة في الثمانينات والتسعينات.
نشأ في البصر وهي إحدى القرى الهادئة في الضواحي الغربية لمدينة بريدة بمنطقة القصيم وانتقل إلى الدراسة في بريدة،ثم التحق بالمعهد العلمي في بريدة وقضى فيه ست سنوات دراسية. وتتلمذ على العلماء عبد العزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، وعبد الله بن جبرين، والشيخ صالح البليهي. حفظ القرآن الكريم ثم الأصول الثلاثة، القواعد الأربع، كتاب التوحيد، العقيدة الواسطية، ومتن الأجرومية، ومتن الرحبية وقرأ شرحه على عدد من المشايخ منهم الشيخ صالح البليهي ومنهم الشيخ محمد المنصور، نخبة الفكر للحافظ ابن حجر وشرحه نزهة النظر، وحفظ بلوغ المرام في أدلة الأحكام، ومختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري، وحفظ في صباه مئات القصائد الشعرية المطولة من شعر الجاهلية والإسلام وشعراء العصر الحديث.
تخرج من كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم، ثم عاد مدرساً في المعهد العلمي في بريدة لفترة من الزمن، ثم معيداً إلى الكلية ثم محاضراَ، وعمل أستاذاً في في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم لبضع سنوات، قبل أن يُعفى من مهامه التدريسية في جامعة الإمام محمد بن سعود وذلك في 15/4/1414هـ وذلك بعد أن تم إقافه عن العمل الجامعي بعد أن صرح أكثر مرة من خلال محاضراته سواء بالجامعة أو خارج الجامعة بأمور سياسية بحته تم إيقافه على أثرها وحبسه فترة من الزمن بأحد السجون السياسية بمدينة الرياض قبل أن يتم الافراج عنه والسماح له بإقامة المحاضرات الدعوية بعيداً عن السياسة البحته .
ماجستير في السنة في موضوع "الغربة وأحكامها". دكتوراه في السنة في (شرح بلوغ المرام /كتاب الطهارة) في أربع مجلدات مطبوع. المشرف العام على مجموعة مؤسسات الإسلام اليوم. عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مجلس أمنائه. نائب رئيس اللجنة العالمية لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
الساعة 6,45 صباحاً ... قررت أن لا أنام حتى أنتهي ... وها أنا انتهيت
حوالي 600 صفحة ... ضحكت معها للحظات ... ابتسمت ... بكيت ... دهشت ... وغضبت أحياناً كيف لا ... وأنت تعيش حياة كاملة في هذا الكتاب .. بكل التفاصيل ... مع أروع المشاعر ... وعبر أعمق الأفكار
خرجت من هذا الكتاب بفوائد جمّة : لعل أهمها تعرّفي على الحياة الاجتماعية _ ولو نسبياً _ في المملكة العربية السعودية خرجت من هذا الكتاب باقتباسات عظيمة ... كان الكاتب يهديني بين حين وآخر حكمة أو موعظمة تلّخص تفاصيل كثيرة وأحاديث طويلة أبيات الشعر كانت أكثر من رائعة ... تذوقت بعضها بنشوة عند منتصف الكتاب بدأت أشعر بشيء من الملل وكنت أنوي تقييم الكتاب بثلاثة من خمسة ... ولكن آخر مائة صفحة عدلت موقفي ... وجعلتني أرفع التقييم درجة حديثه عن الزنزانة وحياة المعتقل جذبني بشدة ... تعايشت مع الحدث باهتمام شديد ... وحين تحدث عن موت ابنه ( عبد الرحمن ) تحررت دموعي ... عجبت لقوة هذا الإنسان وثباته !! واي قلب يحمل ما حمل لولا رسوخ الإيمان وثبات النور في قلبه كثيراً ما كنت أقف عاجزاً عن استيعاب قضية أن يسجن ( عقلٌ ) كهذا ... وإن كان قد استطاع أن يستفيد من هذه المحنة وأن يخوض تجربة اكتشاف ذاته ... ولكن !! لماذا ؟؟ هل هي سنة الله في خلقه ... أن يكرم البعض مقابل أن يعاقب البعض الآخر بارتكاب الخطيئة !!
كثيراً ما كنت أضيع بين التفاصيل ... عجزت عن فهم بعض الأمور المرتبطة بشدة ببيئة الكاتب ... قررت أن لا أركز على الأسماء والأشخاص والأمكنة ... حاولت أن أستخلص العبرة وأخرجها من إطارها الزماني والمكاني وأجردها من أشخاصها ... حاولت أن أعيش تجربة إنسانية فريدة فوق الزمان والمكان
وأنا اقرأ ... لم يغب عن ذهني للحظة كتاب ( الأيام ) لـ(طه حسين ) ... كنت أقارن دائماً بين هذا وذاك ... كلاهما استطاع أن يكون ناجحاً في النهاية وأن يصل إلى مجد لا يقبل طرح الأسئلة حوله ولكن !! ما ابعد سلمان العودة عن طه حسين ... لعل كلاً منهما مدرسة في حد ذاته أحدهما صعد من الفقر والعدم والإعاقة ... والآخر كان حياته مستقرة بشكل أو بآخر أحدهما رفض الأزهر ومشايخه وتمرد على أساليبهم وطرقهم ... والآخر أحب الشيوخ والعلماء وتعلق بكثير منهم وكلاهما خلّد اسمه في النهاية
مع هذا الكتاب عشتُ دهشات عديدة بما يظهر لي عن صاحبه الذي لم أعرفه قبلاً سوى اسم مضاف إلى عدة أسماء!، ثم اقتباسات تصل إليّ ورسائل صغيرة تعطر صفحات الفيسبوك وتويتر تمتلئ بالحكمة والإلهام الموصل لذاتي، هذا كله مجموع ماأعرفه عن الكاتب الأديب الشيخ/ سلمان العودة .. اخترت هذا الكتاب ليكون نافذتي إليه، لأحاول فهم شخصه العظيم ومن أين ينبع كل مافيه من حكمة و حياة، من أين يأتي بكل العطاء والحب ليبثه في قلوب الكثيرين ممن يحكون عن شخصه بخالص الحب والتقدير.
يتحدث في صفحاته الطويلة بشيء من البعثرة! وكأنه يقلب صفحات حياته في حنين وشوق إلى ذكرى حلّوة، وحيناً ينظر إلى بعضها بألم فتصير حروفه إلى صفحاتٍ كتبت بدموع بدلاً من حبر!، فتكون سيرته أقرب إلى خليطٍ من الحيوات تمتزج لتشكل شخصه بكل عفوية و رضًا عن النفس.
يكتبه بقلم أدبي رصين واسع المعرفة والخبرة، يدهشني لكثرة ماأرى من قوته وهدوئه وجميل حروفه. معها شهدتُ نوعاً آخر من اللغة الأدبية المحفوفة بالأصالة وقوة البناء وحسن اختيار الكلمة، حتى أجدني وحرفي أقزاماً بالمقارنة ولا نكتب حرفاً يسمى أدباً من الأصل!.. فكانت لغته دافعاً ومحفزاً لأستزيد منها لي وابحث في منبع حرفي عن معنًا أصيل يمكن أن أستند عليه، فيكون كتابه ومشروعاً قادماً لقراءة كل ماخطه هذا القلم الفذ رحلةً أعد بها نفسي لأنهل المزيد من لغته المبهرة.
علاقتي مع الكتاب كانت متذبذبة تارة طردية وأخرى عكسية! أسعد به مرات،وأتجاوز أحياناً بعض صفحاته بثقل! ولا أظن العيب فيه ولكن عقلي الصغير _ربما_ لم يقدر على مجابهة أسلوب كاتبه الدفين، و حكيه لبعض الأحداث التي تهفو إلى عين مطلع سابق لما حدث في تلك السنين، غير أنني كقارئ لا يملك عنه حتى مختصراً تعريفياً بشخصه أو بتلك الأحداث، لم أستطع أن أخلق من حروفه صورةً يتمكن منها عقلي، غير أنني استقيتُ من أكثرها سطوراً تفيض حكمة وعلماً. توطدت علاقتي مع كتابه منذ اللحظة التي كتب فيه عن دخوله السجن وسطر في بدايتها: "هو يكتب ويرسم ويتحدث، لا ليصنع الشفقة عند الآخرين حيال معاناة، ولا ليعبر عن مشاعر الكراهية التي تترفع عنها النفوس الطيبة؛ بل ليعيش الحياة ذاتها بتجربة جديدة، وليشاركه الآخرون لذة عيشها حيث أصبح ذلك ممكناً."
طقوس صعوده إلى سلم المجد وتجاربه العديدة ومروره بالكثير من محطات العلم وعظمائه جعلت مني شخصاً غابطاً وكأنه أنار في أيامي شعلة همة لاتنطفئ، و رسم خطوطاً عريضة آمل أن تصل بي إلي! وفي كل مرة كان يضيف إلى أحلامي معنًا جديداً وإلى خبرتي خبرات عديدة، وينير أمامي طرقاً حسبتها مظلمة، و يتقن الرسائل الصغيرة فأحفظها قريبةً مني لأذكر بها من هذا الكتاب وصاحبه جميل ماصنع. ببساطة أكبر : هذا الكتاب شيدني على ذاتي
* وددت لو كتب عن نفسه بصيغة المتكلم، فالسيرة الذاتية تكون أقرب حين يحكيها صاحبها بصيغته، فتصل مشاعره وأفكاره بشكل أسرعوأشعر به وكأنه يحدثني عنه فتكون لحكمته وحكاياه مكاناً في زوايا ذاتي وروحي وعقلي.
* تقيمي للكتاب أربعة نجوم ونصف! لكنني هنا لا أستطيع أن انتصف، فأختار الأقرب للكمال لأنه يستحقها بحق.
عنوان الكتاب هو أول ما جذبني لشراءه، وعلمت لاحقاً أن لسلمان العودة أسلوب أدبي مميز، حتى أني رسمت الكثير من الخطوط على فقرات راقت لي في هذا الكتاب، كيف لا هو منذ نشأته طرق أبواب العلم، ومنذ صغره كان قارءاً نهماً، وصديق وفيّ للكتب والمكتبة، وقد اختار من حوله صحبة صالحة تعينه فلم يجرب أن يكون شاباً طائشاً، كما كان اجتماعياً بطبعه.
يروي لنا حياته مذ كان صغيراً منذ كان في القرية ابصغيرة يعيش فيها حياة بسيطة مع اسرته ثم انتقالهم مبكراً إلى المدينة يصف ملامح المكان بدقة حيث تمسحها البساطة وعفوية العيش. ذكر مجموعة من مشايخه والذين تتلمذ على يدهم كأبن باز وابن عثيمين والبهيلي وغيرهم من القدوة والأفاضل ممن يحتذى بهم. كان من الجميل أن أعرف بصداقته لعائض القرني على مقاعد الدراسة بعد الجامعة، لتدوم إلى الآن، أكثر من عشر سنوات تلك بلا شك الصحبة الصالحة، أدامها الله .. احببت أيضاً إدخاله للشعر والقصائد بين فقراته، ما يدل أن الشعر حاضر لديه يضعه في الموقف المناسب.. وهذا شيء يعجبني.
بالرغم من أسلوبه اللطيف في السرد إلا أن هناك الكثير من الملاحظات التي لم تعجبني في كتابه، أولها أنه اتخذ اسلوب السرد، والسرد فقط، يريد القارء أحياناً أن يعيش مع الكاتب ويشعر معه واسلوب السرد غالباً لا يتيح ذلك، حيث يضع حدوداً فالقاريء هو قاريء لا أكثر ولن يكون شخص خفي من شخوص الكتاب يراقب ما يحدث عن كثب وكأنه معهم.
عندما يتحدث عن نفسه يستخدم لفظ (صاحبنا) ويستخدم ضمير الغائب كأنه يتحدث عن شخص آخر وهذه الطريقة في نظري كانت أشبه بحاجز، ربما يشعر الكاتب بأريحية حيث أنه يبدو وكأنه يتحدث عن شخص آخر، ولا يستخدم لفظ (أنا) التي يعتبرها البعض اشتقاقاً من (الأنانية) أقول -ربما- فلا يشير أصبعه إلى نفسه، مع ذلك فهذا الأسلوب لا يعجبني أشعر وكأن الكاتب يضع حاجزاً وإن كان وهمي.
كثيراً ما يعرض حياة أناس لا أعرفهم ولا أهتم لهم في الحقيقة، عندما اقتنيت هذا الكتاب كان لمعرفة سلمان العودة، الحياة التي عاشها عن أفكاره وكيف تبلورت عن حياته الشخصية بشكل مفصل أكثر ولكن خاب أملي نوعاً ما، أراه يعرض تيارات تلك الفترة متناسياً كون الكتاب (سيرة ذاتية) ولا يحتمل أن يضع فيه أكثر مما يحتمله. الكتاب كان يفتقر إلى مواقفه الشخصية، المواقف التي مر بها، والتي تعبر عنه، بينما كان كثيراً ما يعرض الكُتّاب الذين أثروا فيه، والذين من حوله، وإنجازاته وآخر ما حققه..
في رأيي أنه حمّل الكتاب أكثر مما يحتمل، وكأنه يريد وضع كل شيء فيه .. مما أخرج الكتاب عن سياقه، وموضوعه الأصلي في كونه سيرة ذاتية وهذا أكثر ما أزعجني في كتابه.
لم أستطع منع الملل الذي بدأ يتسلل خلسة، والذي انتابني حتى أطلت في قراءته أكثر مما ينبغي،، ولكن إصراي على إنهاءه كان الغالب، هناك فرق بين أنك تجبر نفسك على قراءة كتاب أملاً في إنهاءه، و أن يراودك شعور بأن لا تود أن تنهيه لأنك تعيش معه، في هذا الكتاب حدوث الأولى نفى حدوث الثانية.. وذلك في الثلث الأول من الكتاب.
ولكن ذلك الشعور لم يبقى حتى النهاية، إذ بدأت أتفاعل مع الكتاب بشكل أفضل منذ حديثه بعد سجنه وذلك في الربع الأخير من الكتاب تحديداً، إذ بدأ يتحدث عن نفسه ويصف شعوره، فوصف حاله والمكان الذي يقبع فيه حيث الوحدة والعزلة التي امتدت لخمس سنوات، ومرارة الحزن ولوعة الشوق، بالرغم من كل ذلك كان متفائلاً حتى في أحلك الظروف، ربما كان مجبراً في التحدث عن نفسه ووصف مشاعره حيث خلا بها ولا أحد سواه، فوجد فراغاً ومساحة لنفسه، وأعطى لأبناء وأهله نصيب في الكتابة عنهم وإن لم يطل.. إلا انه لم يذكر سبب سجنه صراحةً.
ثم الفصل الأخير الذي أطلق عليه اسم (قُمرة الضوء) عرض فيه صور لأشخاص ذكرهم في كتابه من أصدقاء وزملاء واساتذة وصوره وشيء من الأوراق التي تخصه، ينهيه بثلاث رسمات تعبر عن الكتاب .. وهنا بعض منها:
سيرة ذاتية، محتواها خفيف -نسبيًّا- واللغة جميلة وعاطفية. يسهل علي أن أتكلم عن الكتاب من ناحيتين: 1.العاطفة واللغة. 2.الفكر والجانب العملي المترتب عليه. في الأولى، نجح في صياغة الكلمات وتوصيف كثير من المواقف بحساسية عالية بعضها حرَّك دموعي. لكن، مع سهولة اللغة توجد شخصيات وأزمنة وأحداث متداخلة وغير واضحة. أكبرت أحاديثه عن معلميه وشيوخه وأصدقائه وأهله، كلها تنم عن وفاء وعرفان وحب. الثانية، ما استطعت تكوين صورة واضحة عنها، كثير منها كلمات فضفاضة بحيث تعجبني ولا تعجبني في ذات الوقت، ويتطرق إلى حياته العملية والعلمية فلا يذكر إلا طرفًا غالبيتها غير واضحة. والجزء الأول الذي تكلم فيه عن طفولته وشبابه قبل بداية الحياة العملية والدعوية كان أوضح وأخف بكثير مما بعده، ومعه بعض الفصول التي كتبها عن فترة اعتقاله. التقييم: 2.5 فرَّج الله عنه.
كتاب آسر بقصصه وأسلوبه وأسراره، مفيد لكل باحث عن الحكمة والبيان والمعلومات التاريخية. يعيبه بعض الغموض المتعمد، واستخدام لغة الراوي كمراقب لا فاعل ولا منفعل. كنت أتمنى أن يفصح عن المزيد بالرغم من جرأته في وصف كواليس سجنه وما بعده، وأن يجيب عن تساؤلات معلقة بشأن ما يقال عن تحولاته الفكرية. أنصحكم به. وأعدكم بوقت ممتع ومفيد.
عرفت سلمان العودة شيخاً مُواكب للجيل الحديث قريب من قلوب أبناء . و عندما علمت انه دخل السجن لفتره لا يستهان بها في ماضيه استغربت كثيرا كما زاد تعجبي من انه كان من التيار الصحوي بل من شيوخه . لماذا دخل السجن ؟ كيف كان متشددا ؟ و كيف تغيّر من هذا الى ذاك ؟ هذه و غيرها اسئله راودتني مراراً و عزمت على قراءه سيرته بحثاً عن اجابه .
انتهيت من قراءة الآن طفولة قلب ، و لم أجد الإجابة على أي من أسئلتي! وجدت الكتاب مذكرات أكثر من كونه سيرة ذاتيّة كما أزعجني و شتتني كثيراً انعدام تسلل الاحداث و اسلوب الطرف الثالث ، حتى انني كنت اعيد قراءة بعض المقاطع مراراً ليس لفرط اعجابي بها ، بل لانني اجدها مبهمه ولا أدري ما اذا كان يتحدث فيها عن نفسه الذي كان يشير اليها ب(صاحبنا) في كثير من الاحيان ، ام انه يتحدث فعلا عن احد اصحابه .
شعرت أن الكاتب شديد الانتقاء فيما يريد أن نعرف عنه في مواضع كما لمست ادعاء غريب للمثاليّة في مواضع اخرى .
حاولت ان اُعطي الكتاب اكثر من فرصه لكن عرفت رايي الحتمي فيه حينما كنت اقرا ما كتبه عن الفتره الذي قضاها في السجن ، و وجدت نفسي اسأل والدتي عن سبب دخوله للسجن من البداية .. ( و كنّك يا بو زيد ما غزيت )
لن انصح بقراءة الكتاب لمن اراد ان يقرأ سيرة شيخ صحوي متشدد قضى فترة في السجن و تغيّر تغيرًا جذريًا بعدها قد يستمتع به من أراد ان يقرأ صفحات أدبيه يجد في طياتها بعض الاقتباسات و السطور الملهمة .
"إلى أطفال العالم حيثما لعبوا.. كنتُ يوماً ما أحدكم إلى شيوخ العالم حيثما تعبوا.. ربما أكون يوماً ما أحدكم"
أحببتها، استمتعت بها، أنست بقرائتها.. علو الهمة والصبر على التعلم والصحبة الصالحة معان سائدة في صفحاتها، وبها جذبتني.. بابٌ دخلت منه عالم "العودة"، أسلوبٌ رصين، وأدب رفيع وحسن انتقاء للكلمة.
وددت لو أنه رتب الحوادث وفق تسلسلها الزمني، ولم يستخدم ضمير الغائب في الحديث عن نفسه، فقد اضطررت لإعادة بعض الفقرات والفصول مراراً لأنسب الضمائر لأصحابها (وهنا سقطت النجمة ^~^)
لمن يرغب بقراءتها، أنصح بأن تكون على مدى أيام، فلها أثر لن يدركه أصحاب القراءات السريعة :-D.
اذن فهو سلمان بن فهد العودة أحد مشائخ الصحوة الذين كثر اللغط حول ارائهم في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي ...أودع في السجن وقاسى ما قاساه هناك حينما تجرع ألم العزلة والابتعاد عن الأهل ....في طفولة قلب استشهاد متجلي لسيرة حياته مطعمة بحكمة السنين الغابرة التي اجترها من علمه ومعاناته مجتازا عتاباتها بجسور واباء.....سيرة جليلة أنصح بقرائتها
لم أتصور أن سيرة رجل دار حوله لغط كبير ستخرج سطحية هكذا ! لم يتكلم عن أفكاره بصراحة، ولم يناقش التغييرات الطارئة عليه -أيا كانت- ولا الصراع الفكري الذي شارك فيه أفضل عنوان للكتاب ( أنا، وأصدقائي، وأقاربي) ! هذا كل مافي الكتاب أحداث عادية يمر بها كل شخص، ليس فيها شيء مميز حقا غير مرحلة السجن، والتي كانت تنقصها كثير من التفاصيل حول (لماذا) لدي مآخذ كثيرة على الكتاب
ابتداءً أقول كان حقًّا بودّي لو أقيّم هذه السيرة بأكثر ممّا أعطيتها، لكن لا أجد الكتاب يستحقّ أكثر من نجمة (أعتقد أنّه يستحقّها فعلًا!)؛ ظنّي أنّه -رغم عدد صفحاته اللافت بطوله النسبي- لم يضِف لي شيئًا يُذكر، ولم أشعر بأنّي تعرّفت عن قرب على حياة صاحبها وشخصه.
وتاليًا سأوضّح بعض الأمور التي جعلتني آخذ من هذا الكتاب ذلك الموقف لأنّي وجدت الكثيرين مأخوذين به: -أوّلًا: انتهج صاحبها أسلوب السيرة الغيريّة، أي تحدّث عن نفسه بضمير الغائب.. وهو أسلوب غير مستنكر لكن ربّما لم يستطع التقلّت من طريقته الخطابية، فساهم في ابتعاده عن القارئ وعن صاحبها! (مع أنّي أذكر أنّ طه حسين استخدمه في سيرته وكان قريبًا من نفسه).
-ثانيًا: كان يتحدّث بإسهاب عن غيره في الكتاب أكثر ممّا يتحدّث عن نفسه، تكرّر ذلك كثيرًا في السيرة.. أحيانًا يتعرّض لقضية ما فيبيّن مواقف غيره من معاصريه حيالها، ثمّ باقتضاب وبشكل عامّ غير صريح يدلي بدلوه فيها.
-ثالثًا: كنت أعرف (أو لنقل كنت أظنّ) أنّ العودة قد مرّ بما يتعارف على وصفه "المراجعات" خلال سجنه في التسعينيّات، لكنّه هنا يقدّم لنفسه شخصيّة مثاليّة ثابتة لم تتغيّر خلال مراحل حياتها، وإنّ مواقفه لم تعد عن كونها أسئ فهمها.. أو حتى تُعمّد إساءة فهمها، وإنّه منذ حداثه سنّه كان منفتح الفكر والتوجّه بخلاف البيئة التي نشأ فيها. ربّما يكون كلامه صحيحًا، وعلى الأرجح هو كذلك، لكن لم يعجبني تقديم نفسه بصورة مثاليّة.
-رابعًا: لفت انتباهي، وأثار استيائي، أن أحاديثه لم تنتظم في تسلسل زمنيّ أو موضوعيّ.. بشكل عام بدء بطفولته وبدا أنّه يتدرّج في مراحله العمريّة، لكن في ثنايا الكتاب تجد أحيانًا فصولًا سابقة لأزمانٍ لاحقة دون حاجة أو مبرّر موضوعيّ لذلك! وكذلك تنقلّه بين الضمائر والأشخاص الذين يتعرّض لهم.
على أيّة حال ربّما يجدر أن أنوّه (للمرة التي لا أعرف كم)، أنّي أقيّم ها هنا نصّ السيرة وليس صاحبها.
دون التذكر وفوق النسيان ..هكذا كانت البداية ، لسيرة رجل كانت حافلة بالإنجازات والعثرات أيضاً ،قريبة منه جداً كمرحلة الطفولة الجميلة التي سحرتني كثيرا في مدرسة الحويزة والأندلس ، التي جعلتني أضمر في حينها :"إن استمر الكتاب على هذا النسق فسيكون من الكتب الأثيرة لديّ"،لكن ما من شيء على هذه البسيطة يبلغ الكمال وإن دنى منه . لذا انخفض الرتم قليلاً في آواخر مراهقته وفي فترة نضجه ، ربما لأنه أسرف في ذكر أشياء لم تكن تعنيني كقارئ -أقول ربما- ، لكن الرتم عاود في الإرتفاع مجدداً مع الحديث عن رحلة الجُبّ! الكثير والكثير من المشاعر والأحاسيس عشت جزءاً كبيراً منها ، قصص عاشها ، وكيف كان يستجمع الصبر ، ويتصالح مع نفسه قبل خصومه ، ربما قد نجح في تصوير جزء منها لكني أجزم بأن هناك الكثير لم يدون .
من أبرز القصص في السجن : قصة وفاة طفله عبدالرحمن التي لم أملك دموعي معها. ولادة البراء بماثبة الحلم الجميل. بداية تعلمه اللغة الإنجليزية على يد الزميل :د/محمد الحضيف. وفاة شيخه بن باز -رحمه الله- بدون جنازة يتبعها ولا صلاة عليه قبل أن يورى الثرى.
ثم رحلة شق الحياة من جديد ، بعيداً عن السجن وعلى مرأى الرقيب ..
تاريخ حافل وتفاصيل جميلة عايشتها ، وبقدر ما كنت متلهفة لمعرفة المزيد ،كنت قلقة من أن أصل للنهاية .
الكتاب يستحق الـ4 نجوم والنصف حرمه من النصف الجزئية المملة التي ذكرتها سابقاً :)
بالمناسبة في نهاية الكتاب هناك ملحق لطيف يحوي صوراً لبعض الأشخاص الذين عايشهم في الحياة ويعايشهم القارئ في الكتاب !
الكتاب جيد لا بأس فيه لكن من يقرؤه ليحصل على شيء لا يعرفه عن سليمان عودة أو تلك الفترة التي سجن فيها وحين خرج من السجن لن يجد شيئاً يستحق، ليست سوى مذكرات عادية بسيطة حاول أن يؤثر من خلالها على مشاعر القراء وقد استطاع فكانت بعض المواقف مؤثرة حد البكاء
الحقيقة أني عندما اقتنيت الكتاب في البداية، ظننت أني سأخرج من تجربة كتاب خمس نجوم! ولكن ومع قراءتي للكتاب، بدأت النجوم تتناقص، حتى وصلت إلى نجمتين! في نظري أن المؤلف استعجل على كتابة سيرته، وهذا بدوره قد يفهم منه أن ما بقي من حياته لن يحدث فيه ما يستحق التدوين! ولكني لا زلت أتساءل مالذي دفعه لهذا الأمر؟
المبالغة في تعقيد أسلوب الكتابة، واستخدام أسلوب الشخص الثالث، والكتابة باستخدام ضمير الغائب كانت مربكة جداً، ولا أدري لم جنح المؤلف لهذا الأسلوب! كان بإمكان المؤلف الكتابة بأسلوب الذكريات فهو أنسب بكثير، علماً بأن الأحداث التي مر بها المؤلف في حياته بإمكانها التسويق لنفسها بما يكفي، ولو توجه إلى بيان رأيه في بعض الأحداث وذكر بعض المواقف المؤثرة له مع الشخصيات التي قابلها والذي بدوره سيوصل رسالة أفضل للقارئ. بدلاً من الكتابة بأسلوب لا يفهمه إلا كاتبه في كثير من الأحيان!
كنت اقول في نفسي خلال قراءتي: كم ظلم المؤلف هذا الكتاب حينما استعجل له وكتبه بهذا الأسلوب.
قد لا اكون مبالغاً عندما أقول إني استمتعت بالرسومات والتبويبات في الكتاب كثيراً.
يكشف لنا الشيخ سلمان العودة رعاه الله عن " سلمان الأديب .. سلمان الروائي " .. بعد قراءتي لهذا الكتاب .. وهو الكتاب الذي أحببته حتى أعتبرته طفلي المدلل .. أقسمت على نفسي لأقرأن كل كتب الشيخ سلمان ... لا يسعني إطلاقاً أن أكتب عنه المزيد .. لكن سأكتفي بما اقتبسته هنا ... في صفحتي المخصصة لقراءتي .... أنصح بقراءة هذا الكتاب لعشاق اللغة و الجمال .
" مقال خريف العصافير انتهى " وجدتني أميل إلى السير وحكايات السجون. على الرغم من وقوفي الطويل أمام الكتاب ومن ثم وقوفي على سيرة ذاتية أو مذكرات إلا إنني استمتعت جدًا بالكتاب وبلغة سلمان العودة . مرورًا بالأحداث التي مرت وكنت أربط كل حدث بمولدي ومولد أخوتي . سلمان العودة ولد في سنة الغرقة السنة التي مات بها الكتثير دفعة واحدة , هل كان البذرة التي تنبت الآن في فكر الشباب والمعاصرة ! تشكيلاته الثقافية حياته الشخصية وانفتاحه الكبير . هذا الكتاب ولد عنّدي شعور الحياة من جديد بمعناه الربما صحيح : التأني - التقبل - النفس الطويلة - العلاقات والكتب . خلال قرائتي شعرت بجرح ولاأدري .
29-09-2011.
" اقرأ " كانت النداء الأول .. ولكنها النداء الدائم أيضًا, المتصل, المتواصل, السائر إلى المنتهى. *
حتى الآن وصلت صفحة 154 , لكني أفكر أليس السيرة تختلف عن المذكرات؟ الكتاب قد كتب في غلافه : سيرة ذاتية . وفي داخل التصنيف مذكرات , لا أبحث عن خطأ أو فكرة مغلوطة لكن حينما نقول مذكرات كان لابد أن نطفىء في داخلنا أشياء كثيرة لنعيش الذكرى والمراحل وننمو بطريقة مؤقته ونغلق التقييم - برأيي - , أنا حتى الآن أقرأ مذكرات وبعض ذكريات , حجم الكتاب ضخم لكن اللغة معبرة وتأتي بطريقة سهلة سريعة أي تستطيع أن تقرأ 100 ورقة وأكثر في يوم .
ولد سلمان في ليلة عصيبة حينما غرقوا الناس ومات بعضهم -سنة الغرقة- يولد طفلًا ليموت آخرين . الكتابة هادئة والسرد طيب : صدقني في الأرض الواسعة أمان* .
في وقت من أوقات حياتي قلت المعلقات وبعض الشعر العربي وأخص القديم والجاهلي صعب وربما لايفهم لكن كان لدي اعتقاد بأنه يقوم اللسان بعد القرآن ولاأدري من أين جاء الاعتقاد . وفي طفولة قلب ادرج كثيرًا من القصائد التي كان يحفظها ويلقيها فآمنت باعتقادي بأن الشعر يقوم اللسان لِمَ ألمسه في الدكتور سلمان أثناء حديثه المباشر .
في المستوى الجامعي, أصبح أكثر ملاحظة لتفسه, وأقدر على إدراك عيوبها وسلبياتها, فهو مفرط الحساسية, قوي العاطفة, يشعر بالحرج من الانتقاد حد الارتباك, ويحاسب نفسه على بعض أخطائها بقسوة تقرب من التحطيم والتدمير . لكن الإصرار على التواصل مع الآخرين, وقراءة الحالة النفسية للذات, والانهماك في تصحيحها جعلته يوشك على التخفف من تلك المآخذ ليتفرغ لمعالجة سلبيات أخرى غيرها مما يجد في نفسه التي تتلوم وتتفلت عليه .*
بعضهم قد يسأل نفسه أي غباء أضيع فيه وقتي لأقرأ قرابة 600 صفحة ربما بمعدل أسبوع كامل "ذكريات" ! لكن : حين ترى أمامك إنسانًا مكتملًا عليك أن تتذكر أنه لم يتكون فجأة, وأن ثمة تفاصيل كثيرة مربكة ومشككة وضعيفة, والناجحون لم يخرجوا كالفقع ( الكمأة ) بل تدرجوا في معارج النجاح .* لك أن تعتبر بأن الكتاب فكرة للتتعلم الهمزات والتاء المربوطة والترقيم .
30-09-2011.
أنامله الرقيقة تلامس حديد الماسورة الموصولة بخرطوم الماء, وفي لحظة غفلة يتصل بتيار الكهرباء ليصقعه صقعة عنيفة, ويتنادى الجيران إلى جثة فارقتها الروح بعد ساعة وحسب* إذن هكذا مات فهد العودة تاركًا أثرًا كبيرًا في حياته, ونقلة أخرى في الحياة : وليس البكاء أن تسفح العين, إنما .. أحرُ البكاءين البكاء الموَلجُ *.
حتى الآن أصل صفحة 315 تاركةً في نفسي مساحة أكثر تأني : التعليم - العلم - الإسلام - الخوارج - الذين اعتدوا على الحرم - التربية - حرب الكويت - قيادة المرأة السعودية للسيارة التي اثيرت في 25/4/1411 ه . ثم كثيرًا كنت أسأل نفسي : من يحمل هم الإسلام ؟ - الإسلام شيء , وأن رأينا الخاص شيء آخر .*
وقفت كثيرًا عند المعلم - الأستاذ سلمان العودة : إذا كان مقصودكم بالمذاكرة النجاح فلا تذاكروا, ومن حضر الاختبار فهو ناجح, فالأسئلة يسيرة ولاكلفة فيها, لكن من أراد المعرفة والتكوين التأسيسي فليقرأ بهذه النية .*
أن يكون المرء متسامحًا مع نفسه ومع الآخرين هو شيء حسن, وأن يكون متشددًا مع نفسه متسامحًا مع الآخرين فلابأس , أما التسامح مع النفس والتشديد على الناس فهذا العطب. * بقدر مايمنحهم من المسؤولية والحرية في القرار والموقف, يسهم في بناء شخصياتهم, ليكونوا كما كتب لهم أن يكونوا, وكما تقتضيه طبائعهم وأمزجتهم وتكويناتهم, لا كما يريد الأب أن يكونوا .*
* من الكتاب
هذا الكتاب أتى من ضمن مجموعة كتب أهدتهم رئيسة القسم وبعض استاذاتي . الخمسة أيام التي قضيتها فيه كفيلة بأن تترك لي أثرًا عظيمًا وكأنهم منحوا لي حياة بدل مفقودة .
إلى أطفال العالم .. حيثما لعبوا كنت يوماً ما أحدكم إلى شيوخ العالم..حيثما تعبوا ربما أكون يوماً ما .. أحدكم سلمان العودة
كانت مكتوبةً بيد الشيخ سلمان العوده في بداية الكتاب
طفولة قلب: أضحكني تارة وتارات أبكاني ..أفرحني مرة ومرات أحزنني كتاب بكل معاني البساطة -من الأخير- : حزنت جدا أن ختمته، ووددت لو أنه طال وطال وطال....
سيرة ذاتية ليست كباقي السير التي طالعتها..جمال في الأسلوب براعة في الألفاظ، أدبي، شرعي، فيه دروس وعبر، فوائد وخواطر لا أنهي صفحةً منه إلا وفائدةَ قد سُطِّرت..إدارية، حياتية، علمية ---> كل ما لذ وطاب
أنهيت الكتاب وأنا عازم أن اقرأه ثانيةً وثالثة، الكتاب يحتاج أن يقرأ أكثر من ذلك ولو أعلم أن الكتاب يُنتَبذُ به؛ لشرِبتُه نبيذاً ==> متحمس أعذروني
الكاتب لا يذكر نفسه بصيغة الأنا أو بضمير المتحدث؛ بل استخدامه كان لضمير الغائب وكأنه يكتب عن شخصية أخرى !!
الكتاب حوى الكثير من الوقفات في حياة المؤلف من الطفولة والنشئة مرورا بالبيت وطبيعة الأوضاع المادية والعائلة والدراسة وطلب العلم والإنتقال للرياض وتحدث عن شيوخه واصدقائه وللسجن النصيب الأكبر -خمس سنوات- وغيرها
من أعجب ما قرأت في الكتاب: � حديثه عن الصداقه وصديقه المقرب الذي سماه بـ |نسخة الروح| عبدالوهاب الطريري: صـ 265 - 272 � حديث الأب المكلوم على فقدهِ لولده "عبدالرحمن"، ورثاؤه بأبيات، وعن الظروف التي عايشها إبان وفاته وكيف توفي، مقال أحزنني جدا |خريف العصافير|:صـ 459 - 470 � محاولات تعلمه للغة الإنجليزية داخل السجن ومن كان معلمه وكيف تم الإنقسام بين رفقائه، منهم من تعلم على يد الدكتور العواجي خرِّيج المدرسة الأمريكية، والآخرون على يد الدكتور الحضيف خرِّيج المدرسة البريطانية وبعض الطرائف التي حدثت وقتها: صـ 471 - 481 � الحديث عن ذلك الفتي صاحب السني السبع عشرة وكيف كانت ملازمته للكاتب وما سبب الإفتراق وحديث عن شوقه له وكأنه يرجو من الله أن يراه مرة أخرى أحزنني هذا الجزء كذلك المسمى بـ|يوسف| نسبة للنبي يوسف عليه السلام وكأنه يصف حاله بحال يعقوب عليه السلام عند فقد ابنه: صـ 483 - 490
وللكاتب حديث أخاذ يسلب بالألباب وكأنه يتحدث عن تغير منهجه وأسلوبه وطريقة دعوته |قبل وبعد| مرحلة السجن وكأنه يبرر لذلك..لماذا؟..وكيف؟
لن أطيل الكتاب جدير بمداومة المطالعة فه�� بجد من أعظم كتب السير التي طالعتها -وليست بكثيرة-
� بطاقة الكتاب: � العنوان: طفولة قلب دون التذكر فوق النسيان � تأليف: سلمان بن فهد العودة � دار النشر: مؤسسة الإسلام اليوم � سنة الطبع: الطبعة الأولى (1432 هـ / 2011 م) � نوع التغليف: غلاف (588)
ماذا أقرأ في كتاب سلمان العودة؟ لا أقرأ له كلاما سياسيا ساخنا كالذي قاله في شريطه الممنوع (من وراء القضبان)
ولا أقرأ له تحريضه للشبان على الجهاد كما في شريطه صناعة الموت
ولا أقرأ شيئا من سلمان الذي يود تغيير الناس ودعوتهم إلى مشروعه الآن الآن وليس غداً
بل أقرأ سيرة شخص،يقودك سلمان العودة من خلال سرده إلى أن تحبه وتحب صفاء قلبه..
وتحب حماسه وحبه للعلم..
وتحب لسانه الفصيح الذي يستحضر الشعر الجزيل..
وتحزن وتنتحب على قصة وفاة ابنه عبد الرحمن بحادث سيارة،وهو خلف القضبان لا يقدر على ممارسة أبوته الحانية..
وقد تبكي حين يسرد سلمان قصة الإفراج..ولقاء الأحباب..وكيف يكون اللقاء جميلا وحنونا ومبكيا..
ولكن ما لا تقرأه في سيرة سلمان أسرار تحوله من داعية الجهاد إلى داعية الاسترخاء!!
وما لا تقرأه هو العبارات الواضحة المبينة لجوهر فكر سلمان.فكل كلامه عموميات.ويكاد يستحيل ضبط عبارة (ذات محتوى علمي) ليفرح بها خصومه أو منتقدوه..
عباراته لطيفة..ولكن لجزالتها ورقتها يصعب عليك أن تتذكر عبارة واحدة مما قال.يخيب ظنك من قدراتك العقلية؛تماماً كما يخيب ظنك من سلمان الناشط دعويا..ولكن في اتجاه بعيد عن منهج السلف في بعض الأحيان..!
ينكفئ سلمان في ذاكرته على طفولة قلبه...قلب لم يعرف أن الغلظة في الإنكار تجلب الوبال على صاحبها،وعليه أن يكون مستعدا..
يستعرض سلمان الشاب الذي نشأ في مجالس الشيخ صالح البليهي والشيخ عبد الرحمن الدوسري قصته بإيجاز معهم.ويعرج على فترة سجنه..كيف عاش بين الكتب داخل السجن..وكيف كان وقع زيارات زوجتيه وأبنائه عليه؟( هنا يكتب سلمان عباراته بانضباط شديد حتى لا تقع الغيرة بين زوجتيه :) )
يختزل سلمان قصة اعتقاله..وقصة تحريضه..يكاد يجعلها تبدأ بالسجن وكأن الدخان انتشر بلا نيران..!
قرأت الكتاب متأخرا عن غيري..ولكني لم أتأسف على ذلك لأنني عرفت من نظرتي الأولية بأن طفولة قلب..هي طفولة سيرة..وأن الصورة الكاملة لم يكتبها سلمان بعد.
انتهيت من قراءة الكتاب بعد شهر تقريبا, وهي مدة طويلة " نسبيا" بالنسبة لي لقراءة كتاب. الكتاب يحتوي على العديد من أسماء لزملاء وأصدقاء الشيخ, أحسست ببعض الملل في سرد التفاصيل دون الأفكار, شخصية كحجم الشيخ العودة لديها الكثير من الأفكار والآراء للتجارب التي مر بها ولكنها لم تُدون في هذا الكتاب.
وكأدب السجون, أبكاني الجزء الذي يتحدث فيه عن تجربته في السجن , سبحان الله, أنا أعلم أنه من يثير الفساد في الأرض كالمجرمين واللصوص يستحقون السجن, أما شخصية طيبة كسلمان العودة لا تستحق هذه المدة الطويلة من العقوبة خلف القضبان! لكن الله أراد أن يبتليه فيدخل السجن ويحرم من أمه وأهله ويموت ابنه وهو في السجن, وخلال مكوثه يكتسب الكثير من المعارف ويضع لنفسه جدولا قاسيا حتى وقت النوم والأكل ( أرادوا بي شرا, وأرادَ اللهُ بي خيرا) ولكن يبقى الظلم ظلماتٍ يوم القيامة.
لغة الشيخ كانت جدُ بليغة, أبهرني أسلوب استخدامه لصيغة "هو" بدلا من الحديث عن نفسه , والكتاب مؤثر ويشير إلى مدى تسامح الشيخ وطيبة قلبه وإيمانه بالله عزوجل.
ان أي كلمة أقولها في حق هذا الكتاب قليلة ولكن سأحاول: أولا لنتحدث عن هذا العنوان الرائع المبدع للغاية لسيرة ذاتية وهو من أهم العوامل التي اجتذبتني لقراءة الكتاب ونأتي للمحتوى وطريقة العرض حقيقة لم أقرأ كتابا بمثل هذا الجمال لغة راقية معبرة ومحتوى مفيد لأبعد الحدود أظهر الجانب الانساني للكاتب وساعدني على تقوية هذا الجانب لدي أيضا كما أنه قام بعمل ترميم داخلي لنفسي وأمدني بشحنة من الطاقة المعنوية التي كنت أحتاجها لأكمل الطريق أعجبني وفاء الكاتب لأسرت ولأصدقائه وأيضا اعترافه بفضل من له عليه فضل أمر عظيم فهما أمران نادران في أيامنا هذه تعلمت الكثير من تجربة الكاتب التي اختزنتها السطور وتعلمت الكثير عن الكاتب وعن أساتذته وقد تعرفت بذلك على شخصيات فاضلة لم أسمع عنها شيئا أو قد سمعت اسمها فقط على أحسن تقدير أعتقد أن الكتاب يحتاج كتابا آخر في مثل حجمه أو أكبر لأتحدث عن مدى عظمته وروعته وجماله ولكي أتحدث أيضا عن مدى استفادتي فكما سبق وأن قلت كل الكلام قليل ولا يوفيه حقه أدعو كل من يمر بأزمة وكل من يريد الاستفادة وكل من يريد اعادة الحياة لروحه لقراءة هذا الكتاب
أشعر أن هذا الكتاب يستحق الأربع نجوم ولكن ما جعلني أعطيه ثلاث نجوم هو عدم شعوري بالتعاطف مع الكاتب .. نعم أحيانا وخصوصا في السير حينما تتحدث عن فترة كئيبة مرت على أصحابها فإنه من الجيد أدبيا أن يجعلك الكاتب تحزن تبكي أما العودة وهذا -ماشاء الله لا قوة إلا بالله- دلالة على سمو ورفعة خلقه فإنه حينما يمر بأيام ضيقة من حياته لم يشعرني بأنه مستاء بل ينظر لها من ناحية التسامح والإيجابية ، على مستوى حياته الواقعية نعم تعامله صحيح ولكن على مستوى الكتابة فإنني أرى أن الكاتب من حقه ومما يزيد في روعة مؤلفه أن يصف لنا أحاسيسه ومشاعره أن يجعلنا نبكي ونتأثر معه وهذا لا يعني أن لا ينتشلنا بعد ذلك من الحزن ليعلقنا بالأمل ، ولكن ما فعله العودة هو أنه لم يشعرنا بالحزن أصلا كأن كل ما حدث له هو أمر إيجابي في النهاية ولا يستحق الحزن لذا أجده يتعدى الكتابة عن مشاعره إلى الكتابة عن نظرته الإيجابية عن الحياة أخيرا: أهنئه حقيقة على نقاء قلبه الذي لم يحتفظ أبدا بمشاعر غيظ أو حزن أو حقد تجاه ما حدث له في الماضي ولكن يا عودة إلا في الكتابة الأدبية اترك القلم لمشاعرك لتصف لنا الأحداث الماضية من حياتك .
"الحياة تحد يستفز إمكانات القوة ، وبدون هذا التحدي يفقد الإنسان ذوقه في الإنجاز والنجاح"
"مؤلم أن نجعل الحياة كلها درساً واحداً، بينما تستحق أن تكون دروساً عديدة، نأخذها من شرها لخيرها ، ومن خطئها لصوابها ، ومن غرارتها لحذقها وفقهها"
"إذا اردت ان تكون ناجحاً فعليك أن تنمي روح الإبداع والتجدد في داخلك، وأن تعمل مع نفسك الشيء الذي تريد أن يعمله الناس"
"والحياة إنما تطيب وتصفو بهذه النفوس الصافية السهلة، التي لا تعرف التعقيد ولا المكر ولا التضجر"
"إن العمل الذي لا مخاطر فيه ولا كدر، لن يحوي شيئاً تحكيه او تتندر به"
"افرح بما في يدك ولو كان صغيراً، فقد تنظر يوماً خلفك فتراه ضخماً هائلاً"
"المعرفة هي أول ما يحتاج إليه من شروط الحياة، فالقراءة هي الأمر الأول الذي جاء باسم الخالق"
"إننا لا نستطيع أن نتعلم الشجاعة والصبر إذا كان كل شيء من حولنا مرحاً"
"أسعد الناس هم أولئك الذين ليس لديهم سبب محدد لسعادتهم فيما عدا أنهم سعداء فقط! "
"حيث يجب أن لا يكون الولع بالماضي والتاريخ سبباً في ازدراء جمال الحاضر، أو مصادرة الاستمتاع بأحلام الغد..فلكل يوم غد"
"القيود عادة هي تلك التي نصنعها من داخل النفس، نحن الذين نكبّل بها أرواحنا و عقولنا.. ليس غير!"
له افرح بإنجازك ولو كان صغيرا، وإياك أن تصنع تمثالًا بين عينك يمنعك من رؤية الفرصة الجديدة.
"لكي تحصل على روح الأمل والسعادة والمتعة عليك أن تتحقق بالإنجاز الدائم، وألا تتحول إلى رواية يتحدث عن إنجاز مضى، وكأنه كل ما يجب أن يكون."
"اتصف بالتجدد والتحديث، فالإضافة والحذف، وإعادة الترتيب، ليست خاصة بمكتبك أو غرفتك، يجب أن تعملها أولاً في عقلك وخياراتك الفكرية، ولن تفعل ذلك بجدارة ما لم تكن أسبابك موصولة بقراءة متنوعة وانفتاح موزون، فكما كانت القراءة هي البدء"
لا أعطي النجوم الخمس عادة إلا إذا توافرت عدة شروط في الكتاب أو في نفسي: - إذا خرجت بكثير من الإلهام وتبدل شيء في نفسي حينها، وتوقفت عند كثير من العبارات أتأملها بإعجاب. - إذا كان لدي الاستعداد لقراءة أجزاء منه مرة أخرى بلا ملل.. - إذا كان فيه شيء يشبهني، ويلامس تساؤلاتي.. أو يثير نفسي لمزيد من التأمل والتفكر . وطفولة قلب استولى على حبي واهتمامي، فكان لزاماً تقييمه بالخمسة نجوم.
طوال عمري تسحرني كتب السير الذاتية، وحين يسألني أحد عن نوعية كتبي المفضلة أدعي بمحبتي للسير الذاتية. مع ذلك لم أقرأ الكثير منها! ولكن تجذبني فكرة تلخيص الإنسان لحياته في عدة أوراق يختزلها غلاف بسيط. من بداية قراءتي للكتاب وأنا أتنهد وأقول : يالجماااال الكتاااب !. لم يبق أحد من حولي لم أعبر له عن حبي لهذا الكتاب!.. لقد استطاع الدكتور العودة أن يصور لي ذكرياته وكأني هناك .. في قلب الأحداث والصور. لم أكن أعلم أن للعودة أسلوب أدبي جميل هكذا! انصدمت حقيقة من جمال أسلوبه، كان هذا أول كتاب أقرؤه له!. أحببته في الله أكثر وأكثر.. أشعر بكثير من الارتباط والحب للأدباء فأبهجني تصوري للدكتور العودة بأنه أديب ^^ . اقتنيت الكتاب وفي عقلي الكثير من التساؤلات حول حياة الدكتور، أغلبها تدور حول معاناته في السجن!. وكنت أنتظر تلك الفصول التي يتحدث فيها عن سجنه. كنت أريد التعرف إليه أكثر وفهم التغير الذي حدث له بعد السجن.. كنت أتسائل عن سبب دخوله للسجن!. لكن العودة لم يجب على تلك التساؤلات بل أبدلها بأمور أهم من تلك التفاصيل التي لن تنفعني في شيء!. أبدلها بالكثير الكثير من المشاعر والتأملات!. فصول السجن كانت من أجمل الفصول! أحسه يكتب بصدق واستحضار لكل لحظة من ذكرياته!. سبحان الله أتعجب من قدرتهم على تسطير ذكرياتهم بمثل هذا الأسلوب الرائع الأخاذ!. وكأني أقرأ رواية . اتخذ العودة أسلوب الحديث عن نفسه بضمير الغائب، ذكرني ذلك بسيرة د.طه حسين في كتابه (الأيام). أذكر أني أحببت هذا الأسلوب كثييراً على مافيه من الاختلاط علي أحياناً. حتى الآن لم أقرأ سيرة ذاتية أجمل من هذين الكتابين . سعيييدة جداً لقراءتي لطفولة قلب،سيكون مرجعاً لي في أسلوبه الأدبي القصصي الجميل. أحد أحلامي التي أسعى لتحقيقها هي أن أكتب سيرة ذاتية، إن وُفقت في ذلك فسيكون أسلوبي متأثراً بطفولة قلب كثيرًا !. أعجبني تقسيم الكتاب لفصول كثيرة، متوسط كل فصل لايزيد عن عشر صفحات. أجمل ماقرأت كانت أجزاء طفولته وأيام سجنه. أعجبني اهتمامه بتسجيل الفوائد من تجاربه. يكفي الجملة المطبوعة على غلاف الكتاب : طفولة قلب .. دون التذكر .. فوق النسيان. لخص شعوري الدائم الغريب في تذكري لكثير من الصور بتشويش وإسقاط لكثير من التفاصيل، كأني أتذكر ولاأتذكر!. لاأتذكر ولا أنسى . شكرا شكرا لسلمان العودة الذي أمتعنا بهذا الكتاب.
أنصح بالكتاب لكل من يحب قراءة السير الذاتية، ولكل من يحب قراءة الأدب .. ولكل من يريد التعرف على د.سلمان العودة.
كتاب جميل وَ شيّق بمجمله .. لكن ك سيرة ذاتية , هي تقليدية بعض الشيء من حيث النشأه بالنسبة لي ! مما جعلني لا أنبهر بها كثيراً , فقد درست بالمعهد العلمي وَ صادفت الكثير من المواقف التي مر بها الشيخ أثناء الدراسة سواء في المراحل الأولى .. أو على مستوى المرحلة الجامعية . حتى في مرحلة التردد بين السفر بعيداً عن المحيط الذي أعيش فيه لأتمام دارستي الجامعية من عدمه . أيضاً النشئة و مرحلة الولادة و الخَلق بين أسرة ميسورة الحال مترابطة الأرحام إلى آخر التفاصيل . غالبية الشعب السعودي أظنهُ مر بمثل هذة النشئة التقليدية .. مما جعل الفصول الأولى من الكتاب تبدو رتيبة بالنسبة لي .. أما الفصول التي في النصف فلم تكن بأفضل حالاً , فالحديث عن الدروس التي ألقاها و ما إلى هنالك من حديثه عن اللقاءات الدينية و أصحاب الدرب الذي كان يجتمع بهم لا أظنهُ عاد بالفائدة عليّ بشيء فهو مجرد تسجيل لأسماء و أحداث حصلت لا تعني القارئ بشيء و زملاء الحلق و الرحلات كل هذة الأشياء مررت بها ايضاً .. مما جعلني أرها رتيبة هي الأخرى , و شبية بفصول واقعية عشتها من قبل في حياتي الفعلية . شيء آخر ايضاً أحب أن أتطرق له عدم ترتيب الأحداث بشكل متتابع أصابني ببعض التشتت . فبعض الأحيان هناك حدث يقفز على حدث و حدث يتأخر عن حدث . المُثير في الكتاب حديثه عن تجربة السجن , الأزمة الخليجية و تبعاتها , تطرقه لموضوع الفرق و التكتلات , حديثه عن أحداث الحرم , بعض الأخبار التي حكاها عن ابن باز و ابن عثيمين رحمة الله عليهم , حديثه عن سبب تسميته ب " سلمان " .. ايضاً هناك الكثير من الإقتباسات الجميلة التي فيها شيء جميل من الفلسفة الحياتية أو التشخيصات لبعض حالات الواقع . هناك الكثير من السرد .. و التفصيل في التوصيف مما يشعركَ بالضياع من الحديث و المغزى الحقيقي من وراء الحديث ! أكثر ما أثارني في الكتاب الفصول الأخيرة منه .. التي تحدث بها عن تجربته مع السجن , و حدث فقدانه لأبنه في حادث سيارة , خروجه من السجن و تجربته للعودة إلى الحياة الفعلية من جديد .. و تفاعله مع الأشياء من حوله , حديثه عن زوجته و أبنائه و بناته .. مكتبته التي صُدرت و صندوقه السري .. بالمختصر أخر عشرين جزء تقريباً هي أكثر ما جذبني في الكتاب , و جعلني أتعمق معهُ في رحله التأمل و العزله ! الشيء الآخر .. تعليقه على كثير من الأحداث التي مر بها و تشخيصه لها بكلمات و روئ جميلة شيء آخر أثر فيني . عموماً , أظن أنهُ من البخس .. أن تتحدث عن كتاب ب 600 صفحة تقريباً , و تصف تجربتكَ معهُ في أسطر عدة , لأنهُ مهما كانت شكل تجربتي معه فمؤكد أنني وجدت فائدة و أكثر من خلال تلك الصفحات .
بصراحة توقعت أني سأقرأ كتبا أدبيا مختلفا، بإعتبار أن السيرة الذاتية جنس أدبي له أشكال متعددة مثله مثل أي لون أدبي، لكن ما قرأت كان بخلاف تصوراتي تماما، فالكتاب من بدايته حتى المنتصف سيرة ذاتية مثل أي سيرة لشيخ أو عالم أو طالب علم، هذا الجزء الذي بلغ 300 صفحة لم يستوقفن أبدا، حتى إذا بلغنا المنتصف ووجدنا الحديث عن السجن بدأنا ندخل في نوع من المتعة المختلفة، لكنها متعة لم تدم خاصة إذا عرفنا أن هناك حلقات كثيرة مفقودة، غيابها ساهم بشكل كبير في غبش الصورة، فهذا الحدث الذي تفرد بشق الكتاب الأخير، كان مجرد منلوج عاطفي، وتفاصيل ليست جديرة بالتوقف ، وما كنا نود الإطلاع عليه ومعرفته لم يكن موجودا بعمد، وهنا تفقد السيرة الذاتية صدقها وتفقد روحها وشفافيتها التي بوجودها ندخل في حالة إنسجام مع الكتاب وكاتبه، هذا الجرء المغيب وتلك الحلقات المفقودة، جعلتنا نتوقف مع آخر نقطة في الكتاب لندرك حجم الإحباط الذي أصابنا، طبعا هذا إنطباع شخص كان متابعا لفترات سجن الشيخ ومتتبع لكل التفاصيل التي تتعلق بسجنه وتوقفه. الأمر الآخر وهو من الناحية الفنية الشكلية، فالكتاب لم يتخذ شكلا ويثبت عليه، فتارة نقرأ يوميات، وتارة خاطرة، وتارة بروفايلات، وتارة مطالع سردية روائية/قصصية، وتارة مقالة ، لم يكن هناك شكلا فنيا مستقرا مما سبب لي نوعا من الشتات والإرتباك حال القراءة. ورغم هذا فالكتاب جدير بالقراءة، وبه وقفات تستحق التأمل
طفولة قلب اشريت هذا الكتاب وقرأته بناء على توصية من ضحى هنا في هذا الموقع حقيقة أكثر شي أبهرني وشدني في الكتاب غير عنوانه الرائع والمعبر منذ بداية قراءتي له هي اللغة الجميله والفصاحة التي يمتلكها الدكتور وحرصه على توثيق الأحداث بالأبيات الشعرية الأدبيه من الأشياء المحبطه في كتابه تشابه كثير من الأحداث من زمن وبالتحديد قبل ٢٠ سنه بواقعنا الآن ولازالت ردود الأفعال متشابهه ولانزال مكانك سر
ببداية الكتاب أعجبت بسرد الدكتور لحياته وقصته وكأنه يتكلم عن شخص أخر ولكن مع الوقت أصبح هذا الشي يشوشني قليلاً
كتاب مليء بالتفاؤل والبساطه والشخصية الجميله , استفدت من الخبرات الثيره كثيراً
أعجبني هذا كثيراً تسألني نورة .. هل تحبني ؟ فقلت لها : لا تسألي ! أنا أحب الشمس في سمائها أنا أحب البدر في إكتماله وأعشق النجوم أشتاق للورد في آكامها وقطرات الطل في أكمامها وللشذى الفواح تشمه الأرواح وأنت يانورة كل هذا وفوق كل هذا حين أقول : أنت أنا فإنني لا أرسم الحروف هي التي ترسمني !
طفولة قلب ... السيرة الذاتية للشيخ سلمان العودة ليس لي الأحقية لنقد السير الذاتية لأي كان لكنني على الرغم من ذلك أعترف بأن هذا الكتاب جاء دون التوقعات وأعترف أيضا أننا لانستطيع لوم المؤلفين على مانتوقعه منهم
لم يخاطبني الكتاب لُغويا ولا حتى شعوريا ولم ينفك عقلي الباطن من ترديد "إطالة الوصف لاتغني عن العمق" تحياتي واحتراماتي للشيخ الذي أفضل الاستماع إليه لا القراءة له بكل تأكيد
رغم حبي وتقديري للشيخ سلمان العودة ورغم اقتباساته الذكية الراقية إلا أني لم استمتع بالكتاب , بسبب الكماليه او التجميل الذي كان به . تعودت أن اقرأ فالتراجم والسير الأخطاء التي استفاد منها صاحبها والأخطاء التي لم يستفد منها وأشياء أخرى , أما في طفولة قلب كل شي كان مثالي او قريب من المثالية.
مقتطفات من كتاب طفولة قلب للكاتب سلمان العودة --------------- من لا يعرف إلى أين يتجه قد تنتهي خطواته الى ما لا يجب ان يكون ولا يستمتع بما وصل اليه --------------- تتسلل النفس بعيداً على قرب , تحاول استعادة تلك الاطلال الساكنة ويتقافز القلب كأيل صغير يلجم القلم امام هديل مشاعر ينفثها ماض جميل ---------------- الابوة مدرسة في الحياة تصنع الانموذج والقدوة للصغار يمد حبله بهم , يبعث فيهم روح النجاح والتفوق , اذ هم امتداد العمر بعد الذبول والانطفاء ---------------- ان من الخير ان لا يرحل الكبار الا بعد ان يتعلم الصغار ---------------- الحياة تحد يستفز كوامن القوة وبغير هذا التحدي يفقد الانسان طعم الانجاز والنجاح والمحاولة ---------------- حين ترى امامك انسانا مكتملا عليك ان تتذكر انه لم يتكون فجأة وان ثمة تفاصيل كثيرة ومربكة ومشككة وضعيفة , والناجحون لم يخرجوا كالكمأة فجأة بل تدرجوا في معارج النجاح ---------------- الصعاب تستفز طاقات المرء اذا ك��نت بالقدر المحتمل بينما الرفاهية تدمرها ---------------- لا بأس ان يظل وحيداً في فسحته لفترة قصيرة , ولو شعر بعارض من الخوف , لان ذلك مقدمة للاحتكاك الهادىء و التعارف الرشيد ---------------- ان لكل منا منطقة غامضة في شخصيته , عندما يتفحصها يكتشف بعض خفاياها ويظل بعضها عصياً عليه ---------------- الانسان الذي يعتقد ان الحياة مكان خطير يمتلىء بالتهديدات سيجد عالماً مليئاً بالخوف والحزن والاحباط , والانسان الذي يؤمن بان الحياة مليئة بالفرص الهائلة والاعاجيب التي يمكن للمرء الخوض فيها سيجد هذا العالم نفسه مليئاً بتنوع وثراء واشباع لا حدود له .. فكيف ما رأيت الحياة كانت لك ---------------- الاسوار التي نبنيها او نتخيلها ونحن صغار يتعين علينا ان نجتازها او نهدمها حين نكبر ---------------- ان الطريق الذي يسعك يجب ان يسع الجميع وان تنظيم الحياة لا يعني توقفها , بل يعني محاذرة الصدام ما أمكن ---------------- الجميع مختلفون في الطريقة التي يفهمون بها العالم من حولهم ---------------- ان افضل جندي هو الذي لا يقاتل والمقاتل المتمكن هو الذي ينجح بلا عنف واعظم فاتح يكسب دون حرب وانجح مدير يقود دون اصدار الاوامر .. ان هذا ما يسمى ذكاء عدم الهجوم وما يطلق عليه : سيادة الرجال ---------------- من لم يكن له بداية محرقة فليس له نهاية مشرقة ---------------- بداية مضحكة خير من نهاية مهلكة ---------------- جميل ان تتعلم من دروس الحياة الا تحتفظ الا بالذكريات الجميلة مع الاخرين وان تتعلم العفوية والسذاجة ان شئت في التعامل مع الوجوه الجديدة , دون ان تكون عرضة للاستغلال او الخداع الذي يوقعك في مهاوي الطريق ---------------- من المهم ان يسير المرء في طريقه دون تعويق فما قعد بالكثيرين عن المواصلة الا تبرمهم بما يقال .. ولو كانوا اقوى همة واصبر نفوساً لصنعوا من الحجارة التي يقذفون بها سلما الى المجد والخلود بدلاً من التعثر او الوقوف ---------------- الانفصال بين الاجيال مشكلة تربوية , وعقلية الشباب المندفع لا تستوعب اناة الشيخ ورويته و بعد نظره ---------------- خير وسيلة لعزل التأثير السلبي لقول يؤذيك هي الامعان في المزيد من الافعال الايجابية وعدم تضخيم الصدى الاخر لمجرد انه يتعلق بك ---------------- الايمان بالعدالة الالهية وانه في نهاية المطاف لن يصح الا الصحيح , والنية الصالحة تجبر عثرة صاحبها لو عثر فعلاً ---------------- الفهم السهل الواضح للتدين والايمان معنى مشترك يجب ان يوظف للتواصل والحب والتسامح وحسن الظن , والمشترك الايماني والعلمي واسع بما يكفي لتكريس الاخاء والصفاء اذا تم عزل التاثير السلبي لاتباع يضعون الامور في غير نصابها ---------------- الكثيرون لا يدركون الاثر الذي يفعله وجوده بينهم .. انما يبين فقده اذا غاب ---------------- الناس لا بد لهم من قضاء واذا تخلى القادرون فسيتولى من هو اقل قدرة وكفاءة ---------------- ليس ثمة اكثر تعباً في الحياة من مثل الاحساس انك في ميدان معركة ترقب حركات الاخرين وترصدها بحذر وتحملها اكثر مما تحتما من الدلالات وتحترس من الناس بسوء الظن ---------------- التاريخ الذكي نقرؤه ونكتبه وندرسه هو غالبا التاريخ السياسي فحسب .. والحياة اوسع بكثير من السياسة وان كانت السياسة نافذة في القرار وذات ثراء تخشى بوادرها ويؤمل عطاؤها ولذا تكثر المواهب في دهاليزها ---------------- الخطأ طبيعة انسانية وكما يخطىء الفرد تخطىء الجماعة علماً انه لا يجوز ان نحمل الجماعة خطأ الفرد ولا فرد خطأ الجماعة ---------------- المجتمع السعودي يصنع التشدد ثم يحاربه ثم ينتصر عليه ثم يستسلم له ---------------- من الضروري ان لا يطيح المرء ببناءات الاخرين ولو كانت في نظره متهالكة ...والا يزدري جهودهم ولو كانت متواضعة .. والا يبالغ في احتمال المسؤولية واسنادها لنفسه .. كما لو كان يفترض ان يكون هو المنقذ الذي يختصر الزمن ويحرق المرحلة ---------------- التجربة الحقة تؤكد ان الذي يؤثر في الانسان ليس هو ما يفعله الاخرون او يقولونه عنه بل رد فعله الخاص تجاه ما يقوله او يفعله الاخرون ---------------- النيات الصالحات لا تصنع بالضرورة اعمالا صالحة فضلا على ان المرء قد يسترسل وراء احساس بالصدق في نفسه يكون للشيطان نصيب منه ---------------- من دروس الخصومة تتعلم ان من شر ما يحدث اقحام العوام و الصغار و البسطاء في دهاليزها وهم غير مستبصرين .. وادواتهم في الانتصار ليست الحجة و البرهان والمعرفة والحوار والجدل والنصيحة انما الوقيعة والثلب والتعيير والتحذير والاستفزاز والتسرع و التصنيف والاتهام والغيبة و التجرؤ والاهدار ---------------- الدهماء تميل الى الخصام وتجد نفسها فيه تتقتحم المعارك والمهالك دون تردد والروح عالية والحماسة مشتعلة واللسان حديد والعصبية والثقة بالمتبوع لا تحتاج الى برهان ---------------- ثمة اختلاف وثمة خطأ وصواب وراجح ومرجوح وحق وباطل .. بيد ان الحق يحتاج الى نفوس كريمة تحمله .. وادوات شريفة تدافع عنه وعقول نيرة تفهمه ..والا فيرحم الله من قال خيراً فغنم او سكت فسلم ---------------- الطالب احيانا يكون مفرطا في الجدية يجادل عند كل مسألة ويستوقف عند كل كلمة بينما التجربة الحياتية ترشد الى ان السهولة والامرار والعفو هي من اخلاق الحكمة وان كثرة الايقاف والملاحظة دليل على ضعف الفقه والبصيرة ---------------- المشكلة الاولى لدى الجادين من الطلبة هي سرعة منح الولاء للفكرة والتشبع بها ومنحها القداسة دون تمحيص وسرعة التاثر بالجو المحيط والاستسلام لمطالبه ---------------- علمته الايام ان يتحمل التبعة .. ويتجرع التجريح و الاساءة ويتذكر انها ضريبة النجاح وان اهمية المرء هي بقدر النقد الموجه اليه والذي يقصد المستقبل لا يلتفت الى الوراء فالقافلة يجب ان تسير والعربة الفارغة لا تصدر الا الضجيج ---------------- الفكر والعقل ليسا مادة فحسب .. هما اشبه بالخلايا التي تموت ليولد غيرها في ذات المكان .. وبقدر مهاتك في قراءة نفسك وقراءة ما حولك ومصداقية التعامل مع الاخرين وتمثيلك لذاتك تستطيع ان تعمل في كل الظروف ---------------- لكي تكون ناجحا عليك ان تكون واثقا من نفسك ومجددا لافكارك واطروحاتك وماهرا في الاستفادة من الجو العام وكأي منتج اخر فالفكر يتطلب التحديث والتطوير واستثمار المتغيرات ---------------- ان تؤسس وتبني على علوم الكبار فنعم .. ولكن ان تقف عند حد التاسيس ليكون هو الهدف والعناية والمحطة الاخيرة فلا .. لان ذلك يصيب الرحم العلمية بالعقم ويقضي على الروح التي صنعت الابداعات العلمية ليجعلها لا تفتأ تكرر ما قاله الاولون وتؤمن عليه من غير ان تعيد النظر في تحريره و تقريره .. او تضيف اليه ما يجعله مشروعا عصريا يقف على سوقه ويستوي على اصوله ---------------- الاغراق في التفاصيل وادارة المعارك حولها لن يسمح بالنظر في الهموم الكبار والبحث عن حلول مشكلاتها ولا بالمشاركة في النهوض الحضاري ولا التغير الايجابي ---------------- العقل بلا قلب رياضيات صرفة , والقلب بلا عقل ريشة في مهب الريح ---------------- شيء جميل ان نستطيع الالتفات للوراء دون حنين و دون الم ودون حقد ايضاً وان نستخدم القلم لتنظيف الجرح ---------------- نحن نخطىء حين نتوقع من شباب يعيش في ظل ظروف مضطربة او حتى ظروف عادية الا يخطىء ---------------- عندما لا يكون لديك الكثير من الاشياء فليس عليك ان تبالغ في الانتقاء ---------------- هكذا هي المحن لا تصنع الاشخاص بل تكشف عن قيمهم ومعادنهم الكامنة في قاع ذواتهم ---------------- الاحداث العظيمة لا تتجلى في ساعات الضجيج انما في ساعات الصمت ---------------- ليس من الجيد ان تحاسب الناس من خلال تجرة عشتها او مرحلة وصلت اليها ---------------- تتمثل الشجاعة في ان تعتقد في كل ما تقول وليس في ان تقول كل ما تعتقد ! لا يجب ان يكون ما تقوله ناسخاً لما يقوله سواك .. يكفي ان تستطيع ان تقول ما تراه وان تتحدث بصوت واضح مسموع عما تريد .. لا تصرخ حين يفزع الناس ولا تهمس حين يرتابون ---------------- الفرد المخادع لنفسه يتسلى بنقد الناس ويمتعض عن نقد ذاته ---------------- كم هو جميل ان نتمتع بالذكاء العاطفي الذي يمكننا من تاسيس العلاقات الايجابية دون ان نسمح لجانبي الهيبة او الحذر او الغرابة او التردد ان يفسد جمالية الحياة التي لا تطيب الا بالارواح المتألقة ---------------- ليس احلى من الايام الخالية الا الايام التالية .. حيث يجب ان لا يكون الولع بالماضي والتاريخ سببا في ازدراء جمال الحاضر .. او مصادرة الاستمتاع باحلام الغد .. فلكل يوم غد ---------------- الشيخوخة قرار يتخذه المرء .. قبل ان يكون مرحلة عمرية وبامكان اصحاب القلوب الخضر ان يظلوا متمتعين بحياتهم متى توقفوا عن ترديد عبارات الياس وتوديع الحياة ---------------- القيود عادة هي تلك التي نصنعها من داخل النفس نحن الذين نكبل بها ارواحنا وعقولنا .. ليس غير ---------------- ابذلك قصارى جهدك وتحمل مسؤولياتك فهذه تبعة فطرية وتكلفة شرعية واياك ان تعتقد ان الامر متوقف على ذلك المجهود الذي تقوم به فهناك حكمة الله الحكيم ورحمته التي هي فوق الاسباب وقبلها وبعدها ---------------- افرح بانجازك ولو كان صغيرا واياك ان تصنع له تمثالا بين عينيك يمنعك من رؤية فرصك الجديدة ---------------- لكي تحصل على روح الامل والسعادة والمتعة عليك ان تحقق بالانجاز الدائم والا تتحول الى رواية تتحدث عن انجاز مضى وكانه كل ما يجب ان يكون