ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

الرئيس

Rate this book
في هذا العمل الفنّي الرائق تمتزج شخصيّتا الراوي والمروي عنه بنعومة كما تمتزج الأرواح العاشقة. فلا تستشعر نفورًا لتغيُّر المكان، ولا تُحسّ توجُسًّا من الارتحال بين الأزمان. في هذه السيمفونيّة امتزج العدوي بابن سينا؛ فما عُدت تستطيع التفرقة بينهما، فقد نُسجا في دقّة وبراعة شعريّة كما يُنسج بساطٌ فارسيّ من الصوف أو الحرير الطبيعي؛ دقيق الصنع بارع الألوان. وإذا كان بعض النُقاد يعتبر العمل الفنّي الحقيقيّ سيرة ذاتيّة، فإن هذه الرواية هي سيرة ذاتيّة للمؤلف بقدر ما هي سيرة للطبيب الفيلسوف ابن سينا. هي سيرة ابن سينا كما انطبعت في روح كاتبها الذي رسم من تمازج الأرواح لوحة لا مثيل لها.

424 pages, Paperback

First published January 1, 2013

136 people are currently reading
2,628 people want to read

About the author

محمد العدوي

3books734followers
محمد العدوي طبيب تخرج من جامعة المنصورة، تخصص في طب العيون ..

كانت دراسته قبل الجامعية كلها في المدينة المنورة.. لفت الانتباه بسلاسة عباراته ورشاقتها وأسلوبه السهل العميق في آن واحد

،يكتب لعدة مواقع ومجلات عربية، يعمل أيضا في مجال إنتاج الأفلام الوثائقية، كتب وأخرج فيلم "الغازي مصطفى كمال" - يعرض قريبا على الجزيرة الوثائقية

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
319 (32%)
4 stars
386 (39%)
3 stars
201 (20%)
2 stars
54 (5%)
1 star
25 (2%)
Displaying 1 - 30 of 281 reviews
Profile Image for عبدالرحمن أبوذكري.
Author14 books2,071 followers
December 14, 2017
الحياة أسمى من الفكر؛ قراءة في رواية "الرئيس" لمحمد العدوي
----------------------------------------------------------

تحميل المقال كاملًا من الرابط التالي:


"أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ" � سورة الرعد؛ الآية 19.



إن هذه القصيدة الروائية لا تناقش إشكاليّات محليّة جزئيّة أو تسلّط الضوء على خلافات أيديولوجيّة ضيّقة. إنها ليست مهمومة بالقصص الصغرى في ذاتها، وإن كانت تنتظم بعضها في جمل موسيقيّة تكوّن معًا هذه السيمفونيّة الإنسانيّة الرحبة. إنها رواية الأسئلة الكبرى والسرديّات الكبرى والهموم الكبرى والآمال الكبرى. أسئلة الدين والحريّة، والثقافة والسياسة، بل والعلاقة الإشكاليّة الأزليّة بين المثقّف والسلطة. المثقف الذي مثّله ابن سينا في نصّ العدوي؛ معاصرًا لأبي الريحان البيروني والفردوسي شاعر الملوك.

قد يعدّني البعض مُغاليًا حين ألقّب هذه الرواية ب"رواية الجيل"؛ لكنها بالفعل كذلك!

هي رواية تحمل –ربم� بغير إرادة مؤلفها الواعية- كل أسئلة هذا الجيل، فتطوي إجابات بعضها، وتفتح المجال لإجابة البعض الآخر. إنها لا تجيب أجوبة نهائية، لكنها تشير إلى الأصول النهائية التي تتولد منها الأجوبة التاريخانية: "ستظل الأصول تثير فضول العالم. كل فرع نزع من أصله يحن إلى زمان وصله. ولولا هذا الحنين ما حن الناس للجنة؛ حيث كانوا أول ما كانوا".

ولعل أخشى ما أخشاه أن تكون هذه الرواية، وهي الثانية للمؤلف بعد روايته الأولى "إشراق"؛ أن تكون لحظة فذّة في مسيرة العدوي الفنيّة. لحظة يصعُب تكرارها وجدانيًا بهذا الصدق الفني والعمق الإنساني وحرارة العاطفة. فعسى أن تبدد الأيام مخاوفي.

لقد قرأت رواية محمد العدوي: "الرئيس"؛ خمس مرات، مرتان لارتشاف المتعة الخالصة وثلاث مرات لزوم مراجعتها للطباعة. وفي كل مرة كانت تنفذ لأعماقي ويزداد حُبّي لمؤلفها. إذ ربّما كان الأديب العربيّ الوحيد، من بين العشرات الذين قرأت لهم من كل الأجيال؛ الذي تتناول روايته أكثر القضايا التي شغلتني وتشغلني وستشغلني، بل وأجد فيها وفي لغتها الشعرية حرارة التعبير عن وجداني بدرجة كبيرة من التوافق الروحي حتى تمنيت أن أكون مؤلفها.

محمد العدوي في هذا العمل ليس مجرد حكّاء؛ بل هو شاعر بنكهة فيلسوف. إنه نصّ رقراق تتدفّق منه حرارة الإيمان بغير تنطّع أيديولوجي، فينضح بسمو التحرر من كثير من الأصنام، وتعزف عباراته روح شعرية فريدة في تعاملها مع الوجود.

أشكرك يا عدوي على هذه الرواية التي كأنما كتبتها بمداد قلبي أنا!
Profile Image for محمد العدوي.
Author3 books734 followers
December 4, 2013


سناء ظبيان - الأردن - تكتب :

الرئيس" ..للعدوي



لم يسبق لي أن كتب عن رواية قرأتها وهذا لا يعني أن ما قرأته كثير ..فالرواية في الغالب تمرر لك الفكرة محلاّة مجملة في شكل درامي يمر بسلسلة من الأحداث فتكون حاضر الذهن والعطافة معا ..ولعلي حين أبحث عن فكرة أحاول دائما تجنب العاطفة ..فلا أبحث عنها في رواية!

ببساطة استفزاز العاطفة يستفز فينا روح قوية للإيمان أو للكفر بهذه الفكرة وهذا أمر خطير إلى حد ما ما لم تكون متسلحا بقوة الفكر والقدرة على الفصل بينه وبين عاطفتك ووجدانك .

لعلي حين انتهيت من رواية الرئيس والتي شحنت وجداني وعاطفتي بعنف شعرت بانفعال كبير ..ولكنه ايجابي ..ليس من ضرورته أن أتخذ موقفا او أؤمن بشيء ما ولكن يملي علي بطريقة قسرية أن اتابع البحث علني أغلق تلك الآجابات المفتوحة والتي دلني فيها العدوي على اول الخيط ثم قال "تابعي بنفسك".

العدوي في كل سطور روايته متأهب جدا للحركة ..انه في حراك دائم ..نشط جدا في تقليب الناس والفكرة في تقليب الأزمنة والأمكنة ..مدهش حين يأخذه الوصف لمكان ما أو لشعور ما تخلله _على اعتبار انه الراوي_ يجعلك تعيش معه تلك الحالة ببراعة ..أنظر إليه حين يصف مخارج الحروف ..كيف تلفظ وكيف تقرأ أو ترسم ..أنظر إليه حين يدق وصفه للآخرين سواء أضمر هذا الوصف وجعله حديث بينه وبين ذاته في إشارة إلى "وجوده" الحقيقي في الرواية أم جعلك انت تراه بطريقتك . أنظر إليه حين يتخطفك في الحوارات بين مختلف الشخصيات التي عرضها علينا من غادة هذه البداية الناضجة التي تطلبت أسئلة عميقة قوية تنتظر أن تدق الفأس حتى تستخرجها من صندوقها ..ولا يطرق الفأس إلا فكر شاب يأخذه بقوة ..

غادة هذه التي تأتي كالبدايات كبيرة كالماضي متسفزة للبحث ..هذه التي تأتي من عمق بغداد من عمق الحقيقة "والماهية"

غادة التي يسألها فلا تعطيه الإجابة ولكنها تدله كي يبحث وهو تتعبه روحه التواقة فيبدأ البحث بمعيتنا بقدر ما يستطيع ونقدر.

" لقد كانت حياة الدول التي حكمت هذه المنطقة من العالم مضطربة،

أقصد سياسيا. لم يهنأ العالم باستقرار لفرتة طويلة، لم يهنأ أبدا، وحتى

أخلاقيا فالخمر وبيوت الغناء والجواري كانت شيئا ثابتا في هذا المجتمع..

كان عندهم فسّاق ولصوص ومستبدّون، ومع ذلك قامت في حضرتهم

نهضة مدنية عالية، استوعبت إرث العالم ونمّته حتى سلّمته إلى أوروبا

في عرص النهضة" ..



انها الأسئلة التي تبحث في الأساس والسبب لا في العوارض والنتائج .."



«الخلافة ليست أن يحكم بلاد المسلمين جميعها رجل واحد. لم يعد

هذا ممكنا، ولم يتحقق في الزمان إلا قليلا. الخلافةُ هي الحكم العادل ولو

في بيت صغير. " يرد بنا العدوي ان نخرج من الصندوق من نمطية التفكير المتصلب من محاولاتنا المستميتة في فرض انموذج واحد قسرا يجب ان يتكرر بصرف النظر عن ابجديات العصر ومتطلباته المختلفة .

إنه يأذخنا مع غادة هذه التي تبدو أكبر في ملامحها من عمرها ليصل أسوار القدس أو قريبا منها من جهة مصر الكنانة ..تلك الأرض الآمنة التي ستثور بعد قليل ثورة عز وحرية ..بغداد والقاهرة هاتان المدينتان اللتان تحملان ما تحملان من دلالات تاريخية عظيمة .. لنصل لمدينة نعجز عن ان نفسر هذه الهالة النورانية الحزينة ابدا والتي تحيطها منذ الأزل .."فلسطين"



قالت غادة: سبحان من علّق القلوب بهذه الأرض. «ائتوه فصلوا

فيه فإن لم تأتوه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله



- هذه الأرض أيضا لغز من ألغازنا التي لا أفهمها

هكذا يخط عبارته الحمراء هذه ..القدس المدينة اللغز على مر العصور جميعا ..البوابة التي عبرت منها الأمم كافة ..أرض السلام والأنبياء والإرث العظيم ..!

هكذا يبدأ روايته بتلك الأسئلة التي تجعلك تفكر في حقيقة الأشياء لا في هيئتها وشكلها ..الماهية !

ثم يبدأ العدوي هذه الرحلة المطعمة بالحاضر والماضي بالتاريخ والمستقبل بالإرث والثقافة بالأدب والعلم بالجمال حيث يراه فهو أحق من يكتب عنه !

يسافر بنا لبلد الرئيس صديقه يدخلنا عبر قاعات حياته المختلفة ..يبرع في ادخال الشخصيات وتبادلها بالحوار والنقاش والأفكار لا تمل ولا تضيع بل تفهم كل شخص ماذا اراد له ومنه ولك منه !

انا لا اعرفه ولا أعرف الاشكالية التي تدور حوله ..لكني شعرت أنني اريد أن اعرف من الذي أورثنا كل هذا الجمال الذي كشفت عنه هذه الرواية ..انه في ذات الوقت يتطرق لتلك الأسئلة حول الملل والأديان والمذاهب تلك التي نخاف من أن نسألها أو نعرف عنها لكنه فعلا كما ذكرت المقدمة يطرحها بكل ثقة وقوة انه حين يطأ أرض طهران يعرف ماذا يريد ..وحين يجلس بين سكانها يعرف ماذا يريد ..انه لا يتردد البتة ..في شغف لحرية الطرح وجرأة السؤال والفكرة .

في بحثه عن" ورد" الرئيس يلتقي بـ"ورده "!

انه يحضرها من هناك من اقصى التاريخ ليعيش بها ما يشبه ما عاشه ابن سينا مع ورد ..ورد هذه الفاتنة التي لا يغطي وجهها اصباغ ولا ألوان هذه التي عاشت _كما وقع في قلبي_ ما عاشته شيرين بطريقة ما فشيرين ما هي الا جزء من ورد ..وهذا ما كان يجعلها دائما تلجأ لورد وترتاح لها وتشعر بانها تحتوي غضبها وجموحها وكل اسئلتها ..اليقين الذي كان في داخل ورد سحر شيرين تلك الجارية التي كانت ناقمة على هذا الدين ..ورد التي كانت مجوسية ..والتي أصبحت تعيش بروح الاسلام ..وتعشّقته أكثر حين التقت بالرئيس ..ورد هذه هي الرواية الأجمل لابن سينا ..هذا الفيلسوف الكبير.

قبل أن يلملم اوراقه ويغادر طهران ويرمي بضع احجار في الماء الراكد في لقائه مع بوسنية عابرة تريد العمرة ..يحملك العدوى إلى أقصى أوج أحاديثه عن ابن سينا ..يبدأها بحوار مع امير الدولة في حديثه عن الرعية وكيف تبنى المدن يمرر لك بضع سنن لسياسة الرعية ..مرورا بطفولته التي تتفتق عبقرية ..انقاذ ورد له ..ثم فلسلفاته المستعلية عن سفاف الأمور ..فما أجمله حين يحدث ورد بروح الفيلسوف وروح العاشق معا .. وما أجمله حين يبتهل وقوفا او قعودا ..وكيف يتقن السؤال والدعاء ..

هكذا هم العلماء ..العظماء ..وهكذا هي حياتهم ..

اعترف بان الفضول انتابني كي اقرا اكثر عن ابن سينا اريد ان اعرفه اكثر لأربط تك الخيوط التي دلني عليها العدوي ..ولأحكم مسكها والعبور من خلالها إلى كل فكرة اثارتها الرواية في خيالي

"الرئيس" رواية شابة في طرحها ورؤيتها في اسئلتها وتركيبتها شابة في تفاصيلها وحيوتها في مشاعرها ووجدانها شابّة بما يشبه هذا الربيع الدموي الصاخب الذي يعشيه العباد وتمر به البلاد ..شابة في املها وثقتها ان الغلبة لهذا الدين لحقيقته الأولى لفطرته النقية الصافية بعيدا عن كل أثر للبشر فيه جانب الصواب او لم يجانبه ولكنه لم يوافق خطوط زمانه .



محمد العدوي أيها "الصديق " شكرا لك



سناء ظبيان /قارئة

/////////////////////////////////////////


أحببت كل لحظة قضيتها في القراءة والإعداد لها، وأحببت كل لحظة قضيتها في الكتابة والمراجعة ومتابعة النشر

وأحب أن أشارككم فرحي بها وحبي لها .. راجيا أن يكتب الله لها القبول
Profile Image for محمد.
Author2 books1,027 followers
January 31, 2014
الرئيس: رحلة جبر الكسور

رواية الرئيس لأخي محمد العدوي :

من يعرفني جيدا، يعرف أنني لست من النوع الذي يحب مجاملة الأصدقاء على حساب رأيه، حتى أنني أفرط في الضد أحيانا بسبب انتمائي الأصيل لفصيلة ذوي القبعات السوداء.

وبسبب انتمائي كذلك للفصيلة التي تمقت ما يسمى بالنقد الأدبي، وتكره الصياغة الفكرية للأذواق والانطباعات التي تتولد في قلب قارئ الأدب.. فإن ما أكتبه هو انطباعي الشخصي عن رواية الرئيس كقارئ محب للرواية ومحب للتاريخ.

رواية الرئيس رحلة جبر للكسور؛ جبر لجهلنا بأنفسنا، وتاريخنا، جبر لوعينا الذي استُلب، وجبر لكسور سايكس بيكو التي غارت في خارطتنا وقلوبنا.

وهي رحلة ذاتية، لكنها لا تلتزم ذات صاحبها فقط، بل تتعداها لذواتنا نحن الباحثين عن الهوية والمستشرفين للمستقبل.

نعرف هذا من أول قاعة للرواية، ومن أول حلم رأى فيه ابن سينا لتبدأ التساؤلات عنا، عن أمتنا المفقودة، عن رحلة البحث عنها، وحتى عن جدوى البحث، جدوى البوح، جدوى الأسئلة.

"تسألينني عن أي شيء أبحث في التاريخ؟!
لا أعرف. ربما عن معنى (خير أمة أُخرجت للناس)
الآية المنقوشة على تيجان الأعمدة في القاعة في ذلك الحلم البعيد.
خير أمة!!
أين يمكن أن أجدها بين سنين طويلة من الحرب والتناحر؟!
في حكايات القصور وكلها جوار وغلمان وخمر؟ أم في كراريس الكتب الكثيرة الذي توقف نموها منذ ألف عام؟

في نظام الدولة أم في نظام الناس. في أحاديث السلاطين أم أغاني العوام في الأسوق؟ في كتب الفقه أم في كتب السياسة؟
....
أنا من الجيل الذي أدرك الصلاة عملا رياضيا، وأدرك الحب قبلات باردة. من الجيل الذي أدرك المرأة حجابا، وعرف الحجاب قيدا، والسفور عهرا.
من الجيل الذي لم يعرف شرف اللغة، وشرف الصلاة، وشرف الحب، وشرف المرأة. ولم يعرف حتى شرف نفسه.

أنا من الجيل الذي سلبته هوليوود حقه في الدهشة. وسحر اكتشاف العالم، فألقت إليه بمعانيها كما تراها هي، فرأى العالم بعينين غريبتين عنه.
الجيل الذي قرأ كل شيء ولم يهتد لشيء"

وسط رحلته الذاتية تلك، المتعدية لذواتنا جميعا، الناكئة لجروحنا يخلع الكاتب من نفسه ونفسنا حللا على كل ما حوله ومن حوله.
فابن سينا هو ما نود أن نكونه، وكل امرأة حب ضائع، وشغف مفقود أو حتى مدفون.

تبدأ رحلته من المدينة النبوية وتعود إليها، وترتاح الرواحل عند القبر الشريف، لعل ذلك يسكّن بعض الخواطر، ويشفي بعض العلل.

وذات العدوي وذاتنا في هذه الرواية، هي ذات أقض مضجعها الفكر والسؤال، ربما لا تناسب تلك الذات أذواق من لا يعرفون عن الادب إلا الاحتفاء بلحظات السقوط والتنقل بين أحضان الشهوات، ولم تخل من لحظات إنسانية، ومشاعر متدفقة. أنا أشعر وفي هذه اللحظة بالذات، وفي قراءتي الثانية للرواية أنها روايتي، وأن رحلة صاحبها- إلى حين- قد جبرت بعض كسري.
Profile Image for Sara Nasr.
95 reviews206 followers
July 26, 2012
رواية مختلفة فعلا..
سأكون مجحفة إن وصفتها بالرواية الأدبية.. بل هي رواية معرفية صيغت في حُلة أدبية بمهارة فائقة.. ليست مقسمة لبداية ثم عقدة ثم نهاية مثل غيرها من الروايات الأدبية..

الرواية مختلفة..
مقسمة لثلاث أجزاء .. بداية قصصة حقيقية يمهد فيها الكاتب لروايته عن سر الكتابة عن الرئيس (ابن سينا)، ثم ينزلق بك لجزء فلسفي سياسي تاريخي عن بلاد فارس .. فشعرت معه كم إني جاهلة بأسس المعلومات عن بلاد إيران، ثم الجزء الثالث والأجمل على الإطلاق الذي يتحدث فيه عن (الرئيس)
.
أعترف أن اسم الرواية خدعني كثيرا قبل شرائها، إلا أنني بعد إتمامها خلصت إلى خطوط عريضة لشخص لم أسمع اسمه إلا في سطر بكتاب التاريخ أثناء مرحلتي الثانوية..
الرواية صنفتها ككتاب شامل تطرق للسياسة للتاريخ لأوضاع المسلمين في بلاد فارس للدولة العثمانية في التاريخ الحديث،
فنية.. في وصف جميل دقيق لعظمة المعمار الفارسي.. فلسفية.. توغلت في أصل المجال الذي برع فيه ابن سينا..
.
انبهرت بشكل لا يوصف باضطلاع الكاتب على كل تلك الجوانب في الحضارة الفارسية.. لبلاد فارس..
كشفت لي ضآلة معلوماتي- (عن بلاد إيران) في ظل ما يعتبرها السياسيون وصمة بعلاقات العرب معها-..
فتحت لي آفاقا كثيرة للمعرفة.. وأجبرتني على البحث في أسئلة نام عنها عقلي..
أسلوبه سلس بسيط يُغلف لك المعلومات المجردة في غلاف أدبي مبهر مصاغٍ بعناية..
(( لقد جمع الله في هذا الدين كل موازين الجمال التي أرادها للناس. تلك التي كشفوها من قبل ناقصة تممها، والتي لم يكتشفوها أرشدهم إليها، علمهم كيف يبحثون بعقولهم، وعلمهم أن الدنيا لا تنتهي حين يخطئ الناس، ولا تنتهي حين يقتتلون))
هذه من أجمل ما قرأته لابن سينا في الرواية
.
الرواية تبحث بك عن معنى (الجَمال) في كل شئ.. كل شئ
حقّ علي أن أصفها بالجميلة..
وستكون خيطا لبحثي وقرائاتي في سيرة ابن سينا والحضارة الفارسية
ستكون هذه الرواية بذرة لكاتب مصري مرموق .. أثق في ذلك
.
أظن أنها ستكون من الكتب القلائل التي سأعيد قرائتها من جديد يوما ما
:)
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Amir Lewiz.
129 reviews
September 30, 2014



الكتاب بشكل عام جيد جدا ..

الجزء الأول

يشبه ل ( ايلا و عزيز ) في قواعد العشق الأربعون
يروي رحلته إلي إيران و يصف طبيعتها الجميلة
بلغة قوية وأسلوب جميل

في حضرة الجمال ، يبدو العالم نقيا كما خلقه الله ، لا زيف فيه و لا خطيئة


وفيه أفكار ومناقشات حلوة لكنه طويل

تحولت الحركة الثورية التي تربي العقل الناقد ، الي نظام. ككل حركة معارضة حين تستقر لها الأوضاع.و للنظام حسابات غير حسابات الحركة .يتحول الي النمطية ، و يصبح تأمين جانبه هو أحد أولوياته .
تاريخ واحد مكرر لذلك لابد ألا تخلو الأرض من الثوار الناقدين، الرافضين .

- الثوار كالهواء ان سكن متنا حراً، وإن هاج، هلكنا

----------------
"في زمان التيه يكون الناس مستعدين للموت في سبيل فكرة ، لكنهم لا يكونون مستعدين لمنح هذه الفكرة شيئا من الحياة و العيش الطويل. شجاعة الإقبال علي الموت لا شجاعة منح الحياة .. إنه أبسط اختزال للحياة ، أن تموت أنت ، دون أن تكون قد بنيت شيئا."

----------------------------------

و الجزء التاني

الرواية نفسها ابن سينا الفيلسوف الطبيب الملقب بالشيخ الرئيس
جميلة و هي أول قراءة لي عنه
أسماؤنا مفاتيح قلوبنا ، منشورة للجميع ، لكن القليلين من يحسنون استعمالها

---------

قيمة الجزء التاني لا تقل عن اي رواية تاريخية أخري وكان ممكن تكون رواية كاملة كبيرة لكنه كان مركز و بعيد عن التطويل والحشو

أكبر ميزة انه اتكلم في موضوعين غير شائعين أدبيا تقريباً : ايران و ابن سينا


اعلم أن عوام الناس إذا رأوا صورة حسنة أو شخصا مزينا ، حنوا إليه
و تعلقوا به ، أما خواصهم فإنهم إذا رأوا صورة حسنة، أو شخصا
مزينا حنوا لصانعه.
Profile Image for تسنيم.
269 reviews358 followers
August 2, 2016
رواية مبهرة ، فاتنة، آسرة
دفقات إيمان ورضا .. دفقات من الحب .. والجمال الإيراني الفاتن
يا الله خاتمتها عن النبي وصحبه وكان لا بدّ من البكاء
يا نبيي يا حبيبي .. طالما أشكو غرامي يا نور الوجود
...
من أجّلها فليقرأها فوقتها رمضان
عبادة ودعاء وصلاة
تقبل الله ابن سينا عنده وغفر له ما كان
سيدي الرئيس
..
Profile Image for محمد عرفه.
Author2 books22 followers
February 3, 2014
احترت كثيرا قبل أن أكتب عن تلك الرواية
ليس من عادتى تقييم الكتب بالدرجة النهائية ..overestimation ليس من شيمى

لكن لم أستطع بأن أقيم تلك الرواية بأقل من الدرجة النهائية

بدأت فى قرائتها على موبايلى نسخة بى دى اف .. لم أكن أدر عن مؤلفها شيئا ..وأعترف أنى كنت مقصرا فى هذا

فوجئت بمقدمة ولاأروع من الأديب محمد المخزنجى ..وهل هناك أروع من أن أديبا رفيع المستوى يتمنى أن يكون هو كاتب هذا النص

وعندما علمت أن الرواية ستكون عن ابن سينا ..قلت فى نفسى أنها ستكون رواية جافة مثل كتب التاريخ

لكنى فوجئت بأنى ومن أول صفحة أصبحت جزءا من الرواية ..وأعتقد أن هذا هو النجاح الأكبر للدكتور محمد العدوى ..أنه جعلنا مأسورين فى الرواية لانملك منها فرارا
فأنا ولأول مرة أكمل رواية كاملة على موبايلى .. لم أملك منها فرارا
وعندما وصلت قرب النهاية لم أشأ أن أقرأ ..لم أشأ أن أنته من تلك الرواية

أصبحت أحس أننى هو (كاتب الرواية) ..وأصبحت أشعر أننى ابن سينا
وأننى أعرف ورد..ولو رأيتها لعرفتها
وأشعر بالحنين لغادة
وأحببت إيران .. وتمنيت لو كنت هناك
أأقول تمنيت لو كنت هناك

أنا فعلا كنت هناك
كنت أسير بجوار ابن سينا فى قافلته الصغيرة
كنت أتبعه ..ولكنه لم يكن ليرانى ..فأنا هو


وبالطبع زاد حنينى لسيدى وحبيبى ..رسول الله

وعرفت كما لم أعرف من قبل ..أن إسلامنا عزيز جدا ..ولكننا نحن الأذلاء
فهل نعود لإسلامنا ..وعزتنا
وهل يعود ابن سينا من جديد


أحييك د محمد العدوى .. وأفخر أنى من قراء روايتك ..وأفخر أنى أنتمى لمهنتك

وأشكرك بقدر كل لحظة استمتعت بها ..ومازلت مستمتعا بها ..فأنا حتى الآن أشعر بمذاق الرواية فى فمى ..ومازلت أعيش نشوتها

وبإذن الله سأشترى النسخة الورقية ..لأنها كنز يستحق الاقتناء

شكرا
والسلام ختام

محمد عرفه
Profile Image for مّنيْر.
174 reviews45 followers
January 17, 2019


نحن أمام نقلة في الادب العربي
رواية مفعمة بسحر الشرق بمعنى الكلمة
أذا أردت ان تقرأ الشرق فهاهي فرصتك

كاتب شاب يضعنا وجهاً لوجه امام معضلة قديمة كيف تبرز الموهبة فجأة بدون صقل وخبرات سابقة
لا أصدق ان هذا العمل في بدايات كتابات هذا الشاب المتألق

الرواية بها مزج راقي بين أدب الرحلات والقصص والفلسفة وسيرة للرئيس "ابن سينا" سيرة مختلفة عن السير التقليدية سواء في طريقة السرد او في مايجب عرضه عن سيرته

تشبيهات بلاغية راقية ووصف فني ممتاز نابع من قلب عاشق متذوق للجمال راغباً فيه

التوق للكمال والبحث عن الحقيقة بين تجليات صوفية وفهم مختلف للاسلام وللأديان
لو أردنا داعية دينية يعطي صورة مميزة للأسلام لانجد أفضل من هذا الكاتب

تضايقت قليلاً من أحساس ان الكاتب تشوبه قليل من الشوفينية مع تغليب للعاطفة
بأستمرار لكنه ليس مكروه بل تقبلته :)

لا أستطيع ان أواصل الحديث عن هذه الرواية الرائع تأثيرها طاغي علي بشدة
رواية غيرت حياتي وفهمي وادراكي لكثير من الامور
Profile Image for Yousra .
721 reviews1,357 followers
May 4, 2015
طيب أنا خلصتها بس مش عارفة أقول إيه .... الرواية اتظلمت معايا مرتين، مرة منهم بسبب الجودريدز اللي جمعها في نفس التصنيف مع رواية تانية كرهتها ومكملتهاش فنفرت بشكل تلقائي منها حتى وهي عندي في مكتبتي بعد صدورها بقليل وحتى مع العلم إني سعيت إني ألاقيها كتير قبل ما أضمها لمكتبتي وغلافها كان بالنسبالي سبب ابهار ... المرة التانية في طول المدة اللي قريتها فيها (تقريبا شهر) بس المرة دي بسبب ظروف عائلية ومواعيد ملزمة ومشاغل خاصة بمدرسة أولادي

رواية محيرة للي عايز تقييمها ... فيها من كل بستان زهرة وكل الزهور أنا بحبها بس لما تتجمع في باقة تبقى غريبة ... ده اللي حسيته بشكل شخصي ومعرفش القراء قسموها جزء أول وجزء تاني على أي أساس لأن من وجهة نظري ممكن تتقسم ٣ أجزاء

جزء عن البطل في مصر وفكرة الشغف بالعلم والمعرفة والسفر وجزء خاص بالسفر وأخيرا الجزء الخاص بابن سينا

الجزء الخاص بالبطل بعد الإستقرار في مصر كان بالنسبالي تأريخ لفترة عشتها بالفعل وحاجات عملتها أنا كمان واسئلة جت على بالي ... الكاتب من نفس سني تقريبا ونفس الشعبة الدراسية ويمكن في ظروف تانية كنت هابقى زيه طبيبة، ظروف مالهاش دعوة بالمجموع - مجموعي كان يؤهلني بجدارة وكان عندي وسايط تنفعني طول فترة الدراسة لو حبيت - بل ظروفي كانت متعلقة بالرغبة في الفهم واللي ابتدت عندي بدري رغم إن الدراسة اللي اخترتها لم تشبع فضولي ... كان حدث تحرير جنوب لبنان هو المحرض ليا طول فترة الامتحانات ولحد كتابة ورقة الرغبات في التنسيق وبسبب الحدث دة اخترت دراسة السياسة وكنت ساعتها باراسل ببرامج المحادثة ناس من كندا والبرازيل وكانوا بيسألوني عن القضية الفلسطينية وناس من لبنان بمشاعر وطموحات وأحلام مرتبكة وشهدت بقى أثناء الدراسة كل اللي أرخ له الكاتب ... حبيت الجزء دة جدا

واستغربت الإنفصال عن الجزء دة بشكل ما لما البطل حقق حلمه في السفر ... اتنقلت نقلة تانية ... بالنسبة لواحدة سافرت كذا دولة ووالدها اعتاد السفر لبلاد مختلفة والحكي عنها لما كان بيرجع لنا بحكم عمله فطبيعي فيه جزء في روحي بينور لما أقرا عن تجارب السفر ووصف البلاد والعباد والجزء ده كمان نقلني نقلة مختلفة وحسيت بالسعادة إني أقرا عن بلد بعيدة عليا وأكبر من أحلام السفر العادية ، بلد يا صديق وزميل دراسة سافر لها أكثر من مرة (هو مسيحي وعمله بيستلزم السفر فمفيش القيود اللي ذكرها الكاتب على سفر الزميل ده) وكتير كان بينشر صورله هناك واغاني فارسية ... الجزء دة كمان كان ممتع

الجزء الخاص بابن سينا وورد مكانش على مستوى توقعاتي للأسف ومحستش فيه بأي إشباع معرفي أو روحي رغم إن ابن سينا من الشخصيات المحببة لقلبي وكنت قيمت كتاب عنه قبل بداية قراءة رواية الرئيس

حسيت بالتشتت بين الشخصيات وبخاصة الشخصيات النسائية فرغم إن كلها شخصيات على قدر كبير من الثقافة واللباقة والجمال إلا إني كنت متغاظة من البطل اللي قلبه في عينيه أو في إيديه وعموما حسيت قلبه مساكن شعبية يساع من البنات مية :(

الأسماء تاهت مني ... يعني كنت في نص الرواية بحاول أفتكر إسم البنت الأولى اللي مش فاكرة كانت مصرية/ عراقية أم عراقية فقط ... وبجهد جهيد افتكرت انها غادة ... وفي آخر الرواية فوجئت بآواز بعد ما كنت باجتهد في إني أفتكر اسم التركية وكان إسمها نغم تقريبا!!!

بالنسبة لاختيار الأسامي كان عجيب !! فيه ستارة بس مش هي ستارة والدة ابن سينا ... هي مدبرة منزله ... واتلخبط الكاتب في موضع ما وكتب سارة ... وفيه شيرين وهي أمة ما في منزله بس مش شيرين من أسطوره فرهاد وشيرين !!! وكأن الدنيا ضيقة لدرجة إن الأسامي محصورة في إسمين :(

وبالنسبة لاسم ابن سينا فأنا قرات في الكتاب اللي تناول حياته إن اسمه الحسين وليس حسين وأخوه اسمه الحارث مش محمود!! والعالم الآخر المذكور اسمه الحسن بن الهيثم وليس حسن بن الهيثم !!! فيه مشكلة غالبا عند دار النشر تقريبا في حرفي الألف واللام في الإسمين دول

مشاكل الطباعة حدث ولا حرج من كلمات لا تفصلها المسافة الطبيعية عن طريق المسطرة مثل (لمتتناه) وهي لم تتناه!! وبالقياس هناك العدد الوفير من مثل هذا الخطأ ... وهناك أخطاء في علامات التشكيل :))

عن نفسي حاسة إن كان ممكن الفكرة تتخدم أكتر من كدة وبشيء من التركيز ومايبقاش كل جزء منفصل بالشكل ده ... وممكن كان يطلع منها روايتين واحدة منهم من أولها لآخرها عن ابن سينا وورد وتوقعت معرفش ليه شيء من الغرائبية في الرواية أكبر من مساحة الحلم ... كان في بالي كتابات بهاء طاهر والمخزنجي شخصيا كاتب التصدير أو المقدمة

بداية تعارف جيدة نوعا ما وأكيد هاقرا للكاتب تاني بآمال أكبر كمان ... وفي المجمل حبيت أفكار كثيرة من اللي في الرواية وفيها لغة جميلة سلسة عابها أخطاء الطباعة وفيها اقتباسات جميلة فعلا وحكم رائعة
Profile Image for رنا.
291 reviews85 followers
June 27, 2012
فيه روايات من كتر الكلام اللى بيبقى جوانا عنها
مبنعرفش نحكي نقول ايه !
....
تحكي الرواية عن محمد المحب لابن سينا، وارتبط به منذ شاهده في حلم أتاه فيها اسم ابن سينا على طاولة عليها كتاب مفتوح، في السطر الأول منه : " إن الإنسان يجهل أكثر مما يعرف، وغاية المعرفة إفادة اليقين حتى يصل منه إلى مبدأ الوجود وعلله "، ومن بعدها صحبه ابن سينا في حياته حتى أنه جعل بريده الإليكتروني باسم ابن سينا حتى جاءه اليوم الذي استطاع فيه تقفي أثر ابن سينا في بلاده التي عاش بها في إيران من أصفهان إلى همذان.

حسبت الرواية تحكي عن عالم ابن سينا فقط، ولكنها جاءت محملة بأوجاعنا مكتملة، تساؤلات كثيرة تعج بها الرواية ليست فقط عن ابن سينا، فالرواية مزج واقعي تخيلي بين عالمين، استطاع العدوي أن يربط بينهما، فبين رحلة محمد للبحث عن ابن سينا في عصره وحكايته عن ورد جاريته التي أحبها، وعن ايران التي قالت عنها أمه حينما أراد السفر : "ايران يا محمد، تذهب إلى الشيعة" والتى غرق في حبها محمد بطل الرواية و منحته حياة جديدة كل يوم، في كل مكان ذهب إليه وصفه بعين غرقت في جمالها من متحف السجاد ومتحف طهران الوطني بطهران و زايندة رود "النهر المولود"، و قصر جهلستون أى قصر الأربعين عمود و حديقة الطيور بأصفهان .

بين صفحات الرواية يقلب العدوي ندوب العالم العربي، باحثُا و سائلًا ومتوجعًا و موجعًا :"
لقد كانت حياة الدول التي حكمت هذه المنطقة من العالم مضطربة، أقصد سياسيًا، لم يهنأ العالم باستقرار لفترة طويلة، لم يهنأ أبدًا، وحتى أخلاقيًا فالخمر و بيوت الغناء والجواري كانت شيئًا ثابتًا في هذا المجتمع.
كان عندهم فسّاق ولصوص ومستبدون، ومع ذلك قامت في حضرتهم نهضة مدنية عالية، استوعبت إرث العالم ونمّته حتى سلمته إلى أوروبا في عصر النهضة.
نحن لا نختلف عن أسلافنا اليوم في هذه الأوضاع المضطربة، ولا في أن حولنا أخطارًا تحدق بنا، ولا في أننا مستهدفون، ولا في أننا اتجهنا للهو وتركنا صحيح الدين، كل ذلك يشبهوننا فيه ...
هناك شئ آخر فُقد فانقطعت صلتنا بالامتداد الحضاري الطبيعي لأي تجمع بشري، وانتهينا إلى ما نحن فيه، حتى تكاد صفة الانتساب لما هو عربي أن تكون سبة، أو وصمة تجمع كل المعاني الناقصة، كل ما أريده أن أضع يدي على هذا الشئ المفقود، فقط !"

أعتقد أن تلك الجملة كانت محور الرواية، البحث عن ذلك الشئ الذي فقدناه بمرور الوقت، ونتج عنه جراحنا الدائمة من ضياع الأندلس وفلسطين واحتلال العراق وحرب العراق وايران وحرب العراق و الكويت والجماعات المسلحة و غيرهم، حتى الخلافة التي قال عنها :
“الخلاف� ليست أن يملك بلاد المسلمين رجلٌ واحد! .. الخلافة هي الحكم العادل ولو في البيت الصغير�

يقول العدوي في الرواية على لسان صديق البطل العراقي"عبد الرحمن" :
“الرواي� هي من سينثر أفكارك على الوسادات ويزرعها في أحلام النائمين، ستكون على مقاعد الحافلات والقطارات، وفي أحاديث الناس في المطاعم والاستراحات والنوادي والحدائق، كل ما عليك هو أن تصنع بناء يغري الجميع بالدخول إلأيه واكتشافه، يأخذهم عن كل ماحولهم يسلكهم في نظامه ويفصلهم عن عالمهم.. ارسم عالمًا بالغ الدقة في التفاصيل حتى في ملمس الفرش والستائر ورائحة العطور ...دعهم يسيرون مبهورين به، الحكاية مبهرة دائمًا وإن كانت مكررة�

هذا ما فعله العدوي بروايته، نثر خطوط حكايته على مدى صفحات الرواية، تمددت حكاياته عن ابن سينا بين شذرات قليلة في أولها إلي حكاية مكثفة في آخرها عنه وعن فارس المتقلبة شئونها و ورد جاريته التي تزوجها ، أما البداية فكانت رسم لعالمنا المعاصر و اشكالياتنا الدائمة دومًا و أبدًا.
أمدّ العدوي من روحه الجميلة و الأرقة روايته و شخصياته، و التى كان في الحوار معها الاجابة التي يرتكن إليها بطل الرواية و راويها، غادة الفتاة العراقية أو "الماهية" كما تعارفا في عالم الانترنت، كانت صوتُا للتفكر و البحث وراء الأسئلة العميقة، كنجيان الشيعي الذي ساعد محمد في رحلته وقال عنه : كنت دائما اسمع عن " اخوة الدين " ، لكنني لأول مرة أدركها صافية في نفسي ، عاطفة قوية، أكاد لا أخطئها، وتعجبت أن أشعر بها الآن وأنا إلى جوار شيعيّ ينبغي ألا أثق فيه" ، آواز الفتاة التركية شافعية المذهب التي تدرس بإيران و تحب أتاتورك كانت مرشدًا له ليرى جمال إيران، و ليحكي معها عن تركيا و ايران و شعر جلال الدين الرومي و الأكل الإيراني و صورة الشرق عند الغرب.

يمتلك العدوي لغة عميقة وبسيطة في آنٍ واحد، يفرد ألمه و أسئلته الحائرة أمامكـ ، تتوه و تتحير معه، في بحثه عن ألمه الخاص و العام، الحوار كان عنصرًا قويًا بالرواية، أشبه بكرة بنج بونج يتنقلها لاعبين فيما بينهما، وفي أغلب المواقف كان الحوار ثنائيًا، بين غادة ومحمد، بين كنجيان و محمد، و بين آواز ومحمد .

يتسرب الوجع و الجمال دفعة واحدة إلى القارئ، روح الشرق تتمثل بقوة في ايران، الله أورثنا جمال العالم ولكنه بُهت في أعيننا بكثرة الحروب و الصراعات، رواية العدوي هي عالم جميل وواسع لن أقول يأخذك بعيدًا عن أوجاعنا و لكنه يطرق أوجاعنا بخفة ورفق وحسم أيضًا ، ويحاول أن يطببها و يضع يده عليها قليلًا لتستكين لمداواتها بعمق، قالتها "غادة" في الرواية حينما سألها محمد : أين هي خير أمة ؟ ، قالت له : لا تبحث عن خير أمة، كن أنت خير أمة.

سألت نفسي أين حكاية ابن سينا من كل هذا؟، حتى جاءت في آخرها وكأن العدوي يمهد لقارئه الطريق ويرصفه جيدًا حتى يتأهب في حضرة ابن سينا، جاء ابن سينا و جاءت معه ورد التي أنقذ أخيها من الاعدام فوهبته قلبها و اشتراها، ثم أصبحت جاريته التي سكن إليها وتزوجها في آخر عمره، كان ابن سينا ناطٌقًا للحق ليس بمنافق، و في فلسفته العميقة وفطرته التي جبلها الله عليه الخير كله، لم يمحي العدوي أخطاء ابن سينا في الرواية، ذكرها فقد كان كما أشار إليه العدوي محبًا للنساء والخمر، ولكنه أشار إليها هكذا ولم يخض فيها كثيرًا، كان وزيرًا لأمير الدولة الذي يستشيره في أحوال الرعية وكيفية بناء الدولة، و يرد عليه الأمير : الوزراء مثلك يحيون الممالك يا ابن سينا!

تلك الرواية تؤرق العقل و يتلقاها القلب خير لقيا فهي مكتوبة بفطرة سليمة، خليقة ببشر يبحثون عن المعنى و الحل.
Profile Image for Mohamed.
Author83 books103 followers
October 31, 2013
انا عشقت .... هذا الجزءالاكبر من الحكاية
كنت احسد تركيا علي شفاق و روايتا قواعد العشق الاربعون
لا انسي عتاب الرفيقة دينا نبيل ليوسف زيدان عندما ذكرت له تلك الرواية
ربما لم يكن مقدر لزيدان الا ان يكتب مخطوته عزازيل
و قدر للعدوي ان يقارع شفاق في كتابت سيراعلام الناس في صيغة الرواية
الرئيس بن سيناء
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
حكايتان
الاولي في حكاية العزيز محمد العدوي و ابو علي بن سيناء
الثانية هي ورد تروي ما كان من ذلك الجميل
احببت الجميع لكني احببت الكاتب اكثر من الجميع
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
شكرًا محمد العدوي
ارشح دائما
Profile Image for Muhammad Nida.
150 reviews100 followers
March 2, 2014
كان الله الغاية، والجمال الوسيلة، وفي رحلة البحث كان ابن سينا خير معين.
هي رحلة في التاريخ والحضارة وقبل كل هذا في الجمال لاستشراق آفاق المستقبل.
تحرر العدوي في هذا العمل من قوالب الرواية ليصوغ من روحه وفكره عملًا، لا لتقرأه، بل لتعيش فيه. أرى هذا العمل يميل أكثر لنموذج المتتالية القصصية التي تأتي أجزائها لتجلي سر لوحة الفسيفساء.
ربما نكون خُدِعنا بمسمّى الرئيس؛ فالعدوي هو الرئيس لا ابن سينا؛ قادنا في رحلته الخاصة فلا تجد نفسك إلا منصتًا مذعنًا مؤمِّنًا على كل ما يطرح، خاضعًا لقوة روحه. عشت معه الحلم، ونلت معه لذة الوصال.

جمادي الأول 1435 هـ
Profile Image for Eya Hnia.
77 reviews68 followers
January 14, 2014
مراجعتي لكتاب "الرّئيس" لمحمد العدوي

فتحت الكتاب و أردت ان أقرأ عن ابن سينا فوجدتني أقرأ عن الكاتب ..
تمالكت نفسي بصعوبة في البداية حتى تحول سرد رحلة الكاتب إلى ممر لطالما تمنيت الولوج منه ..
ممر يعرفني على إيران و الفرس عن كثب .. فعنون "الجمال" التجربة ..

و لطالما كانت معرفة الأساليب و الإرهاصات التي أدت إلى نتيجة ما، أحب إليّ من معرفة النتيجة ذاتها ..
فتحول الإعراض في الأول إلى متعة حقيقية ..
و فتحت أبواب و نوافذ على مصراعيها ..
شقّي الكتاب الاثنين تعاضدا حتى جعلاه في هذا المستوى ..
كلّ جاد بما عنده ..العدوي مثل ابن سينا ..

كانت مصافحة جميلة جدا للتاريخ تحققت عبرها من جهلي و تذكرت أستاذا كان يدرسنا التاريخ على أصوله ..
و وقفت على ما آل إليه أمرنا من مجانبة ما يمكن أن تقدّمه لنا القراءة الصحيحة في التاريخ ..
قراءة أبحث عنها أحيانا فلا أجد غير النظرية و لا تطبيق ..
جغرافيا، زمن، شخصيات و حكايا ..
أن تعيش مع ما تعلم ..
أن تعيش معطيات التاريخ التي أعَدتها مرارا على نفسك بقراءة هنا و حكاية هناك ..
تتعرف على المفاهيم و المقولات أو لنقل الأشياء عن قرب لأنها صادرة عن اشخاص عاشوا معها .. تمثلوها ..
فورثتها و تمثّلتها بدورك ..

لم أقرأ لكاتب عربي مثل هذا الاحياء لما نملك من قبل..
هذا في الحقيقة مثال حي يحتذى.. و إن لي عليه مؤاخذة سيأتي ذكرها ..
على أحدنا ان يلتصق باحد العلماء المسلمين (أولئك الذين يشهد لهم العالم ولا نعرف نحن غير أسمائهم و مجال اضافاتهم على أقصى تقدير ) حتى يخبر تفاصيل تكوينه ومحل نشأته و دقائق فكره و مآثره، في أسلوب يشدّ و يحرّك ..فنتجاوز بذلك قراءة السطور و نسيانها بمجرد الانتهاء منها إلى فهمها حقا، إلى البحث فيها ..
أن تعيش مع مقولة، أن تمسي و تصبح و أنت تفكر فيها : أصلها و تبعاتها ..
أن تضع نفسك مكان العالم، مكان المزارع، مكان الصفوي، مكان المغولي .. و تفهم وتعبر بعد ذلك إلى الحقائق نافثا عن نفسك ما استوى به غيرك من غبار المرور الشكلي السطحي الذي لا يربو !
احياء التاريخ ..و نفخ الروح في حيواتنا و اليومي المعيش لكل واحد منا..
لست من المغرمين بالتاريخ ..
و لكن هكذا بسط للتاريخ لا يمكنه إلا أن يؤثر فيّ ..و أن يدفعني للبحث عن المزيد ..

"حقا"، أن نقرأ لأشخاص يعيشون عامة ما نعيش و يتساءلون عما نتساءل يقربنا أكثر من أنفسنا و يضيف لنا الكثير ..

استهواني حديثه عن الهرب من الواقع .. على اختلاف أشكاله .. و ذاك الحوار الذي يدور بين شخصين ..
تلك المحاورات العقلية، الشعورية أو انسبها لأي موضوع شئت .. رحلة اثنين لسبر كنه الحياة و تمظهراتها ..

كم آنسني وجود شخصيات هذا الكتاب .. صادقتهم دون علمهم ربّما ..كما صادق الكاتب ابن سينا ..
عدت للعيش (خيالا) في أصفهان التي ارتدتها أول ما ارتدتها عند قراءتي لكتاب آخر "طبيب أصفهان" ..
نفس الشخوص و يكاد يكون نفس السحر .. الذي انطبع في وجداني و لم يبرحه الى اليوم من وقع ما قرأت..
وصفه للبيمارستان (المستشفى) جمييييل بالضبط كأصفهان ..و بعض التفاصيل التي تنبئ بجودة الخدمات الصحية التي كانت تقدم آنذاك ..
و في صداقة ابن سينا و البيروني ، و إن كان ذكرها في الكتاب شحيحا، وجدت عالما من أجمل العوالم .. لا أجد مفردات تصفه ..

البحث .."الرياضة ".. التوقع .. بعض كلمات مفتاح علقت في ذهني تختزن رؤية للحياة ..

وددت لو استرسل الكاتب أكثر مع ابن سينا .. اذ لم نطُل مما أورد غير شذرات تارة عن البيمارستان و أخرى عن علاقته بورد و تلميذه الجوزجاني و بعض الحكام ..و أمه و بخارى ..
ربما هي دعوة حتى يبحث القارئ بنفسه عن البقية و قد ارتسمت خارطة الشخوص و المكان و الزمان في ذهنه كمنطلق ..

انتهيت من الكتاب في ثلاثة أيام متتالية كانت كافية لأن أنفذ لكثير من مكنوناته ..
سعيدة بذلك ..

و فيما يلي بعض الاقتباسات التي تستحق النقل مذيلة بملاحظات :

· "لا يفتح الله لنا بابا من المعرفة إلا لأنه يريد منا أشياء، و علينا أن نلتمس مراده من كل ما يلقيه لنا "
مقولة تستحق ان تُنقش .. تذكرني بأهمية أن يلتمس الواحد منا طريقه بمساعدة أهل الخبرات و المعرفة، أقل ما نخرج به منهم مثل هذه المقولات ..

· "أول ما ينبغي أن يتعلمه طالب العلم هو أن يعرف كيف يسأل. السؤال يعني أن شيئا ما شغلك، أنك تفتش فيما حولك، المعرفة لا تأتي إلا لمن يفتّش عنها."

· "و هبني أجنحة أحلق بها إليك، فأكون كالطير، لا أرى من العالم إلا جماله و قدرتك، يا ودود"

· "المسافرون في القوافل كانوا أحسن حظا مني، لم يكن يحجبهم شيء، تظل عيونهم متعلقة بالديار حتى تختفي سواريها"
و ما أكثر الحُجب ..لولا رحمة من الله ..

· "و من شاهد الحق، لزمه لزوما .. أو تركه عجزا و لا منزلة بين هاتين المنزلتين إلا منزلة الخمول "
أكثر ما مسني فيما كُتب ..

· "أغمض عينيّ فينزاح عني كل عبث العالم و ضجيجه، و أصحو بصحيفة بيضاء ليس فيها ركام من أيام سابقة"
مثل هذه التجارب تستحق أن نعيش لها الحياة و هي ما يستحق أن يُكتب ..


و كما وجدتُ و ترون، هي طريق التماس لمراد الله، طريق السؤال والتفتيش، التّحليق و السّفر.. لعلنا نظفر بمنزلة تمحو ركام وضجيج وعبث العالم ..

Profile Image for أمل عليّ.
25 reviews
January 23, 2013
لأ أصدق أني انتهيت من هذه الرواية ، منذ أن وصلت لظهور ورد وأنا عالقة
تمنيت أن يطول الحديث عنها وحكاياتها مع ابن سينا، لقد أحببت ورد وتعلقت بها
وحديثها العذب .

تقول ورد عندما تزوجت ابن سينا: ( كأنما ولدت من جديد، فراشة خفيفة بهيجة. وكأن حياتي التي مضت شرنقة ضيقة نبت فيها جناحاي، لأحلق بهما ما بقى للكون من عمر.. سنكون معًا ، صاعدين في ملكوت السماء الرحب، حيث لا أحد، ولا خوف ولا حزن ولا قلق. )

أي مشاعر هذه ، تلك التي كانت تُكنّها لابن سينا:)
هل هذا عشق الروح ؟

- الشوق، الحركة إلى تتميم الابتهاج
الصلاة شوق.
تصلي السماء بدورانها، والأرض برجحانها، والماء بسيلانه والمطر بهطلانه، وإن من شيء إلا يسبح بحمده

- إلهي وهل لنا سوى بابك نقبل عليه، حين تتبدد قوتنا

- لكل شيء في الحياة جحيم يا ورد .. منذ خلق الله الجنة، وجاورها بالنار، جاور الجحيم كل نعيم بعد ذلك. فيد تطرق باب النعيم، وكلما فتح منه جزء، مسّ الأخرى لهيب يحرقها، لتذكره أنه ما من نعيم كامل إلا حين تستقر الأرواح في الجنة، لا كمال في الدنيا.

والكثير الكثير من الاقتباسات
ربما اقتبست كل حوارات ورد وابن سينا، لعذوبتها وجمال معانيها

كان الجزء الاول مطوّل وممل أحيانًا ، قبل ظهور ورد
ولكن ميزة هذه الرواية أنها لا تتحدث عن ابن سينا فقط، ولا هو سرد تاريخي عن شخصية عظيمة
الرواية تحمل الكثير من المعلومات، وكأنك في رحلة بصحبة الكاتب إلى أصفهان وهمزان ، ومعالم ايران
وحكاياتها، فلا شيء سوى الحكايات يبدد خوف الغريب


كانت الرواية بابًا مفتوحًا لأدخل عالم ابن سينا، وأقرأ عنه اكثر
وسأفعل، ان شاء الله .
Profile Image for Abdelrahman Hamdy.
26 reviews9 followers
February 13, 2014
رواية ترد الروح ( عامية مصرية )

با تشکر از نویسنده و خواننده خوشا (فارسي )

لم أكن أدري أن التخصص الميكروسكوبي في طب العيون يجعلك قادرا أن تكتب مثل هذه الرواية التي تحتوي علي جزئين نجح الكاتب في الربط بينهما ببراعة

الجزء الأول يحكي الكاتب لنا عن ترحاله .. رحلة من أجل الجمال .. رحلة لتذوق حلاوة الاختلاف بين البشر .. رحلة لإعادة توسيع ما ضيقناه من رحابة الإسلام .. رحلة للحب

الجزء الثاني .. يعالج الكاتب سيرة أحد أهم علماء المسلمين " الرئيس ابن سينا" في قالب روائي و تقديري أنه نجح بامتياز ��ي ذلك الامتحان الصعب .. تاريخ ، و سيرة ، و فلسفة ،و تصوف ، و رومانسية ،و أخطاء بشرية ،و تقلبات الدهر ،و طبائع الملوك و الحكام ، و حب

الهدف من الرواية .. هو ابن سينا فى الأساس .. الروايات التاريخية مشكلتها فى الزمان و المكان .. حاول الكاتب أن ينقلنا جميعا كقراء إلى المكان بانتقاله هو شخصيا في أحداث الرواية إلي إيران .. نقل لنا جزءً من الجمال الذي بالتأكيد أثر في حياة ابن سينا .. نقل لنا في المشهد الذي سجد لله فيه من فرط جمال المكان كيف صفت روح ابن سينا ..

ثم انتقل بعد الصفحة ال 190 بالزمان إلى الوراء .. نقلنا لبطل الرواية بعد أن استطاع أن يجعلنا نعيش معه في نفس المكان الذي عاش هو فيه تقريبا .. لذا فالرابط إذن موجود وبقوة بين الجزئين

نهاية قد يعيبها النصح المباشر .. لكن الرواية كلها درس للبشرية جميعا أن كونوا عباد الله إخوانا .. و يا مسلمي العالم : دينكم جميل و واسع فالتزموا به دونما قيد من بشر أو جان .. و انطلقوا لتعرفوا ربكم في أنفسكم و في الأفاق .. أفلا تبصروووون !!!
Profile Image for أحمد سعيد  البراجه.
368 reviews388 followers
December 18, 2012
شدتني الرواية من أول صفحة ،، أُعجبت بها جدًا لدرجة أنني رشحتها لكل أصدقائي قبل حتى أن أتمها ،، ولكن متعتي انتهت بنهاية الثلث الأول ،، الباقي كان مملًا جدًا ،، وكثير من الأفكار كان حقها أن تُكتب في مقالات لا أن تُقحم في الرواية على لسان شخصياتها هكذا.

ورغم أن الرواية خيبت أملي إلا أنني سعيد باكتشاف روائي شاب جديد لديه قلم حساس ،، لن أفكر مرتين قبل أن أقرأ أي كتاب يحمل اسمه
...






...






...
Profile Image for Basim Mahmoud.
Author3 books131 followers
July 4, 2013
كتابة رواية تستلهم تاريخ شخصية بعينها مخاطرة؛ لما تنطوي عليه من معاناة الكاتب في الحلول في الشخصية المعنية و محاولة استنطاق قناعتها بالاضافة الي التخيل علي الاحداث الموثّقة في الكتب ، عدوي انت فنان ، جميل تعدد الاصوات الروائية بين صوت الراوي و ورد و شيرين ،هاه الشيخ الرئيس: ابن سينا ،أعيب عليه فقط ان الرواية اسمها الرئيس يعني عن ابن سينا و لم يظهر ابن سينا الا في النصف الثاني من الرواية مش حرام يا ناس :) النجمتان المنقوصتان لأجل ذلك و لكن نقول ، الدكتور عدوي استطاع ان يهضم فترات تاريخة لم أعلم عنها شيئا ، أقتراح : لو فُصِل الجز الاول الذي يتحدث عن ملابسات كتابة الرواية الذي أراه أدب رحلات يعني هههههه كان من الممكن أن ينشرها في الشروق و تباع بأكثر مما بيعت لأنها تستحق ، جرب يا عدوي تقص و تنزل طبعة منقّحة للنصف ، اللغة شاعرية و رقيقة ليس فقط من استيعاب تجارب روائية كبيرة و لكن محمد استوعب انه من لا ماضي له لا مستقبل له ، ببساطة وجد � و هذه حقيقية � أن السر في التراث ، و هذا ما أستثارني و أيقظ في الحنين للرجوع إلي كتب التراث بعد انقطاع
شكرا يا عدوي ، أنت فنان

Profile Image for Manar.
5 reviews6 followers
December 19, 2013
" لا تنس .. الرواية تصنع لنا ما نعجز نحن عن صنعه حتى تلك الأجزاء المظلمة فى نفوسنا التى تخشى البوح بها تبوح بها بدلا منا.
رغباتنا المكتومة التى لم نجد الطريق لإخراجها ضحكنا ، عبثنا، بكاؤنا ...
الرواية التى نقرؤها تتم جزءا من حياتنا حين لا نستطيع نحن أن نتمه فى الحقيقة.
الروايات تطهرنا يا صديقى. "

الرئيس .. محمد العدوي.

وصدقا طهرتنى يا صديقى
Profile Image for Yomna.
9 reviews1 follower
January 1, 2013
الكتب رحلات مجانية لامكان لم تراها عيوننا من قبل ..بلاد فارس بديعه نعم سمعت عن هذا من قبل لكنى لم ابالى كثيرا ومن يبالى ببلاد فارس وقد صار ما يفرقنا اكثر مما يجمعنا ...جميل أن يحمل المرأ فى نفسه قدرة على استيعاب الجمال فى كل ما يراه ...الجمال النور يحتاج لعيون سليمه كى تبصره ....لنفوس سويه وعقول مفتوحه ..والاهم هو الرغبة فيه والبحث عنه ...أراد الجمال ووجده ...هنيئا له ...أين يقابل المرأ شخصا مثل غاده ..او دكتوره رضوى او نغم او حتى الفتاة البوسنيه ويجرى كل تلك الحوارات العميقه الا عندما يكون هو باحثا عنهم ..وأما المصادفات فهى محصلات لسعى واهتداء لضالة تأتى فقط فى وقتها المناسب ....
الكتاب رحلة بديعة داخل نفس المؤلف ووجدانه وأحداث التاريخ وسيرة رجل قدير ...اخشى الا اجد ايران جميله كما حكاها ....غير ان الحكايه كانت جميله جميله للغايه استطاعت أن تصل لكل مجسات الجمال بداخلى واستحثتها ..فبعث بداخلى عطرا لم يزل موجودا .....
سحقا لنظام تعليم فاشل جعل العلم عبئا والمعرفة شرا لابد منه ...وأى جمال فى العلم لو ادكناه كما أدركه اجدادنا العلماء ...كيف نتعلم الجمال مع العلم ...كيف ذالك؟؟؟ّ!!
كنت دائما اتسائل لماذا علماؤنا كانوا يصنفون بالشموليه اى انهم تراهم علماء وادباء وشعراء وفلاسفة وموسيقيين ايضا ..كنت لا افهم هذا الأمر بوضوح واره أنه طبيعيا أن يكون المرأ متعدد الاهتمامات أو ان العلوم ساعتها لم تكن عميقه للدرجة التى تجعل التخصص مطلوبا ....والحقيقة ان فكرة الشموليه ماكانت الا اساسا من اساسات دراسة العلوم ...التخصص اقتطاع جزء من كل وفرع من شجرة وكيف تحسن فهم الفرع من دون معرفة أصله ....لولا الشموليه لما وصلنا للتخصص ولولا فهم علمائنا فى وقتها لتلك الحقيقة جيدا بل تغلغلها فى وجدانهم لما أحرزوا أى تقدم ولما بنوا أسس اخدها الغربيون ليعلوا البنيان ...ولا أرى ابلغ من جملة ابى على:
(هذا الجسد ليس هو الإنسان كله ولذة الأنسان فى اتزان كل جزء فيه من أطراف أعصابه إلى أعماق روحه )
يصعب على أمثالنا معشر دارسى المقتطعات والملخصات والموجز المفيد لنصبح حاملى شهادات ....استيعاب هذا المفهوم جيدا وبالاخص أنه لن يؤدى الى زيادة راتب او ترقى فى سلم وظيفى ..!

معانى فى الفلسفة والتصوف والعلم والحب ..تزخر بها تلك الرواية وتستحق أن نننالها ونحفظها بداخلنا ....حقا رواية جميله بكل ما تحمله صفة جميل من معنى ....
Profile Image for سَنَاء شَلْتُوت.
320 reviews117 followers
September 10, 2014
أولاً فيه كُتاب لما بتقرأ لهم بتحسهم بتفوقهم علي القراء
ودا من النادر تلاقيه
حضرتك من النوع دا تفوقت على قارئك
علي فكرة الخمس نجوم دول محدش بياخدهم يعني بالنسبه ليا مش من السهل وخصوصا في الفتره الأخيره من حياتي في موضوع القراءة إني أقرر أدي خمس نجوم لحاجة قريتها
حضرتك بقى أجبرتني إنى لازم أعمل خمس نجوم ثانياً أجبرتني إنى لازم أقرأ وأفهم في التاريخ أكتر والحمد لله في محاضرات الاسبوع القادم للبشمهندس ايمن عبد الرحيم هتكون سبب في فهم أكثر للروايه أو النظره ليها من منظور أكثر درايه
اسم الرواية الرئيس في أول الفصول قعدت أدور علي ابن سينا كنت فاكره هقرأ عن سيرة شخصية وطفوله وحياة وكدا وخصوصاً إن أوقات السير الشخصيه بتبقى ممله بس دي مكنتش كدا ..
بإختصار حضرتك ربطت جمال صنع الله بالله
صححتلى مفاهيم كتيره كانت بتسألها شرين لورد
وأنا كنت بسألها لربنا
من النعم إلى رزقني بيها ربنا إنه خلاني اقرأ الرئيس
علشان عرفت منها إن ربنا عدل
شكراً وبالتوفيق
صحيح أبكيتنى كثيراً ليس بسبب ما بالرواية من أحزان ولكن بسبب جمالها <3 :)
استمر وبالتوفيق ربنا يباركلك ^_^
Profile Image for Huda Tantawy.
28 reviews59 followers
January 14, 2014
لا أجد من الكلمات ما يصف الرواية ..
الحقيقة صدق من قال أن الرواية ستصيبني بحالة من اللاوعي لفترة لسيت قصيرة ..
منذ الصفحات الأولى وعلى أعتاب شوارع المدينة التي أتنسم أريجها ما حييت .. الى ذلك الوجد بداخل فتيات العصور المختلفة..
لا استطيع ان أجيب ما المبهر في الرواية .. لكن كل تفاصيلها لمست شيء فايقظته وهي على الرغم من هدوء كلماتها ومساراتها الا انها تضج بالنفس وبالعقل والروح ..
فيها بعض من حياة لم أحياها لكن حنينا خافتا دق وجداني على أعتابها ..
ليست راوية بالمعنى المعروف لكنها أنفاس روح تواقه الى السماء ..

اعتقد اني لن أمل قرأتها .. سأقلب صفحاتها حين أنسى كيف تسري الروح في قلب مخذول ..

Profile Image for خديجة.
1 review1 follower
April 10, 2012
أن تتناول فكره هامه وتعمل على ايصالها من خلال روايه مخاطره عظيمه حقا لأن ذلك يفرض عليك أن تمتلك مهاره غير مسبوقه في الكتابه حتى لا يضيع منك جوهر الفكره وفي نفس الوقت تحتفظ للروايه بما لها من لوازم
أرى أنك أحطت فكرتك بكل لوازم الكتابه الروائيه الممكنه وحافظت على فكرتك

اختيار الروايه لمناقشه هذه الفكره اختيار موفق لأنه يقرب العمل من القلب وشيئا فشيئا توصل ما تريد للعقل دون أن يشعر القارئ بذلك
ده ايه بقى ده جزء من تحليل لروايه الرئيس بحاول أجرب قدراتي التحليليه
Profile Image for Yusuf Refay.
98 reviews35 followers
February 23, 2022
أول رواية اقرأها وأحس فعلا بكل وصف موصوف..
حاسس بصوت الميه والهوا، لون ورق الشجر، شكل المدن، شكل البنات اللي الكاتب بيوصفهم..
حبيت إيران وأتمنى أقدر أزورها في يوم بأي شكل من الأشكال..
الرواية جميلة جدا.. بسيطة.. بتتقري من غير مجهود :")
حبيتها جدا وحبيت الحكاوي عن ابن سينا وخصوصا المناجاة اللي كان بيدعي بيها ربنا وهو واقف بيصلي
Profile Image for Maryam   Same.
634 reviews191 followers
Read
December 30, 2018
انهيت 100 صفحه وما قدرت اكملها
Profile Image for Ahmed Diab.
Author0 books72 followers
February 14, 2016
عندما تقرأ رواية " قواعد العشق الأربعون " وتنبهر من سرد إلياف شافاق لقصة حياة جمال الدين الرومى و مقابلته مع شمس التبريزى و دمجها فى شكل رواى بطريقة رائعة تُحسد عليها تنبهر بهذا الأسلوب و تتمنى لو قرأت عملاً مماثلاً عربيا هنا محمد العدوى يقدم لك روايته الرئيس التى تتحدث عن ابن سينا فى قالب تاريخى ممزوج بأدب الرحلات بشكل أكثر من رائع

الرواية نفس كتاب إلياف شافاق ع��ارة عن كتابين منفصلين ولكن على عكس روايتها التى كانت الفصول فيها بالتتابع فهنا الرواية جزئين الأول عبارة عن أدب رحلات يمكن فهمه ان الكاتب يحكى فيه عن ظروق كتابته للرواية و الجزء الثانى هو سيرة حياة ابن سينا بأسلوب مميز و هو الجزء التاريخى فى الرواية

يسافر العدوى حاملاً القارئ معه إلى إيران حيث ولد الكاتب يسافر إلى طهران و إلى آصفهان الرحلة التى تتخطى حدود القوميات المغروسة فى نفوسنا منذ الصغر الرحلة التى تهدم نظريات سايكس بيكو التى تشبعنا بها منذ طفولتنا متناسيين امتنا التى فُقدت بسبب تعصبنا لتلك القوميات التى أوجدها الإحتلال



الرحلة التى تبدأ من مصر ليذهب للمدينة ثم يسافر لإيران ثم يعود من جديد للمدينة تنقلك معها فى طياتها بكل كيانك تمتزج فى نفسك تجبرك على إنهائها فألفاظه البديعة و عباراته المبهرة و لغته الفخمة تجبرك على التعلق بتلك الرواية

فهى الرواية التى ستتجول بك بين التاريخ المنسى أيام كنا امة واحدة و بين جغرافيا بلداننا الحالية التى تضع امامنا عقباتها تتجول بيك فى ثقافات الشعوب و حياتهم و تعرفك بحياة أهل إيران و عاداتهم و تقاليدهم و يعتم كثيرا بأن تنطق كلماتها الفارسية التى آوردها بشكل مثير فى الرواية موضحا عليها مخارج حروفها و تشكيلها الرائع

الوصف فى الرواية رائع فوصف إيران بطريقة لا يمكنك إلا ان تحبها و تتمنى زيارتها بعد الإنتهاء منها وصف متحف السجاد و متحف طهران و قصر الأربعين و أفضلهم وصف الشلال و حديقة الطيور فى أصفهان

ما يعيبها هو إسمها فذكر كلمة الرئيس التى تعود على ابن سينا الذى بدى فى الرواية مهمشا او مُضيق عليه فلم يأخذ مساحة كافية او ان الرواية لم تطول كما ينبغى عليها ان تكون فاتجه للإيجاز فى الجزء الخاص بسيرة ابن سينا و أيضاً تعدد الرواة فى ذاك الجزء تسبب فى بعض التيه أثناء القراءة

الرواية يمكن إعتبارها فلسفية فى مقدار الأفكار التى يحاول الكاتب توصيلها لنا



الرواية عمل شامل لكل أنواع الأدب تبدأ بأدب الرحلات و تؤرخ لحياة واحد من أعلام المسلمين ابن سينا وهو شخص لن تسمع عنه فى تعليمك الحكومى إلا بسطر فى احد الدروس

ختاما الرواية من الأعمال التى تحزن لإنهائها تستمتع بقرائتها تجول فيها بكيانك تأسرك لقرائتها و أفضل وصف لها " جميلة " و لكنها قصيرة
Profile Image for Marwa Owais.
132 reviews563 followers
October 29, 2013
إهداء: إلي الذين سيعيدون للعالم بهاءه الذي خلقه الله عليه ..
محمد العدوى

كم من الأشياء الجميلة يمكن أن تجتمع فى رواية واحدة ...

رقيّ فى الأسلوب وإبداع فى اللغة كأن الأماكن بُعثت حية أمامك..

عن إيران الحاضر كما لم أعرفها من قبل .. عن بلاد فارس ..
عن العلم والطب والفلسفة .. عن ابن سينا وورد ..
ورد'المنسي قنديل' تجمدت من العشق .. ولكن ورد هنا ذابت من شدة عشقها لابن سينا.
" وإن له في خلقِه من بحبِّهَم نحبّه"

لي حبيب خياله نصب عيني .. واسمه فى جوارحي مكنون
إن تذكرته فكلي قلوب .. أو تأملته فكلي عيون

عن جمال الأماكن حين تعرف تاريخها وحكاياتها .. رواية عن الجمال بكل صوره،
حتي حينما يتحدث عن مضاد الجمال والسعادة

"لكل شئ فى الحياة جحيم يا ورد، منذ خلق الله الجنة، وجاورها بالنار، جاور الجحيم كل نعيم بعد ذلك. فيد تطرق باب النعيم، وكلما فتح منه جزء، مسّ
الأخري لهيب يحرقها لتذكره أنه ما من نعيم كامل إلا حين تستقر الأرواح فى
الجنة. لا كمال فى الدنيا"

" كنت أسير فى الشوارع، وأنا أسمع صوتا قويا داخلي يقول: حقا.. إن
المستقبل لهذا الدين. رغم أن الذي حولي منه باهت يكاد لا يري.
ليس صوتا خارجيا من انتماء وعصبية، صوت العصبية أعرفه، أحسه غريبا
عما حوله .
كان هذا صوتا متجانسا مع كل شئ، مع التاريخ بأخطائه، ومع الحاضر بمآسيه.
كان صوتا حين رددته علي الجبل في"دَرَكه"، بدت السحب القريبة مستآنسة سعيدة"

"آيات القرآن تملأ كل جدار فى إيران، حتي جدران الحدائق منمقة بخط فارسي ومترجمة إلي الفارسية والإنجليزية معا.. لو يملأ القرآن القلوب فى كل مكان
يكتب فيه.. لتغير وجه العالم "
وهذا ما أدركه علي شريعتي حين قال: لا بد أن نعيد القرآن الكريم مرة ثانية
من القبور والمعازي إلي الحياة وتفاعلاتها وان نقرأه على مسامع الأحياء
لا الموتي.

سأقتبس من الرواية ما يصف إحساسي بها: " تبدو الكلمات صغيرة باهتة أمام
ما أشعر به، سأكرر مفردات تبدو حمقاء لأصف نفسي. لن أتحدث، لن أصف شيئا،
لماذا أصف؟ لأُبقي ما أشعر به فى نفسي الآن؟ لا أريد أن أشغل عنه بأي شئ"

سأقرأها من جديد بروح جديدة .. فهناك روايات لا تكفي مرة واحدة لتستخلص مع بها من جمال.

أود لو أكتب الكثير من الاقتباسات الأخري ولكن سأكتفي بترشيحها للجميع.
Profile Image for Ahmed Adel Sharf Aldin.
82 reviews12 followers
March 22, 2017
( تجربة تنويرية بحتة) هكذا وصفتها الصديقة أميرة و هى تنصحنى بقراءتها على مهل، لكى أتذكر أنها كانت هدية الصديقة ياسمين فى عيد ميلادى.. ربما لأنها هدية تليق فعلا بميلاد ...

لن أتحدث عن الرواية و لا عن تنهيدات القلب المتعلق بكل تلك السطور، ولا عن هزات الفرح و نشوة البكاء فى هذه الأحداث، و لكن يسرنى أن أقتبس من لسان ابن سينا الآتى:

"

هبنى عقلا نقيّا يرى نورك فيسعى إليه ولا ينكره. و حسا يحسن جس الأبدان و النفوس، و يعرف مكمن المرض فيهما؛ فتصلح بى أبدان الناس و عقولهم.

أقمنى حيث تعلم منى نبوغا وبراعة، و أخرج من نفسى أجمل ما فيها لك، و استعمله فى اعمار هذه الأرض، و رقمى بذلك فى درج الكمال. اللهم إنك سجن نفسى فى سجن من العناصر الاربعة، و وكلت بافتراسها سباعا من الشهوات جائعة، و أوجبت عليها رضاها و الانقياد معها إلى هواها و قربتها بالعالم المغضوب عليه. اللهم مجّد لها بالعصمة، و تعطف عليها بالرحمة التى هى أليق بك، و بالكرم الفائض الذى هو منك أجدر و أخلق، و امنن عليها بالتوبة العائدة بها إلى عالمها السماوى، و عجّل لها بالأوبة إلى مقامها القدسى، و أطلع على ظلماتها شمسا من العقل الفعّال، و أمطْ عنها ظلمات الجهل و الضلال... "

---_-------------------

وهذا يتركنا فقط أمام أسئلة أكثر و رغبة منقطعة النظير للبحث و التدقيق فى كل ذلك و طلب المزيد.. كم تلهمنى همة العلماء!
و شكرا شكراً لكل الأعزاء
حيّاكم الله و بيّاكم ^^
Profile Image for إلام.
95 reviews368 followers
June 18, 2015
منذ فترة لم أقرأ رواية مميزة مثل هذه الرواية ..
يمتعني الكاتب الذي يجعلني أطرح تساؤلات من خلال تفاصيل الرواية .. وأعجبني أيضاً طريقته في السرد مابينه وبين الراوي وتناول تلك الفترة التاريخية ببراعة وأسلوب مميز
Profile Image for أحمد شاكر.
Author6 books652 followers
October 13, 2015


الرئيس، وإعادة تعريف العالم

مدخل:
".. فكل شيء، سواء كان أرضيا أو سماويا، يخفي داخله سرا. وكلما تم الكشف عن سر ما، فإن هذا السر سيحيل على سر آخر ضمن حركة تصاعدية موجهة نحو سر نهائي."
أمبرتو إيكو- التأويل بين السيميائيات والتفكيكية

هندسة البناء:
الاهداء إلى الذين سيعيدون للعالم بهاءه الذي خلقه الله عليه. يليه المدخل، وبه قول مكتوب لإبن الهيثم: فطالب الحق ليس هو الناظر في كتب المتقدمين، المسترسل مع طبعه في حسن الظن بهم، بل طالب الحق هو المتهم لظنه فيهم، المتوقف فيما يفهمه عنهم، المتبع الحجة والبرهان لا قول القائل الذي هو إنسان. فالقراءة نظر؛ أو هي إعادة نظر وتأويل وتتبع، لأجل الوصول إلى الحق. تليه صالة الدخول (ورود)، ثم القاعة الأولى (تالار أول) وبها سبع لوحات، تليها القاعة الثانية (تالار دوم)، يسبقها بيت شعر لحافظ إبراهيم: فكأنما خطرت بمصر.. فأشرقت في يوم أسعدها على طهران. وبها ست لوحات، والقاعة الثالثة (تالار سوم)، ويسبقها مقتبس للراوي، ومقسمة من الداخل بأرقام فارسية (يك. دو. سه. جهار. بنج.)، (واحد. اثنان. ثلاثة. أربعة. خمسة)، ثم القاعة الرابعة (تالار جهارم)، وعندها ينتصف الكتاب تقريبا، وبها ثلاثة عشر عنوانا فرعيا في الداخل، يسبق كل عنوان مقتبس؛ (أصفهان، شيرين، ورد، همذان، الملك، فردجان،العهد، الحركة، معارج، صورة العالم، أول المسير، أبو عبيد، رحيل)، وأخيرا (تالار خروج) استراحة الخروج، حيث تنتهي الرحلة..
إنه بناء سهل، بعيد كل البعد عن إدخال القارئ في أي متاهة. مدخل، ومخرج، وقاعات تشير لجهات الدنيا الأربع..

الرواية/ النص:
على الغلاف من الخارج، مكتوب: رواية الرئيس بخط فارسي بديع، ومن الداخل أيضا. مع أننا بعد أن نفرغ من رحلة القراءة سنجد أن المحصلة أوسع بكثير. فنحن أمام نص مفتوح، أو عابر للأجناس، مغامرة سرد، لا رواية بشكلها المعروف. لربما كان العدوي يريد وضع صياغة جديدة، أو تعريف جديد للرواية، مغاير لما ألفناه: اصنع من كل ما يتجمع لديك رواية واحدة. بناء واحد، الأخشاب والزجاج وقطع الأ ثاث التي تملأ بهم كل شيء حولك، اجمعه وابن بهم بيتا جميلا. صممه أنت كما تحب، وأثثه كما ترى. ستجد أن كل شيء معك أصبحت له قيمة. اللوحة الصغيرة المتروكة في بدروم صغير تصبح قيمة حين تعلق على جدار مصقول ملون يظهر جمالها. ثم تزيد قيمتها حين تشهد على حياة أناس وتدخل تكوين ذاكرتهم. في البدروم لا قيمة لشيء، لأنك تراه ولا تعلم بوجوده في الأساس..
في الرئيس، سيرة للكاتب، وسيرة لإبن سينا، وسيرة للمكان، وشيء من أدب الرحلة، وقصائد نثر، ويوميات، ورسائل، ونقد ثقافي، ونقد وفني، .. إنها حياة. سيرة أمة؛ تتبع واع لحياتها الحاضرة وتاريخها وآمالها، تتبعها سيرة علم من أعلامها. إننا أمام لوحة كبيرة متشابكة الألوان والخطوط، معقدة أحيانا، ومنبسطة أحيانا أخرى، لكن المحصلة في النهاية لمن يراها عن بعد، نقش متقن بديع.
وعلى كل، فالمضمون يختار شكله الذي سيمثله، وهي بالأساس مهمة الفن؛ التوفيق بين الفكرة وتمثيلها.

الرحلة/ الحقيبة:
تبدأ الرحلة في الطائرة.
تتكرر لفظة الطائرة والمطار في الصفحات الأولى عشر مرات تقريبا. وتنتهي الرحلة بعد وصول الطائرة بثلاث صفحات ونصف، ويتكرر ذكر لفظ الطائرة والمطار عشرون مرة. وكأن الرحلة أججت الشوق إلى رحلات أخر؛ ضاعفته: (قد نلتقي في قونية قريبا)، كان محمد يودع آواز التركية التي صادقها خلال الرحلة بإيران. وكأن الرحلة لم تنته بعد. حيث الشوق لزيارة بلاد الفاتح؛ بلاد الترك..
ولا يذكر السفر إلا وتذكر الحقيبة. والحقيبة، سيرة لحاملها، هويته، مستودع أسراره، اختصار للعالم. في الفصل الأول يأتي وصف الحقيبة من الخارج، وهي تمر على السير المتعرج الطويل كالثعبان في المطار: (زرقاء صغيرة عليها خطوط عشوائية غامقة، وذراعها مكسورة). وفي الفصل الأخير: الحقيبة مفتوحة لم ترتب بعد حتى قبيل موعد السفر، تنتظر ما ستحمله؛ الدهشة، في رحلة العودة. ولأن الرحيل واجب، ولأن مقتنيات الرحلة قد حصلت، فالبطل يخبرنا بمقتنياته : لوحة من الخشب كتلك المعلقة على جدار الصالة في بيت رضوى، عليها قول الله تعالى: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون). وصندوق من خشب الورد، (الصندوق داخل الحقيبة إشارة لشيء لا يمنحه الراوي مجانا)، وديوان عمر الخيام بالفارسية مجلد بقطيفة بنية، وديوان شمس الدين حافظ شيرازي؛ عليه إهداء آواز في عيد ميلادي منذ أيام.
في الأول كان وصف الحقيبة خارجيا، مع تفصيلة بسيطة، قد تشير لكثرة الاستخدام؛ السفر/ التنقل؛ ذراعها مكسورة. وكأنه لا يريد أن يفصح لنا عما بداخلها، فربما كانت أشياء عادية جدا، أو حاجات شخصية، من يدري؟!. أو ربما هو لا يريد أن يفسد علينا سفرنا معه/ رحلة القراءة؛ انتظروا، سنصل لأخبركم بما أحمل، سأفتح لكم الحقيبة. أما وقد انتهت الرحلة، فإنه يخبرنا بالأشياء التي عاد بها: لوحة لآية قرآنية، وصندوق من خشب الورد، وديوان الخيام، ديوان حافظ؛ المعرفة، والجمال قاسم الهدايا المشترك، وهما ثيمتا العمل. وكأنه يقول لنا تلك حاجاتي التي عدت بها من الرحلة، فأي شيء عدتم به أنتم من القراءة/ الرحلة، ومن التنقل معي من قاعة لقاعة، ومن مدخل لآخر، ومن طائرة لطائرة؟
الأسطورة الشخصية:
.. والالتزام الوحيد للإنسان هو أن يحقق أسطورته الخاصة. كل الأشياء هي شيء واحد، وعندما ترغب في شيء يتآمر الكون كله ليسمح بتحقيق رغبتك. (السيميائي- ساحر الصحراء لـ باولو كويللو). مبكرا، نقرأ مع "محمد"، في مطار دبي: (وجوه متعبة من السفر، ومن السهر، ومن الانتظار، مثلي تماما. أميز منها وجهين رأيتهما في مطار القاهرة في الصباح، رجل في منتصف العمر، بيده نسخة إنجليزية من رواية ساحر الصحراء لباولو كويللو، كلما وقعت عيني عليه أجده منشغلا بالمطالعة فيها. وفتاة وجهها أوروبي، تغطي شعرها الأشقر، بغطاء منسدل على كتفيها، عرفت من جواز سفرها أنها بوسنية). بطلنا محمد في طريقه لتحقيق أسطورة شخصية؛ حلم، بحث عن معرفة/ كنز، ويلحظ بيد رجل رآه مرتين: في مطار القاهرة، ثم في مطار دبي، رواية كويللو، التي يبحث بطلها عن أسطورته، حلمه، كنزه، في الصحراء. هل كان الرجل ذاهبا للبحث عن كنزه هو الآخر؟ أم أنها إشارة لمحمد، كي يتابع بحثه، عن كنزه كما فعل بطل السيميائي؟
قبل ذلك كان الحلم: لقد حلمت به هذه الليلة فقط. رأى بطلنا ابن سينا في حلم، لذا، لما أراد أن ينشأ لنفسه بريدا إلكترونيا، ليتراسل من خلاله مع رفقاءه، سماه باسمه دون تردد: (أصبح الاسم الذي أعرف به رقميا هو ابن سينا)، ومع ميلاد هذا البريد الالكتروني، ولدت لبطلنا حياة موازية، وتعرف إلى غادة العراقية، التي سيلتقيها بعد ذلك في القاهرة، وتعرض عليه فكرة السفر إلى إيران، وتوصله بالدكتورة رضوى التي سنراها معه أول مرة مع ابنتها ندى على متن الطائرة، كان ذلك بعد مقال نشره عن ابن سينا الذي أصبح مهتما به وبحياته، وبمساعدة جوجل، يقول: جمعت كل كتبه التي وجدتها مصورة وما كتب عنه. جعلت كل هذه الأشياء في ملف واحد سميته: "ابن سينا صديقي"
لكن السفرإلى إيران لتحقيق الحلم القديم ليس سهلا: (لا تفهمنا خطأ، نحن حريصون على سلامتك، أنت تعرف أن دولا تريد الشر بمصر..)، كان هذا رد الأجهزة الأمنية على محمد، لما أراد السفر إلى إيران. كان ذلك قبل الثورة.
وقامت الثورة، وكان التنحي. يقول محمد: (شعرت ساعتها أن هذه الثورة كلها قد قامت لأجل أن أسافرإلى إيران)، ويتابع (لا أعرف هل نكون أنانيين إذا فكرنا أن كل ما يدور في الكون، إنما يحدث لأجلنا نحن بالخصوص).
في مكان آخر، نلحظ أن بطلنا "محمد" مسكون بالأسطورة، وبالتاريخ أيضا، في الصفحة 170، يقول في حوار مع آواز التركية: (.. وأنا تركي الهوى منذ زمن، منذ كنت صغيرا، لا أعرف من اللغة إلا اسمي. كان عندنا كتاب على غلافه اسم "محمد الفاتح"، وكنت أعتبره كتابي لأجل "محمد" المكتوبة على الغلاف).
الرحلة، حلم. المعرفة، كنز..
الإنسان ابن العالم:
"محمد" سني، ويبحث في حياة "ابن سينا" شيعي. تقول له أمه: "إلى بلاد الشيعة يا محمد؟! ألم يكن عندك شخص آخر لتكتب عنه، سافر إلى تركيا، اكتب عن ابن حزم واذهب إليه في إسبانيا.. إيران يا محمد؟! تذهب إلى الشيعة؟!" يتذكر محمد ذلك وهو في سيارة الأجرة مارا بـمرقد خميني، فيردد بتلقائية دعاء المقابر.
وتساعده في تلك الرحلة، الدكتورة رضوى، مصرية، ومتزوجة من الدكتور كنجيان، شيعي، من أكراد إيران ويعمل أستاذا للأدب العربي في إحدى كليات طهران. ولهما "ندى": أميرة صغيرة من أميرات الحكايات الفارسية. عينها عربية واسعة، وشعرها كردي ناعم، ووجها مصري فيه سمرة، ولها لسان ينطق بلغات ثلاث متشابكة. ندى بنت العالم.. "قليلون نالوا حظ هذه الفتاة من إدراك أن الاختلاف في الدنيا ليس إلا صورا واهية لأشياء ليست موجودة. ستذكر أيامها في مصر والعراق وإيران، وستجد نفسها متحمسة لأجناس ثلاثة، الفرس والكرد والعرب. سيكون لها أوطان كثيرة. لن تفكر كما يفكر العرب، ولا كما يفكر الفرس، ستفكر بصورة تجمع النسبة الفاضلة من كلا العقلين معا.
عند لقاءه بـ آواز التركية، التي لا تحب سعيد النورسي، وتحب أتاتورك، يتوقف محمد ويفكر في هذا الاختلاف، فهو على عكسها: يحب النورسي ولا يحب أتاتورك، ويصل بتفكيره إلى هذا السؤال: لماذا أفترض دائما أن جميع من ألتقي بهم يشبهوني في كل ما أحب وأكره؟هذا سيئ..
وفي الحوار الذي دار بين ورد وشيرين، قرب نهاية الرحلة، تسأل ورد: والناس لم هم كثيرون ومختلفون؟ فتجيبها شيرين: ليتسنى لهم تحصيل كل أنواع السعادة. الخبرات الانسانية وملكات النفس كثيرة وليست من طاقة أي إنسان واحد أن يقوم بها جميعا. لذا وجب أن يقوم بها جماعة كثيرة من البشر، فيكمل كل شخص سعادته بمعاونة بقية الأشخاص من حوله، ويكتمل الخير في الأرض بتعاون كل من فيها من البشر.
وعند نهاية الرحلة تهدي ندى لمحمد رسمة علمتها أمها رسمها، لطائر، لونت جناحا منه بألوان علم إيران، والآخر بألوان علم مصر. وكان والدها يرغب في تلوين جسد الطائر بألوان علم الكرد، وكأن طائر ندى رمز للأمة، الذي لا ارتفاع له ولا طيران لأعلى، إلا بجناحيه: إيران، ومصر..
ولحظة الوداع، تعطيه رضوى حقيبة صغيرة، فيسألها: ما هذا؟ شيء تأكله في الطريق/ حتى في إيران يفعلون هذا؟ الناس هم الناس.
إن تدرج العدوي في ترسيخ فكرته، حول الاختلاف، وأهميته، وقبول الآخر، أيا كان مذهبه، أو عرقه، أو انتماءه، من مطلع الرواية ص 21، مرورا بمواضع عدة، وصولا لنهايتها ص 399، شيء بديع حقا. فالفكرة مع التقدم في السرد وظهور الشخوص تزداد وضوحا وتكشفا من جوانب عدة، دون تكرار أو إخلال بطزاجتها ووضوحها. كل شيء بمقدار.

المكان/ التاريخ:
المكان في الرئيس، بطل تقوم عليه الرواية كلها تقريبا. فالحياة لا يمكن أن تنحصر فيما نحياه في بلادنا، "وكل مسكن نطيل فيه البقاء يتحول إلى سجن" (موباسان)، والسفر إليه هو الذي أكد تلك البطولة، وللتاريخ أن يصحبنا أينما سرنا. خلف كل تل من هذه التلال حكايات لا تنتهي. و الحكايات أرواح الأماكن، لولاها لتشابهت الأرض كلها، ولما كان لجزء منها على جزء فضل ولا حنين. وكانت بداية الرحلة في الطائرة، حيث التنقل من مكان لمكان، وأول عنوان فرعي في (تالار جهار) القاعة الرابعة، هو أصفهان. حيث منطلق سرد حياة ابن سينا، عن طريق سرد سيرة المكان. وكأن ابن سينا وأصفهان، استقرا معا في مكان واحد بمستودع التاريخ والسير. وفي زيارة لجبل أحد، قبل السفر إلى إيران، يقول: هنا كل شيء، يحمل روحه التي كانت فيه منذ ذلك اليوم. لم يمسها الزمن. أسمع صوت الرماة على الجبل الصغير خلفنا، وقعقعة السيوف، وأرى فوضى الصفوف والمنادون يرفعون أصواتهم بين الناس: "قتل رسول الله". أين كان يقف حين كسر سنه، أين وقف وأبو دجانة يحميه؟ فـ الأمكان تتذكر الأحداث (جويس)، وسيكون للمدينة لقاء آخر عند العودة من إيران، حيث يزور البقيع: دخلت إلى قبر عثمان بن عفان رضي الله عنه. السلام عليك يا أمير المؤمنين.. يا ذا النورين يا شهيدا كان موته امتحانا طويلا لم ننجح في أوله..

ابن سينا والكتابة الذاتية:
دون ابن سينا جزءا من سيرته، دليلا لمن أراد أن يعرف كيف كانت حياته. يقول: ينبغي على من يتحدث عن نفسه أن يتحدث عن ثلاثة أشخاص لا عن شخص واحد، فيتحدث عن نفسه كما يراها، وكما يراها الناس، وكما يجب أن تكون. وبطلنا أيضا، يدون يومياته، في دفتر، يصحبه معه، في رحلته..
وينقب الراوي، من خلال أبو عبيد الجوزجاني تلميذ ابن سينا في حياته، في تلك الأوراق ومسودات الرسائل التي كان يكتبها لأصدقائه، المرتبة زمنيا منذ فارق بخارى. فيها يظهر أستاذه على غير ما اعتاده عليه. رآه وهو وحيد، ورآه وهو حزين، ورآه وهو يحتال ليبيح الخمر لنفسه؛ فيجعلها حراما للعوام جائزة للخواص. ثم رآه وهو يعاهد الله على تركها ويقر بخبثها.

إعادة تعريف العالم:
في الرئيس لا توجد حبكة بشكلها المعهود. الحبكة هنا هي الموضوع: واقع الأمة ووضعها في مسار التاريخ، وحضور ابن سينا جزء من تلك الحبكة. في الظاهر بحث عن ابن سينا وحياته وتاريخه وفلسفته ودوره العلمي في اكتشاف الأمراض ومعالجتها، لكن في الحقيقة هي بحث حول الأمة وتاريخها. وأثر التاريخ ووجوده وحضوره وتداخله وبصمته على الذهن والقلب معا، يقول الراوي مستفهما في احدى رسائله لغادة: ( هل يمكنني أن أرى حجب الأيام الكثيفة، وصوت الحاضر الصاخب، أين هو مكان خير أمة؟ هل تستحق البحث أصلا؟! لا أعرف). كان منفعلا في رسالته. فمن شهد حرب البوسنة، وتابع حرب العراق يوما بيوم على شاشات التلفاز، وشهد الثورات العربية، ولم يعي إلا وأمته مزق كثيرة لا يحب بعضها بعضا، ولا يعرف بعضها بعضا، له الحق أن يسأل عن جدوى البحث، وله الحق أن يقول (لا أعرف)..
لذا فالراوي/ البطل يأخذ على عاتقه خلال سيره وبحثه أن يعيد تعريف العالم، أو أن يعيد صياغة ما ��رفه، وخبره، تصور جديد للحياة من خلال التجربة، الرحلة/ المعرفة، فالحكاية/ الرواية: هي إدارة العالم دون جهد. معارك دون دم. والدين: هو فعل ثوري يرفض كل رتابة وتحجر، وكل دين جاء ناقد لدين قبله. والخلافة: ليست أن يحكم بلاد المسلمين جميعا رجل واحد. لم يعد هذا ممكنا، ولم يتحقق في الزمان إلا قليلا. الخلافة هي الحكم العادل ولو في بيت صغير. والخسارة: هي الخروج عن سنن الكون. والخلافات بين الصحابة: هي تتابع تاريخي، طبيعي جدا، لصقل تجارب الانسان. والتصوف: رحلة القلب إلى الحب الأكمل، رحلة بناء الانسان وبناء الحياة معه. والحرية: هي القدرة على الاختيار. والصور: هي محاولة مبتورة للخلود.

الكتابة:
يتحرك العدوي بحرية خلال الزمن، يتقدم ويرتد بكامل حريته، ثم يعاود التقدم. في (القاعة الأولى)، تبدأ بتاريخ 14 يونيو 2011، ثم يليها تاريخ مايو 1999، وبعده يونيو 2001، ثم منتصف 2006، وبعده يأتي فبراير 2011، وفي حضرة الأماكن التي يزورها، يستحضر البطل حكايات من عاشوا فيها وأقاموا، ليتقاطع سرد الماضي البعيد، مع سرد الحاضر القريب والرحلة.
ويظهر الحوار كمكون أساسي في السرد منذ البداية وحتى النهاية. حوارات قد تقصر أو تطول. ففي بعض الأحيان يمتد الحوار ليشغل عدة صفحات، كما في حوار ابن سينا مع شمس الدولة (7 صفحات)، وحوار محمد مع غادة (4 صفحات)، وحوار ورد مع شيرين (3 صفحات). وتنتهي الحوارات دون وصول لحل نهائي. حوارات لا تنتهي. لا غالب ولا مغلوب..
يكتب العدوي بحواسه: فتظهر الكتابة البصرية، جلية واضحة أكثر من غيرها: (يلون قوس قزح السقف والجدران. والشمس تفرش الأرض، وجزءا من المكتب)، وهنا أيضا، (ومع الشروق، وعلى مسيرة ساعة من همذان بدت ظلال أربعة جياد وناقة تقطع الصحراء ناحية الجنوب)، فترتسم الصور في الذهن كأنها ملتقطة بكاميرا، أو كصورة حية. ويكتب أيضا بأذنيه، فتقرأ الكلمة المكتوبة وكأنك تسمعها: (تقف السيارة أمام فندق فاخر، يشير إليه السائق وهو يقول "فردوسي". يكسر الفاء، ويسكن الراء ويضم الدال، وتكون الواو امتدادا للدال المضمومة. سأحب هذه الطريقة في نطق اسمه كثيرا، وأكرره فرحا كلما أوقفت سيارة أجرة توصلني إلى الميدان). وهذه أيضا: (قالت "آفاق": أنا سعيدة بأني عرفت صديقا من مصر. أنا أحب مصر كثيرا، وأحب أن أسمع الشيخ عبدالباسط وغلوش (قالتها بغين كأنها قاف). وفي مكان آخر يكتب بحاسة السمع والشم معا: (يضعف الصوت كلما نزلنا، وتزيد رائحة المطهر الذي يستعمله العمال في تنظيف الأرضيات)، وأحيانا، يستخدم كل حواسه في الكتابة: (لا تستطيع أن تقول عن مكان أنك عرفته ما لم تكن قد سرت فيه تحت المطر، تاركا أذنيك تجمع الماء الساقط على الأرض، ثم تاركا روحك بعد ذلك تنبعث من جديد وأنت تملأ صدرك بالهواء إذا وقف المطر). فالصورة البصرية تتمثل في المشي تحت المطر، والسمع يسجل تساقط الماء على الأرض، والحس في انبعاث الروح من جديد، والشم حيث رائحة المكان بعد توقف المطر.

أخيرا:
في حوار قديم معه، يقول عبدالفتاح كيليطو: حين نتأمل الروايات التي توصف بأنها "عالمية"، نلاحظ أنها، بلا استثناء، تعقد حوارا مع النصوص الكلاسيكية. يتعين علينا أن نستخلص العبرة، فلربما أن بعض القصاصين والروائيين العرب، بإهمالهم للرصيد السردي القديم، يفوتون على أنفسهم فرصة الإستفادة منه. قد يقال: الرواية صناعة نتعلمها بقراءة الروايات ودراسة الأساليب والتقنيات السردية الجديدة؛ فماذا سنجني من الاطلاع على تاريخ ابن الجوزي أو ابن كثير؟ أي� فائدة ترجى، بالنسبة للروائي، من دراسة وفيات الأعيان وشذرات الذهب؟ من يضع السؤال هكذا ينسى أن الرواية في تجدد مستمر وأنها دائما تبحث عن نفسها، كما ينسى أن الروائيين الغربيين لهم تكوين كلاسيكي جيد يشمل آداب القرون الوسطى والأدب اللاتيني والأدب اليوناني. خذ أي كاتب غربي معروف وسيتبين لك صدق هذا القول. التفكير في تجربة الآخرين هو الذي دفعني إلى الاعتقاد بأن الكتاب العرب لن ينجحوا في منافسة الكتاب الغربيين إلا إذا اطلعوا على النصوص الكلاسيكية.
في الرئيس، يمكننا، دون عناء أن نتعرف على تكوين كاتبنا الثقافي واطلاعاته؛ القرآن حاضر فلا يخلو باب من ذكر آية، أو آيات، تناص أو استشهاد. والتراث في القلب. والأسماء الحديثة حاضرة على مدار النص كله. المدخل مقتبس لإبن الهيثم. ثم ذكر الفارابي. ومقتبس من إنجيل يوحنا، ومقتبس من معجم البلدان. وذكر ابن المقفع. الجاحظ. المتنبي. أبو نواس. دانتي. الصاحب ابن عباد. البيروني. الفردوسي. الشاهنامه. الخيام. جلال الدين الرومي. أبو الحسن الندوي. سيد قطب. أحمد أمين. حافظ إبراهيم. يوسف إدريس. عبدالكريم سروش. حسين مؤنس. عمر فروخ. وآخرون..

Profile Image for Selim Elzehiry.
47 reviews2 followers
September 18, 2021
لعل أبلغ وصف لهذه الرواية هو الوصف ذاته الذي وصف به مؤلفها محمد العدوي مدينةَ أصفهان: " أصفهان كالمرأة الفاتنة الذكية؛ تتسرب في النفس بخفةٍ وهدوءٍ، دون مفاجأةٍ ودون إرباكٍ، فتظل متعلقًا بها، لا تملها �"
قراءة جديدة متكررة لعمل وقعت في حبه منذ القراءة الأولى. لم أشتر هذه الرواية بل أهديت إليّ، وكذلك فعلت بعدها، فاشتريت عدة نسخ وأهديتهم لبعض الأعزاء؛ فهذا جمال يحق له أن يُهدى!
عجيب جدا محمد العدوي، لا يثير تلهفك للاسترسال في قراءة روايته بتضمينها قصة حب متلهبة، ولا جريمة غامضة، لكنه قادر على أسر انتباه قلبك وجره معه عبر أفكاره التي تدور في رأسه ثم تخالط قلبه وروحه ثم تنساب لتخالط روحك!
تجده من خلال حديث عابر مع أكاديمية مصرية/ عراقية في حديقة الأزهر بالقاهرة، أو مع فتاة تركية على ضفة نهر بأصفهان، يطوّف بك في دروب التاريخ والسياسة والدين والجمال والفن والعمارة.. كل ذلك في سلاسة عجيبة وأسلوب مرهف محبب إلى القلب
الرواية فيها سفر في المكان يبتدأ من المدينة المنورة ويمر بالمنصورة والقاهرة وطهران وأصفهان ثم ينتهي إلى المدينة المنورة..
وسفر في الزمان يبدأ من عصر الشيخ الرئيس ابن سينا ويمتد إلى حاضرنا .. خطان يبدوان متوازيين ظاهرا لكنهما على الحقيقة مجدولان على بعضهما يكمل أحدهما الآخر وفي ذلك كمن جزء كبير من جمال هذا العمل..
رحلتان تفصلهما قرون تتوجهان إلى الوجهة نفسها: أصفهان.. رحلة محمد العدوي الطبيب المصري الشاب المتنسم لنسائم تاريخ قديم الباحث عن آثار صاحبه الشيخ الرئيس الطبيب والفيلسوف ابن سينا الذي ارتحل قديما إلى أصفهان هو الآخر..
للعدوي طريقة غريبة في الوصف يحبب بها إليك الأماكن و الأزمان -وإن حوت ما حوته من مآسي المسلمين المتكررة بسبب الصراعات المذهبية/السياسية-، يساعده في ذلك تذوقه المدهش للجمال وتماهيه معه!
على المستوى الفني تطور محمد العدوي كثيرا عن عمله الأول (إشراق)؛ فعلى العكس منه حفلت (الرئيس) بالشخصيات المتميزة، سواء في العصر الحاضر كغادة وگنجيان وآواز فضلا عن محمد العدوي نفسه، أو في الماضي كالشيخ الرئيس وورد وشيرين.. كذلك حفلت الرواية بحوارات طويلة لكنها ثرية ومثيرة في كلا الخطين الزمنيين..
لو تسألني الآن عن عيب في الرواية، أجيبك أنه يأتي من خارجها لا منها؛ هو أن الدكتور العدوي � بحسب علمي-لم يصدر روايات من بعدها إلى الآن..
لا يفوتني أن أعبر عن حبي وافتتاني بلوحة غلاف الرواية وخطوطه
Displaying 1 - 30 of 281 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.