يغادر أستاذُ التاريخ أرضَ إفريقيّة في ندوةٍ علميّةٍ باليمن، ويجد فيها فرصةً للقاء أحد شيوخ الباطنيّة وفهم ما استغلق عليه من كنزٍ أثريٍّ وجدَه في قبرٍ قديمٍ، فإذا الصدمة من السرّ المدفون هائلةٌ: إنّها مزاميرُ شيخ الجبل، ساكن عشّ النسر، حسن الصبّاح، ورقائقُه وتعاليمُه ووصاياهُ!
وهكذا يصبح الأستاذُ نابشُ القبر طريدًا يلاحقه هؤلاء لحرق الكنز المشؤوم ويطارده آخرون يبتغون إرثَ سيّدهم المقدّس، ويصرّ هو على كنزه إذ رأى فيه ثروةً وطنيّةً يستكشف من ورائها مناطق غارقةً في الظلمة من تاريخ أخطر فرقةٍ عرفها العصر الوسيط. وتبدأ رحلة المشاعر المضاربة: نشوة المُكتشِف يفكّ الطلاسم ورموز المزامير، ورعب الهارب يجدّ في إثره الحشّاشون ورجال الشرطة.
إنّها رواية النّبش في تاريخ فرقةٍ طائفيّةٍ نُسجت حولها حكاياتٌ لم تخلُ في بعض الأحيان من الأسْطَرَة، ولاسيّما شخصيّة مؤسّسها حسن الصبّاح المعتصم بقلعة "ألموت " يخطّط لنشر مذهبه بقوّة بلاغته واندفاع فدائيّيه المدرّبين على الاغتيال. انتهت الحركة منذ زمنٍ، لكنّ الرواية تعلن قيامة الحشّاشين وتستعيد أزمنةَ الحروب الطائفيّة وتغوص بعين الفنّ بعيدًا فتعيد رتق فصولٍ من تاريخٍ يمتدّ ألف عامٍ، وتصل الماضي بالرّاهن كاشفةً عن أهمّ أسباب غياب نهضة الشّرق.
ولد بنصر الله جنوب القيروان حيث زاول تعليمه الإبتدائي بمدرسة العجاجنة.. تابع تعليمه الثانوي بسيدي بوزيد حيث تحصل على شهادة الباكالوريا آداب. تابع دراسته الجامعية بدار المعلمين بسوسة اختصاص اللغة و الآداب العربية، حيث تعرّض إلى ملاحقات و تتبع أمني، ثم محاكمة سياسية. خرج من سنوات الهرسلة الأمنية و أيام الثورة، بأعمال روائية بدأ في نشرها على التوالي :
ملح قرطاج : في تعرية النظام البوليسي الاستبدادي و كشف ملامحه القبيحة الفزاعة : في تحليل الهشاشة الداخلية لسلطة الاستبداد يسقط الشاه : مقاربة روائية لانهيار الدكتاتورية المدوي، و ما يعقبه من صراع بين قوى الثورة و قوى الردة أبناء بورقيبة : تكشف الآليات الغامضة التي حولت البورقيبية من ثورة تحرر إلى جهاز قمع سياسة الخنازير : عمل قصصي صادم في فضح الساسة المتلونين الذين يديرون الشأن السياسي بأخلاق الحظيرة.
يشتغل الكاتب حاليا موظفا بوزارة البيئة و التنمية المستديمة.
تهاجمك قيامة الحشاشين منذ الصفحة الأولى بلغة عربية منمقة لم نعهد مثلها في الأدب العربي المعاصر، فتجد نفسك تريد قراءتها بتأن وتمعن، غير أن الأحداث تسرق أنفاسك فلا تعرف إن كنت تلتهم الصفحات أم هي تلتهمك. رواية شيقة بأسلوب سرد متفرد، رغم صعوبة قراءة الحواشي أحيانا، خطان سرديان متوازيان ومتقاطعان في آن واحد، بتواريخ مختلفة وأبطال مختلفين، يتشاركان أسرار الحشاشين ونبوءات حسن الصباح. من هو السيد الرئيس؟ بل ماذا هو؟ نبي أو إمام أو محارب شرس أو نابغة عصره؟ ما علاقة طائفة الحشاشين بتونس؟ ماهي علاقة المخطوطات اللتي وجدها أستاذ تونسي في منزله بقيامة الحشاشين؟ مزامير نقرؤها فيخيل إلينا أن السيد كتبها حقا، أسماء نعرفها وأخرى نكتشفها عن السلاجقة والنزاريين والظاهرية والباطنية والبهرة والأيمة وما يمكن أن يتسبب فيه التعصب الطائفي للفرد والجماعة. لي لوم على الكاتب وهو نهاية الكتاب. أحسست أن ما يمكن أن يقال أكثر مما قيل، أردت مفاجأة ما قبل كلمة النهاية، أو ربما مواجهة أخيرة، أو إجابة تشفي غليلي. لكن الكاتب فضل تركي لتأويلاتي ، وهو اختيار ذكي وإن كان مزعجا لفضولية مثلي. رواية جميلة لعلها من أجمل ما قرأت هذه السنة، بسرد فريد وقصة مشوقة ورسائل عميقة ولغة وجب تدريسها
من منّا لم يسمع عن طائفة الحشّاشين وعن السيّد الأساس كما يحلو لأتباعه تسميته أحد أكثر الشّخصيات المثيرة للجدل في العصر الوسيط "حسن الصبّاح" ، فرغم كثرة و اختلاف الرّوايات التي سردت مازلنا توّاقين لقراءة المزيد عن أخطر فرقة اشتهرت بالاغتيالات في عصرها ..
كيف يمكنني أن أصف عظمة هذا العمل بالكلمات ؟ هذا كتاب يتجاوز المكان و الزّمان و الأبعاد .. "قيامة الحشّاشين" هي الرّواية الثانية التي أقرأها للروائي التونسي الهادي التّيمومي بعد "الطّاووس والغربان" ، ويندرج هذا العمل ضمن الأدب القوطي (أكثر الأجناس الأدبيّة التي أفضّلها) يذكّرنا بعوالم دان براون .. فوجئت حقا بجودة الكتابة و العربيّة التي زُخرفت بها الحواشي و المزامير التي تجعلك تعتقد أنها دبجت في عصر الخلافة العبّاسية ، و بالمجهود الذي بذله الكاتب التونسي في بناء هكذا حبكة متكاملة لا تشوبها شائبة .. لكن ما أسعد قلبي حقّا هي عبقرية المؤلف في كتابته و السّحر الذي يضعه في جمله و كلماته .. لاحظت مقاطعا لا حصر لها ، استسلمت مرّة أخرى إلى اختلاف مستوى اللّغة حسب المتكلّم ، نهاية إلى الإبداع و الجمال اللذين يلتقيان بكلماته و أفكاره ..
يكتشف أستاذ عن طريق الصّدفة وجود قبر في حديقة منزله يحتوي على رفات شخصيّة أسالت الكثير من الحبر وابتدعت عنها عديد القصص التي ترتقي إلى حد الخرافات ، فبين الحقائق و الأساطير ينال بطل قصّتنا فرصة إماطة اللثام عن فترة حياة قائد الحشاشين ، عن طريق وثائق دوّن مزاميرها صاحب القبر و كشف معانيها التي تتمثّل في الحواشي أتباع له .. و بحيازته للوثائق تمتد له أيادي فرق مختلفة تسعى إلى الحصول عليها لغايات متناقضة تشترك في الخلفية الاديولوجيّة ، و من هناك تنطلق مغامرة بطلنا الأستاذ لحماية الكنز الوطني من العصابات الدمويّة ..
قيامة الحشاشين رواية تشهد على قيامة كاتب تونسي فذّ و بوادر عهد جديد قد نعاين فيه نهضة حقيقية للرواية التونسية ..
تزعم هذه الرّواية أنّ قائدَ الحشّاشين لم يمُت! فالرّجل الرّهيب قد عاد لاستئناف مشروعه المُظلِم، وقد بدأ أتباعُه المُعاصِرون بشحذ الهمم وتكديس الأسلحة! مُبتدأ الأمر أنّ الرّاوي، قد اكتشف قبرَ حسن الصبّاح، واستخرج منه الرّقاعَ التي اكتتبها وسمّاها مزامير، وتبيّن أنّها كُتِبَت لهذا الزّمان، فهي تَزخر بِأوامره المُشفَّرة إلى أتباعه المُعاصِرين لاستئناف دعوته وإقامة دوْلتهم، فاندفعوا بِخناجرهم المسمومة لاستعادة «المزامير المقدَّسة»، واندلعت معركة اغتيالاتٍ مُريعة كان فيها الرّاوي وكلُّ مَن اشترك في النّبش أو عَلِمَهُ حطبًا لِلَهيبها. تنطوي مزاميرُ الصبّاح على نُبوءات مُذهِلة لِرجُلٍ غريب الأطوار، فقد كلّم أتباعَه بِأسجاعٍ مُشفَّرة عن حوادث هذا الزّمان، ووجّهَهم لتنفيذ الاغتيالات والقتل الجماعيّ لِبَثّ الرّعب الشّامل، ثمّ إنّه قد أودعَ قبرَه لعنة أبديّة لنابِشيه، فطاردَتهم حتّى تساقطوا بين ذبيح ومبعوج ومَبتور. كان الصبّاحُ يكره «دينَ إفريقيّة »، لما عُرِف به إسلامُهم من غَلَبة روح التّسامُح ونَبذ الغلوّ، لكنّ ابنته عشقت رجُلًا من الغرب «على ضلالة أهل الحديث »، هرب بها إلى القيروان، فاستدرجهما الصبّاح إلى قلعة «ألموت »، وقام سَحَرتُه بتحنيطهما تحت طقوس السّحر الأسود، لِيجعلَ دَفْنَهما وَأْدًا لِروح التّسامُح والمحبّة التي تُؤلّف القلوبَ مِن وراء أسوار التّباغُضِ العقائديّ، وكان للسّحر ثمَرُه المُرّ، إذ انحدرت الحضارةُ التي كانت رائدةَ زمانها، وسقطت في غياهب الانحطاط. فكّ الحشّاشون المُعاصِرون شيفرةَ المزامير، وبدؤوا الاستعدادَ لقيامة دولتهم بتجهيز الأموال والسّلاح، والهجرة المُقدَّسة إلى أرض إفريقيّة الموعودة، فاجتمع شمْلُ شتات الباطنيّة من كلّ مكان لِخوض معركة «هرمجدون » آخر الزّمان... تعتمدُ الرّوايةُ ثلاثة مستويات لغويّة: المُتون: وهي المزامير التي كتبها الصبّاحُ سَجعًا، وكانت طافحةً بالرُموز والمعاني المُبهَمة التي تحتاج التّأويل. الحواشي: وهي نُصوص تفسيريّة تزخر بالأحداث التّاريخيّة حول مَسيرة الإسماعيليّة، وباطنيّة قلعة «ألمُوت »، وقد كُتِبت بأسلوب العنعنة التراثيّ. الفصول: وهي النّصوص التي كتبها الرّاوي المُعاصِر، حول مغامرته الخطيرة للمُحافظة على الكنز الأثريّ والتّصدّي لأحلام الحشّاشين. رواية تؤاخي بين التاريخ والفانتازيا، بين المرجعيّ المشدود إلى الوقائع وبين التخييلي المنفلت من المرجع، لمعالجة كلّ أشكال التطرّف والانغلاق ووضع العقل في مواجهة شتّى ضروب الشعوذة والسحر.
فرقة الحشاشين وزعيمها حسن الصَبَّاح أو الطائفة الإسماعيلة أو الباطنية طالما شغلت العالم، وجعلت المؤرخين يتأرجحون في حبل بين الوهم والحقيقة، بين اليقين واللايقين.
ولكن لنترك التأريخ للمؤرخين وكتب التاريخ، فليست هذه الرواية لتكرار ما كتبة التاريخ عن الحشاشين، ولكنها ذات بعد سياسي، وهي للتنبية والتحذير ووصف واقع معاش...
ومن لم يفهم المقصود بالواقع المعاش فليقف قليلاً وليتأمل أحداث ٢٠١١ وما بعدها...!
قيامة الحشاشين ورمزيتها هنا واضحة جداً بكل ما تعنية من الفوضى والاختلالات والإغتيالات والإستبداد والتفنن بصناعة الوهم والتلاعب بالعقول
"والوهم" هنا قضية مهمة في هذه الرواية أتوقف معها قليلاً فالرواية بأكملها قائمة على توهم أستاذ جامعي حملة للواء مقارعة فرقة الحشاشين، وأقول بأنه مهما بلغت من العلم ومن قوة المنطق وسلامة العقل ومهما حزت من الشهادات والدرجات العلمية فأنت معرض للوهم والإيهام وخداع الذات...
الرواية في مجملها ممتعة وشيقة، وأسلوب الكاتب بسيط سلس، وينتقل بين أحداث في الوقت الحالي وبين الفترة الزمنية التي عاش فيها حسن الصَّباح، مآخذي على الرواية هو تقليدية الفكره، فيما عدا ذلك في جميلة وتستحق القراءة.
يجب الإشارة قبل الشروع في النص الى انني لا اعتقد ان الكاتب كان يقصد الإسماعيلية بنصّه بل كل فكر ظلامي إرهابي يتلحف بالدين ويتبع أساليب القتل والبطش في سبيل تحقيق غاياته ومراميه سواء أكان على هذه الضفة او تلك.
في النص،
نحن امام رواية بنيت على مثلث: مزامير حسن الصباح، حاشية المزامير، الحاضر عند اكتشاف المزامير. هذا البناء جعل للنص ثلاثة مستويات مختلفة من حيث طبيعة اللغة المستعملة والأساليب الأدبية المستعملة. أجاد الكاتب كثيرًا في اللغة المعاصرة ولغة الحواشي، أمّا لغة المزامير فقد كانت أقّل جودة غلب المعنى فيها على المبنى وكانت تستحق المزيد من الجهد لتكون أمتن وأصعب وأقرب الى لغة القرن العاشر الميلادي.
لا يمكن حصر هذا النص في جنس أدبي واحد، فكمية التخيّل التاريخي رهيبة (ومتينة)، الفانتازيا متواجدة بقوة وعنف في عدة مواضع (خصوصًا مشهد رصد القبر وتحنيط جثث مريم وحبيب) مما يقربها من الرواية القوطية، السياسة حاضرة بالإضافة الى الآفات المجتمعية والقصة البوليسية في عملية ملاحقة المزامير من الجماعات المختلفة.
تنوعت ثيمات النص وأفكاره، فالتخيّل التاريخي اسقاط على الحاضر وتحذير من خطورة مجرياته، عبادة الفرد وتأليهه (ماضيًا وحاضرًا)، وهم الخرافات وقدرتها على السيطرة على الكثير من العقول (ولو كانت عقول علمية كالراوي)، الألغاز والرسائل المشفرة، الرشاوي والأدوار المشبوهة للشرطة وعدم استجابتهم السريع للحدث، الحب والموت، الأسطورة والعقلنة وغيرها...
سلبيات الرواية: 1- ص14 يقول شيخ البهرة انهم يريدون احراق المزامير لما تحتويه من اسرار: لم نلحظ هذا في المزامير، بل كانت معلومات يعرفها كل من لديه إطلاع بسيط على الباطنية.
2- ص49 يهجم الناس على الصباح في القيروان ويضربونه فيعطيه القاضي الجياد للهروب ويقول له انفذ بجلدك. بينما ص31 يقول الصباح انه ترك منزل الخاطئين وأخذ اهله فأقام في غرفة مهجورة من غرف طلبة الجامع... مرّ على ذلك زمن فرحل عنهم الى كتامة: هل طرد ام رحل بنفسه؟
3- ص154، لماذا سيكون عقد إمام حنفي (الإمام الحلواني) مع اسماعيلي؟
4- ص160، يلف ميرزاخان وصديقه غطاء صوفي يحتوي الراوي ويقفزان به من النافذة! ويسجنانه لاحقًا في بيت صلاة للباطنية ثم يستفيق الراوي في المستشفى!: لماذا خطفاه كيف تحرر؟
5- ص190�� ينقل كاتب الحاشية حديث عن أماياس الصنهاجي، وكاتب الحاشية من مريدي الصباح، وأماياس هو من خطف ابنة الصباح لحبيب بن أوس: كيف يعقل ان ينقل عنه الحديث وألا يقتله؟
6- ص217، تستدعي الشرطة الراوي بتعبير "اذا كان شعرك مبتلًا فلا يجف إلا عندنا" كناية عن اهمية الإستدعاء. ثم ص220 "لم يكن بيننا بعد ذلك غير كلام أجوف وأسئلة جيفة.." ما الداعي للإستدعاء ولهذه الصفحات؟!
7- حبكة "شدة الأذن" من الأستاذ عبد العزيز مزيودات لتعليمه العقلانية كادت ان تودي بحياة تلميذه الملاحق.
8- الحل بتبليغ "ثكنة الجيش" التي هجمت على بيت الراوي المحتل وأنهت الموقف لكأن الحل هو بالجيش!!!
يتخلل الرواية بعض الأخطاء التحريرية: ورود "ما جلي أو" ص96 ولم ترد في المزامير. ص126 طردت وليس "أطردت". ص219 تصاعدت وليس "أصاعدت". ص244، أخطأ باب المنزل او الغرفة وليس "باب البرج". ص290 تكرار لذات الجملة في 5 أسطر "وكانت أمي ذات بصيرة حين تدلهم من حولي الخطوب"، ص 303، لعلمها وليس "لعلمهما"
رغم ذلك، فالرواية تزخر بالإيجابيات التي غطّت على هذه السلبيات، الجهد واضح في كتابتها، وكانت ممتعة وسلسة رغم عدد صفحاتها.
قيامة الحشاشين. الهادي التيمومي. دار مسكلياني لو كنت تعتقد أنّ الجاحظ و رفعت اسماعيل لا يمكن أن يجتمعا بين دفتيّ كتاب واحد فقدْ جانبت الصواب. هاهو الهادي التيمومي الروائي التونسي يحقق هاته المعادلة الصعبة بكلّ بساطة و تلقائية. الرجل يؤلّف من وحي الخيال مزاميرا أشبه بالكتب المقدسة قبل أن يفقز في الصفحة التالية إلى تونس العاصمة المعاصرة و أحوازها بكلّ بكل خفة و رشاقة. يتلاعب باللغة بدون تكلّف مستعملا مفردات عربية، خلناها نُسيت، تعبق برائحة المجلدات القديمة يطوّعها التيمومي بما يناسب القرن الحادي و العشرين فيروي لنا ما حدث لبطله الجامعي قليل الحظ الذي عثر على رفات حسن ااصبّاح في حديقة منزله. حسن الصباح شيخ الجبل و زعيم فرقة الحشاشين المُهابة. في قيامة الحشاشين، يغادر ااصبّاح قرية ألموت و يتجوّل في حياة الراوي فيقلبها رأسا على عقب. و يسكن أيضا تفكيره فيضحي نوعا من الهوس سيقود الأحداث في نسق تصاعديّ مُحكم. لا يخرج البطل ساقه من حفرة حتى يقع في حفرة أخرى و هكذا دواليك حتى آخر صفحة. رواية فريدة صيغةً و محتوى و هي لا تخلو من طرافة رغم سيول الدماء و تراكم الأعضاء المبتورة و الجثث المبقورة. أنصح بها و بشدة.
ما هذه الرواية!! لقد تأكد لدى اعتقاد بأن الكتب التي أؤجلها كثيراً وأتردد في قراءتها هى التي تبهرني🤞🏻
لا أتذكر رواية عربية أثارتني وأدهشتني بهذا الشكل منذ قراءتي لرواية "الملف 42" لعبدالمجيد سباطة -وللعلم كان هذا منذ عامين!! __ "لسوف تتجدد مرة أخرى وتكتسي ثوباً أكثر أسطرة وأبعد تخييلاً وأوغل في الخرافة! فهكذا كانت طوال التاريخ تُبنى الأساطير وتتطور: كل جيل يزيدها تنميقاً ويضيف إليها فصولاً أكثر غرابة".
قيامة الحشاشين وعودة زعيمهم "حسن الصبّاح" وأسطورته على يد أستاذ جامعي!
تبدأ الرواية بأستاذ آثار جامعي، يذهب بندوة علمية إلى اليمن مع أحد أصدقائه، وفي خلال هذه الفترة يستغل تواجده هناك ليقابل جماعة "الباطنية" لاستشارتهم في بعض "المزامير" التي تخص طائفتهم حيث وجدها مدفونة في قبر في حديقته أثناء إجرائه لبعض الإصلاحات! تُفاجأ الجماعة بتراث سيدهم، وأسرار طائفتهم التي لا يُسمح لأحد كشفها، ومن هنا تبدأ اللعبة! __ أدهشني الكاتب في اختياره للحبكة. ففي رواية تمزج بين التاريخ والإثارة والتشويق! جعلني أعرف أكثر مما أتوقع وبأفضل مما يستطيع! فأنا بدأت الرواية ولم تكن لدي معرفة لا بحسن الصباح ولا بجماعة الحشاشين، وخرجت منها ولدى الكثير من المعلومات عنهم، والممتع أكثر أنه وضعها لي في إطار مشوق جعلني ألهث وراءها مما يجعل من الصعب علىّ نسيانها!!
رواية عبقرية، حابسة للأنفاس، وحمستني للغاية بمعرفة المزيد عن الصّباح وجماعة الحشاشين، وأعتقد بأنه سيكون لدى لقاء آخر قريب معهم عبر رواية "آلموت".
ما بين تونس واليمن وإيران. ومن القرن العاشر إلى الحادي والعشرين. حشاشون، رجال عصابات، أكاديميون وضباط شرطة...مزيج فريد في رواية واحدة.
يحصل الأستاذ الجامعي على مخطوطات من مزامير شيخ الجبل زعيم الحشاشين، برفقتها حواشٍ تكشف جانباً من عقيدتهم الباطنية وبعض مواقع آثارهم. وعليه فإن الرواية تسير بمحورين: العصر الحاضر بمغامرات الأكاديمي مع المتطرفين الذين يطاردونه، وعصر الحشاشين بما في ذلك فكر حسن الصباح وصراعاته وتحالفاته.
بالنسبة لي كان محور المغامرات مليئاً بالثغرات المنطقية، مزدحماً بشخصيات لا نعرف عنها سوى أقل القليل ولا تتطور خلال النص بشكل ملحوظ. هناك شيء من الإثارة ولا شك، غير أن النص لم يبذل جهداً لردم الثغرات في الحبكة.
أما محور المزامير والهوامش فوجدته محكماً من حيث اللغة والأجواء والأحداث. في هذا الجانب من الرواية تصبح اللغة كلاسيكية، ونلمس شيئاً من الواقعية السحرية مع بعض الفانتازيا التاريخية. أحببت هذا الجزء جداً.
من نافلة القول، أن النص تعوزه الدقة التاريخية، وهذا ليس مطلوباً في الروايات؛ هي ليست بكتب تاريخ على أي حال. كما تجدر الإشادة برسائل النص من حيث نقد التطرف الديني والتمسك بالخرافة إلى درجة القتل والتعذيب وبث الرعب في نفوس الآمنين.
هذه من الكتب التي يصعب علي تقييمها، فهي متقنة ومتينة في جانب، وركيكة في جانب آخر. ثمة نكهة دان براونية بين النصوص، وأعتقد أن الجودة كانت لتكون أفضل لو أن دور النشر لدينا تقدم خدمات تحرير أدبي.
آلموت، سلسلة الغزاة، قيامة الحشاشين، وسمرقند. أربع روايات قدمت الحشاشين بسياقات وطرح مختلف. أعتقد أنني قد اكتفيت من سيرتهم العطرة في الأعمال الأدبية. لعل الخطوة القادمة هي قراءة كتاب تاريخي يفند الواقع من الخيال.
بلغة عربية منمقة و بنفحة تاريخية نحن أمام سرد حكائي على ثلاث مستويات: متن و حواشي لمزامير حسن الصباح و شارحيها من قبل مريديه و مغامرة معاصرة لأستاذ عثر بالصدفة على قبر سيد القلعة و مؤسس جماعة السفاحين .
رواية رائعة استمتعت بقراءتها ... رواية قيامة الحشاشين, صدرت في 2021 ... للكاتب الهادي التيمومي ... و هي من صنف الرواية التاريخية ... تتحدث على طائفة الحشاشين ... و اول حاجة و قبل ما نبداو نحكيو على الرواية, خلينا نتعرفو على شكونهم الحشاشين هاذم ... هاذم فرقة من فرق الاسماعلية .. شكونهم الاسماعيلية ؟؟ هاذم فرقة من فرق الشيعة .. ماو الشيعة معروفها بكلها فرق و مذاهب, و كل فرقة تدعي الحقيقة و الأحقية في الحكم ... إذا الشيعة فيها برشا فرق كيما الاثنا عشرية متاع ايران و الا هاذي الاسماعيلية، الاسماعيلية هاذي زادا فيها فرق, منها الفرقة هاذي متاع الحشاشين الي تمردت على الفرقة الأم لاسباب سياسية .. و كيفاش التقسيم هذا صار ؟؟ مرة فما حاكم فاطمي .. من الدولة الفاطمية الي بدات في المهدية في تونس و بعد تحولت لمصر .. الحاكم الفاطمي هذا مات ... ياخي زوز ولادو تعاركو من أجل شنوا ؟ من أجل الحكم .. جماعة جاو مع الولد اللول و جماعة جاو مع الثاني, الحشاشين جاو مع الولد الثاني الي اسمو 'نزار المصطفى لدين الله' ... هاكا علاه يقلك هي فرقة نزارية, الحشاشين فرقة نزارية, يعني دعات لولاية الابن نزار هذا .... فكيما قلنا انقسمو مجموعتين .. مجموعة فازت و مجموعة يقودها راجل اسمو حسن الصباح جبدت روحها و هاجرت الى بلاد فارس الي نقولولها ايران (رغم انو حسن الصباح هذا اصلو من غادي) ... و حسن الصباح .. هو مؤسس الفرقة و هو رجل عظيم عندهم مُقدس, يقولو الشيخ المؤسس... و يقولولو شيخ الجبل : على خاطر عمل قلعة اسمها 'قلعة ألَموت' في قمة جبل و حصنها و ما خلاو حتى عدو يوصللهم ... شديدة التحصين, موجودة في بلاصة عالية و ما تنجمش الجيوش توصللها الا بصعوبة و هاكا الي يخليها محصنة ... يقلك شراها حسن الصباح من عند مالكها الاصلي و كون فيها جماعتو ... الي سماهم الفدائيون .. اتباع حسن الصباح هذا : من خلال قوة شخصيته استطاع ان يسيطر عليهم و يستقطب الاتباع ... و كانو مشهورييين بالاغتيالات السياسية, ديما اي مشكلة سياسية طريقتهم في الحرب مع العدو ليست بالجيوش .. بل يبقاو في قلعتهم المحصنة الي ما يوصللها حد و يبعثو عباد يندسو في وسط العدو و يعملو عملية اغتيال لشخصية سياسية كبيرة ...
كان هؤلاء الفدائيون يُلقون الرعب في قلوب الحكّام والأمراء المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمةفي ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد .... و يقلك حاولو حتى يغتالو صلاح الدين الأيوبي.
الحشاشون فعلا كانو يلقون الرعب في قلوب الحكام, و يقلك اسم الححشاشين جا من تسميتهم من قبل الصليبين بالbon ... assassin فما اقوال اخرى تقلك الي التسمية مختلف فيها, فما الي يقلك حشاشين جاية من مؤسسين .. نسبة 'للشيخ المؤسس' الي هو حسن الصباح ... و حشاشين جاية من 'حساسين' نسبة لاسم حسن الصباح شيخ الجبل قائدهم ... و فما يقلم حشاشين جاية من عساسين, الي يباتو الليل لكل يعسو و يحرسو في قلعتهم ... و فما قول زادا مشهور يقلك حشاشين جاية من الحشيش, على خاطر اسلوبهم في تكوين الفدائيين انو يعطيوهم الحشائش المخدرة باش يتخدرو و يعملو كل ما يطلبه منهم قائدهم (و بين قوسين و عودة للاغتيالات الارهابية في يومنا, برشا عمليات ارهابيين كبرى, كيف الارهابي يعمل مجزرة و في الاخير يتمكنو رجال المن او الجيش انهم قتلوه, و يهزو جثتو يحلولوها .. يلقاوه مدروغي, على خاطر فما نوع مالدروغ ... يخليه ماعاش يخاف و يتقدم نحو الموت بثبات .. فهاذي أقوال تقلك هاذي كانت طريقة الحشاشين في تجنيد الاتباع .. تكتبت برشا قصص عليهم,, حتى من قبل الاوروبيين, فما قصة يقلك كيفاش كانو يجندو في الفدائيين ؟ يقلك كانوا عاملين حديقة في قلعتهم قلعة ألموت, كأنها الجنة زارعين فيها و عاملين أنهار اسطناعية و عاملينها كاينها جنة ... , و كيف كانوا يستقطبو فدائي جديد يبدا غبي و هكذا كل الفدائيون للأسف هوم أغبياء و الا ما كان للارهابيين ان يجندوهم و يخدعوهم .. فيقلك كي يجيبو فدائي يكيفوه الحشيش و الدروغ, و كيف كيما نقولو يشيخ يدخلوه لهالحديقة هاكي .. و يكلمو حسن الصباح كأنه زعيم الحديقة و يقولولو راهي هاذي الجنة, و يلقا حوريات, من الانس بالطبيعة و يعمل جو و بعد كي يخرج يقولو كن فدائيا و ستعود الى تلك الجنة فيذهب و يندس في المجموعة السياسية التي يريدون النيل منها و يقوم بعملية اغتياله ... رغم انو فما شكون كذب صحة القصة هاذي .... الحاسيلو اول أو من اول فرق الاغتيال في العالم و في العالم الاسلامي .. هاذي الي كنا نحكيو عليها, طائفة الحشاشين, طائفة حسن الصباح.
و تاوا كعودة لروايتنا 'قيامة الحشاشين' ... الرواية الرائعة ... القصة متاعها تقلك الي فما استاذ تاريخ و أثار لقا مخطوطات متاع حسن الصباح قائد الحشاشين في قبر منسي ... فقام برحلة بحث الى اليمن باش يسال شيوخ من بقايا المذهب الاسماعيلي و الي هوما يتسماو الباطنية, والي مازالو موجودين عن المخطوطات الي لقاها و عن فك رموزها و حب يفهمها و يدرسها بحكم تخصصو في التاريخ .. لكنو تفاجئ كي لقاهم معادين اشد العداء لحسن الصباح و لطائفته, و فيبالهم الي الوثائق هاكي اندثرت مع وثائق اخرى فيها مزامير الصباح و تم اتلافها عبر التاريخ .. و في مذهبهم الجماعة هاذم الي مشالهم بطل الرواية في اليمن, هُم مأورون باتلافها و لو بقتل صاحبها ... و هذا الي اوقع بطل الروية في ورطة ... خلاتو يهرب من شيوخ الباطنية هاذم و بعد يلاحقوه حتى لبلادو و يدخلو لدارو و يكتفوه و يتفاوض معاهم باش يسلم النسخ الي لقاها .. على خاطرو موش حابب يسلمها بما انو استاذ تاريخ ... وفجأة باش تنقلب الاحداث, انو الطائفة الاصلانية الي هي تؤمن بالصباح و بالاسماعيلية النزارية هاذي, تسمع بالحكاية و تولي تعمل كل جهدها باش تسترجع الوثائق هاذي متاع شيخهم المقدس حسن الصباح ... و يوليو يشدو الجماعة متاع الطايفة لخرى و يذبحوهم على خاطرهم اتلفو بعضا من مزامير الصباح .. و من هنا تولي الرواية متاع رعب و اكشين ... و من غير ما نزيد نحرقلكم تفاضيلها ... اما متأكد الي هي رواية رائعة أدعوكم أن تقتنوها.
تلتقي الأسطورة بالواقع والتاريخ بالحاضر. تلوّن صفحات هذه الرواية التي أثراها التيمومي بأحلى وأجمل العبارات. لغة ساحرة لا تتكرر في الروايات! استمتعت وضعت قليلًا ، لكن وهل من متعة دون تيْه!؟ أحببتا.
طريقه كتابه الكاتب للنص مبدعه جدا و يتشابه مع دان براون...بامكاني تسميته كذلك دان براون العربي 😁 او هادي التيمومي نعم هكذا اصح !
تحتاج ان تفصل نفسك عن الواقع و تغوص في فنتازيا النص من البدايه و حتى النهايه بلا اتكاء قوي عقلاني ...و عليك بحقائق بحثيه عن الحشاشين هذا الدور الموسوم لك...عدا عن ذلك استمتع بمتعه نصيه متلاخقه ستاخذ الكثير من انفاسك... هناك عدد من المغالطات الغير مقنعه لكنك ستستمر بها حتى النهايه بلا توقف... الشكر موصول لنادي صناع الحرف ما كنت اهتديت للكاتب لوحدي مطلقا 😊 كنت سامنحها ٤ نجمات و لكن لاحساسي بطغيان الفانتازيا على الواقع التاريخي ما استطعت...و افضل الموت عليها كثيرا ...و اسعى لقراءه المزيد عن الفرق الباطنيه و الحشاشين بشكل خاص لاحقا!
رواية مكتوبة ببنى ذكيّة متماسكة نصًّا ولغةً وأفكارًا، ما جعل المعنى والمقصد منتظِمَين بثلاث سرديّات، المزامير والحواشي والسرد، تفاضلت وتبادلت لتُنتج روايةً استثنائيّة. لم تكن قراءة العمل هيّنة، فهي أشبه بأرضٍ صخريّة عليك أن تمهّد حرثها بمعول الصبر، فقلم التيمومي مغرزٌ حادٌّ، ما إن يشقّ الورقة حتّى يكرج السرد ماءً رقراقًا كسجينٍ انطلق حرًّا خارج قضبان سجن متّكلًا على ماضٍ قد يكون أسطورة وقد يكون حقيقة. لغة التيمومي ساحرة، فاخرة، مجنونة. يتلاعب بها كميريونيت مطيعة مدرارة. دلّلها أيّما تدليل في مزامير الصبّاح التي وأنت تقرأها تشعر أنّك تقرأ كتابًا مقدّسًّا كاتبه يأمر وينهي ويوبّخ ويتوعّد، لتنتقل إلى حاشية كلّ مزمور بلغة عتيقة عتق النبيذ، صادمة وشرسة شراشة باطنيّ يبقر بطن ظاهري، لينتهي الضجيج البلاغي في متن السرد الثالث في قصّة الأستاذ وحظّه العاثر إذ وجد نفسه يطارد شبح الصبّاح وخنجره وأتباعه من جهة، والبهرة والشرطة من جهة أخرى. المسكين يركض ويركض الكون كلّه خلفه. أن يكتب الروائي بثلاثة أزمنة وثلاثة مستويات في عمل واحد من دون أن يشعرك أنّ السارد واحد وزمن الكتابة واحد هو هبة ربّانيّة منحها الله لهذا الكاتب "المجرم". أغلب الكتّاب العرب لا يمكنهم السيطرة على نصوصهم وهذه كارثة الرواية العربيّة، لكنّ التيمومي، كأنّه تعاقد مع شالوم لمساعدته على إخضاع نصّه، يكتب ببنية يحكم عناصرها بقبضة من حديد فيسطر على الجزء ومن ثمّ الكل. اجتمع عنصر التشويق مع عنصر الرغبة في الاستكشاف بهذه الرواية، فنجح التيمومي أيّما نجاح بسرقة اهتمامي كقارئ من السطر الأوّل. تسأل وأنت تقرأ، ما بال الاسماعيليين أصبحوا في هذه الرواية من مذاهب مختلفة وهم كانوا في زمنٍ غابر أصحاب قضيّة واحدة؟ مزامير ومخطوطات ونبش قبور، سيوف وخناجر وبقر بطون وجزّ أعناق، مطاردات وجنّ وعفاريت، هذا يسرد وذاك يدوّن. كوكبة من الأحداث ودوّامة صراعات على مدار أكثر من 400 صفحة تقرأها من دون القدرة على أخذ أنفاس استراحة. وهذه الطريقة المثلى لكتابة رواية ضخمة (نوعًا وليس فقط كمًّا). استعمل الكاتب الكثير من التقنيّات في الكتابة ومنها: البنيويّة التحويليّة التي كانت متجسّدة بمزامير الصبّاح إذ استعمل اللغة فيها بطريقة ذكيّة ابتعدت عن الوصف ودخلت مرحلة التفسير في منحيين، المكتوب من الصبّاح والمنقول عن الصباح بلسان من عايشه وكان ذلك في متن الحواشي. كما واستعمل الكاتب أسلوب المطابقة في المزامير بطريقتين: الدلالة اللفظيّة للمطابقة (الكلمات)، والدلالة التصويريّة للمطابقة (الصور والرموز كصورة الجرّة والجمجمة). كما وكانت المطابقة التصويريّة حاضرة في المنمنات الفارسيّة التي فسّرها مصطفى، وفي شواد القبور وهي من حيل الكتابة بين الدال والمدلول.
نهايةً، يطول الحديث عن هذا العمل وكنت أودّ لو أكتب عن كلّ ما استخلصتُ من جماليّة هذا النص الأخّاذ. رواية لكلّ جيل أنصح بها جدًّا.
تفاجأت وأنا أقرأ للهادي التّيمومي للمرّة الثانية (أذكّر أنّ الرّوائيَّ يختلفُ عن سَمِيِّه المؤرّخ الشّهير) بهذا العالم التاريخيِّ العجائبيِّ المُعلنِ منذ عنوان الكتابِ والمستفحلِ كلّما توغّلتُ في صفحاتِه. فالقلم الكلاسيكيُّ الّذي قرأتُ له في أدب السّجونِ، هو ذاتُه هذا القلمُ الجامحُ الّذي يكتب في أدب المغامرة والفانتازيا، كأنّما تقرأ رواية لسامي المقدّم. وموضوع الرواية، هو ذاك الّذي أضحى مسرّة كتّاب رواية المغامرة والرواية التاريخيّة بعد موضة الأندلس. فما الّذي حمله على هذا؟
لا تروي قيامة الحشاشين تلك القصّة الرّائجة للحسن الصبّاح وفدائيّيه، وإنّما تخترع أحداثا غفل عنها التاريخُ لتربطها بالحاضر. عالم الآثار التونسيّ الّذي يجد قبر الداعيةِ الصبّاح ومخطوطات مليئة بالنبؤات واللعنات والقنابل التاريخية، لكنّه يتعرّض لمطاردة محمومة من أتباع الصبّاح وأعدائه، وعرقلة متواصلةٍ من البوليس التّونسيِّ. ويتشكّل النّصّ تقريبا من مكوّنات ثلاث تقريبا، المتن والحاشية والحاضر. فأما المتن، فهي نصوصٌ شعرية بلسان الحسن الصبّاح، ملغزة ككلام السحرة والعرّافين، وهي أسوأ أجزاء الرواية وأقلّها جودة. أسلوب شعر التفعيلة هو أركّ ما يمكن نسبته إلى داعيةٍ عاش في القرن الحادي عشر بعد الميلاد. تراكيب حديثة، واستعارات غريبة عن ذلك التّاريخ، وعبارات قبّانية من قبيل والمطر يسّاقط زخات زخات! هكذا! ومصطلحات لا يمكن للقرون الوسطى أن تعرفها كوحدة المتر (أمتار سبعة).. باختصار لم تحقّق المتون أية جماليّة كانت مطلوبة منها. وأما المكوّن الثاني فهو الحاشية، وهو شروح نثريّة للمتون، بلسان أتباع الصبّاح، ويتبع أسلوب الخبر كما استعملَ في أمّهات الكتب وفي الأدب العربي الكلاسيكيّ. والحقيقةُ أنّ الكاتب وجد في الحاشية لغته، وأمكن له استخراج التعابير البديعة، وتصوير الأحداث بسلاسة، وأحيانا يغلبه نسق الأحداث فينسى لوازم الحاشية، فيخرج عن قواعدها ومعجم كلامها ويُضعفُها. أما المكوّن الأخيرُ، فهو باقي النصّ ويُروى على لسانِ بطلِ القصّة في زماننا الحاضرِ، بلغةٍ حديثةٍ بسيطةٍ، يغلب عليها الحوارُ والتصوير الدراميُّ الجيّدُ. وفيها لُبّ المغامرةِ، حيث يتعرّض الراوي إلى أحجيات كثيرةٍ أغلبُها واهٍ وفيه الكثير من التكلّفِ، ومثل ذلك، رسم المخطوط الأوّل الّذي رسم فيه الصبّاح رمز تانيت القرطاجية لأتباعه. ولم يبق إلا أن يترك لهم بضع معادلات كيميائيّة لاختراع قنابل يدويّة الصنع!
وفي المجمل، فالنص مكتوب بعناية إلا في نهايته، وفيه حبكةٌ قصصيّة جيّدةٌ وجهدٌ يستحقّ الاحترام رغم الفتور الّذي طغى على الخاتمة فأفسدها. وإنّي لأجد فيه جرأة كبيرة على الموروث الدينيِّ من كاتبٍ التمستُ في كتابه الأوّل ميولا إديولوجيّة إسلاميّة، فنحن إزاء نصّ يستحضر الجانّ والسحر والتوراة ونبؤات آخر الزمان من عقائد الشيعة واليهود وغيرهم. وإذا ما تمعّنت في الأمرِ، وجدتُ هذا التجرُّؤ لا يشمل عقائد أهل السّنّة الّتي ينتمي إليها الرّاوي وأرجّح أنّها عقيدة المؤلّف أيضا. وإذا ما أطلتُ التمعّن، وجدتُني أمام نصّ يذكّرني بـ"احتلال" أهل الشيعة للبلاد التونسيّةِ، وانقلاب التونسيين عن هذا المذهب بمجرد رحيل أئمة الفاطمية إلى مصر. وجدتُني أمام نصٍّ يجعل من تونس في شخص حبيب بن أوس، أرض هزيمة نكراء للداعية الصبّاح وعقيدته، بل إنّه يقابل بين الحقد الّذي يميز عقيدة الصبّاح الشيعيّة، والحبّ الّذي يمتلئ به الحبيب بن أوس، فيطغى به على الصبّاح (من خلال مريم المكتومة). وفي اختراع هذه القصّة، تأصيل لعلاقة عداء قوية بين البلاد التونسيّة وعقيدة الشيعة، تعود في زمننا الحاضر للبروز، بمحاولات من أهل هذه العقيدة، للتسلل إلى مفاصل البلاد والسيطرة عليها. شيطنة لا حدود لها لعقيدة الشيعة من خلال فرقة قليلة الأنفار من فرقها، وربطها بالصهيونية بطريقة تذكرنا بمنشورات أحد رؤوس الإخوان المسلمين بتونس، أبو يعرب المرزوقي. ففي النصّ يربط الكاتب قيامة الحشاشين بقيامة بني إسرائيل في فلسطين، ويجعل للحسن الصبّاحِ رفيقا ومعلّما هو الساحر اليهوديّ الّذي سيطر على هاروت وماروت.
ولئن كنتُ أجدُ في كلّ هذه الأفكارِ مادّة للتندر والضحك أحيانا، ومنطلقا للسباب والشتم أحيانا أخرى، إذ يصرّ هؤلاء على إدارة رقابنا عن الكيان الّذي يرمينا بالصواريخ والقنابل منذ سبعين عاما، إلى عدوّه الّذي لم يحتلّ لنا بلادا (منطقة الأهواز منطقة نزاع ولا يزال أهلها فيها حتى وإن كانوا تحت سيطرة الفرس) وكلّ التهم الموجّهة إليه، لا نراها رؤي العين، بل نسمعها على لسان الأنظمة العميلة والحليفة للعدو الحقيقيِّ... رغم كلّ ذلك، لا أنكر براعة الكاتب في الوصول إلى هذه الصورة المشوّهة، وتعاملَه الذكيّ مع سلاح التمثّل representation الّذي يصنعه البناء القصصيُّ.
This entire review has been hidden because of spoilers.
إبن خلدون قال:"إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار ولكن في باطنه نظر وتحقيق" فما بالك إن إجتمع هذا التاريخ في نقله بنص متين وثري، نص ذو حياكة جميلة، نص إزدوج فيه سياق الأحداث بشكل فني كبير و تناسق فيه بناء أجزاء روايته بطريقة متلاحمة.
تمكن التيمومي بشدنا وإمتاعنا من خلال معجم عربي فصيح وأخاذ ومن خلال أساليب لغوية كانت في غاية البلاغة من سجع ونثر وسرد وشعر... كان واسع الرواية، يجعلك تلتهم الصفحات التهاما قتفنن في الكتابة وأبهرنا بزاده المعرفي والغوي. عمل يأسر القارئ شكلا ومضمونا.
"قيامة الحشاشين" رواية تاريخية، فانتازية، قوطية، بوليسية، دينية، سياسية،.. هي لغز شائك يحوم حوله الغموض. يبدأ حين يعثر أستاذ تاريخ تونسي في منزله المبني حديثا على قبر يحتوي خنجرا ورقاع أصلية لما دونه زعيم الحشاشين"حسن الصباح" شيخ الجبل و مؤسس الطائفة الإسماعيلية النارية، تتمثل في مزامير وعليها حاشية تشرحها تتضمن حسب رأيه عقيدته الصحيحة وكفاحه في الدعوة. فاستغل الأستاذ فرصة ذهابه إلى ندوة علمية باليمن وذهب ليستفسرأحد شيوخ الباطنية. من هنا تبدأ الأحداث تتشوك،إذ يجد نفسه ملاحقا من قبل مؤيدي حسن الصباح الذين يحاولون إسترجاع إرثهم المقدس وعصابة إخرى من معارضيه يسعون لإتلافها بكل السبل إلى جانب للشرطة التونسية التي إعتبرتها ثروة وطنية بينما راح هو يحاول جاهدا الإحتفاظ بها لإستغلالها في دراسات وبحوثه.
لطالما أسال "حسن الصباح" الحبر في عديد الروايات والتأويلات وبمختلف اللغات لكن لم أقرإ بهذه الحبكة والجمال.
جعل التيمومي القارئ يعيش حالة ذعر الراوي، يبحث معه، يحاول أن يكشف سرائر وخفايا التاريخ وجعله يطلع خبايا رهيبة عن فترة مرت عبر الزمن منذ 1000عام. راوح بين الماضي المظلم والحاضرو مزج بين الحقيقة والخيال. متون،حواشي وفصول لرواية استثنائية سعى القارئ مع الراوي لفك الرموز والدلالات و الأوامر المشفرة. راح ينتقل في الأمكنة من قلعة آلموت بفارس، ثم مصر و الإسكندرية، العراق و الشام، إفريقية و القيروان، كتامة، المغرب وجبال الأوراس. وتعرف إلى شخصيات مختلفة من مماليك ومحاربين، سحرةومنجمين، عرب وفارسيين، هندوس وإفريقيين. رموز، رسوم، إلتباسات، لغات، كلمات وأسامي ومعاني مختلفة. طلامس، فلك، لعنات، تنجيم، سحر، شعوذة وإستحضار للجان. كوابيس،هلوسة،رعب، حب، خيانة، غدر ووفاء. تعقب، مطاردة، ملاحقة، تحقيقات وإستجوابات ومغالطات. تشويق لا ينتهي وسباق مرهق يؤكد أن لا يقين مع التاريخ.
كروايته "الطاووس والغربان" إستعمل الهادي التيمومي نفس الأسلوب فلم تكن الأحداث إعتباطية بل ربط الكاتب الأحداث بالوضع الراهن بصراعاته السياسية وإختلافاته الايديولوجية و الدينية.صراع بين الخير والشر. نبش في الماضي المستور وكشف حقائقه وملابساته الإختلاف والتعصب، الإرهاب والترهيب والفتن المفتعلة حسب الأغراض والمصالح.
بدأت بمقولة وأنهي بأخرى لعبد الرحمان منيف"التاريخ يعلم الإنسان الدروس ويجعله أكثر وعيا، وأقدر على إتخاذ القرارات المناسبة. قلم الهادي التيمومي فخر للرواية العربية وفخر للأدب التونسي.
تقييم الكتاب ⭐️ عنوان الكتاب: "قيامة الحشاشين" - للكاتب الهادي التيمومي عدد الصفحات: 419 صفحة دار النشر: مسكيلياني . رأيي: "عجيب لقد اخذت الكتاب بناءً على تقييم القراء والآن استغرب من تقييمهم المرتفع له. الرواية بطابع تاريخي وديني تتحدث عن استاذ تاريخ ينبش قبر قديم لشخص يدعى (حسن الصباح) فيجد رفاته وكنز أثري يتضمن رقائق تدعى المزامير ولها متن وحاشية وخنجر. لا اعلم لماذا غادر أستاذ التاريخ لليمن ليلتقي بشيوخ الباطنية (قبل ان يقرأ مضمون هذه الرقائق) .. في بادئ الامر يعلل ذلك على انها غير مفهومه ومشفره ولكن اجد انه استطاع قرائتها بسهوله لاحقًا. يصبح الاستاذ نابش القبر مطارناً من قبل الباطنيين وذلك لنيتهم لحرق ما توصل اليه من رقائق ولكن هو يسعى لان يحتفظ بالكنز الاثري الذي تحصل عليه، فهل سيتمكن من حماية كنزه؟ الرواية تشبه نوعًا ما أسلوب دان براون في السرد وتسلسل الأحداث ولكن أرى انه لم يوفق في اختيار الموضوع.. رواية لم ترق لي وذلك لاحتوائها على الكثير من الأمور الدينية المخالفة لمعتقداتنا، فالكتب يتحدث عن مذهب الباطنية والاسماعيلية وان الأستاذ الهارب سني، كما تحدث عن الفاطميين. لاحظت في محتوى الرواية ترفيع للناس بمثابة الإله (استغفر الله) وافعال فيها من الكفر والعياذ بالله، ولم يعجبني ذكر الكاتب للايات القرآنية لتوضيح تصرفات بعض الشخصيات (استخدامها في الوصف مثلا): "أني سهوت أو غفلتُ، فأعيد القراءة مرة أخرى بتمعن وتركيز.. (لا تحرك به لسانك لتعجل به..) حتى اطمئن لطي رقاقة وفتح أخرى. <- فهنا يشبه الكاتب الرقاقة بالقرآن (فالآية تتحدث عن آيات القرآن الكريم) - أستغفر الله. لم يعجبني كذلك وصفه للملكين هاروت وماروت فقد وصفهم في كتابه على انهم من الجن واستدعى ساحر لينبؤوه عن مستقبله ويلعنوا من ينبش قبره!! وفي نهاية كل حاشية تذكر هذه الجمله (مولائي علي مدد)!!" . ملاحظة: "رواية استنزفت طاقتي لقراءتها وذلك لانني اصريت على ان انتهي منها رغم اني لم استمتع بقراءتها، الرواية لا تصلح لجميع الأعمار ولا انصح بقرائتها."
قيامة الحشاشين الكاتب الهادي التيمومي النوع رواية عدد الصفحات ٤١٩ صفحة التقييم ⭐️⭐️⭐️⭐️ يبدع الكاتب برواية بخطين زمنيين الخط الزمني الاول تدور احداثه قبل الالاف السنين لقيامة فرقة الحشاشين وبعض من اعمالهم وخليط من احداث لاناس في وقتهم والخط الزمني الحديث تدور احداثه بوقتنا الحضاري الحالي حيث يكتشف عالم مزامير او مخطوطات لفرقة الحشاشين الاحداث شيقة تاخد طابعا بوليسيا وتشويقيا لفك رموز المخطوطات
رواية ممتازة بل أكثر من رائعة. ما كنت أحسب أن رواية تونسية يمكن أن تصل إلى هذا المستوى من الإبداع و ما كنت أحسب أن هناك مؤرخا تونسيا له مثل هذا الخيال الخصب و الأسلوب الشيق. الرواية تتحدث عن الشيعة الباطنية و فيها رسائل مبطنة. لكن حقيقة بقدر ما كانت الرواية رائعة و مشوقة لأبعد الحدود، بقدر ما كانت النهاية مخيبة للآمال و محبطة، تشعر كأن الكاتب غلبته الأحداث فلم يستطع إنهاءها إلا بتلك الطريقة السهلة غير المتوقعة. على كل حال، إكتشفت رواية ممتازة أعجبتني كثيرا و شجعتني على مزيد المطالعة لهذا المؤلف.
اقتنيت الرواية و أنا لا أملك أدنى فكرة عنها و لا عن كاتبها و الحمد لله لم تخيب ظني ،أول ما تبادر إلى ذهني عند قراءة عنوانها و هو حسن الصباح و طائفته و الأسطورة التي تقول بأنه كان يناول أتباعه حشائش أدمنوها ليسيطر عليهم تأخذك الرواية التي بدأت أحداثها باليمن عند زيارة أستاذ التاريخ منطقة الحطيب لتقصي بعض المعلومات عن المزامير و ما تحمله من أسرار و التي وجدها حديقة منزله بتونس، ثم إلى قلعة ألموت التي استوطنها حسن الصباح قبل ألف سنة من خلال قراءة مزامير حسن الصباح و حواشيها و محاولة فك رموزها مع أستاذ التاريخ و صديقه، استمتعت كثيرا بذلك خاصة بعد قراءة المزامير و محاولة فك بعض رموزها قبل أن أتابع القراءة (يبدو بأني تأثرت كثيرا ب الاستاذ عبد العزيز) أسلوب الكاتب في السرد مشوق يجعلك تعيش الأحداث بدقة، و طريقته في الوصف زادت من جمالية الرواية أنهيت الرواية في ثلاثة أيام و سأقرأ أعمالا أخرى للكاتب هادي التيمومي في المستقبل ان شاء الله
تبدأ القصة بٱكتشاف أستاذ تاريخ قبر حسن الصباح(زعيم الحشاشين)في منزله مع مخطوطات ذات قيمة علمية فريدة. فيذهب إلى اليمن موطن الإسماعيلية، ليشبع نهمه المعرفي و يتبين كنه ٱكتشافه. ليجد نفسه مطاردا من قبل جماعة البهرة(المعادية للشيخ الجبل) ،و هذا بعد رفضه تسليم الكنز الذي ظفر به.إذ أن هذا الأخير يشكل تهديدا لهذه الجماعة. فيعود إلى تونس بعد كر و فر خائفا وجلا. ثم يكتشف بعد ذلك أن مناصري الصباح يترصدونه لٱسترجاع مآثر شيخهم الجليل. فيدخل في متاهة مرعبة، فيرثي حظه ليستسلم إلى قدره المحتوم الذي رسمته له شخصية دموية منذ عقود. ليكون بذلك ضحية التنبؤات الموجودة على المزامير المدججة. لم ترضني النهاية إذ ٱقتلعتني من عالم فانتازي إلى آخر واقعي ،فأحبطتني قليلا. لقد أطنب الهادي التيمومي في تدبيج لغة الرواية،فجذبتني بحسنها حتى لو لم تكن الأحداث متسارعة في البداية. ٱستمتعت بقراءة كل متن رغم ٱستعصاء فهمه.و لكني أظن أن سر هيبته و جماله كامن في هذا العسر. و لكن قراءة الحواشي التي من المفترض أن تميط اللثام عن هذه "الطلاسم"،لم تكن سلسة بالنسبة لي ،إذ ٱختلطت علي الأسماء و الشخصيات فلم أقف على كل ثنايا الأحداث. و كانت تدخلات الأستاذ عبد العزيز في غاية الثراء و النفع خاصة في فك الرموز.
This entire review has been hidden because of spoilers.
عندما يكتب الأديب فيبدع في اعادة تدوير التاريخ،.رواية تدمج ما بين الفانتازيا و التوثيق التاريخي تنبش في تاريخ فرقة غامضة و تنفض الغبار عن شخصية حسن الصباح المثيرة للجدل، ربما كتب عنها الكثير من الروائيين في روايات أخرى لكنّ الهادي التيمومي لم يقف عند حدود ذكر مغامرات الفرقة من عمليات القتل و النهب والترويع،
وانما بين لنا كيف تتشكل مثل هذه الدوغمائيات و من أين تأتي وما علاقة ذلك بالخرافة والأساطير و بالسحر و الشعوذة؟! ايضا تتضمن الرواية قصة ابنة حسن الصباح التي أحبت شخصية لا تتفق معه في كل رؤاه ويفنده وجعل ابنته هي مصدر ألمه وكأنه اعتمد فلسفة اليين و اليانغ الشيء و نقيضه....
كل هذه الاحداث تتداخل مع بعضها في تحفة أدبية مصاغه بلغه عربية أصيلة تتضمن قراءة لمزامير و متن و حواشي متماسكة جدا و متناغمه مع ظرفيتها الزمانية والمكانية
بعد أن أنهيت رواية (( آلموت )) بما فيها من أحداث وشخصيات تاريخية بارزة ومهمة في عصرها, اجتاحتني رغبة عارمة في مواصلة البحث عن طائفة الحشاشين وقائدهم " حسن الصباح –الملق� ب شيخ الجبل ", لتأخذني إبحاثي إلى أقصى المغرب العربي وتحديداً إلى فناء منزل الأستاذ الجامعي الذي وجد في بيتهِ قبراً يحوي جثة متحللة تعود إلى قرابة ألف سنة ومجموعة من الرقاع وخنجر ذا نصل أصفر, ولأنهُ متخصصاً في الأبحاث والآثار فقد وقعت عينيه على الرقاع والخنجر متجاهلاً كل التلميحات الأخرى التي يضمها القبر في أعماقهِ المظلمة, وراح يتسأل عن مصدر هذه المزامير هل هي تلك التي كان يكتبها شيخ الجبل في قلعتهِ الحصينة ؟ يا خنجري القتال, يا باعج البطون كم من قلوب مزقت, كم من رقاب قطعت بحدك المسنون أودعت فيك لعنتي, فاسفك دماهم أجمعين ليس لي جيش عرمرم يستبيح الأرض أو يغزو الحصون بلا عصبة للحق, واحدها بألف لا تهاب ولا تهون رواية تهاجمك منذ صفحتها الأولى, لتجد ذلك الخنجر الأبلق مغروساً في خاصرتكَ شالاً لكامل حركتك برأسه الأصفر ونقوشه المذهبة, لتجد نفسك بين نارين, قراءة هذا العمل الأدبي بتمعن وتأني أو أن تلتهم الصفحات قبل أن يمزق أحشائكَ الأبلق, تأخذك الرواية إلى مزامير كتبها ( حسن الصباح ) وتتكون من سبعة متون, لكل متن حاشية كتبها أحد معاوني الصباح تكشف أسرار ونبوءات الصباح, هل الصباح مقاتل شرس؟ أم نبي ؟ أم مشعوذ ؟ وما هي علاقتهِ بهاروت وماروت ؟ ولماذا كتب أبيات شعرية عن أبنته مريم المكتومة ؟ ولماذا أختار أن يدفن في تونس ؟ وما سر تلك الرموز والنقوش الموجودة بالقرب من قبرهِ ؟ من غير وضوءً جاء العلجُ ليأكل تفاحة قلبي يا مكتومة يا تفاحة قلبي والفاجر يجمع قطعان الأكلب, ويؤلبها فتبول بحرثي وتنجس دربي هي أسئلة عديدة تجيب عنها هذه المزامير, التي كلما قرأتها تخيل لي إن حسن الصباح كتبها بيده حقاً "لست من أولئك الذين لا يعدوا إيمانهم أن يكونوا خوفاً من يوم الحساب" فليس من المعقول أن تخرج هذه الكلمات إلا من شخص موهوب وذكي ومهيب, فهذه المزامير تزعم إن الصباح لم يمت وقد عاد لاستئناف مشروعه المظلم ومن الأراضي الأفريقية حيث الدعوة الفاطمية الحقة. رواية تأخذك للتعمق في معرفة طوائف عدة من خلال السرد المنمق بلغة عربية سلسة, عن "البهرة المستعليين والحشاشين وأهل الحديث" ولربما كان الكاتب بشكل مبطن ضلال الطائفة الإسماعيلية والتحذير من الفكر الظلامي لها, فهي مزيج بين الأسطورة والتاريخ والواقع بأجمل وأحلى العبارات وبلغة ساحرة.... "ما تعلمت من المدارس النظيفة عُشر ما تعلمناه من الحظائر القذرة"
الرواية هاذي دوبا ما شديتها في يدي تفجعت من رزن الكتاب خاصة إلي كنت مقررة نكملها قبل ما يوفا العام و بالرغم إلي هي رواية طويلة أما قراءتها كانت ساهلة خاطر الحبكة مزيانة بالرغم من الموضوع الثقيل متاع الرواية: فرقة الحشاشين و مؤسسها حسن الصباح إلي تنسجت حولهم برشا حكايات و أقاويل ما نجموش نفرزو الصحيح منها مالغالط أما ديما تقعد الجماعة هاذي متسربلة بطيف من الغموض و نوع من السحر يخلي أي قارئ مهتم خاصة بالتاريخ والدين والسياسة يستمتع بأحداث هذه الرواية.
كنت كل مرة نحل فيها الكتاب و نبدى نقرى نحس روحي نقلت لزمن آخر خاصة و أنا نقرى في مزامير حسن الصباح و حواشيها إلي ما نجمتش نعرف هل هي كلها من نسج خيال الكاتب و لا إستعان بمخطوطات و وثائق تاريخية. أما مهما يكون فكانت أكبر درجات المتعة في الرواية هي هذه الرحلة الزمنية و العقائدية الغريبة.
و بالطبيعة ما نجموش ننساو الإشادة بالغة الي تكتبت بيها الرواية. ما نتفكرش في المدة الأخيرة إني قريت رواية عربية حديثة مكتوبة بلغة جميلة و بليغة كيما قيامة الحشاشين.
العتب الوحيد إلي عندي عالرواية هي النهاية حسيتها ماكانتش في مستوى الحبكة ككل. بخلاف هذا في رأيي هذه الرواية تستحق تترشح و حتى تفوز بالبوكر العربي.
ملاحظة: إلي ناوي يقراها يحضر روحو لكمية المعلومات و التسميات و الوقائع و الطوائف المختلفة إلي تناولتها الرواية
رواية مثيرة حقا. تعلمت فيها الكثير عن عصر تونس الوسيط و الذي يبدأ بالمناسبة منذ القرن 7 مع أول غزو إسلامي (الدولة الأموية) و ينتهي مع القرن 16 بسيطرة الدولة. لا أنكر أنه أصابني الدوار مازلت لم أفهم تعدد الإنقسامات في الشيعة. لم أفهم أيضاً لماذا المذهب الإسلامي في تونس سني و ليس شيعي؟ أعتقد أن الكتاب يستحق قراءة ثانية. و الكثير و الكثير من البحث أحببته ❤️
عزاءُ عيناي الجافتينِ وظهريَ المتصلبُ أنني تمتعت جدًا بهذه الرواية البديعة..!، ماشعرتُ بالوقت، وماكان نومي إلا رغبةً لإكمالها بذهنٍ صافٍ هذا وإلا أنهيتهُا بجلسةٍ واحدة..!، من الروايات التي تتقطع لأجلها الأنفاس وتشخصُ الأبصارُ لثناياها خوفًا وفزع..!، حماسٌ مُهيب تبعثرتَ له كل الرتابةِ والملل المُحيطُ بي، ما أروعها من رواية، وما أجملها من كلمات، أناقةُ السرد لا تُسرد، وجمالُ الوصفُ لا يُوصف..!، كلماتٌ ساحرة ألقت بسحرها عليِّ وأصابتني بمقتل..!، وهو ضعفي لكل ماهو جميل وآسر، فضعفت لأجل هذه الرواية وآسرني ما رأيتُ فيها من جمالِ الكَلمِ والفحوى، وأني لأراني الآن مبالغًا وماهذا إلا تأثير اللحظةِ حيثُ أني أكتب هذه السطور فور إغلاقي للكتاب، إلا أنها تبقى دليلًا على الاثر التي تتركه كرواية جميلة ومدهشة، إلا أنك ياعزيز القارىء لن تجد فيها أحداثًا تاريخيةً مهمةً لفرقةِ الحشاشين، كتلك الأحداث التي نجدها في كتب التاريخ، لكن ستجد فيها مايثير فضولك لهذا العالم، وقد أبدع الكاتب حقيقةً إن كان هذا من مقاصدِ هذه الرواية