هذا الكتاب عبارة عن مجموعة قصص درسها وقدمها: الدكتور رياض قاسم رئيس قسم اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية الفرع الرابع. عبّر المنفلوطي في هذا الكتاب عمّا يجيش في مجتمعه من مشكلات انقسم حولها الرأي بين مؤيد ورافض، كمسألة الحجاب، ومسألة محاكاة المتفرنجين، وما ساد المجتمع من مفاسد خلّفها التفاوت الطبقي والإستعمار الأجنبي. وعبّر عما يجيش في نفوس الشباب من أشواق وأحزان وآلام، وكانت قصصه بمضمونها قطرات من الدمع يسكبها بين أيدي القرّاء. وفي مقدمة العبرات يصور ذلك بقوله: الأشقياء في الدنيا كثر، وليس في استطاعة بائس مثلي أن يمحو بؤسهم وشقائهم، فلا أقل من أن أسكب بين أيديهم هذه العبرات، علّهم يجدون في بكائي تعزية وسلوى. وفي كل ما كتب جاءت كتابات المنفلوطي إرشاد للناشئة وللقرّاء جميعاً، وتوجيه غير مباشر إلى التحلي بالفضائل الإنسانية والأخلاق الحميدة، وهو جانب مهم كثيراً مانراه في أدب المنفلوطي.
هو مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي أديب مصري من أم تركية قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ ,و صياغة عربية في غاية الجمال و الروعة.لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بصاحب له كان يترجم الروايات و من ثم يقوم هو بصياغتها و صقلها في قالب أدبي رائع . كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كتب بالعربية في العصر الحديث.
ولد مصطفى لطفي المنفلوطي في منفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط في سنة 1289 هـ الموافق 1876م ونشأ في بيت كريم توارث أهله قضاء الشريعة ونقابة الصوفية قرابة مائتى عام ونهج المنفلوطى سبيل آبائه في الثقافة والتحق بكتاب القرية كالعادة المتبعة في البلاد آنذاك فحفظ القرآن الكريم كله وهو دون الحادية عشرة ثم أرسله أبوه إلى الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده وقد أتيحت له فرصة الدراسة على يد الشيخ محمد عبده وبعد وفاة أستاذه رجع المنفلوطى إلى بلده حيث مكث عامين متفرغا لدراسة كتب الأدب القديم فقرأ لابن المقفع والجاحظ والمتنبي و أبى العلاء المعري وكون لنفسه أسلوبا خاصا يعتمد على شعوره وحساسية نفسه.
المنفلوطي من الأدباء الذين كان لطريقتهم الإنشائية أثر في الجيل الحاضر، كان يميل إلى مطالعة الكتب الأدبية كثيراً، ولزم الشيخ محمد عبده فأفاد منه. وسجن بسببه ستة أشهر لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي وكان على خلاف مع محمد عبده، ونشر في جريدة المؤيد عدة مقالات تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف ووزارة الحقانية وأمانة سر الجمعية التشريعية، وأخيراً في أمانة سر المجلس النيابي.
للمنفلوطى أعمال أدبية كثيرة اختلف فيها الرأى وتدابر حولها القول وقد بدأت أعمال المنفلوطى تتبدى للناس من خلال ما كان ينشره في بعض المجلات الإقليمية كمجلة الفلاح والهلال والجامعة والعمدة وغيرها ثم انتقل إلى أكبر الصحف وهي المؤيد وكتب مقالات بعنوان نظرات جمعت في كتاب تحت نفس الاسم على ثلاثة أجزاء.
فيما مضى، كنت أستمع إلى برنامج على الراديو يدعى النص الأصلي وفيه يقرأ علينا أحد الممثلين بضع صفحات من كتاب ما حتى ينتهي منه
وفيه كان أول لقاء لي بالمنفلوطي منذ سنوات عدة
***
وقد أعدت قراءته ورقيا وأرى أن الكتاب فيه حزن شفيف ولغة جذابة لا تخلو من مغالاة ولكنها جذلة وقوية كلك
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الأشقياء في الدنيا كثر، وليس في استطاعة بائس مثلي أن يمحو بؤسهم وشقائهم، فلا أقل من أن أسكب بين أيديهم هذه العبرات علّهم يجدون في بكائي تعزية وسلوى
**** لا خَيْرَ في حياةٍ يحياها المرء بغير قلب ، ولا خير في قلب يخفقُ بغير حب
****
إن العظيم عظيم في كل شيء حتى في احزانه وآلامه
****
كما أنًّ السماء في ظلمة الليل تختلف إليها النجوم فتُضيء صفحتها وتمر بها الشهب فتلمع في أرجائها، حتى إذا طلعت الشمس من مشرقها محا ضوؤها ضوء جميع تلك النيّرات؛ كذلك القلب الإنساني لا تزال تمر به مختلف العواطف وأشتات الأهواء مجتمعة ومتفرقة حتى إذا بلغ وأشرقت عليه شمس الحب غربت بجانبها جميع تلك العواطف والأهواء
****
الأشقياء في الدنيا كثير وأعظمهم شقاء ذلك الحزين الصابر الذي قضت عليه ضرورة من ضروريات الحياة أن يهبط بآلامه وأحزانه إلى قرارة نفسه فيودعها هناك ثم يغلق دونها بابا من الصمت والكتمان ثم يصعد إلى الناس باش الوجه باسم الثغر متطلقا متهللا كأنه لا يحمل بين جنبيه هما ولا كمدا
مجموعة قصص كتبها المنفلوطي أو ترجمها وكلها ذات مغزى أخلاقي أو انساني لغة الكاتب قوية دون شك، لكن يعاب عليها بعض الاستطراد والمبالغة في الوصف وهو ما يتعارض مع فنيات القصة القصيرة لتي تعتمد على التكثيف والاختزال .. القصص هادفة لكن الحبكات ضعيفة وتقليدية للغاية والنهايات مأساوية للغاية حيث يرفرف الموت دائما في نهاية كل قصة
لا شك أن لغةَ المنفلوطيّ قوية ، و استفدتُ كثيرًا من مصطلحاته الجديدة عليّ ، لكن من الملاحظ تكراره أن الحبكة ضعيفة ( و هذا بمقاييس عصرنا الحاضر ) ، لعلّها حبكة مقبولة منطقيًا قياسًا على العصور السابقة ، يحكي تاريخًا معينًا ، ثمّ يأتي بذَكر و أنثى ، و ينشئ بينهما قصة حب ، تقضي بموت أحدهما أو كليهما ، هذا الكلام مقبول قديمًا بسبب حالة العزلة و الحجاب بين الرجل و المرأة ، فأنت معرضٌ ( بشكل كبير ) لحب أول أنثى تعترض طريقك أو ترى وجهها و تكاشفك القليل من سرائرها ، و على هذا المنوال فهذا الكلام مقبول قديمًا ، مبالَغ في تقبله حديثًا ، و قد انتقى المنفلوطيّ قصصه المترجمة مثل موضوعاته الحالية ، تحوي نفس الشقاء و الحبكة و ذات الصراع .
هي قصص قصيرة منتقاة بعناية ، أعجبتني أول قصة " اليتيم " ، و هي من تأليف المنفلوطي ، وآخر قصة " الضحية " و هي من ترجمته و لا أعلم من مؤلفها ، و هي برأيي تحفة فنية خالدة .
" الجزاء " : هي المقابل الموضوعي لقصة فيلم " تمر حنّة " ، أمّا " العقاب " فهي شبيهة جدًا بقصص " جبران خليل جبران " و أعتقد ( أكاد أجزم ) أن من بدأ منهما بالقراءة بالثاني تأثر بأسلوبه و حاكى قصّة شبيهة بقصته بمرادفات أخرى . " الحجاب " : مثيرة للتأمل ( رغم ضعف الحبكة ) ، هي أشبه بالوعظ الديني منها إلى الأدب القصصي .
الظاهر أن أغلب القصص مأخوذة عن قصص حقيقية ، أولى قراءاتي للكاتب و لن تكون الأخيرة بإذن الله .
لطالما وجدتُ كتاب (العبرات) للمنفلوطي مركونًا في مكتبتي، لا أعلم من أين جئتُ به، قد أكون استعرته من مكتبة والدتي أمدّها الله بالعمر والصحّة، وقد أكون ابتعته أثناء موجة من موجات (هَوَسْ اقتناء الكتب) التي كانت تعتريني قبل سنين. كان الكتاب يجمع الغبار ولم أكن أنوي قراءته، إذ كانت تجربتي مع رواية مجدولين للمنفلوطي سلبية جدًّا لدرجة أنّي لم أكملها.
كنتُ قد توقّفت عن كتابة روايتي الجديدة منذ بضعة أشهر. لم أجد في نفسي طاقة كافية لاستثمارها في صياغة الاستعارات ووصف الأحداث. وقعت عيني على (العبرات) وحدّثتني نفسي أنّي قد أجد اقتباساتٍ ملهمة.
الكتاب عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة، بعضها من ترجمة المنفلوطي، وبعضها من تأليفه. كانت القصص مغالية في الحزن، فيّاضة بالمشاعر، وغنيّة بالمواقف التي تستحق التأمّل. تنوّعت الشخصيات واختلف مصدر الشقاء لكن الحقيقة واحدة: "إن العظيم عظيم في كل شيء حتى في أحزانه وآلامه". حالما بدأت قراءتها، وجدتني أسترق اللحظات قبل النوم لأواصل القراءة وأتفكّر في أحداثها. وجدتني أردد عبارة المنفلوطي: "الأشقياء في الدنيا كثر، وليس في استطاعة بائس مثلي أن يمحو بؤسهم وشقائهم، فلا أقل من أن أسكب بين أيديهم هذه العبرات، علّهم يجدون في بكائي تعزية وسلوى"
أكثر قصّة أسرتني اسمها (الضحيّة). تحكي قصّة مارغريت البغيْ التي أحبّت شابًّا أرستقراطيا غرًّا.. قصّة تستحق أن تكون في كتابٍ منفصل، وأنصحكم بقراءتها.
طبعا اللى معجبنيش مش اللغة لكن القصة نفسها وحبكتها ونهايتها, لما قال المنفلوطي فى المقدمة أنه الاشقياء فى الدنيا كتير وأنه بهذه العبرات يحاول ان يواسيهم , تخيلت شقاء من كذا نوع فالشقاء فى الدنيا كتير جدا لكن القصص كلها عن شقاء الحب والرومانسية !!!!!
وده سبب تانى لكرهي للقصص لأنى بكره كل القصص الرومانسية وكمان فى العبرات حسيت أنها فيها رومانسية زيادة حاجات كدا متحصلش فى الحقيقة ابدا
واكتر حاجة شلتنى القصة الهندية بتاعت اللى ساب امه متبهدلة وراح يدور على خاله ف أمريكا اتسجن فى نفس القرية اللى كان فيها خاله وحب واحدة انقذته فسبحان الله طلعت بنت خاله
ده لو بيدور على خاله فى شارع فيصل مكانش لقا اى اثر ليه بقوم يروح امريكا ويلاقي بنت خاله وحبها وماتت ومات هوا كمان وامه طبعا ماتت
كنت عايز اسأل أمه قالت ايه انا لو منها كنت قلت احسن عيل غبي زي خاله
تقييم القصص
اليتيم نجمة واحدة الشهداء صفر ..سيئة جدا الحجاب...نجمتين الذكري..نجمتين الاوية..نجمتين الجزاء..نجمة العقاب..نجمتين الضحية ..صفر وطويلة قوي بدون سبب
الأشقياء في الدنيا كثر وليس في استطاعة بائس مثلي أن يمحو شئ من بؤسهم وشقائهم .. فلا أقل من أن أسكب بين أيديهم هذه العبرات علهم يجدون في بكائي عليهم تعذية وسلوي
مجموعة قصص قصيرة مليئة بمشاعر الأسي والحزن فلا تكاد تنتقل من قصة حتي تكون الأخري أشد حزنا وشقاء .. وبأسلوب يلمس القلب رسم المنفلوطي لوحة العبرات .. ما بين لوعة المحبين وشقاء المساكين وحسرة المظلومين مجموعة تذرف لها العبرات وتفيض الدموع
رائع في أسلوبه الفذ ، وأدبه الرفيع .. وانتقائه للألفاظ بعناية .. سواء في قصصه الموضوعة أو المترجمة ..
أعجبت كثيرا بقصة "الضحية" التي كانت مارغريت بطلتها ..
لا أنكر أن أدب المنفلوطي وكتاباته كانت مليئة بالأحزان والأتراح .. وتبعث في نفس قارئها الحزن الشديد .. لكن يظل رائعاً في تأليفه وانتقائه لكل قصة يكتبها أو يترجمها ..
في هذا الكتاب بالذات حاول معالجة بعض القضايا التي كانت ملمة بالأمة والناس في عصره .. كالحجاب والأخلاق .. وفعل ذلك عن طريق القصة الأدبية .. ذات المستوى الرفيع ..
لا أزيد عن قول : رحمك الله يا أيها الأديب الرائع ..
� هذِّبوا رجالكم قبل أن تهذِّبوا نساءكم، فإن عجزتم عن الرجال فأنتم عن النساء أعجز! �
حبيت أختم كتابى ال ١٠٠ بأكتر كاتب ومترجم مفضل عندى، من أكبر أسباب حبى للمنفلوطى لغته العذبة المميزة وأسلوبه الراقى الذى يجعلك كلما تقرأ له كتاب تريد أن تنهيه سريعا لتقرأ له كتاب أخر ، عباراته القوية ونصائحه التى تجعلك تشعر أن أب يهدى نصيحه لابنه ، جميع كتبه ذات عظة وعبرة أخلاقية مهمه.
مجموعة قصصية مؤلمة، بلا شك مميزة وأحببتها ولكن من عيوبه فى أكثر من موضع كان تكرار الوصف بأكثر من لفظ حتى الملل ، والرومانسية الخيالية فى أكثر من قصة فلا يوجد أحد يحب الآخر من النظرة الأولى ، وأكثر فصل كرهته كان فصل الحجاب فلم أتفق مع رأى المنفلوطى فيه عندما قال : � فالشرف كلمةٌ لا وجود لها في قواميس اللغة ومعاجمها، فإن أردنا أن نفتش عنها في قلوب الناس وأفئدتهم قلما نجدها، والنفس الإنسانية كالغدير الراكد لا يزال صافيًا رائقًا حتى يسقط فيه حجرٌ فإذا هو مستنقع كدرٌ، والعفة لونٌ من ألوان النفس لا جوهر من جواهرها، وقلَّما تثبت الألوان على أشعة الشمس المتساقطة.» � !!!! لا اتفق الصراحه فالشرف موجود اينما وجد الإنسان .
هو اسم على مُسمّى.. فلك أن تبكي على كُل قصة ماشاء الله لك أن تفعل. ويكفيك أن تقرأ قصة واحدة كل يوم.. فأخرى ستُدمرك. اللغة رائعة, والتعبيرات لا يُضاهيها مثيل, هذا هو المنفلوطي كما أعرف. مأخدي الوحيد هو الاسترسال الطويل لبعض الأحداث بما لا يُضيف جديد. وسيبقى المنفلوطي مُعلِمي الذي يُضيف لقاموسي الكثير والكثير من الكلمات والمعاني.
تبقى (العبرات) من أشهر ما كتب في تاريخ الأدب العربي، إذ كان ولايزال المنفلوطي يدرس في مدارسنا في تاريخ ومراحل تطور الأدب، ومن هنا تأتي أهميته. لكن ربما بمقاييسنا العصرية تبدو كتابات المنفلوطي قديمة وطرق السرد فيها مباشرة، وأما المحتوى في (العبرات) خاصة متعب، فهذه الرومانسية والكم الهائل من العواطف الثقيلة والأجواء الحزينة قد لايستسيغها الكثير من القراء، فكل محب شقي وكل فقر وحاجة تؤدي الى هلاك صاحبها او صاحبتها، الأبطال كلهم في هذا الكتاب كتل من المشاعر والعواطف التي تؤدي الى نهايات مأساوية. تبقى اللغة أجمل شيء في الكتاب، ووحدها تستحق ان يدرسها ويتعلم منها اي مهتم بالأدب والفنون.
دي تاني مرة أقرأ فيها الكتاب دا والمرة دي خلصته بقى الغريب ان رأيي اختلف جداً عن أول مرة أقرأه فيها حلوة القصص بس يعيبها انه بيطول جداً في سرد رأيه الشخصي على لسان الشخصيات وانه بدل أسماء الشخصيات بيقول فلان وفلانة ودا بيخليني ما اتفاعلش أوي مع الشخصيات أكتر حاجة عجبتني وأثرت فيا حكاية مرجريت ومذكراتها أكتر خليتني أعيط
لم أتصور يوما أن أستمتع بقراءة تراجيديات أليمة ، بتلك الطريقة التي فعلت عند قراءتي للعبرات. أسلوب غاية في الروعة، وكلمات أقل ما يقال عنها أنها بديعة الجمال . المنفلوطي أمير الترجمة، يترجم بحب فتخرج من ترجمته كلمات تحير في تصنيفها. يترجم المعنى لكن اللغة عربية بليغة تتركك مشدوها لجمال صيغتها و عذوبة تكويناتها. كتاب وااااااعر
مجموعة من القصص التي قدمها لنا الكاتب العبقريّ راقي الوجدان والأسيف "المنفلوطي" لنسكب عبراتنا معه، تفرد فيها بأسلوبه البليغ وأحاط فيها بكلِّ ما يمكن من جمال قلمٍ وحسنِ بلاغةٍ وعفيف لفظ كعادته، المشاهد مأساوية بشكلٍ مذهل، تشعر فيها أنه يجلد القلوب بسياط القلم، ورغم أنك تغرق في بحر مأساة تلو أخرى، فإنّك لا تستطيع أن تنكر أن بين يديك كنزًا أدبيًا لا يبارى ولن تجد له مثيلًا..
إنّ الله قد خلق لِكُلّ روحٍ من الأرواحِ روحاً أُخرى تُماثِلُها وتُقابلُها .. وتسعَدُ بِلِقائها .. وتشْقى بِفِراقِها .. ولكنّهُ قدّر أن تضِلّ كلّ روحٍ عن أختِها في الحياةِ الأولى فذلكَ شقاءُ الدنيا .. وأن تهتدي إليها في الحياةِ الثّانية .. وتِلْك سعادة الآخرة.
الأشقياء في الدنيا كثير، وأعظمهم شقاءًا؛ ذلك الحزين الصابر الذي قضت عليه ضرورة من ضروريات الحياة أن يهبط بآلامه وأحزانه إلى قرارة نفسه فيُودِعها هناك، ثم يغلق دونها بابًا من الصمت والكتمان، ثم يصعد إلى الناس باش الوجه باسم الثغر متطلقًا متهللًا، كأنه لا يحمل بين جنبيه همًّا ولا كمدًا!
وانتهت "العبرات".. لم تذرف مقلتاى دمع مثل الذى سكبته فى تلك الأوجاع المخطوطة فى صفحات.. تقلبت معهم على نار الألم وجادت روحى بكل مابها من احساس وعلت خفقات قلبى .. كيف تنسج الحروف لتصبح مضفورة بكل تلك الأنات؟.. المنفلوطى استطاع أن يصيب بسهم قلمه قلبى الصامت منذ أمد ليرتعد بين كلماته كالطير الذبيح طلبا لحياة آخرى.. رغبت أن اكتب ما علق بى منها بعد هدنة لكن أنفاسى ظلت ملحة أن ألفظ ما يعتمل فى خلجاتى وأطويها مع صفحات انتهائى فكتبتها والدمع لازال معلق بأهدابى .. ثروته لغوية وأضافت لمعجمى كثيرا ، طريقته السردية رغم جمالها إلا أنها ليست بقوية وهذا مايعيبها، تفتقر إلى الحبكة فغالب الاحساس أقوى وهذا ما جملها .. بعض الحكايات من قلم المنفلوطى والبعض معرب .. "اليتيم "نالت استحسانى .. "العقاب" أروع ماكتبه فى تلك المجموعة ..وبها من المعانى الإنسانية مافقدناه فى ذلك الزمان ..صفقت لها إعجابا. أما"مرغريت"والتى تمثلت فى ثلاثة قصص كانت قشتى التى سلبت قوتى إلى الهاوية وأفجعتنى ودارت بروحى الكثير من الأسئلة ..كانت القاضية لى والخاتمة لعبراته .. كتاب أرهقنى بشدة وسرت فى أوصالى رعشة من الأحزان ، وأحيانا نكون بحاجة لأن ننسى فرحتنا لترق قلوبنا ويعلو سقف رحمتنا والاحساس بالآخرين ولنتنبه أن قلوبنا لازالت حية ولم تمت بانغماسها فى ركود طويل..حزنه رغم شدته إلا أنك لن تستطيع أن تقف صامتا ستكملها مهما صرعك الوجع من مرات..شجن كثير يملأك ..لمن يريد أن يذق ويبحر فى لذة لوعة الهوى فليبحر معه ولا يلقى بالمرساة إلا بعد أن تعلن سفينة كلماته بالوصول لشاطىء النهاية .
لسبب ما يظن المنفلوطي أن هناك علاقة طردية بين مقدار الكآبة و الحزن و بين العمق و الفكر! و لنفس هذا السبب المجهول يحكي لنا المنفلوطي في هذا الكتاب مجموعة من قصص الحب المراهقة و التي تنتهي جميعا بموت البطل و البطلة.. و هى التراجيدبا المأساوية التي يجب ان تدر الدموع من عيني القارئ.. بالقطع لست أنا هذا القارئ فأنا للأسف لا أمتلك الكثير من المشاعر الجياشة..
مجموعة قصصية مملة لأقصى درجة .. لا تستحق ثمن الحبر المكتوب بها.. تصلح كوقود لأحلام المراهقين الباحثين عن الحب العذري الأفلاطوني..
فقط يحسب للمنفلوطي اهتمامه بإظهار أفضل ما في البشر من صفات كالشجاعة و التضحية و الإيثار... أحيانا تكون بشكل مباشر و فج للغاية.. لكن على الأقل هذا أفضل من بعض الكتاب المعاصرين الذين تمتلئ كتاباتهم بحديث عن أسوأ نماذج في البشر..
انبهرت في بداية الكتاب باسلوبه السهل الممتنع، القوى في الالفاظ والسهل في القراءة .. مع مرور الوقت بدأت أحس بالتكرار في الكلام والافكار والاسلوب .. زهقت وكنت عايزه أخلص الكتاب ف اسرع وقت عشان ماساتي تنتهى .. مشكلتى الكبرى معاه ان كتب الكتاب ده بهدف المشاركة الوجدانية مع البوئساء لعله يقدر يخفف عنهم، المصيبة إن الكتاب ده يجيب اكتئاب وقلق وصرع وعته مغولى من كمية الحزن والموت للى فيه .. مجموعة من القصص اللى بتنتهى كلها بموت كل الناس اللى فيها عشان زعلانين على بعض -_-
منها قصص من تأليفه وقصص مترجمة وقصص "موضوعة" ومعرفش موضوعة ازاى يعنى 0_0 بس كلها تشترك في انها ممحونة .. وإنها اجترار للأحزان بل وخلق للحزن للى معندوش حاجة يزعل عليها -_- نفسيتي تعبت من الكتاب مش عشان اتأثرت بموت الناس دي وحزن أحبابهم عليهم، لأن ده أوفر .. هو في الزمن بتاع الكاتب - التلاتينات - كان الناس مواراهاش حاجة غير إنها تحب بجنون فلما حبيب يفارق حبيبه يموت واحد فيهم من الحزن فيقوم التانى يتجنن ويموت في الآخر عشان يحصله !! ذنبى ايه اقرا أكتر من قصة بنفس النمط ده
مفيش حد يستاهل تموت حزنا عشانه، لأن الحياة مبتقفش عند حد، ولو قررنا نوقف حياتنا لموت حد بنحبه هنبقى بنجنى على نفسنا ومش بنفيد حد بتصرفنا ده ..
كده انا هلقى نظرة على كتاب النظرات .. لو طلع في نفس مستوى ده يبقى مش هكمله وهارحم مرارتى -_-
النجمتين للأسلوب والالفاظ مش أكتر
إضافة .. مقال الحجاب مستفز جدا، مش عارفة اعذره لأن ده كان الفكر السائد في ايامه، ولا الومه لأن أمثاله اللى جابونا لورا ف الموضوع ده، وهل السيناريو الوحيد لتحرر المرأة واختلاطها بالرجال هو إن المرأة هتنحرف والبيوت هتتخرب ؟! في نقاط ف المقال متفقه معاه فيها، لكنه مازال مستفز وبيتعامل مع المرأة ككائن أدنى ملوش نفس عدد الخلايا المخية عشان يفكر بيها صح -_-
لقد قال في مقدمة الكتاب أنه ما أسبل هذه العبرات إلا تعزية لأهل البؤس والحزن. وليت شعري أكانت كلماته تلك تعزيةً لهم أم هي رسول البؤس نفسه إليهم يفتش بين أفئدتهم الممزقة عن بقايا سرور ليستكمل ما بدأه البؤس من إطفاء كل مشعل للأمل والسعادة في دروب كل نياط من أنوطة تلك القلوب المسكينة؟!.. لقد كنت أخوض وقلبي معركة قبيل كل قصة من قصص الكتاب، نجيّش فيها كل ما نمتلكه من التفاؤل والأمل في مواجهة ما يفوح من بين الحروف من الضباب الأسود الذي أنتجه حرق لهيب العاطفة لجراح المواقف والأحداث. وفي كل مرة تنال طعنات البؤس من قلبي أشد النيل .. فيبكي لها صارخًا فتنساب دموعه في شرايينه فتكون رسوله الذي يحمل آلامه إلى عيني فتشرع هي الأخرى في البكاء لبكائه. حالة الكآبة والحزن التي أصابني الكتاب بها لا أستطيع أن أجسدها .. كنت أعجب من أصابع كلماته وهي تتلاعب بقلبي. مرّ على قرائتي له زمن .. ومازلت أشعر بآثار ما تركه من الجراح على جدران فؤادي وكأنها إمضاء قلمه على قلبي أن لن تنساني بعدها أبدًا. رحمه الله تعالى وعفا عنه
مجموعة قصصية بعضها مترجم وبعضها موضوع " هذا ما يستهل به تلك المجموعة ، كعادة المنفلوطي لغة راقية جدا تكاد تكون عبارة عن نقوش أثرية علي أحجار معبد ، انسانية لا حدود لها تكاد تكون القصص مكتوبة بالمشاعر وكلها مآسي لانها كما قال " تستهدف سكب العبرات علّ الأشقياء يجدون في تلك العبرات تعزية لهم."
القصص من الناحية الأدبية ضعيفة وخاصة القصص المترجمة فحبكتها ضعيفة تكاد تكون مكشوفة أقرب لروايات ألف ليلة وليلة ولكن بدلا من النهايات السعيدة في ألف ليلة وليلة هنا نجد النهايات المأساوية.
أحزنتني كثيرا آخر قصة ، قصة " مرجريت "وأتعسني شقاؤها ومعاناتها كثيرا .
يستفيض الوجدان عند قراءة لغة المنفلوطي وكأنه يحرك حروفها على وتر القلوب .. كتاب العبرات . وأي عبرات تقف صامدة أمام بلاغة الأسلوب وعمق الوصف ؟! قصص تصور معاناة المكلوبين ولوعة الحب والشقاء لعل هذه القصص ذات حبكة معهودة إلا أنها تصبح فريدة في قاموس المنفلوطي ..
" الأشقياء في الدنيا كثير ، و ليس في استطاعة بائس مثلي أن يمحو شيئاً من بؤسهم و شقائهم ، فلا أقل من أن أسكب بين إيديهم هذه العبرات ، علهم في بكائي عليهم تعزية و سلوى .. ! " .. هذه هى مقدمة كتاب العبرات للمنفلوطي
إنها فعلا عبرات ، فلا تكاد تنتقل من قصة حتى تكون الأخرى أشد حزنا و أكبر شقاءً ، جميع القصص عبارة عن مأساه ، تشترك في أغلبها بلوعة المحبين وشقاء المساكين ، وحسرة المظلومين وعذاب المفجوعين ..!
و ربما أسماه العبرات ؛ للعبرات التي تسيل من مدامع شخصيات قصصها، التي تتوافق طوعاً مع عبرات القارئ المتفاعل مع أحداثها الإنسانية الأليمة ..!
من المقاطع المؤلمة التى أعجبتنى هذا المقطع في قصة � الشهداء � لأم فاقدة ابنها تنشد تقول : � ما أسعد الأمهات اللواتي يسبقن أولادهن إلى القبور ، وما أشقى الأمهات اللواتي يسبقهن أولادهن إليها ، وأشقى منهن تلك الأم المسكينة التي تدب إلى الموت دبيباً ، وهي لا تعلم هل تركت ولدها وراءها ، أم انها ستجده أمامها ؟! �
==
إلا أننى ألومه على هذه النظرة المتشائمة جدا للحياة .. سيبقى دائما الأمل بالله .. و الفرج دائما قريب
الكتاب يحتوى على تسعة قصص ثلاثة وضعها المنفلوطي وواحده مقتبسة من قصة أمريكية وخمس قصص قام بتعريبها وهذا الكتاب طبع عام ١٩١٦م
الكتاب لغته بديعة والنجمة الناقصة بسبب صراخ المحبين والإغماء الذى يصابون به عند الافتراق والذى اجده مبالغة شديدة من قِبَلِهم.
� ما أسعد الأمهات اللواتي يسبقن أولادهن إلى القبور .. وما أشقى الأمهات اللواتي يسبقهن أولادهن إليها .. و أشقى منهن تلك الأم المسكينة التي تدب إلى الموت دبيباً وهي لا تعلم هل تركت ولدها وراءها أم أنها ستجده أمامها .
� أروني رجلاً واحداً منكم يستطيع أن يزعم في نفسه أنه يمتلك هواه بين يدي امرأة يرضاها فأصدق أن امرأة تستطيع أن تملك هواها بين يدي رجل ترضاه .. إنكم تكلفون المرأة ما تعلمون أنكم تعجزون عنه وتطلبون عندها ما لا تعرفونه عند أنفسكم .
� كل نبات يُزرع في أرض غير أرضه أو ساعة في غير ساعته إما أن تاباه الأرض فتلفظه وإما أن ينشب فيها فيفسدها
� لا يظلم الله عبداً من عباده ولا يريد بأحد من الناس في شأن من الشئون شراً ولا ضيراً، ولكن الناس يأبون إلا أن يقفوا على حافة الهوة الضعيفة فتزل بهم أقدامهم ويمشوا تحت الصخرة البارزة المشرفة فتسقط على رؤوسهم .
� المُلك الذي يتولى أمره الجاهلون الأغبياء لا دوام له ولا بقاء .
� إن العهود التي تكون بين الأقوياء والضعفاء إنما هي سيف قاطع في يد الأولين وغل ملتف على أعناق الآخرين .