تحليل شامل لتطور فلاحي سوريا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الحديث، أي تلك الطبقة التي خرج منها من لايزالون يمسكون بالسلطة. وهو يركّز على حزب البعث، وبنية السلطة بعد عام 1963، وعهد حافظ الأسد ، مقدّمًا روايةً فريدة في غناها عن انتقال السلطة من فئة إلى أخرى وآليات الإمساك بها في عهد الأسد الأب. يتفحّص بطاطو الفروق الاجتماعية بين فلاحي سوريا وتطور طرائق عيشهم وأحوالهم الاقتصادية. ويمحّص اشكال وعيهم وتنظيمهم وسلوكهم باختلاف الحقب. ويستكشف الأوجه الفلاحية في حزب البعث الذي لم يكن قوة واحدة بل جماعات متعددة مترابطة. ثم يقدم نظرات ثاقبة في شخصية حافظ الأسد وسلوكه، وخصائص نظامه وبنى سلطته. وهو يعتمد في ذلك كلّه على كمّ وافر من المعلومات الاجتماعية والاقتصادية، وعلى مقابلات ش
was a Palestinian American Marxist historian specializing in the history of Iraq and the modern Arab east. His work on Iraq is widely considered the pre-eminent study of modern Iraqi history.
Born in Jerusalem in 1926, Hanna Batatu emigrated to the United States in 1948, the year of the 1948 Arab-Israeli War. From 1951 to 1953, he studied at Georgetown University's Edmund A. Walsh School of Foreign Service. He gained his doctorate at political science in Harvard University in 1960, with a dissertation entitled The Shaykh and the Peasant in Iraq, 1917-1958. From 1962 to 1982 he taught at the American University of Beirut, then from 1982 until his retirement in 1994 at Georgetown University in the United States
جهد عظيم من حنا بطاطو، الكتاب شامل وكامل لكل من يرغب أن يفهم البنية السياسية السلطوية في سوريا، كيف تأسست وتم الحفاظ عليها. الكتاب أيضاً يعرض جانباً عظيما عن تاريخ الفلاحين في سوريا، لم يتطرق إليه أحد سابقا بهذا العمق على الإطلاق.
. اسم الكتاب: فلاحو سوريا. اسم الكاتب: حنا بطاطو. مكان الشراء: جملون. عدد الصفحات: ٧٠٠ صفحة مع الكثير من الجداول والبيانات . هذا الكتاب هو دراسة عن احوال حياة الفلاحين السوريين بداية منذ عهد الدولة العثمانية مرورا بالاحتلال الفرنسي وتكوين احزاب وحركات تتكلم باسمهم الى مرحلة وصول اول رئيس من اصول فلاحية وهو حافظ الاسد عام ١٩٧٠. . الكتاب مكون من ٤ اقسام وكل قسم يحتوي عدد من الفصول والاقسام كالتالي: . ١. القسم الاول تكلم عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والدينية للفلاحين، فمثلا هناك فلاحون يعيشون في السهول وهناك من يعيشون في الجبال ومنهم من له روابط عشائرية قوية ومنهم، ومنهم السني ومنهم النصيري العلوي ونحوه، كذلك ذكر لنا الظروف الاقتصادية بين مالك صغير للارض او لا يملك شيء والقدرة الاقتصادية لكل منهم. . ٢. القسم الثاني تكلم فيه عن نشاطات الفلاحين ما قبل حزب البعث الذب تأسس في القرن العشرين، اي من القرن السابع عشر امتدادا لتأسيس حزب البعث والتمردات التي اثاروها ضد العثمانيين والفرنسيين بعد ذلك. . ٣. القسم الثالث تكلم عن حزب البعث العربي الذي اسسه ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار الذي كان حزبا نخبويا يضم الدكاترة والاساتذة والحزب العربي الاشتراكي بقيادة اكرم الحوراني اشهر زعيم للفلاحين وظروف اندماج الحزبين ليتكون حزب البعث العربي الاشتراكي والخلافات التي حدثت مما ادى لسقوط القادة الثلاثة وسيطرة ضباط من اصول فلاحية على الحزب حيث كانوا متغلغلين بشدة في الحيش خصوصا من الطائفة النصيرية. . ٤. القسم الرابع هو حقبة حافظ الاسد وسياسته تجاه الفلاحين حيث كان اكثر واقعية في توزيع الاراضي ومصادرة الاملاك عكس رفيقه صلاح جديد اليساري المتطرف الذي اصر على الذهاب لاقصى اليسار ضد من يماهم الرجعيين والبرجوازيين. . الكتاب حيادي لحد مثير للاعجاب ويحتوي الكثير من المقارنات بالارقام بين السنين لتتضح لك مدى تحسن او سوء حياة الفلاحين، جهد مضني من الكاتب يستحق الشكر والثناء. .
قسم أول مليء بالإحصاءات بعد نهاية الربع الأول تقريباً يصبح الكتاب مزيجاً بين الأرقام والمعلومات التاريخية والتحليلات للبنى الاجتماعية والطبقية، وهنا تبدأ المتعة ، مع تقدم الصفحات يسير الكتاب مع مجرى الأحداث في سوريا وكيف صعد أبناء الريف السوري درجات السلطة وبدءوا يلعبون دوراً محورياً فيها، حتى وصول ابن الريف والأقلية العلوية لسدة السلطة، يحلل الكاتب بإسهاب محيط حافظ الأسد والأشخاص الذين لعبوا دوراً هاماً في حكمه وأهم الأحداث التاريخية، وكأن عجلة التاريخ توقفت عن الدوران مع وصول الأسد الأب للسلطة، وبدأت يد التسلط وبناء القوالب وتشكيل القطيع وضرب المخالفين والرافضين للسير في القطيع، ظهرت خباثة الأسد في صفحات الكتاب من خلال القضية الفلسطينية، كان الأسد لاعباً بارزاً في تصفية الفصائل الفلسطينية والإبقاء على من يخدمون سلطته وكونه جزءاً من الحل والربط في المنطقة، وكم من مرة التقت مصالح الأسد واسرائيل او الأسد وقوات المسيحيين اليمينيين او حتى قوات حركة أمل في ضربها للفسلطينين مدنيين وعسكريين ، الأسد يشكل أكبر مثال للتلاعب بكل ورقة ممكنة بكل قضية ، التلاعب بالدم خدمة لمصالحه، توسع الكتاب في ذكر الأحداث التاريخية التي تلاعب فيها الأسد بالفصائل وأرهقت فيها الدم الفلسطيني وتحالف مع الصهاينة خدمة لمشروعة الشخصي، لنصل إلى الخلاصة أن حافظ الاسد في أفضل الأحوال قد عرف قوة اسرائيل وحجمها وعرف حجم نفسه وقوته، لذلك سعى لاستخدام أي ورقة ممكن استخدامها في سبيل صراع المصالح، وأن شعارات القومية والقضية لم تكن سوى شعارات فارغة، ورغم هذا السرد التاريخي الواضح والمربوط بمصادر تاريخية فلسطينية عديدة، نرى لحد اليوم فصائل فلسطينية تستمع بالبقاءحفي ظل نظام
عن محتوى الكتاب :
عاشت سوريا سنوات طويلة من عدم الاستقرار وغياب فعلي لشيء اسمه دولة على امتداد الجغرافية ، مع نشأة الدولة بأجهزتها البيرواقراطية وطبقة من عمالها وموظفيها وانتشار التعليم بشكل آو باخر بدأت الطبقات الوسطى وحتى الدنيا تعرف الوصول الى أجهزة الدولة ، وتقلب المعادلة التي ربطت ابناء المدن، التجار ، الاقطاعيين ، شيوخ العشائر بقيادة دفة الأمور، تمثلت المرحلة الاهم بدخول ابناء الطبقات الوسطى والدنيا للجيش، وازاحة سيطرة الفئات التقليدية عليه ، ومن ثم سيطرة الجيش على البلد كلها ، ومن ثم استئثار مجموعة محدودة وصغيرة وأقلوية بالجيش بعد اكتساحها كل المجموعات الاخرى، وليبقى حافظ الاسد الوحيد من بينهم بكل خبث بعد تصفية كل الرفاق. يتوجب فهم التاريخ السوري على ضوء الكتاب من وجهة صراع طبقات ، اكثر منه صراع سياسي، من اهم تفصيلات الكتاب هي جمل الربط بين التكتلات السياسية والعسكرية وتوضيح الخلفية الاجتماعية لكل فرد في هذه التكتلات ، كان واضحا في بحث الاخوان المسلمين مثلا اسباب جنوح اخوان حماه للعنف اكثر من غيرهم وهم مدينة الاقطاع والاراضي التي جردها المد التقدمي من كثير من امتيازاتها الاقتصادية والتراتببية ، هل حقا عرفت سوريا اي شخصيات هامة من حماة منذ عقود ؟ على النقيض كيف تعامل اخوان دمشق مع نفس النظام وكيف فسر الكاتب دائما هذه الميول ؟
انا على قناعة تامة بضرورة واهمية علم الاجتماع والاقتصاد والاحصاءات في دراسة الحالة السياسية والتاريخية لكل بقعة
تكمن أهمية كتاب المؤرخ الأميركي الفلسطيني الأصل حنا بطاطو "فلاحو سوريا: أبناء وجهائهم الريفيين الأقل شأنا وسياساتهم"، في المساعدة على فهم المرحلة الراهنة من الأزمة السورية، كيفية تطور سوريا والعوامل الداخلية المؤثرة في الحرب الدائرة. الكتاب هو مساهمة تحليلية مركزية لطبيعة السلطة السياسية القائمة في سوريا، بالعودة إلى الجذور التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للفئات المشكلة لها، وتسليط الضوء على الجوانب العقائدية والمذهبية لمكونات الشعب السوري.
في هذا الكتاب، نجح حنا بطاطو في رسم لوحة شاملة لطبيعة النظام السوري وتركيبته وسياساته، وتناول ذلك كله من جوانب وزوايا غير مسبوقة في الدراسات التي تناولت تاريخ سورية الحديث أو نظام الأسد على وجه الخصوص. يعدّ هذا الكتاب ذا فائدة جمّة للمعنيين بدراسة النظام الذي بناه حافظ الأسد، والعودة إليه مشتملة المراجع والمصادر التي أوردها، ضرورة لابد منها لمن يبغي فهم هذا النظام المتميز بطبيعته وبنيته عن غيره من الأنظمة، مهما حمل من عناصر التشابه معها.
Absolutely lacking in the romantic story-telling aspect of history literature. Most of the book reads like a collection of policy briefs drenched with numbers and tables. Great book to read for anyone interested in Ba'th Syria. With a few exceptions, it is to the point and informative.
An extremely detailed historical and sociological examination of of the peasantry and rural classes in Syria, the change in their material conditions over time, their relationship and elevation under the Baath, and finally the rule and policies of Hafez al Asad till the 90s.
Really helps to make sense of current happening in Syria- the urban rural divide which has existed since before the mandate era, and the uplifting of the rural peasantry and notables (also including minorities as they are majority rural) under the Baa’th, and the first urban revolt under the Muslim brotherhood in 82 and being replicated again with the Arab spring and subsequent civil war leading to Julani in power, and nominally urban syria having power for the first time in 70 years.
What is stark is the degradation of syria since the end of the cold war - hafez was a power hungry despot but he had a functioning state which provided material improvement to its people - and now the syrians have nothing.
The degradation of political culture and dialogue created by military rule is also a lesson - it created the secretive and distrustful atmosphere that existed in syria under the asads and led to their betrayal of palestinians and iraqis - leading only to strengthening the israelis. Perhaps had salah jadid and the civilian baath won out, a more open syrian society could have been established that did not destroy any chance of overall success against the israelis in retrun for incremental security victories.
حلخص هنا من الفصل الثاني عشر حتى أخر الكتاب، عندما هتفت مسيرات بعد سجن حافظ الأسد في 13 نوفمبر 1970، “طلبن� من الله المدد فأرسل لنا حافظ الأسد.”� من المهم أن نعلم كيف نشأت مكينة الموت الأسدية.
بلغ المنضمين لحزب البعث مع بداية قيادة حافظ الأسد 21.7% من الذكور البالغين في سوريا، وهل تعلم أن الحزب البلشفي عز قوته لم ينضم له سوا 9% فقط من الذكور البالغين في الإتحاد السوفيتي (مع فرق المساحة وتعداد السكان بين البلدين).
أرتفعت وتضاعفت شعبية الحزب عشرات المرات منذ 1971 حتى 1992 ويصف هذه الزيادة بطاطو أنها لم تكن إعتباطية بل بقرارات واعية من اللجنة العليا للحزب، أراد حافظ الأسد أن يحقق ما قاله في أحد بياناته 1970 أن الحزب ليس للنخبة.
شمل هذا التوسع الكبير في شعبية الحزب عمليات تطهير واسعة شنها حافظ الأسد ضد المعارضين حتى من المنضمين للحزب. إستطاع حافظ الأسد أن يرسخ فكرة شيطانية هي أن عربة الحزب هي السبيل الوحيد للترقي الإجتماعي داخل المجتمع السوري.
استبدل حافظ الأسد الجماهير بقاعدة الحزب، وقيد الطليعة بوصفهم أنصار لقرارات الحزب، واستبدل بالضرورة اللجنة المركزية بشخصه، وافكار الحزب بذاته.. دمر حافظ الأسد أو جرف بمعنى أدق المجتمع السوري من أي تربة أو مناخ ينمو فيه معارضة سليمة.
تعد طرطوس واللاذقية ومن ورائهم حماة معاقل أهم لقوى حزب البعث من دمشق، ويضعف الحزب تدريجيًا في كل من الحسكة ودير الزور ودرعا، ولكن يملك حزب البعث تأثير قوي على الأقليات زي الدروز والاسماعليين والمسيحيين يظهر هذا في السويداء الدرزية مثلًا.
محافظة إدلب، كان النظام ذكي فيها إستطاع حزب البعث أن يضمن ولاء مرتفعات حلب عن طريق إسترضاء فلاحيها بالإضافة إلى ولاء الدروز الشيعة والمسيحيين، وبكده قدر يوزان الكافة مع المسلميين السنة داخل المحافظة.
21/07/2018 إستعاد النظام السوري السيطرة على محافظة القنيطرة الحدودية في الجنوب، وديه بالنسبة المئوية عن بطاطو كل الذكور البالغين في المحافظة يتبعوا حزب البعث. والنظام صرف على المحافظة ديه كتير لإرضائها نتيجة أهميتها العسكرية.
1992، كان ينتمي 55% من المتعلميين السوريين لحزب البعث.
قبل بداية الباب الرابع من الكتاب، أي نهاية الفصل 13، حنا بطاطو يأكد على تحسن الوضع المعيشي للفلاحين نتيجة أن حافظ الأسد هو أول رئيس سوري من أصول فلاحية، فتم توسيع القرى وتمهيد الطرق وبناء منازل عصرية وإدخال الخدمات من ماء وكهرباء. وده بيبرر ليه شعبية حزب البعث واسعة بين الفلاحين.
من اللافت فعلًا أن مفيش إنشقاقات للجيش السوري في دمشق، فكان حافظ الأسد يمنع وجود قوات نظامية في العاصمة، ولكن قوات نخبوية تابعة ليه مباشرة هي اللي مسموح ليها الخروج والدخول إلى دمشق.
حافظ الأسد ومن بعده بشار سار عليها وهي عدم إحتكار النفوذ ولكن توزيعه مع الإمساك بكل خيوط اللعبة، يعني فصل الاجهزة عن بعضها بوصفها سيادية وكاملة الاستقلالية بحيث كل فرد يدافع عن مركزه ومكانه لأنه يشعر أن هو اللي يملكه ومسؤول عنه.
في قراءة المستويات في هرم السلطة عند الأسد، يمكن تمييز أربعة. المستوى الأول يتعلق بالاتجاه العام للسياسة أو بالمسائل الحاسمة لنظامه، كالأمن والمخابرات والشؤون العسكرية أو الخارجية، حيث تتركز الخيوط المهمة كلها في يديه، وبحيث يتمتع الأسد هنا بسلطة فردية لا ينازعه أحد فيها. المستوى الثاني يتصل بالرؤساء غير المعلنين لشبكات الاستخبارات والأمن المتعددة التي يعمل باستقلال بعضها عن بعض، وتتمتع بحرية واسعة، وتراقب عن كثب كل ما يمس نظامه.
وفي هذا المستوى نفسه، هناك قادة التشكيلات المسلحة النخبوية ذات الأهمية السياسية والحامية النظام والرادعة للانقلابات، مثل الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والفرقة الثالثة المدرعة وسرايا الدفاع قبل عام 1984، وهي مسؤولة أيضاً أمام الأسد مباشرة. المستوى الثالث هو قيادة حزب البعث حيث يكون الأسد أمينه العام، لكن أعضاء القيادة لا يقارنون في الأهمية بقادة الاستخبارات أو قادة النخبة. تعمل هذه القيادة أساساً كهيئة استشارية للأسد. أما المستوى الرابع فهو المتعلق بالوزراء وكبار موظفي الدولة والمحافظين والمجالس التنفيذية أو المجالس المحلية وقادة المنظمات الجماهيرية التابعة للحزب وأجهزتها العامة.
شكل حافظ الأسد مثلًا الحرس الجمهوري والفرقة الثالثة مدرع والقوات الخاصة وسرايا الدفاع بشكل مستقل تمامًا ودول تحت أمرة الرئيس ولا علاقة لهم بالسياسة ابدًا وده اللي خافظ عليه الاسد من 1970 إلى الآن ويرمز لهم بدرع الدولة ضد الإنقلابات المحتملة.
بالمناسبة سرايا الدفاع كانت بقيادة رفعت الأسد في 1982 وقتلت 25 ألف شخص في ما عرف بمجزرة حماة ضد الأخوان المسلمين � طبقًا لرواية القائد السوري أكرم حوراني. رواية الدولة أنه تم قتل 5 آلاف شخص، من أجل التخلص من 500 مسلح أخواني.
1980 زاد حافظ الأسد تمثيل السنة 66.7 % من قيادات حزب البعث، وأنخفض تمثيل العلويين إلى 19 % بعد أن كان 33%. في هذه الأثناء وما بعدها استطاع حافظ أن يمحي من ذهنية شعبه على الاقل صفة الطائفية في الحكم. رفع حافظ الأسد في العام نفسه التكنوقراط في الحكومة لنسبة 40% مع إعطائها كل الصلاحيات لمعالجة فساد البيروقراطية وتحسين كفاءة النظام.
إيران تسدد فاتورة ليست فقط طائفية كما يصور الخليج، فقد ساعد حافظ الأسد إيران لصد العدوان العراقي المدعوم خليجيًا والذي يعرف بحرب الخليج الأولى.تم ضرب إيران بأسلحة محرمة دوليًا في هذه الحرب ولم يعترض أحد فقد كان الخليج هو من يسدد الفاتورة للغرب.
ارتبط الأسد بعلاقات جيدة بشاه ايران، ولكنه أيد ثورة الخميني 1979، ودعمه بقوة، وزوده بالأسلحة، خلال صراعه مع صدام حسين، ولكنه لم يسمح للخميني بالتغلغل داخل سورية، وقاوم التشيع، وسعى الأسد إلى التأثير في الأردن، أما لبنان، فقد وضعه تحت وصايته، منذ تدخله فيه عام 1976، وحافظ على وضع “ل� سلم ولا حرب مع إسرائيل”� ورفض السير مع السادات في صلحه مع إسرائيل، وعمل على تشكيل ما سمي بـ “جبه� الصمود والتصدي� عام 1978، ووقع اتفاقية صداقه مع السوفيات عام 1980، وأيد السوفيات في غزوهم أفغانستان عام 1979، واستقدم أوجلان إلى سورية أواسط ثمانينيات القرن العشرين؛ ليستخدمه ضد تركيا، وانضم إلى محادثات السلام مع إسرائيل سنة 1991، ودعم “حز� الله”� ليقاتل إسرائيل في جنوبي لبنان، وحرّض فتح الانتفاضة ضد فتح ياسر عرافات، وانضم إلى حرب الخليج الثانية؛ ليحصل على دعم، وليتقرب من الغرب، بعد سقوط المعسكر الاشتراكي، ووقف ضد حصار العراق بعد 1991، وأعاد علاقاته مع صدام حسين. حافظ الأسد هو الوحيد اللي بعد هزيمة 1967 شجع حركة فتح أن تبقى نشطة ضد إسرائيل على عكس باقي البلدان العربية، ووقتها كان وزير دفاع لسة. ــــ شهادة ابو إياد (صلاح خلف).
وقت الأزمة الأردنية � الفلسطينية أيضًا سوريا تدخلت مهددة الملك حسين بأنها لن تسمح بالقضاء على المقاومة الفلسطينية. (الكلام رسمي ممكن باطنيًا يكون لا، بس الموقف الرسمي مسجل وانا بنقلهولك كأمانة معرفية من كتاب حنا بطاطو.)
بعد اغتيال وصفي التل، اجتمع حافظ الاسد بعرفات وابو جهاد، وقال من سيقترب من الملك حسين فقد اقترب مني وانا لا احتاج للجيش السوري لأقضي عليكم، فقد سألقي بيان في الإذاعة وسينتهي أمركم.
في 1973 ارسل الاسد جنودًا للدفاع عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، وعندما كثف المورانة غارتهم على المخيمات أغلق الأسد الحدود اللبنانية وبهذا اغلق كافة طرق التجارة والامداد للمورانة مع العالم الخارجي وهو ما هدد تجارتهم بالخسارة خصوصًا التفاح. فتوقفوا عن قصف المخيمات.
تعمد حافظ الاسد على عدم إخبار القيادة الفلسطينية الممثلة في عرفات وابو اياد عن حرب اكتوبر كان يعلم ان الخبر سيتم تسريبه منه. وقد قالها السادات صراحة في أحد لقاءاته مع ابو اياد.
كان حافظ أسد يكره عرفات كرهًا شديدًا. وقد سعى -في نحو مبكر- للسيطرة على منظمة فتح؛ ويورد بطاطو -في هذا الشأن- قول “أب� إياد�: “وق� صعقنا خلال الساعات الثلاث التي استغرقها حديثنا معه من مقدار الكراهية التي يكنها لأبي عمار� (ص 329). بعد استيلائه على السلطة عام 1970، ضيق الأسد على حركة فتح، ومنظمة التحرير كثيرًا، وقيد نشاطها السياسي في سورية.
على عكس السائد من كلام ان سوريا الاسد لا تهاجم اسرائيل لعب حافظ الاسد جيدًا في كل المواجهات مع اسرائيل حتى في 1982 ، لازم تقروه بنفسكم من صفحة 553 إلى 555 وسيقها شوية شروحات ازاي مثلا كامب ديفيد كانت هزيمة لسوريا.
حافَظَ “الأسد� على وضع “ل� سلم ولا حرب مع إسرائيل”� ورفض السير مع السادات في صلحه معها، و”ذك� أحد التقارير أن الأسد قدمها إلى إسرائيل، عبر هنري كيسنجر، في شأن تعهده منع تسلل المقاتلين الفلسطينيين إلى إسرائيل عبر الحدود السورية� (ص 568). كان الأسد يتمسك برفض الحلول المنفردة، ويقول: “سلا� شامل مقابل انسحاب كامل
استطاع حافظ الاسد ان ينجو بسوريا من عته وعبط حركة فتح وعلى رأسها ياسر عرفات.
يبين بطاطو أن حافظ أسد قد دخل لبنان بتفويض أميركي، فقد تلقى الأسد “رسال� حكومة الولايات المتحدة، نقلها إليه السفير ريتشارد مورفي في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 1975. فوفقًا لمراسل صحيفة لوموند، دعت تلك الرسالة الرئيس السوري إلى الانحياز لمصلحة حل “متوازن� للحرب الأهلية اللبنانية، وقدمت ضمانات بأن يلقى تدخل سورية ضمن الحدود “المعقولة� في لبنان ترحيبًا أميركيًا، وبأن تقوم واشنطن في الوقت الملائم بالضغط على إسرائيل للقبول به� (ص 540).
وينقل بطاطو ما كتبه السفير الأميركي في دمشق، تالكوت سيلي، “بدأ� العلاقات الأميركية � السورية تتحسن في العام 1976 عندما أدت المصالح المشتركة إلى إخماد الحرب الأهلية اللبنانية إلى تعاون وثيق� (ص 547). ونقل بطاطو عن “أب� أياد� قوله: “لق� وقع أصدقاؤنا السوريون في شرك هنري كيسنجر الذي كان يرغب في وقوع مواجهة سورية- فلسطينية؛ ليصرف أذهان العرب عن دسائسه الرامية إلى تيسير مصالح إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة� (ص 548).
يختصر بطاطو نظرته إلى حافظ الأسد وكيفية تعاطيه مع القضايا السياسية بالقول: «ليس من السهل تحديد المكونات الأساسية للرؤية الإقليمية لدى حافظ الأسد. فهو بارع جداً في إخفاء أفكاره الحقيقية، وليس هناك غالباً أي صلة بين آرائه الخاصة وكلماته العلنية، أو بين ما يؤكده من مُثُل وما ينتهجه من سياسات. ولعل في ذلك ما يغري بالقول أن دوافعه ليست عموماً ذات منشأ أيديولوجي، وأن البراغماتية هي بمنزلة السدى واللحمة في فكره وسلوكه.
وبعبارة أخرى، فهو يبدو كمن يقوّم الأفكار بدلالة نفعها السياسي. وعلى أي حال، فإن ما هو معروف عن وسائله أكثر مما هو معروف عن غاياته، فغاياته لا تكاد تكتشف إلا عندما تتحقق».
كتاب جميل للغاية للمهتمين بدراسة تاريخ سوريا الحديث، طبعاً كما يوحي العنوان يركز الكاتب على الفلاحين في سوريا ويدرس جوانب حياتهم المختلفة طيلة القرن العشرين، ويقدم خلال دراسته وتصنيفاته المفيدة جداً برأيي لهذه الطبقة ملامح فئة مهمة جداً من المجتمع عادة ما تتجاهلها الدراسات الأخرى. تصنيفاته للفلاحين من حيث خلفيتهم الطائفية، والعشائرية والمناطقية وعلاقتهم بمدن الجوار وأثر تضاريس مناطق إقامتهم على سلوكياتهم يستشف منها الكثير الكثير من المعلومات حول الفسيفساء السورية ويجد فيها الباحث تفسيرات لظواهر عديدة في تاريخنا الحديث، بداية من الثورات ضد المستعمر إلى سلوكيات الأحزاب في مرحلة الاستقلال إلى الانقلاب العظيم الذي حصل في المجتمع منذ نهاية الخمسينيات. يستعرض الكاتب ايضا القوى السياسية التي أبدت نشاطاً في صفوف الفلاحين بداية من الشيوعيين إلى الاشتراكيين بزعامة أكرم الحوراني وانتهاءً بالبعث. حيث يقف مطولاً ليدرس تجربة البعث بداية والأسد لاحقاً حيث يسرد هيكلية النظام الذي نجح الأسد الأب ببناءه ويدرس صفات الأسد الشخصية التي تركت طابعها على العقود الأربعة الأخيرة من تاريخ سوريا، كما يوضح أساليبه وأدواته التي استعملها للتمكين لنظامه وخاصة في مواجهة الإخوان المسلمين والحركات الفلسطينية. يحتار في وصف نظام الأسد وفهمه فهو ليس بالنظام اليساري الاشتراكي وإن استعمل الفلاحين والعمال في انقلابه ودعم أركان حكمه بهم وتغنى كثيراً بشعارات الاشتراكية ونفذ العديد من مراسيم التأميم والاصلاح الزراعي، فهو فتح الباب أمام نخبة اقتصادية هجينة من تجار دمشق وحلب والمدن الكبرى ورؤوس نظامه الجدد لتعاود السيطرة على مفاصل الاقتصاد كلها، وليس نظاماً طائفياً لأن طائفته ما تزال تذوق ألوان الفقر والاضطهاد رغم سيطرة أبنائها على أكثر من ثلثي المناصب الحساسة في الجيش والأجهزة الأمنية (كلامه مؤيد بإحصائيات وأرقام موثقة) وليس نظاماً بعثياً بالرغم من أن الحزب هو القائد للدولة رسمياً والمتغلغل والمتماهي في كل مؤسساتها. ولا نظاماً قومياً عربياً رغم أن كل اعماله تغطى بشعارات قومية فاقعة، فعداؤه لمنظمة التحرير وإبقاؤه لأي خطوة وحدوية عربية سواء مع العراق أو ليبيا أو مصر والسودان مجرد حبر على ورق يظهر ذلك. إنه نظام الحاكم الفرد البراغماتي المتلون العبارة التي لم يقلها حنا بطاطو مباشرة ولكن تظهر فعلياً من ثنايا تحليلاته.
أخيراً أحد مثالب تحليلات الكاتب برأيي هو اعتماده التفسيرات المادية البحتة لكثير من الظواهر، فالشعور القومي العربي في دمشق مثلاً ناجم عن تضرر مصالح طبقتها التجارية من التقسيم والحواجز الجمركية، والحقد الكبير للشيخ مروان حديد رحمه الله على نظام البعث متأثر بتضرر والده من قوانين الإصلاح الزراعي وعلى ذلك قس.
أما أهم ميزة للكاتب برأيي فهي قدرته على تحليل مختلف القوى المجتمعية او السياسية او الأمنية وتصنيفها تصنيفاً يسهل دراستها وفهم سلوكياتها. مع دراسته للشخصيات وعدم إغفاله للصفات الفردية في صناعة القرار وتحليل الظواهر.
كتاب عميق ودسم ومرهق في نفس الوقت، مليء بالمعلومات والمراجع والأرقام بشكل مبهر � النصف الأول يتحدث فيه عن القرى والفلاحين السوريين، معتقداتهم وأحوالهم المعيشية ومعاناتهم بشكل تفصيلي، وفي النصف الثاني يتحدث عن مراحل تكون حزب البعث وثم، الجزء الأكثر اثارة، عن حافظ الأسد، تاريخه وشخصيته وسياساته بطريقة حيادية جدا.
أكثر ما أعجبني في الكتاب هو المقابلات الشخصية التي أجراها الكاتب مع أشخاص شهدوا فصولا مهمة في تاريخ سورية ومن أعضاء حزب البعث وأيضا من منظمة التحرير الفلسطينية حيث أتيح للكاتب الاضطلاع على وثائق مهمة تتعلق بعلاقة المنظمة بسورية. هذه المقابلات امتدت على ما يقارب الثلاثين عاما في عدة زيارات لسورية والأردن وتونس واميركا وغيرها � وبرأيي أن تلك المقابلات أثرت الكتاب كثيرا وأمدت الكتاب برأي أشخاص عاصروا وتعاملوا مع الأسد ونظامه وشخصيته الغامضة كما يذكر الكاتب في اكثر من موضع� لعل أهمها بنظري مقابلاته مع أكرم الحوراني التي أثارت إعجابي بشكل كبير.
الفصل الأخير الذي يتحدث عن علاقة الأسد بفتح ومواقفه خلال الحرب الأهلية اللبنانية كان دسما جدا وفيه الكثير من الدلائل والمعلومات المهمة والتي تلقي الضوء على سياسته وشخصيته الغامضة�
An essential work for the Syrian specialist, but very much not recommended as a way to brush up or begin your learning about Syrian history. Batatu is an academic tease, releasing outstanding books with a devastating paucity nearing that of Nick Drake's studio discography. This one focuses on multitudinous levels of the peasants of Syria, their local political leadership and all kinds of stuff in between. Personally, I find the detail a little overwhelming at times, but there are some super-rich sections on the role of religion in lower-level Syrian politics, a crucial foundation for what has been going on there recently, and the local Ba'athist influences and the reasons for their focus on rural reform and improvement. Definitely don't start with this one, but if you're into Syrian stuff and want to delve very, very deep into rural society, this is the one for you.
في الحقيقة يعُد هذا الكتاب الوثيقة الأشمل والأكثر موضوعية وواقعية في دراسة المجتمع السوري في القرن العشرين ، وما شكلته ظروفه الاجتماعية والاقتصادية من تبعات سياسية ، شرّح بطاطو بنية السلطة في سوريا تشريحاً بنيوياً عميقاً واقعياً بعيداً عن الانحيازات الايديولوجية ،يلقي النص بظلاله على الطبيعة البنيوية للدولة السورية وما خلُصت إليه في هذه الأيام بتسليط الضوء على جذور مشكلة الاختلاف الاجتماعي والطائفي ، وارى أن الكتاب وثيقة تاريخية موضوعية لقراءة الواقع والمستقبل في ظل " نظام النرجسية الفردية " الذي أنشئه الاسد الأب وقضى عليه الاسد الابن ، ويجب على أي محاولة مستقبلية لفهم طبيعة المجتمع ومستقبله أن تعتمد في قراءتها على هذه الوثيقة في أي محاولة لإعادة بناء الدولة السورية التي دمرها الاسد الابن <\b>
بحث طويل نسبيا سبعمائة صفحة لكن تتخللها الكثير من الجداول وتنتهي الكتابة عند الصفحة الستمائة .قسم الفلاحين السوريين الى طبقات وشرح كل طبقة وتحدث عن الأحوال المعيشية للفلاحين وتحسنها ثم مواضيع متفرقة عن الفلاحين (أنظر الفهرس) وتحدث عن البعث والفلاحين ثم شخصية الاسد وسياساته مع لبنان وفتح وغيرها كشخصية سياسية من عمق الفلاحين والكتاب مرفق بملحق بجدول لقائمة القيادة القطرية للبعث (الشخصيات) وفهرس أسماء وقائمة مراجع تعليقات: هذا الكتاب يغير نظرتك لحافظ الأسد طبعا هو مجرم وسفاح لكنه رجل دولة اقرأ الكتاب وستفهم قصدي
كتاب منهجي يتناول التاريخ المعاصر لسوريا من دون ان يقع المؤلف أسيرا لتأويلات مغلوطة او منحازة ، وطرح أفكاره بموضوعية شديدة ودقيقة عدا عن سلاسة الأسلوب ووضوحه ، اضافة الى ترجمة جيدة لم تنتقص من أهمية الكتاب . بالنسبة لي استمتعت جدا بالقسمين الاخيرين من الكتاب الذين يتناولان الجوانب الريفية و الفلاحية لحزب البعث في تدرجاتها المختلفة وصولا الى استيلاء حافظ الأسد على السلطة كاول حاكم لسوريا من أصل فلاحي
A very dense but comprehensive work on the social evolution of Syria's peasant/rural notable classes and the dynamics of state and class in Syria during the 20th century. A very long and complex read but absolutely worth it for those looking for an in-depth historical account of Syrian society.
The book is segmented into 25 chapters, distributed over 4 sections, the last of which divides the book into two relatively autonomous books with divergent ethea: PEASANTS� SYRIA: a thorough microhistory work on pre-Asad Syria’s peasant politics, actually starting from the French mandate (1925-1947) and not ending with post-independence coups (1947-1963) until covering seven years of Ba’thism (1963-1970); ASAD’S SYRIA: a brief, albeit ultra-macro, history of Syria under Asad’s rule (1970-1990s), this event (Hafez el-Asad) being the embodiment of the title [“politics� of “Syria’s peasantry� descendants of the “lesser rural notables”] which is the only link to the previous sections. Batato makes the significant claim of asserting this link, yet fails to follow his argument to its end. His approach to Asad is also too classic (or even Orientalist) as he follows the impressions of Western diplomats and overstates mentioning confessional and sectarian differences, and at the end of the day never approaches the Alawite question any well. No sociology in this section about the dictator, and no discussion of his most infamous "methods by which he holds sway" which are the brilliant intelligence and security empire he could establish, which was imported from Nasser Egypt. I should also say that this section doesn't tackle the Arab policies of the pan-Arabist Ba'th, and never mentioned non-Arab subjects and peasants of Syria. On the other hand, his narration of the Syrian condition comes to a sharp halt at 1999 (which was the year the book was first published by Princeton University Press) when Asad Father was training his son as a “caliphate� and putting the final touches on the subsequent changes Batato’s “descendants� will undergo. The Syrian political regime was about to change forever, arguably becoming counter-socialist.
يقدم حنا بطاطو رؤية شاملة للتاريخ السوري الحديث عبر شرح البنى الإجتماعية والطائفية والإقتصادية للريف بالإضافات إلى مقاربات العنف بين الهجوم-الدفاع.. إلى الثورة السورية الكبرى وعلاقتها بالدروز والعلويين وملاك الأراضي والمشروع الفرنسي الذي أدى إلى إنشاء مراكز قوى ريفية. بالإضافة إلى شرح كافي عن بداية دخول الحزبية للمجتمعات الريفية بدءاً من الشيوعية والإشتراكية إنتهاءا بالبعثية وعلاقتها بالإرياف وتعثرها بالمدن. والكتاب يسرد المعلومات من خلال وثائق مرفقة أو من خلال مقابلات شخصية أجراها المؤلف مع الأشخاص الذين كانوا على إتصال مباشر بالإحداث التي عاصروها. و يقدم الكثير من الأجوبة عن عمليات ترييف الجيش وتحوله لبؤرة سيطرة أقلوية على حساب تسريح أكثري بالإضافة إلى تقسيم الجنرلات بين المناصب الفعالة وأخرى الرمزية مرفقة بتوثيق مهم. وإن كان حنا بطاطو يركز على الفلاح السوري بمحاولة للإحاطة بكل مراحله التاريخية فهو لم يغفل الدور السوري في الحرب الأهلية اللبنانية ولم يبخل في شرح علاقة النظام بياسرعرفات ولا التطرق إلى حرب المخيمات.
كتاب تحليلي وتشريحي عميق، يخوض في تفاصيل المجتمع الزراعي السوري. ورغم مرور خمسة عشر عاما على صدوره بالإنكليزية في الولايات المتحدة، قبل أن يصدر باللغة العربية� فإن نقله إلى قراء العربية وما احتواه من معلومات يبقى من الضرورة بمكان
لابد من التنويه بأن هذا الكتاب (600 صفحة)، بعكس ما يستشف من عنوانه، هو كتابان في كتاب، أولهما حول المجتمع الزراعي (ويحتل نصف الكتاب 300صفحة)، وثانيهما عن تطور حزب البعث في سوريا مع التركيز على حقبة حافظ الأسد وشخصيته من جميع جوانبهما (النصف الثاني من الكتاب 300 صفحة الأخيرة). وإنه لمن سخرية القدر أن يتوفى مؤلف هذا الكتاب في عام 2000 بعد سنة من نشره، وهي نفس السنة التي توفي فيها حافظ الأسد
كتاب آخر يضاف إلى عدد من الكتب المهمة والتي من الضروري قراءتها لفهم بنية المجتمع السوري أكثر فأكثر
عظيم! النصف الثاني من الكتاب، على أهميته الشديدة، كان عن حافظ الأسد تحديداً و"سياساته" مما أضعف التماسك المنهجي للكتاب. من جهة أخرى هناك تناول متعجّل للمسألة الطائفية في نظام الأسد ولا كلام عن صلتها بالريف والترييف. أخيراً يبقى الكتاب أحد أهم أو أهم كتاب تأريخي لسوريا القرن الـ20 من حيث عمقه وثرائه الفاحش بالمعلومات والجداول بالإضافة للسعة الهائلة للمصادر التي اعتمد عليها حنّا بطاطو وأهمها المقابلات التي أجراها مع شخصيات كثيرة +الملفات الخاصة بمنظمة التحرير... الفصلان عن الإخوان والمسلمين ومنظمة التحرير قراءتهما واجبة.