أحمد طلب's Reviews > فلاحو سورية: أبناء وجهائهم الريفيين الأقل شأناً وسياساتهم
فلاحو سورية: أبناء وجهائهم الريفيين الأقل شأناً وسياساتهم
by
by

كتاب جميل للغاية للمهتمين بدراسة تاريخ سوريا الحديث، طبعاً كما يوحي العنوان يركز الكاتب على الفلاحين في سوريا ويدرس جوانب حياتهم المختلفة طيلة القرن العشرين، ويقدم خلال دراسته وتصنيفاته المفيدة جداً برأيي لهذه الطبقة ملامح فئة مهمة جداً من المجتمع عادة ما تتجاهلها الدراسات الأخرى.
تصنيفاته للفلاحين من حيث خلفيتهم الطائفية، والعشائرية والمناطقية وعلاقتهم بمدن الجوار وأثر تضاريس مناطق إقامتهم على سلوكياتهم يستشف منها الكثير الكثير من المعلومات حول الفسيفساء السورية ويجد فيها الباحث تفسيرات لظواهر عديدة في تاريخنا الحديث، بداية من الثورات ضد المستعمر إلى سلوكيات الأحزاب في مرحلة الاستقلال إلى الانقلاب العظيم الذي حصل في المجتمع منذ نهاية الخمسينيات.
يستعرض الكاتب ايضا القوى السياسية التي أبدت نشاطاً في صفوف الفلاحين بداية من الشيوعيين إلى الاشتراكيين بزعامة أكرم الحوراني وانتهاءً بالبعث. حيث يقف مطولاً ليدرس تجربة البعث بداية والأسد لاحقاً حيث يسرد هيكلية النظام الذي نجح الأسد الأب ببناءه ويدرس صفات الأسد الشخصية التي تركت طابعها على العقود الأربعة الأخيرة من تاريخ سوريا، كما يوضح أساليبه وأدواته التي استعملها للتمكين لنظامه وخاصة في مواجهة الإخوان المسلمين والحركات الفلسطينية. يحتار في وصف نظام الأسد وفهمه فهو ليس بالنظام اليساري الاشتراكي وإن استعمل الفلاحين والعمال في انقلابه ودعم أركان حكمه بهم وتغنى كثيراً بشعارات الاشتراكية ونفذ العديد من مراسيم التأميم والاصلاح الزراعي، فهو فتح الباب أمام نخبة اقتصادية هجينة من تجار دمشق وحلب والمدن الكبرى ورؤوس نظامه الجدد لتعاود السيطرة على مفاصل الاقتصاد كلها، وليس نظاماً طائفياً لأن طائفته ما تزال تذوق ألوان الفقر والاضطهاد رغم سيطرة أبنائها على أكثر من ثلثي المناصب الحساسة في الجيش والأجهزة الأمنية (كلامه مؤيد بإحصائيات وأرقام موثقة) وليس نظاماً بعثياً بالرغم من أن الحزب هو القائد للدولة رسمياً والمتغلغل والمتماهي في كل مؤسساتها. ولا نظاماً قومياً عربياً رغم أن كل اعماله تغطى بشعارات قومية فاقعة، فعداؤه لمنظمة التحرير وإبقاؤه لأي خطوة وحدوية عربية سواء مع العراق أو ليبيا أو مصر والسودان مجرد حبر على ورق يظهر ذلك.
إنه نظام الحاكم الفرد البراغماتي المتلون العبارة التي لم يقلها حنا بطاطو مباشرة ولكن تظهر فعلياً من ثنايا تحليلاته.
أخيراً أحد مثالب تحليلات الكاتب برأيي هو اعتماده التفسيرات المادية البحتة لكثير من الظواهر، فالشعور القومي العربي في دمشق مثلاً ناجم عن تضرر مصالح طبقتها التجارية من التقسيم والحواجز الجمركية، والحقد الكبير للشيخ مروان حديد رحمه الله على نظام البعث متأثر بتضرر والده من قوانين الإصلاح الزراعي وعلى ذلك قس.
أما أهم ميزة للكاتب برأيي فهي قدرته على تحليل مختلف القوى المجتمعية او السياسية او الأمنية وتصنيفها تصنيفاً يسهل دراستها وفهم سلوكياتها. مع دراسته للشخصيات وعدم إغفاله للصفات الفردية في صناعة القرار وتحليل الظواهر.
تصنيفاته للفلاحين من حيث خلفيتهم الطائفية، والعشائرية والمناطقية وعلاقتهم بمدن الجوار وأثر تضاريس مناطق إقامتهم على سلوكياتهم يستشف منها الكثير الكثير من المعلومات حول الفسيفساء السورية ويجد فيها الباحث تفسيرات لظواهر عديدة في تاريخنا الحديث، بداية من الثورات ضد المستعمر إلى سلوكيات الأحزاب في مرحلة الاستقلال إلى الانقلاب العظيم الذي حصل في المجتمع منذ نهاية الخمسينيات.
يستعرض الكاتب ايضا القوى السياسية التي أبدت نشاطاً في صفوف الفلاحين بداية من الشيوعيين إلى الاشتراكيين بزعامة أكرم الحوراني وانتهاءً بالبعث. حيث يقف مطولاً ليدرس تجربة البعث بداية والأسد لاحقاً حيث يسرد هيكلية النظام الذي نجح الأسد الأب ببناءه ويدرس صفات الأسد الشخصية التي تركت طابعها على العقود الأربعة الأخيرة من تاريخ سوريا، كما يوضح أساليبه وأدواته التي استعملها للتمكين لنظامه وخاصة في مواجهة الإخوان المسلمين والحركات الفلسطينية. يحتار في وصف نظام الأسد وفهمه فهو ليس بالنظام اليساري الاشتراكي وإن استعمل الفلاحين والعمال في انقلابه ودعم أركان حكمه بهم وتغنى كثيراً بشعارات الاشتراكية ونفذ العديد من مراسيم التأميم والاصلاح الزراعي، فهو فتح الباب أمام نخبة اقتصادية هجينة من تجار دمشق وحلب والمدن الكبرى ورؤوس نظامه الجدد لتعاود السيطرة على مفاصل الاقتصاد كلها، وليس نظاماً طائفياً لأن طائفته ما تزال تذوق ألوان الفقر والاضطهاد رغم سيطرة أبنائها على أكثر من ثلثي المناصب الحساسة في الجيش والأجهزة الأمنية (كلامه مؤيد بإحصائيات وأرقام موثقة) وليس نظاماً بعثياً بالرغم من أن الحزب هو القائد للدولة رسمياً والمتغلغل والمتماهي في كل مؤسساتها. ولا نظاماً قومياً عربياً رغم أن كل اعماله تغطى بشعارات قومية فاقعة، فعداؤه لمنظمة التحرير وإبقاؤه لأي خطوة وحدوية عربية سواء مع العراق أو ليبيا أو مصر والسودان مجرد حبر على ورق يظهر ذلك.
إنه نظام الحاكم الفرد البراغماتي المتلون العبارة التي لم يقلها حنا بطاطو مباشرة ولكن تظهر فعلياً من ثنايا تحليلاته.
أخيراً أحد مثالب تحليلات الكاتب برأيي هو اعتماده التفسيرات المادية البحتة لكثير من الظواهر، فالشعور القومي العربي في دمشق مثلاً ناجم عن تضرر مصالح طبقتها التجارية من التقسيم والحواجز الجمركية، والحقد الكبير للشيخ مروان حديد رحمه الله على نظام البعث متأثر بتضرر والده من قوانين الإصلاح الزراعي وعلى ذلك قس.
أما أهم ميزة للكاتب برأيي فهي قدرته على تحليل مختلف القوى المجتمعية او السياسية او الأمنية وتصنيفها تصنيفاً يسهل دراستها وفهم سلوكياتها. مع دراسته للشخصيات وعدم إغفاله للصفات الفردية في صناعة القرار وتحليل الظواهر.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
فلاحو سورية.
Sign In »